14 - 01 - 2017, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 15821 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مؤسّسة الضّلال أم كنيسة الأنبياء؟!.
غير صحيح أنّ في الكنيسة، أو أنّ الكنيسة، “مؤسّسة مقدّسة”. هذه مقولة خاطئة. لا الكنيسة مؤسّسة، ولا هناك مؤسّسة مقدّسة. القداسة، في جوهرها، روح يطال الأشخاص في الجماعة ولا يطال المؤسّسة!. “أنتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم”. القدسيّة من حضور الرّوح في الجماعة لا من المؤسّسة ومفاعيلها. طبيعيّ أن ترى الجماعة إلى تنظيم ما لترتيب أمورها، لكنْ تبقى الجماعة هي الأساس والإطار، ولا تستمرّ الكنيسة إلّا بالرّوح في الجماعة، لا بالمؤسّسة، ولو احتاجت الجماعة، أبدًا، إلى تنظيم ما. أن تتحوّل الكنيسة إلى “مؤسّسة مقدّسة”، ومن ثمّ إلى مؤسّسات تتفرّع منها، فهذا انحراف خطير!. الوجوه هي قطب الاهتمام لا التّنظيم!. وإذا ما قلت وجهًا قلت وجهًا من وجه ربِّك. قولة المؤمن، في كلّ حال، هي: “وجهك يا ربّ أنا ألتمس”!. الكنيسة قائمة بروح القداسة. الكلّ فيها من القداسة وفي القداسة وللقداسة. بالقداسة، وحدها، تبقى وجهة الجماعة ربّها. أمّا المؤسّسة فمتى أضحت هي المرجع، مهما كانت القواعد الّتي تستند إليها، في الظّاهر، صحيحة، ومهما كانت الشّعارات الّتي تبرّر بها تدابيرها معبّرة، فإنّها تُحدث، في العمق، حيدانًا عن الله كمحور، طعنًا للعلاقة بالله، يؤول، لا محالة، إلى علاقة شكليّة بالله، أي إلى انقطاع فعليّ عنه، كحضور ثابت دائم مباشِر، يجعل أمور الكنيسة تنبثق منه وتعود إليه، بحيث تستحيل “المؤسّسة” في الكنيسة، أو قل “المؤسّسة الكنسيّة”، بديلًا عن الله، فيها كلّ الشّعارات والشّعائر الكنسيّة، ولكنْ، من دون الحضور الحيّ الفاعل لله، من حيث هو المنطلق والمرتجى في آن. “المؤسّسة الكنسيّة” تعمل، بعامّة، باسم الله، ولكنْ، من دون الله!. تستحيل بيسر خليّة سرطانيّة تضرب الخلايا الحيّة!. فكرة البابا، في الغرب، كـ”نائب للمسيح”، أقرب، في تعبيرها، عن واقع المؤسّسة، بعامّة، في الممارسة، شرقًاوغربًا، من القول بالرّاعي “إيقونة” ليسوع، على دقّتها، كما في لاهوتنا، لأنّ فكرة “النّيابة” تغيِّب، في العمق، المسيح، وهذا أدنى إلى واقع الحال!. الحقيقة أنّ تسليط الضّوء على ما يُعتبر كفاءة، في المؤسّسة، بدل تسليطه على وجوه القدّيسين، ينجم عنه تغييروجوديّ هائل في أداء الكنيسة!. مقياسالنّجاح يتغيّر من أداء الشّهادة الحقّ للمسيح إلى الفعاليّة الدّهريّة!. تفرغ الكنيسة من مضمونها الرّوحيّ تدريجًا، أو يصبح الرّوحيّون والرّوحيّات استثناء، وحتّى ناشزًا ومزعجًا وغير عملانيّ، فيها!. فالمؤسّسة، عمليًّا، لا تعدو كونها آلة تلتمس الثّبات والاستقرار والجدوى الدّهريّة. هذا في المبدأ. لكنّها، في حقيقتها، تهمِّش الثّبات والاستقرار والجدوى الحقيقيّة الآتية من الأمانة لله والإقامة في المسيح والعمل بروح الله. ليس ذلك وحسب، بل لا تلبث حتّى الأسس المعتمدة للمؤسّسة أن تتعرّض، عمليًّا، للتّهميش، إلى حدّ بعيد، بتأثير العوامل الفعليّة الّتي تتحكّم بسير المؤسّسة. بهذه العوامل الفعليّة، أقصد، بخاصّة، ثلاثة: السّلطة والمال والمجد الباطل. لكنْ، كلّ هذا إنّما يركّز على عبادة الذّات، لا على عبادة الله، ما يجعل الكلمة الفصل، في الواقع، لا للمبادئ، مهما كانت سامية، بل لمَن السّلطة بيده. هو يفسِّر الأمور وفق هوى نفسه. يبرزها أو يلغيها أو يستعيض عنها بما ينسجم وتطلّعاته. هواه، فعليًّا، يصير المعيار، باسم الله، لا روح الله!. بسهولة، يمكن أن تصير كلمة الله “خاضعة” له بدل أن يكون هو خاضعًا لها، في الرّوح!. أين الحدّ في كلّ حال؟. إذا لم يكن الله مِلءَ مَن في موقع “السّلطة” فالتّمييز مستحيل!. ثمّ، السّلطة تغوي، وبيسر يزعم مَن يتبوّؤها أنّ الله يتكلّم فيه!. يؤلّه توثّبات نفسه!. الشّفافية لله، في المؤسّسة، نادرة!. تتحوّل المؤسّسة إلى خدمة، إذ ذاك. ولكنْ هذا، في منطق المؤسّسة، تهديد للمقوّمات الّتي تسمح باستمرار المؤسّسة!. هذا ما يجعل “المؤسّسة الكنسيّة” أخطر مؤسّسات الدّنيا، لأنّها تعطي مَن يمسكون بزمام الأمر فيها لا سلطة إداريّة وحسب