19 - 04 - 2024, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 158141 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاهن والمشاعر الطبيعية: 4 فَدَعَا مُوسَى مِيشَائِيلَ وَأَلْصَافَانَ ابْنَيْ عُزِّيئِيلَ عَمِّ هَارُونَ، وَقَالَ لَهُمَا: «تَقَدَّمَا ارْفَعَا أَخَوَيْكُمَا مِنْ قُدَّامِ الْقُدْسِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ». 5 فَتَقَدَّمَا وَرَفَعَاهُمَا فِي قَمِيصَيْهِمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، كَمَا قَالَ مُوسَى. 6 وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ: «لاَ تَكْشِفُوا رُؤُوسَكُمْ وَلاَ تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ لِئَلاَّ تَمُوتُوا، وَيُسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فَيَبْكُونَ عَلَى الْحَرِيقِ الَّذِي أَحْرَقَهُ الرَّبُّ. 7 وَمِنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لاَ تَخْرُجُوا لِئَلاَّ تَمُوتُوا، لأَنَّ دُهْنَ مَسْحَةِ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ». فَفَعَلُوا حَسَبَ كَلاَمِ مُوسَى. بلا شك تأثر هرون وابناه لما نظروا ما حدث لابنيّ هرون الآخرين ناداب وأبيهو وقد جاءتهم الوصية ترفعهم فوق المشاعر الطبيعية، إذ قيل لهم: "لا تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا ويسخط على كل الجماعة، وأما إخوتكم كل بيت إسرائيل فيبكون على الحريق الذي أحرقه الرب، ومن باب خيمة الاجتماع لا تخرجوا لئلا تموتوا، لأن دهن مسحة الرب عليكم" [6-7]. إنهم كأب وكأخوين يحملون مشاعر إنسانية لكنهم ككهنة الرب لا يكبتون هذه المشاعر ولا يحطمونها، وإنما يرتفعون بها لتقديمها لا للأقرباء حسب الدم فحسب بل نحو الكل، فيعيشون يخدمون كل الجماعة كأخوة وأبناء لهم. الكاهن الحقيقي يرتفع بكل أحاسيسه ومشاعره لخدمة الله في كل إنسان ولا يحد قلبه بأخوته حسب الدم. كان على هرون وابنيه أن يبقوا في الخيمة لخدمة الله أما التزاماتهم حتى من حيث دفن ناداب وأبيهو فيوجد من يقوم بها. هذا ما قاله السيد المسيح للشاب الذي دعاه للخدمة: "دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فأذهب ونادِ بملكوت الله" (لو 9: 60). |
||||
19 - 04 - 2024, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 158142 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس جيروم [قيل "لا تشقوا ثيابكم" [6]، أي لا تحزنوا كالوثنيين لئلا تموتوا، لأنه بالنسبة لنا الخطية هي موت. وإننا نجد في نفس السفر- سفر اللاويين- نصًا يبدو للبعض قاسيًا لكنه ضروري للإيمان، إذ يُمنع رئيس الكهنة من الاقتراب من الأجساد الميتة التي لوالده أو والدته أو إخوته أو حتى أولاده (لا 21: 10-12)، حتى لا تتشتت النفس التي تنشغل بتقديم ذبيحة لله بأي حزن بل تكون بكليتها مكرسة للأسرار الإلهية. ألم نتعلم ذات الدرس في الإنجيل بكلمات أخرى؟! ألم يمنع التلميذ من توديع بيته ودفن أبيه الميت (لو 9: 59-62)؟!]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 158143 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاهن وشرب الخمر: 8 وَكَلَّمَ الرَّبُّ هَارُونَ قَائِلًا: 9 «خَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا فِي أَجْيَالِكُمْ 10 وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، 11 وَلِتَعْلِيمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ بِهَا بِيَدِ مُوسَى». جاءت الوصية موجهة إلى هرون: "خمرًا ومسكرًا لا تشرب أنت وبنوك عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا، فرضًا دهريًا في أجيالكم، وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر، ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم بها الرب بيد موسى" [9-11]. كأن الوصية لم تحرم الخمر كمادة إذ كان يمكن استخدامها كدواء أحيانًا، إنما حرمت