منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 12 - 2016, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 15551 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مفاجأة يوم الدين!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفاجأة يوم الدين!
ميلاد المسيح حدث عجيب مثير للدهشة!
والعجب الذي أعنيه هنا ليس الولادة العذراوية، مع أن ذلك فيه من العجب ما يذهل العقول. إنما ما أقصده هو عجب التجسّد!
وكيف أن الله الحي القيوم القدوس المتعالي في القدرة والجلال، كيف ارتضى أن يظهر بين الناس بهيئة إنسان، فكان هو المسيح.
*
يتحدث إنجيل يوحنا في مطلع الأصحاح الأول منه عن أزلية المسيح ويسمّي المسيح هناك اسمًا جديدًا ما اعتدنا عليه من قبل، فأشار إلى المسيح بأنه هو كلمة الله، ثم ليؤكد حقيقة التجسد، يقول عن المسيح كلمة الله:
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، .."
(يوحنا 1: 14)
ونحن اليوم عندما نحتفل بميلاد المسيح إنما نحتفل بابتهاج لأن الله افتقدنا بزيارة ملكية فاقت مجدًا، وبهذا فالميلاد يعني تجسد الله!
ويؤكد الرسول بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس بقوله:
" وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ."
(1تيموثاوس 3: 16)
وأقول لمن قد يعترض على مبدأ التجسد إن الجواب الحسم قد تبرزه الإجابة عن السؤال التالي:
هل يستطيع الله أن يقوم بعملية التجسد؟
أو هل في قدرة الله لو شاء أن يظهر للناس بهيئة إنسان ويكلم الناس من وراء حجاب جسد من دم ولحم؟
أم إنه محظور على الله أن يقوم بأمر لا تستوعبه عقول البشر؟
بكلمات أخرى:
هل قدرة عقل الإنسان على الاستيعاب تَحُدّ من صلاحية الله في صنع ما يريد؟
أذكر أنه كان لي علاقة طيبة مع شيخ جليل محترم كان رجل تقوى وعلى درجة متقدمة من الوعي بين أفراد جيله، وكان الرجل في الثمانينات من عمره، فكنت أزوره بين الحين والآخر وأتدارس وإياه فيما يطرحه الحديث في أمور الدين والدنيا، وكان لدى صاحبي نسخة من الكتاب المقدس يمارس القراءة فيها ونتحاور معًا فيما يدور من حديث، وفي ختام كل زيارة أقف معه للصلاة ثم أودّعه ونفترق إلى حين.
وأذكر أنه حين نجح الأمريكان في الوصول إلى سطح القمر وقد شاهد الناس في أرجاء المعمورة صور الحدث على شاشات التلفاز، أصبحت حقيقة ملامسة الإنسان لسطح القمر والوصول إليه أمرًا لا جدال حوله. إلا أن شيخنا الفاضل كان يصر في كل مرة يفتح فيها الحديث على أن عملية الهبوط على سطح القمر ما هي إلا خدعة تصويرية، وأنه لا يمكن أن يسمح الله بذلك، ولا قدرة للإنسان في أن يتجاوز أجواء الكرة الأرضية التي منها خلق وعليها يعيش ويموت وفيها يدفن. وبقي الرجل على موقفه يدافع عنه كلما أثير أمامه هذا البحث، وبعد أكثر من عشر سنوات مات الرجل دون أن يتغيّر له رأي. وبقي إصراره على رأيه كمن يحمل وثيقة إثبات خطأ ما يدّعيه الغير.
وأنا أتساءل هنا:
هل قناعات شيخنا الجليل ألغت شيئًا من الحقيقة؟
ثم من جهة أخرى، فقد أعجز أنا عن إقناع صديقي بحقيقة أومن بها وهي مؤكدة لي وبرهانها عندي أوضح من نور الشمس، ومع ذلك فعجزي في الإقناع أو تقصيري في إيضاح ما أريد الوصول إليه لا يلغي الحقيقة، ولا يغير فيها شيئًا سواء قبلها زيد أو رفضها عمرو.
وفي يوم الدين، هناك مفاجآت لم تخطر على بال الكثيرين من البشر.
فهناك ستبرز أمام كل شعوب الأرض من كل المعتقدات الدينية حقائق لم تكن في الحسبان.
والمفاجآت ستكون مؤلمة للبعض لأنها على غير ما كانوا يتوقّعون، لكنها مفرحة للبعض الآخر لأنهم اطمأنوا إلى وعد الله في إنجيله وجاء اليوم لتنفيذ وعد الله.
وقد وصف المسيح تلك الصورة بقوله في إنجيل متى أصحاح
24
"وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ."
(متى 24: 29-30)
(وابن الإنسان، قارئي العزيز، هو المسيح، وهذه التسمية نطق بها هو عن نفسه في مرات متعددة)
أما عما هي :
"عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ"
فهذه أتركها للقارئ الكريم ليتفكر بها ويحاول أن يجيب عنها لنفسه... يقول:
" وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا."
(متى 24: 30-31)
هذا مشهد فعلاً مرعب للبعض، لكنه مفرح للبعض الآخر وهو حقًا مشهد مهيب...
ويومها تسقط كل الأقنعة التي استخدمها البشر على اختلاف مشاربهم، وتبقى الحقيقة وحدها بلا زيف. وفي مشهد آخر من يوم الدين يصفه سفر الرؤيا في الأصحاح السادس يقول فيه:
"وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ،وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ سُقَاطَهَا إِذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَظِيمَةٌ. وَالسَّمَاءُ انْفَلَقَتْ كَدَرْجٍ مُلْتَفّ، وَكُلُّ جَبَل وَجَزِيرَةٍ تَزَحْزَحَا مِنْ مَوْضِعِهِمَا."
ثم يقول: "
وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ:

«اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟"
(رؤيا 6: 12-17)
قارئي الكريم،
هذه حقائق نقرأ عنها بين الحين والآخر، أو نسمعها من الغير...

وينساها البعض ويتناساها البعض الآخر...
ويشكك في مصداقيتها فريق ثالث وغيرهم يسخر منها وينكرها...
وفي يوم الدين ستحدث المفاجأة. وسيعلم الذين لا يعلمون اليوم، بأن كل حرف ورد في إنجيل الحق كان صادقًا.
توقفت طويلاً اليوم عند قول الإنجيل:
"وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ،"
وتساءلت مع نفسي:
لماذا ينوحون؟
ينوحون لهول المفاجأة، ولأن الحقائق تكشفت أمامهم على غير ما كانوا يتوقعون. لقد بنوا معتقداتهم في دنياهم على غير ما تكشفت لهم الأمور في ذلك اليوم الرهيب فحزنوا وناحوا ندمًا حين فاتت فرصة الندم، ولم يبق لهم سوى النوح على فوات فرصة قرأوا عنها وأهملوها، وبعضهم سخر منها ورفضها. وجاءت ساعة المكاشفة وإذا بالأمور على غير ما توهّموا فناحوا.
أيها الأصدقاء الأحباء،
من أجمل ما نادى به المسيح داعيًا الناس لتصحيح المسار، قال:
"أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ"
(يوحنا 8: 12)
وقال:
"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ."
(متى 11: 28-30)
أتمنى اليوم أن تكون هذه الكلمات سبب توبة ورجوع إلى الله لينعم التائب برفقة المسيح مع حياة أبدية يضمنها المسيح مختوم عهدها بدمه الكريم.
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 29 - 12 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 15552 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كثيرة ومتنوعة هي أمراض النفس وأوجاعها الداخلية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرة ومتنوعة هي أمراض النفس وأوجاعها الداخلية الذي منها تخرج خيالات كثيرة تهيجها عاطفياً حتى أنها لا تقدر أن تُميز ما بين ما هو إلهي وما يظهر على أنه إلهام ووحي بالروح القدس ويخدعها فتظن انها على مقربة شديدة من الله مع انها في الواقع لم تعرفه ولم تقترب خطوة واحدة منه، لذلك كثيرون يعتمدون على رؤى قلبهم وفهمهم للأمور الروحية واللاهوتية، وايضاً على أحلامهم ورؤى قلبهم فيضلون عن الحق ويحيوا حياة مشوشة مضطربة ويقودوا أناس كثيرة وراء رؤى مزيفة تخدعهم وتضلهم وتشوش افكارهم، مع ان قليل من الإفراز يكشف عن زيف النفس ومرضها الذي هبط بها لمستوى البعد عن الله الحي، لذلك علينا أن ننتبه للمكتوب ونضعه باستمرار أمام أعيننا:
+ المتكل على قلبه هوَّ جاهل والسالك بحكمة (الله) هوَّ ينجو؛ هكذا يقول الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشرّ ذراعه وعن الرب يُحيد قلبه.. مبارك الرجل الذي يتكل على الرب وكان الرب متكله. (أمثال 28: 26؛ إرميا 17: 5، 7)
+ توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. (أمثال 3: 5)
+ لا تكن حكيما في عيني نفسك، اتق الرب وابعد عن الشر (أمثال 3: 7)
+ لا تكن باراً كثيراً ولا تكن حكيما بزيادة (المقصود بأكثر مما نلت من الله أو بحسب ثقتك في نفسك أكثر من وصية الله التي أعطاها لك لكي تحيا بها)، لماذا تُخرِّب نفسك. (جامعة 7: 16)
+ القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه (أو فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَفْهَمَهُ؟) (إرميا 17: 9)
الإنسان الحكيم هو الذي لا يتسرع في الفهم والمعرفة بل يتأنى كثيراً جداً قبل أن يثق في الرؤى والأحلام أو المعرفة التي تأتيه، لأن المستعجل برجليه يُخطئ لأنه لم ينضج بعد لذلك فأنه يصدق كل شيء يأتي على فكره، لأن المحبة الحقيقية المنسكبة بالروح القدس لا تصدق كل شيء من الناس ولا من الأحلام والأفكار بل من الله.
+ شريعة الحكيم ينبوع حياة للحيدان عن أشراك الموت (أمثال 13: 14)
+ الحكيم يخشى ويحيد عن الشرّ، والجاهل يتصلف ويثق (أمثال 14: 16)
+ قلب الحكيم يرشد فمه ويزيد شفتيه علماً (أمثال 16: 23)
+ الرجل الحكيم في عز وذو المعرفة متشدد القوة (أمثال 24: 5)
+ الحكمة خير من القوة والحكيم أفضل من الجبار (الحكمة 6: 1)
+ قلب العاقل يتأمل في المثل ومُنية الحكيم أُذن سامعة (سيراخ 3: 31)
+ القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البرّ (سيراخ 3: 32)
+ الإنسان الحكيم يسكت إلى حين، أما العاتي والجاهل فلا يُبالي بالأوقات (سيراخ 20: 7)
 
قديم 29 - 12 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 15553 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المصطلحات اللاهوتية
والصراع من جهة التعليم الصحيح
رسالة لشباب اليوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(سؤال على الفيسبوك) أقرأ كتير على الفيس مصطلحات لاهوتية كثيرة عليها صراع واضح بين الناس، وأحببت ان أفهم بعضها لكي افهم ما هي علاقتها بإيماني وازاي اعيش بيها، ولكن الرد كان صادم لي باتهامي أني جاهل والموضوع أكبر مني واحتاج أن افتح مخي وافهم، فهل فعلاً الموضوع أكبر مني وعايز دراسة كبيرة، طيب والجاهل والغير متعلم ازاي يعرف هذا الكلام ويعيش مع الله !!!

____________ الإجابة _________________

سلام لشخصك أيها الحبيب يا من تبحث عن خلاص نفسك وطريق التقوى لتسير فيه باستقامه، اثبت على إيمانك هذا وتأكد ان الله بسيط في طبيعته لا يهمه مصطلحات ولا يهتم بمن يحفظ ولا يعرف حتى اصول الكلمات ولا أن يتبحر في المعرفة والدفاعيات أو يعرف أن يقوم بكل انواع الخدمات، إنما ينظر للقلوب العطشانه إلى بره لأنه في تلك الساعة حينما يجد صدق القلب فأنه يروي ويعطي بدون كيل غنى نعمته المُخلِّصة حتى يشبع الإنسان وينمو نمواً صحيحاً ليرتفع مع جميع القديسين حيث المسيح جالس ليرى ما لا يُرى ويطلب ما فوق ويتمتع بالمائدة الملوكية ببساطة وفرح لا ينطق به ومجيد.

عموماً كرسالة اقدمها للجميع أحب أن اقول بصراحة تامة أن مشكلة هذا الجيل التبحر في المعرفة اللاهوتية والكنيسة والتمسك بالألفاظ والمعاني بلا خبرة لذلك فأنه يحيا في حالة من الصراع الدائم حتى فقد سلام الله الذي لا يلتفت إلا للقلوب التي تطلبه، فاشكر الله ايها الأخ الحبيب لأنك فلت من هذا الفخ الذي تعثرت اقدام الكثيرين فيه بدون أن يدروا لأن بصيرتهم قاصرة لا ترى ولا تنظر نور الحياة في المسيح يسوع ربنا، حتى أنهم خالفوا الوصية، وصية المحبة، فأبغضوا البعض ولم يحبوهم واعتبروهم اعداء الحق ويريدوا بكل رغبة جامحة أن يعزلوهم، بل وافتخروا بعلمهم ومعرفتهم حتى انهم لا يصغوا لرجال الله الأتقياء ليتعلموا من جهة الخبرة.