بل سلطة إيحائيّة مقنّعة بقناع إلهيّ!. هنا يمكن أن يبلغ المرء ذروة عبادة الذّات، كما عبّر القدّيس يوستينوس بوبوفيتش (+1979)، في تعليقه على عقيدة عصمة البابا، ما يعبِّر عن بلوغ الإنسان ذُرى ما تتوق عتاقته إليه، أن “البابا – الإنسان”، على حدّ تعبيره، “هو الّذي يأخذ محلّ الإله – الإنسان”!. متى أضحت “المؤسّسة الكنسيّة” محطّ الأنظار، من حيث إنّ لها الحقّ الحصريّ في قول كلمة الله، يتحوّل الاهتمام عن الرّوحيّات إلى النّفسانيّات والمادّيّات، لا محالة، في الوجدان. دونك دراسة اللّاهوت مثلًا. هاجس شهادة اللّاهوت يستبدّ بالنّفوس، إذا كانت مبالية. اللّاهوت، كمبتغى لسيرة القداسة، لا يعود الهاجس. يُغَضّ الطّرف عنه إلى حدّ بعيد. يُعتبر كأنّه شأن بعيد المنال، أو، ربّما، بالعكس. يُميَّع بحيث يُعتبر كلُّ المعمّدين قدّيسين، والأساتذة آباء!. أستاذ لاهوت انتفض، مرّة، عندما أورد طالبٌ قولة للقدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ، في موضوع عَقَديّ. قال: “ومَن هو الذّهبيّ الفمّ؟. بمَ يختلف عنّي؟. هو أب وأنا أب”!. على هذا، تلقى العِلم الدّماغيّ، في الكنيسة، في ازدياد، والوعي الرّوحيّ في تناقص!. الأوّل يميل بالأكثر إلى تهميش الثّاني!. تصير الصّلاة، بمعنى، كأنّها من اختصاص بعض الرّهبان، إلاّ طقوسًا، بديعةً، شكلاً، ولكن بلا روح!. أقول “بعض” لأنّك، في المناخ السّائد، حتّى إذا وجدت رهبانًا، فالكثرة منهم لا هُم طلّاب نسك ولا عشّاق صلاة!. المؤسّسة وجماليات الطّقوس والإنجاز الفكريّ والمادّيّ يطغى بينهم نزعةَ التّوبة والخروج من العالم اللّذين هما أساس النّسك وعشق الصّلاة!. الكنيسة المزدهرة، في الحسبان، والحال هذه، تصير كنيسة المؤسّسات النّاجحة، بالمعنى الدّهريّ للكلمة!. المعرفة عن الله تحلّ، بالأكثر، محلّ معرفة الله!. معرفة العقل محلَّ معرفة القلب!. هنا تقع الكنيسة في إشكال إذ إنّ العقل، إن لم يخضع لسعي القلب إلى النّقاوة، يصير عائقًا بين الإنسان وربّه، ضربًا من حاجز فولاذيّ!. ظاهر الكنيسة، إذ ذاك، يستحيل شعارات وطقوسًا، فيما يصير المضمون “عبادة الذّات”!. الله، إذ ذاك، يستحيل موضوعًا، ولا يعود حضورًا حيًّا تدور حوله حياة المؤمنين ويقيمون فيه!. “في المسيح”، كما نردّد!. الظّنّ أنّ الكنيسة لا يمكنها أن تستمرّ إلّا بالمؤسّسة ملتبِسٌ. طبعًا، إذا كانت الكنيسة، في الوجدان، قرينة المؤسّسة، إن لم نقل هي نفسها المؤسّسة، فإنّنا نحسب، لا محالة، أنّها تنهار من دونها!. أعود وأكرّر، التّنظيم في الكنيسة لا بدّ منه. ولكنْ، ليست الكنيسة تنظيمًا. قائمة هي، أوّلًا، في روح الله، ومن ثمّ بالإيمان الحيّ الفاعل بالمحبّة في الجماعة، أي في الكنيسة المحلّيّة. الموضوع موضوع محور: أيسوع هو المحور أم الإنسان هو المحور، ولو باسم يسوع؟. الرّوح هو المحور أم التّنظيم هو المحور؟. سلطة الرّعاة أو الإداريّين هي المحور أم روح الجماعة وسلوكها كجسد حيّ؟. هذا العالم هو المحور أم الملكوت هو المحور؟. المحور أنت لا تراه، ولعلّك تدّعيه، ولكنْ، من الثّمار تُعرف الشّجرة!. المسألة مسألة وعي والتزام شهادة!. بهما يتسنّى لنا أن نميّز وأن نصلح وأن نقوِّم!. الوعي وشركة الشّهادة لازمان. لا يمكننا أن نتصرّف، وأقصد كلَّ فرد في الجماعة، وكأنّنا مستقيلون!. لا يمكننا أن نعتبر كأنّ المسمَّين “رعاة” هم الّذين يتولّون شؤون الكنيسة، ولا علاقة، من ثمّ، لنا، إلّا كمتقبِّلين لما يصدر عنهم!. هذه الاتّكاليّة قاتلة!. ليس هناك أسقف، في ذاته، في الكنيسة. هناك أسقف في شعب وبإزائه. لا الشّعب يعيش على هواه لئلّا تضيع وحدة الكنيسة. الأسقف، بهذا المعنى، هو علامة الوحدة، وحيث يكون هو تكون الكنيسة. ولكنْ، أيضًا، لا أسقف يستأثر بالكنيسة ويرتع الشّعب في اللّامبالاة، كأنّه غير معنيّ بأمور الكنيسة، إذ ذاك تكون المؤسّسة الأسقفيّة قد صادرت الكنيسة ويكون الشّعب قد سلّم بالأمر الواقع، فتقع البليّة!. ولعلّ هذا هو الحاصل إلى حدّ بعيد!. وحده روح الله الفاعل في الجماعة ومعها يحفظ الاتّزان ويقوّم كلّ اعوجاج، وإلّا تطغى المؤسّسة وتفَتك بالكنيسة!. ولعلّ السّؤال يُطرَح هنا: إذا لم تكن الكنيسة مؤسّسة، فماذا تكون