منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 03 - 2024, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 155941 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَّة، بل كانَ يُقيمُ
في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان

" أَماكِنَ مُقفِرَة " فتشير إلى أماكن لم تسكن ولم تُزرع، والأرجح انه مراعي للمواشي. أمَّا عبارة "النَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان" فتشير إلى قرب يسوع من الجميع، إذ شفاء الأبْرَص زاد اهتمام الشعب زيادة عظمى بيسوع نتيجة لإبرائه فأقبلت الجموع أفواجًا طلبًا للشِّفاء. لكن الشُّهرة الكبيرة التي حصل عليها يسوع أثارت معارضة رؤساء اليهود على يسوع من ناحية، واعتزاله إلى أماكن مُقفرة من ناحية أخرى؛ ويضيف لوقا الإنجيلي إنَّ اعتزال يسوع للصَّلاة زاد من شهرته: "كانَ خَبرَه يَتَّسِعُ انِتشارًا، فتَتوافدُ عليهِ جُموعٌ كَثيرةٌ لِتَسمَعَه وتَشْفى من أَمراضِها، ولكِنَّه كانَ يَعتَزِلُ في البَراري فيُصَلِّي" (لوقا 5: 16) فالصَّلاة امر عادي في حياة يسوع وهذا ما يشير إليه لوقا مرارًا (لوقا 3: 21).
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 155942 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَّة، بل كانَ يُقيمُ
في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان

" مِن كُلِّ مَكان" فتشير إلى الأماكن البعيدة التي منها يأتي النَّاس
ليسوع، وهو دليل على رغبتهم في الأمور الرُّوحيَّة وشعورهم
بحاجتهم إليه خلافًا للجموع الذين كانوا يزدحمون عليه
من المدن والقرى رغبة في مشاهدة أعماله المُعجزة.
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 155943 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البَرَص مرض:

ورد البَرَص 22 مرة في الكتاب القدس ويُشار إليه بلفظة ×*ض¶×’ض·×¢ צض¸×¨ض·×¢ض·×ھ تعني "جُرْح، ضربة"، وهو يدلُّ على أمراضٍ جلديَّة كثيرة تنتشر عَدواها بسرعة فائقة في الجِسم؛ والبَرَص من الأمراض الأكثر عَدوى (الأحبار 14: 33)، وهو المَرض الوحيد الوراثي، الذي ينتقل من الوالدين إلى الأولاد. وغالبًا ما يبدأ كنتوء (ورم) أو بياض كالقوباء؛ فيشعر المُصاب بألمٍ وتنميل في أعضاء جسمه، ثمّ تصير أماكن تواجد هذه الأورام تدريجيًا سميكة الملمس وذات قشور. وبزيادة هذه السَّماكة يبدأ الجسم بالتَّقرُّح والتِهاب الأعْصَاب وانقطاع جريان الدَّم. وعندما يتقدَّم المرض يبدأ جسم المُصاب يتآكل فتتساقط الأطراف مثل أصابع اليد أو الأنف والرُّموش وجفون العين، وتخرج رائحةٌ كريهةٌ إلى درجة النَّتنة من المُصاب، أو يعقب حرقا بالنَّار أو دمّلا (الأحبار 13: 2-3).

يختلف البَرَص حدةً بعضه عن بعض اختلافا كبيرًا، وكانت بعض الأمراض الجِلديَّة تُسمَّى بَرَصًا. ولم يُذُكر في كتب اليهود الطِّبيَّة من أدوية ومعالجات للأمراض كافة، علاجٌ لمرض البَرَص، لأنهم تأكدُّوا أنه عديم الشِّفاء إلا بمعجزة إلهيَّة. وظهر اعتقادهم هذا جليًا في جواب ملك أرام زمن النَّبي أليشع في قصة نعمان السِّرياني (2 ملوك 5:7).

يُشير عادةً مصطلح البَرَص في المفهوم الطبي إلى (المَهَق) والجذام، ويُعلق عليه الدُّكتور حمدي صادق: " البَرَص أو الجذام المعروف أيضًا باسم مرض هانسن Hansen هو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفطريَّة الجذاميَّة، وله جانبان: جانب الإصابة الجلديَّة، وهو الطور الأول وقد لا يتطور بعد ذلك؛ وجانب آخر هو الجانب العَصبي أو تطوَّر الإصابة الجلديَّة بتشوهات في الجِهاز العَصبي. فتُصاب جميع أطراف أعصاب الجسم أو بعض أجزائه بتشوهات". فهو يدمر النِّهايات العَصبيَّة ويُسبب أيضًا تدمير بعض أنسجة الجسم مثل الأصابع والأنف.

