27 - 04 - 2024, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 159061 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! هوشَعْنا في العُلى!" تشير عبارة "تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة" إلى الهُتَاف الطّقسي الذي يُردّده الشَّعب في يوم الشَّعانين (مزمور 118: 25-26). أمَّا عبارة "مَملَكةُ أَبينا داود" فتشير إلى هُتَاف الجموع عن عودة مملكة داود بسبب وعد الله لداود الملك: " وإذا تَمَّت أيَّامُكَ وآضطَجَعتَ مع آبائِكَ، أقيمُ مَن يَخلُفُكَ مِن نَسلِكَ الَّذي يَخرُجُ مِن صُلبكَ، واثبِّتُ ملكَه. فهو يَبْني بَيتًا لآِسْمي، وأَنَّا اثبِّتُ عَرشَ مُلكِه لِلأَبَد " (2 صموئيل 7: 12-14). فمملكة أبينا داود هي مملكة المسيح الذي كان اليهود يتوقَّعون مجيئه، وكان داود أوصل تلك المملكة إلى ذروة مجدها، فرجا الشَّعب أن المسيح يردُّ إليها ذلك المجد. فكان داود رمزًا إلى المسيح، ومملكته رمزًا إلى ملكوته. بارك المحتفلون الملك والمملكة. ولهذا الهُتَاف إذًا معنى مسيحاني ومَلكي، كما يوضَّحه إنجيل لوقا "تبارك الملك" (لوقا 19: 38)، وهي إشارة لناسوت المسيح وتجسِّده. وقد أشارت صفحات الإنجيل موضوع الملك المسيحاني، ولا سيما في رواية الآلام وموضوع الحوار بين يسوع وبيلاطس (يوحنا 19: 3-21). ومناسبة دخول يسوع احتفاليًا إلى أورَشَليم هي مناسبة يحتفل بذكراها المسيحيُّون في يوم أحد الشَّعانين. |
||||
27 - 04 - 2024, 01:45 PM | رقم المشاركة : ( 159062 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ودخَلَ ُأورَشَليم فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر تشير عبارة " دخَلَ ُأورَشَليم فالهَيكَل " إلى توجّه يسوع توًا إلى الهيكل حيث نراه يتفقده بسلطان. فلم يكن شغله الشَّاغل سياسة اليهود وحروبهم بل ديانتهم. فالخلاص الذي يحمله، والملكوت الذي يُعلنه، يتعارضان مع السّلطات الاقتصاديَّة والسّياسيَّة والدِّينيَّة التي تبرز من خلال محكمته لدى اليهود والرُّومان. |
||||
27 - 04 - 2024, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 159063 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ودخَلَ ُأورَشَليم فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر "أَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه" فتشير إلى تفقد يسوع كل مرافق الهيكل بما فيه فناء الوثنيين وفناء النِّساء وفناء الرِّجال، لا فناء الكهنة المقتصر عليهم وحدهم (مرقس 14: 58). وقد انفرد إنجيل مرقس في ذكرها الوصف. فالمسيح لم يعمل في ذلك اليوم سوى دخوله المدينة والهيكل ومشاهدته مدنَسات ذلك الموضع التي طرحها في الغد. وبهذا أشار يسوع أنَّه رَبُّ الهيكل. وسيأتي وقت يطرد منه الباعة، لأنّه بَيْتَ صلاة لليهود والأمم ليس بَيتَ تِجارَة (يوحنا 2: 16). وهنا نجد الفرق بين أهل أورَشَليم الذين يجهلون حقيقة هوية يسوع والجموع من أهل الجليل الذين كانوا قد صعدوا إلى العيد والذين كانوا قد عرفوا يسوع عن طرق كرازته ومعجزاته في الجليل. |
||||
27 - 04 - 2024, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 159064 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ودخَلَ ُأورَشَليم فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر " فخَرَجَ إلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر" فتشير إلى لجوء يسوع إلى بَيْتَ عَنْيَا ليقضي ليلته طلبًا للأمن والصَّلاة وتعليم تلاميذه. وفي كل ليلة من ليالي أسبوع الآلام، كان يسوع يذهب خارجًا إلى جبل الزَّيتون ويلتجأ إلى بَيْتَ عَنْيَا. |
||||