كمسكر تفقد الكاهن اتزانه وتعقله فلا يعرف أن يميز بين الطاهر والنجس، ويفقد قدرته على تعليم الشعب الوصايا الإلهية. وكما يقول القديس جيروم: [لكي يحفظ الله عقولهم من غباء السكر، ويمكنهم من فهم ممارسة واجباتهم في خدمة الله]. يرى القديس جيروم في هذه الوصية نوعًا من الصوم، مطالبًا إيانا الهروب حتى من رائحتها إذ يقول: [ليت تنفسك لا يستنشق رائحتها قط كي لا تسمع كلمات الفيلسوف: "عوض تقديمك قبلة أعطيتني طعم خمر". يُدين الرسول الكهنة الذين يشربون الخمر (1 تي 3: 2-3)، كما تدينهم الشريعة القديمة... وأنا في هذا لا أدين خليقة الله]. ويقدم لنا العلامة أوريجانوس تفسيرين للوصية: أحدهما حرفي والآخر رمزي. ففي تفسيره الحرفي يقول: [يُريد الله من الذين هو ميراثهم (عد 18: 20) أن يكونوا متزنين، خاصة عندما يتواجدون أمام المذبح لكي يصلوا إلى الرب ويتقدسوا بحضرته. هذه الوصية تحفظ قوتهم. وقد أكدها الرسول بنفسه في شريعة العهد الجديد (1 تي 5: 23)... إذ يليق بالكهنة ألا يشربوا خمرًا بل يكونوا متزنين (تي 1: 7-8). فإن كان التعقل هو أم الفضائل فالسكر هو أم كل الرذائل. لقد صرح الرسول بوضوح: "الخمر الذي فيه الخلاعة" (أف 5: 18)، مظهرًا أن الخمر يلد ابنته البكر الخلاعة]. إسترسل العلامة أوريجانوسفي تفسيره الرمزي لهذه الوصية التي وجهت إلى هرون وبنيه نقتطف منها الآتي: [هرون يُشير إلى ربنا بكونه "رئيس كهنة الخيرات العتيدة" (عب 9: 11)... وأبناء هرون هم الرسل الذين قال لهم: "يا أولادي أنا معكم زمانًا قليلًا بعد" (يو 13: 33)، فما أمر به الناموس ألا يشرب هرون وبنوه خمرًا ولا مسكرًا حين يقتربون من الهيكل [9] يمكن تطبيقة على الكاهن الحقيقي يسوع المسيح ربنا وعلى أبنائه الكهنة رسلنا. لنحدد هكذا أن هذا الكاهن (هرون) مع كهنته كانوا يشربون قبل أن يقتربوا من المذبح، لكنهم متى بدأوا يقتربون منه ويدخلون خيمة الاجتماع يمتنعون عن الخمر... الآن لنبحث كيف أن ربنا ومخلصنا الكاهن الحقيقي مع تلاميذه الكهنة الحقيقيين يشربون الخمر (روحيًا) قبل اقترابهم من المذبح، لكنهم إذ يبدأون في الاقتراب يمتنعون. جاء المخلص إلى العالم ليقدم جسده فدية عن خطايانا (غلا 1: 4)، قبلما يقدمه كان كمن يشرب الخمر، إذ قيل عنه "أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة" (مت 11: 19). لكنه إذ جاء وقت الصلب مقتربًا من المذبح ليقدم جسده فدية أخذ الكأس وباركه وأعطاه لتلاميذه، قائلًا: "خذوا إشربوا" يقول لهم: "إشربوا أنتم يا من لم تقتربوا بعد من المذبح أما أنا فلا أشرب إذا اقتربت فعلًا من المذبح". لهذا يقول: "وأقول لكم إنيّ من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (مت 26: 29)... ماذا يعني هذا القول: إنيّ من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديدًا في ملكوت أبي؟ نجيب بأن هذا الوعد قد أُعطى للقديسين أن يتمتعوا بالخمر الجديد، إذ قيل "كأسي ريا" (مز 23: 5)... "هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون" (إش 65: 13). مثل هذا الخمر يذكر في الكتاب المقدس بمعنى فرح النفس وتهليلها، لهذا يجب أن نميز بين سكر الليل (1 تس 5: 7)، وسكر النهار. لقد فهمنا السكر المقدس، إذ صار الوعد بتهليلهم، وبهذا ندرك معنى امتناع مخلصنا عن شرب الخمر إلى اليوم الذي يشربه مع قديسيه في ملكوت الله (مت 26: 29)، بمعنى أن مخلصي يبكي على خطاياي، ولا يقدر أن يتذوق الفرح ما دمت أنا مستمر في المعصية، لماذا؟ لأنه هو الشفيع (المحامي) عني لدى الآب، كما يصرح بذلك صديقه الحميم يوحنا: "إن أخطأ أحد فلناَ شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1 يو 2: 1-2). كيف إذن وهو شفيع من جهة خطاياي يقدر أن يشرب من خمر الفرح بينما أنا أحزنه بخطاياي؟! كيف يمكن لذاك الذي يقترب من الهيكل كفارة عني أنا الخاطئ أن يكون فرحًا بينما يصعد إليه حزن خطاياي بلا توقف...؟! إنه في حزن ما دمنا نحن مستمرين في الخطية... إن كان رسوله يقول: "أنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها" (2 كو 12: 21) فماذا نقول عن ذاك الذي ندعوه "ابن محبته" (كو 1: 13)، الذي "أَخْلَى نَفْسَهُ" (في 2: 7)، بسبب محبته لنا؟! هذا الذي وهو مساٍو للآب لم يطلب ما لنفسه (1 كو 13: 5) بل ما هو لخيرنا، مخليًا نفسه لأجلنا؟! هل بعدما طلب ما هو لخيرنا يكف الآن عن البحث عنا وعن التفكير في خيرنا؟! ألا يحزن على خطايانا ويبكي على خسارتنا وجروحنا هذا الذي بكى على أورشليم، قائلًا لها: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37)؟! هذا الذي حمل جراحتنا، ومن أجلنا تألم بكونه طبيب نفوسنا وأجسادها، هل يهمل الآن التهاب جراحتنا؟! يقول النبي: "قد أنتنت، قاحت حُبر ضربي من جهة حماقتي" (مز 38: 5). لهذا السبب يقف أمام وجه الآب يشفع من أجلنا (عب 9: 24)، يقف أمام الهيكل ليقدم لله فدية كفارة لخدمتنا. وإذ اقترب من الهيكل يقول: "لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (مت 26: 29). إنه ينتظر حتى نتغير، نتمثل به ونحمل سماته، فيفرح معنا ويشرب معنا الخمر (الفرح الروحي) في ملكوت الآب. الآن إذ هو إله الرحمة والمغفرة (مز 103: 8) فبعاطفة أعظم مما لرسوله يبكي مع الباكين مشتاقًا أن يفرح مع الفرحين، فينوح أكثر من رسوله على الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا بعد (2 كو 12: 21)، إذ لا يليق بنا أن نظن أن بولس يحزن وينوح على فاعلي الشر بينما يكف ربنا عن البكاء عندما يقترب نحو الآب أمام المذبح مقدمًا نفسه فدية كفارة عنا. إننا نقول بأنه إذ يقترب إلى الهيكل لا يشرب خمر الفرح بل يحزن على خطايانا... فإهمالنا في حياتنا يؤجل فرحه! إلى متى ينتظر؟ إلى أن يتمم عمله (يو 17: 4). متى يتمم عمله؟ عندما يجعلني أنا آخر الكل وأشر الخطاة كاملًا! عمله يحسب غير كامل ما دمت أنا لست بعد كاملًا، ما دمت لست بعد خاضعًا للآب (1 كو 15: 28)، إذ يُحسب كمن هو غير خاضع للآب بسببي ويكون عمله لم يكمل بعد...]. يكمل العلامة أوريجانوس حديثه عن التزام هرون وبنيه الكهنة بالامتناع عن الخمر عند اقترابهم للخدمة، فبعدما تحدث عن السيد المسيح الذي يرمز له هرون صار يتحدث عن الرسل والتلاميذ بكون بني هرون رمزًا لهم: [لا ننسى أنه ليس هرون وحده لا يشرب خمرًا وإنما أبناؤه أيضًا لا يشربون عندما يدخلون المقدس، وذلك لأن الرسل أيضًا لم يحصلوا على فرحهم بل هم منتظرون حتى ننال نصيبًا معهم في فرحهم. إذ رحل القديسون من هنا لا ينالون المكافأة التي يستحقونها دفعة واحدة إنما ينتظروننا بالرغم من تباطؤنا، إذ لا يكون لهم ملء الفرح ما داموا يحزنون على خطايانا ويبكون علينا... ولكي تكون لك شهادة لما أقوله فلا تشك... بعدما عدد الرسول الآباء القديسين الذين تبرروا أضاف: "فهؤلاء كلهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد، إذ سبق الله فنظر لنا شيئًا أفضل لكي لا يكملوا بدوننا" (عب 11: 39-40). إذن إبراهيم ينتظر لينعم بحالة الكمال، وأيضًا إسحق ويعقوب وكل الأنبياء ينتظرون لكي يحصلوا معنا على السعادة الأبدية... يوجد جسد واحد نقول أنه يقوم يوم الدينونة... سيكون لك فرح يوم رحيلك من هذه الحياة إن كنت قديسًا، لكن فرحك يكمل عندما لا ينقص عضو من الجسد، فإنك تنتظر أخوتك كما انتظرك أخوتك السابقون لك]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 158144 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس جيروم [لكي يحفظ الله عقولهم من غباء السكر، ويمكنهم من فهم ممارسة واجباتهم في خدمة الله]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 158145 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس جيروم [ليت تنفسك لا يستنشق رائحتها قط كي لا تسمع كلمات الفيلسوف: "عوض تقديمك قبلة أعطيتني طعم خمر". يُدين الرسول الكهنة الذين يشربون الخمر (1 تي 3: 2-3)، كما تدينهم الشريعة القديمة... وأنا في