تبدأ الإصابة الجلديَّة في المناطق الأكثر عُرضة، وهي الجبهة والذقن والأطراف، تظهر على شكل بقع تتحوَّل إلى مناطق لا لون لها بيضاء، إذ تموت الخلايا الصَّبغيَّة في هذه المنطقة، وكذلك لون الشَّعر الذي يسقط بعد ذلك؛ ثم يتعمق المَرض فتتحوَّل البقعة إلى نقرة تنتشر إلى ما حولها، ويبدأ الجلد يتشوَّه ويتكتل في كتل بين نقر وحفر، ويُصبح منظرُ الإنسان مسخَ، كريه الشَّكل، شنيعَ المنظر ومرعبَ الهيئة. لم يعُد مرض البَرَص منتشرً اليوم إلاَ في عددٍ قليلٍ من البلدان في إفريقيا. وتقول مُنظَّمةُ الصَّحة العَالَميَّة إنه "لا يزال حوالي 10 ملايين مصابين به حتى اليوم". ومع أنَّ مرض البَرَص كان شفاؤه بالأمس عسيرًا أصبح شفاؤه اليوم يسرًا، لكن تأثيره على المجتمعات القديمة يشبه لحدٍ كبيرٍ تأثير مرض الإيدز أو كورونا على مجتمعاتنا اليوم.
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 155944 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البَرَص نَجَاسَة:

ليس البَرَص مرضًا فحسب، إنَّما هو أيضًا نجاسة مُعدية بحسب الشَّريعة، وقد اعتُبر هذا المرض منذ القديم رمزًا للخطيئة ونجاستها، حتى سُمِّي الشِّفاء منه "تطهيرًا". فالبَرَص قاتل، يملأ النَّفس نجاسة، ورجاسة، فسادًا، لذلك كان هذا المرض هو الوحيد الذي يفرض على المُصاب به أن يعْتزل عن جميع النَّاس، حتى عن أهل بيته، وعن مدينته، ويذهب للعيش مع غيره من البُرَص لغاية شفائه أو موته. وإنْ دخل مدينة يُجازَى بأربعين جلدة. وكان اليهود يعتبرون الأبْرَص كأنَّه ميِّت، يتنجس من يلمسه. وكان الأبْرَص مجبورًا أن يمارس فروض الحداد من تمزيق ثيابه، والكشف عن رأسه، وتغطية فمه، وترك الاغتسال، وما أشبه، وأن يُحذِّر كل إنسان من الاقتراب منه بصراخه الدَّائم: "نجس! نجس!" (الأحبار 13: 34). إنَّ البَرَص كالخطيئة تُعزلنا عن بعضنا، وعن الله بالذّات. هل يمكننا أن نتخيّل المعاناة العميقة لشخصٍ يتآكل جسديًّا وهو بالإضافة إلى ذلك، مُحتقَر ومنبوذٌ اجتماعيًّا؟

كان الأبْرَص يُعتبر نَجسًا: كل شيء أو شخص يلمسه يتنجَّس، ولا يستطيع أن يشارك في العبادة ولا في الحياة الاجتماعيَّة. وكان معزولاً أي ممنوع الاقتراب منه، ولا يحقُّ لأي إنسانٍ أن يلمسه. وكانت الأوساط اليهوديَّة تحرم الأبْرَص من حقوقه المَدنيَّة مع عزله عن المجتمع، كما جاء في الشَّريعة "ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِسًا، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِدًا، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه " (الأحبار 13: 46)، لذلك يُنبذ الأبْرَص من الجماعة لحين شفائه وتطهيره الطقسي، وتقديم ضحيَّة عن الخطيئة (الأحبار 13-14). وجاءت كلمات الحاخامات عن المُصابين بالبَرَص تُعلن نظرتهم إليهم كأنَّهم موتى، ليس لهم حق الحياة وسط الجماعة المقدَّسة. ويعلق العلامة أوريجانوس على إقامة الأبْرَص خارج المحلة بقوله: "كل دنسٍ يلقي الإنسان خارج مجمع الأبرار، أنه ينفيه بعيدًا عن الجماعة ويَعزله عن موضع القديسين. أمَّا مناداته: نجسًا نجسًا، فإشارة إلى دنسه الدَّاخلي ودنسه الخارجي، أو دنس النَّفس والجسد معًا". يعلن الأبرص حضوره لدى قربه من القرى والمدن بسبب خطر نقل العدوى للآخرين.

