05 - 04 - 2024, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 156681 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَالآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي، فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ. إذ اختبر داود الاختباء في مظلة الرب، والاستتار في خيمته، ثم الارتفاع على صخرته، نادى بإيمان معلنًا أن الله قد رفعه على أعدائه، أي نصره عليهم، وأكرمه كرامة عظيمة. فانتقل من إنسان ضعيف يحتاج للحماية، إلى إنسان قوى بالله ينال كرامة أمام الناس، وينتصر على من يحاول أن يسئ إليه، أي أصبح واثقًا من نفسه، وشاكرًا لله الذي عظمه. عندما شعر بنعمة الله عليه في النصرة والكرامة، أسرع يقدم الشكر لله في شكل ذبائح السلامة، التي هي ذبائح الهتاف، وهي ذبائح تعبر عن محبة الإنسان لله، وتكون مصحوبة بضرب الأبواق، وتقدم في أعياد معينة. وكذلك الهتاف والأبواق تتقدم الجنود الراجعين المنتصرين في الحرب، لذا فالهتاف يصاحب الذبائح (عد10: 10). إن ذبائح الهتاف التي نقدمها في العهد الجديد لله الذي ينصرنا في حروبنا الروحية مع الشياطين هي في شكل: أ - ميطانيات الشكر. ب - الاتضاع أمام الله والناس. ج - تقديم خدمات لمن حولنا. د - تقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين. في النهاية يعلن داود فرحه بالرب بالغناء والترنيم، أي تسبيح الله في بيته، وفى كل مكان تعبيرًا عن شكره لله. وهذا ما نفعله في العهد الجديد في ذبائح التسبيح، وبهذا ننتقل من الذبيحة الدموية إلى ذبيحة الأفخارستيا، التي هي ذبيحة شكر وحمد لله، مصحوبة بتسابيح كثيرة. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 156682 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† كن ثابتًا في المسيح صخرتك، وتحصن فيه، وأثبت في كنيسته، حينئذ تنتصر على الشياطين وتحيا في فرح وتسبيح دائم لله. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 156683 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. يطلب داود من الله أن يستمع صلواته، التي قدمها سابقًا في الآيات التي سبقت، مقترنة بصلوات المؤمنين الذين يرفعون توسلاتهم أمام الله في بيته. فهو يشعر بعضويته في بيت الرب، حتى لو كان بعيدًا عنه بسبب ظروفه. في اتضاع يقول داود "ارحمنى" أي أنى غير مستحق يا رب أن تسمع صلاتى، ولكنى محتاج، فبرحمتك تنازل واقبل صلواتى لاحتياجى إليك. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 156684 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ. إن داود يقدم طلبة لله من قلبه، أي من أعماق مشاعره وليس فقط بشفتيه. وهذا تعبير عن ارتباط داود بشخص الله وتعلقه به. الله يتمنى أن نحبه لشخصه، وليس مجرد وسيلة لتحقيق طلباتنا، وداود فهم هذا الأمر؛ لذا طلب وجه الله، أي شخصه لمحبته له. إنه قد انتقل من طلبه معونة الله ضد الأعداء إلى انشغاله بوجه الله؛ لأن التمتع بحضرة الله أحلى من أي شيء في العالم. وبالطبع من يشعر بحضرة الله لن يتركه الله، بل يكفى كل احتياجاته؛ لأن المسيح بنفسه قال "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره" (مت6: 33) وهو بعد هذا لن يهمل الإنسان، بل يرتب له باقي أمور حياته، ومنها النصرة على الأعداء. لقد أخطأ داود وندم على خطيته، وظل يعوم سريره بدموعه كل ليلة، ولكن عزاءه - وسط هذه المشاعر الأليمة، ووسط كل ضيقاته - هو تمتعه برؤية وجه الله الذي يعزيه ويشبعه ويفرحه. