05 - 01 - 2017, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 15681 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار ابراهيم المتوحد المنوفي المصري 9 تشرين الثاني شرقي (22 تشرين الثاني غربي) ألبسه ثياب الرهبنة القديس باخوميوس. أضنى جسده بالنسك والعبادة. بعد ثلاث وعشرين سنة في الشركة رغب في الوحدة فسمح له باخوميوس بذلك. كان يصنع شباكاً لصيد السمك. كان أحد عامة المؤمنين يبيع له عمل يديه ويشتري له فولاً ويتصدق بالباقي عنه. ستر نفسه بقطعة من الخيش. كان يقصد الدير مرة كل سنتين أو ثلاث لتناول الأسرار المقدسة. حاربته الشياطين بضراوة. قوي عليها بنعمة الله. رقد بسلام رقود الأبرار. |
||||
05 - 01 - 2017, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 15682 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسين الشهداء الفرس أكندينوس وبيغاسيوس وأفطونيوس والبيذيفورس وأنمبوذيستس (القرن4) 2 تشرين الثاني شرقي (15 تشرين الثاني غربي) عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة في بلاد الفرس في أيام الملك شابور الثاني (339-379 م). كان أكندينوس وبيغاسيوس و أنمبوذيستس موظفين كباراً في القصر الملكي وكانوا، في سرّهم، مسيحيين غيارى. وحدث في ذلك الزمان أن حمل الملك على المسيحيين. وإذ أسرّ إليه بعض الوشاة خبر هؤلاء القدّيسين الثلاثة ألقى جنوده القبض عليهم. وبعد أن أذلوهم وجلدوهم ساقوهم إلى حضرة الملك للمحاكمة. كان الملك يتطاير حنقاً وغضباً على الثلاثة فيما وقفوا هم ثابتين هادئين واثقين بالمسيح الساكن فيهم. فتح الملك فاه وأمطر المتهمين شتماً وتقريعاً متوعداً إياهم بأشد العقوبات إن لم يرعووا و يعودوا إلى عبادة الشمس نظير آبائهم من قبلهم. وإذ أبى القدّيسون الانصياع وقالوا أنهم يعبدون لا الشمس المنظورة بل الشمس العقلية التي هي المسيح الملك، أطلق شابور العنان للسانه تجديفاً على اسم الرب يسوع. فما كان من الثلاثة سوى أن أخرسوه بصلاتهم القلبية فاختنق صوته فيه وأمسى في حالة يرثى لها. وإذ رآه أكندينوس ورفيقاه في ضيق شديد رقّوا له وأعادوا إليه بالصلاة صوته آملين منه الاتعاظ والعودة عن غيّه. لكن غمامة الشر كانت كثيفة على قلبه، فأمر للحال بسوق الثلاثة إلى غرفة التعذيب وإذاقتهم أقسى صنوفه حتى كسر عنادهم وحملهم على الكفر بالمسيح. مدّد الثلاثة على أسرّة من حديد محمّى ثم ألقوا في خلقين من الرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم، بنعمة الله، أي أذى فاستغرب الحاضرون. وقد حرّك المشهد قلب أحد الحراس المدعو أفطونيوس فصرخ شاهداً: "عظيم هو إله المسيحيين!"، فقطع رأسه للحال وانضم إلى مصاف الشهداء المعتمدين بدمائهم. وعاد الملك فأمر بتعذيب أكندينوس ورفيقيه على مرأى من الجمع الغفير. وإذ عاين الجميع العجب وعجز الجلاّدين، رغم فظاعة أفعالهم، عن ثني الثلاثة عن عزمهم المبارك، آمن بالمسيح جمهور كبير قيل أنه بلغ سبعة آلاف نفس، كما آمن عضو بارز في المشيخة اسمه ألبيذيفورس بالإضافة إلى والدة الملك شابور نفسه وثمانية وعشرين من رفاق القدّيسين الثلاثة. هؤلاء جميعاً، ساقهم الملك إلى الموت فقضوا، بعضهم حرقاً وبعضهم بحد السيف فحققوا إيمانهم وأنجزوا سعيهم وحازوا أكاليل المجد من لدن العليّ. |
||||