لا يحسب سيّدنا يسوع المسيح البَرَص "نجاسة" بل مَرضاَ. ولا يرى في المرض لعنة بل اختبارًا. وينظر إلى البَرَص كرمز للخطيئة التي تشوّه الإنسان نفسه، وعقله وإرادته وقلبه وحريته وضميره. الخطيئة التي إذا تملّكت في الجسد، استعبدته لشهواته ولأهوائه. هذه العبوديَّة بَرَص روحي وأخلاقي يشوّه جمال النَّفس المخلوقة على صورة الرَّبّ. ويعلق القمص تادرس يعقوب: " يُنظر إلى البَرَص كرمز للخطية وثمر لها، حيث جاء الحكم على الأبْرَص أن تعلن نجاسته بقسوة، إذ يفقده طعم الحياة ويعزله تمامًا عن الجماعة المقدَّسة". ويشفي يسوع بَرَص الخطيئة وشلل الأنانيَّة ويفتح عين الإلحاد وأُذنَ اللامبالاة، وهو صاحب المعجزات الذي كان "يَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى 4: 23).
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 155945 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العلامة أوريجانوس


عن إقامة الأبْرَص خارج المحلة بقوله:
"كل دنسٍ يلقي الإنسان خارج
مجمع الأبرار، أنه ينفيه بعيدًا عن الجماعة ويَعزله عن موضع
القديسين. أمَّا مناداته: نجسًا نجسًا، فإشارة إلى دنسه الدَّاخلي
ودنسه الخارجي، أو دنس النَّفس والجسد معًا".
يعلن الأبرص حضوره لدى قربه من القرى والمدن بسبب خطر نقل العدوى للآخرين.
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 155946 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القمص تادرس يعقوب:


" يُنظر إلى البَرَص كرمز للخطية وثمر لها، حيث جاء الحكم
على الأبْرَص أن تعلن نجاسته بقسوة، إذ يفقده طعم الحياة ويعزله
تمامًا عن الجماعة المقدَّسة". ويشفي يسوع بَرَص الخطيئة وشلل
الأنانيَّة ويفتح عين الإلحاد وأُذنَ اللامبالاة، وهو صاحب المعجزات
الذي كان "يَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى 4: 23).
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 155947 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البَرَص عقابٌ إلهي:

البَرَص هو "التَّقرُّح" بالذات الذي يضرب (بالعبريَّة ×*ض¶×’ض·×¢) الله به الخاطئين. كما اعتبره اليهود إعلان غضب اللّه على الخطأة. كان البَرَص بحسب الشَّريعة اليهوديَّة يعتبر أقسى داءٍ، ويمثل عقابًا قاسيًا، فكان الأبْرَص يُحرم من أهله وأصدقائه ومجتمعه ويُعزل حتى يتمَّ شفائه.

