منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 01 - 2017, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 15701 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار أبراميوس اقراطيا‎ (القرن6م)
6 كانون الأول شرقي (19 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من حمص إلى القسطنطينية
ولد القديس أبراميوس في حمص من أبوين تقيين هما بولس وتقلا. وذلك في مطلع ولاية الملك زينون، سنة 475م. ترهب، صغيراً، في بعض الديورة حول المدينة فتأدب بجميع تدابير الرهبنة. وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره أغار على ديره بعض العرب فهرب ومعلمه إلى القسطنطينية حيث أقام زماناً قليلاً.
وإذ صار معمله رئيساً لأحد الديورة بقرب المدينة، أضحى هو للدير مدبراً، وكان يزداد، كل حين، فضلاً وصلاحاً. ويحسن القيام بتدبير شؤون الدير في الداخل والخارج. كما كان محبوباً من الجميع لسلامة سيرته وبشاشته ونقاوة مجازه وتدبيره.
رئيس دير صغيراً
وفيما هو كذلك ينمو ويزداد يوماً بعد يوم. كان في تلك الناحية رجل مقتدر اسمه يوحنا، من مدينة يقال لها اقراطيا. وكان لهذا أخ اسمه أفلاطون. أسقفاً على تلك المدينة. ولما كان يوحنا قد رغب ببناء دير في أرض آبائه، وعرف بنقاوة مجاز أبراميوس وحسن سيرته وفضله، التمسه ليكون للدير المنوي إنشاؤه رئيساً. فصلى معلمه عليه وبعون الله، تم بناء الدير وصير أفلاطون الأسقف أبراميوس قسيساً ورئيساً. كان قد بلغ من العمر، يومذاك، السابعة والعشرين.
أقام أبراميوس في ذلك الدير عشر سنين. وقد جعل له ذكراً طيباً، وجمع فيه رهباناً دبرهم في ما يرضي الله من جميع الخصال. كما ذاع صيت الدير، هنا وثمة، وصار كثيرون يترددون عليه، أساقفة ورهباناً وعلمانيين، ليتفقهوا به. ولكن، أحزن أبراميوس إقبال الناس عليه بهذه الكثرة لأنه كان محباً للسكون، مبغضاً للسجس.
إلى بيت المقدس فالبرج
فلما اشتدت كآبته، خرج من الدير خلسة وارتحل إلى بيت المقدس وليس معه من حطام الدنيا شيء، كان قد بلغ التاسعة والثلاثين. وفيما هو يتردد في الأماكن المقدسة مصلياً لقيه القديس يقال له الاسخولارس لأنه سبق له أن خدم ضابطاً في الحرس الملكي. وكان هذا تلميذاً لأبينا سابا المتقدس، صيره معلمه رئيساً لدير عرف بـ "البرج" كان أشبه بالمنسك.
فلما وقع نظر الاسخولارس، واسمه يوحنا، على أبراميوس ولاحظ حسن سيرته وطقسه وحلاوة كلامه، عرف أنه عبد لله، فأخذه إلى مأوى الغرباء التابع للافرا القديس سابا. أبراميوس يومذاك كان في شدة وعوز. ثم أن يوحنا أستأذن معلمه القديس سابا أن يكون أبراميوس معه في "البرج" فأذن له. كان في المنسك، إلى جانب يوحنا وأبراميوس، راهبان فاضلان آخران اسم أحدهما يوحنا أيضاً والآخر غريغوريوس. وقد اتفق أبراميوس وأهل البرج في الرأي، فكان خاضعاً لهم، طيعاً بين أيديهم لأنه ألفاهم أقوياء حكماء في تدبير النفوس وخلاصها.
قادم جديد
ومرت الأيام إلى أن قدم إلى بيت المقدس رجل فاضل اسمه ألبنيوس من مدينة يقال لها كلوديوبوليس وكان يبحث عن أبراميوس لأنه لقيه مراراً كثيرة في أقراطيا القريبة من مدينته وانتفع من تعاليمه الروحية. وبعدما سأل عنه كثيراً واقتفى آثاره اهتدى إليه، فلما وجده في البرج أبلغه أنه موفد من أفلاطون الأسقف وأنه أتى ليرده إليه. وقد لقيه أبراميوس بفرح عظيم ونصحه بترك أمور الدنيا وملازمة خوف الله وطاعته. ويظهر أنه كان لمشورة أبراميوس في نفس ألبنيوس وقع حسن. لاسيما بعدما بان له صلاح وفضل كل من يوحنا الأسخولارس والشيخين اللذين معه، فاستنار عقله وأسلم أمره للقديس سابا فأخذ يعتني بأمره وأوصى من في البرج أن يحولوا المنسك إلى دير للشركة (كينوبيون)، فكان كذلك. مذ ذاك أسلم ألبنيوس نفسه لله بكل قوته حتى نما، في زمان قليل، في عمل الصلاح كبيراً. فجعلوه شماساً، رغم تمنعه، وبعد ذلك قسيساً فثانياً بعد رئيس الدير.
أما أبراميوس القديس فتمت له أربع سنوات في ذلك الدير، وكان أفلاطون الأسقف يرسل في طلبه مرة بعد مرة. وإذ لم يستجب بعث إليه الأسقف برباط منعه بموجبه من الكهنوت. وإذ استمر أبراميوس غير مبال أرسل الأسقف فمنعه من القربان. إذ ذاك أخذه يوحنا الأسخولارس وذهب به إلى القديس سابا فأخبره بأمره. فأخذهما القديس سابا إلى بيت المقدس، إلى إيليا البطريرك طالباً حلّه، إذا أمكن، ليكون له أن يشترك في القدسات. فكان جواب البطريرك أنه ليس لأحد أن يحلّ ما ربطه غيره، لاسيما إذا كان صاحب الربط حياً يرزق. إذ ذاك أشار القديس سابا ويوحنا اسخولارس معاً على أبراميوس أن يذهب إلى أسقفه ليحلّه.