05 - 01 - 2017, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 15683 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار إيليا المصري 3 تشرين الثاني شرقي (16 تشرين الثاني غربي) عاش ناسكاً في صعيد مصر. قضى سبعين عاماً بين الصخور في منطقة جرداء من الصحراء. اقتصر طعامه على الخبز والبلح. لما أكن شاباً كان يصوم أسابيع كاملة لا يتناول خلالها أي طعام. أعطاه الله موهبة شفاء الأوجاع وكل ضعف. كان عمره لما رقد مئة وستة عشر. وهذا مل كان يوصي به: "احفظ ذهنك من الأفكار الخبيثة في حق قريبك وأعلم أن مثل هذه الأفكار يحركها الشيطان فيك ليصرف ذهنك عن النظر في خطاياك والتماس الله". يظن أن هذا هو القديس إيليا الذي أتته الشياطين مرة وقالت له: "اخرج من هذا المكان لأنه موضعنا". فأجابهم: "أنتم ما لكم مكان". فبددوا خوصه وقالوا له: "اخرج من ههنا". فقام وجمعه وجلس يضفر وهو صامت. فبددوه له أيضاً قائلين: "لا تقم ههنا لأنه موضعنا". فلما بلغ الباب أمسكه بيده وصرخ قائلاً: "يا يسوع المسيح إلهي أعني"، وللوقت هربت عنه الشياطين فابتدأ الشيخ يبكي فجاءه صوت الرب قائلاً: "لماذا تبكي؟" فقال: "كيف لا أبكي وهؤلاء يتجاسرون هكذا على محاربة خليقتك؟". فقال له الرب: "أنك أنت الذي توانيت، فلما طلبتني وجدتني". يذكر أن هناك أكثر من قديس بار عرف بهذا الاسم، ومن بينهم القديس إيليا البار العجائبي الذي تعيد له الكنيسة في اليوم الثاني عشر من شهر كانون الثاني. والتمييز بينهم صعب. |
||||
05 - 01 - 2017, 02:33 PM | رقم المشاركة : ( 15684 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أخيمينيد الفارسي المعترف 3 تشرين الثاني شرقي (16 تشرين الثاني غربي) يسميه المؤرخ ثيودوريتوس القورشي في تاريخه الكنسي أورميسداس عاش في القرن الخامس الميلادي في بلاد فارس. و قد كان ابنا لأحد عمال الملك يزدجرد. تنكر لديانة ابائه و انضم للمسيحية. عرف الملك ذلك فساءه الأمر جدا. ارسل في طلبه و حاول العودة عن قراره. و لما فشل, أمر بمصادرة ممتلكاته و تجريده من حقوقه, كما نزع عنه ثيابه الرسمية و جعله سائق عربه في الجيش. بقي أخيمينيد على هذه الحال ردحاً من الزمن الى أن وقعت عليه عين الملك مرة فذكره. أمر جنده فجاؤوا به اليه. ألبسوه حلة من الكتان الثمين بعدما كان على أسوأ حال, محترق الجلد من لهيب الشمس, مكسوا بالتراب. فلما مثل امام الملك دعاه الى نبذ ابن النجار فامتلأ أخيمينيد غيرة الهية و نزع عن نفسه ثوب الكتان ورماه في وجه الملك قائلا انه لا يبادل إيمانه بثوب. طرد من حضرة الملك عرياناً. و يقال أنه أخرج خارج حدود المملكة. و أمضى بقية حياته مرضيا لله الى أن رقد بسلام في الرب. |
||||
05 - 01 - 2017, 02:34 PM | رقم المشاركة : ( 15685 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار أكبسيماس القورشي 3 تشرين الثاني شرقي (16 تشرين الثاني غربي) عاش هذا القديس في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (379 -395م). وقد أغلق على نفسه في بيت صغير ستين سنة لا رأى ولا كلّم فيها إنساناً واحداً. همّه الأول والأخير خلال هذه الفترة كان حفظ ذهنه من التشتت ابتغاء لمعاينة الله كما هو من دون واسطة صورة أو خيال. حرم نفسه كل تعزية جسدية، كما حمل سلاسل ثقيلة من الحديد. وقد آل على نفسه أن لا يلتمس إلا من الله الفرح والجلد والرجاء بمباهج الحياة الأبدية. كان أكبسيماس يمد يده من نافذة صغيرة ليتناول الطعام الواصل إليه. ولم تكن النافذة أفقية بل منحنية لئلا يرى أو يراه إنسان. أما طعامه فكان العدس المنقوع الذي كان أتقياء يأتونه به مرة واحدة في الأسبوع. وأما الماء فكان يخرج ليلاً ليأتي يه من سبيل في الجوار. لم يكن أحد ليسمع غير صوت سلاسله يجرها جراً أثناء عبوره. يحكى عنه أن أحد الرعاة سهر مرة على قطيعه فأبصره يتحرك من بعيد فظنّه ذئباً لأنه كان يسير منحنياً من كثرة الأثقال فأخذ مقلاعه وهمّ برميه