كان إسرائيل مُهدَّدًا به (تثنية 28: 27 و35). وقد ضُرِب به المَصريُّون (خروج 9: 9-11)، وكذلك مريم أخت موسى قد أصيبت بالبَرَص، لأنّ الله غضب عليها، إذ تكلّمت ضدّ موسى (عدد 12: 10-15)، وأصيب الملك عُزِّيّا بالبَرَص، إذ خالف الرَّبّ إلهه ودخل هيكل الرَّبّ ليُحرق البخور على مذبح البخور (2 أخبار 26: 19-23). فالبَرَص هو مبدئيا علامة الخطيئة، ومع ذلك إذا ضرب الله "الخادم المتألم"، أي يسوع المسيح كي يأخذ النَّاس في التَّحول عنه كما عن الأبْرَص، لأنَّه، رغم براءته يحمل خطايا البشر الذين سوف يشفون بجراحه (أشعيا 53: 3-12). ومن هنا نبحث في موقف يسوع من البَرص.
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 155948 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان البَرَص في عهد المسيح من الأمراض العُضَالة وأشدَّها فتْكاَ بالإنسان. وكان رؤساء اليهود يعتبرون معظم الأمراض المُعدية نوعًا من العِقاب الإلهي، وكانوا يُعلنون أنَّ المُصابين بالبَرَص نَجسون، وكان معنى هذا أنَّهم لا يستطيعون الاشتراك في الأنشطة الدِّينيَّة والاجتماعيَّة، لأنَّ شريعتهم تنصُّ على أنَّ لمْس نجسٍ يُنجِّسهم هم أيضًا، لذلك كان البعض يلقون بالحجارة على البَرَص لإبْعادهم عنهم مسافة كافية، وينبذونهم، كما ورد في الشَّريعة "الأبْرَص الَّذي بِه إِصابة تكونُ ثِيابُه مُمَزَّقةً وشَعَرُه مَهْدولًا ويَتَلَثَّمُ على شَفَتَيه ويُنادي: نَجِس، نَجِس. ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِسًا، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِدًا، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه" (الأحبار 13: 45-46). والسُّؤال هنا: لماذا تُشق ثياب الأبْرَص؟ كثيرون يخفون مرض جسدهم باهتمامهم بارتداء ملابس ثمينة وجميلة. لذلك حذَّرنا القديس يوحنا الذهبي الفم: "من الرِّياء كون الثَوب المزركش الذي تلبسه النَّفس المريضة يلهيها عن معالجة المرض الحقيقي الدَّاخلي. وبينما يطلب فضح الجسد المريض بشق الثَياب وكشف الرَّأس، إذ به يطلب تغطية الشَّاربين، أي الفم، فالنَّفس المُصابة ببَرَص الخطيئة يُلزمها أن تنصت للوصيَّة ولا تعلم الآخرين".
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 155949 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تعاطف يسوع مع الأبْرَص وتضامن معه وأشفق عليه. انه اخترق القانون ولمس الأبْرَص وتحدَّى الخطر المُحدِق به، لأنَّ قيمة الشَّخص الحقيقيَّة هي في داخله وليست في خارجه، فبالرُّغم من أنَّ جسد الشَّخص قد يكون مصابًا بأمراض أو تشوُّهات، فهو في الدَّاخل ليس بأقل قيمةٍ في نظر المسيح، ولذا لا يستنكف يسوع أن يلمس أي شخص اشمئزازًا منه. وهنا ندرك أن يسوع يتضامن مع الجميع خاصة المرضى، كما جاء في تعاليمه "لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إلى طَبيب، بَلِ المَرْضى" (متى 9: 12). إنَّه شفي الأبْرَص (مرقس 1: 42)، وبشفائه انتصر يسوع على البَرَص بالذات، وألغَى الحد الفاصل بين الطاهر والنَّجس، وأعاد ضمَّ الأبْرَص إلى الجماعة. وقدم مرقس الإنجيلي مثلا نموذجيًا واحدًا، وهو عمل "تطهير" أشبه بالانتصارات على الأرواح النَّجسة (مرقس 1: 23)، إذ كان البَرَص يُعد نجاسة تُقصي المريض عن المجتمع (متى 8: 2).

وإن أمر يسوع بالتَّقدمات الشَّرعيَّة، فذلك من قبيل تقديم الشِّهادة: فيتحقق الكهنة من احترامه للشَّريعة، وفي الوقت نفسه، من قدرته على صنع الأعجوبة. إن شفاء البَرَص علامة على أن يسوع "هو المسيح الآتي" (متى 11: 5). ولأجل ذلك يعطي يسوع الاثنا عشر، الذين أوفدهم يسوع للرِّسالة، سلطة الشِّفاء، حتى يظهروا بهذه العلامة أن ملكوت السَّماوات قد اقترب، كما جاء في توصياته "أَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات. اِشْفوا المَرْضى، وأَقيموا المَوتى، وأَبرِئوا البَرَص، واطرُدوا الشَّياطين. أَخَذتُم مَجَّانًا فَمَجَّانًا أَعطوا"(متى 10: 8).وهكذا جعل يسوع من شفاء المرضى والبَرَص علامة هامة في رسالة الكنيسة. والجدير بالذكر أن من بين كل أنواع المرض التي شفَاها المسيح، كان عدد الذين شفاهم من البَرَص أكبر من أي عدد آخر.
 
قديم 29 - 03 - 2024, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 155950 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,747

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



المسيح شكّل قدوة في أعمال التَّضامن والتَّفاني مع البَرَص.
وكانت الكنيسة دائمًا وفيّة لرسالتها التي تتضمّن التَّبشير بكلام المسيح، ومتّحدة مع الأعمال الملموسة للرَّحمة المتضامنة تجاه الأشخاص الأكثر تواضعًا خاصة تجاه أولئك المُصابين بالأمراض التي كانت تعتبر الأكثر إثارة للاشمئزاز. لقد أظهر التَّاريخ بوضوح واقعة أنّ المسيحيّين كانوا أوّل مَن اهتمّ بمشكلة البَرَص. إنَّ الله سبحانه وتعالى ليس قاسي القلب، ولا يحجب أحدًا عن رحمته، وليس بعيدًا عنا. إنه قمة العطف والرَّأفة والحنان؛ ولا يشترط علينا إلاَّ أن نعلن له عن حاجتنا، وان نستجدي منه الرَّحمة والغفران، شانه شأن كل طبيب لا يقبل على معالجة المريض بغير رضاه، ولا يصف للمريض دواءً، ما لم يُعلن المريض عن شكواه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024