وعاد أبراميوس إلى أقراطيا في تمام السنة الحادية والأربعين من عمره. فلما وقف أمام أسقفه قبله بفرح وحلّه من الرباط الذي وضعه عليه ورده إلى رئاسته. وإن هي سوى أيام قليلة حتى تنيح الأسقف فقام أهل المدينة إلى متروبوليت تلك الديار طالبين منه أن يجعل أبراميوس أسقفاً عليهم. فصنع لهم ما أرادوا.
وقد أظهر الله على يدي هذا الأسقف الروحاني فضائل جمّة. فكان يفتقد الأيتام والغرباء والمحتاجين، كما كان يطرد الشياطين بقوة الله، ويهتم ببناء الكنائس.
وقد أقام أسقفاً خمس عشرة سنة أنار خلالها عقول العامة بتعليمه وتدبيره حتى لزمت الصلاح في أمور شتى. ودائماً ما اعتاد أن يذكر ما كان فيه من السكوت والخلوة والهدوء في دير الأسخولارس فكان يحزن لما فقده حزناً شديداً. وكان من كثرة همومه الدنيوية يطلب من الله قائلاً: "ربي وإلهي، إن كانت مشيئتك أن أخرج إلى البرية فسهل أمري!".
وحدث أنه خرج إلى القسطنطينية، مرة، لقضاء حاجة للكنيسة فبلغه أن القديس سابا هناك فطلبه فلم يجده لأن القديس سابا كان قد ترك المدينة إلى بيت المقدس قبل ذلك بثلاثة أيام. فحزن أبراميوس لذلك حزناً شديداً. ثم أنه، في الليلة عينها، أبصر القديس سابا مقبلاً إليه في الحلم وقائلاً له: "لا تحزن لأنك لم تلقني في القسطنطينية. ولكن، إن كانت رغبة قلبك أن تستريح من هموم الدنيا فأرجع إلى ديرك وستتنيح". فقام من نومه ولم يخبر أحداً بحاله. بل سلم شمامسة ما كان قد استخرجه لكنيسته. ثم ركب سفينة، دون أن يأخذ معه شيئاً من أمور الدنيا، وجاء إلى بيت المقدس. ومن ساعته جاء إلى دير البرج، ففرح به يوحنا اسخولارسوألبنيوس فرحاً عظيماً. وكان الثلاثة كنفس واحدة، في المسكن والطعام والأعمال الفاضلة. وكان كل واحد يحرّض صاحبه على عمل الخير. وكل ما كانوا يفكرون فيه على قلب الله كان، بعيداً عن هموم الدنيا.
عمل رهباني
فلما مرت على أبراميوس سنة بعد عودته إلى البرج، تنيح القديس سابا في الخامس من شهر كانون الأول من العام 522 للميلاد. وكان أبراميوس، في أيام الصوم. يخرج إلى برية روبا برفقة يوحنا اسخولارس وألبنيوس، كما كانوا يتعهدون أهل السكون في البرية ويحرصون على نياحة سياحها. هناك أقام الثلاثة مجتهدين ثماني سنوات، إلى أن تنيح ألبنيوس بعدما فاق جميع الرهبانية وحاز موهبة النبوءة.
أما أبراميوس، هذا الكبير، فكان طبيباً للنفوس والأجساد، وكان كثيرون يأتونه طالبين الشفاء من أمراضهم.
وبعد زمان مرض يوحنا أسخولارس قليلاً وعرف بالروح القدس قرب خروجه من هذا العالم، فأوصى بما أراد، ثم في تمام الأربعين من مرضه انتقل إلى جوار ربه، في كانون الثاني. كان ذلك في تمام السنة الثامنة والستين من حياة أبراميوس.
رقاده
أما أبراميوس فرقد بعد حين مزيناً بالمواهب الروحية. كانت نياحته في اليوم السادس من شهر كانون الأول مجللاً بالإكليل السماوي من المسيح الإله له المجد والسبح والظفر إلى دهر الداهرين، آمين.
ملاحظة: هذه السيرة استقيناها من مخطوط عربي قديم نشره جورج غراف على صفحات مجلة المشرق (سنة 1905، ص259 – 265) وقد وردت في كتابنا القديسون المنسيون في التراث الإنطاكي، يوم 12 كانون الثاني، ص 252 – 256.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 15702 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الشهيد أثينودوروس‎ (القرن4م)‏
7 كانون الأول شرقي (20 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من بلاد ما بين النهرين. ترهب فتى. وشي به أنه مسيحي أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس (304م) اعترف بالمسيح فعُذب. نعمة الله عليه. ثمانون وثنياً اهتدوا لمرآه. حُكم عليه بقطع الرأس. فلما حضروا لتنفيذ الحكم به سقط جلاده أرضاً كالميت، فيما رقد أثينودوروس قبل أن يضع أحد يده عليه.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 15703 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبينا البار استفانوس سراج القسطنطينية الجديد‎ ‎‏ (+912م)‏
9 كانون الأول شرقي (22 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد في المدينة المتملكة، القسطنطينية. من أبوين تقيّين فاضلين، زكريا وثيوفانو. قيل إن أمه لما كانت حاملة به كانت تكتفي من الطعام بالخبز والماء والخضار. لهذا السبب، كما ورد في سيرته، أبدى استفانوس ميلاً غير عادي إلى الصوم والإمساك. وقد جعل الرب على صدره. منذ الولادة، صليباً مضيئاً، إشارة إلى الصليب الذي كان مزمعاً أن يأخذه على عاتقه في كبره حباً بالرب يسوع المسيح.
حوالي العام 843م رسم البطريرك القسطنطيني مثوديوس زكريا، والد استفانوس، كاهناً على الكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة. واستفانوس نفسه قارئاً. وما أن بلغ قديسنا الثامنة عشرة حتى توفي والده. فما كان من استفانوس سوى أن انكفأ في كنيسة صغيرة على اسم القديس الرسول بطرس ليتفرغ للصوم والسهر والصلاة المتواصلة. وقد أجاد حتى أن الرسول بطرس ظهر له وباركه وعبّر له عن فرحه به. ثم بعد ثلاث سنوات انتقل إلى كنيسة القديس انتيباس. هناك أيضاً أبلى في جهاداته بلاء حسناً وحظي ببركة صاحب الكنيسة شخصياً. في ذلك الوقت كان استفانوس قد امتلأ فضيلة وصار لا يأكل إلا بعض الخضار مرة أو مرتين في الأسبوع. وقد منّ عليه الرب الإله باجتراح عدد كبير من الآيات والعجائب.
