![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 156811 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وسارَ في الجَليلِ كُلِّه، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهم ويَطرُدُ الشَّياطين "يَطرُدُ الشَّياطين" في الأصل اليوناني ل¼گخ؛خ²ل½±خ»خ»د‰خ½ (معناها طاردًا) إلى إخراج عددٍ كبيرٍ من الشَّياطين (مَرقُس 1 :34) كي يُحطم مملكة الظُّلمة. وبطرده الشَّياطين لم يلجأ يسوع إلى عبارات التَّقسيم، بل اكتفى بكلمة أو بأمر (مَرقُس 1 :25). ولا يُسمّى يسوع أبدًا "المقسِّم" ل¼گخ؛خ²ل½±خ»خ»د‰ الذي يعني عزّم، قسّم. فالمُقسّم أو المعزّم هو الذي يطرد الشَّياطين بفرض قسم أو باستحلاف أو بعبارات سحريّة (أعمال 19 :13). وتحفظ لفظةُ التَّقسيم لحالات طرد الشَّيطان في امتلاكه للإنسان. وفي زمن يسوع، لجأ بعض المُقسِّمين في فلسطين إلى اسم يسوع لطرد الشَّياطين (مَرقُس 9 :38). في حياة يسوع، كان طرد الشَّياطين إثباتًا لصحَّة تعليمه ورحمة للممسوسين وعلامة على مَلَكُوت الله وقهرًا لإبليس واستباقًا للانتصار الإسكاتولوجيَّة (متى 12 :34؛ لوقا 10 :18). وهي علامة مميَّزة أيضًا لمقاومة يسوع ضد الشَّرّ في جميع أشكاله. وقد سلّم يسوع تلاميذه سُلطان طرد الشَّياطين، ومنحهم القدرة على ذلك (متى 10 :1، 8؛ مَرقُس 16 :17). ولكنَّهم لم يستطيعوا دائمًا طرد الشَّياطين لقلة إيمان، أو لنقص في الصَّوم والصَّلاة (مَرقُس 9 :14-29). وقد واصلوا هذه المُهمّة بعد العنصرة (أعمال 5 :16؛ 8 :7). وتقسيمات يسوع وتلاميذه تدلّ على أن الله يهتمّ بالبشر حين يواجهون سلطان الشَّرّ، حتى في أشكاله التي تُظهره وكأنّه شخص حيّ. فالممسوس هو بمثابة ساحة صراع بين خصمين: مُجري المعجزة والشَّيطان الذي يجب أن يتحرّر الإنسان منه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156812 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المَرَض مشكلة تعاني منها البشريَّة في كل زمان ومكان. ويهتم الكتاب المقدس بالمعنى الدِّيني للمَرَض في علاقته في مُخطط الخلاص. فالله خلق الإنسان للسَّعادة (التَّكوين 2: 4-25). أمَّا المَرَض فهو مناقض للسَّعادة. ولم يدخل المَرَض إلى العَالَم إلا كنتيجة للخطيئة أو كامتحان من الله أو كقيمة تكفيريَّة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156813 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المَرَض كنتيجة للخطيئة: يرجع المَرَض نفسه إلى الله الذي يُصيب الإنسان بسبب خطاياه (خروج 4: 6). هذا ما توضِّحه خطيئة أبوينا الأوَّلين (تكوين 3: 16-19). فالمَرَض إذن هو أحد علامات "غضب" الله على العَالَم الخاطئ، كما تدل ضربات الله العشر (خروج 9: 1-12). ويهدف اختبار المَرَض، إلى إرهاف الشعور بالخطيئة عند الإنسان. ومن هنا نجد صاحب المزامير يطلب الشِّفاء من الله مُعترفًا بالمعاصي "حينَ سَكَتّ بَلِيَت عِظامي ْأَبَحتُكَ خَطيئَتي وما كَتَمت إِثْمي قُلتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعاصِيَّ" (مزمور 38: 2-6، 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156814 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المَرَض كامتحان الأبرار: عندما يصيب المَرَض الأبرار على مثال أيوب وطوبيَّا، يُمكن اعتباره محنة من قِبَل العناية الإلهيَّة؛ ويهدف المَرَض عند ذلك إلى امتحان الأبرار لإظهار أمانتهم، كما قال الرَّب لطوبيا "حينَما لم تَتَوانَ في القِيامِ وتَرْكِ المائِدةِ والذَّهابِ لِدَفْنِ المَيْت، أُرسِلْتُ حينَئِذٍ إليكَ لِأَمتَحِنَكَ" (طوبيا 12: 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156815 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المَرَض كقيمة تكفيريَّة: المسيح ليس بحاجة إلى امتحان في الإيمان ومع ذلك كان "رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلَم". ومن هذا المنطلق، فإنَّ حالة "يسوع المسيح"، وهو البار المتألم، أخذ المَرَض كقيمة تكفيريَّة عن معاصي الخطأة، كما جاء في وصف أشعيا النَّبي للسيد المسيح "احتَمَلَ أَوجاعَنا... طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا" (أشعيا 53: 4-5). أخذ يسوع على عاتقه أمراضنا وقت آلامه، ومنحها معنى جديدًا، وأعطاها قيمة خلاصيه تكفيريَّة. والقديس بولس الرَّسول يتكلم عن هذه الخبرة في الضِّيقات التي تجعلنا أن نتحد مع المسيح المُتألم بقوله "نَحمِلُ في أَجسادِنا كُلَّ حِينٍ مَوتَ المسيح لِتَظهَرَ في أَجسادِنا حَياةُ المسيحِ أَيضًا" (2 قورنتس 4: 10) وهكذا المسيحي "يتِمُّ في جَسَدِه ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح في سَبيلِ جَسَدِه الَّذي هو الكَنيسة" (قولسي 1: 24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156816 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() للشِّفاء مطلوب الالتجاء أولاً إلى الله، لأنَّه هو ربّ الحياة، كما جاء في تعليم الحكيم يشوع بن سيراخ "إِذا مَرِضتَ فلا تَتَهاوَنْ بل صَلِّ إلى الرَّبِّ فهو يَشْفيكَ"(سيراخ 38: 9). هو الذي يبتلي، وهو الذي يشفي (تثنية 32: 39). إنَّه الطبيب الأسمى للإنسان (خروج 15: 26)، هذا ما يؤكِّده الملاك رافائيل רض¸×¤ض¸×گضµ×œ (معنى اسمه "الله يشفي") الذي أرسله الله لكي يشفي سارة (طوبيا 3: 17). ولهذا يتوجَّه المَرْضَى إلى ممثّليه ألا وهم الكهنة (متى 8: 4)، والأنبياء (1 ملوك 14: 13). فصلاة المؤمن تشفي المريض وخير مثال على ذلك، صلاة بولس الرَّسول " كانَ أَبو بُبْلِيوس يَلزَمُ الفِراشَ مُصابًا بِالحُمَّى والزُّحار، فدَخَلَ إِلَيهِ بوُلس وصَلَّى واضِعًا يَدَيهِ علَيه فعافاه وما إِن حَدَثَ ذلك حتَّى أَخَذَ سائِرُ المَرْضَى في الجَزيرَةِ يَأتونَه فيَنالونَ الشِّفاء" (سفر أعمال الرُّسل 28: 8-9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156817 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما يعترف المَرْضَى بخطاياهم بقلب مُنكسر مُنسحقٍ، إنَّما يطلبون الشِّفاء كنعمة. ويُظهر صاحب المزامير المَرْضَى وهم يطلبون الشِّفاء من الله " إِرحَمْني يا رَبِّ فلا قُوَّةَ لي واْشفِني يا رَبِّ، فإِنَّ عِظامي قد تَزَعزَعَت ونَفْسيَ اْضطَرَبَت كَثيرًا...فإنَّ الرَّبَّ سمِعَ صَوتَ بُكائي. سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعي. الرَّبُّ يَتقبلُ صَلاتي (مزمور 38: 3-5، 10). وبإظهار المَرْضَى ثقتهم في قدرته ورحمته تعالى يستعدُّون لنيل الهبة المطلوبة التي يحصلون عليها أحيانًا على سبيل المعجزة (1 ملوك 17: 17-24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156818 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن المَرَض يعتبر بمثابة علامة، يتعطّف الله بقدرته ورحمته على الإنسانيَّة المتألمة لكي يُخفِّف من آلامها. فإن خدمة المَرْضَى هي خدمة يسوع نفسه في أعضائه المتألِّمة حيث يُحاسبنا يسوع عليها يوم الدُّينونة بقوله: "كُنتُ مَريضًا فعُدتُموني" (متى 25: 36). فأصبح المريض صورة يسوع المسيح وعلامته المنظورة. فنحن بدورنا علينا على خطى يسوع أن نساعد المَرْضَى من باب المحبَّة على تخفيف آلامهم، كما ينصح أغناطيوس الأنطاكي "أحملوا أمراض الجميع". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156819 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العلاج الطبِّي للشِّفاء: لا يعارض الكتاب المقدس اللجوء إلى العلاج الطبِّي للشِّفاء من الأمراض. ويستخدم أشعيا النَّبي العلاج لكي يشفي حزقيّا (2 ملوك 20: 7)، ورافائيل لكي يعالج طوبيا (طوبيا 11: 8). ويمتدح سفر ابن سيراخ مهنة الطبِّ "أدِّ لِلطَّبيبِ كَرامَتَه لأَجلِ خَدَماتِه" (سيراخ 38: 1-8). وأمَّا استعمال الممارسات السِّحريَّة للشفاء فهو أمرٌ مرفوض، ونتيجته غضب الرَّب، كما جاء في سفر الملوك "فخاطَبَ مَلاكُ الرَّبِّ إِيليَّا التشبِيَّ قائلًا: ((قُمْ فأصعَدْ لِمُلاقاةِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وقُلْ لَهِم: ألَعَلَّه لَيسَ إله ٌ في إِسْرائيلَ حتَّى تَذهَبوا وتَستشيروا بَعلَ زَبوب، إِلهَ عَقرون؟ فلِذلك هكذا يَقولُ الرَّبّ: إِنَّ السَّريرَ الَّذي عَلوته لا تَنزِلُ عَنه، بل تَموتُ موتًا "(2 ملوك 1: 1-4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 156820 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() موقف يسوع تجاه المَرَض يرى يسوع في المَرَض شرًا نتيجة لخطيئة الإنسان، ودليلاً على تسلّط الشَّيطان عليه (لوقا 13: 16). لذا يشعر بالشَّفقة على المريض (متى 20: 34)، وهذه الشَّفقة تُملي عليه عمله بالشِّفاء. وبدون إبطاء في التَّمييز بين ما هو مرض طبيعي أو ما هو مسّ شيطاني، فهو "شَفى كثيرًا مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيرًا مِنَ الشَّياطين" (مَرقُس 1: 34) حيث أنَّ من خلال المَرَض يظهر تأثير الشَّياطين على العَالَم الذي نعيش فيه. ونرى المسيح. يدخل بيوت ويقابل النَّاس حيث هم موجودون ويسمع ويُصغي ويشفي ويُغيّر |
||||