18 - 04 - 2024, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 158011 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكنيسة جسد المسيح وملئه (1: 23) وبعد أن حدّد بولس الموضوع الأخير في الرجاء المسيحي الذي يوجّه جميع المسيحيّين نحو التتمة، توقّف يتأمّل في الكنيسة. وأعطاها صفتين: هي جسد المسيح، هي ملء المسيح. أ- الكنيسة جسد المسيح (آ 23 أ) إن فكرة الكنيسة جسد المسيح هي مركزيّة في الرسالة إلى أفسس (3: 6؛ 4: 4، 12، 16؛ 5: 23، 29). وهي تشكّل نقطة وصول في الفكر البولسيّ. أما هنا فتبدو كمفهوم معروف يجمع كل ما قاله بولس في أمكنة أخرى. - توخّت العبارة أن توكّد على الرباط الخاص الذي أقامه المسيح مع كنيسته. وهذا الرباط هو وسيلة الخلاص الوحيدة التي أقرّها الله، والنضج الأخير للخبرة المسيحيّة. - في الكنيسة، جسد المسيح، تتقوّى الوحدة في الكثرة. وحين يتّحد المسيحُ الرأس مع المسيح الجسد، يتكوّن الإنسان الجديد، آدم الجديد (2: 15). - لا شكّ في أن الجسد يخضع للرأس: هذه هي طاعة الإيمان للمسيح يؤدّيها كل واحد منا. وهو خضوع حبّ يخلق الحريّة الحقيقيّة. - ما هو جديد في الفكر البولسي هو أن الرأس هو الأول الفاعل للنموّ: المسيح هو رأس من حيث إنه ينمي جسده (4: 15- 16). - إن سيادة المسيح هي سيادة الزوج الذي يمارس واجب العناية والاهتمام لكي تصبح المحبّة واقعاً حاضراً (5: 22، 25، 28، 32). نفي هذه الخلفية (التي هي خلفيّة كل أف) تتخذ العبارة كامل معناها: إنها تدلّ على كل مستقبل رجائنا، على المعنى الأخير للخليقة، على الهدف الأخير للتاريخ البشريّ والإلهيّ في هذا العالم. ب- الكنيسة ملء المسيح (آ 23 ب) نسب بولس هذه الصفة الثانية إلى كنيسة المسيح. إنها "الملء" (بلاروما) والكمال. إن الكنيسة تكمّل المسيح كما يكمّل الجذع الرأس، والأعضاء الجسم. ولكن إن كان بولس قد استعمل لفظة "رأس" للمسيح ولفظة "جسد" للكنيسة، فليس من أصل واحد لاستعمال هاتين اللفظتين. أخذت لفظة "رأس" من العالم الساميّ، فدلّت على الرئيس وصاحب السلطان. وقد استعملها بولس ليحارب هرطقة الكولسيين التي أبرزت دور الرئاسات والسلاطين. لهذا قال بولس: إن المسيح هو بقيامته الرأس والرئيس. أما أصل كلمة "جسد" فيعود إلى عالم الرواقيّين الذي يتحدّث عن جسم موحّد رغم اختلاف الوظائف، رغم تنوّع الخدم. الفكرة هي الوحدة في الكثرة. لقد أعلن بولس أن المسيح هو رأس الكنيسة في معنيين: هو الرئيس، هو مبدأ الحياة الذي يوحّد الجسد وينمّيه (كو 2: 19). وهكذا كان للفظة "بلاروما" معنى فاعل. ولكن له أيضاً معنى منفعلاً، معنى الملء الذي نجده في العالم اليونانيّ وفي السبعينيّة. فحسب 3: 19 و4: 13، الإنسان الكامل وفي عزّ قوته، هو الكنيسة، جسد المسيح. ويتحقّق كمال هذا الجسد وكل عضو من أعضائه دون أن يتوجّب على المسيح الرأس أن "يكتمل". مثل هذه الفكرة غريبة كل الغربة عن النظرة البولسيّة. فمن المسيح الرأس تأتي قوة الحياة الضروريّة من أجل تكملة الجسد. فالكنيسة هي الموضع الذي إليه يحمل المسيح ملء عمله وحياته. هذا هو المعنى في أف. الكنيسة تسمّى الملء لأنها موضع تدخّل الله التام الكامل، لأن فيها يجتمع كل عمله الخلاصّي. يبقى علينا أن نفسّر الشقّ الثاني من النعت الذي يتعلّق بالمسيح. "المسيح هو مملوء". أو "المسيح يملأ". وهناك العبارة "كل في الكل". هذا ما يدلّ على اتساع لا حدود له. ويبدو أن صيغة المجهول هي الأفضل (المسيح مملوء). فإذا أراد بولس استعمل المعلوم عندما يراه ضرورياً (4: 10). إذن، فكّر بولس في المسيح القائم من الموت، "المملوء من الله". الذي يملأه الله. هذا ما قاله في المقطع الموازي في كو 2: 9- 10: "فيه يحلّ جسدياً كل ملء اللاهوت، وفيه امتلأتم" (أي: شاركتم في هذا الملء). وهناك عبارة أخرى في كو 1: 19: "لقد ارتضى الله أن يُحل فيه (في المسيح) الملءَ كلّه". إذن، امتلأت الكنيسة بالمسيح، بنشاطه، بقدرته. والمسيح نفسه امتلأ من الله بشكل لا يستطيع اللسان البشري أن يعبرّ عنه. مثل هذا القول يُبرز قدرة الله في عمل الخلاص، ويؤسّس رجاءنا بشكل نهائي. إذن، يحلّ ملء غنى الله على المسيح الذي يفيضه في كنيسته، لكي يجمع المسيح والكنيسة، العالم والبشر. وهكذا تصبح الخليقة من جديد الملء الذي يوحّده حضورُ الله وقدرته. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:28 PM | رقم المشاركة : ( 158012 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلاص البشر في المسيح ونصل إلى ف 2 الذي يبدو بشكل عظة تتوجّه إلى أهل أفسس، وإلى مسيحيّين آخرين، فتبدو في خلفيّة عماديّة تتطرّق إلى الخليقة الجديدة. نجد هنا قسمين متوازيين. الأول، 2: 1- 10: من الموت إلى الحياة في المسيح. والثاني، 2: 11- 22: السلام الذي يحمله المسيح. 1- نظرة عامة لا نستطيع أن نقسم نصّ أف إلاّ بصعوبة، لأنّ الأفكار تتماسك فلا تتيح لنا أن نتوقّف حسب القسمة التقليديّة. ونحن لا نجد قطعاً حقيقياً إلاّ في 3: 1: "لذلك، أنا بولس، أسير المسيح يسوع من أجلكم، أيها الأمم". يقودنا التسلسل من الكرستولوجيا (درس عن يسوع المسيح) إلى السوتيريولوجيا (درس عن الخلاص) إلى الإكليزيولوجيا (درس عن الكنيسة) كما تفهمها أف، أي في المعنى الأوسع. أنشد 1: 14- 23 امتداد قدرة الله في الأحداث المسيحانية. وأعلن 2: 1- 10 نتائج هذه القدرة: لقد أعطانا الله الحياة مع المسيح وفي المسيح. أما 2: 11- 22 فينشد توسّع هذه النعمة: خلق الشعب المسيحاني الذي يمتدّ امتداد المسكونة. فالإكليزيولوجيا والكرستولوجيا لا تنفصلان. لهذا نستطيع أن نسمّي المتتالية الأخيرة (2: 11- 22) احتفالاً جديداً بالمسيح الذي يصالح التاريخ مع الله، الذي يقيم سلام الله على الأرض. وهكذا نستطيع أن نعتبر 1: 14- 23 مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً مع 2: 1- 7. ولكننا في هذه الحالة نقطع الوهلة التالية التي تربط 2: 1- 7 (يتطرّق إلى موضوع العماد والوحدة بالمسيح) مع 2: 8 ي (أي إعادة الوحدة بعد وجود حاجز يفصل بين الفئتين). سندرس على التوالي 2: 1- 10 ثم 2: 11- 22. ولكننا سنحاول أن نبرز التوافق بينهما فندلّ على تجاوب المقطع مع الآخر. * هناك توازٍ أساسي: - أموات (آ 1- 3): الوضع السابق: غرباء (آ 11- 12). - أحيينا (آ 4- 6): مبادرة الله: تصالحنا (آ 13- 18). - خلّصنا (آ 7- 10): البعد الخلاّق لهذه المبادرة: أعدنا إلى البيت (آ 19- 22). * هناك سلسلتان من التحوّلات تتعاقبان داخل كل قطعة: + القطعة الأولى (آ 1- 10) - أموات بزلاّتنا- حيينا مع المسيح. - عبيد الجسد- قمنا مع المسيح. - خضعنا لرئيس قوّة الجوّ- جلسنا معاً في أعلى السماوات. + القطعة الثانية (آ 11- 22) - كنا بعيدين- صرنا قريبين بدمه. - كنا نواجه بعضنا بعضاً- تصالحنا بالصليب. - كنا تحت سلطة الفرائض- تحرّرنا لنكون خليقة جديدة. قادتنا آ 1- 10 من حالة الموت إلى الخلاص. وآ 11- 22 من حالة الاستبعاد والقسمة إلى التقارب والوحدة. * التضمين والاحتواء وتتواصل حركة التضمين قبل آ 10 وبعدها. وهذا ما تدلّ عليه أداة "سين" (مع) التي تسبق الأفعال، وحرف الجرّ (إن، في) أمام الأسماء. في آ 1- 10: حيينا مع المسيح، أقامنا معه، أجلسنا معه في السماوات، في المسيح يسوع. وفي آ 11- 22، صار الوثنيّون مواطنين مع بني إسرائيل، وارثين معهم، مبنيّين معهم. نحن في هذا الفصل الثاني من أف أمام تكثيف لمعانٍ نقرأها في روم. فالموضوع الرئيسي في روم هو برّ الله، وقد اختفى هنا كمياه المطر تحت الأرض. ولكن حُفظت نتائجه وهي الخلاص بالنعمة، الخلق الجديد، المصالحة بين إسرائيل والأمم، تكوين الكنيسة. إن روم 1- 3 يقابل أف 2: 1- 3، وروم 5- 8 يقابل أف 2: 4- 10، وروم 9- 11 يقابل أف 2: 11- 12، وروم 12- 15 يقابل أف 2: 14- 22. لقد تبدّل الموضوع الأساسي، فحلّ السلام محلّ البرّ ليعبّر عن مجيء الملكوت. 