27 - 04 - 2024, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 159065 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هدف أحد الشَّعانين كلمة "شعانين" في الأصل اليوناني ل½،دƒخ±خ½خ½خ¬ (أوصانا) مشتقة من كلمة عبريَّة "هوشعنا" הוض¹×©×پض·×¢ض¾×*ض¸×گ، وهي من جذر سرياني ومعناها "امنح الخلاص" كما ورد في المزمور "הוض¹×©×پض´×™×¢ض¸×” ×*ض¼ض¸×گ" (مزمور 118: 25). ويقول التَّلمود أن هذا المزمور الذي يشمل هذه الكلمة كان ينطلق من أفواه الشَّعب ضمن هُتَافهم وهم يهزُّون الأغصان في أيديهم أثناء عيد المظال. وهي دعوة شعب متضايق يطلب من مَلِكِه أو إلهِهِ أن يُسرع هرع لخلاصِه. أحد الشَّعانين هو الأحد الذي يسبق الفصح عندما دخل المسيح مدينة القدس. وهو أول يوم من الأسبوع المقدس وآخر أسبوع في حياة المسيح على الأرض. إذ دخل يسوع في موكبٍ عظيم ارتجَّت له المدينة كلها، ولم يكن هذا العمل بقصد طلب مجد عَالَمي أو نوال كرامة أو سلطة، إنَّمَا هو موكب روحي يمس حياتنا الدَّاخليَّة وخلاصنا الأبدي، كما اكّد ذلك القديس بطرس الرَّسول: "لا خَلاصَ بأَحَدٍ غَيرِه، لأنّه ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص" (أعمال الرسل 4: 12). ومن هنا تأتي أهميَّة دخول يسوع إلى القدس منتصرًا ليدشِّن أسبوع الآلام، ويُتمِّم وعد الأنبياء، ويؤكد أنَّه المسيح المنتظر الذي يحمل الخلاص للجميع دون استثناء. |
||||
27 - 04 - 2024, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 159066 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يكرس الإنجيل الفصول الأخيرة لسرد الحوادث التي حصلت في مدة الأيام الثَّمانية الأخيرة من حياة يسوع بدايةً من دخوله الاحتفالي إلى أورَشَليم في أحد الشَّعانين. وحدث هذا الدُّخول في يوم الأحد في بداية الأسبوع الذي صُلب فيه يسوع، وكان الاحتفال بعيد الفصح اليهودي على وشك أن يبدأ، وكان اليهود يأتون من جميع جهات العَالَم الرُّوماني طيلة أيام هذا الأسبوع للاحتفال بذِكرى الخروج من مصر (خروج 13). في مثل هذا اليوم دخل يسوع إلى أورَشَليم احتفاليًا في موكبٍ مهيب ٍ متوجهًا إلى مصيره ومُحقِّقًا ما سبق وأعلنه عدة مرات أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم: "َابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، فيَحكُمونَ علَيه بِالمَوت، ويُسلِمونَه إلى الوَثَنِيِّين، فَيسخَرونَ مِنه، ويَبصُقونَ علَيه ويَجلِدونَه ويَقتُلونَه، وبَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم." (مرقس10: 32-34). في هذا اليوم نبدأ مسيرة آلام سيدنا يسوع المسيح التي قِمَّتُها يوم الجمعة العظيمة على الجلجلة، ولكن نهايتها يوم أحد الفصح والقيامة. جاء السَّيد المسيح لقيادة موكب الصَّليب بنفسه، ويملك على خشبة الصَّليب، مُقدِّمًا حياته عن شعبه. ويعلق البابا فرنسيس: "مات المسيح وهو يصرخ معلنًا محبّته لكلّ واحد منّا: للشبّان والشُّيوخ، للقدّيسين والخطأة؛ محبّته لمن عاش في زمنه ولمن يعيش في زمننا هذا". |
||||
27 - 04 - 2024, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 159067 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دخل يسوع نبيًا إلى أورَشَليم لكي يُتمِّم نبوءات الأنبياء: أشعيا وزكريا. وصَل يسوع إلى بَيْتَ فاجي، ودخل أورَشَليم نبيّا حقيقيًا مُصغيًا إلى صوت الآب لكي يُعرّف مشيئته تعالى للبشر. دخل المدينة نبيًا راكبًا على أتان تأكيدًا على أنَّه المسيح المًلك الوديع تتميمًا لنبوءة أشعيا: "قولوا لِآبنَةِ صِهْيون: هُوَذا خَلاصُكِ آتٍ هُوَذا جَزاؤُه معَه وأُجرَتُه أَمامَه" (أشعيا 62: 11)، ولتحقيق نبوءة زكريا أيضًا القائل "اِبتَهِجي جِدًّا يا بِنتَ صِهْيون وآهتِفي يا بنتَ ُأورَشَليم هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا راكِبًا على حِمَار وعلى جَحشٍ آبنِ أتان" (زكريا 9 :9). كان الجموع الذين يتقدمون يسوع ويتبعونه يتمِّمون نبوءة زكريا، ويتكلمون عن عودة مملكة داود (2 صموئيل 7: 12-14) بهُتَافهم: "تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! "(مرقس 11: 10). إنّه ليس مَلِكًا متعجرفًا، بل ملك وديع ومتواضع، يأتي فقط كي يُخلّص شعبه ويمنحه السَّلام، وذلك ببذل ذاته فدية لشعبه. ودخول يسوع إلى أورَشَليم هي أيضًا تتمّة لنبوءات سفر صموئيل الثَّاني وأشعيا وملاخي: " يَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الَّذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الَّذي تَرتَضونَ بِه" (ملاخي 3: 1). وكل النبوءات والتوقعات تتحقق في شخصه. "ويُعلق البابا فرنسيس "يسوع يدخل المدينة مُحاطًا بشعبه، ومُحاطًا بتسابيح وبهُتَافات صاخبة: أصوات الابن الذي غُفر له، والأبرص الذي شُفي، والعشار وصراخ الذي كان يعيش على هامش المدينة. إنَّه صراخ رجال ونساء تبعوه لأنّهم اختبروا تعاطفه إزاء معاناتهم وبؤسهم، فاختبروا مغفرته لهم واستعادوا الثِّقة والرَّجاء. ف كيف لا يهتفون للذي أعاد إليهم كرامتهم ورجاءهم؟ أصوات تتردَّد صداها بقوّة في هذا الموكب، كلّ الأصوات معًا". |
||||
27 - 04 - 2024, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 159068 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا فرنسيس "مات المسيح وهو يصرخ معلنًا محبّته لكلّ واحد منّا للشبّان والشُّيوخ، للقدّيسين والخطأة؛ محبّته لمن عاش في زمنه ولمن يعيش في زمننا هذا" |
||||
27 - 04 - 2024, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 159069 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا فرنسيس "يسوع يدخل المدينة مُحاطًا بشعبه، ومُحاطًا بتسابيح وبهُتَافات صاخبة أصوات الابن الذي غُفر له، والأبرص الذي شُفي، والعشار وصراخ الذي كان يعيش على هامش المدينة. إنَّه صراخ رجال ونساء تبعوه لأنّهم اختبروا تعاطفه إزاء معاناتهم وبؤسهم، فاختبروا مغفرته لهم واستعادوا الثِّقة والرَّجاء. ف كيف لا يهتفون للذي أعاد إليهم كرامتهم ورجاءهم؟ أصوات تتردَّد صداها بقوّة في هذا الموكب، كلّ الأصوات معًا". |
||||
27 - 04 - 2024, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 159070 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت ساعة الصَّليب تقترب. دخل يسوع إلى أورَشَليم كاهنًا ليُدشّن العِبادة الجديدة، عِبادة العهد الجديد الأبدي، حيث لا يُقدّم ذبائح حيوانيّة، بل ذاته على مذبح الصَّليب. ولذلك يتوجب على يسوع أن يوضِّح الأمر جليًا الآن: إمَّا انه المسيح، وإمَّا أن تكون حياته قائمة على الخطأ. لكن طريقة دخوله أوضَحت أنَّه المسيح المنتظر. وهناك ثلاثة أمور دلَّت على هذا الأمر: ارتباط المشهد بجبل الزَّيتون، وإحضار جَحْش، والإشارة إلى مملكة داود. وهذه الأمور الثَّلاثة كشفت عن طبيعة الموكب أنَّه ليس موكبُ رجلِ حربٍ، وإنَّمَا موكبُ المسيح المنتظر المُخلص. أمَّا عن جبل الزَّيتون فقد أنبأ زكريا النَّبي: تَقِفُ قَدَماه في ذلك اليَومِ على جَبَلِ الزَّيتونِ الَّذي قُبالَةَ ُأورَشَليم إلى الشَّرق، فيَنشَقُّ جَبَلُ الزَّيتونِ مِن نِصفِه نَحوَ الشَّرْقِ ونَحوَ الغَرْبِ وادِيًا عَظيمًا جِدًّا، ويَنفَصِلُ نِصفُ الجَبَلِ إلى الشَّمالِ ونِصفُه إلى الجَنوب... ويأتي الرَّبُّ إِلهي وجَميعُ القِديسينَ معَه" (زكريا 14: 4-5). لهذا كانت توقُّعات اليهود أن مجيء المسيح مُرتبط بجبل الزَّيتون، كما أكّد على ذلك المؤرّخ يوسيفوس فلافيوس. |
||||