بحجر، فللحال يبست يده إلى أن عاد رجل الله من استقاء الماء. إذ ذاك فطن الراعي إلى الغلطة التي كاد يرتكبها. فلما انبلج الصباح ذهب إلى قلاية القدّيس وروى ما حدث له سائلاً الصفح. وما أن انتهى من الكلام حتى عادت يده صحيحة دون أن يقول له رجل الله كلمة واحدة فانصرف متهللاً. ولما قرب وقت رحيله عرف في روحه أن أمامه خمسين يوماً ثم يغادر الأرض ففتح بابه للناس. وأتى من جملة من أتاه أسقف المحلة ورجاه أن يقبل نعمة الكهنوت من حيث هي نعمة الروح القدس، فكان جوابه: "أنني لا أجادل في هذا الموضوع لأني سأغادر هذه الحياة بعد أيام قليلة. لو كنت سأعيش أكثر من ذلك لأقصيت عني حمل الكهنوت الثقيل المخيف هذا، خشية أن أؤدي الحساب عن الوديعة التي أنالها. أما وإنني راحل عما قليل، تاركاً ما هو ههنا، فأنا أقبل بطيبة خاطر ما تعرضونه علي". ثم ارتمى على ركبتيه للحال فصيره الأسقف كاهناً. عاش القديس أكبسيماس بعد سيامته كاهناً بضعة أيام ثم رقد بسلام ودفن بناء لطلبه في المكان نفسه الذي عاش فيه. وقد علّق ثيودوريتوس القورشي المؤرخ على موقف القديس، في ما يختص بدفنه بالقول: "إن مواطني السماوات كانوا وهم على الأرض يحرصون على ممارسة البساطة حتى بعد الممات. ففي حياتهم لم يسعوا قط إلى العظمة، وبعد مماتهم لم يتوخوا تكريم البشر لهم، بل كانوا يوجهون كل حبهم للعريس شأن النساء العفيفات اللواتي لا يرغبن إلا في محبة أزواجهن وتكريمهن، معرضات عن إكرام الرجال الآخرين. لذلك فإن الختن قد جعلهم على الرغم منهم أهلاً للإكرام فمنحهم المجد لدى البشر". |
||||
05 - 01 - 2017, 02:35 PM | رقم المشاركة : ( 15686 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس اسطفانوس الدوشاني، ملك الصرب (+1336م) 11 تشرين الثاني شرقي (24 تشرين الثاني غربي) أعماه والده الملك ملاطين إثر وشاية أنه متآمر عليه. نفي إلى القسطنطينية وبقي في دير الضابط الكل خمس سنوات: ظن أنه لن يحتمل شظف الحياة النسكية فيها. غير أن ما حدث كان بتدبير من الله إذا نما اسطفانوس في النعمة والقامة وتجلت حكمة الله فيه. كان وديعاً تقياً صبوراً، فاق الكثيرين من الرهبان، أترابه، وذاع صيته في كل القسطنطينية حتى قيل أن الإمبراطور يوحنا كانتاكوزينوس كان يستشيره في شؤون عديدة، من بينها كيف ينبغي السلوك في قضية الخلاف المستمر بين القديس غريغوريوس بالاماس وبرلعام الكالابري. ويقال أن القديس نيقولاوس أعاد إليه البصر كما كان قد وعده بعد عماه بخمس سنوات. أما رقاده فكان رقاد الشهداء إذ قضى غرقاً بيد ابنه. ملاحظة :تذكره الكنيستان الروسية و الصربية . |
||||
05 - 01 - 2017, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 15687 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا البار أرسانيوس الكبادوكي الصانع العجائب (+1924م) 10 تشرين الثاني شرقي (23 تشرين الثاني غربي) "هكذا بشر الأب أرسانيوس، المعروف بالحاج أفندي، بالأرثوذكسية الأصيلة، بأن عاش أرثوذكسياً". بالنسك قمع جسده بدافع حبّه المتأجج لله. وبنعمة الله غيّر النفوس. آمن بعمق وأبرأ الكثيرين، مؤمنين وغير مؤمنين. بضع كلمات وجماً من العجائب. خبر الكثير وأخفى الكثير. داخل صدف نفسه الخارجي السميك وارى ثمرته الروحية الحلوة الطيبة. أب قاس جداً من نحو نفسه ورؤوف من نحو أطفاله. ما كان ليؤدبهم بالشريعة بل بمعنى الشريعة، بتحريك الحب والصلاح والاتضاع فيهم. لم يكن كخادم للعلي ليطأ الأرض. وقد أشرق نوره في العالم كمانح أسرار. والله مجّده لأنه مجّد أبداً في قداسة السيرة اسم الله الممجد إلى دهر الداهرين آمين". هكذا اختصر الأب باييسيوس