2- دراسة النصّ في آ 3، كتب شهود عديدون مثل الإسكندراني والبازي: "وأنتم أيضاً" (بدل: ونحن أيضاً). حاول النسّاخ أن يوفّقوا بين آ 1 وآ 3 في خطّ كو 3: 7: "أنتم أيضاً سلكتم من قبل". هذا يدلّ مرّة أخرى على التردّد بين صيغة المتكلّم الجمع وصيغة المخاطب الجمع (أنتم، نحن). في آ 4، قالت بردية 46: "رحمنا" بدل "أحبّنا". لم يتبدّل المعنى وقد نكون أمام جذر "رحم" الذي يعني في السريانية مثلاً: أحبّ ورحم. ثم غاب الموصول (التي) فصارت الجملة رئيسية لا موصولية: الله الغنيّ بالرحمة أحبّنا. وهكذا تصبح آ 4 جملة قاطعة تُبرز الرحمة الإلهية. فيبقى علينا أن نبحث عن فاعل "أحيانا مع"، أقامنا (آ 5، 6) في 1: 17. ولكن هذا مستحيل. ونحن لن نتبع برديّة 46 رغم قدمها. وفي الآية الثالثة قالت برديّة 46: أموات بأجسادنا، بدل أموات بزلاتنا. وهذا يبقى غير مقبول. لهذا نتبع النصّ المعتمد ونترك اختلافات برديّة 46. في آ 5، زادت النسخة الغربيّة بعد "المسيح" اسم موصول فحوّلت العبارة "بالنعمة تخلصون" إلى جملة موصوليّة ترتبط بالمسيح: الذي بنعمته تخلصون. في آ 8، زادت بعض المخطوطات أل التعريف على لفظة "إيمان". نقرأ حرفياً (في اللغة اليونانية): أنتم مخلّصون بواسطة إيمان. وجود التعريف أمرٌ طبيعي. ولقد اعتاد بولس أن يلغيه. هذا ما نجده في غل 2: 16: "لا يبرّر بأعمال الناموس، بل بالإيمان". في آ 15، ألغت برديّة 46 لفظة "أحكامه" التي هي صعبة، وقد جاءت إلى أف من كو 2: 14. وأحلّت "كُوينوس" محل "كاينوس": إنسان واحد عادي تجاه الجميع، بدل "جديد" الآتي من التقليد البولسيّ. في آ 20، أوضحت النسخة الغربية الصورة فزادت "حجر": المسيح يسوع هو حجر الغلقة. في آ 21، زادت بعض المخطوطات مثل السينائي والافرامي... أل التعريف، وهذا ما يوضح المعنى الذي نأخذ به عادة: مجمل البناء (باسا هي أويكودومي). فإن غاب أل التعريف (هي) صار المعنى: كل بناء (كل كنيسة، لا الكنيسة كلها). ولكن ما يميّز أف هو أنها تتأمّل في الكنيسة الجامعة، لا في واقعها المحليّ. ولقد رأينا مراراً في أف أن أل التعريف سقط، مع أنه وجب أن يكون على مستوى الأسلوب الكلاسيكي. في آ 22، أحل الفاتيكاني "الله" محل "المسيح"، فدلّ على تطوّر في التقوى. كانت "مسكناً لله". فقال الفاتيكاني: "مسكناً للمسيح". 3- تحليل النصّ أ- من الموت إلى الحياة (2: 1- 10) يبدأ النص بالمفعول به، ثم ترد صيغة المتكلّم الجمع (نحن) وبعدها المخاطب الجمع (أنتم)، وفي النهاية (في آ 4) يأتي الفاعل: الله. هذا الفاعل الذي يتحدّث وليْ الجملة عن رحمته، هو سبب هذا العمل التحرّري. ثم يأتي فعل "أحيانا مع". وتأتي آ 5 في جملة قاطعة. ومنذ آ 6 تعود مبادرة لله مع فعلين (أقامنا معه، أجلسنا معه) يصلان بنا في آ 7 مع جملة غائية شبيهة بالمجدلة: "ليظهر في الدهور المستقبلة غنى نعمته الفائق، بلطفه بنا، في المسيح يسوع". وفي آ 8- 10، تأتي تأكيدات إيمانية في جمل إسميّة لا فعل لها. ينطلق النصّ في اندفاعه فيتغلّب على عدم تماسك ظاهر. غير أن بنية هذه الآيات العشر (2: 1- 10) ترتسم في منحدرين: منحدر الظلال الذي تمثّله ملاحظة أولى، ملاحظة سلبية هي: "كنتم أمواتاً". وستعود في آ 3: "ونحن أيضاً". ومنحدر آخر هو منحدر النور يصوّر في النهاية، في آ 8- 10: "أنتم مخلّصون بواسطة الإيمان. يرد الفعل "سلك" في آ 10 فيبرز الطريق الذي فتحه الله. وبين هذين المنحدرين يتمّ العبور الحاسم. يحصل تحوّل في النصّ. يأتي الفصح والانتقال من ضفّة إلى أخرى، ومن أرض العبوديّة والموت إلى رحاب أرض الميعاد. يرد التحوّل في آ 4- 7 مع نتيجة مؤثرة. هناك الفاعل: الاله الغنيّ باللطف والحنان. هناك الموضوع (الحبّ) في بداية الجملة. وفعل: أعطانا الحياة معاً. كان وضع مواجهة وانقطاع: الله، الحياة من جهة. نحن، الموت من جهة أخرى. فتحوّل هذا الوضع واستنار بمبادرة مطلقة وسامية جاءت باتجاه واحد (من الله إلينا): مبادرة النعمة التي يلهمها حبّ الله الذي يتعدّى كل حدود. بعد عمل الإنسان جاء عمل الله. في نهاية ف 1، سيطر السلطان والقدرة. أما هنا فنجد النعمة التي هي خاصّة بالربّ وتدلّ على اتساع سلطانه. وإليك مركّباتها: الغني بالرحمة بسبب الحبّ العظيم (آ 4). بالنعمة (آ 5 ب، 7، 8). غنى نعمته الفائق بلطفه (آ 7). عطيّة من الله (آ 8). الأعمال التي أعدّها الله من قبل (آ 10). هناك عبور من حقل إلى آخر. في آ 6 يظهر من جديد فعلان وجدناهما في 1: 20: أظهر الله قدرته حين أقام المسيح وأجلسه في أعلى السماوات. والآن، أظهر الله نعمته. وضمّت أداة "سين" (مع) لتجعل مصير المسيح مصيرنا. ما حصل للمسيح يحصل لنا أيضاً: لم تعد الحياة والقيامة والدخول في المجد وقفاً على الرأس (1: 22)، بل هي أيضاً نصيب الجسد (1: 23) بفعل عمل الله الخلاصّي. نحن أمام احتفال بالخلاص الفصحيّ، وتبدر معالمه العماديّة واضحة. في الأساس نكتشف كو 2: 10- 13 بعد أن تركت أف ألفاظها (الختان، العماد) واحتفظت بزخمها: عبور من الموت إلى الحياة. ومع أن المعمودية لم تُذكر، إلاّ أنه يجب أن نسجّل هذا المقطع في خطّ الفقاهات البولسيّة حول المعموديّة كمشاركة في موت المسيح وحياته (ق روم 6: 1- 11؛ ى 2: 11- 15). ونلاحظ التطوّر من روم إلى كو وأف. في روم 6، صُلبنا معه، متنا معه، دُفنّا معه، نحيا معه. في كو 2: دُفنّا معه، قمنا معه، حيينا معه. في أف 2: قمنا معه، حيينا معه، جلسنا في السماوات معه. شدّدت روم 6 على الصليب. ولكن أف لا تذكر الصليب هنا (ستذكره فيما بعد)، بل الجلوس بالمجد. وتبدو كو نقطة الوسط بين روم وأف. وتقدّم النواة المركزية للمقطوعة سمات تميّز الاحتفال: فعل في صيغة الغائب المفرد، يكون فاعله الله، كما في المباركة. ويحتلّ هذا الاحتفال آ 3، 4، 5 أ، 6، 7. وقد رأى فيه بعض الشرّاح نشيداً من أناشيد التنشئة المسيحية. يشكّل الاحتفال نواة تحيط بها عناصر وعظ: مقاطع في صيغة المخاطب الجمع: في البداية (آ 1، 2: كنتم أمواتاً، سلكتم)، في الوسط (آ 5 ب: أنتم مخلّصون)، في النهاية (آ 8 أ، 8 ب: فأنتم مخلصون. ليس منكم). كل هذا يبرز الطابع المطلق للنعمة التي ينالها المؤمنون. وفي البداية كما في النهاية نجد آية في صيغة المتكلّم الجمع تقوّي الوجهة الشاملة لهذه النعمة فتضمّ في وحدة تامة الكاتب والقرّاء: ليس هناك من تمييز (روم 3: 9- 11). كلّهم تحت الغضب، كلّهم تحت النعمة. عرفت مبادرة الله بالنسبة