____ رسالة أُقدمها لشباب اليوم العارفين _____
من يريد ان يسمع فليسمع ومن لا يريد فليترك الموضوع ويغادره بهدوء
لأن ليس لي هدف ان اتصارع مع أحد ولا اقدم نصيحة ولكن أقدم خبرة
لكل من يُريد ان يحيا لله فعلياً وليس كلاماً ... فانتبهوا بقلوبكم ولو مرة
في واقعنا اليومي المُعاش فأننا وسط جيل مُصاب بداء المعرفة بسبب سهولة الوصول إليها، ولكن بسبب حالة الطفولة والمراهقة الفكرية يظن انه صار مُعلماً عظيماً فاهماً لاهوت وعارفاً معنى كل مصطلح وضعته الكنيسة في التاريخ، وبسبب أنه من السهولة التامة الوصول لأصول الكتاب المقدس والأبحاث الكثيرة عنه فأخذ الكثيرين يبحرون في هذا الاتجاه ويظنون في أنفسهم أنهم العارفون، مع أنهم لازالوا أطفالاً في الخبرة الحقيقية مع الله الحي، لأن في خضم استنارة الفكر الإنساني الطبيعي لم يلاحظ الكثيرين أنهم لا ينتبهون أن الموضوع ليس موضوع معرفة معلومة وصارع فكر سليم أمام فكر خاطئ، لأن الله شخص حي يشهد لذاته ويعرف نفسه بنفسه لهدف أن الإنسان يدخل في حياة الشركة الحقيقيه معه، لذلك سقط الكثيرين لا من جهة الفكر بل من واقعية الحياة المُعاشة مع الله وظنوا أنهم يحيون له على قدر قراءتهم ومعرفتهم، وكلما تعمقوا فيها ظنوا انهم مع الله متحدين، مع أنهم لازالوا أمام الباب الضيق ولم يدخلوا بعد، لذلك لا عجب في الحَوَّل الحادث في الرؤيا، لأنهم لا يعلمون أنهم في اتجاه مغاير تماماً لعمل الروح القدس.
فيا إخوتي انتبهوا واصغوا مرة بآذان قلبكم لا عقلكم المتخم بالمعلومات، فحينما نتناول الكتاب المقدس أو اللاهوت بالبحث والشرح والتفسير، وقبل أن نشرح قانون التقوى (قانون الإيمان) أو نذهب لنقتبس من كتابات الآباء، لابد أولاً أن نفهم أن إيماننا لن يكون أبداً قانون مجرد يختص بالمصطلحات والكلمات الكبيرة ذات الوقع الثقيل على الآذان، ولا إيماننا بالله ومعرفتنا به نوع من أنواع البحث العقلي خاضع لقوانين الفكر البشري ويتوقف على ذكاء وفهم كل شخص كأنه نوع من أنواع العلوم والفلسفة أو الأفكار والمعلومات، ولم يكن قانون الإيمان في الكنيسة موضوع لمجرد الدفاع عن الإيمان، هذا فكر بعيد تماماً عن بساطة الإيمان وقوته، لأن كثيرين حينما يقولون قانون الإيمان يظنون أنه مجرد إعلان عن الإيمان الصحيح ضد من انحرفوا عن الإيمان !!!
فيا إخوتي المصطلحات اللاهوتية وقانون الإيمان ينبغي أن يُفهم بمفهومه الصحيح، حتى يصير إيماننا سليم وعميق، فقانون الإيمان هو صيغة كرازية أكثر منها دفاعية، فهو مبني على أساس مبادئ الإنجيل الأولى البسيطة، لأن الإيمان الذي سُلَّم للكنيسة مرة واحدة، يُمكن تسليمه فقط بالإيمان، من إيمان إلى إيمان، للدخول في سرّ الحياة الجديدة في المسيح يسوع بصورة واقعية فعلية.
فالإيمان الرسولي الذي تسلمناه هو اعتراف صريح ، بسيط، وإدراك واعي للعمل الخلاصي لابن الله المتجسد، وهو مرتبط بالتقوى وبقوة المحبة لله الحي، ومن المستحيل أن يُفصل الإيمان عن التقوى والمحبة أبداً.

الارتباط بين الإيمان والتقوى والعمل بالمحبة، هو الطريق المسيحي الأصيل والمُميز جداً للحياة الروحية، بل يمتد ليمس حياتنا كلها في الجسد وتنعكس عليه، حيث أن فكر الكنيسة، فكر المسيح، مختوم بختم الثالوث القدوس الذي لا يُمحى، فلم يكن في الكنيسة انفصال بين التقوى والتعليم اللاهوتي، أو بين العبادة والإيمان كما هو حادث اليوم للأسف الشديد!!!

فالاهتمام الثابت في الكنيسة منذ البداية موجهاً لتفسير الكتب المقدسة بوقار شديد، مسترشدة بالإيمان الحي والمحبة بروح التقوى، متبعه كل دقة علمية وبحثيه بمنطق الروح، وبإعلانات الله في الكتاب المقدس، بمقارنة الروحيات بالروحيات، وتناقش كل المشاكل التي تقابلها من هرطقة وغيرها من المستجدات بدون صراخ وصياح وصراع حاد، بل بكل تواضع ووداعة وعبادة وصوم بمحبة عميقة شديدة لله والناس، دون تدخل حاد في سرّ الله وبغير تعليم خارج عن الوقار في الأمور التي تخص الله:
ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث (أفسس 4: 31)

وحين يتناول علم اللاهوت العلاقة الداخلية للثالوث القدوس في الله الواحد نفسه، كانت الكنيسة تُصرّ على التحفظ والخشوع الشديد بكل مهابة عظيمة وتمجيد لائق، سواء في الأسلوب أو في صياغة الفكر أو حتى في اللغة المستخدمة.

وللأسف فأن كثيرين جداً اليوم لا يعطون التمجيد اللائق بالله القدوس، بل ويكتبون لمجرد عرض فكر ومعلومات أو لكي يكتبوا بحث بصورة فلسفية معقدة، كي ما يثبتوا الحق حسب رؤيتهم الخاصة، دون أن يكتبوا في نور الله لتسليم خبرة حياة الإيمان كما فعل الآباء القديسين، لأن كل ما كُتب في المجامع ومن شروحات، هذا كان لأجل أن تستقيم حياتنا مع الله ويكون لنا شركة مع القديسين والرسل في النور، أي لكي تكون لنا شركة مع الله، شركة واقعية حقيقية، على مستوى الخبرة لا لغو الكلام ووضع مصطلحات لا يفهمها العامة لكي يفتخر كل واحد بعلمه ومعرفته ويظن ان الناس لا تفهم ما يفهمه، لأن الرب بسيط وتعامل مع اضعف الناس وأقلهم علماً ومعرفة، فيا من ترى نفسك لاهوتياً وتتعاظم على الناس وتضع كلماتك بصور معقدة عن قصد، أعلم يقيناً أنك بعيد كل البعد عن مسيح بيت لحم متغرب عن الكنيسة الحية بالله.
ليتنا - الآن - نستفيق ولا نحيا كالفلاسفة بل نعود للنبع الصافي لنشرب من ماء الحياة الأبدية بكل تقوى واحترام لله الحلو الذي أحبنا جداً، وأن تكون كل كتاباتنا وأقوالنا وبحثنا في إطار الخبرة ومعرفة الله بكل تقوى وخشوع وحب، ولا تكون بهدف أن نجمع معلومات أو ندخل في حوار لنثبت أننا على صواب والآخر على خطأ دون أن نحيا حياة الخبرة مع الله والكنيسة كلها، ونخترع من عندنا افكاراً جميلة تبدو رائعة لكنها تحمل سم الحية القديمة التي تلدغ الناس في قلبهم قبل عقولهم.
 