إذًا؟. حركة نبويّة، حياة جديدة، طريقًا، عبورًا!. نحن اصطُفينا، بكلّ بساطة، لنكون أمّة أنبياء لأنّنا جسد “النّبيّ الآتي إلى العالم”!. لا للمسيح مكان، في الأرض، يسند إليه رأسه ولا لنا أيضًا، وإلّا لا نكون، ولا يمكننا أن نكون، منه ولا له!. نحن بدوٌ رُحَّلٌ، في الرّوح، إلى وجه الله!. وكلّ تنظيم بيننا ينبغي أن يكون تنظيمًا كما لِمَن هم عابرون اليوم وغدًا!. الاستقرار في الفكر أو في المؤسّسة، في هذا الدّهر، يقتلنا، أو، بالأحرى، يقتل الرّوح فينا!. أرض الميعاد استحالت أرض موبقات لا لنعود “كالكلب إلى قيئه”، أو “كالخنزير إلى التّمرّغ بالحمأة”، وفق التّعبير الكتابيّ، بل لنتعلّم، كلَّ يوم، “أنّه ليست لنا ههنا مدينة باقية، بل نطلب الآتية”!. ما الفرق بين خبرة ملوك إسرائيل القديم وخبرة ملوك بيزنطية والممالك المسمّاة “مسيحيّة” في الغرب؟. في العمق، الخبرة واحدة عنوانها: محبّة العالم والغربة عن الله!. خبرة أولئك أدّت بهم إلى التّلفيق وعبادة الآلهة الغريبة، لذلك حُسبوا “أمّة زانية”، وخبرة هؤلاء أدّت بهم إلى الارتداد وتبنّي الأفكار الغريبة والتّلفيق الدّهريّ!. أتُرى إسرائيل الجديد، بعامّة، أقل زنى من إسرائيل القديم؟!. حركة الكيان تكون حركة عبور إلى وجه السّيّد، أو لا تكون سوى حركة انطواء للبشريّة على ذاتها!. إذا ما كانت المحبّة تطرد الخوف إلى خارج، فالخوف، أيضًا، إن استبدّ بنا، يطرد المحبّة إلى خارج!. التّمسّك بالمؤسّسة ناتج خوف، وتاليًا غرور!. والخوف يطرد الإيمان. الخوف، إذ ذاك، يعزّز إيمان الإنسان بنفسه من دون الله!. فإذا ما تمسّك الإنسان بربّه، والحال هذه، فشكلًا، ليشعر بالأمان، وما يكون له أمان!. يصير له الإيمان وهمًا فيما الواقع إلحاد!. يسلك كأن الله غير موجود… باسم الله!. وهذا منتهى الضّلال!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
||||
14 - 01 - 2017, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 15822 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيمان الصيّاد وإيمان الرسول
“لا تَخفْ فإنك من الآن تكونُ صيّاداً للناس” (لوقا 10:5) عدّة مرّات استخدم يسوع مع بطرس رموزاً معينة ليُخبره بما هو أعمق. هنا من دعوته الأولى، قال له يسوع سأجعلك صيّاداً للناس، بناءً على أنّ مهنته كانت الصيد. مرّة أخرى سيقول له وهو بطرس (صخرة): “على هذه الصخرة أبني كنيستي”… بالطبع يستخدم يسوع هذه الصور لا للحصر. فهو يدعو الجميع من مِهنِهم، كانت ما تكون، ليصيروا رُسُلاً حيثما يكونون. وعلى كلّ، إيمانٌ كإيمان بطرس سيبني كنيسته، ولو تطابقت في حالة بطرس صورةُ إيمانه مع اسمه. هناك مرحلتان من الإيمان عند بطرس في هذا النصّ الإنجيليّ. أولاً مرحلة إيمانُ الصيّاد اليهوديّ التقيّ، الذي يناقش الأمور فيقبلها وقد يرفض منها، وبالنهاية يُجازف بمخاطرة الإيمان قليلاً إذا أراد أن يُعطيها ولو تجاوزت، إلى حينٍ، المنطق. فهنا في البداية يقبل بطرس كلمات يسوع كمعلّم يهوديّ، ويُقدّم له سفينته ليستخدمها كَمِنبرٍ للوعظ ويُصغي إلى كلماته، ثمّ لمّا طلب منه يسوع أن يصطاد في العُمق بعيداً عن الشاطئ وفي النهار وليس في ساعات الليل. في حين أنّه لم يصطدْ شيئاً لا في المكان المناسب ولا بالزمان المناسب، فكيف بنا الآن بظروفٍ معاكسة للصيد؟ فيسوع يطلب منه أن يُلقي الشِباك في ظروفٍ عكس المنطق. ولكن إيمان بطرس، بعد أن استمع لكلمات يسوع، أوصله لقناعةٍ أن يسوع هذا هو معلّمٌ صالح. وعلى كلمته هذه إذن يُمكنه أن يبني رجاءً ما فيلقي الشبكة، وكان الصيدَ الأوّل العجيب، أنّ الشبكة امتلأت حتّى تمزّقت. في المرحلة الثانية وبعد هذا “الصيد العجيب” يصير إيمان بطرس أقوى بكثير. فنراه لا يصغي ليسوع ولا يُفكّر به كمعلّم بل يسجد له ويناديه كـ”ربّ”. هناك يسوع كان له مُعلّماً، هنا صار له ربّاً، هناك يناقشه بالمنطق ويجازف بالإيمان، وهنا ينذهل أمامه بالشُكر ويشعر بعدم الاستحقاق صارخاً: اخرُجْ عنّي يا ربّ فإني رجلٌ خاطئ! الإيمان الأوّل يَدرُج الدينَ ضمن المعطيات العقلية ويُدرج المسيح من ضمن الشخصيّات التعليميّة. أما الإيمان الثاني فهو يتجاوز العقل إلى حيّز الوجود والكيان. الإيمان الثاني لا يعرف