إليهم "فيما مضى" و"الآن". وهكذا نجعل آ 1- 10 كما يلي: آ 1- 3: كرازة (كنتم أمواتاً ونحن أيضاً). آ 4- 7: إحتفال (ولكن الله وهبنا الحياة). آ 8- 10: كرازة (أنتم مخلّصون. نحن عمل الله). ب- المسيح سلامنا (2: 11- 22) رأينا فيما سبق التوافق بين جزئَي ف 2، بين 2: 1- 10 و2: 11- 22. فالمقطوعة الثانية أمينة للنموذج الذي عرفناه. في الوسط، الاحتفال الكرستولوجي مع نشيد السلام (آ 14- 18): "لأنه هر سلامنا، هو الذي جعل من الشعبين واحداً". وقبل هذا النشيد وبعده، نجد تعليمين في صيغة المخاطب الجمع، يُوجّهان إلى القرّاء. فالتعليم الأول (آ 11- 13) يتذكّر وضع استبعاد أولي: كنتم غرباء، أجانب. والتعليم الثاني (آ 19- 22) ينقل الإنجيل إلى وضع استدخال أخير. "لستم بعد غرباء ولا نزلاء، بل أنتم مواطنو القدّيسين". وهكذا يقودنا النصّ من الازدواجية والقسمة إلى الوحدة. إن الاحتفال (آ 14- 18) الذي يُنشد عمل التحوّل فينا، يبدأ بعبارة (لأنه هو) تميّز كو 1: 15، 17: الذي هو صورة الله... الذي هو رأس الجسد. للمرّة الأولى في أف، يسوع هو الفاعل (نقض الحاجز، أزال الناموس، صالح). إنّ موضوع هذه القصيدة يبدأ مع آ 13 (أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، قد صرتم قريبين بدم المسيح)، ثم يتوسّع منطلقاً من الصليب الذي يُذكر في النهاية: "بالصليب الذي به قتل العداوة". هذا هو الموضوع الذي أعلن منذ ف 1: جمَع العالم عبر المصالحة التي تضع ختمها على وحدة في الكنيسة تضمّ المسيحيين الآتين من العالم اليهوديّ وأولئك الآتين من العالم الوثنيّ. إنّ تعداد ما فعله المسيح يرد في أفعال في صيغة الحاضر أو في صيغة اسم الفاعل. فالفعل المشرف (هو سلامنا) تسنده أربعة أسماء فاعل تتوالى: صنع، نقض، أزال، قتل. والهدف: لكي يخلق- لكي يصالح. ونتوقّف بشكل خاصّ عند وجهتين. هناك القطب المركزي (آ 14- 18) ومحطتان من هنا وهناك (آ 11- 13، آ 19- 20). هناك حرف الجر "إن" الذي يعني: في، ب. وهناك لفظة "واحد". فالسلام يتمّ في المسيح، في دمه (آ 13)، في جسده، في بشريّته (آ 14)، فيه (آ 15). وذلك من أجل إنسان واحد (آ 15)، جسد واحد (آ 16)، روح واحد (آ 18). تشكّل مفردات "صليب، دم، بشرية (أو: جسد)" معالم تدلّ على تجذّر الميثاق الجديد. معالم محدّدة، ولكن بُعد ما حصل يبقى بلا حدود: فالبشريّة كلها هي معنيّة بها. كانت الأمم "بحسب الجسد"، "بفعل اليد في الجسد" (آ 11)، كانت "بدون مسيح"، محرومين من المواطنية، غرباء، بلا إله (آ 12). ولمّا صار المسيح سلامنا (آ 14- 18)، صاروا في الروح (آ 22). وكان الهيكل الذي لم تصنعه يد إنسان (آ 21). والمسيح حجر الغلقة (آ 20). صاروا مواطنين، أهل البيت، وحقّ لهم الإقتراب من الآب (آ 19). إنّ أساس هذه النظرة الواسعة التي تقود "من الجسد" (آ 11) إلى "الروح" (آ 22)، نجده في كو 1: 19- 22: "فيه ارتضى الله أن يحلّ الملء كله... وأنتم الذين كنتم من قبل غرباء وأعداء... قد صالحكم". أمّا الوجهة الثانية فهي وجهة التعارض والنقائض. هناك "نحن" (المتكلّم الجمع) و"أنتم" (المخاطب الجمع). هناك "قبل" (آ 11، فيما مضى) و"الآن" (آ 13)، وتعارض بين ماضٍ من الحرمان والاستبعاد، وحاضر مليء بالمستقبل والمشاركة والوحدة (ق 2: 2؛ 3: 5- 10؛ 5: 8). وبجانب هذا العنصر الزمانيّ يدخلنا إيراد أشعيا في العنصر المكاني: "بعيدين" و"قريبين". وهكذا نصل إلى الهدف عينه. كان الأفق أفق الخطيئة ونعمة الخلاص على طريق المعمودية التي ينالها المؤمن. فامتدّ إلى المجال الإجتماعي مع مدلول "الانتماء" و"عدم الانتماء" مع استعارات جغرافيّة أو هندسيّة: حاجز، مدينة، بناء... وتُبرز نهايةُ المقطع كل ما يتعلّق بالبيت والسكن: مواطن، أهل، عائلة، أساس، حجر الغلقة، هيكل، تنسيق، مسكن... وهذا البناء ليس مزجاً ولا خليطاً: البناء هو تجمّع يكون فيه كل جزء في مكانه: الأساس، القمّة، اللحمات، الحجارة. هذا هو مسكن المسيح على الأرض. هذه هي الكنيسة. كل هذا يقود النصّ إلى المجدلة، إلى السلام والوحدة. المسيح يقوم في نهاية المحطّة الأولى: "أما الآن في المسيح يسوع" (آ 13). والآب في نهاية المحطّة الثانية: "التوصّل إلى الآب" (آ 18). والروح في نهاية المحطّة الثالثة: "مسكناً لله في الروح" (آ 22). إنطلق الكاتب من كو 1: 20- 22 فأعاد كتابته. أخذ كل عنصر من نواة كو الموجزة فتوسّع فيه. هناك "غرباء وأعداء" (كو 1: 21). صرنا أمام مقولة عامة صيغت بالنظر إلى استبعاد تجاه شعب الله، شعب إسرائيل. وهكذا صارت المصالحة جمعاً بين فئتين. هناك "جسد بشريّته" (كو 1: 23). تحوَّل إلى جسد واحد غابت عنه الفوارق بين فئة وفئة. هناك تقدمة لله في القداسة (كو 1: 22). صار الجميع قريبين، أولئك الذين كانوا بعيدين والذين كانوا قريبين. والنداء لنُبنى ونثبت في الإيمان، تحوّل إلى صورة عن بناء، عن خليقة جديدة مع أساساتها التي هي الرسل والأنبياء، وحجر الغلقة يسوع المسيح. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 158013 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلاص البشر في المسيح ونصل إلى ف 2 الذي يبدو بشكل عظة تتوجّه إلى أهل أفسس، وإلى مسيحيّين آخرين، فتبدو في خلفيّة عماديّة تتطرّق إلى الخليقة الجديدة. نجد هنا قسمين متوازيين. الأول، 2: 1- 10: من الموت إلى الحياة في المسيح. والثاني، 2: 11- 22: السلام الذي يحمله المسيح. - نظرة عامة لا نستطيع أن نقسم نصّ أف إلاّ بصعوبة، لأنّ الأفكار تتماسك فلا تتيح لنا أن نتوقّف حسب القسمة التقليديّة. ونحن لا نجد قطعاً حقيقياً إلاّ في 3: 1: "لذلك، أنا بولس، أسير المسيح يسوع من أجلكم، أيها الأمم". يقودنا التسلسل من الكرستولوجيا (درس عن يسوع المسيح) إلى السوتيريولوجيا (درس عن الخلاص) إلى الإكليزيولوجيا (درس عن الكنيسة) كما تفهمها أف، أي في المعنى الأوسع. أنشد 1: 14- 23 امتداد قدرة الله في الأحداث المسيحانية. وأعلن 2: 1- 10 نتائج هذه القدرة: لقد أعطانا الله الحياة مع المسيح وفي المسيح. أما 2: 11- 22 فينشد توسّع هذه النعمة: خلق الشعب المسيحاني الذي يمتدّ امتداد المسكونة. فالإكليزيولوجيا والكرستولوجيا لا تنفصلان. لهذا نستطيع أن نسمّي المتتالية الأخيرة (2: 11- 22) احتفالاً جديداً بالمسيح الذي يصالح التاريخ مع الله، الذي يقيم سلام الله على الأرض. وهكذا نستطيع أن نعتبر 1: 14- 23 مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً مع 2: 1- 7. ولكننا في هذه الحالة نقطع الوهلة التالية التي تربط 2: 1- 7 (يتطرّق إلى موضوع العماد والوحدة بالمسيح) مع 2: 8 ي (أي إعادة الوحدة بعد وجود حاجز يفصل بين الفئتين). سندرس على التوالي 2: 1- 10 ثم 2: 11- 22. ولكننا سنحاول أن نبرز التوافق بينهما فندلّ على تجاوب المقطع مع الآخر. * هناك توازٍ أساسي: - أموات (آ 1- 3): الوضع السابق: غرباء (آ 11- 12). - أحيينا (آ 4- 6): مبادرة الله: تصالحنا (آ 13- 18). - خلّصنا (آ 7- 10): البعد الخلاّق لهذه المبادرة: أعدنا إلى البيت (آ 19- 22). * هناك سلسلتان من التحوّلات تتعاقبان داخل كل قطعة: + القطعة الأولى (آ 1- 10) - أموات بزلاّتنا- حيينا