بعد ذلك سيم استفانوس كاهناً وبقي مستغرقاً في سكونه. سنة 879م دمّر زلزال كنيسة القديس أنتيباس فاستعاض قديسنا عنها بحفرة رطبة مظلمة تشبه القبر أقام فيها.كان الموضع غير صحي لكن استفانوس لازمه غير مبال فسقط شعره وسقطت أسنانه ويبس جسده. اثنا عشر عاماً قضاها قديسنا في هذا الاستشهاد الطوعي. فلما خرج من هناك لبس الإسكيم الرهباني وتابع جهاداته. لم يعد يقيم الذبيحة الإلهية إلا في الأعياد السيّدية. وقسى على نفسه أيضاً بأصوام إضافية. داوم استفانوس على النسك، على هذا النحو، خمسة وخمسين سنة إلى أن رقد بسلام في الرب سنة 912 عن عمر ناهز الثالثة والسبعين.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 15704 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيدان الفارسيان أيثالا وأبسيس‎ ‎‏(+354م)‏
11 كانون الأول شرقي (24 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيثالا كاهن وثني اهتدى إلى المسيح إثر شفائه على يد أسقف مسيحي من نزيف دموي. اعترف هو والشماس أبسيس بالمسيح أمام زعيم المجوس. فقطع هامتيهما.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 15705 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار أموناثاس البيلوزي
12 كانون الأول شرقي (25 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا نعرف زمان هذا القديس بالضبط. لكننا نعرف أنه كان أحد نساك ناحية مدينة البيلوزة القديمة، القريبة من دمياط الحالية لجهة البحر. قصدها حاكم مصر مرة ورغب في فرض جزية الرؤوس على النساك فيها. مثلهم مثل أهل العالم. فالتقى النساك عند أحدهم، وهو أموناثاس، لبحث الأمر وإيجاد مخرج، وبعد التداول استقر رأيهم على إيفاد أحدهم إلى الإمبراطور للحصول منه على إعفاء. أما أموناثاس فقال لهم: "اذهبوا كل واحد منكم إلى قلايته وضاعفوا صلاتكم وصومكم خمسة عشر يوماً وأنا كفيل لكم، بنعمة الله، بحل المسألة كما ترغبون، فرضوا وانصرفوا.
وانقضى أربعة عشرة يوماً لم يخرج أموناثاس أثناءهما من قلايته. وإذ لاحظ الباقون ذلك أخذوا يتذمرون عليه قائلين أنه قد تخلى عن قضية مشتركة. وحلّ اليوم الخامس عشر فحضروا إليه كما سبق لهم أن اتفقوا، وهم حزانى لأنهم كانوا يعلمون أنه لم يغادر قلايته خلال هذه الفترة. ففوجئوا به يقدم لكل منهم رسالة إعفاء شخصية من الإمبراطور، مصدقة من عماله في الإسكندرية. وتعجبوا أشد العجب حين سألوه كيف تم له ذلك . فأجاب: "الليلة أخذت إلى قيصر وأوقفت أمامه، فوقع هذه الرسائل، ثم نُقلت إلى الإسكندرية حيث حصلت على تصديق عماله. وها هي الآن أمام أعينكم". فخافوا خوفاً عظيماً وعبروا له بإكرام كبير عن مشاعر الإمتنان. وأخذوا الرسائل وقدموها للحاكم. فلما رآها كفّ عن أزعاجهم وصرفهم مكرمين.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 15706 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسون الشهداء أفستراتيوس وافكسنديوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس
‎‏(+305م)‏
13 كانون الأول شرقي (26 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة واستشهدوا في أرمينيا. وقد بذلوا دماءهم تمسكاً بالإيمان بالرب يسوع المسيح في زمن الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس حوالي العام 305 ‏للميلاد.
‏أما أفستراتيوس فكان من مدينة تدعى أروراكا، لكنه سكن في مدينة ‏ساتالا. كان ينتمي إلى الأرستقراطية وكان لامعاً. شغل مناصب هامة في المدينة وكان مسيحياً، لكنه لم يكن قد جاهر بمسيحيته إلى ذلك الوقت. أسبابه تبقى ملكاً له. ربما لم تكن ساعته قد جاءت بعد. فلما حمل الحكام بضراوة على المسيحيين وجرى القبض على عدد منهم في ساتالا حيث ضُربوا وعُذِّبوا وسجنوا، صدمت أفستراتيوس جهادات المعترفين المباركة فاشتهى، هو أيضاً، أن يكون له نصيب في الشهادة لاسم الرب يسوع. لكن كانت الشجاعة تنقصه وخشي أن تخور عزيمته تحت وطأة التعذيب متى حلّت ‏الساعة. كان بحاجة لعلامة، لتثبيت، لعون القائل: "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وإذ راودته شتى الأفكار خطر بباله أن يستطلع مشيئة الله على النحو التالي: أوفد أحد خدّامه حاملاً السير خاصته، وهو علامة رفعته، إلى الكنيسة وأوصاه أن يضعه على المذبح ثم يتنحى جانباً ويلاحظ من يأتي أولاً ويأخذه. وقد جعل أفستراتيوس في قلبه أنه إذا كان هذا الإنسان أفكسنديوس الكاهن تكون هذه علامة من الله أنه يدعوه إلى الشهادة. وبالفعل تمّم الخادم ما طلبه منه سيِّده وعاد إليه قائلاً: "هو أفكسنديوس الكاهن!" فتشدّد أفستراتيوس وزال من أفق نفسه كل أثر للخوف والتردّد. لم يفكّر للحظة أن ما حدث حدث بالصدفة. والرب الإله ثبّت عزمه. من تلك الساعة أخذ يعدّ العدّة للدخول في ساحة الجهاد. ماذا فعل؟ أعدّ مأدبة فاخرة دعا إليها أقرباءه وأصدقاءه، وفي أثنائها أعلن لهم بفرح كبير أنه على وشك أن يتلقى كنزاً لا يبلى. لا هو أفصح، كما يبدو، ولا المدعوون فهموا ولو تظاهروا، من باب اللياقة، بمشاركته الفرح.
‏وحلّ اليوم التالي.
‏كان ليسياس، آمر المدينة، مزمعاً أن يوقف السجناء المسيحيّين أمامه ‏ليحاكمهم. فما أن فُتحت الجلسة حتى تقدّم أفستراتيوس وأعلن أنه مسيحي، ثم طلب الانضمام إلى مصف الموقوفين. فبدا ليسياس للحظات كأنه أُخذ على غفلة وارتبك، لاسيما وأفستراتيوس معروف جداً في قومه، لكنه سرعان ما تمّلك نفسه واستعاد المبادرة ليأمر الجند بتجريد المعترف من إشارات مهامه الرسمية وتعريته وجلده قبل استجوابه. وبعدما فعلوا علّقوه بالحبال فوق جمر النار وأشبعوه ضرباً وحشياً. كل هذا وأفستراتيوس غير مبال بما أنزلوه به، كأننا بالتعذيب كان يطال آخراً سواه ولا يطاله. وعلى غير ما كان متوقعاً، وجّه القدّيس كلامه إلى الحاكم شاكراً معلناً أنه "الآن علمت أني هيكل الله والروح القدس ساكن فيّ!" فاغتاظ ليسياس وأمر بفرك جراحه بالملح والخل ففعلوا فلم يُجدِهم الإمعان في التعذيب نفعاً، لا بل قيل إنه ما أن حلّ المساء حتى التأمت جراح رجل الله التئاماً عجيباً.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏وفيما كان أفستراتيوس في خضم الجهاد بجانب سائر المعترفين اهتزت نفس أفجانيوس الضابط فيه لعذاباتهم فطفر نحو الحاكم طلب الانضمام إلى الموقوفين لأنه هو أيضاً مسيحي.
‏وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً.
‏في صبيحة اليوم التالي، أخرج الجنود الموقوفين من السجن واقتادوهم سيراً على الأقدام إلى مدينة نيقوبوليس. وإذ رغب ليسياس في أن يسخر من أفستراتيوس، "أكرمه" بأن جعل في رجليه حذاء مزروعاً بالمسامير.
يومان مضنيان قضاهما المجاهدون في سيرهما إلى نيقوبوليس. وفي الطريق إلى هناك. كان لا بدّ للمشاة و آسريهم أن يمّروا بأروراكا، مسقط رأس أفستراتيوس، فتعرّف على هذا الأخير مواطن له اسمه مرداريوس فاعتراه الذهول لمنظره واهتزّت نفسه فيه لأنه أكبر فعلة هذا الرجل وتخلّيه عن مجد العالم ومتعته. وإذ تحرّكت الغيرة على الإيمان في نفسه وزكّتها زوجته قرّر، لتوّه، الالتحاق بتلامذة المسيح هؤلاء المساقين إلى الموت. الفرصة الآن لاحت، كيف يفوّتها؟! فقام للحال وودّع امرأته وقبّل ابنتيه الصغيرتين ووكل عائلته إلى واحد من معارفه الطيّبين، ثم أسرع فانضم إلى قافلة الشهداء.
‏وأُوقف المجاهدون أمام الحاكم من جديد.
‏كان أول الماثلين أفكسنديوس الكاهن. سؤل سؤالاً أو اثنين، ثم اقتيد إلى غابة منعزلة. هناك عمد جلاّدوه إلى قطع رأسه، ثم أخفوا الرأس بين الشجر الكثيف وطرحوا الجسد طعمة للحيوانات المفترسة. لكن بعض المسيحيّين الأتقياء تسلّلوا إلى هناك فأخذوا الجسد وبحثوا عن الرأس فدلّهم عليه أحد الغربان فالتقطوه وانصرفوا.
‏بعد أفكسنديوس كان دور مرداريوس. لم يكن لمرداريوس غير جواب واحد على كل الأسئلة الموجّهة إليه: "أنا مسيحي!" فأمر الحاكم بتثبيت يديه ورجليه بأوتاد إلى خشبة وقلبت الخشبة فصار رأسه متجهاً إلى أسفل ورجلاه إلى أعلى، وأشار بضربه حتى الموت بقضبان معدنية محمّاة. وقبل أن يلفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة، خرجت من فمه، على ما قيل، صلاة ما زالت كنيستنا تردّدها إلى اليوم في خدمة نصف الليل والساعة الثالثة وصلاة النوم الكبرى. والصلاة هي التالية:
‏"أيها السيد الإله الآب الضابط الكل، والرب الابن الوحيد يسوع المسيح والروح القدس، اللاهوت الواحد والقوة الواحدة، ارحمني أنا الخاطئ، وبأحكام تعلم بها خلّصني أنا عبدك غير المستحق، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين".
‏ثم بعد مرداريوس أوقف أفجانيوس.
‏تكلم أفجانيوس بلهجة ثابتة واثقة فازداد الحاكم حقداً واشتد حماقة ‏وغيظاً. فأوعز إلى جنده بقطع لسانه وبتر يديه ففعلوا. أما بقية جسده فأوسعوها ضرباَ وحطموا عظامه بقضبان من حديد، واستمروا كذلك إلى أن ‏أسلم الشهيد نفسه قرباناً بين يدي الله الحيّ.
‏عند هذا الحد من الوحشية والتفظيع خرج ليسياس الحاكم إلى العسكر ‏ليقف على سير تدريباته. فحدث أن مجنّداً حديثاً اسمه أوريستوس، صلباً، حسن المنظر وقوراً، استرعى انتباهه. وإذ أخذ المجنّد رمحه بان في صدره صليب خرج من تحت قميصه فلاحظه ليسياس وسأله عنه فاعترف بجرأة ولم ينكر أنه تلميذ للمسيح، فأُوقف للحال. ولما لم يشأ الحاكم الاستمرار في عمليات تعذيب الموقوفين خشية إثارة حفيظة المسيحيين بعدما شعر بأنهم ‏كثر في المدينة أمر بسوق أفستراتيوس وأوريستوس إلى سباسطيا المعروفة بشهدائها الأربعين ليمثلا أمام حاكمها أغريقولاوس.