قديم 29 - 12 - 2016, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 15554 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أطفال بيت لحم الشهداء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في مثل هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح، قتل أطفال بيت لحم الشهداء وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا واخبروني لكي آتي انا أيضًا واسجد له. فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر.

و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر. وكن هناك حتى أقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.

حينئذ لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم. وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال علي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قول النبي ارميا: “صوت سُمِعَ في الرامةRamaنوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين “وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم.

و قد قال القديس يوحنا الإنجيلي: انه رأي نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض. فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم أيضًا العتيدون ان يقتلوا مثلهم ” وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطربي للبطون التي حملتهم. شفاعتهم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

 
قديم 29 - 12 - 2016, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 15555 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح هو الشرق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهُنا قد أشرقَ نورَ المعرفةِ في العالَم، لأنَّ السّاجدِينَ للكواكب بِهِ تعلّموا مِنَ الكَوكَبِ السُّجُودَ لَكَ يا شَمسَ العَدل، وأنْ يَعرِفُوا أنّكَ مِن مَشارِقِ العُلُوِّ أَتَيت يا رَبُّ المَجدُ لَك”.
جاء عند النبيِّ زخريّا في الطّبعةِ السّبعينيّةِ الكلامُ الآتي:
“هوذا إنسانٌ الشّرقُ اسمُه، منه يُشرقُ بَيتُ الرّبِّ ويُبنى هَيكَلُه” (زخريّا 6: 12). عندَنا هُنا كَلامٌ عن المسيّا، أي المسيحِ المنتظَر: اسمُه الشّرق، وفِعلُهُ بِناءُ هَيكلِ الرّبّ الجديد (أي الكنيسة).
صحيحٌ أنَّ المسيحَ وُلِدَ في الشّرقِ في بيت لحم في فلسطيناليوم، لكنَّ كلامَ زخريّا النبيّ يُشيرُ أيضًا إلى ما يَبعثُه المسيحُ مِن طاقةٍ إلهيّة، نُوراً لإستعلان الأُمم. أَشرقَ في ظُلمةِ هذا الدهرِ الّذي اسْوَدَّ من جَرى خطايانا.
يقول أيضًا النبيُّ أشعيا “لا تَخَفْ فإنّي معَكَ وَمِنَ المشرقِ آتِي بِنَسْلِكَ” (أشعيا 43: 5). كلمة “نَسْلِكَ” هُنا تُشِيرُ إلى المسيح. هذا ما ذَهَبَ إلَيهِ الآباءُ المُفَسِّرُون، مُوضِحِينَ أنَّ المسيحَ هُوَ مصدرُ النُّورِ الإلهيّ، الشّمسُ العقليّة.
* * *
من الملاحظ حسب التقليد المقدّس أن الكنائس مبنيّةٌ بِاتّجاهِ الشّرقِ مَنبَعِ النُّور. الصّلاةُ، الأسرارُ المقدّسة، الخِدَمُ الإلهيّة، وبخاصّةٍ القُدّاسُ الإلهيّ،
تُقامُ دائماً والوجهُ إلى الشّرق. كذلك عند رقادِ الإنسان يُوضَعُ في تابوتِهِ في القبرِ وَوَجهُه إلى الشّرق، وكأنّه ذاهبٌ لِمُلاقاةِ المسيح.
كلُّ شيءٍ منذ البدء مُوَجَّهٌ نحو الشرق، بما فيه جَنّة الفردوس، يقول في سفر التكوين: “وَجَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ تُراباً مِنَ الأرض، ونفخَ في أنفه نسمةَ حياةٍ، فصارَ آدمُ نَفْساً حيّةً. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإلهُ جَنّةً في عَدَنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُناكَ آدَمَ الّذي جَبَلَهُ” (تكوين 2: 8). بَعدَ سُقُوطِ آدم، مَنَعَهُ الرَّبُّ مِنَ التَّنَعُّمِ بِفَرَحِ الفِردَوس، أو بالأحرى هي الخطيئةُ الّتي مَنَعَتْهُ مِن رُؤيةِ نُورِ المسيحِ شَجَرَةِ الحياة. “وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيّاً مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى شَجَرَةِ الْحَيَاة” (تكوين 3: 24).
بَعدَ هذا كُلِّهِ كَم مِنَ النِّعمةِ أَخَذْنا، لا فقط أن نكونَ مسيحيّين شرقيّين فحَسْب، بل وأيضًا أن نكونَ مُنتَمِينَ إلى المسيحِ الّذي مِنه نَستمدُّ المعرفةَ الحقيقيّة، الاستنارة الإلهيّةَ والحياةَ الأبديّةَ الحقّة: نُصلّي في كُلِّ صَباحٍ وقَبْلَ قِراءةِ الإنجيلِ الصّلاةَ التّالية:
“أيّها السيّدُ المُحِبُّ البَشَر، أَشْرِقْ في قُلُوبِنا بِنُورِ معرفةِ لاهُوتِكَ الذي لا يَضمَحِلّ، وَافتَحْ حَدَقَتَيْ ذِهْنِنا لِفَهْمِ تَعالِيمِ إنجيلِك…
لأنّكَ أنتَ استِنارَةُ نُفُوسِنا وَأجسادِنا أيّها المسيحُ الإله..”

+أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 29 - 12 - 2016, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 15556 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح هو الشرق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهُنا قد أشرقَ نورَ المعرفةِ في العالَم، لأنَّ السّاجدِينَ للكواكب بِهِ تعلّموا مِنَ الكَوكَبِ السُّجُودَ لَكَ يا شَمسَ العَدل، وأنْ يَعرِفُوا أنّكَ مِن مَشارِقِ العُلُوِّ أَتَيت يا رَبُّ المَجدُ لَك”.
جاء عند النبيِّ زخريّا في الطّبعةِ السّبعينيّةِ الكلامُ الآتي:
“هوذا إنسانٌ الشّرقُ اسمُه، منه يُشرقُ بَيتُ الرّبِّ ويُبنى هَيكَلُه” (زخريّا 6: 12). عندَنا هُنا كَلامٌ عن المسيّا، أي المسيحِ المنتظَر: اسمُه الشّرق، وفِعلُهُ بِناءُ هَيكلِ الرّبّ الجديد (أي الكنيسة).
صحيحٌ أنَّ المسيحَ وُلِدَ في الشّرقِ في بيت لحم في فلسطيناليوم، لكنَّ كلامَ زخريّا النبيّ يُشيرُ أيضًا إلى ما يَبعثُه المسيحُ مِن طاقةٍ إلهيّة، نُوراً لإستعلان الأُمم. أَشرقَ في ظُلمةِ هذا الدهرِ الّذي اسْوَدَّ من جَرى خطايانا.
يقول أيضًا النبيُّ أشعيا “لا تَخَفْ فإنّي معَكَ وَمِنَ المشرقِ آتِي بِنَسْلِكَ” (أشعيا 43: 5). كلمة “نَسْلِكَ” هُنا تُشِيرُ إلى المسيح. هذا ما ذَهَبَ إلَيهِ الآباءُ المُفَسِّرُون، مُوضِحِينَ أنَّ المسيحَ هُوَ مصدرُ النُّورِ الإلهيّ، الشّمسُ العقليّة.
* * *
من الملاحظ حسب التقليد المقدّس أن الكنائس مبنيّةٌ بِاتّجاهِ الشّرقِ مَنبَعِ النُّور. الصّلاةُ، الأسرارُ المقدّسة، الخِدَمُ الإلهيّة، وبخاصّةٍ القُدّاسُ الإلهيّ،
تُقامُ دائماً والوجهُ إلى الشّرق. كذلك عند رقادِ الإنسان يُوضَعُ في تابوتِهِ في القبرِ وَوَجهُه إلى الشّرق، وكأنّه ذاهبٌ لِمُلاقاةِ المسيح.
كلُّ شيءٍ منذ البدء مُوَجَّهٌ نحو الشرق، بما فيه جَنّة الفردوس، يقول في سفر التكوين: “وَجَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ تُراباً مِنَ الأرض، ونفخَ في أنفه نسمةَ حياةٍ، فصارَ آدمُ نَفْساً حيّةً. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإلهُ جَنّةً في عَدَنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُناكَ آدَمَ الّذي جَبَلَهُ” (تكوين 2: 8). بَعدَ سُقُوطِ آدم، مَنَعَهُ الرَّبُّ مِنَ التَّنَعُّمِ بِفَرَحِ الفِردَوس، أو بالأحرى هي الخطيئةُ الّتي مَنَعَتْهُ مِن رُؤيةِ نُورِ المسيحِ شَجَرَةِ الحياة. “وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيّاً مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى شَجَرَةِ الْحَيَاة” (تكوين 3: 24).
بَعدَ هذا كُلِّهِ كَم مِنَ النِّعمةِ أَخَذْنا، لا فقط أن نكونَ مسيحيّين شرقيّين فحَسْب، بل وأيضًا أن نكونَ مُنتَمِينَ إلى المسيحِ الّذي مِنه نَستمدُّ المعرفةَ الحقيقيّة، الاستنارة الإلهيّةَ والحياةَ الأبديّةَ الحقّة: نُصلّي في كُلِّ صَباحٍ وقَبْلَ قِراءةِ الإنجيلِ الصّلاةَ التّالية:
“أيّها السيّدُ المُحِبُّ البَشَر، أَشْرِقْ في قُلُوبِنا بِنُورِ معرفةِ لاهُوتِكَ الذي لا يَضمَحِلّ، وَافتَحْ حَدَقَتَيْ ذِهْنِنا لِفَهْمِ تَعالِيمِ إنجيلِك…
لأنّكَ أنتَ استِنارَةُ نُفُوسِنا وَأجسادِنا أيّها المسيحُ الإله..”

+أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 30 - 12 - 2016, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 15557 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هي القديسة التي رأت ١٦ رؤيا عن يسوع وما الذي رأته فكتبت عنه؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


” إنها الصبية غير المعروفة جدًّا التي كتبت صفحات رائعة عن محبّة المسيح.” بهذه العبارات وصف البابا فرنسيس القديسة جوليانا دي نوريتش الشّابة الأميّة تحوّلت إلى الإمرأة الأولى التي تصدر كتابًا في اللغة الإنكليزية في تاريخ بريطانيا.

جوليانا التي اعتبرت من أهم كتّاب المملكة الإنكليزية ولدت عام 1342 وتوفيت في عام 1416. تطرّقت في كتاباتها إلى مواضيع لاهوتية متعددة. القديسة جوليانا كتبت عن محبّة الله والتّجسد والفداء والعزاء الإلهي والخطيئة والتوبة وغيرها من جوانب الحياة الروحية.

فيما كانت الشابة البريطانية تتخبّط بالألم على فراش الموت طُلب من كاهن كاثوليكي أن يصلّي على جسدها المتألّم قبل تسليمها الروح. جوليانا التي كان من المتوقع أن تغمض عينيها للأبد سطع أمامها نور عظيم حيث رأت المسيح وهو يتألّم على الصّليب.

ومذّاك بدأت جوليانا بالكتابة عن الرؤى التي بدّلت حياتها. جوليانا التي أصبحت ناسكة وصفت بأسلوبها البسيط والعميق في آن معنى الحب الرحيم حيث كتبت:

“حينها سألني ربّنا الصّالح سؤالًا: هل أنت مسرورة لأنّني تالّمت من أجلك؟ فأجبته: نعم أيها الرّب الصالح، وأشكرك جدًّا، نعم أيّها الرّب الصّالح ولتكن مباركًا على الدّوام. فأجاب عندها يسوع ربّنا الصّالح وقال:”إن كنت مسرورة، فأنا مسرور أيضًا. إن تحمّل الآلام من أجلك هو بالنّسبة لي فرح وسرور وسعادة أبديّة ولو كان بإمكاني أن أتألّم أكثر لتألّمت.”
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهدت جوليانا 16 رؤيا يمكن تلخيصها كالتّالي:

1- إكليل الشوك وحبّ الله لكل ما هو موجود.
2- وجه يسوع على الصّليب.
3- جميع الخلائق تخضع لعناية الله الحكيمة.
4- جلد يسوع وسفك دمه.
5- التّغلب على الشّر من خلال الصّليب.
6- نعم الله على الذين يخدمونه.
7- تعزية الله للإنسان في السراء والضراء.
8- موت المسيح.
9- محبّة الله للإنسانية. محبّة ملأت السماوات وأدت إلى آلام يسوع على الصليب.
10- قلب يسوع المنكسر من أجل حب العالم.
11- مريم أم يسوع.
12- مجد المسيح.
13- عمل الله العظيم تكفيرًا عن خطايانا وتصحيحه كل الأمور وجعلها أفضل.
14- إن الله أساس تضرعنا والمصدر الذي يلهمنا للصلاة والذي يمنحنا ما نحتاجه.
15- قيامتنا.
16- يسكن المسيح نفوس من يحبونه.