مع المسيح. - عبيد الجسد- قمنا مع المسيح. - خضعنا لرئيس قوّة الجوّ- جلسنا معاً في أعلى السماوات. + القطعة الثانية (آ 11- 22) - كنا بعيدين- صرنا قريبين بدمه. - كنا نواجه بعضنا بعضاً- تصالحنا بالصليب. - كنا تحت سلطة الفرائض- تحرّرنا لنكون خليقة جديدة. قادتنا آ 1- 10 من حالة الموت إلى الخلاص. وآ 11- 22 من حالة الاستبعاد والقسمة إلى التقارب والوحدة. * التضمين والاحتواء وتتواصل حركة التضمين قبل آ 10 وبعدها. وهذا ما تدلّ عليه أداة "سين" (مع) التي تسبق الأفعال، وحرف الجرّ (إن، في) أمام الأسماء. في آ 1- 10: حيينا مع المسيح، أقامنا معه، أجلسنا معه في السماوات، في المسيح يسوع. وفي آ 11- 22، صار الوثنيّون مواطنين مع بني إسرائيل، وارثين معهم، مبنيّين معهم. نحن في هذا الفصل الثاني من أف أمام تكثيف لمعانٍ نقرأها في روم. فالموضوع الرئيسي في روم هو برّ الله، وقد اختفى هنا كمياه المطر تحت الأرض. ولكن حُفظت نتائجه وهي الخلاص بالنعمة، الخلق الجديد، المصالحة بين إسرائيل والأمم، تكوين الكنيسة. إن روم 1- 3 يقابل أف 2: 1- 3، وروم 5- 8 يقابل أف 2: 4- 10، وروم 9- 11 يقابل أف 2: 11- 12، وروم 12- 15 يقابل أف 2: 14- 22. لقد تبدّل الموضوع الأساسي، فحلّ السلام محلّ البرّ ليعبّر عن مجيء الملكوت. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 158014 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الموت إلى الحياة (2: 1- 10) يبدأ النص بالمفعول به، ثم ترد صيغة المتكلّم الجمع (نحن) وبعدها المخاطب الجمع (أنتم)، وفي النهاية (في آ 4) يأتي الفاعل: الله. هذا الفاعل الذي يتحدّث وليْ الجملة عن رحمته، هو سبب هذا العمل التحرّري. ثم يأتي فعل "أحيانا مع". وتأتي آ 5 في جملة قاطعة. ومنذ آ 6 تعود مبادرة لله مع فعلين (أقامنا معه، أجلسنا معه) يصلان بنا في آ 7 مع جملة غائية شبيهة بالمجدلة: "ليظهر في الدهور المستقبلة غنى نعمته الفائق، بلطفه بنا، في المسيح يسوع". وفي آ 8- 10، تأتي تأكيدات إيمانية في جمل إسميّة لا فعل لها. ينطلق النصّ في اندفاعه فيتغلّب على عدم تماسك ظاهر. غير أن بنية هذه الآيات العشر (2: 1- 10) ترتسم في منحدرين: منحدر الظلال الذي تمثّله ملاحظة أولى، ملاحظة سلبية هي: "كنتم أمواتاً". وستعود في آ 3: "ونحن أيضاً". ومنحدر آخر هو منحدر النور يصوّر في النهاية، في آ 8- 10: "أنتم مخلّصون بواسطة الإيمان. يرد الفعل "سلك" في آ 10 فيبرز الطريق الذي فتحه الله. وبين هذين المنحدرين يتمّ العبور الحاسم. يحصل تحوّل في النصّ. يأتي الفصح والانتقال من ضفّة إلى أخرى، ومن أرض العبوديّة والموت إلى رحاب أرض الميعاد. يرد التحوّل في آ 4- 7 مع نتيجة مؤثرة. هناك الفاعل: الاله الغنيّ باللطف والحنان. هناك الموضوع (الحبّ) في بداية الجملة. وفعل: أعطانا الحياة معاً. كان وضع مواجهة وانقطاع: الله، الحياة من جهة. نحن، الموت من جهة أخرى. فتحوّل هذا الوضع واستنار بمبادرة مطلقة وسامية جاءت باتجاه واحد (من الله إلينا): مبادرة النعمة التي يلهمها حبّ الله الذي يتعدّى كل حدود. بعد عمل الإنسان جاء عمل الله. في نهاية ف 1، سيطر السلطان والقدرة. أما هنا فنجد النعمة التي هي خاصّة بالربّ وتدلّ على اتساع سلطانه. وإليك مركّباتها: الغني بالرحمة بسبب الحبّ العظيم (آ 4). بالنعمة (آ 5 ب، 7، 8). غنى نعمته الفائق بلطفه (آ 7). عطيّة من الله (آ 8). الأعمال التي أعدّها الله من قبل (آ 10). هناك عبور من حقل إلى آخر. في آ 6 يظهر من جديد فعلان وجدناهما في 1: 20: أظهر الله قدرته حين أقام المسيح وأجلسه في أعلى السماوات. والآن، أظهر الله نعمته. وضمّت أداة "سين" (مع) لتجعل مصير المسيح مصيرنا. ما حصل للمسيح يحصل لنا أيضاً: لم تعد الحياة والقيامة والدخول في المجد وقفاً على الرأس (1: 22)، بل هي أيضاً نصيب الجسد (1: 23) بفعل عمل الله الخلاصّي. نحن أمام احتفال بالخلاص الفصحيّ، وتبدر معالمه العماديّة واضحة. في الأساس نكتشف كو 2: 10- 13 بعد أن تركت أف ألفاظها (الختان، العماد) واحتفظت بزخمها: عبور من الموت إلى الحياة. ومع أن المعمودية لم تُذكر، إلاّ أنه يجب أن نسجّل هذا المقطع في خطّ الفقاهات البولسيّة حول المعموديّة كمشاركة في موت المسيح وحياته (ق روم 6: 1- 11؛ ى 2: 11- 15). ونلاحظ التطوّر من روم إلى كو وأف. في روم 6، صُلبنا معه، متنا معه، دُفنّا معه، نحيا معه. في كو 2: دُفنّا معه، قمنا معه، حيينا معه. في أف 2: قمنا معه، حيينا معه، جلسنا في السماوات معه. شدّدت روم 6 على الصليب. ولكن أف لا تذكر الصليب هنا (ستذكره فيما بعد)، بل الجلوس بالمجد. وتبدو كو نقطة الوسط بين روم وأف. وتقدّم النواة المركزية للمقطوعة سمات تميّز الاحتفال: فعل في صيغة الغائب المفرد، يكون فاعله الله، كما في المباركة. ويحتلّ هذا الاحتفال آ 3، 4، 5 أ، 6، 7. وقد رأى فيه بعض الشرّاح نشيداً من أناشيد التنشئة المسيحية. يشكّل الاحتفال نواة تحيط بها عناصر وعظ: مقاطع في صيغة المخاطب الجمع: في البداية (آ 1، 2: كنتم أمواتاً، سلكتم)، في الوسط (آ 5 ب: أنتم مخلّصون)، في النهاية (آ 8 أ، 8 ب: فأنتم مخلصون. ليس منكم). كل هذا يبرز الطابع المطلق للنعمة التي ينالها المؤمنون. وفي البداية كما في النهاية نجد آية في صيغة المتكلّم الجمع تقوّي الوجهة الشاملة لهذه النعمة فتضمّ في وحدة تامة الكاتب والقرّاء: ليس هناك من تمييز (روم 3: 9- 11). كلّهم تحت الغضب، كلّهم تحت النعمة. عرفت مبادرة الله بالنسبة إليهم "فيما مضى" و"الآن". وهكذا نجعل آ 1- 10 كما يلي: آ 1- 3: كرازة (كنتم أمواتاً ونحن أيضاً). آ 4- 7: إحتفال (ولكن الله وهبنا الحياة). آ 8- 10: كرازة (أنتم مخلّصون. نحن عمل الله). |
||||
18 - 04 - 2024, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 158015 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح سلامنا (2: 11- 22) رأينا فيما سبق التوافق بين جزئَي ف 2، بين 2: 1- 10 و2: 11- 22. فالمقطوعة الثانية أمينة للنموذج الذي عرفناه. في الوسط، الاحتفال الكرستولوجي مع نشيد السلام (آ 14- 18): "لأنه هر سلامنا، هو الذي جعل من الشعبين واحداً". وقبل هذا النشيد وبعده، نجد تعليمين في صيغة المخاطب الجمع، يُوجّهان إلى القرّاء. فالتعليم الأول (آ 11- 13) يتذكّر وضع استبعاد أولي: كنتم غرباء، أجانب. والتعليم الثاني (آ 19- 22) ينقل الإنجيل إلى وضع استدخال أخير. "لستم بعد غرباء ولا نزلاء، بل أنتم مواطنو القدّيسين". وهكذا يقودنا النصّ من الازدواجية والقسمة إلى الوحدة. إن الاحتفال (آ 14- 18) الذي يُنشد عمل التحوّل فينا، يبدأ بعبارة (لأنه هو) تميّز كو 1: 15، 17: الذي هو صورة الله... الذي هو رأس الجسد. للمرّة الأولى في أف، يسوع هو الفاعل (نقض الحاجز، أزال الناموس، صالح). إنّ موضوع هذه القصيدة يبدأ مع آ 13 (أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، قد صرتم قريبين بدم المسيح)، ثم يتوسّع منطلقاً من الصليب الذي يُذكر في النهاية: "بالصليب الذي به قتل العداوة". هذا هو الموضوع الذي أعلن منذ ف 1: جمَع العالم عبر المصالحة