‏استغرق الوصول إلى سباسطيا خمسة أيّام.
‏دخل أفستراتيوس في نقاش مع الحاكم بعدما أتاح له فرصة الكلام، فعبّر له عن عقم الأوثان وبطلان الفلسفة، وكلّمه عن الله، خالق السماء؟ والأرض، وعنايته بالناس منذ البدء، وعن الرب يسوع المسيح. فارتبك الحاكم لأنه لم يكن لديه ما يجيب به. وإذ فشل في فرض هيبته بالإقناع شاء أن يفرضها بما أوتي من سلطان فقال للموقوف أن عليه أن يمتثل لأمر قيصر ويقدّم العبادة لآلهة قيصر وإلا استأهل الموت، فلم يذعن أفستراتيوس له. فاغتاظ الحاكم لكنه لم يشأ للحال إنزال عقوبة الموت به، ربما لأنه عرف أنه من الأرستقراطية ورغب في استعادته بالتخويف. لهذا السبب أمر بتمديد أوريستوس على سرير حديدي محرق. إزاء تسارع الأحداث، اضطربت نفس المجنّد فشجّعه أفستراتيوس وثبّته، فأسلم أوريستوس الله أمره واستودعه روحه.
‏أما أفستراتيوس فألقي في السجن إلى اليوم التالي علّه يتراجع. وقد ذكر أن القديس بلاسيوس، أسقف سبسطيا، المعيّد له في11 ‏شباط، تمكّن من التسلل إلى داخل السجن حيث قابل أفستراتيوس وعزّاه وشجّعه وأقام الخدمة الإلهية وناوله. كما ذكر أن نوراً ساطعاً ملأ المكان وصوتاً نادى أفستراتيوس قائلاً له: "لقد جاهدت الجهاد الحسن فتعال الآن خذ الإكليل!". وثمة صلاة قيل إن أفستراتيوس نطق بها تلك الليلة في سجنه وما زالت تتردّد عندنا إلى اليوم في صلاة نصف الليل في السبوت. وقد جاء فيها: "أيها الرب إني أعظّمك تعظيماً لأنك نظرت إلى تواضعي ولم تحبسني في أيدي الأعداء بل خلّصت من الشدائد نفسي. والآن أيها السيّد، لتسترني يدك ولتأتِ عليّ رحمتك، فإن نفسي قد انزعجت، وهي حزينة عند خروجها من هذا الجسد الدنس الشقي، لئلا تلتقيها وتعيقها مشيئة المعاند الرديئة من أجل الخطايا التي اجترمتها في هذا العمر بمعرفة وغباوة. فكن لي غافراً أيها السيّد ولا تسمح أن تبصر نفسي منظر الشياطين الأشرار المدلهّم المظلم، بل فليتسلّمها ملائكتك البهجون المنيرون. أعطِ مجداً لاسمك القدّوس وأصعدني بقوّتك إلى عرشك الإلهي. وفي وقت مداينتي لا تدركني يد أركون هذا العالم وتجتذبني أنا الخاطئ إلى عمق الجحيم، بل اعضدني وكن لي مخلصاً ونصيراً، فإن هذه العقوبات الجسدية إنما هي مسرّات لعبيدك. ارحم يا رب نفسي التي قد تدنّست بأهواء هذا العمر، وتقبّلها نقيّة بالتوبة والاعتراف، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين".
‏هذا وقد قضى القديس أفستراتيوس في آتون محمّى. باركه ودخل إليه على غرار الفتية الثلاثة القدّيسين.
‏بعد ذلك تمّ جمع رفات القديسين الخمسة معاً. وقيل إن القديس فلاسيوس ‏هو الذي فعل ذلك وجعلها في أروراكا. ثم جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة على اسم الرفقاء الخمسة. وذُكر أنه كثيراً ما شوهد الخمسة
أحياء في تلك الكنيسة. كما ذُكر أن الرفات أُخذت، فيما بعد، إلى روما ووضعت في كنيسة القديس أبوليناريوس. وقد حفظت الذاكرة أنه كانت للخمسة، في وقت من الأوقات، كنيسة على اسمهم في جزيرة خيوس. فحدث في فصل من فصول الشتاء القاسية، في يوم عيدهم، أن أهل الجزيرة أخفقوا في الوصول إلى الكنيسة بسبب وجودها في مكان معزول. وحده كاهن تقي توجّه إلى هناك وأصرّ على إقامة الخدمة الإلهية ولو منفرداً. فجأة ظهر له خمسة رجال على شبه القدّيسين الخمسة، أصحاب العيد، كما بدوا في الإيقونة خاصتهم. هؤلاء أخذوا أمكنتهم حيث يقف المرتّلون في الكنيسة، عادة، وبدأوا ينشدون ترنيمات العيد بصوت جميل واضح. فلما بلغوا قراءة ‏سيرة الشهداء، أخذ أحدهم، أوريستوس، الكتاب ووقف في وسط الكنيسة وبدأ يقرأ. فلما بلغ الموضع الذي يعرض لاضطرابه هو أمام السرير المعدني المحمّى بالنار الذي كان الجلادون على وشك تمديده عليه غيّر في النص قليلاً. فبدل أن يقول عن نفسه"... خاف واضطرب "قرأ"... ابتسم". للحال قاطعه ‏‏أفستراتيوس بلهجة قاسية وسأله أن يقرأ النص كما هو. فاحمّر خجلاً وأردف قائلاً "... خاف واضطرب". وبعد أن تمّم الخمسة الخدمة أقفلوا الكتب وأطفئوا الشموع وتواروا بنفس الطريقة التي ظهروا فيها.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 15707 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسون الشهداء أبولونيوس وفيليمون وأريانوس وحراسه الأربعة‎
‎‏(+305م)‏