 
قديم 30 - 12 - 2016, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 15558 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت ‏‏(+740م‎(‎
‎ 4‎تموز شرقي (17تموز غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشأته
ولد القديس اندراوس في دمشق حوالي العام 660 م. ومع أنه من أكثر المنشدين طواعية فإنه كان في سنيه السبعة الأولى من حياته محروماً من النطق. ولمّا ينعتق من هذه العلة إلا بمساهمة القرابين المقدسة. مذ ذاك برزت لديه مواهب غير عادية لا سيما في البلاغة ودراسة الكتاب المقدس. نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم. وقد جعله قائمقام البطريرك، ثيودوروس، ابنه الروحي. كان قد لاحظ فيه مواهب جمّة فرغب في إعداده لخلافته وعيّنه، رغم صغر سنه، أميناً للوثائق البطريركية ومسؤولاً عن الشؤون الكنسية. بهذه الصفة، أوفد، بعد قليل من انعقاد المجمع المسكوني السادس (حوالي العام 685 م)، إلى القسطنطينية بمعيّة شيخين قديسين ليقدّم للإمبراطور والبطريرك اعتراف إيمان كنيسته دعما لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة. وفيما عاد الشيخان القديسان إلى فلسطين، بقي القديس اندراوس في العاصمة المتملكة حيث توفرت له ظروف مؤاتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسولية التي أعده الله لها.
عمله و رجوع الهرطقة

بقي قديسنا منكفئاً لبعض الوقت لكنه لم يخف طويلاً إذ استبانت موهبة الكلمة وخلاص النفوس عنده لعيون البطريرك والإمبراطور فسيم شماساً للكنيسة الكبرى. كذلك أسندت إليه مهمّة العناية بميتم القديس بولس وملجأ الفقراء في حي أفجانيوس. وعلى مدى عشرين سنة ثابر بغيرة كبيرة على إدارة مؤسستي الإحسان هاتين بحيث نمتا وتحولتا إلى ميناءين للخلاص بفضل حثه على التوبة والفضيلة. نجح في عمله لدرجة أنه في العام 711م صُيّر رئيس أساقفة على كريت. لكن، قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينية، فاغتصب فيليبيكوس العرش وأطيح بالبطريرك كيروس وعُيّن يوحنا السادس محله. مهمة هذا الأخير كانت إلغاء قرارات المجمع السادس وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة. ويبدو أن قديس الله رضخ، في ذلك الحين، لضغط السلطة الجديدة علبه. ولكن ما إن استبعد فيليبيكوس بعد سنتين حتى عاد اندراوس إلى نفسه تائباً معترفاً بمشيئتين في المسيح. وثمة مَن يقول إنه وضع قانون التوبة الكبير المعروف باسمه تعبيراً عن توبته لضلاله العابر يومذاك.
القانون الكبير
إلى القديس اندراوس يعود إنشاء عدد كبير من الميامر إكراماً. لأعياد السيد ووالدة الإله والقديسين. هذا شكل ميراثاً ثميناً في الأدب الآبائي. كذلك تزييناً لاحتفالات كنيسته وضع، بجدارة منقطعة النظير، عدداً كبيراً من الأناشيد لا زالت محفوظة في كتبنا الليتورجية إلى اليوم. وكما أسلفنا، وضع قديس الله القانون الكبير الذي يُرتّل في كل عام خلال موسم الصوم الكبير، والذي له وقع مميز في نفوس المؤمنين كمحرّك إلى التوبة. في هذا القانون يثير القديس اندراوس إلى كل صور العهدين القديم والجديد التي يمكن أن تمثل نماذج لسبيل الهداية والتوبة. بالنسبة للمؤمن التائب الذي عاين، في مطلع الصوم الكبير، صورة نفسه في آدم القاعد عند أبوب الفردوس، تحمل هذه الأمثلة، المستمدة من الكتاب المقدس، على إدراك أنه إذ يختزل في حياته خطايا العالم كله لا يسعه التماس الخلاص إلا بالدموع والنسك والصلاة.
ترميم و نتظيم
إلى ذلك رمم القديس اندراوس الكنائس والأديرة وأسّس كنيسة لسيدة بلاشيرن ذكراً للكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في القسطنطينية. كذلك نظم ملجأً للمرضى والعجزة والمعوزين. دعمه له لم يكن بالمال وحسب بل بالحضور الشخصي، بالدرجة الأولى. هكذا وجد معتنياً بذوي العاهات بنفسه. بالعمل اليدوي الطيب وكلمة العزاء معاً.
رقاده
ورد أنه ردّ بصلاته هجمة للعرب المسلمين ضد جزيرة كريت ونجّى الجزيرة من موجة جفاف بالدعاء والدموع وصدّ وباءً ضرب البلاد. كان الكل لكل واحد. غادر كريت إلى القسطنطينية وعزّز الدفاع عن الإيمان القويم في شأن الإيقونات وإكرامها. عرف بساعة مفارقته إلى ربّه سلفاً. في طريقه إلى كريت حط في جزيرة ميتيلين حيث قضى نحبه في 4تموز سنة 740م.
طروبارية باللحن الرابع
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة اندراوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق باللحن الثاني
لقد بوقت علانية بالترنيمات الإلهية، فظهرت كوكباً للعالم باهر الضياء، متلالئاً بنور الثالوث يا اندراوس البار، فلذلك نهتف إليك جميعنا: لا تزال متشفعاًمن أجلنا كافةً
 
قديم 30 - 12 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 15559 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أندراوس أمير بوغوليوبوف الروسي (+ 1174 م)‏
‎ 4‎تموز شرقي (17تموز غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 12 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 15560 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,532

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أثناسيوس الآثوسي (+1001 م) ‏
‏5 تموز شرقي (18تموز غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وُلد القدّيس أثناسيوس الآثوسي حوالي العام 930 في تريبيزوند البنطس من والدين نبيلين وأعطى ، في المعمودية، اسم أبراميوس. تيتّم بعد قليل من مولده واحتضنته إحدى قريبات أمّه. لم يكن، كولد، يتعاطى الألعاب الصاخبة بل اعتاد أن يسوق رفاقه إلى الغابة أو إلى إحدى المغاور ليلعب دور رئيس دير.

لفت بتقدّمه السريع في الدرس والتحليل انتباه أقربائه. وما إن بلغ سنّ المراهقة حتى لاحظه موظف ملكي كبير وفد على المدينة في مهمّة فمال إليه وأخذه معه إلى القسطنطينية. هناك تابع دروسه على معلّم مشهور اسمه أثناسيوس وصار أستاذاً مساعداً رغم حداثته.

انكبابه على الآداب لم يحمله على إهمال الحياة النسكية التي طالما أحبّها مند ولودته . وقد استبان راهباً حتى قبل أن تأتي الساعة وكذا مصارعا حتى قبل أن يدخل الحلبة، كان يجتنب المائدة السخيّة في بيت راعيه ويستبدل الطعام الذي يأتيه به خادمان برغيف شعير يأكله مرّة كل يومين .لا يتمدد لينام ويجاهد ضد النعاس يرشّ وجهه بالماء البارد .أمّا ملابسه فيوزعها على الفقراء. ولما لم يعد له شيء يعطيه اعتاد أن ينتحي جانبا" ليتخلص من بعض ملابسه الداخلية.