التي تضع ختمها على وحدة في الكنيسة تضمّ المسيحيين الآتين من العالم اليهوديّ وأولئك الآتين من العالم الوثنيّ. إنّ تعداد ما فعله المسيح يرد في أفعال في صيغة الحاضر أو في صيغة اسم الفاعل. فالفعل المشرف (هو سلامنا) تسنده أربعة أسماء فاعل تتوالى: صنع، نقض، أزال، قتل. والهدف: لكي يخلق- لكي يصالح. ونتوقّف بشكل خاصّ عند وجهتين. هناك القطب المركزي (آ 14- 18) ومحطتان من هنا وهناك (آ 11- 13، آ 19- 20). هناك حرف الجر "إن" الذي يعني: في، ب. وهناك لفظة "واحد". فالسلام يتمّ في المسيح، في دمه (آ 13)، في جسده، في بشريّته (آ 14)، فيه (آ 15). وذلك من أجل إنسان واحد (آ 15)، جسد واحد (آ 16)، روح واحد (آ 18). تشكّل مفردات "صليب، دم، بشرية (أو: جسد)" معالم تدلّ على تجذّر الميثاق الجديد. معالم محدّدة، ولكن بُعد ما حصل يبقى بلا حدود: فالبشريّة كلها هي معنيّة بها. كانت الأمم "بحسب الجسد"، "بفعل اليد في الجسد" (آ 11)، كانت "بدون مسيح"، محرومين من المواطنية، غرباء، بلا إله (آ 12). ولمّا صار المسيح سلامنا (آ 14- 18)، صاروا في الروح (آ 22). وكان الهيكل الذي لم تصنعه يد إنسان (آ 21). والمسيح حجر الغلقة (آ 20). صاروا مواطنين، أهل البيت، وحقّ لهم الإقتراب من الآب (آ 19). إنّ أساس هذه النظرة الواسعة التي تقود "من الجسد" (آ 11) إلى "الروح" (آ 22)، نجده في كو 1: 19- 22: "فيه ارتضى الله أن يحلّ الملء كله... وأنتم الذين كنتم من قبل غرباء وأعداء... قد صالحكم". أمّا الوجهة الثانية فهي وجهة التعارض والنقائض. هناك "نحن" (المتكلّم الجمع) و"أنتم" (المخاطب الجمع). هناك "قبل" (آ 11، فيما مضى) و"الآن" (آ 13)، وتعارض بين ماضٍ من الحرمان والاستبعاد، وحاضر مليء بالمستقبل والمشاركة والوحدة (ق 2: 2؛ 3: 5- 10؛ 5: 8). وبجانب هذا العنصر الزمانيّ يدخلنا إيراد أشعيا في العنصر المكاني: "بعيدين" و"قريبين". وهكذا نصل إلى الهدف عينه. كان الأفق أفق الخطيئة ونعمة الخلاص على طريق المعمودية التي ينالها المؤمن. فامتدّ إلى المجال الإجتماعي مع مدلول "الانتماء" و"عدم الانتماء" مع استعارات جغرافيّة أو هندسيّة: حاجز، مدينة، بناء... وتُبرز نهايةُ المقطع كل ما يتعلّق بالبيت والسكن: مواطن، أهل، عائلة، أساس، حجر الغلقة، هيكل، تنسيق، مسكن... وهذا البناء ليس مزجاً ولا خليطاً: البناء هو تجمّع يكون فيه كل جزء في مكانه: الأساس، القمّة، اللحمات، الحجارة. هذا هو مسكن المسيح على الأرض. هذه هي الكنيسة. كل هذا يقود النصّ إلى المجدلة، إلى السلام والوحدة. المسيح يقوم في نهاية المحطّة الأولى: "أما الآن في المسيح يسوع" (آ 13). والآب في نهاية المحطّة الثانية: "التوصّل إلى الآب" (آ 18). والروح في نهاية المحطّة الثالثة: "مسكناً لله في الروح" (آ 22). إنطلق الكاتب من كو 1: 20- 22 فأعاد كتابته. أخذ كل عنصر من نواة كو الموجزة فتوسّع فيه. هناك "غرباء وأعداء" (كو 1: 21). صرنا أمام مقولة عامة صيغت بالنظر إلى استبعاد تجاه شعب الله، شعب إسرائيل. وهكذا صارت المصالحة جمعاً بين فئتين. هناك "جسد بشريّته" (كو 1: 23). تحوَّل إلى جسد واحد غابت عنه الفوارق بين فئة وفئة. هناك تقدمة لله في القداسة (كو 1: 22). صار الجميع قريبين، أولئك الذين كانوا بعيدين والذين كانوا قريبين. والنداء لنُبنى ونثبت في الإيمان، تحوّل إلى صورة عن بناء، عن خليقة جديدة مع أساساتها التي هي الرسل والأنبياء، وحجر الغلقة يسوع المسيح. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:34 PM | رقم المشاركة : ( 158016 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الموت إلى الحياة 2: 1- 3 يبدو ف 2 غنياً جداً بالتعليم، وهو يقدّم عناصر تدلّ على أننا أمام عظة. فهناك المخاطب الجمع (أنتم) يدلّ على السامعين. والمتكلّم الجمع (نحن) يدلّ على الواعظ مع الذين يقفون معه. لا يُذكر العماد بشكل صريح. ولكن هناك عبارات تلفح إليه مثل والخليقة الجديدة" (رج تي 3: 5). يبدأ 2: 1- 10 في ثلاث محطات: الوضع السابق: كنتم أموتاً (آ 1- 3). مبادرة الله: أحيانا الله (آ 4- 6). الارتباط بالخلق: "أنتم بالنعمة مخلّصون" (آ 7- 10). سوف نتوقّف عند 2: 1- 3 وإن ظلّت الجملة في نهاية آ 3 معلّقة. فالقرار بالموت (وأنتم) سيعود في آ 5 (ونحن) مع "أحيانا مع المسيح... ومعه أقامنا، ومعه أجلسنا في السماوات". 1- "كنتم أمواتاً" (2: 1) أنتم، أيها الأمميّون (الوثنيّون الذين صارو مسيحيّين. جاؤوا من الأمم) بشكل خاص. إفتتح بولس مقطعاً جديداً فأورد موضوعاً جديداً يرتبط بتأكيدات قرأناها في 1: 19- 23. وفي 2: 1- 6، سوف يشدّد على أنه ليس المسيح وحده الذي تام من بين الأموات وتمجَّد بقدرة الله الفريدة، بل نحن، بل أنتم: متنا، حيينا. لذلك فالألفاظ المستعملة في 2: 6 تشبه ما في 1: 20. في 1: 3- 14، بدت صيغة المخاطب الجمع وكأن الكلام يتوجّه إلى الوثنيين. في 2: 1- 3 نجد صورة عن انجراركم (أنتم) بالشر وعن سلوكنا (نحن) بحسب رغائب الجسد. وكل هذا يجد ذروته في قول حول تضامننا (نحن) مع سائر البشر، مع الآخرين، مع سائر الناس. سائر الناس (غيركم) هم في 1 تس 4: 13 شعب "لا رجاء لهم". وهذا في الواقع ما يميّز الأمم في أف 2: 11- 12. لهذا فوضع "الأمم" في آ 1، واليهود في آ 3 هو في مكانه. فبعد أن صُوّرت حالة اليهود وحالة الوثنيين كل على حدة، جاء قول يضمّ اليهود والوثنيين في صورة مشتركة. إن آ 1 هي جملة خير كاملة. هي لا تتضمّن فعلاً ولا فاعلاً: أنتم الأموات بزلاّتكم وخطاياكم. وسوف ننتظر آ 5 لنرى ما أراد بولس أن يقوله: أنتم الأموات قد أحياكم الله. وتدخل آ 2- 4 فتصوّر سبب موت الناس وشكله ويقينه، وتدلّ على أن اليهود هم بين الأموات، كما تدلّ على الباعث الذي دفع الله لكي يقيمهم: رحمته، محبته. "زلاّت، خطايا". إستعمل بولس لفظتين مختلفتين تدلاّن على الخطيئة، فهل أراد أن يدلّ على نوعين من السقوط؟ في 1: 7 (مغفرة الزلات) وفي كو 2: 13 (من جرى زلاّتكم) يتحدّث النصّ عن غفران الزلاّت، وفي كو 1: 14 عن "غفران الخطايا". في روم 5: 12- 21 تستعمل اللفظتان وكأنهما مترادفتان (رج روم 4: 25؛ 1 كور 15: 3). الموت بسبب الخطايا والزلاّت المنسوب إلى "الأمم" هو نتيجة خطيئة آدم (1 كور 15: 21- 22، 44- 49). ويجب أن يميَّز عن موت اليهود الذي تسبّبه الشريعة. نقرأ في غل 2: 19: "إني بالناموس متّ (مات المسيح بعد أن حكموا عليه بالناموس، وأنا متّ معه في العماد) للناموس لكي أحيا لله". وفي 3: 21: "لو أعطي ناموس يستطيع أن يؤتي الحياة..." (رج 1 كور 15: 56؛ 2 كور 3: 6- 7؛ روم 7: 1، 4، 10- 11). وهناك موت الوثنيّين واليهود مع المسيح (غل 2: 19؛ روم 6: 5- 6، 8؛ 2 تم 2: 11: إن متنا معه فسنحيا معه). وتعرّض بولس كلّ يوم للموت (فل 1: 20- 21؛ 2 كور 4: 10- 12). وتشبّه بالرب الذي صُلب وقام. تمنّى بولس أن "يتصوّر المسيح" في الغلاطيين (غل 4: 19). وقال عن نفسه إنه "يحمل في جسده سمات الربّ يسوع" (غل 6: 17). وقال في معرض حديثه إلى كورنتوس: "وكما لبسنا صورة الترابيّ" (آدم الأول) فلنلبس أيضاً صورة السماوي" (آدم الثاني، يسوع المسيح) (1 كور 15: 49؛ رج روم 8: 29: "مشابهين لصورة ابنه"؛ فل 3: 10- 11، 21). وتتحدّث 1 تس 4: 16 عن وضعنا كأموات في المسيح. نقرأ في روم 6: 2: "قمنا للخطيئة" (أي: تخلّصنا من الخطيئة). وفي كل 2: 19: "متنا للشريعة" أي تحرّرنا منها. أما هنا فنقرأ متنا في الزلاّت أو متنا بالزلاّت، بسبب الزلاّت. فالزلاّت والخطايا هي في الوقت عينه سبب الموت وأداته والتعبير عنه. هي مملكة الموت ونتيجته. هناك مَن قال: "عبر الزلاّت" ليفسّر "في الزلاّت". بل يجب أن نحافظ على معنى الأداة: بواسطة الزلاّت والخطايا. 