ديناً ومهنة، ويوماً لنا ويوماً لربّنا، ولا ينظر للدين كعِلمٍ أو معلومة. الإيمان هنا ليس مجرّد مجازفة على رجاءٍ خاب أم صاب. إنّه إيمانُ صيّاد الناس من درجةٍ ثانية جديدة تقوم على معرفة يسوع فوق لغة الأديان، لو صحّ القول على معرفة يسوع كربٍّ وسيّدٍ للحياة. وتصير مهنة المسيحيّ واحدة وهي، كما يقول القديس غريغوريوس النيصصي، أن يصير مسيحيّاً-مسيحاً، أو رسولاً وسفيراً للمسيح في العالم مهما كانت مهنته. إيمانُ “صيّاد الناس” يجعل الإنسان يترك كلّ شيء ويتبع يسوع، ليس لأنّ الإيمان يطلب التجرّد عن الأعمال، حاشى، ولكن لأنَّ الإنسان يجدُ الدّرهم الضائع والكنز المخفيّ فيبيع كلّ شيء ليشتريه. لقد زاول بطرس صيد السمك دعوة يسوع إليه ليجعله صيّاداً للناس، ولكن من موقعٍ جديد ومن منظورٍ جديد كسفيرٍ للمسيح يحيا في أعماله ولكنّه يتّجه إلى عمله الحقيقيّ؛ فيسوع بالنسبة له سيدٌ لحياته وليس مجرّد مُرشدٍ أو معلّم، إنّما هو مَنْ به نحيا ونتحرّك… أيُّ إيمانٍ لنا نحن، الإيمان العقلاني بالأديان، أم الإيمان الوجودي بيسوع ربّاً وغاية وطريقاً وحياة؟ إن الدرجة الأولى جيدة عندما تكون، وهي كذلك، عتبةً للدرجة الثانية. لا ننظرنّ إلى المسيحيّة كتعليمٍ جديد أو قديم. بل لنشربنّ من المسيحيّة عصير الكرمة الجديد، حيث يسوع هو خبزُ الحياة ونحنُ سفراءَ له، نحمله لكلّ العالم تاركين كلّ شيء في وسط كلّ شيء ونتبعه. آميـن المطران بولس (يازجي) متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما |
||||
14 - 01 - 2017, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 15823 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا تعني كلمة أبوكريفا وكيف وجدت هذه الكتابات؟ تطلق كلمة أبوكريفا على ما يسمى "الكتابات المزيفة" وسميت هكذا لأنها تنسب إلى كتَّاب لم يكتبوها حقيقة فالكلمة بمعنى (خفي،غامض، مبهم). ثم أطلقت كلمة أبوكريفا في العصور المسيحية على بعض الكتابات في العهد الجديد أو العهد القديم. بدأت هذه الكتابات تظهر في الكنيسة نتيجة دخول كثير من أتباع الفلسفة اليونانية إلى المسيحية، الذين كانوا من الطبيعي أن ينظروا إليها من خلال الفلسفة القديمة. وقد ساعد على حركة تأليف مثل هذه الكتب المذاهب الغنوسية وتعاليمها السرية. ثم أصبحت كلمة أبوكريفا تعني كتباً أقل قيمة وأضعف سلطاناً من أسفار العهدين القديم و الجديد. وقد حصل ذلك لسببين: 1- أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل. 2- لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونياً إلا إذا كانت قد قبلته الكنيسة. وبذلك اعْتُبِرت الكتابات التي ظهرت في نهاية القرن الثاني وأطلق عليها أبوكريفا ـ للحط من قدرها ـ أنها نبعت أساساً من المذاهب الهرطوقية مثل الغنوسيين، ولم تحظ قط بالقبول لدى الكنيسة. وقسِّمت هذه الكتب إلى ثلاثة أقسام: 1- كتب يمكن قراءتها في الكنيسة. 2- كتب يمكن قراءتها على انفراد ولكن ليس في الاجتماعات. 3- كتب يجب ألا تقرأ إطلاقاً. وإن الأناجيل الأبوكريفية جزءاً من المؤلفات الأبوكريفية التي عاصرت تجميع أسفار العهد الجديد القانونية. يذكر لوقا في مقدمته أن في أيامه عندما كان تلاميذ الرب ما زالوا أحياء، كان من الشائع أن تكتب وتنشر قصص عن أعمال يسوع وأقواله. بل ويقول البعض أنه في نهاية القرن الأول كان لكل كنيسة إنجيلها الخاص بها. ومن المحتمل أن هذه الأناجيل كلها كانت مأخوذة عن الأقوال الشفوية للذين رأوا وسمعوا بل ولعلهم تحادثوا مع الرب. وعدم الرضا عن هذه المؤلفات هو الذي دفع لوقا لكتابة إنجيله. لكن من المشكوك أن يكون ما كَتَبَ عنه لوقا هو تلك الكتابات التي بين أيدينا الآن. مهما كان مصير المؤلفات التي سبقت كتابة إنجيل لوقا، وغيرها مما ظهر في القرن الأول، فإن الأناجيل الأبوكريفية _والتي مازالت موجودة_ بدأت تظهر في القرن الثاني عندما تحددت الأسفار القانونية. وبما أن الكنيسة كانت في طريق التكوين واستكمال تنظيمها، فإن تأليف مثل هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الآن. يُعتقد أن معظم هذه الكتب قد نشأ في بيئة جماعات يُدعون اليهود المتنصرين أو أنها على الأقل تعكس عقلية هذه البيئة. قامت