كان التلاميذ يأتون إليه من كل ناحية وكان آخرون ينجذبون بلطافته وسيرته المقدّسة وطابعه الإلهي. نقله الإمبراطور قسطنطين السابع إلى مؤسسّة أخرى. ولكن إذ تعلق به التلاميذ بالأكثر، وحتى لا يدخل ومعلّمه في خصام وبتسبّب له في عثرة قرر أن يعتزل الأستاذية وكل هم. كانت الكرامات لديه عاراً. لذا،إثر عودته إلى القسطنطينية بعد إقامة دامت ثلاث سنوات في ناحية البحر الإيجي، برفقة راعيه، وصله هدا الأخير بأحد أنسبائه
القديس ميخائيل ماليينوس (12تموز) كان رئيس لافرا جبل كيميناس. وجد فيه أبراميوس ضالته المنشودة فاتخذه أباً روحياً له وتبعه إلى جبل كيميناس حيث ترهّب واتخذ اسم أثناسيوس.

لاحظ الشيخ أن تلميذه الحدث الغيور كان متقدماً في الممارسات النسكية ، فشاء أن يجعل منه جندياً ليسوع المسيح متمرّساً في الصبر فلم يأّذن له بأن يأكل مرّة الأسبوع بل مرّة كل ثلاثة أيام. كذلك أمره بأن ينام على حصيرة لا على مقعد كما كان معتاداً.إلى دلك أسند إليه عمل طاعة النسخ ومعاونة القندلفت في الكنيسة. كل هذا وغيره خضع له عن طيب خاطر. غرض أبيه الروحي في تنشئته كان أن يعلمه قطع المشيئة. لذا دعاه الآخرون "ابن الطاعة" . وقد أبدى غيرة في السيرة الرهبانية حتى بلغ،في أقل من أربع سنوات، نقاوة الدهن. وإذ من عليه الرب الإله بعربون صلاة الذهن أهّل لدخول ساحة الحياة الهدوئية. وقد وعده ميخائيل بالاعتزال في قلاّية صغيرة على بعد ميل من الدير تقريباً وأن يعيش على الخبز الجاف والماء،كل يومين،وأن يمضي ليله كله في الصلاة.

بعد ذلك بفترة قصيرة شرع ميخائيل يطلع قوماً أن أثناسيوس إن هو إلا وريثه في النعمة وقيادة النفوس. وإذ ظن بعض الرهبان أنه يرغب في جعله رئيس دير

أخذوا يزعجونه بمدائحهم. أما هو فإذ أحب السكون ونبذ كل كرامة فقد اختار،مرة أخرى، التواري.لم يحمل معه غير ملابسه وكتابين وقبعة الرأس خاصة أبيه الروحي. توجه مباشرة

إلى آثوس حيث لم يكن غير بعض نساك يقيمون في أكواخ من أغصان الشجر، غرباء عن كل هم، لا يملكون شيئاً ويعملون في الأرض. أعجبته طريقة حياتهم

وانضوى تحت لواء شيخ بسيط بعدما أخفى من يكون مدعياً أن اسمه برنابا وأنه لا يعرف القراءة والكتابة.

في ذلك الحين بحث عنه نيقيفوروس فوقاس وكان معجباً به، راغباً في الانضواء تحت لوائه فلم يجده. كتب إلى قاضي تسالونيكي وطلب منه أن يستطيع خبره في جبل آثوس. بدوره اتصل القاصي بالمتقدم استفانوس بين الرهبان في الجبل فأجابه إنه لا يعرف شيئاً عن وجود راهب له الصفات التي نقلها إليه القاضي. وما إن حل عيد الميلاد واجتمع كل الآثوسيين في سهرانة في الكنيسة المتواضعة للـــ protaton في كرياس حتى لفت الرئيس المظهر النبيل للشاب برنابا فأحس بأنه هو إياه من يبحثون عنه. أمره بأن يقرأ عظة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي فشرع أثناسيوس يقرأها بلعثمة مصطنعة كأنه ولد. فقال له الرئيس أن يقرأ كما يعرف حقاً ولا يتظاهر بأنه جاهل . فإذ لم يعد بإمكان أثناسيوس أن يخفي نفسه أخد يقرأ بطريقة بديعة أثارت إعجاب كل الرهبان فتقدموا منه وضربوا له مطانية. وقد تنبأ أبرزهم ،وهو
بولص كسيروبوتامو(28 تموز)، بأن هذا الذي قدم بعدهم إلى الجبل سوف يتقدمهم في ملكوت الله وأن كل الرهبان سوف ينضوون تحت لوائه. فأخذ الرئيس أثناسيوس على حدة واستعمله الحقيقة، ثم وعده بألا يفضح أمره. ثم عين له قلاّية منعزلة على بعد ثلاثة فراسخ من كارياس حيث بإمكانه أن يناجي الله وحده ولا ما يلهيه. وقد رضي القديس، في المقابل، أن يوفر حاجات الرئيس لجهة نسخ الكتب الكنسيّة، فأبدى من المهارة في عمله قدراً جعله ينسخ، بكتابة أنيقة مرتبّة، كتاب مزامير كل أسبوع.

لم يكن ممكناً للشعلة أن تبقى مخفية على جبل. فلما قدم لاون فوقا، شقيق نيقيفوروس ، في حجّ إلى آثوس شكراً لله،بعد معركة ظافرة خاضها ضدّ البرابرة، نجح في كشف أثناسيوس. وإن الرهبان الآثوسّيين، إذ رأوا المغبوط على هدا القدر من الرفعة لدى علية القوم، سألوه أن يتوسّط لدى لاون ليصار إلى إعادة بناء كنيسة الــprotaton وتوسيعها. وقد حظي بما رغب به إلى لاون للحال. فلما استأذن صديقه القوى عاد إلى خلوته. لكن إقبال الرهبان عليه طلباً للمشورة جعله يهرب من جديد ابتغاء السكون. وقد اختار الرأس الجنوبي للجبل، هده المّرة، مكاناً قاحلاً تضربه الأهوية بتواتر اسمه ميلانا. هناك جربه إبليس بقسوة وسلّط كل أحابيله عليه ليبطل نسكه، خصوصاً "حرب الضجر". وقد تسبب العدو في إحداث جفاف روحي لدى القديس بلغ حد الإحباط الكامل حتى تمنى أن يغادر المكان.لكنه قرر الصبر والجهاد إلى آخر السنة. فلما وافاه اليوم الأخير، وكان يستعد لمغادرة ميلانا، بعدما أخفق في الخروج من التجربة، فجأة اخترقه نور سماوي ملأه فرحاً لا يوصف حتى أخذت الدموع يذرفها، من دلك اليوم، دون جهد، إلى آخر أيام حياته. وهكذا بقدر ما كان هذا الموضع في عينيه شنيعاً صار لديه عزيزاً.