الآثوسي المعروف سيرة معمده، في أول كتاب جمع فيه ما تيسّر من أخبار الأب القديس أرسانيوس الذي أعلن الكرسي القسطنطيني قداسته في الحادي عشر من شهر شباط من العام 1986 بعد سلسلة من الظهورات والعجائب منّ بها الله بقديسه على أحبّة هنا وهناك ليشهد لقداسة سيرته وبركة إكرامه بين الناس. نشأته ورهبنته ولد القديس أرسانيوس في قرية فراسة التي هي واحدة من ست قرى بقيت مسيحية في بلاد الكبادوك، في آسيا الصغرى، إلى العام 1924 حين هجرها سكانها إلى بلاد اليونان. كان أبواه فقيرين، لكنهما كانا فاضلين. وكان له أخ وحيد اسمه فلاسيوس. تيتم صبياً فعاش لدى أخت لأمه في فراسة. تلقى قسطاً لا بأس به من العلم وبعض الدراسات الكنسية واليونانية، كما درس الأرمنية والتركية وبعض الفرنسية. وبعد أن أنهى دراسته بوقت قصير انتقل إلى قيصرية الكبادوك حيث انضم وهو في السادسة والعشرين إلى دير القديس يوحنا المعمدان واتخذ اسم أرسانيوس بعدما كان اسمه ثيودوروس. ولكن لم يشأ التدبير الإلهي أن يكمل أرسانيوس حياته راهباً في الدير، فاستدعاه المتروبوليت بائيسيوس الثاني وسامه شماساً ثم ردّه إلى فراسة ليُعنى بتعليم الأولاد المحرومين هناك القراءة والكتابة. في آسيا الصغرى في فراسة أقام أرسانيوس رجلاً لله خمسو وخمسين عاماً وسط شعب موجوع، مهدّد، ضعيف فكان له أباً وكاهناً وطبيباً ومحامياً ومعزياً. عرفوه باسم "الحاج أفندي" لأنه حجّ إلى الأرض المقدسة خمس مرات في حياته. اعتاد أن يجدّد الزيارة إلى هناك مرة كل عشر سنوات. رجل صلاة ونسك وفي فراسة كان القديس أرسانيوس رجل صلاة أولاً وثانياً وأخيراً، راهباً على أقسى ما تكون السيرة الرهبانية. كان أميناً في نسكه إلى المنتهى وكانت صلاته على أحرّ ما تكون. كثر هم الذين اعتادوا لدى معاينتهم له يرفع يديه إلى العلي وسماعهم إياه يستصرخ ربّه، أن يعلّقوا هكذا: "كأنك بقلبه في تلك اللحظة ينفطر حتى ليخيلّن لك أنه ممسك بقدمي يسوع المسيح، ويأبى أن يتركهما قبل أن يجيبه ربه إلى طلبه". فكيف لا يعطيه ربّه، بعد ذلك، ما يشاء وما يرتجي!؟. في هذا المقام اعتاد أرسانيوس أن يغلق على نفسه في قلاية ممسوحة يومين كاملين، الأربعاء والجمعة، لا يرى فيهما آدمياً ولا ينطق بكلمة. وكان إلى ذلك يقيم السهرانات الكاملة من غروب الشمس إلى شروقها كلما أطلّ عليه عيد كبير. وإن سأله بطريرك هنا أو أسقف هناك أو استدعت الضرورة فعل كذلك. وكثيراً ما حضرته والدة الإله وبعض القديسين عابداً سهراناً. أكثر طعامه كان من أقراص الشعير التي اعتاد صنعها بنفسه مرة كل شهر. لذا كانت تيبس وكان يعمد إلى بلّها بالماء. كان أحياناً يستقي من ماء بعض الأعشاب البرية ويأكل بعض الأطعمة الشائعة، قليلاً إلا اللحم. وإذا ما اضطر مرة لتناول الطعام إلى مائدة أحد الناس وما وجد غير اللحم، كان يتناول منه قليلاً، ولكن ليحرم نفسه في قلايته من الماء متى عاد إليها. لذا حرص القوم على توفير بعض الأطعمة البسيطة له من غير اللحم حتى لا يضطروه إلى معاقبة نفسه. أما لباسه فكان المسوح تحت غمبازه. وكان يطرح كيساً بين كتفيه فوق الثياب. ويبدو أنه كان يقتعد الرماد ولا ينام إلا قليلاً جداً. ومع أنه كان طويل القامة، حوالي متر وثمانين سنتيمتراً، قوي البنية، فقد أحاله نسكه الشديد إلى شبه هيكل عظمي، إيقونة ممسوحة، بمعنى الكلمة، زالت عنها كثافة اللحم. معلم المحرومين وفي فراسة، كان أرسانيوس معلم الصغار والكبار معاً. أما الصغار فعلمهم القراءة والكتابة. الأتراك يومها حرّموا على النصارى المدارس لذلك كان أرسانيوس يجمع الأولاد في الكنيسة يعلمهم الصلاة وكيف يسلكون في الوصية، ويعلمهم