بعض هذه الكتب على إقران أشخاص وحوادث من العهد الجديد بأشخاص وحوادث من العهد القديم. كما أنها قامت أيضاً على اهتمامها ببعض جوانب سكوت الإنجيل فأتت من عندها بما يملأ الفراغ في حياة يسوع، وبنوع خاص من ولادته حتى ظهوره على نهر الأردن، فالمؤمنون يريدون بإلحاح معرفة حياة معلمهم وأعماله وأقواله. فكُتِبَ لهم، وهذه الكتبُ نُسبت إلى أحد الرسل أو لشخصية مهمة في القرن الأول ليعطيها مصداقية وسلطة. كما أنها أيضاً كُتِبَت لكي تظهر ألوهية المسيح في حياته كلها. لذلك أوردت الكتب المنحولة عدداً من الخوارق والمعجزات والتي يكاد يكون فيها المسيح ساحراً وصانعاً للخوارق. مستغلة في ذلك بعض ما ورد ذكره في العهد القديم، على أنه شهادة للمسيح. وكانت هذه الكتب مشغوفة بكل ما هو غريب وخارق للعادة وأسطوري. وتقوم هذه الأناجيل بعرض الحقائق الدينية بطريقة جذابة للشعب، الذي بطبعه يفضل عرضاً حياً في إطار من الأمثال والرموز والقصص، على عرض مجرد للحقيقة. فإنجيل يعقوب يثبت بتولية مريم من خلال شتى التصاوير بطريقة تقيم يسوع ومريم في وسط تاريخ الخلاص، وتجعلهما أقرب ما يكون إلينا بشرياً. وإنجيل توما يثبت كون المسيح الكلمة إلهاً من خلال صنعه بكلمته طيراً من طين0000000. تعود الكتب المنحولة في معظمها إلى القرون المسيحية الأولى. وظهرت في اللغات المعروفة(العبرية، اليونانية، الآرامية، اللاتينية، العربية0000). |
||||
14 - 01 - 2017, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 15824 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما علاقة قصة رفع الحية في البرية بالمسيح؟ وما علاقة قصة موسى والحية في العهد القديم بعلاقة المسيح بالحية في العهد الجديد؟ وردت إشارة عن الحيّة التي رفعها موسى النبي في البرية في يوحنا 3:14 و15. "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3:14 و15). وما ورد في إنجيل يوحنا عن الحية التي رفعها موسى هي مجرّد إشارة إلى ما ورد في العهد القديم من الكتاب المقدس في سفر العدد إصحاح 21، الذي نلاحظ عندما نقرأه أنه بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وفي طريق ارتحالهم من جبل هور إلى أرض أدوم، تذمّر الشعب على الله وعلى موسى النبي الذي كان يسير الشعب بقيادته. وعندما تذمّروا "أرسل الرب على الشعب الحيّات المحرقة، فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل. فأتى الشعب إلى موسى وقالوا: قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك، فصلّ إلى الرب ليرفع عنا الحيات. فصلى موسى لأجل الشعب، فقال الرب لموسى: اصنع لك حية محرقة وضعها على راية، فكل من لُدغ ونظر إليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية، فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا" (عدد 21:6-9). ما حدث في العهد القديم كان مجرّد رمز للعهد الجديد. وأشار المسيح نفسه إلى هذه الحادثة ورأى فيها نبوَّة لصلبه. فعندما كان يتكلم مع نيقوديموس، المعلم اليهودي، الذي جاء إليه ليلاً وسأله عن الولادة الجديدة، أشار يسوع إلى هذه الحادثة بقوله: "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(يوحنا 3:14 و15). والتشبيه هو أنه كما رفع موسى الحية النحاسية في برية سيناء، كذلك رفع الله أيضاً المسيح على الصليب في بريّة العالم، فكل مَن ينظر إلى المسيح المصلوب بإيمان، يُشفى من لدغ الحية التي هي إبليس، أي يشفى من الخطية والموت وينال الحياة الأبدية. لأن المسيح سحق رأس الحية، أي الشيطان. وهذا ما تعنيه الآية المشار إليها أعلاه. وإن مجرد ما ذُكر في العهد القديم هو إشارة أو تشبيه لعمل المسيح في العهد الجديد. |
||||