هذا لا أدين خليقة الله]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 158146 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجانوس تفسيرين للوصية عدم شرب الخمر أحدهما حرفي والآخر رمزي. ففي تفسيره الحرفي يقول: [يُريد الله من الذين هو ميراثهم (عد 18: 20) أن يكونوا متزنين، خاصة عندما يتواجدون أمام المذبح لكي يصلوا إلى الرب ويتقدسوا بحضرته. هذه الوصية تحفظ قوتهم. وقد أكدها الرسول بنفسه في شريعة العهد الجديد (1 تي 5: 23)... إذ يليق بالكهنة ألا يشربوا خمرًا بل يكونوا متزنين (تي 1: 7-8). فإن كان التعقل هو أم الفضائل فالسكر هو أم كل الرذائل. لقد صرح الرسول بوضوح: "الخمر الذي فيه الخلاعة" (أف 5: 18)، مظهرًا أن الخمر يلد ابنته البكر الخلاعة]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 158147 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجانوس تفسير للوصية عدم شرب الخمر [هرون يُشير إلى ربنا بكونه "رئيس كهنة الخيرات العتيدة" (عب 9: 11)... وأبناء هرون هم الرسل الذين قال لهم: "يا أولادي أنا معكم زمانًا قليلًا بعد" (يو 13: 33)، فما أمر به الناموس ألا يشرب هرون وبنوه خمرًا ولا مسكرًا حين يقتربون من الهيكل [9] يمكن تطبيقة على الكاهن الحقيقي يسوع المسيح ربنا وعلى أبنائه الكهنة رسلنا. لنحدد هكذا أن هذا الكاهن (هرون) مع كهنته كانوا يشربون قبل أن يقتربوا من المذبح، لكنهم متى بدأوا يقتربون منه ويدخلون خيمة الاجتماع يمتنعون عن الخمر... الآن لنبحث كيف أن ربنا ومخلصنا الكاهن الحقيقي مع تلاميذه الكهنة الحقيقيين يشربون الخمر (روحيًا) قبل اقترابهم من المذبح، لكنهم إذ يبدأون في الاقتراب يمتنعون. جاء المخلص إلى العالم ليقدم جسده فدية عن خطايانا (غلا 1: 4)، قبلما يقدمه كان كمن يشرب الخمر، إذ قيل عنه "أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة" (مت 11: 19). لكنه إذ جاء وقت الصلب مقتربًا من المذبح ليقدم جسده فدية أخذ الكأس وباركه وأعطاه لتلاميذه، قائلًا: "خذوا إشربوا" يقول لهم: "إشربوا أنتم يا من لم تقتربوا بعد من المذبح أما أنا فلا أشرب إذا اقتربت فعلًا من المذبح". لهذا يقول: "وأقول لكم إنيّ من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (مت 26: 29)... ماذا يعني هذا القول: إنيّ من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديدًا في ملكوت أبي؟ نجيب بأن هذا الوعد قد أُعطى للقديسين أن يتمتعوا بالخمر الجديد، إذ قيل "كأسي ريا" (مز 23: 5)... "هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون" (إش 65: 13). مثل هذا الخمر يذكر في الكتاب المقدس بمعنى فرح النفس وتهليلها، لهذا يجب أن نميز بين سكر الليل (1 تس 5: 7)، وسكر النهار. لقد فهمنا السكر المقدس، إذ صار الوعد بتهليلهم، وبهذا ندرك معنى امتناع مخلصنا عن شرب الخمر إلى اليوم الذي يشربه مع قديسيه في ملكوت الله (مت 26: 29)، بمعنى أن مخلصي يبكي على خطاياي، ولا يقدر أن يتذوق الفرح ما دمت أنا مستمر في المعصية، لماذا؟ لأنه هو الشفيع (المحامي) عني لدى الآب، كما يصرح بذلك صديقه الحميم يوحنا: "إن أخطأ أحد فلناَ شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1 يو 2: 1-2). كيف إذن وهو شفيع من جهة خطاياي يقدر أن يشرب من خمر الفرح بينما أنا أحزنه بخطاياي؟! كيف يمكن لذاك الذي يقترب من الهيكل كفارة عني أنا الخاطئ أن يكون فرحًا بينما يصعد إليه حزن خطاياي بلا توقف...؟! إنه في حزن ما دمنا نحن مستمرين في الخطية... إن كان رسوله يقول: "أنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها" (2 كو 12: 21) فماذا نقول عن ذاك الذي ندعوه "ابن محبته" (كو 1: 13)، الذي "أَخْلَى نَفْسَهُ" (في 2: 7)، بسبب محبته لنا؟! هذا الذي وهو مساٍو للآب لم يطلب ما لنفسه (1 كو 13: 5) بل ما هو لخيرنا، مخليًا نفسه لأجلنا؟! هل بعدما طلب ما هو لخيرنا يكف الآن عن البحث عنا