القراءة والكتابة. لقّنهم صلاة يسوع "ربي يسوع المسيح، يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ". وعلمهم متى خطئوا أن يقروا بخطاياهم، "ربي خطئت"، وإن يدعوا باسم الرب يسوع ووالدة الإله. كما اهتم بتعويد الأولاد على مسرى تتنقى فيه أذهانهم بالصلاة المستمرة. أما الكبار فكان يجمعهم للصلاة ويعلمهم الكتاب المقدس وسير القديسين وأقوال الآباء. وكانوا، هم بدورهم، يقصّونها على أولادهم فلا يعود لأخبار الجن والشياطين والخرافات مكان في سهرات الناس ولا في وجدانهم. أرسانيوس الطبيب وكان أرسانيوس، إلى ذلك، طبيب النفوس والأجساد. يقصده الناس من كل صوب. الأطباء العاديون يومها كانوا مفتقدين. لم يكن طبيباً عارفاً بالأدوية والحشائش ولا اعتاد أن يعطي المرضى وصفات طبية. فقط كان يتلو عليهم أفاشين توافق أحوالهم فيشفون. وإذا ما تعذر عليه إيجاد أفاشين موافقة لواقع الحال، كان يتلو مزمور أو إنجيلاً أو يكتفي بمس رأس المريض بالإنجيل المقدس. والنتيجة كانت أبداً إياها: شفاء وتعزية. على أنه كان أحياناً يؤخر شفاء المريض يوماً أو أسبوعاً عن قصد، لأنه كان يرى بعينه الداخلية كيف ينفع المريض في الروح قبل الجسد. والشياطين اعتاد طردها بالتفاتة أو بكلمة أو بلمسة يطال بها الإنسان. عطفه على المتعبين والمرضى كان عظيماً حتى بدا يوماً فيوماً أنه كان يسكب عليهم رأفات الله من دم قلبه. المجد الباطل وكان لا بد أن يواجه القديس أرسانيوس مشكلة المجد الباطل. فالجميع كانوا يرون بأم العين ويلمسون لمس اليد نعمة الله الفاعلة فيه على قدر عظيم من الغزارة. كان يكفيه أن يقف في الصلاة لأمر، كائناً ما كان، حتى يمنّ الله عليه به. وقد عالج هو الأمر بأن كان يدعي ما لم يكن فيه كمثل المتبالهين في المسيح، يسلكون على نحو غريب ليحفظوا ويموهوا ما أسبغه الله عليهم. لذا كثيراً ما كان أرسانيوس يدعي الغضب والسخط وهو اللطيف والوديع. يدعي الشراهة وهو الممسك الضعيف. وإذا ما قال له أحد: "أنت قديس" أجابه بأنه – أي محدثه – من عائلة لا قيمة لها. كان يسعى إلى صدم الناس أحياناً. والنساء اللواتي كن يتهافتن على خدمته كان يردهن أحياناً بالإدعاء أن أطعمتهن ليست زكية الطعم وأحياناً أنها غير كافية. وإذا ما أصرت أحداهن على خبز أقراص الشعير له، كان يعطيها الطحين بمقدار ثم يتهمها بسرقة بعضه. رحيماً أما عجائبه وشفاؤه المرضى فقد طالت الأتراك المسلمين كما طالت المسيحيين. لم يكن ليحجب رحمة الله عن مخلوق. وما كان ليتقاضى أجراً. لسان حاله كان "إيماننا ليس للبيع". وإن أصر أحد على إعطائه مالاً كان يسأله أن يوزعه على الفقراء. وهو نفسه أقام صندوقاً للفقراء في الكنيسة كان كل محتاج يذهب إليه ويأخذ منه قدر حاجته دونما رقيب. ولم يحدث أن اجترأ أحد على أخذ أكثر مما يحتاج لأنه كان يعرف أن عمله لن يمر دون عقاب. أرسانيوس زرع خوف الله في قلوب أبنائه جميعاً. لكن أرسانيوس كان يقسو أحياناً، ولكن ليؤدب المتبلدين، العاطلين عن العمل أو الذين يزرعون الهرطقات أو يعثرون الناس بأفكار غريبة. يروى عنه في هذا الإطار أن رجلاً أتى إلى فراسة مرة وأخذ يزرع بين الناس الشكوك من نحو ما هو للكنيسة وأن يكرموا القدسات والآباء فصلى أرسانيوس فجاءت زوبعة وحملت الرجل وأعادته إلى حيث كان أولاً. وكما كان رؤوفاً من نحو الآدميين كان من نحو البهائم حتى ليقال أن أسفاره كانت دائماً على رجليه لأنه أبى أن يمتطي الحمار. لسان حاله كان: "كيف أرتاح أنا لأتعب الحمار وأنا أسوء حالاً بخطاياي من البهائم"!. بصيرة حسنة وكانت لأرسانيوس بصيرة حسنة. كان يعرف ما سيحدث سلفاً. لذلك عرف كيف يوصي شعبه أن يستعد