05 - 04 - 2024, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 156661 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَامْتَحِنِّي. صَفِّ كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي. قبل داود التجارب التي أتت عليه ولم يتذمر، أو يسأل لماذا هذه التجارب، بخلاف أيوب الذي اعترض على الله، وهذا يبين خضوع داود لله. طلب داود من الله أن يجربه بهذه التجارب، ولا يقصد أن يعرف الله نقاوته، فالله عالم بكل شيء. ولكن يقصد أن يجربه الله، فيعرف داود نفسه، ويكتشف أخطاءه ليعالجها بقوة الله، مثلما يمتحن الذهب بالنار ليتخلص من الزغل، أو الشوائب؛ لذلك قال داود "صفّى" قلبى وكليتاى؛ أي أعماق نفسي حتى تكون نقية تمامًا. كلمة الله تفحص الإنسان وتجربه وتظهر خفايا قلبه، ليتنقى من كل شر. قول داود "جربنى - امتحنى - صفى" يعلن ثقته في نقاوة قلبه نحو ظالميه، واستعداده إن وجد أي شر أن ينقيه الله منه. الكلية والقلب أعضاء داخلية، فهي تمثل أعماق داود التي يبغى تنقيتها، خاصة وأن الكلية تقوم بتنقية الدم من السموم، والقلب يقوم بتوزيع الدم النقى لتغذية كل أعضاء الجسم. فإذا فحصت الكلى والقلب وتنقت يكون الإنسان كله نقيًا. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 156662 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَمَامَ عَيْنِي. وَقَدْ سَلَكْتُ بِحَقِّكَ. ينظر داود إلى رحمة الله دائمًا، فيستطيع حينئذ أن يقبل التجربة ويحتملها، لأن رحمة الله تسانده وتقويه. عندما ينظر داود إلى رحمة الله يتذكر عناية الله به طوال حياته، أي أن رحمة الله كانت مصاحبة له دائمًا، فيطمئن قلبه، بل يسبح الله. سلوك داود بالحق يعطيه شجاعة ليتقدم طالبًا رحمة الله؛ لأن الله يرحم أولاده الحافظين حقوقه. إعلان داود سلوكه بالحق هو دفاع عن نفسه ضد الاتهامات بأنه انفصل عن شعب الله، ورفض العبادة في بيت الله. فهو قد اضطر للهرب من وجه شاول، ولكنه متمسك بحقوق الله ووصاياه. تفكير داود متجه نحو الله، فهو يسلك في حقه، ويطلب رحمته، وليس عنده أية مشاعر ضده أعدائه. فهو لا يطلب من الله أن ينصفه على حسابهم، أو يعاقبهم، ولكن يهتم بنقاوته الداخلية وخلاص نفسه. وهذا هو سلوك أولاد الله |
||||
05 - 04 - 2024, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 156663 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أُنَاسِ السُّوءِ، وَمَعَ الْمَاكِرِينَ لاَ أَدْخُلُ. 5 أَبْغَضْتُ جَمَاعَةَ الأَثَمَةِ، وَمَعَ الأَشْرَارِ لاَ أَجْلِسُ. اتهموا داود بأنه عاش وسط الوثنيين وانفصل عن شعب الله، ويؤكد هنا داود صلاحه وبره في أنه لم يختلط، وابتعد أيضًا عن الأشرار، وأبغض شرورهم، أي أنه وسط الوثنيين حرص أن يجلس مع أولاد الله الأبرار، الذين صاحبوه في هروبه. يعلن داود ابتعاده عن الخطاة بكل الصور، فقد ابتعد عن: أ - أناس السوء. ب - الماكرين. ج- الأثمة. د - الأشرار. لم يبتعد فقط داود عن الأشرار، ولكنه أيضًا من قلبه كره ورفض الشر بكل صوره، ولم يتعلق قلبه به، أي أنه احتفظ بقلب نقى لله، كما طلب في الآية السابقة فحص الله لقلبه ليكون نقيًا. لقد رفض داود الاختلاط بالماكرين، الذين تظاهروا بالتقوى، ولكن قلبهم مملوء شرًا. وهذا يبين تدقيق داود فيمن يخالطهم، وإرشاد الله له. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 156664 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† كن حريصًا فيمن تخالطهم؛ لأنهم إن كانوا أولاد الله سيكونون مشجعين لك في طريق الحياة مع الله. وإن كانوا من الأشرار فابتعد عنهم، حتى لو كانت لك علاقة قديمة معهم. فلا تقامر بخلاص نفسك وأبديتك من أجل خجلك من هؤلاء الأصدقاء، أو الأقارب الأشرار. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 156665 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غْسِلُ يَدَيَّ فِي النَّقَاوَةِ، فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ، قال داود أغسل يدى في النقاوة؛ لأنه نظر بقلبه إلى ما يحدث في خيمة الاجتماع، حيث يغسل الكهنة أيديهم في المرحضة قبل أن يقدموا الذبائح عن الشعب، فهو يشتاق بقلبه أن يشترك مع الكهنة في غسل يديه؛ ليتنقى من كل خطية. وبرغم أنه بعيد عن الهيكل لهروبه من وجه شاول، ولكن قلبه متعلق بالعبادة المقدمة في الهيكل. اليدان ترمزان للأعمال، فغسل داود يديه بالنقاوة، يقصد به نقاوة أعماله من كل شر، إذ لم يختلط بالوثنيين الذين حوله، ولم يشترك معهم في خطاياهم. كان الكهنة يطوفون حول المذبح النحاسى قبل أن يقدموا المحرقات والذبائح عليه. وكان مقدم الذبيحة يشترك مع الكاهن في الطواف حول المذبح. وداود يشتاق أن يوجد في الهيكل؛ ليطوف