وعن التفكير في خيرنا؟! ألا يحزن على خطايانا ويبكي على خسارتنا وجروحنا هذا الذي بكى على أورشليم، قائلًا لها: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37)؟! هذا الذي حمل جراحتنا، ومن أجلنا تألم بكونه طبيب نفوسنا وأجسادها، هل يهمل الآن التهاب جراحتنا؟! يقول النبي: "قد أنتنت، قاحت حُبر ضربي من جهة حماقتي" (مز 38: 5). لهذا السبب يقف أمام وجه الآب يشفع من أجلنا (عب 9: 24)، يقف أمام الهيكل ليقدم لله فدية كفارة لخدمتنا. وإذ اقترب من الهيكل يقول: "لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (مت 26: 29). إنه ينتظر حتى نتغير، نتمثل به ونحمل سماته، فيفرح معنا ويشرب معنا الخمر (الفرح الروحي) في ملكوت الآب. الآن إذ هو إله الرحمة والمغفرة (مز 103: 8) فبعاطفة أعظم مما لرسوله يبكي مع الباكين مشتاقًا أن يفرح مع الفرحين، فينوح أكثر من رسوله على الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا بعد (2 كو 12: 21)، إذ لا يليق بنا أن نظن أن بولس يحزن وينوح على فاعلي الشر بينما يكف ربنا عن البكاء عندما يقترب نحو الآب أمام المذبح مقدمًا نفسه فدية كفارة عنا. إننا نقول بأنه إذ يقترب إلى الهيكل لا يشرب خمر الفرح بل يحزن على خطايانا... فإهمالنا في حياتنا يؤجل فرحه! إلى متى ينتظر؟ إلى أن يتمم عمله (يو 17: 4). متى يتمم عمله؟ عندما يجعلني أنا آخر الكل وأشر الخطاة كاملًا! عمله يحسب غير كامل ما دمت أنا لست بعد كاملًا، ما دمت لست بعد خاضعًا للآب (1 كو 15: 28)، إذ يُحسب كمن هو غير خاضع للآب بسببي ويكون عمله لم يكمل بعد...]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 158148 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجانوس عن التزام هرون وبنيه الكهنة بالامتناع عن الخمر عند اقترابهم للخدمة، فبعدما تحدث عن السيد المسيح الذي يرمز له هرون صار يتحدث عن الرسل والتلاميذ بكون بني هرون رمزًا لهم: [لا ننسى أنه ليس هرون وحده لا يشرب خمرًا وإنما أبناؤه أيضًا لا يشربون عندما يدخلون المقدس، وذلك لأن الرسل أيضًا لم يحصلوا على فرحهم بل هم منتظرون حتى ننال نصيبًا معهم في فرحهم. إذ رحل القديسون من هنا لا ينالون المكافأة التي يستحقونها دفعة واحدة إنما ينتظروننا بالرغم من تباطؤنا، إذ لا يكون لهم ملء الفرح ما داموا يحزنون على خطايانا ويبكون علينا... ولكي تكون لك شهادة لما أقوله فلا تشك... بعدما عدد الرسول الآباء القديسين الذين تبرروا أضاف: "فهؤلاء كلهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد، إذ سبق الله فنظر لنا شيئًا أفضل لكي لا يكملوا بدوننا" (عب 11: 39-40). إذن إبراهيم ينتظر لينعم بحالة الكمال، وأيضًا إسحق ويعقوب وكل الأنبياء ينتظرون لكي يحصلوا معنا على السعادة الأبدية... يوجد جسد واحد نقول أنه يقوم يوم الدينونة... سيكون لك فرح يوم رحيلك من هذه الحياة إن كنت قديسًا، لكن فرحك يكمل عندما لا ينقص عضو من الجسد، فإنك تنتظر أخوتك كما انتظرك أخوتك السابقون لك]. |
||||
19 - 04 - 2024, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 158149 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاهن وأكل الأنصبة: 12 وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ الْبَاقِيَيْنِ: «خُذُوا التَّقْدِمَةَ الْبَاقِيَةَ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ وَكُلُوهَا فَطِيرًا بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 13 كُلُوهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا فَرِيضَتُكَ وَفَرِيضَةُ بَنِيكَ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ، فَإِنَّنِي هكَذَا أُمِرْتُ. 