14 كانون الأول شرقي (27 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حوالي العام 305م أوقف سبعة وثلاثون مسيحياً من مدينة الطيبة المصرية أمام القاضي أريانوس لمحاكمتهم. بين الموقوفين كان قارئ اسمه أبولونيوس. هذا لما أودع السجن خاف. بات منقسم النفس. النظرية شيء والمواجهة شيء آخر. أن تبدي استعداداً للموت من أجل المسيح شيء وأن تواجه الموت من أجل المسيح شيء آخر. لهذا السبب اضطرب أبولونيوس وسرى وجدانه إحساس خانق بالضيق والتمس مخرجاً والمخرج في الحالة التي وجد نفسه فيها كان ينبغي أن يجنبه العذاب والموت دون أن يخرجه بالكلية من كنيسة المسيح. النفس المنقسمة دائماً ما تبحث عن حلول وسط. أخيراً، وبعد لأي، اتفق أبولونيوس وواحد من جلاديه، اسمه فيليمون، كان لاعب سيتار. أن يخرج هذا الأخير إلى هيكل الأوثان بثوب أبولونيوس ويقدم عنه الذبيحة المعهودة لقاء أربع قطع ذهبية. لكن حساب الحقل لم يكن مطابقاً لحساب البيدر لأن الله في شؤونه أحكاماً غير أحاكم الناس. أما أبولونيوس فيبدو أنه بعدما اتخذ في نفسه موقفاً أخل فيه بعهده للرب يسوع تحرك فيه الضمير بالأكثر فارتد بقوة أكبر، بحرقة وندم، إلى ربه. ما مر به لم يعد كونه تجربة لأن الرب يسوع كان قوياً فيه أيضاً. أما الخوف فكان من أثر الضعف البشري لا من أثر الفساد في الإيمان. لهذا السبب تخلى عنه الرب يسوع بالتدبير، إلى حين، ليعطيه أن يخرج من حال التردد إلى التوبة إليه بقوة. ما حدث له شبيه بما حدث لبطرس الرسول. هذا بالنسبة لأبولونيوس. أما بالنسبة لفيليمون فكان لله فيه تدبير عجيب، لأن من اصطيد بأربع ذهبيات ما لبث أن صاده الرب إليه بثوب حبيبه، والله علام القلوب. فما أن جعل فيليمون ثوب أبولونيوس عليه حتى لبسته خلجة أبولونيوس واعتمل في قلبه إيمانه بالله وأمسكته النعمة. وإذ تقدم من الوثن ليقرب عن أبولونيوس قرابينـ فاضت كلمة الله في فمه فأعلن أنه يؤمن بالرب يسوع ولا يرضى عنه إلهاً بديلاً.
ولا بد أن يكون الحاضرون قد أصيبوا بالذهول. ولكن يبدو أنه قبل أن يتسنى لهم الانقضاض عليه أرسل القاضي، الذي لم يكن حاضراً آنذاك، في طلبه لمهمة اعتبرها خلاقة في سعيه إلى استرداد المسيحيين الموقوفين إلى الوثنية. المهمة كانت أن يعزف فيليمون للموقوفين بعضاً من التقاسيم الموسيقية عسى، إذا ما لذت لهم الأنغام، أن يميلوا إلى أطايب الحياة الدنيا فيتراجعون. وللسيتار، كما لا يخفى، صوت ينساب كالموج ليلين المشاعر ويحرك العواطف. ولكن، ماذا حدث؟ حدث ما لم يكن في حسبان القاضي. تقدم فيليمون وأعلن تخليه عن عبادة الأوثان، بمقتضى أوامر قيصر، وإيمانه بالرب يسوع المسيح. لم يصدق الجمع، أول الأمر، أسماعهم. ظنوه يمزح. ولكن، أمام إصرار فيليمون ورصانته، أيقنوا جدة الكلام فاستغربوا واعتراهم الذهول. وإذ أسفوا واستهجنوا حاولوا استعادته فلم يوفقوا. كان صامداً لا يتزعزع. إذ ذاك وضع الجنود أيديهم عليه، بأمر القاضي، واقتادوه للتعذيب والموت.
ثم كان أن وقف أبولونيوس أمام القاضي فاعترف باسم الرب يسوع بلا خوف. كان كل أثر للتردد قد زال من قلبه بنعمة الله. فعمد الجلادون إلى قطع عضلات فخذية وجرروه في أنحاء المدينة فيما ربطوا فيليمون إلى شجرة زيتون هدفاً لسهامهم. هنا ورد أن أحشاء فيليمون تحركت على القاضي، وكان هذا الأخير قد أصيب في عينيه منذ بعض الوقت فانطفأت. قال له بالروح أنه ورفيقه أبولونيوس ماضيان إلى الموت، ولكن إذا شاء أريانوس أن يسترد نور عينيه فعليه أن يأخذ تراباً من فوق ضريحهما ويمزجه بماء ثم يدهن به فيشفى.
وبلغ أبولونيوس وفيليمون أوج الشهادة فقطع الجلادون رأسيهما، وتكللا بالمجد السماوي. أما أريانوس القاضي فذكر بعد حين ما سبق أن قاله له فيليمون. فتوجه خلسة إلى حيث ووري الشهيدان التراب. ولما أخذ بعضاً منه ومزجه بماء جعله على عينه المعطوبة فاسترد فيها النور للحال. إذ ذاك آمن بالرب يسوع، وكذلك فعل حراسه الأربعة، واعتمدوا. ولم يطل الوقت بأريانوس ورفقته حتى جرى القبض عليهم. وقد ورد أنهم ألقوا في البحر في أكياس جعل الجلادون فيها رملاً. هكذا أكمل الخمسة شهادتهم. غير أن قوماً مؤمنين تمكنوا، بنعمة الله، من التقاط رفاتهم عند شاطئ مدينة الإسكندرية.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رواية أخرى
وثمة رواية أخرى تفيد أن أبولونيوس كان ناسكاً قديساً متحمساً قبض عليه جنود قيصر في مدينة أنتينوس في مصر. وإذ قيدوه بسلاسل وجعلوه في السجن. صار الوثنيون يمرون به ليشتموه ويهينوه. وكان بينهم عازف مشهور اسمه فيليمون. هذا بالغ في الشتم والهذر مضيفاً إلى قباحته الغناء السفيه والعزف السمج. وكان القديس ينظر إليه بوداعة وحزن ويقول له: "ليسامحك الله يا بني ويرحمك!".