14 - 01 - 2017, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 15825 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3). وما معنى قوله: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3:5). كان نيقوديموس حسب ما ورد في الإنجيل المقدس، رئيساً لليهود أي من القادة العلمانيين غير الإكليريكيين وكان ينتمي إلى جماعة الفريسيين المتعصبة التي كانت تقاوم المسيح وتعاليمه بكل قواها. والمعروف عن هذه الطائفة اليهودية التعصّب الديني الأعمى، والتقيّد بتعاليم وتقاليد العهد القديم، وتمسكهم بقشور الدين دون الجوهر. ويُعتقد أن كون نيقوديموس فريسياً، وأحد أعضاء مجلس السنهدريم، فلا بد أن يكون أحد الذين اشتركوا في مقاومة السيد المسيح وتعاليمه، ولكنه بعد أن تأمل تعاليم يسوع التي تحضّ على المحبة والإخاء، والمسامحة والغفران وعدم الاهتمام بالأرضيات، ثم قيامه بعمل المعجزات مثل شفاء المرضى، وإقامة الموتى وفتح عيون العمي، وإقامة المقعدين، تعجب كغيره من اليهود، واندهش بتعاليمه الإلهية وأعماله، فأراد أن يتقابل معه. ولكن يظهر أنه خشي أن يراه أحد. فذهب إلى المسيح ليلاً وقدّم له اعترافه بأنه جاء من الله، وأن ما يعمله لا يستطيع أي شخص أن يعمله إن لم يكن الله معه. وهنا نلاحظ أن المسيح لم يجامل نيقوديموس، بل دخل معه في حوار مباشر وقال له: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3). ولكن عندما سمع نيقوديموس هذه الكلمات، أساء فهمها، فوجّه للمسيح السؤال التالي: "كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يوحنا 3:4)؟ عندما تكلم المسيح عن "الولادة من فوق" أو "الولادة الثانية" لم يقصد مطلقاً الولادة الجسدية، كأن يدخل الإنسان بطن أمه ثانية ويولد. فعبارة "الولادة" هنا لها معنى مجازي أو تصويري، وترمز إلى أمر روحي بعيد كل البعد عن الولادة الجسدية، هو أن يولد الإنسان من الله بقلب جديد وفكر جديد وأهداف جديدة في الحياة، فيصبح وكأنه خُلق من جديد. وهذا يتناسب مع قول داود النبي: "قلباً نقياً اخلُق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدِّد في داخلي" (مزمور 51:10). وبحسب المفهوم المسيحي، فإنه عندما يُخلق في الإنسان قلب نقيّ، وفكر نقيّ، بحسب إرادة الله التي في المسيح يسوع، يصبح الإنسان وكأنه وُلد من جديد. وبحسب العقيدة المسيحية، عندما يؤمن الإنسان بالمسيح الذي جاء ليفدي البشرية من لعنة الخطية، ويتكل عليه ويسير حسب تعاليمه بالإيمان العامل بالمحبة. فإن هذا الإنسان يتغيّر من حال إلى حال. حال ما قبل الإيمان، إلى حال ما بعد الإيمان. وهذا ينعكس طبعاً على حياة الشخص وتفكيره وأعماله وتصرفاته. فكل ما هو شرّ فيه، ينقلب إلى ما هو عكس ذلك، وبهذا يصبح إنساناً جديداً في المسيح. إن ما ذكر آنفاً يتوافق مع ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس، التي يحثّهم فيها أن يعيشوا حسب إيمانهم بالمسيح قائلاً: "فأقول هذا وأشهد في الرب، أن لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضاً ببُطل ذهنهم.. وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا، إن كنتم قد سمعتموه وعُلِّمتم فيه كما هو حق في يسوع، أن تخلعوا من جهة التصرّف السابق الإنسان العتيق الفاسد، بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق" (أفسس 4:17-24). وقول بولس الرسول إلى أهل رومية بأن التجديد إنما هو بتجديد الذهن بقوله: "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله، أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة، مرضيّة عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية 12:1-2). فالولادة من فوق هي أن يعيش الإنسان منقاداً بروح الله، لا أن يعيش بحسب الجسد بل بحسب الروح. ويقول بولس الرسول بهذا الصدد: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله.. فإننا كنا أولاداً، فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رومية 8:14 و17). ويقول أيضاً ما يفسر كلمات السيد المسيح لنيقوديموس: ".. اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقذتُم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد ظاهرة، التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزّب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بَطَر..إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غلاطية 5:16-23). أما قصد المسيح بقوله: "الولادة من فوق" فهو الابتعاد عن الشهوات الأرضية والسير مع الله بحسب إرشاد روحه القدوس. وأن يكون المسيح حالّاً في الإنسان ومالكاً حياته وكيانه من جميع النواحي. إن الذين حصلوا على الولادة الثانية، والوارد ذكرهم في الكتاب المقدس كثيرون. وكل من يؤمن بالمسيح ويحيا حياة الإيمان فقد وُلد ثانية. سنذكر واحداً وهو الرسول بولس، الذي كان يُعرَف قبلاً باسم شاول. فقد كان شاول فريسياً ابن فريسي ومن الفئة المتعصبة، وكان يعمل تهديداً وقتلاً بالمسيحيين، ويجرّ الرجال والنساء إلى السجون والتعذيب لا لشيء، إلاّ لأنهم كانوا مسيحيين. وبعد أن حصلت حادثة اهتدائه العجيبة على طريق دمشق، انقلب انقلاباً كلياً. فبعد أن كان عدواً للمسيح ولجماعته، أصبح من أول المجاهدين في سبيل نشر كلمة الله والدعوة المسيحية. فمثل هذا الشخص وُلد ثانية لأنه أصبح مؤمناً بالمسيح بعد أن كان يعلم على قتل المؤمنين. لقد تغيّرت حياته كلياً بعد إيمانه بالمسيح، وأصبح من أول دعاة المسيحية. الولادة الثانية أو الولادة من فوق، تتم في حياة الإنسان بواسطة الروح القدس عندما يؤمن بالمسيح المخلص، الذي جاء إلى عالمنا لفداء الخطاة بموته على الصليب. على الإنسان أن يعترف بخطيته ويتوب عنها بصدق وإيمان، ويسير مع المسيح في حياة الإيمان فيحب الله من كل قلبه ويحب قريبه كنفسه "فالولادة من فوق" تشير إلى أن الله هو مصدرها (يعقوب 1:18). والكلمة أي كلمة الله وسيلتها (1بطرس 1:23). والتجديد لا التهذيب هو الأمر الأساسي، والتغيير لا التطور هو الغاية المنشودة. أما معنى قول المسيح: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3:5): إن كلمتي الماء والروح هما كلمتان رمزيتان، ولهما علاقة مباشرة بالولادة الثانية، لأنهما تشيران إلى التطهير بالماء والروح. فالماء يشير إلى الغسل وهو التطهير الخارجي، والروح للتطهير الداخلي كما ورد في الكتاب المقدس "بغسل الماء بالكلمة" (أفسس 5:26) وهذا هو رمز المعمودية. الغسل الخارجي يعني غسل الماضي وترك الحياة القديمة، والغسل الداخلي بالروح هو تنقية النفس من كل شرّ، وبناء الحياة الجديدة. فبتطهير الجسد والنفس يولد الإنسان من فوق ولادة جديدة، ويصبح ابناً لله له الرجاء بدخول الملكوت. وأن الولادة من الماء والروح تشير من عمل روح الله في حياة الإنسان ويصبح بواسطتها خليقة جديدة. ويلخص الكتاب المقدس كل ما ورد ذكره بالآية التالية: "إن كان في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 5:17). |
||||
14 - 01 - 2017, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 15826 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل عمل السِحِر مجاز في الديانة المسيحية؟ وما هي نظرة الديانة المسيحية إلى السحر والسحرة الذين يقومون بالأعمال السحرية؟ إن عمل السِحِر على أنواع عديدة، منها عمل أشياء خارقة للطبيعة، وفوق طاقة عقل الإنسان البشري، ومنها مناجاة الأموات، واستحضار الأرواح، وكشف البخت، ومحاولة معرفة المستقبل وغيرها. فالسحر إذاً وإن اختلف في طرقه أو وسائل استخدامه هو سحر، أي هو عمل خارق للطبيعة وفوق طاقة عقل الإنسان البشري أو فوق استيعابه. وبالرجوع إلى الكتاب المقدس نلاحظ أن السحر محرّم في الديانة المسيحية تحريماً قاطعاً على اختلاف أنواعه، وذلك لأننا بواسطة عمل السحر ندنّس اسم الله، ونستعين بالشيطان للقيام بالأعمال التي ينهانا الله عنها في كتابه المقدس الذي يقول: "لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرّافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جاناً أو تابعة، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب.." (تثنية 18:9-12). ويقول الله أيضاً: "لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع (أي السحرة)، فتتنجّسوا بهم، أنا الرب إلهكم" (لاويين 19:31). وهناك أيضاً بعض المراجع من العهد الجديد أيضاً، تحرّم السحر تحريماً قاطعاً، وتهدّد كل من يستعمله بعذاب أبدي. فنقرأ في سفر يوحنا اللاهوتي: "وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون، والزناة والسحرة، وعبدة الأوثان، وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني" (رؤيا 21:8). وأيضاً يقول الله: "طوبى للذين يصنعون وصاياه، لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة، لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان" (رؤيا 22:14-15). كما أن بولس الرسول يحذّرنا من السحر ويقول بأن كل من يتعاطى السحر فإنه لا يدخل إلى ملكوت الله (غلاطية 5:20). وهكذا نرى أن الديانة المسيحية لا تجيز السحر وتوابعه مطلقاً. |