للرحيل عن بلاده، وكان يقول لهم أنه سيرافقهم لكنه سيغادرهم إلى ربه بعد أربعين يوماً من وصولهم إلى الموطن الجديد. حتى يوم وفاته عرفه بالتدقيق وأطلع مرتله عليه. لكن آثر أن يكون وحيداً متى جاءت الساعة. كموسى قاد شعبه وهو شيخ. مشى على رجليه ثلاث مئة كيلومتر. وكان يعزي ويشدد حتى وصل بهم إلى الأرض الجديدة سالمين. ومرة بعدما غادر القوم ديارهم تذكر أنه نسي بقايا القديس يوحنا الذهبي الفم في الكنيسة فسار لوحده ستين كيلومتراً، ذهاباً وإياباً ليستردها. رقاده رقد في الرب في اليوم العاشر من شهر تشرين الثاني من العام 1924م. وقد دفن في جزيرة كورفو، إلى أن أخرج الأب بائيسيوس رفاته في العام 1958 وأودعها دير سوروتي العامر في العام 1970 حيث ظهر لراهبتين وحيث ما يزال بعضها إلى اليوم مصدر بركة للدير والمؤمنين. هكذا عاش القديس أرسانيوس وهكذا ارتحل إلى ربه، رجلاً مملوءاً من نعمة الله تفيض على الناس فيضاً. الأب بائيسيوس، جامع سيرته، قال: "لم يعد الأب أرسانيوس (الحاج أفندي) يتجول على رجليه ولا يعود المرضى تعباً لاهثاً ليتلو عليهم الأفاشين الموافقة ليبرئهم. لقد أضحى الآن طائراً إليهم كملاك من أطراف الأرض إلى أطرافها ليطال كل مؤمن يدعو باسمه مكرمين". طروبارّية القديس أرسانيوس الكبادوكي باللحن الثالث ظَهَرْتَ مَسْكِناً للروحِ القُدُس يا أرسانيوسُ اللابسُ الإلِهْ، إذْ قَضَيْتَ حَياتِكَ الإلَهِيةَ حَسَناً. وإذْ امْتَلَكْتَ نِعْمَةَ صُنْعِ العَجائِب، فَأنْتَ تُرْسِلُ المَعُونَةَ بِسُرْعَةٍ لِلجَمِيع. فَابْتَهِلْ أيُّها البَّارُ إلى المَسِيحِ الإلَه، أنْ يَمْنَحْنا الرَّحْمَةَ العُظْمَى. طروبارية القديس ارسانيوس الكبادوكي باللحن الخامس أيُّها الأبُ البَّارُ أرسانيوسْ لَمْا مَاثَلْتَ سِيْرَةَ الأبْرَارِ في آخِرِ الأزْمِنَةْ أمْتَلأتَ مِنْ مَواهِبِ الرُّوحِ الإِلَهِيْ وإِذْ صِرْتَ مُجْتَرِحاً لِلعَجائِبِ, أيُّها المُلهَمُ بِاللهِ فَأَنْ تَمْنَحُ بِتَضَرُعاتِكَ إِلى الربِ لِلجَمِيعِ المَواهِبَ الإلَهِيَةْ. قنداق للقديس أرسانيوس الكبادوكي باللحن الرابع هلموا نمدحْ أرسانيوسَ الشريف، الزهرةَ المتفتّحة جديداً في كبادوكية، والإناءَ الجزيل الثمن للفضائل. لأنه استسار في الجسد كملاك، ويرتعُ الآن في مساكن القديسين، الذين معهم يتشفع، بغيرِ انقطاع، إلى المسيح، أن يمنحنا غفران الزلات. |
||||
05 - 01 - 2017, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 15688 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسين أولمباس و روديوس و أراستس وسوسيباتروس وترتيوس وكوارتس 10 تشرين الثاني شرقي (23 تشرين الثاني غربي) هم من الرسل السبعين فأما أولمباس وروديون فقد ذكرهما الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (16) وقال عن الثاني أنه نسيبه (11:16). هذان تبعا الرسول بولس إلى روما واستشهدا بقطع الهامة حوالي العام 56 للميلاد. وأما اراستس (رومية 23:16) فقال عنه الرسول بولس أنه كان "خازن المدينة"، ربما مدينة كورنثوس التي كتب منها الرسول رسالته إلى أهل رومية، أو مدينة أورشليم كما تفيد مصادر أخرى. وهو صار، فيما بعد، أسقفاً على بانياس، ولعلها الفلسطينية التي هي قيصرية فيليبس. وأما سوسيباتروس فهو إياه الذي ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (21:16) ودعاه نسيبه هو أيضاً. وقد جعل أسقفاً على أيقونية ورقد بسلام في الرب. أما ترتيوس فتبعه أسقفاً على المدينة عينها ورقد بسلام. ولعله إياه المذكور في الرسالة إلى أهل رومية (22:16) والمعتبر كاتب الرسالة. وأما كوارتس فتيّن أول أسقف على بيروت. وقد قيل أنه قاسى بلايا كثيرة لأجل العبادة الحسنة وتمكّن من هداية وثنيين كثيرين إلى الرب، ثم انتقل بسلام. |