أعاد فيليمون الكرة. على هذا المنوال، مرات، وفي كل مرة كان أبولونيوس يتطلع إليه بحزن وحنان ويوجه إليه الكلام الأول بعينه.
استمر فيليمون مهذاراً لبعض الوقت. ولكن، شيء آخر بدأ يبعث في نفسه التسأل ثم القلق: عجيب أمر هذا الرجل! أشتمه وأسخر منه وأجعله هزأة فلا يرد علي لا بعنف ولا بشتم! يقول لي: "سامحك الله!" كأنه من غير طينة الناس! لست أفهم!
وازداد التسأل في نفس فيليمون واشتد القلق. وما لبث طعم القلق أن أضحى مراً. ومن المر ما جذب. وأخذ الازدراء يتحول إعجاباً والإعجاب تعلقاً والتعلق اقتداء. فاهتدى فيليمون وأعلن أنه يؤمن بالإله الذي يؤمن به هذا الرجل.
أوقف أبولونيوس وفيليمون أمام الوالي أريانوس. هذا سبق له أن بطش بالمسيحيين وقضى بالموت على عدد منهم نظير أسكلاس وتيموثاوس وبفنوتيوس. فبعدما أذاقهما عذاباً مراً. وأمر بإلقائهما في النار حيين. لكن أبت النار أن تحرقهما فاهتز الوالي وصحبه واعترفوا بالمسيح إلهاً عظيماً.
ولم يلبث الخبر أن بلغ حاكم مصر فأمر بسوق أبولونيوس وفيليمون وأريانوس ومن معهم مقيدين إلى الإسكندرية. في الطريق إلى هناك هدى أبولونيوس الجند إلى المسيح فاهتدوا. ولما بلغوا الإسكندرية واعترفوا جميعهم بالمسيح خشي الحاكم أن تنتقل عدواهم إلى آخرين فأوعز بإلقائهم في البحر فتكملوا. ولما التقطت رفاتهم جعلت في قبر واحد. وقد أجرى الرب الإله بها عجائب جمّة. أتى على ذكرهم كل من روفينوس (345 -410م) وبالاديوس (365 -425م) المؤرخين.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 15708 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس المعترف استفانوس أسقف سوروج
(القرن 8م)‏
15 كانون الأول شرقي (28 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أصله من بلاد الكبادوك. توحد وسلك في جهاد الفضيلة. ظهر ملاك لجرمانوس، بطريرك القسطنطينية في ذلك الزمان. وأوعز إليه بأن يسيم استفانوس أسقفاً على سوروج التي هي سوداك في الكريمية (البحر الأسود). ففعل. أبدى غيرة كبيرة على كنيسة المسيح وجذب الكثيرين إلى الإيمان. لاقى الأمرين من الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث الإيصافري (717-741م) بسبب دفاعه عن إكرام الإيقونات ومقاومة هذا الأخير لها. تنبأ بموت الإمبراطور في وقت قصير. تم ما تنبأ به. عاد إلى سوروج بعد أن كان لاون قد احتجزه في القسطنطينية. لكنه ما لبث أن عانى المزيد من الاضطهاد لأجل الإيمان. درى بيوم رقاده سلفاً وسمى خلفاً له. رقد في الرب في 15 كانون الأول سنة 787م.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 05:59 PM   رقم المشاركة : ( 15709 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية 4: 4-7
+ ولكن لما جاء ملء الزمان،
ارسل الله ابنه مولودا من امراة، مولودا تحت الناموس،
+ ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني.
+ ثم بما انكم ابناء،
ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا:«يا ابا الاب».
+ اذا لست بعد عبدا بل ابنا، وان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح.
 
قديم 05 - 01 - 2017, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 15710 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الْمُنَجِّيَ الْبَائِسَ مِنَ السَّيْفِ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمُنَجِّيَ الْبَائِسَ مِنَ السَّيْفِ،
(أيوب 5: 15)
قال أحد خدام الرب:
إن التاريخ عبرة لمن يعتبر. هذه حقيقة، ولكن التاريخ نفسه يشهد بأن الإنسان قلَّما استفاد من تاريخه. أما نحن المؤمنين فلنا امتياز أن نقرأ تاريخ الإنسان مُدوَّنًا بيد المؤرخ الأعظم، الأمين في أقواله؛ روح الله القدوس نفسه. وما دوَّنه لنا على صفحات الوحي المقدس ليس فقط عبرة لمَن يعتبر، بل هو أيضًا تعليم لمَن يتعلَّم، ودرب لمن يسعى.
*
وأهم دروس التاريخ المُقدَّس هو:
حماقة وغباوة كل مَن يتحدى الله، ويتطاول على الرب يسوع المسيح، أو على كنيسته التي وعدها أن :
«أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا»
(متى16: 18).
والتاريخ يُبرهن على أمانة الله، واعتنائه بشعبه عندما يكونون في الضيق والخطر، حتى لا يكونوا مغلوبين بحيله ومكر الأعداء، فهو - تبارك اسمه - المكتوب عنه:
«الْمُبْطِلِ أَفْكَارَ الْمُحْتَالِينَ، فَلاَ تُجْرِي أَيْدِيهِمْ قَصْدًا. الآخِذِ الْحُكَمَاءَ بِحِيلَتِهِمْ، فَتَتَهَوَّرُ مَشُورَةُ الْمَاكِرِينَ ... الْمُنَجِّيَ الْبَائِسَ مِنَ السَّيْفِ، مِنْ فَمِهِمْ وَمِنْ يَدِ الْقَوِيِّ. فَيَكُونُ لِلذَّلِيلِ رَجَاءٌ»
(أيوب5: 12-16).
*
ويا للغباوة أن يُحاول الإنسان أن يتحدى الله!
يا للحماقة أن يجسر المخلوق التافه على أن يقف ضد مشورة القدير!
فمهما تكن مخططات الإنسان، ومهما بدت مشاريعه حكيمة، فإن مشورة الرب مُحقَّقة، ولا بد أن تتم في الوقت المُعيَّن. لقد قال:
«أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلَهُ وَلَيْسَ مِثْلِي... رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي»
(إشعياء46: 9، 10).
