09 - 04 - 2024, 07:10 PM | رقم المشاركة : ( 157081 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يكون النمو المسيحي بطريقة انفراديَّة، إنما في الجماعة الكنسيَّة حيث يتأصل "كحجارة حيَّة". لأنَّ الكنيسة هي نواة الملكوت وأداته. وبينما المسيحي ينمو من أجل الخلاص، يتمَ بناء البيت الرُّوحاني الذي هو الكنيسة، كما أوضح ذلك القديس بطرس الرَّسول "أَنتم شأنَ الحِجارَةِ الحَيَّة، تُبنَونَ بَيتًا رُوحِيًا فَتكونونَ جَماعَةً كَهَنوتيَّة مُقدَّسة" (1 بطرس 2: 5)، لذلك فإن يحثُّ الرَّسول بولس المسيحيِّين على النُّموّ في الإيمان (2 قورنتس 10: 15)، وفي معرفة الله، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "لِتَسيروا سيرةً جَديرةً بِالرَّبّ تُرْضيهِ كُلَّ الرِّضا وتُثمِروا كُلَّ عَمَلٍ صالِح وتَنْموا في مَعرِفَةِ الله" (قولسي 1: 10). |
||||
09 - 04 - 2024, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 157082 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أراد الزَّارع أن يزرع حَبَّة الخَرْدَل في حقله لا من اجل أن تعيش لنفسِها، بل أن تنمو؛ أرادها أن تنمو لا لتزهو بنفسها وتتعالى على غيرها، بل لتأوي إليها الطُّيور وتعشّش في ظِلّها. فما يريده الله من حضورنا هو أن نكون لأجل الآخرين، لا أن نتقوقع على ذواتنا، ونصير غاية في حدّ ذاتها. يُريدنا الله أن نكون وسيلة ليبني بنا ملكوته، ملكوت المَحَبَّة والسَّلام والقداسة والعدل. استخدم يسوع حَبَّة الخَرْدَل أصغر الحبوب لتمثيل "مملكته". قد تبدو المملكة ورعاياها قلائل غير مهمِّين الآن، لكن في النهاية سيكونون أقوياء من خلال قوة الله. ويُعلق العلامة بطرس خريزولوغُس: "إنّ الرَّبّ يسوع المسيح هو الملكوت: على طريقة حَبَّة الخَرْدَل، لقد "زرِع في الأرض"، أي جسد العذراء مريم. ثمّ نما وأصبح شجرة الصَّليب الّتي غمرت الأرض بكاملها" (العظة 98). |
||||
09 - 04 - 2024, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 157083 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ويُعلق العلامة بطرس خريزولوغُس: "إنّ الرَّبّ يسوع المسيح هو الملكوت: على طريقة حَبَّة الخَرْدَل، لقد "زرِع في الأرض"، أي جسد العذراء مريم. ثمّ نما وأصبح شجرة الصَّليب الّتي غمرت الأرض بكاملها". |
||||
09 - 04 - 2024, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 157084 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التَّقدم في معرفة الله هو أولًا نموٌ في نعمته، كما جاء في تعليم بطرس الرَّسول "انمُوا في النِّعمَةِ وفي مَعرِفَةِ رَبِّنا ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيح" (2 بطرس 3: 18)، لأن الفضل الأول في هذا يرجع إلى الرَّبّ، أمَّا الرُّسل، فلئن كانوا عاملين حقًا مع الله، فإنهم يغرسون ويَسقون فقط، والله الذي يُنمي كما يوضّح القديس بولس الرَّسول "أنا غَرَستُ وأَبُلُّسُ سَقى، ولكِنَّ اللهَ هو الَّذي أَنْمى. فلَيسَ الغارِسُ بِشَيء ولا السَّاقي، بل ذاكَ الَّذي يُنْمي وهو اللّه"(1 قورنتس 3: 6-7). والله هو الذي يُعطي كلَّ واحدٍ من المؤمنين أن ينمو نحو المسيح الذي هو رأسهم، بممارسة المَحَبَّة الحقيقيَّة، وأن يُسهم في بيان جسد المسيح السِّري أي الكنيسة، كما يؤكد ذلك بولس الرَّسول "هو الَّذي أَعْطى بَعضَهم أَن يَكونوا رُسُلًا وبَعضَهم أَنبِياء وبَعضَهم مُبَشِّرين وبَعضَهم رُعاةً ومُعلِّمين، لِيَجعَلَ القِدِّيسينَ أَهْلًا لِلقِيامِ بِالخِدمَة لِبِناءِ جَسَدِ المسيح" (أفسس 4: 11-12). |
||||
09 - 04 - 2024, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 157085 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يتطلب نمو المسيحي اتحادًا متزايدًا بالمسيح كي يَبلُغَ القامةَ التّي تُوافِقُ كَمالَ المسيح. فينبغي على كل مؤمن أن يَصغر لكي يَعظم المسيح، كما صرّح يوحنا المعمدان "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يوحنا 3: 30)، وذلك لكي تبنى الكنيسة في الرَّبّ، وفي الرُّوح، وترتفع هيكلًا مقدسًا يسكن فيه الله (أفسس 2: 21-22). أنَّه ينبغي على تلاميذ يسوع أن ينموا على الدَّوام في المعرفة والمَحَبَّة، كما يظهر من دُعاء بولس الرَّسول لهم: "ما أَطلُبُ في الصَّلاة هو أَن تَزْدادَ مَحبَّتُكم مَعرِفةً وكلَّ بصيرةٍ زِيادةً مُضاعَفة" (فيلبي 1: 9). ويُعلق البابا القديس يوحنّا بولس الثَّاني "لن يكون هناك نموٌّ حقيقيّ إنسانيّ في السّلام والعدل، في الحقيقة والحرّيَّة، من دون وجود الرَّبّ يسوع المسيح وقدرته في الخلاص" (حديثه إلى شباب التَّشيلي بتاريخ 02/04/1987). |