14 وَأَمَّا صَدْرُ التَّرْدِيدِ وَسَاقُ الرَّفِيعَةِ فَتَأْكُلُونَهُمَا فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ مَعَكَ، لأَنَّهُمَا جُعِلاَ فَرِيضَتَكَ وَفَرِيضَةَ بَنِيكَ مِنْ ذَبَائِحِ سَلاَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 15 سَاقُ الرَّفِيعَةِ وَصَدْرُ التَّرْدِيدِ يَأْتُونَ بِهِمَا مَعَ وَقَائِدِ الشَّحْمِ لِيُرَدَّدَا تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَكُونَانِ لَكَ وَلِبَنِيكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ». 16 وَأَمَّا تَيْسُ الْخَطِيَّةِ فَإِنَّ مُوسَى طَلَبَهُ فَإِذَا هُوَ قَدِ احْتَرَقَ. فَسَخِطَ عَلَى أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ، ابْنَيْ هَارُونَ الْبَاقِيَيْنِ، وَقَالَ: 17 «مَا لَكُمَا لَمْ تَأْكُلاَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ؟ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ، وَقَدْ أَعْطَاكُمَا إِيَّاهَا لِتَحْمِلاَ إِثْمَ الْجَمَاعَةِ تَكْفِيرًا عَنْهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. 18 إِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ بِدَمِهَا إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلًا. أَكْلًا تَأْكُلاَنِهَا فِي الْقُدْسِ كَمَا أَمَرْتُ». 19 فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: «إِنَّهُمَا الْيَوْمَ قَدْ قَرَّبَا ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِهِمَا وَمُحْرَقَتَهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ هذِهِ. فَلَوْ أَكَلْتُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ الْيَوْمَ، هَلْ كَانَ يَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟». 20 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ. يبدو أن الحزن كان قد ملأ قلب هرون وإبنيه على ما حدث بخصوص ناداب وأبيهو، أو لعلهم كانوا في خوف ورعدة فكانوا غير قادرين على أكل أنصبتهم، لذلك شجعهم موسى على ترك الحزن وأكل أنصبتهم من وقائد الرب من الفطير وأيضًا من ذبيحة السلامة، مذكرًا إياهم بالوصية الإلهية الخاصة بأكل أنصبتهم بطقس معين. حينما سأل موسى عن تيس الخطية وجده قد احترق بكامله خلافًا للطقس... وكان يجب أن يأكلوا منه نصيبهم علامة قبول الله للذبيحة، فسخط موسى على إبني أخيه ولم يسخط على هرون ربما لأجل مركزه كرئيس كهنة... لكن هرون قدم عنهما عذرًا بأنه لم يكن ممكنًا أن يأكلا في اليوم الذي أصابه هذا في إبنيه، ولعله يقصد أن القلوب حزينة ونشعر بأن ما ارتكبه ناداب وأبيهو هو وصمة عار لنا، فهل يليق بهما أن يأكلا بقلوب هكذا موصومة بعار الخطية؟! إذ سمع موسى اعتذار هرون "حسن في عينيه" [20]، واقتنع بالأمر، مقدرًا الظرف، ولم يتشبث برأيه. |
||||
19 - 04 - 2024, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 158150 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دليل شرائع التطهير إن كان الله القدوس يقبلنا شعبًا مقدسًا له خلال الذبيحة (أصحاحات 1-7) التي يقدمها الكاهن (أصحاحات 8-10)، فإن هذه الحياة المقدسة في الرب لها شريعتها أي قانونها وطقسها الذي يلتزم به كل عضو في هذه الجماعة. وقد قدمت هذه الشريعة للشعب اليهودي البدائي في حياته الروحية والاجتماعية بطريقة مادية تمس أطعمتهم (أصحاح 11) حتى ميلادهم الجسدي (أصحاح 12)، وسلامة أجسادهم وثيابهم (أصحاح 13)، ونظافته (الأصحاحان 14-15)... الأمور التي يلزم أن نفهمها على مستوى الروح لا الحرف لنعيشها بفهم إنجيلي حيّ يمس أعماقنا الداخلية. الأطعمة المحللة والمحرمة الله في أبوته للبشرية قدم لرجال العهد القديم شريعة الأطعمة المحللة والأطعمة المحرمة بكونه مهتمًا حتى عن إرشادهم بخصوص الطعام. جاءت هذه الشريعة تحمل مفاهيم روحية تمس حياتنا الداخلية، لهذا ختمها بقوله: "إنيّ أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأنيّ أنا قدوس" [44]، مكررًا القول: "إنيّ أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهًا، فتكونون قديسين لأنيّ أنا قدوس" [45]... كأن غاية هذه الشريعة ليس الأكل والشرب إنما التمتع بالحياة المقدسة في الرب القدوس. 