29 - 03 - 2024, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 155911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَتاه أبْرَص يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني "أبْرَص" فتشير إلى "أَيَّ إِنْسانٍ كانَ في جِلْدِ بَدَنِه وَرَمٌ أَو قُوباءُ أَو لُمعَةٌ تَؤُولُ في جِلْدِ بَدَنِه إِلى إِصابةِ بَرَص، فلْيُؤتَ بِه إِلى هارونَ الكاهِن أَو إِلى واحِدٍ مِن بَنيه الكَهَنَة "(الأحبار 13: 1-2). وهذا المريض يتساقط لحمه، والبَرَص يُعَدُّ نَجَاسة (الأحبار 12-15)، وعلامة للخطيئة التي تَفصل الفرد عن الجماعة، لأنَّه يعيش في الإقصاء عن الآخرين (الأحبار 13: 45-46)، وهو عقوبة إلهيَّة بكل معنى الكلمة (تثنية الاشتراع 4: 27-28). |
||||
29 - 03 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 155912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَتاه أبْرَص يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني "يَتَوَسَّلُ إِليه" فتشير إلى عدم فقدان الأبْرَص ثقته بيسوع والإيمانَ بإمكانيَّة شفائه رغم معاناته، ولسان حاله هي حالة والد المُصاب بالصَّرع والمرافقين له الذين لجأوا إلى المسيح متوسلين: "إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا" (مرقس9: 22)، وأمثال غيرهم من المرضى الذين يتوسّلون الشِّفاء (مرقس6: 56؛ 7: 32؛ 8: 22). أمَّا فعل "جَثا" فيشير إلى السُّجود (متى 8: 2)، حيث أعلن الأبْرَص خضوعه بالجسد كما بالرُّوح؛ وللسُّجود معنيان: الأول بمعنى الاحترام، والمعنى الثَاني هو العبادة لابن الله لا سيما في ضوء القيامة. فالأبْرَص عرف سُلطة يسوع، كما عرفها قائد المِائة في كفرناحوم بقوله ليسوع " يا رَبّ، لَستُ أَهْلاً لأنَّ تَدخُلَ تَحتَ سَقفِي، ولكِن يَكْفِي أَن تَقولَ كَلِمَةً فيَبرَأَ خادِمي" (متى 8: 9) |
||||
29 - 03 - 2024, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 155913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَتاه أبْرَص يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني "إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ" فتشير إلى الكلمات التي بها أعلن الأبْرَص إيمانه بيسوع وقته وبإرادة المسيح وبقدرته حيث أن المسيح قادرٌ على شفاء البَرَص الذي لا يقدر عليه إلاّ اللّه. فاعترف مثل أيّوب البار الذي ضُرب أيضًا بالبَرَص (أيوب 2: 7)، أنّ الله على كلّ شيء قدير ولا يستحيل عليه شيء (أيوب 42: 2) ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم: "لم يقل "طهِّرني" بل ترك كل شيء بين يديه، وجعل شفاءه رهن إرادته، شاهدًا له بسلطانه. إنّهُ لم يفرضُ نفسَهُ، بل يعرضُ رغبتهُ، ويقول بإيمانٍ يدعو للإعجاب" إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني!" وذلك على مثال صلاة يسوع في بستان الزيتون " أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء" (مرقس 14: 36). ومع شدَّة حاجته احترم الأبْرَص حريَّة إرادة المسيح، فاستحق أن يُكرمه المسيح على ذلك، وأن يلتفت إليه. هذا التَّوسّل يجب ألاّ ينبع من أفواهنا، إنَّما من قلوبنا، لأنَّ القلوب تتكلّم بصوت أقوى. صلاة القلب تدخل السَّموات وترتفع عاليًا، إلى عرش الله. ويُعلق القدّيس باشاز رادبيرت: "كلّ يوم، يشفي الرَّبّ يسوع المسيح نفس كلّ إنسان يتوسّل إليه، ويعبده بتقوى ويعلن بإيمان هذا الدُّعاء: يا ربّي يسوع، "إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِئَني" (شرح لإنجيل القدّيس متى). وهكذا أعطانا هذا الأبْرَص نصيحة مفيدة جدًّا عن كيفيَّة الصَّلاة. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 155914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم: الابرص"لم يقل "طهِّرني" بل ترك كل شيء بين يديه، وجعل شفاءه رهن إرادته، شاهدًا له بسلطانه. إنّهُ لم يفرضُ نفسَهُ، بل يعرضُ رغبتهُ، ويقول بإيمانٍ يدعو للإعجاب" إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني!" وذلك على مثال صلاة يسوع في بستان الزيتون " أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء" (مرقس 14: 36). ومع شدَّة حاجته احترم الأبْرَص حريَّة إرادة المسيح، فاستحق أن يُكرمه المسيح على ذلك، وأن يلتفت إليه. هذا التَّوسّل يجب ألاّ ينبع من أفواهنا، إنَّما من قلوبنا، لأنَّ القلوب تتكلّم بصوت أقوى. صلاة القلب تدخل السَّموات وترتفع عاليًا، إلى عرش الله. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 155915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس باشاز رادبيرت: "كلّ يوم، يشفي الرَّبّ يسوع المسيح نفس كلّ إنسان يتوسّل إليه، ويعبده بتقوى ويعلن بإيمان هذا الدُّعاء: يا ربّي يسوع، "إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِئَني" (شرح لإنجيل القدّيس متى). وهكذا أعطانا هذا الأبْرَص نصيحة مفيدة جدًّا عن كيفيَّة الصَّلاة. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 155916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَتاه أبْرَص يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني " شِئتَ " فتشير إلى المرة الأولى الّتي يظهر فيها هذا الفعل في إنجيل مرقس، لكن هذا الفعل يتكرَّر في إنجيل مرقس ليدلَّ على المشيئة الإلهيّة التي لها دور كبير في انتقال الإنسان من حالة الشقاء إلى حالة الشفاء. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 155917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَتاه أبْرَص يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني "تُبرِئَني" باليونانيَّة خ؛خ±خ¸خ±دپل½·دƒخ±خ¹ (معناها يُطّهر) فتشير إلى تطهير مما يدلُّ على شَريعة موسى التي تُلصق النَّجاسة الطقسيَّة بالبَرَص (الأحبار 13: 45-46). ولا تُذكر كلمة شِفَاء في الكتاب المقدس لدى التَّكلم عن البَرَص بل كلمة تطهير. وطقوس التَّطهير تعيد إلى الجماعة، الأشخاص (أو الأشياء) الذين تنجّسوا. إنَّ إقرار الأبْرَص يعُبّر عن موقف إيمانيّ بأنّ يسوع قادرٌ أن يعمل ما هو لله، إذا شاء. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 155918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: قد شِئتُ فَابرَأ تشير عبارة فأَشفَقَ عليهِ" إلى حنان المسيح الذي يتجدَّد مرة أخرى على الشَّعب الجائع عند التَّكثير الأوّل والثَاني للخبز والسَّمك (مرقس 6: 34؛ 8: 2). وذكر الإنجيليون الثَلاثة (متى 8: 2-4، لوقا 5: 21-16) هذه المعجزة، ولم يذكر أحد منهم سوى مرقس انفعالات يسوع وقتئذٍ: "أَشفَقَ عليهِ". فالذي دفع يسوع علىعمل المعجزة ليس مجرَّد البرهان على أنَّه إله بل إظهار نفسه إنسانًا يشعر بمصائب النَّاس ويحزن لأحزانهم.