17 - 04 - 2024, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 157941 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلهَ الْحَقِّ. عندما يقول داود في يدك أستودع روحي يعنى اتكاله الكامل على الله، وإيمانه بالله الذي يحمى ليس فقط جسده، بل روحه من كل خطية، ويحفظها فيه. عندما يستودع داود روحه في يد الله يظهر مدى روحانية داود، الذي يهتم بخلاص نفسه أكثر من راحة جسده، فحتى لو تعرض لأتعاب وضيقات من شاول، أو غيره، فإن روحه محفوظة في يد الله. وضع داود روحه في يد الله تبين إيمانه وانشغال قلبه بالأبدية التي تتمتع فيها روحه بالوجود مع الله؛ لأنه إن كان مشتاقًا للتمتع بعشرة الله وهو على الأرض، فكم بالأحرى أشواقه للتمتع بالوجود الدائم في الأبدية. داود يشكر الله الذي أنقذه مرات كثيرة من يد أعدائه، فبحسب المنطق كان لابد أن يموت داود، ولكن الله فداه، وأنقذه بمعجزات، فلم تصل إليه سهام العدو، ولكنها طارت في الهواء، وظل هو محفوظًا في يد الله. الله هو الذي فدى داود، وهو إلهه الحق، فهذا يعنى أن داود مظلوم، وبرئ، والله يعرف هذا؛ لذا أنقذه من يد أعدائه. هذه الآية نبوة واضحة عن المسيح، فقد رأى داود بعين النبوة المسيح وهو يموت على الصليب، ويستودع روحه في يد الآب؛ ليفدى داود، ويفدى كل البشرية. وقد نطق المسيح بهذه الكلمات وهو على الصليب قبل أن يموت مباشرة (لو23: 46). |
||||
17 - 04 - 2024, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 157942 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَبْغَضْتُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. أعداء داود اتكلوا على قوتهم ومركزهم وأموالهم، وكل هذه أباطيل كاذبة؛ لأنها لا شيء أمام قوة الله، وداود اتكل على الله وحده، وليس على أية قوة أخرى؛ لذا كان مطمئنًا. إن كانت الظروف قد جعلت داود في هروبه من وجه شاول يلتجئ للسكن بين الوثنيين، ولكنه يرفض ويبغض عبادتهم الوثنية، وأسلوب حياتهم الشرير، فهي في نظره أباطيل كاذبة، والحق هو الله وحده؛ لذا اتكل عليه. إن داود لم يرفض فقط الاتكال على قوى العالم، ولكنه أيضًا أبغضها؛ لأن محبته لله جعلت أي شيء آخر مرفوض من قلبه ومكروه؛ لأن الله قد ملأ قلبه وأشبعه. إن كل الناس حول داود يهتمون، ويراعون أباطيل كاذبة، فيتعبدون للأوثان، أو يهتمون بالمال والمركز والقوة العسكرية، مثل شاول، ولكن داود اهتم بعبادة الله وترديد اسمه القدوس، والصلاة في كل حين، فساعده هذا أن يتكل على الله |
||||
17 - 04 - 2024, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 157943 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي، عندما استودع داود روحه في يد الله (ع5)، بالطبع رفض كل خطية، وتنقى بالتوبة؛ ولهذا نال مراحم الله وعبر به الله داخل الضيقة بسلام، بل ومتعه بعشرته، ومن أجل هذا فهو في بهجة وفرح عظيمين. يبين داود أبوة الله وحنانه في اهتمامه به وإنقاذه من شدائده، فإن كان يسمح بالتجربة ولكن إلى حين ليستفيد منها الإنسان، ثم يرفعها ويعوض الإنسان بحنان عظيم. لقد نال داود وحقق الهدف من التجربة وهو التذلل أمام الله، أي الاتضاع والمسكنة والصلاة بانسحاق، فتحولت التجربة إلى بركة، ثم اختبر داود التفات الله إليه ونظره، فهو موضوع حب الله. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 157944 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الله يسمح بالتجارب ولكن بمقدار محدد بحسب احتمال الإنسان، والله الذي يراقب الإنسان وينظر إليه يرفع التجربة في وقت مناسب، فهو يعرف الإنسان ومدى احتماله، فلا يمكن أن يعطيه شيء فوق طاقته، فقد نظر الله إلى مذلة داود، وعرفه في شدائده. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 157945 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ، بَلْ أَقَمْتَ فِي الرَّحْبِ رِجْلِي. يشكر داود الله أنه نجاه من يد أعدائه، فلم يستطيعوا القبض عليه، أو سجنه، أو قتله، أو الإساءة إليه بأية إساءة جسدية. في نفس الوقت يشكر الله على أنه وسع له الطريق للهرب من أعدائه، فاستطاع أن يجرى بعيدًا عنهم، وذلك طوال حياته، وفى جميع حروبه، بل كان ينصره على أعدائه. عندما سقط داود في خطية الزنا (2 صم11: 4) أو عد الشعب (2 صم24: 1) أعطاه الله مهربًا من يد الشيطان، أي نجاه بالتوبة، فعاد إلى وضعه الأول، أي بنوته. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 157946 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن الله يريد خلاصك مهما كان ضعفك فلو سمح لك بضيقات لا تنزعج منها ولكن اطلبه وثق أنه ينجيك من أيدي الشياطين بل يمتعك برؤيته. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 157947 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي فِي ضِيْق. خَسَفَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. نَفْسِي وَبَطْنِي. خسفت: تلفت. الغم: الحزن. واجه داود ضيقات شديدة من مطاردة شاول، أو ضيقات أخرى ضغطت على نفسه وجسده، بل حتى وعلى تمييزه لما حوله، فصرخ إلى الله؛ ليرحمه ويخلصه من هذا الضيق وكل آثاره. صلاة داود لله تعنى معاناته الشديدة جسدًا وروحًا، وأن ليس له ملجأ إلا الله، فهذا يؤكد أمرين: أ - اتضاعه وإظهار احتياجه لله. ب - إيمانه بالله. كلمات داود هذه تنطبق على الكنيسة التي تطلب رحمة الله بسبب الاضطهاد والضيقات التي تمر بها، فتلفت عيناها؛ أي استشهد وتعذب كثير من كهنتها وخدامها الذين هم عيون لها. والنفس ترمز لكل القديسين الروحانيين أعضاء الكنيسة، والجسد يرمز لكل الشعب. وعندما تتلف العين، أو النفس تؤثر على الجسد؛ لذا تطلب الكنيسة مراحم الله. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 157948 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ، وَسِنِينِي بِالتَّنَهُّدِ. ضَعُفَتْ بِشَقَاوَتِي قُوَّتِي، وَبَلِيَتْ عِظَامِي. يعبر داود عن آثار الضيقات عليه، أو سقوطه في الخطية، وهذه الآثار هي: أ - حزن داخلي. ب - تنهدات. ج - ضعف جسدي. إذا استمرت المشاكل والضيقات يتعب الجسد والنفس، ولذا داود يعبر عن آلامه فيلتجئ إلى الله؛ ليرحمه ويرفع عنه أتعابه؛ لأنه قاسى متاعبًا لمدة سنين طويلة، هي فترة مطاردة شاول له. التجاء داود لله بالصلاة والتنهد هو اتضاع من داود يجعله ينال مراحم الله الكثيرة. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 157949 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عِنْدَ كُلِّ أَعْدَائِي صِرْتُ عَارًا، وَعِنْدَ جِيرَانِي بِالْكُلِّيَّةِ، وَرُعْبًا لِمَعَارِفِي. الَّذِينَ رَأَوْنِي خَارِجًا هَرَبُوا عَنِّي. عندما هرب داود من وجه شاول ظن من يعرفونه أنه أخطأ، ولذا غضب عليه شاول، واستحق الموت، فصار داود في نظرهم مثالًا للعار، فابتعدوا عنه. عندما علم أعداء داود بهروبه من وجه شاول شمتوا به، وتأكدوا أنه شرير يستحق العقاب، بل لعلهم ساعدوا شاول حتى يقبض عليه. عندما علم جيران ومعارف داود بهروبه من وجه شاول خافوا على أنفسهم، فابتعدوا عنه ولم يحاولوا مساعدته لئلا يؤذيهم شاول. كلام داود هذا ينطبق على المسيح، عندما قبض عليه اليهود وعذبوه، ثم صلبوه، وينطبق أيضًا على آبائنا الشهداء وكل من احتمل اضطهادات شديدة. |
||||
17 - 04 - 2024, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 157950 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نُسِيتُ مِنَ الْقَلْبِ مِثْلَ الْمَيْتِ. صِرْتُ مِثْلَ إِنَاءٍ مُتْلَفٍ. كان مؤلمًا جدًا على نفس داود إحساسه بأن جيرانه ومعارفه وأحباءه، عندما وجدوه يهرب من شاول لم يتحركوا، ومع الوقت اعتبروه مفقودًا وميتًا، فنسوه ولم يعودوا يشعرون به. هذا الإهمال الشديد كان مؤلمًا لنفسه. عندما هرب داود اعتبره معارفه إناء متلف، أي نفاية وشئ بلا قيمة قد ألقى بعيدًا وتخلصوا منه، فلم يعد أمام داود إلا الله الذي يشعر به ويسنده ويعزيه. هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح، الذي اعتبروه مثل ميت مرذول عند صلبه ودفنه، ولم يعرف العالم أنه مخلصه الذي مات لأجله. |
||||