وطوبى للإنسان الذي يُطيع مشورته بكل بساطة، فيعمل لله، ومع الله.
*
ولنتأمل بعضًا مما دونه لنا التاريخ المُقدَّس، لنتعلَّم ونعتبر ونهدأ:
كان شاول عدو داود واثقًا من وقوع فريسته في يده؛ لأن الزيفيين أخبروه بالمكان الذي أختفى فيه :
«وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ يُحَاوِطُونَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ لِيَأْخُذُوهُمْ».
ولم يوجد في الظاهر رجاء يدل على إمكانية إفلات داود من أيديهم. ولكن في هذه اللحظة الحرجة :
«جَاءَ رَسُولٌ إِلَى شَاوُلَ يَقُولُ:
أَسْرِعْ وَاذْهَبْ لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدِ اقْتَحَمُوا الأَرْضَ. فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنِ اتِّبَاعِ دَاوُدَ، وَذَهَبَ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ»

(1صموئيل23: 26-28).
والتزم داود أن يحمد الله الذي خلَّصه من هذه الضيقة.
*
وكان جميع اليهود في زمن أستير في خطر الموت والهلاك، وأُرسلت الكتابات من الملك بيد السعاة إلى كل البلدان لإهلاك وقتل وإبادة جميع اليهود، من الغلام إلى الشيخ والأطفال والنساء في يوم واحد، وأُعِدت الخشبة ليُصلب عليها مُردخاي الأمين. وكان العدو فرحًا ومتيقنًا من إتمام قصده الشرير، ولكننا نقرأ:
«فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تِذْكَارِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ»
(أستير6).
واستخدم الله ليلة أرق لتحويل الحال بالتمام، وإبطال مشورة هامان:
و«مَنْ يَحْفُرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا، وَمَنْ يُدَحْرِجُ حَجَرًا يَرْجِعُ عَلَيْهِ»
(أمثال26: 27)،
فعُلِّق هامان على ذات الخشبة التي أقامها :
«عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ»
(مزمور30: 5).
والحزن وخوف الموت تغيَّرا إلى فرح وإلى يوم طيب لإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه
(أستير9).
«فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لَكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ»
(أمثال19: 21).
*
ولقد أبادت عثليا الشريرة جميع النسل الملكي لكي تُثبّت كرسيها، أما الله فقد استخدم يهوشبع بنت الملك فأخذت يوآش ابن أخزيا وسرقته مِن وسط بني الملك الذين قُتلوا وخبأته هو ومرضعته في مخدع. ولما صار ملكًا أوقع على عثليا الشريرة القصاص حسب العدل :
«سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ»
(تكوين9: 6؛ 2ملوك11: 20؛ 2أخبار22، 23).
*
وهيرودس الملك قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم من ابن سنتين فما دون، لكي يكون على ثقة تامة مِن أن ملك اليهود الحقيقي بينهم، لكن :
«اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ»
(مزمور2: 4).
فالله - حارس الصبي - استخدم مجوسًا مِن المشرق، ليُزودوا يوسف النجار بأشياء ثمينة مِن كنوزهم، وبعد ذلك أمر الرب يوسف قائلاً:
«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ»
(متى2).
وهكذا أبطل الله مشورة هيرودس الخادعة الماكرة. ونعلم من التاريخ أن هيرودس مات ميتة رهيبة مخيفة.
وهذا يُحقق كلام الحكيم القائل:
«لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ (ضد) الرَّبِّ»
(أمثال21: 30)؛
فالرب يعمل كل شيء لإتمام قصده ضد غايات البشر المختلفة. والنفس الواثقة تستريح على حقيقة أن مشورة الرب لن تنهزم؛ لذلك هي لا تخشى حكمة أعدائها أو فهمهم أو مكايدهم. وما الذي يستطيع أن يفعله الإنسان لكي يؤذي من يحتمي تحت جناحي الرب؟
قال داود:
«إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذَلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ»
(مزمور27: 3).
فلا العدد ولا العتاد هو الذي يكسب المعركة، بل نكسبها إذ يسير أمامنا إله خلاصنا.
وتلك كانت الثقة التي أظهرها الملك آسَا يوم حاصرته جيوش زارح الكوشي المليونية، حيث قيل :
«وَدَعَا آسَا الرَّبَّ إِلَهَهُ:
أَيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا وَبِاسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هَذَا الْجَيْشِ. أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْتَ إِلَهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ»

(2أخبار14: 11).
فلم يكن الأمر في نظر آسا متصلاً بقوة جحافل الأعداء، بل كانت المسألة مسألة قوة الله، وتفاهة مقدرة الإنسان العاجز الفاني :
«لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ».
ويا لتفاهة الإنسان الطبيعي وافتقاره للقوة!
يا لهشاشيتة وعدم نفعه وهو في حالته الوضيعة كساقط ومائت!
هكذا كان الجيش العظيم في نظر آسا. كان الأعداء والأجناد جميعهم لا شيء، بالقياس إلى اقتدار قوة الله الذي كان يقود جيش يهوذا وبنيامين. وكانت النتيجة محققة إذ :
«ضَرَبَ الرَّبُّ الْكُوشِيِّينَ... فَهَرَبَ الْكُوشِيُّونَ... لأَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَأَمَامَ جَيْشِهِ»
(2أخبار14: 12، 13).
*
وأعلم يا صديقي المؤمن أن هذا الإله هو إِلهُنَا؛ إلهي وإلهك، ومهما أحاط بنا من الأخطار فإن :
«اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا»
(مزمور46: 1).
وكيفما كانت الظروف والأحوال والأعداء، ترَّنم من قلبك، هادئًا مطمئنًا، بنغمة عالية وصادقة:
إن أصابَتني التَّجاربْ
وانتَفى عنّي الرَّفيقْ
وأحاطَت بي المصَائِب
واختَفى عنّي الصديق
فيسوُع الربُّ يبقى
دائمًا في رِفْقَتي
وجُيوشٌ تتلقَّى
أمرَهُ في خِدمتي
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024