2- خضوع للشر (2: 2) نحن هنا كما في ملخّص عن بداية روم حيث يدلّ بولس على شموليّة الخطيئة في العالم، خطيئة الوثنيّين وخطيئة اليهود، قبل أن يصل إلى برّ الله في يسوع المسيح. لا تذكر أف البرّ، ولكنها تبرز "رئيس هذا العالم". هنا في آ 2 كما في آ 1 يكلّم الرسول الوثنيّين الذين حالتهم حالة الخطيئة والموت وخضوع لسلطان هذا العالم المقيم في الفضاء بين الأرض والسماء. "سلكتم فيها قبلاً". إن الماضي تسيطر عليه القوّات التي تختلف عمّا في 1: 21 (فوق كل رئاسة وسلطان وقوة)، فلا تبدو كأنها قوى في الكون وحسب، بل كأنها دافعة إلى الشّر. لقد تبدّلت هويّتها وبان وجهها المرتبط بإبليس. إختلفت أف عن سائر أسفار العهد الجديد فعكست نظرة انتشرت في العالم اليهودي المتأثّر بالحضارة اليونانية. أمّا الموضوع الأساسي فنجده في "صعود أشعيا" (كتاب منحول) حيث نشاهد المحطّات التي تتوزّع "الطريق" بين الأرض والسماء. بقدر ما نرتفع، بقدر ذلك ندخل في أثير ينيره المجد. ولكن يجب قبل ذلك أن نمرّ في منطقة مليئة بالأخطار. هناك الهواء الذي يشرف على الأرض ويغمرها بالظلمة، والكون (كوسموس) يصير هذا العالم لأنه انقطع عن الله وسار في طريقه الخاص" (نتذكّر "العالم" عند يوحنا). هذا ما يفسّر التسميات الثلاث لقوى الشرّ، وكل تسمية تقابل صورة الله، صورة المسيح، صورة الروح. * "ايون" هذا العالم. كلمة "ايون" تعني الدهر، العالم، مسيرة الأجيال. بدت هنا شخصاً حياً، فدلّت على قوّة تتجاوز قوى البشر، قوّة ذات طابع مكاني وزمانيّ، تضمّ في داخلها كل الاتجاهات في عالم يعادي الله. لهذا ترجم البعض "إله هذا العالم". لسنا فقط مع كلمة "ايون" يا زمان ومكان على مستوى الكون (كوسمولوجي). بل أمام قوّة "شخصيّة". ولكن هذا "الايون" ليس إلهياً ولا أزلياً. فحسب 1: 4 و3: 9، الله هو خالق كل شيء. إنّ استعمال "ايون" في أف يعكس التنوّع في المعنى. في 1: 21، نحن أمام تعارض معروف بين هذا العالم والعالم الآتي. في 3: 21، كان لـ "ايون" معنى ليتورجي ورثه من المجمع ليدلّ به على الأبديّة (دهر الدهور). في 2: 7؛ 3: 9، 11، تُستعمل اللفظة في صيغة الجمع على مستوى الزمان أكثر منه على مستوى المكان. ولكننا لا نستطيع أن نفصل هذه الصورة (فكرة الوقت وشروطه) عن القوّة التي تمثّل. أما هنا (2: 2)، فصيغة المفرد والتوازي مع "القوات" (ارخونتا) ومع "الروح" (بنفما)، تدلّ على هذا الدهر والنشاط الذي فيه ليعارض عمل المسيح. * "رئيس قوّات الهواء". يرى الأقدمون أن "الهواء" يمتدّ بين الأرض والقمر. وحسب أف، إنه موطن القوى المعادية التي تقف بين الله والبشر. نحن هنا قريبون من يو 12: 31؛ 14: 30 (رئيس هذا العالم؛ نقرأ عند اغناطيوس الأنطاكي: رئيس هذا "ايون"). فهذا "الهواء" هو موطن الشياطين مع أمير على رأسهم. أخذت أف الصورة من عالم الجليان، ولكنها لم تفرط في التوسّع كما فعلت أسفار الرؤى في العالم اليهودي. * "الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية". قد نكون هنا أمام الهواء (الروح والريح: كلمة واحدة في العبرية) الموبوء. وقد يرتبط الروح (بنفما) ارتباطاً أفضل بـ "الرئيس" الذي ينبثق منه فيحرّك الخطأة. نتائجه هي حاليّة. هي الآن. كل هذا سيجد جوابه في المصالحة التي تتمّ هي أيضاً "الآن". "أبناء المعصية". هذا تعبير ساميّ يدلّ على العصاة، على الخطأة، كما في الأدب القمراني. نتذكّر هنا المقطع الشهير عن "الروحين". "إن أمير النور يتسلّط على كلّ أبناء البرّ الذين يسيرون في طريق النور. أما ملاك الظلمة فيسيطر على أبناء الفساد الذي يعيشون في الظلمة. كل تمرّدات أعمالهم تقع تحت سلطانه". يجتمع المخيّمان الواحد تجاه الآخر: من جهة أبناء الظلمة، ومن الجهة الأخرى أبناء النور. يسمّى هؤلاء أبناء الحقّ (8 مرّات)، أبناء السماء والرضى والعهد والبرّ والفضيلة والجماعة الأبديّة. ويسمّى أولئك أبناء الفساد والهاوية والذنوب وبليعال، ولكنهم لا يسمّون أبناء المعصية. وتتوقّف اللغة الكوسمولوجيّة (بالنظر إلى الكون) مع المخاطب الجمع (أنتم). مع آ 3 تبدأ اللغة الأخلاقيّة (خاصة بالقدّيس بولس) مع المتكلّم الجمع (نحن). 3- "ونحن أيضاً سلكنا" (2: 3) إستعمل الكاتب صيغة المتكلّم الجمع (نحن) فجعل نفسه في الفئة الثانية، فئة مؤمني العهد الأول (= اليهود). إختلف اليهود عن الوثنيّين الذي خضعوا للقوى الشيطانيّة، فاعتبروا نفوسهم أنهم يخصّون الله. ومع ذلك، فليسوا أفضل من الآخرين: هم عبيد لشهواتهم. لهذا استحقّوا أن يسمّوا "أبناء الغضب". تلك هي حال البشريّة المتروكة لنفسها (روم 1: 24، 26، 28: أسلمهم الله". ولكن سيأتي تدخّل المسيح الحاسم. ترتبط آ 3 مع "أبناء المعصية" لتوازي آ 1- 2 مع تحوّلين إثنين. الأول: عودة إلى "نحن" مع تقويتها بلفظة "جميعاً" (رج روم 3: 9- 20). الثاني: إنتقال من تغرّب تسبّبه القوّات الشّريرة (آ 2) إلى مستوى المسؤوليّة الخلقيّة. نحن لسنا في العالم على أثر قدر مأساويّ. فوضعُنا في العالم مع الموت في النهاية، ينتج من المعصية (رج تفسير أحداث الخروج في 1 كور 10). لقد انغلبنا وصرنا بجانب العدوّ. "رغائب" (ابيتيميا). تبدو هنا في وجهها السلبيّ (في لو 22: 15، تبدو في وجه إيجابيّ: إشتهيت، رغبت) لا سيّما حين ارتبطت مع لفظة "الجسد" (البدن، اللحم والدم مع ما في هذا من ضعف وميل إلى الخطيئة؛ رج غل 5: 16، 24؛ روم 1: 24: شهوات قلوبهم). نحن نعمل عادة مشيئة الله (مت 7: 21؛ عب 10: 7؛ رج مز 40: 8- 9). أما هنا فالإنسان يخضع لأوامر الجسد. ولفظة "ديانويا" تدلّ على الفكرة، على النزعة (رج مت 22: 37: بكل ذهنك- وجه إيجابي). ولها معنى سلبي في هذا المقطع كما في كو 1: 21 (أعداء له بأفكاركم). كان المثلّث "الرغبة، الإرادة، الفكر" نداء مثلثاً لكي نحبّ الله، فصار في خدمة الجسد، وظهر في صيغة الجمع. "وكنا بالطبيعة أبناء غضب كسائر الناس". بالطبيعة، يعني بالولادة (رج غل 2: 15 بالنسبة إلى اليهود). كيف نفسّر هذه الآية؟ نعود إلى بداية روم، فنجد نتيجتين: ندخل في النصّ فكرة الدينونة والحكم، بينما لا يحمل النصّ أي سمة قانونية. ثم إن التمييز بين اليهودي والوثني الذي يلوّن روم 1- 3 يطبع بطابعه التذكّر وتوالي صيغة المخاطب (أنتم) والجمع (نحن). في الواقع تُبرز آ 3 التعارض بين مجمل الجماعة السماويّة (نحن) وسائر البشريّة. فالكلام ينتمي إلى فقاهة أخلاقية من التقليد البولسي، ستعود في 5: 6 (يحلّ غضب الله على أبناء المعصية) كما في 4: 17- 18 (على غرار الأمم). إن هذه الفقاهة تتوجّه قطعاً إلى مسيحيين جاؤوا من العالم الوثني. إنّ عبارة "أبناء الغضب" هي عبارة ساميّة، وهي تعود بنا إلى روم 1: 18 (غضب الله يعتلن) أو 2: 5 (غضباً ليوم الغضب). إن غضب الله يرتبط ببرّ لله الخلاصّي، وهو حاضر في بشريّة خاطئة، ولا نستطيع تقدير أبعاده إلاّ في وحي الله كما أعلن في يسوع المسيح. ولكن العبارة (أبناء الغضب) تخلّصت من إطار دراماتيكي جمع في التقليد الجلياني الغضب والدينونة ويوم الربّ (مت 3: 7؛ 1 تس 1: 10؛ 5: 9). إن النظرة إلى الدينونة والشريعة والساعة لا مكان لها في الكرازة عن الحكم وعن الخلاص. ففي أف يرجع الغضب والرحمة والنعمة إلى ترتيبات الله نفسه. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:36 PM | رقم المشاركة : ( 158017 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الموت إلى الحياة 2: 1- 3 يبدو ف 2 غنياً جداً بالتعليم، وهو يقدّم عناصر تدلّ على أننا أمام عظة. فهناك المخاطب الجمع (أنتم) يدلّ على السامعين. والمتكلّم الجمع (نحن) يدلّ على الواعظ مع الذين يقفون معه. لا يُذكر العماد بشكل صريح. ولكن هناك عبارات تلفح إليه مثل والخليقة الجديدة" (رج تي 3: 5). يبدأ 2: 1- 10 في ثلاث محطات: الوضع السابق: كنتم أموتاً (آ 1- 3). مبادرة الله: أحيانا الله (آ 4- 6). الارتباط بالخلق: "أنتم بالنعمة مخلّصون" (آ 7- 10). سوف نتوقّف عند 2: 1- 3 وإن ظلّت الجملة في نهاية آ 3 معلّقة. فالقرار بالموت (وأنتم) سيعود في آ 5 (ونحن) مع "أحيانا مع المسيح... ومعه أقامنا، ومعه أجلسنا في السماوات". - "كنتم أمواتاً" (2: 1) أنتم، أيها الأمميّون (الوثنيّون الذين صارو مسيحيّين. جاؤوا من الأمم) بشكل خاص. إفتتح بولس مقطعاً جديداً فأورد موضوعاً جديداً يرتبط بتأكيدات قرأناها في 1: 19- 23. وفي 2: 1- 6، سوف يشدّد على أنه ليس المسيح وحده الذي تام من بين الأموات وتمجَّد بقدرة الله الفريدة، بل نحن، بل أنتم: متنا، حيينا. لذلك فالألفاظ المستعملة في 2: 6 تشبه ما في 1: 20. في 1: 3- 14، بدت صيغة المخاطب الجمع وكأن الكلام يتوجّه إلى الوثنيين. في 2: 1- 3 نجد صورة عن انجراركم (أنتم) بالشر وعن سلوكنا (نحن) بحسب رغائب الجسد. وكل هذا يجد ذروته في قول حول تضامننا (نحن) مع سائر البشر، مع الآخرين، مع سائر الناس. سائر الناس (غيركم) هم في 1 تس 4: 13 شعب "لا رجاء لهم". وهذا في الواقع ما يميّز الأمم في أف 2: 11- 12. لهذا فوضع "الأمم" في آ 1، واليهود في آ 3 هو في مكانه. فبعد أن صُوّرت حالة اليهود وحالة الوثنيين كل على حدة، جاء قول يضمّ اليهود والوثنيين في صورة مشتركة. إن آ 1 هي جملة خير كاملة. هي لا تتضمّن فعلاً ولا فاعلاً: أنتم الأموات بزلاّتكم وخطاياكم. وسوف ننتظر آ 5 لنرى ما أراد بولس أن يقوله: أنتم الأموات قد أحياكم الله. وتدخل آ 2- 4 فتصوّر سبب موت الناس وشكله ويقينه، وتدلّ على أن اليهود هم بين الأموات، كما تدلّ على الباعث الذي دفع الله لكي يقيمهم: رحمته، محبته. "زلاّت، خطايا". إستعمل بولس لفظتين مختلفتين تدلاّن على الخطيئة، فهل أراد أن يدلّ على نوعين من السقوط؟ في 1: 7 (مغفرة الزلات) وفي كو 2: 13 (من جرى زلاّتكم) يتحدّث النصّ عن غفران الزلاّت، وفي كو 1: 14 عن "غفران الخطايا". في روم 5: 12- 21 تستعمل اللفظتان وكأنهما مترادفتان (رج روم 4: 25؛ 1 كور 15: 3). الموت بسبب الخطايا والزلاّت المنسوب إلى "الأمم" هو نتيجة خطيئة آدم (1 كور 15: 21- 22، 44- 49). ويجب أن يميَّز عن موت اليهود الذي تسبّبه الشريعة. نقرأ في غل 2: 19: "إني بالناموس متّ (مات المسيح بعد أن حكموا عليه بالناموس، وأنا متّ معه في العماد) للناموس لكي أحيا لله". وفي 3: 21: "لو أعطي ناموس يستطيع أن يؤتي الحياة..." (رج 1 كور 15: 56؛ 2 كور 3: 6- 7؛ روم 7: 1، 4، 10- 11). وهناك موت الوثنيّين واليهود مع المسيح (غل 2: 19؛ روم 6: 5- 6، 8؛ 2 تم 2: 11: إن متنا معه فسنحيا معه). وتعرّض بولس كلّ يوم للموت (فل 1: 20- 21؛ 2 كور 4: 10- 12). وتشبّه بالرب الذي صُلب وقام. تمنّى بولس أن "يتصوّر المسيح" في الغلاطيين (غل 4: 19). وقال عن نفسه إنه "يحمل في جسده سمات الربّ يسوع" (غل 6: 17). وقال في معرض حديثه إلى كورنتوس: "وكما لبسنا صورة الترابيّ" (آدم الأول) فلنلبس أيضاً صورة السماوي" (آدم الثاني، يسوع المسيح) (1 كور 15: 49؛ رج روم 8: 29: "مشابهين لصورة ابنه"؛ فل 3: 10- 11، 21). وتتحدّث 1 تس 4: 16 عن وضعنا كأموات في المسيح. نقرأ في روم 6: 2: "قمنا للخطيئة" (أي: تخلّصنا من الخطيئة). وفي كل 2: 19: "متنا للشريعة" أي تحرّرنا منها. أما هنا فنقرأ متنا في الزلاّت أو متنا بالزلاّت، بسبب الزلاّت. فالزلاّت والخطايا هي في الوقت عينه سبب الموت وأداته والتعبير عنه. هي مملكة الموت ونتيجته. هناك مَن قال: "عبر الزلاّت" ليفسّر "في الزلاّت". بل يجب أن نحافظ على معنى الأداة: بواسطة الزلاّت والخطايا. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:37 PM | رقم المشاركة : ( 158018 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خضوع للشر (2: 2) نحن هنا كما في ملخّص عن بداية روم حيث يدلّ بولس على شموليّة الخطيئة في العالم، خطيئة الوثنيّين وخطيئة اليهود، قبل أن يصل إلى برّ الله في يسوع المسيح. لا تذكر أف البرّ، ولكنها تبرز "رئيس هذا العالم". هنا في آ 2 كما في آ 1 يكلّم الرسول الوثنيّين الذين حالتهم حالة الخطيئة والموت وخضوع لسلطان هذا العالم المقيم في الفضاء بين الأرض والسماء. "سلكتم فيها قبلاً". إن الماضي تسيطر عليه القوّات التي تختلف عمّا في 1: 21 (فوق كل رئاسة وسلطان وقوة)، فلا تبدو كأنها قوى في الكون وحسب، بل كأنها دافعة إلى الشّر. لقد تبدّلت هويّتها وبان وجهها المرتبط بإبليس. إختلفت أف عن سائر أسفار العهد الجديد فعكست نظرة انتشرت في العالم اليهودي المتأثّر بالحضارة اليونانية. أمّا الموضوع الأساسي فنجده في "صعود أشعيا" (كتاب منحول) حيث نشاهد المحطّات التي تتوزّع "الطريق" بين الأرض والسماء. بقدر ما نرتفع، بقدر ذلك ندخل في أثير ينيره المجد. ولكن يجب قبل ذلك أن نمرّ في منطقة مليئة بالأخطار. هناك الهواء الذي يشرف على الأرض ويغمرها بالظلمة، والكون (كوسموس) يصير هذا العالم لأنه انقطع عن الله وسار في طريقه الخاص" (نتذكّر "العالم" عند يوحنا). هذا ما يفسّر التسميات الثلاث لقوى الشرّ، وكل تسمية تقابل صورة الله، صورة المسيح، صورة الروح. * "ايون" هذا العالم. كلمة "ايون" تعني الدهر، العالم، مسيرة الأجيال. بدت هنا شخصاً حياً، فدلّت على قوّة تتجاوز قوى البشر، قوّة ذات طابع مكاني وزمانيّ، تضمّ في داخلها كل الاتجاهات في عالم يعادي الله. لهذا ترجم البعض "إله هذا العالم". لسنا فقط مع كلمة "ايون" يا زمان ومكان على مستوى الكون (كوسمولوجي). بل أمام قوّة "شخصيّة". ولكن هذا "الايون" ليس إلهياً ولا أزلياً. فحسب 1: 4 و3: 9، الله هو خالق كل شيء. إنّ استعمال "ايون" في أف يعكس التنوّع في المعنى. في 1: 21، نحن أمام تعارض معروف بين هذا العالم والعالم الآتي. في 3: 21، كان لـ "ايون" معنى ليتورجي ورثه من المجمع ليدلّ به على الأبديّة (دهر