||||
14 - 01 - 2017, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 15827 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس اندراوس روبلوف (القرن 15 م) 4 تموز شرقي (17تموز غربي) يعتبر القدّيس أندراوس من أعظم القدّيسين الرسّامين، ولد حوالي العام 1360م. ثمّة من يظنّ أنّه أمضى بعض الوقت في بيزنطية في شبابه. لكنّ الثابت أنّ من أنشأه على فنّ الإيقونة في روسيا كان ثيوفانيس اليونانيّ. ترهّب في دير المخلص في موسكو. هذا أسّسه القدّيس أندرونيكوس، تلميذ القدّيس سرجيوس. عاش أيضًا في لافرا الثالوث القدّوس برعاية القدّيس نيقون، وفي ظل القدّيس سرجيوس. خلال إقامته هناك أُوكل إليه تزيين كنيسة الثالوث القدّوس بمعيّة تلميذه وأخيه في المسيح دانيال السود. وقد عملا معًا أيضًا في موسكو وزيّنا كاتدرائية الرقاد في فلاديمير. كان الإثنان على غيرة إلهيّة كبيرة، مقيمين في الصوم والصلاة. ما رسماه كان تعبيرًا عمّا أعطاهما الربّ الإله أن يعايناه في نفسيهما. رقد القدّيس أندراوس في حدود العام 1427م ثمّ لحق به دانيال. لإيقونات القدّيس أندراوس مشبعة بالنعمة الإلهيّة وبعضها عجائبيّ. أشهرها، إيقونة الثالوث القدّوس التي رسمها بناء لطلب القدّيس نيقون لكنيسة لافرا القدّيس سرجيوس. أحد كبار اللاهوتيّين الروس، الأب فلورنسكي قال: "إيقونة ثالوث روبلوف موجودة إذًا الله موجود". مجمع الفصول المائة أعلنها في العام 1551م نموذجًا لكلّ إيقونة أرثوذكسيّة |
||||
14 - 01 - 2017, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 15828 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسان اثناسيوس و ثيودوسيوس شيريبوفيتسك الروسان (القرن 14/15 م ) 5 تموز شرقي (18تموز غربي) كان أثناسيوس تلميذا للقديس سرجيوس رادونيج مشهورا بصرامته في النسك حتى دعي "عصا من حديد " . أسس دير القيامة Cherepovetsk في نوفغورود . رقد بسلام خلال العام 1382م . خلفه تلميذه ثيودوسيوس الذي كان مؤازرا له في أعمال النسك و هموم تأسيس الدير . هذا أيضا أرضى الله بسيرة عطره . |
||||
14 - 01 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 15829 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة إيركولغوتا العذراء الإنكليزية (+660م ) 7 تموز شرقي (20 تموز غربي) ابنة إيركونبير , ملك كانت و صارت راهبة في دير مزدوج . رقدت شابة . المؤرج الإنكليزي بيد بيقل تقاليد بشأن رؤى و نبوءات إليها و ملائكة باغوا الدير ساعة موتها . |
||||
14 - 01 - 2017, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 15830 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الجديد في الشهداء الكهنة انستاسيوس يوانينا(+ 1743 م) 8تموز شرقي (21 تموز غربي( صل القدّيس من قرية في منطقة يوانينا. كهن في رعيّة في نواحي القسطنطينية. إثر استشهاد القدّيس قسطنطين الروسيّ استبدّت فيه رغبة الإقتداء به. صلّى ليبيّن له الربّ الإله السبيل الذي يشاء أن يسلكه في هذا الشأن. فلمّا حصل أنّ راهبًا قبرصيًّا أعمى ارتدّ عن الإيمان إلى الإسلام، وإذ مرّ به قدّيس الله وسمعه يعلّم انتابه حزن شديد عليه. وإنّ متسكّعين لاحظوه وعرضوا عليه الإقتداء بهذا الأعمى ليحظى بالجنّة فأجابهم أنستاسيوس أنّ كلّ ما خرج من فم هذا الأعمى كذب وأنّ نفسه مضروبة بالعمى أكثر من جسده. فهجم عليه الأتراك ساخطين واستاقوه إلى أمام القاضي ومن ثمّ إلى أمام الوزير الأكبر. فلمّا أعاد أنستاسيوس ما سبق أن قاله في شأن الأعمى حُكم عليه بالنفي إلى خيو، فلمّا كان على وشك الإبحار إلى هناك طلب مجدّدًا أن يقابل الوزير، ظنّ الأتراك أنّه يريد أن يكفر بإيمانه ويشهر إسلامه. لكن ظنّهم خاب لمّا تفوّه بكلام قاس على الإسلام معترفًا بالمسيح إلهًا حقانيًّا. بنتيجة ذلك أصاب الحاضرين الذهول وأمر المفتي بقطع رأسه فتمّ ذلك أمام جامع "جاني تسامي" حيث أدّى أعترافه بالمسيح أولاً. وكان ذلك في الثامن من تمّوز ف العام 1743م |
||||