والشَّفقة أدَّت بيسوع للانخراط في تاريخ حياة هذا الأبْرَص المُهمّش والاقتراب منه وقبوله ولمْسه وإعادة دمجه في مجتمعه ومع ربِّه، ولم يُؤجلْ شفاؤه، وذلك ليس للجاجة الأبْرَص، أو لأجل الشُّهرة، إنَّما لأنَّه لا يستطيع أن يردّ له طلبًا خائبًا، فرضته الحاجة، وصاغه الإيمان. لا يزال الرَّبّ يشفق على النَّاس في أمراضهم الجَسديَّة والرُّوحيَّة إلى الآن. ربّي يسوع، عساك تتكرّم بالاقتراب منّي شَّفقة بيَّ، أنتَ جعلت نفسك "قريبا" من الجميع (مرقس 1:41). |
||||
29 - 03 - 2024, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 155919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: قد شِئتُ فَابرَأ " مَدَّ يَدَه " فتشير إلى علامة لخلاص الرَّبّ، كما جاء في كلمات المزامير "تمدّ يدك فتُخلّصني يمينُك" (مزمور 138: 7) التي تتردَّد في سفر الخروج، وبه يُخلّص الله شعبه (خروج 3: 5؛ 7: 5) إنّه الله الذي يتابع عمله في تاريخ الإنسان على النَّحو ذاته. إنّه عمل خلاصيّ يقوم به يسوع الآن تجاه الأبْرَص. فقد هدم يسوع بمدِّ يديه الحاجز القائم بين الطاهر والنَّجس، وأعاد المعوز والمُبعد إلى ذويه ومجتمعه. |
||||
29 - 03 - 2024, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 155920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: قد شِئتُ فَابرَأ " فلَمَسَه " فتشير إلى علامة صداقة ومُودَّة واهتمام بالآخر، وعلامة على تكريمه وتقديره حيث تضامن يسوع مع الضُعف البشري. مع أنَّ يسوع كان بإمكانه أن يشفي الأبْرَص مع بقائه بعيدًا عنه، كما فعل أليشاع النَّبي مع نعمان السُّوري (2ملوك 5: 1-14)، وكان بإمكانه أن يكتفي بالتَّلفّظ بكلمات بركة وشفاء عليه، لكنه فضَّل لمْسه كي يُعطي الأبْرَص اليقين أنَّه لم يَعدْ بعيدًا منبوذًا. يُعلق البابا فرنسيس قائلا: "اللمْس هو لغة التَّواصل الحقيقيَّة، تلك اللغة الوجدانيَّة التي نقلت الشِّفاء للأبْرَص". وبدون أن يُكيّف نفسه مع العقليَّة السَّائدة لدى النَّاس التي تنص بمنع الإنسان أن يقترب من الأبْرَص ويلمسه لئلا يتنجَّس، تحدّى يسوع الخطر ولمسه فلم يتنجَّس، بل طهّر الأبْرَص من مرضه دلالة على حنانه وشفقته على الجنس البشري وعلامة الانتصار والسِّيادة الإلهيَّة. أعطاه من حنانه وحُبِّه قبل أن يهبه الشِّفاء والتَّطهير. ويُعلق أحد الآباء: "لشفقة يسوع على الجنس البشري كانت له يد يمدها ليلمس بها". ويربط مرقس الإنجيليّ فعل اللّمس بالشِّفاء، " حَيثُمِا كانَ يَدخُل، سَواءٌ دَخَلَ القُرى أَوِ المُدُنَ أَوِ المَزارِع، كانوا يَضَعونَ المَرْضى في السَّاحات، ويَسأَلونَه أَن يَدَعَهم يَلمِسونَ ولَو هُدْبَ رِدائِه. وكانَ جميعُ الَّذينَ يَلمِسونَه يُشفَون" (مرقس 6: 56)، وكأنّ يسوع يُعطي قوّة الخير لإزالة الشَّرّ المُمثّل بالبَرَص. لم يتنجَّس يسوع بلمسة ألأبْرَص، بل يهرب البَرَص من لمْسته. كان البَرَص عادة يُسبب النَّجاسة الطقسيَّة، ولكن يسوع أتى بالتَّطهير للبَرَص. فهو يريد أن يُدمج المنبوذين، ويقاوم إقصاء الآخر، ويُخلّص الذين هم خارج الحظيرة (يوحنا 10). |
||||