||||
05 - 01 - 2017, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 15689 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد ايرينرخوس والذين معه (+298م) 28 تشرين الثاني شرقي (11 كانون الأول غربي) كان ايرينرخوس جلاداً في زمن الإمبراطور ذيوكلسيانوس (245 -313م)، في مدينة سباسطيا الأرمنية. سيق مرة كاهن اسمه أكاكيوس وسبع نساء تقيات إلى التعذيب. فلما أبدوا جرأة فائقة وصبراً عظيماً تعجّب ايرينرخوس لإيمانهم كيف أنهم يصمدون وهم الآنية الضعيفة. وإذ خجل من نفسه لتقسّيه مع من لا حول لهم ولا قوة، أنارت النعمة الإلهية قلبه فأعلن إيمانه بالمسيح. وانتهى الأمر بأن قطع الجنود رؤوس الجميع، وكان من بينهم ولدان لإحدى النساء السبع. |
||||
05 - 01 - 2017, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 15690 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا البار أليبيوس العمودي (القرن7م) 26 تشرين الثاني شرقي (9 كانون الأول غربي) "أيها الحكيم أليبيوس، لقد أصبحت عماداً للمتوحدين بانتصابك على العمود مكابد الحر والبرد وأتعاب النسك الكثيرة. فلذلك تقبلت مواهب النسك الكثيرة لتشفي الأمراض وتطرد الآلام المستعصية". (صلاة المساء – على يا رب إليك صرخت) بهذه الأنشودة توجز الكنيسة المقدسة سيرة أبينا البار أليبيوس الذي ولد ونشأ ونسك في مدينة أدرينوبوليس في مقاطعة بافلاغونيا الواقعة في الجزء الشمالي الأوسط من آسيا الصغرى. أم فاضلة فأما الفضل في توجيهه فيعود إلى أمه التي يبدو أن الإلهيات كانت هاجساً لديها وأليبيوس بعد في الحشى. وقد ورد في سيرته أن أمه، في حبلها، عاينت رؤيا، حملاً له بدل القرنين شمعتان مشتعلتان فحفظتها في قلبها نبوءة تخبر عن مولودها العتيد. قدمته للكنيسة طفلاً ثم أن أب أليبيوس مات والصبي في الثالثة فعهدت به أمه إلى أسقف المدينة، ثيودوروس، ليتربى على خدمة الكنيسة، على يده، ويتلقن الكتب المقدسة. وقد أبدى أليبيوس منذ تلك الفترة المبكرة من حياته تقى ومواهب جمّة جعلت الكثيرين يتساءلون عما عسى أن يكون قصد الله فيه ويمجّدون. إلى الحياة الرهبانية ونما الصبي في النعمة والقامة إلى أن بلغ سناً خوّله الانخراط في خدمة الشموسية. إذ ذاك وضع الأسقف يده عليه وجعله شماساً ومدبراً لشؤون الأبرشية. وكما اعتاد الطاعة منذ الحداثة، أطاع في هذا الأمر أيضاً. والحق أنه أثبت جدارة ومقدرة لا لبس فيهما. لكن محبة الله في قلبه جعلته تواقاً إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى الحياة الرهبانية الملائكية. لذلك لم يطل به المقام حتى عزم على ترك كل شيء وزيارة الأرض المقدسة، ومن ثم اقتبال الحياة الرهبانية. فلما أطلع والدته على الأمر باركت بفرح ودموع وشكرت الله ومجّدت. ألم تحفظ النبوءة في قلبها وهذا الإناء المصطفى بعد فيها جنيناً؟! وقام أليبيوس فوزّع ما عنده على الفقراء وخرج سراً. كان يعرف أن أسقفه ضنين به ولا يسمح له بالمغادرة. وإن هي سوى أيام قلائل حتى استعاده الأسقف ولم يكن قد ابتعد عن المدينة إلا قليلاً. وشعر أليبيوس بالخيبة والإحباط فجاءه وحي يقول له إن في مدينته أيضاً أماكن مقدّسة: بيت لحم والناصرة وأورشليم والجلجثة، وإن مشيئة الله هي أن يسلك في جهادات النسك في بيئته. وخرج من جديد إلى جبل مقفر، إلى الجنوب من المدينة، فوقع، بنعمة الله، على نبع ماء فاستنسب المكان وباشر ببناء كنيسة صغيرة وقلاية. ولكن، اكتشف الأسقف المكان أيضاً ولم يرض بأليبيوس بعيداً