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 156685 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسُخْطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلهَ خَلاَصِي. سخط: غضب شديد. بينما داود مطارد من شاول ومعرض للموت في أية لحظة، لم ينشغل بهذا عن طلب رؤية الله، فهي حياته التي لا يستغنى عنها. إن داود يخاف الله، ويظهر ذلك من حذره وخوفه من سخط عدل الله، فهو ليس مستهينًا إن كان قد سقط في أية خطية، ولكنه يحيا دائمًا في مخافة الله ويحترس منها، فيبتعد عن الخطية. إن طلب داود من الله ألا يحجب وجهه عنه يبين فهمه أن الله يحجب وجهه عن الخطاة، فهو إعلان ضمنى عن توبته، واعترافه بخطيته، ولكنه يرجو رحمة الله أن تسامحه ولا يأتي عليه جزاء خطاياه، أي سخط عدل الله. فهو يعيش حياة التوبة. إن قول داود لا تخيب بسخط عبدك يبين رجاءه في الله. فرغم اعتراف داود بخطيته، لكن رجاءه ثابت، فيطلب بثقة غفران الله، والتمتع برؤية وجهه. إن داود تعود أن يكون الله عونًا له، فهو يعيش في عشرة الله؛ لذا يطلب من الله أن يدوم في هذه العشرة ولا تنقطع بسبب خطاياه؛ لأنه يطلب غفران الله ورحمته. ويطلب بالتحديد من الله ألا يرفضه، أو يتركه، أي أنه يؤكد على ضرورة أن يثبته فيه. إن داود يؤمن أن خلاصه الوحيد هو من الله، وليس له علاقة بأية آلهة غريبة، أو قوة بشرية، فهو يتكل على الله في كل شئ؛ لذا ينال خلاصه دائمًا. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 156686 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي. فيما كان داود هاربًا من وجه شاول لم يكن معه بالطبع أبوه وأمه، بل كان قد وضعهما مع ملك موآب لئلا يسئ إليهما شاول، فهو يقصد حرمانه من رعاية ومساندة أبيه وأمه له، خاصة وأنه يعانى من آلام مطاردة شاول وشره. فهذه المعاناة جعلته يشعر باحتياجه لمساندة الآخرين، وأهمهم الوالدين. إن الأب والأم يمثلان أهم رعاية ينالها الإنسان، فداود يقصد هنا حرمانه، ليس فقط من الأب والأم، بل أيضًا مساندة الإخوة، والأصدقاء، والأحباء، فهو تعبير عن مدى معاناته واحتماله. إن كان داود قد حرم من رعاية الأب والأم الجسديين، فإنه يتمتع بقوة برعاية الأب الروحي له وهو الرب، الذي يضمه إلى صدره في حنان، ويشبعه بحبه. إن الضيقة والحرمان المادي إذا حولهما الإنسان إلى علاقة مع الله يختبر أعماقًا لم يذقها من قبل، فيشعر أن الرب يضمه وهذا معناه: أ - أنه في أحضان الله، أي يشعر بحبه العميق. ب - أنه أصبح من خاصة الله وانضم إليه. جـ- أنه قد اتحد بالله بانضمامه إلى أحضانه. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 156687 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، وَاهْدِنِي فِي سَبِيل مُسْتَقِيمٍ بِسَبَبِ أَعْدَائِي. طلب داود من الله أن يعلمه طريقه، ويهديه الطريق المستقيم، يبين اتضاع داود وشعوره كأنه طفل يحتاج أن يتعلم كيف يسلك. وبالطبع ينال إرشاد ونعمة إلهية فائضة. إن شاول -عدو داود- وكل من معه قد اتخذوا أساليب شريرة لمحاولة القبض على داود، فداود يطلب من الله معونة، حتى لا يتأثر أو يقلد طرق الشر، بل يعلمه الطريق المستقيم، المبنى على وصايا الله. لم يطلب داود طريقًا للانتصار على أعدائه، بل طلب الطريق المستقيم، أي الطريق الإلهي. وما دام سيسلك في طريق الله، فهو يضمن رعايته وحمايته من كل الأعداء. وفوق كل هذا يحتفظ بسلامه ويتمتع بعشرة الله. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 156688 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تُسَلِّمْنِي إِلَى مَرَامِ مُضَايِقِيَّ، لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ وَنَافِثُ ظُلْمٍ. مرام: قصد أو رغبة. نافث: أي ينفخ ويطلق من فمه السم كالثعبان. يثق داود في قوة الله، فرغم ضعفه أمام جيوش شاول، لكنه يؤمن بحماية الله وقوته القادرة أن تنقذه من رغبة أعدائه الذين يريدون قتله. إن إيمان داود يظهر في ثباته وثقته في الله الذي معه، رغم قيام شهود زور عليه وهم التابعون لشاول، الذين ادعوا عليه إدعاءات كاذبة كثيرة، مثل تمرده على الملك، أو رفضه عبادة الله في بيته، أو اتحاده مع أعداء إسرائيل مثل الفلسطينيين، وهذا كله كذب؛ لأنه من عنف مطاردة شاول اضطر أن يهرب داود أحيانًا عند الفلسطينيين، ولكنه ما زال متمسكًا بعبادة الله، كما ظهر من الآيات السابقة في هذا المزمور. إن كان الأعداء اعتمدوا على نفث سمومهم كالثعابين، في الأكاذيب التي أطلقوها، وفى محاولاتهم قتل داود، ولكن داود، من ناحية أخرى، اعتمد على الله القادر أن ينجيه من أيديهم. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 156689 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. جود الرب: نعمته واحساناته. وسط الضيقات الكثيرة التي يعانيها داود، آمن بنعمة الله وجوده، وبأنه قادر أن يحل مشاكله. أرض الأحياء ليس المقصود بها فقط أرضنا التي نعيش عليها، ولكن يقصد بها أيضًا أورشليم السماوية. ففى وسط الضيقات آمن داود أن يعوضه الله عن معاناته براحة وأمجاد في السماء. انشغل داود بالأمجاد السماوية التي يراها وهو على الأرض أكثر من انغشاله بكل مشاكله، فهذا أعطاه عزاء وسلام وقوة لاحتمال الآلام. فهو منشغل وسط الضيقة بالله، والتمتع بعشرته أكثر من انشغاله بحل مشاكله. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 156690 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ. في نهاية المزمور يخاطب داود كل من يحب الله، بل ويخاطب نفسه أيضًا أن ينتظر الرب أثناء معاناته في الضيقة؛ لأن الرب بلا شك آت. فالإيمان بمحبة الله واهتمامه تريح القلب، فلا يستثقل الضيقة. إن انتظار الرب يعنى ضرورة الصبر وقبول الضيقة لفترة. فهذا بسماح من الله لمصلحة الإنسان وخيره، فنحن لا ننال الخير إلا بالصبر. إن الضيقة قد تطول وقد تستمر طوال العمر، فلابد أن ينتظر الإنسان، وعزاؤه هو نعمة الله، التي أشار إليها في الآية السابقة. ولعله لهذا كرر كلمة انتظر الرب في بداية الآية وفى نهايتها. إن إبليس يرسل مخاوف أثناء الضيقة؛ لتضعف الإنسان، فيستسلم لليأس والاكتئاب ويترك جهاده الروحي، فيناديه داود أن يتشدد ويتشجع؛ لينتصر في الحرب الروحية، ويخرج من الضيقة منتصرًا. إن داود اختبر هذا الانتظار عمليًا في حياته، فقد مسح ملكًا وهو في سن السادسة عشر تقريبًا، ولم يتملك إلا في سن الثلاثين على سبط واحد، هو سبط يهوذا، ثم في سن السابعة والثلاثين تملك على باقي الأسباط، وقد تمنى وانتظر أن يبنى بيتًا للرب، ولكن الله منعه، وقال له أن ابنه هو الذي سيبنيه، فقبل هذا بشكر من يد الله، وأعد كل ما استطاع لبناء البيت. |
||||