الدهور). في 2: 7؛ 3: 9، 11، تُستعمل اللفظة في صيغة الجمع على مستوى الزمان أكثر منه على مستوى المكان. ولكننا لا نستطيع أن نفصل هذه الصورة (فكرة الوقت وشروطه) عن القوّة التي تمثّل. أما هنا (2: 2)، فصيغة المفرد والتوازي مع "القوات" (ارخونتا) ومع "الروح" (بنفما)، تدلّ على هذا الدهر والنشاط الذي فيه ليعارض عمل المسيح. * "رئيس قوّات الهواء". يرى الأقدمون أن "الهواء" يمتدّ بين الأرض والقمر. وحسب أف، إنه موطن القوى المعادية التي تقف بين الله والبشر. نحن هنا قريبون من يو 12: 31؛ 14: 30 (رئيس هذا العالم؛ نقرأ عند اغناطيوس الأنطاكي: رئيس هذا "ايون"). فهذا "الهواء" هو موطن الشياطين مع أمير على رأسهم. أخذت أف الصورة من عالم الجليان، ولكنها لم تفرط في التوسّع كما فعلت أسفار الرؤى في العالم اليهودي. * "الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية". قد نكون هنا أمام الهواء (الروح والريح: كلمة واحدة في العبرية) الموبوء. وقد يرتبط الروح (بنفما) ارتباطاً أفضل بـ "الرئيس" الذي ينبثق منه فيحرّك الخطأة. نتائجه هي حاليّة. هي الآن. كل هذا سيجد جوابه في المصالحة التي تتمّ هي أيضاً "الآن". "أبناء المعصية". هذا تعبير ساميّ يدلّ على العصاة، على الخطأة، كما في الأدب القمراني. نتذكّر هنا المقطع الشهير عن "الروحين". "إن أمير النور يتسلّط على كلّ أبناء البرّ الذين يسيرون في طريق النور. أما ملاك الظلمة فيسيطر على أبناء الفساد الذي يعيشون في الظلمة. كل تمرّدات أعمالهم تقع تحت سلطانه". يجتمع المخيّمان الواحد تجاه الآخر: من جهة أبناء الظلمة، ومن الجهة الأخرى أبناء النور. يسمّى هؤلاء أبناء الحقّ (8 مرّات)، أبناء السماء والرضى والعهد والبرّ والفضيلة والجماعة الأبديّة. ويسمّى أولئك أبناء الفساد والهاوية والذنوب وبليعال، ولكنهم لا يسمّون أبناء المعصية. وتتوقّف اللغة الكوسمولوجيّة (بالنظر إلى الكون) مع المخاطب الجمع (أنتم). مع آ 3 تبدأ اللغة الأخلاقيّة (خاصة بالقدّيس بولس) مع المتكلّم الجمع (نحن). |
||||
18 - 04 - 2024, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 158019 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ونحن أيضاً سلكنا" (2: 3) إستعمل الكاتب صيغة المتكلّم الجمع (نحن) فجعل نفسه في الفئة الثانية، فئة مؤمني العهد الأول (= اليهود). إختلف اليهود عن الوثنيّين الذي خضعوا للقوى الشيطانيّة، فاعتبروا نفوسهم أنهم يخصّون الله. ومع ذلك، فليسوا أفضل من الآخرين: هم عبيد لشهواتهم. لهذا استحقّوا أن يسمّوا "أبناء الغضب". تلك هي حال البشريّة المتروكة لنفسها (روم 1: 24، 26، 28: أسلمهم الله". ولكن سيأتي تدخّل المسيح الحاسم. ترتبط آ 3 مع "أبناء المعصية" لتوازي آ 1- 2 مع تحوّلين إثنين. الأول: عودة إلى "نحن" مع تقويتها بلفظة "جميعاً" (رج روم 3: 9- 20). الثاني: إنتقال من تغرّب تسبّبه القوّات الشّريرة (آ 2) إلى مستوى المسؤوليّة الخلقيّة. نحن لسنا في العالم على أثر قدر مأساويّ. فوضعُنا في العالم مع الموت في النهاية، ينتج من المعصية (رج تفسير أحداث الخروج في 1 كور 10). لقد انغلبنا وصرنا بجانب العدوّ. "رغائب" (ابيتيميا). تبدو هنا في وجهها السلبيّ (في لو 22: 15، تبدو في وجه إيجابيّ: إشتهيت، رغبت) لا سيّما حين ارتبطت مع لفظة "الجسد" (البدن، اللحم والدم مع ما في هذا من ضعف وميل إلى الخطيئة؛ رج غل 5: 16، 24؛ روم 1: 24: شهوات قلوبهم). نحن نعمل عادة مشيئة الله (مت 7: 21؛ عب 10: 7؛ رج مز 40: 8- 9). أما هنا فالإنسان يخضع لأوامر الجسد. ولفظة "ديانويا" تدلّ على الفكرة، على النزعة (رج مت 22: 37: بكل ذهنك- وجه إيجابي). ولها معنى سلبي في هذا المقطع كما في كو 1: 21 (أعداء له بأفكاركم). كان المثلّث "الرغبة، الإرادة، الفكر" نداء مثلثاً لكي نحبّ الله، فصار في خدمة الجسد، وظهر في صيغة الجمع. "وكنا بالطبيعة أبناء غضب كسائر الناس". بالطبيعة، يعني بالولادة (رج غل 2: 15 بالنسبة إلى اليهود). كيف نفسّر هذه الآية؟ نعود إلى بداية روم، فنجد نتيجتين: ندخل في النصّ فكرة الدينونة والحكم، بينما لا يحمل النصّ أي سمة قانونية. ثم إن التمييز بين اليهودي والوثني الذي يلوّن روم 1- 3 يطبع بطابعه التذكّر وتوالي صيغة المخاطب (أنتم) والجمع (نحن). في الواقع تُبرز آ 3 التعارض بين مجمل الجماعة السماويّة (نحن) وسائر البشريّة. فالكلام ينتمي إلى فقاهة أخلاقية من التقليد البولسي، ستعود في 5: 6 (يحلّ غضب الله على أبناء المعصية) كما في 4: 17- 18 (على غرار الأمم). إن هذه الفقاهة تتوجّه قطعاً إلى مسيحيين جاؤوا من العالم الوثني. إنّ عبارة "أبناء الغضب" هي عبارة ساميّة، وهي تعود بنا إلى روم 1: 18 (غضب الله يعتلن) أو 2: 5 (غضباً ليوم الغضب). إن غضب الله يرتبط ببرّ لله الخلاصّي، وهو حاضر في بشريّة خاطئة، ولا نستطيع تقدير أبعاده إلاّ في وحي الله كما أعلن في يسوع المسيح. ولكن العبارة (أبناء الغضب) تخلّصت من إطار دراماتيكي جمع في التقليد الجلياني الغضب والدينونة ويوم الربّ (مت 3: 7؛ 1 تس 1: 10؛ 5: 9). إن النظرة إلى الدينونة والشريعة والساعة لا مكان لها في الكرازة عن الحكم وعن الخلاص. ففي أف يرجع الغضب والرحمة والنعمة إلى ترتيبات الله نفسه. |
||||
18 - 04 - 2024, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 158020 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اخنوخ رجل شجاع وفيما اخذ عدد الناس يتزايد على الارض فعل معظمهم شرورا كقايين. لكنّ رجلا واحدا كان مختلفا. انه هذا الرجل المدعو اخنوخ. كان اخنوخ رجلا شجاعا. وكان الناس حواليه يفعلون اشياء رديئة جدا، لكنّ اخنوخ استمر مع ذلك يخدم الله. رجل عنيف ايام اخنوخ قتل رجلا آخر فهل تعرفون لماذا فعل اولئك الناس آنذاك شرورا كثيرة؟ فكروا، مَن جعل آدم وحواء يعصيان الله ويأكلان من الثمر الذي قال الله ان لا ياكلا منه؟ اجل، كان ملاكا شريرا. ويدعوه الكتاب المقدس الشيطان. وهو يحاول جعل كل واحد شريرا. وذات يوم قال يهوه الله لاخنوخ ان يخبر الناس شيئا لم يرغبوا في سماعه. وهو هذا: ‹ان الله مزمع ان يهلك جميع الاشرار يوما ما.› وعلى الارجح اغتاظ الناس جدا لدى سماع ذلك. حتى انهم ربما حاولوا قتل اخنوخ. لذلك لزم ان يكون اخنوخ شجاعا جدا لكي يخبر الناس عما يزمع الله فعله. الناس الاشرار ايام اخنوخ يعيشون حياة جامحة ولم يدع الله اخنوخ يعيش مدة طويلة بين اولئك الاشرار. فعاش اخنوخ ظ£ظ¦ظ¥ سنة فقط. ولماذا نقول «ظ£ظ¦ظ¥ سنة فقط»؟ لان الناس في تلك الايام كانوا اقوى بكثير مما هم عليه الآن وكانوا يعيشون مدة اطول بكثير. فعاش متوشالح بن اخنوخ ظ©ظ¦ظ© سنة! وفي الواقع، بعد موت اخنوخ صار الناس اسوأ فأسوأ. ويقول الكتاب المقدس ان ‹كل ما يفكرون فيه كان شريرا طوال الوقت،› وان ‹الارض امتلأت عنفا.› وهل تعرفون احد الاسباب لوجود الكثير من المشاكل على الارض في تلك الايام؟ ذلك لان الشيطان اتى بطريقة جديدة لجعل الناس يفعلون الشرور. وسنتعلم عن ذلك في ما يلي. تكوين ظ¥:ظ¢ظ،-ظ¢ظ¤، ظ¢ظ§؛ ظ¦:ظ¥؛ عبرانيين ظ،ظ،:ظ¥؛ يهوذا ظ،ظ¤، ظ،ظ¥. |
||||