عنه فسد النبع وأجبره على النزول إلى الساحل. وإذ اشتدت معاناة القدّيس ظهرت له القديسة أوفيميا (16 أيلول) وثبتته في قصده ومنحته الأمان. أخيراً خرج أليبيوس إلى موضع قريب من المدينة كان الناس يستعيذون بالله منه لأنه كان مدافن وهياكل وثنية خربة تسكنها الشياطين. وبعدما زرع فيه الصليب مكان صنم ضخم وبنى كنيسة صغيرة على اسم القديسة أوفيميا، أقام في ما يشبه القلاية الصغيرة سنتين يتروض على جهادات النسك. عمره يومذاك كان ثلاثين ربيعاً. وقد أقام في هذه القلاية سنتين في حرب ضروس ضد الشياطين، صائماً، ساهراً، مصلياً: سلاحه إشارة الصليب والكلمة الإلهية في الكتاب المقدس. على عامود وذاع صيت أليبيوس وبدأ الأقوام يتدفقون عليه، فكان يستقبل الجميع بمحبة ولطف ووداعة ويحرص على الصغار والكبار معاً، فلا يعود أحد إلى بيته إلا وقد امتلأ فرحاً بالروح. هكذا سلك لبعض الوقت إلى أن فطن إلى ما يمكن أن تسببه له هذه الحال من أذى فقرر، إذ ذاك، الإقامة على عمود. والعمود الذي اختاره كانت منصته ضيقة بحيث لا تسمح، لمن عليها، لا بالرقود ولا بالقعود، فقط بالوقوف. وهكذا كان على أليبيوس أن يبقى واقفاً كالعمود الحي لا يظلل رأسه غير شبه سقف من خشب، ولا ما يحميه من الحر والبرد والرياح والأمطار. على هذا النحو عاش أليبيوس شهيداً حياً لا يوماً ولا شهراً ولا سنة بل ثلاث وخمسون سنة كاملة. كل يوم من أيام أليبيوس صارع فيه الطبيعة صراعاً عنيفاً. وليس الطبيعة وحسب بل الشياطين الحاسدة أولاً. لم تترك له الشياطين فرصة واحدة ليرتاح بل كانت تهاجمه من كل جهة وبشتى الاحتيالات والأشكال والأصوات. حتى الحجارة ألقتها عليه لتنزله عن عموده، فلم ينزل ولم يتزعزع. ولكي يبين للشياطين عقم هجماتها عليه وعدم اكتراثه لها طلب من أمه، التي لازمته عند أسفل العمود، فأساً وحطم به السقف الخشبي فوق رأسه وطرحه أرضاً. فلما رأت قوات الظلمة عجزها إزاء غيرته ولهب محبته لله وجسارته تركته وفرت. مشهداً للملائكة والناس وتألق أليبيوس. بأن عموداً نورانياً ومشهداً للملائكة والناس. اجتذب أعداداً كبيرة من البشر صاروا يأتونه من القريب والبعيد سائلينه الصلاة من أجلهم وملتمسين العزاء والنصح والشفاء. وقد منّ عليه الله بموهبة النبوءة وشفاء المرضى. وكان يصلح من كانوا في عداوة ويكرز بالكلمة. حتى الثوب الذي كان يغطي بدنه ألقاه مرة لفقير كان أكثر عرياً منه. ولبث يرتجف من البرد إلى أن لاحظه أحد الناس فجاءه بثوب بديل. كثيرون غاروا لغيرته والتهبوا شوقاً لله بلهبه حتى إن ديرين ارتفعا، كلاً في جهة من العمود، أحدهما للرهبان والآخر للراهبات، وكان أليبيوس الصلة بينهما وصلتهما بالله. وكانت أمه وأخواته في دير النساء. هكذا قضى أليبيوس أيامه، سخرة للساخرين، ولكن، بركة عظيمة تفوق التصور للملتمسين وجه العلي. رقاده رقد في الرب وهو في التاسعة والتسعين من العمر بعدما شل نصفه وتعطل بعض وظائف أعضائه وتقرح وصبر على الضيق والألم طويلاً. حبه لله كان أقوى من اللحم والدم. وجسده استهلكه لا في هوى عابر بل في هوى العبادة وحب الله، لذلك ذكره إلى الأبد. طروبارية للبار اليبيوس باللحن الأول لقد صرتَ للصبر عموداً، وللآباء القدماءِ ضارعتَ مبارياً لأيوب بالآلام، وليوسف بالتجارب، ولسيرة عادمي الأجساد وأنت بالجسد، فيا أبانا البارّ اليبيوس توسل إلى المسيح الإله، أن يخلص نفوسنا. قنداق للبار اليبيوس باللحن الثاني إن الكنيسة تمجدكَ اليوم وتمدحكَ يا اليبيوس، بما أنكَ قطب الفضائل وجمال النُسَّاك، فامنح بصلواتك النجاة من الجرائِم الرديئة، المكرمين بشوقٍ فضائلك وجهاداتِك، أيها المطابق لاسمه. |
||||