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا لَهُمَا: 2 «كَلِّمَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: هذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ الَّتِي تَأْكُلُونَهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: 3 كُلُّ مَا شَقَّ ظِلْفًا وَقَسَمَهُ ظِلْفَيْنِ، وَيَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. 4 إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ: الْجَمَلَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 5 وَالْوَبْرَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 6 وَالأَرْنَبَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 7 وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8 مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ. "هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض: كل ما شق ظلفًا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فإياه تأكلون" [2-3]. طالب الله الإنسان ألا يأكل من الحيوانات إلاَّ ما كان منه مشقوق الظلف وفي نفس الوقت يجتر. هذه هي شريعة الحيوانات المحللة للإنسان في العهد القديم. وقد رأى كثير من الآباء في هذه الشريعة رموزًا تمس حياة المؤمن وعلاقته بالله: أولًا: بالنسبة للاجترار، يرى كثير من الآباء كالأب برناباس والقديس كليمندس الإسكندري وايريناؤس وجيروم وغيرهم أن الإجترار يُشير إلى اللهج الدائم والتأمل المستمر في كلمة الله نهارًا وليلًا. فمن كلمات برناباس: [ماذا يقول (موسى عن الإجترار): التصقوا بخائفي الرب الذين يتأملون تعاليمه بقلوبهم المتضعة، ويتحدثون عن إرادة الله ويحفظونها، وفي تأملهم المفرح يهذون بكلام الله]. وفي رأي العلامة أوريجانوس أن اجترار الطعام الذي سبق أكله، إنما يعني الانطلاق من المعنى الحرفي إلى المعنى الروحي للكلمة الإلهية، والارتفاع بفهمها من الأمور المنظورة السفلية إلى الأمور العليا غير المنظورة. ثانيًا: يرى القديس جيروم في الحيوان المشقوق ظلفه إشارة إلى المؤمن الذي يتقبل كلمة الله بعهديها القديم والجديد، يجتر فيهما معًا. فاليهود إذ رفضوا العهد الجديد حسبوا أصحاب ظلف غير مشقوق فهم غير أطهار. وبنفس الطريقة إذ رفض بعض الغنوسيين العهد القديم حسبوا أصحاب ظلف غير مشقوق، أما [رجل الكنيسة فمشقوق الظلف ومجتر، يؤمن بالعهدين معًا وكثيرًا ما يتأملهما بعمق. وما قد دفن في الحرف (كما في معدته) يرده مرة أخرى (ليجتره) خلال الروح(141)]. ثالثًا: يؤكد القديس كليمندس الإسكندريما قاله الأب برناباس [إن مشقوق الظلف يُشير إلى الإنسان الذي يعرف أن يسلك بالحق في هذا العالم كما فيما يخص الحياة المقبلة]. إنه يقول: [الإنسان الروحي في فمه كلمة الله، يجتر الطعام الروحي، وبالبر ينشق ظلفه حقًا إذ يقدسنا في هذه الحياة كما يدفعنا في طريقنا للحياة الأبدية]. رابعًا: يرى القديس إيريناؤس أن الحيوانات المشقوقة الظلف تُشير إلى المؤمنين الذين لهم إيمان ثابت في الآب والابن معًا، فلا ينكرون لاهوت الآب ولا لاهوت الابن، أما أصحاب الظلف الواحد فهم الهراطقة الذين ينكرون الابن. خامسًا: إن كان الظلف - كما الأظافر- يمثل جزءًا ميتًا فإن الظلف المشقوق يُشير إلى شق ما هو ميت فينا، أي صلب الشهوات الجسد. فإن كان الإجترار يمثل تمتع النفس بكلمة الله كسرّ حياتها الداخلية فإن شق الظلف يُشير إلى صلب شهوات الجسد، وكأن العملين متكاملان: حياة الروح مع إماتة شهوات الجسد الشريرة. سادسًا: يرى العلامة أوريجانوسأنه لا يحسب الحيوان طاهرًا ما لم يتحقق الشرطان معًا، إذ [يجب ألا نأكل من هذه الحيوانات التي يبدو فيها إنها غير طاهرة من جانب وطاهرة من جانب آخر]. الذين يجترون وليس لهم الظلف المشقوق، هم الذين لهم الظلف المشقوق دون أن يجتروا، فهم كما يقول العلامة