||||
09 - 04 - 2024, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 157086 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا القديس يوحنّا بولس الثَّاني "لن يكون هناك نموٌّ حقيقيّ إنسانيّ في السّلام والعدل، في الحقيقة والحرّيَّة، من دون وجود الرَّبّ يسوع المسيح وقدرته في الخلاص" |
||||
09 - 04 - 2024, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 157087 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نمو ملكوت الله في العَالَم تُقدِّم الأمثال الملكوت كحدٍ نهائي للنُّمو التَّدريجي: مَثَل الزَّرْع الذي ينمو (مرقس 4: 26-29). "فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلًا، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل" وذلك بفضل القوة الكامنة في داخلها (مرقس 4: 28). ونموّ البَذُرَة التي تصبح سنبلًا مثقّلًا، بل شجرة (متى 13: 23 و32)، ونموّ الخمير في العجين (متى 13: 33). وهكذا بهاء ملكوت الله ينبعث من بداية صغيرة كما تنبعث الشّجرة من حَبَّة الخرذل. فبفضل الله يُمكننا أن نعتبر الحَبَّة وعدًا بالشّجرة، والبداية الصَّغيرة وعدًا بالملكوت. أن الملكوت بدأ بزرة، ويبلغ في ملء الزَّمن طور الاكتمال. |
||||
09 - 04 - 2024, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 157088 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُشبه ملكوت الله البَذْر، ذلك لأنَّ الملكوت مبدأٌ داخليٌ، "ملكوت الله في داخلكم" فهو مبدأ إلهي داخل النَّفس يتطوَّر إلى تبديل شخصيَّة الإنسان كلها. وهو مبدأ إلهي الذي يعمل في المجتمع إلى أن ينسجم هذا المجتمع مع الإرادة الإلهيَّة، وفي هذا المعنى يكون يسوع هو "الرَجُلٍ الذي يُلْقي البَذْرَ في الأَرض". لقد ادخل الله إلى العَالَم مبدأ جديدًا يعمل مدى العصور والأجيال إلى أن يبلغ طور الكمال. ولا نقدر أن نتجاهل تلك القوَّى الهائلة الصَّامتة التي تعمل في العَالَم لانتصار الخير والقضاء على الشّر، كما تعمل البَذُرَة النَّاشطة المستكينة في قلب الأرض. |
||||
09 - 04 - 2024, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 157089 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوت الله هو الهدف الذي يتّجه نحوه كلٌّ نموٍ روحيٍ، ويتم بقوَّة جاذبيته. وبما أن المَثَل الزَّرْع ومَثَل حَبَّة الخَرْدَل يشيران إلى مراحل نمو الملكوت، فإن هناك مُهلة ما بين افتتاح الملكوت في التَّاريخ، وبين تحقيقه كاملًا. والآن لا يزال الملكوت في جهاد عنيف، لان هناك من يمنع انتشاره، كما صرّح يسوع: "مُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا المَعْمَدانِ إلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه" (متى 11: 12). |
||||
09 - 04 - 2024, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 157090 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد قيامة يسوع هناك مدة زمنيَّة بين دخوله المجد وبين عودته ديَّانًا. وهذا الزَّمن هو زمن تأدية الشِهادة "الرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً وتكونونَ لي شُهودًا في أُورَشَليمَ وكُلِّ اليهودِيَّةِ والسَّامِرَة، حتَّى أَقاصي الأَرض (أعمال 1: 8)، وهو أيضًا زمن بناء الكنيسة. ذاك الزَّمن سيأتي الملكوت في كلّ ملئه "إِذا رَأَيتُم هذِه الأُمورَ تَحدُث، فاعلَموا أَنَّ مَلكوتَ اللهِ قَريب. (لوقا 21: 31): فيه يتم الفصح، وتُقام الوليمة الإسكاتولوجيَّة "فإني أقول لكم: لن أَشرَبَ بَعدَ اليَومِ مِن عَصيرِ الكَرمَةِ حتَّى يَأتيَ مَلَكوتُ الله" (لوقا 22: 18)، ويأتي المدعوُّون من كل صَوب، ويتَّكئون مع الآباء "سَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله"(لوقا 13: 29). فالمؤمنون مدعوُّون "ليرثوا" هذا الملكوت، وقد بلغ تمامه، كما صرَّح يسوع "تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم"(متى 25: 34)، وذلك بعد قيامتهم وتبدّل أجسادهم (1 قورنتس 15: 50). وريثما يتم ذلك يبتهل المؤمنون لمجيئه بدعائهم: "لِيَأتِ مَلَكوتُكَ" (متى 6: 10). |
||||