حول المذبح، الذي يتم عليه تقديم الذبائح لغفران الخطية. فهو يشتاق أن يغفر الله له خطاياه. إن غسل اليدين عادة قديمة معروفة، يدلل الإنسان بها على براءته من أية تهمة ممكن أن تنسب إليه. فغسل داود يديه في النقاوة إعلان عن براءته من التهم الموجهة إليه، وهي اختلاطه بالوثنيين ورفضه للعبادة في الهيكل. غسل اليدين بالنسبة لنا في العهد الجديد يتم في سرى المعمودية والاعتراف. أما الطواف بالمذبح فهو يعمله الكاهن والشماس في القداس نيابة عن الشعب في دورات مصحوبة بالصلوات، وهي تعلن الارتباط بالمذبح، والاستعداد لنوال سر التناول. ويردد الكاهن هذه الآية عندما يغسل يديه أثناء القداس؛ ليعلن نقاوة قلبه، وحتى يستطيع أن يلمس جسد الرب ودمه. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 156666 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأُسَمِّعَ بِصَوْتِ الْحَمْدِ، وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. يستمر داود في أشواقه نحو الهيكل، فيسمع وهو بعيد عنه أصوات التسبيح المقدمة لله (الحمد) والتي يرنمها اللاويون. وإن سكت اللاويون، فهو يسمع بالروح تسابيح الملائكة حول الله الحال في هيكله. ويشتاق أن يشترك معهم في تسبيح وحمد الله. عندما يسمع داود التسابيح يتحرك قلبه، فيشترك معهم بذكر عجائب الله، أي يشكر الله على إحساناته ويسبحه ويعلن تعلقه بعبادة الله، وانفصاله عن عبادات الوثنيين. سماع داود لصوت التسبيح (الحمد) - بالرغم من بعده عن الهيكل - دليل على نقاوته، وعلاقته القوية بالله وبعده عن الخطية. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 156667 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ. إن داود يفكر دائمًا في بيت الرب، الذي هو خيمة الاجتماع، ولذا تعلق قلبه به وأحبه، فصار اهم شيء في حياته. يرى داود الله حال في بيته بمجد عظيم، فانشغل به عن كل الماديات وأمجاد العالم، فازدادت أشواقه إليه، وعاش فيه بالروح، حتى لو كان بعيدًا عنه بالجسد. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 156668 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† ما أجمل ارتباطك ببيت الرب، إذ تعاين فيه مجده وتتمتع بحضرته، ليس فقط عندما تتناول الأسرار المقدسة، بل أيضًا في الأوقات التي لا توجد فيها صلوات طقسية؛ لأن الكنيسة ممتلئة دائمًا بمجد الله وقديسيه. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 156669 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي، وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي. الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ، وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رِشْوَةً. يطلب داود من الله أن يفصله عن الأشرار، الذين يفعلون الخطية وهم قساة القلوب، فيسفكون دماء الأبرياء، ويعوجون القضاء بالرشوة. ويقصد أن يفصل قلبه ومشاعره عنهم؛ ليحيا لله بفكره ومشاعره وأعماله. يقصد داود فوق كل شيء أن يكون مكانه في يوم الدينونة بعيدًا عن الأشرار، أي يتنعم بالحياة الأبدية مع الله بعيدًا عن العذاب الأبدي؛ لأنه انفصل عن الأشرار على الأرض، فيطلب الانفصال عنهم في الأبدية. لم يهتم داود بالاتهامات الموجهة إليه بأنه اختلط بالأشرار، وابتعد عن الله، ولكن كان كل همه هو نظرة الله إليه، ورأى الله فيه، فما دام الله راضيًا عنه، وعارفًا نقاوة قلبه، فله مكانه في الملكوت. لم يطلب داود انتقامًا من الأشرار، أو من الذين يتهمونه زورًا، أو أي مركز في الأرض، أو شهوات أرضية. ولكن كان اهتمامه الوحيد هو علاقته بالله ومكانه في الملكوت. |
||||
05 - 04 - 2024, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 156670 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي. طلبته في الآيتين لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي، وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي. الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ، وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رِشْوَةً. كانت سلبية أي طلبه الابتعاد عن الأشرار. أما هنا فيطلب طلبة إيجابية، وهي نوال الفداء الإلهي والرحمة؛ لأنه خاطئ ومحتاج لرحمة الله وغفرانه. رغم وجود داود وسط الأشرار سلك بكماله، أي بوصايا الله. ولا يقصد سلوكه بالكمال افتخارًا؛ لأنه يطلب بعدها مباشرة فداء الله ورحمته؛ لشعوره أنه خاطئ ولكن يقصد فقط تمسكه بوصايا الله؛ حتى لا يعثر أحد فيه. يؤكد داود هنا أن الخلاص يتم بفداء الله ورحمته، وليس فقط بالجهاد الإنسانى والسلوك بالكمال، بل يتضح أن رحمة الله وفداؤه توهب للمجاهدين روحيًا، ولا توهب للمتكاسلين. |
||||