أوريجانوسالفلاسفة والهراطقة الذين قد يظهر بعضهم نوعًا من الخوف من الدينونة ويسلكون بوقار وحذر لكنهم لا يتأملون كلمة الله، وليس لهم الإيمان الحق... قدمت لنا الشريعة أمثلة للحيوانات النجسة التي لا يجوز أكلها مثل الجمل والوبر والأرنب، إذ هي حيوانات تجتر لكنها بلا ظلف مشقوق، وكالخنزير بكونه له الظلف المشقوق لكنه لا يجتر. كلنا يعرف هذه الحيوانات عدا الوبر أو الوبار coney أوrock badger وهو حيوان صغير يشبه الأرنب، لونه أسود يميل إلى الصفرة، وإن كان فراؤه غالبًا ما يتخذ لون الأرض التي يعيش فيها حتى يتعذر رؤيته. يسكن في الصخور (مز 104: 18، أم 30: 26) لكنه لا يقوم بحفر موضع له. حسبه الكتاب مع الحيوانات المجترة من أجل مظهرة الخارجي إذ يحرك فكه الأسفل كمن يجتر. ليس له ظلف مشقوق، إنما له قدمان أماميتان بكل منهما أربعة أصابع تنتهي بمخالب حادة، وقدمان خلفيتان تنتهي كل منهما بثلاث مخالب حادة. يعيش جماعات صغيرة تحت قيادة حارس يقيم في مكان مرتفع ليعطي إنذارًا إذا ما حاق بها الخطر. يكاد لا يُرى إلاَّ عند الصباح أو المساء عندما يخرج ليبحث عن طعامه. وهو يوجد في شبه جزيرة العرب وفي شمال فلسطين وفي منطقة البحر الميت. أما اسمه العلمي فهوprocaira syriaca ، hyrax syriacus. يحسب الوبر دنسًا من أجل عدم وجود الظلف المشقوق، وهو يمثل الإنسان الدنس بشراسته إذ يعرف بعضته المؤذية. أما الخنزير فيرمز للشره في الأكل أو النهم والدنس. يتحدث عنه القديس أكليمندس الإسكندريكحيوان نجس، فيقول: [الخنزير يرمز لكثرة الكلام (بسبب ضجيجه المستمر)، ولنهمه الدنس، وتهوره في العلاقات الجنسية بطريقة دنسة شهوانية فاسقة، كما أنه مادي يتمرغ في الوحل، يُسمن للذبح والهلاك]. ويعلق الأب برناباس على الخنزير كحيوان دنس بقوله: [كأن موسى يقول: لا تلتصق بأناس يشبهون الخنازير، أي أناس ينسون الرب عندما يكونون متنعمين، ويعرفونه فقط عند العوز، فالخنازير لا تتعرف على سيدها وهي تأكل وإنما عندما تجوع إذ تأخذ في الصراخ حتى تنال أكلها فتهدأ من جديد]. وقد حسب الفينيقيون والأثيوبيون والمصريون الخنزير نجسًا، مع أنهم في مصر كانوا يقدمون خنزيرًا ويأكلونه كذبيحة في عيد إله القمر وأوزيريس . ومع هذا إن لمس أحد خنزيرًا يلتزم أن يغتسل. ولم يكن يسمح لراعي الخنازير أن يدخل الهيكل، ويصعب أن يجد فتاة تقبل الزواج منه إلاَّ إن كانت من بنات الرعاة مثله(150). أما بالنسبة لليهود فكانت رعاية الخنازير من أحقر المهن لا يمارسها إلاَّ المعدومون (لو 15: 15)، استخدم ذبائح الخنازير إشارة إلى الإباحية الوثنية (إش 65: 4)، وأيضًا أكل لحمه (إش 66: 17). في عصر انتيخوس الرابع صدرت الأوامر لليهود أن يأكلوا لحم الخنازير للتأكد من جحدهم إيمانهم وموالاتهم لدين الغزاة الحكام (1 مك 1: 47، 50، 2 مك 6: 18، 21، 7: 1). لهذا عمل المكابيون على الامتناع عن أكل الخنزير كعلامة الأمانة لحياتهم الدينية. وقد جاء عن العازر (2 مك 6: 18 إلخ.) والأخوة السبعة (2 مك 7: 1 إلخ) أن يحتملوا العذابات المُرّة حتى الموت ولا يقبلوا أكل لحم الخنزير. في أيام السيد المسيح كان البعض يرعى الخنازير لا لأكلها وإنما لبيعها لليونان والرومان، فكان هؤلاء الرعاة يمثلون الإنسان محب المال على حساب طهارتهم ونقاوتهم، وقد أعطى الرب درسًا لرعاة خنازير كورة الجرجسيين حينما سمح للشياطين أن تخرج من المجنونين وتدخل في القطيع فاندفع كله على الجرف إلى البحر ومات في المياه (مت 8: 32). وحينما ضرب مثلًا عن ثمار الانحراف قدمه في شكل ابن مسرف فقد ماله وخرج إلى حقل يرعى خنازير ويأكل معها أكلها (لو 15: 15-16). وأيضًا إذ أراد أن يصوّر بشاعة من لا يبالي بالمقدسات الإلهية قال: "لا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم" (مت 7: 6). هكذا يصور الكتاب الخنزير بالكائن الذي لا أمل فيه حينما قال: "خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل" (أم 11: 22). |
||||