أما نيقيفوروس فوقاس فأضحى القائد الأعلى للجيش البيزنطي. وإذ كان أمامه أن يعيق كريت من العرب الدين كانوا يقضون مضاجع السكان هناك بأعمال القرصنة أوفد إلى كل المراكز الرهبانية،في زمانه، لا سيما إلى آثوس، بعدما علم من أخيه بوجود أثناسيوس، أبيه الروحي هناك، وطلب أن يرسل إليه رهبان قادرون على مؤازرته بصلاتهم. لم يشأ أثناسيوس، أول الأمر، أن يستجيب لأنه لم يشأ أن يخرج من سكونه، لكن إصرار الرهبان عليه جعله ينضم إلى نيقيفوروس فوقاس في كريت بعد قليل من انتصار هدا الأخير علي العرب. فرحة القائد العسكري كانت كبيرة بلقاء أبيه إلى مرة أخرى، ومرة أخرى عبر له عن رغبته في الانضمام إليه في الوقت المناسب. تحضيراً لذلك توسل إليه أن يباشر بإنشاء دير بقرب المنسك خاصته. لم يشأ رجل الله أن يفعل دلك أول الأمر لكنه رضخ أخيراً. وهكذا، بسرعة، بُنيت قلاية على اسم السابق قوامها قلال نسكية لأثناسيوس ونيقيفوروس. ثم ما لبثت عمارة كنيسة لوالدة الإله ولافرا تٌشاد في الموضع المسمى "ميلانا" حيث افتقد الرب الإله أثناسيوس بنوره الإلهي يوم كان مشتملاً بروح الضجر. يشار إلى أن أثناسيوس أعتق، بنعمة الله والصلاة، العمال من الشلل الذي ضربهم إبليس به، فكانت النتيجة أن قرروا جميعاً أن يصيروا رهباناً. وقد اقتبلهم أثناسيوس بعدما أخد هو الإسكيم الكبير من ناسك في الجوار اسمه أشعياء.

في تلك السنة (962-963) ضربت مجاعة رهيبة كل الإمبراطورية فانقطع تزويد اللافرا بما تحتاج إليه. بإزاء دلك قرر أثناسيوس أن يطلب نصيحة الشيوخ في كارياس. في الطريق التقى والدة الإله التي أتبعت أمام عينيه نبع ماء فياض وأوصته ألا يقلف لأنها، هي نفسها، ستأخذ على عاتقها مهمة تدبير الدير. فلما عاد خاصته أبانت له الكلية القداسة كل المخازن ممتلئة. هكدا بنعمة الله وصلاة القديس تقدمت الأشغال بسرعة رغم انحدار الموضع وكله صخور وعليق كثيف. وإلى الكنيسة ذات الجناحين في شكل صليب أضيفت قاعة طعام ومضافي ومشفى فيه حمام، وسد مياه وطاحونة وكل ما كان ضرورياً لحياة دير كبير.

زاد عدد الرهبان هناك بسرعة فاهتم القديس بتنظيم الشركة ضابطاً، إلى أبعد التفاصيل، الخدم الليتورجية ورسوم الحياة اليومية على مثال دير ستوديون في القسطنطينية متمماً كل أمر بلياقة وترتيب ليتسنى للرهبان السالكين في الفقر وقطع المشيئة أن يثابروا، بقلب واحد، وبلا هم على التمجيد الدائم لله. بالنسبة للقديس أثناسيوس تمثلت الحياة في الدير بـــ "النظرة المشتركة إلى غاية الحياة التي هي الخلاص وأن يكون الرهبان، في حياة الشركة، قلباً واحداً قوامه أعضاء كثيرةً (تيبيكون القديس أثناسيوس).

في تلك الأثناء تبوأ نيقيفوروس فوقاس العرش سنة 963 م . فلما بلغ أثناسيوس الخبر اعتبر الأمر خيانة في حقه فترك الدير إلى قبرص متخفياً بعدما بعث برسل إلى الإمبراطور يخبره فيها بأنه يستقيل من مهامه ويكلف ثيودوتوس، أحد تلامذته، بمهامه في اللافرا. بحث عنه الأمبراطور في كل مكان ،فاضطر إلى الهرب من قبرص من جديد باتجاه سواحل آسيا الصغرى، بقرب أتاليا. دير الافرا، في دلك الحين، ضربته البلبلة. ولم يعد أثناسيوس عن قراره إلا بعدما أبان له الرب الإله في رؤيا خالة المكان الشقية ودعاه إلى العودة. وبالفعل عاد فاستُقبل كالسيد في دخوله إلى أورشليم. هكذا استردت اللافرا الحياة من جديد . بعد دلك توجه أثناسيوس إلى القسطنطينية. فلما قابله نيقيفوروس فوقاس بثياب بسيطة اعتدر لديه واستمهله ليحقق وعده. لكن كان أثناسيوس قد عرف بروح الرب أن نيقيفوروس سيموت على العرش،لدا نصحه بالعدل والرحمة، ثم غادره مزوداً بمرسوم ملكي يعطي اللافرا صفة دير إمبراطوري ويوفر له عطايا سنوية جزيلة. كما أعطاه دير القديس أندراوس باريستارا، في نواحي تسالونيكي، بمثابة تابع له (متوخيون).

عاد قديسنا إلى آثوس واستعاد إدارة أشغال الدير. ففيما كانت أشغال المرفأ قائمة جُرح في رجله واضطر إلى ملازمة الفراش ثلاث سنوات. فكانت له هده الحال فرصة لانصراف إلى ربه أعمق وكدا للعناية روحياً بالإخوة.

إثر موت نيقيفوروس فوقاس غيلة بيد يوحنا تُسيميسكيس الذي تبوأ، إذ ذاك، العرش بين العامين 969 و 976 م ، وفيما كان العاهل الجديد غير مرتاح البتة للقديس أثناسيوس بسبب علاقته الحمية بسلفه، اتهم بعض نساك آثوس، من المتمسكين بطريقتهم الخاصة، أثناسيوس بتحويل الجبل المقدس إلى مكان عالمي. استدعى الإمبراطور أثناسيوس إلى القسطنطينية لينظر في الأمر. لكن أثناسيوس ترك في نفس الإمبراطور أثراً كبيراً لدرجة جعلته يغير موقفه منه بالكامل ويزوده بمرسوم ملكي جديد يخصص للدير عطاء يضاعف ما كان عليه في السابق. ثم أوفد إلى آثوس أفتيميوس ستوديون لتهدئة الحال وإعطاء الجبل المقدس أول تنظيم رسمي له عُرف بـ Tragos ودلك سنة 972 م من تلك اللحظة صرنا نرى أديرة شركوية تحل محل الأكواخ. يومذاك تأسست أديرة فاتوبيدي وإيفيرون ودوخياريو. النساك والشركويون أخذوا، منذ ذلك الحين، بتبادل بركات الحياة الرهبانية التي خبرها كل فريق: النساك أكدوا هم السكون والصلاة المتواصلة والشركويون النظام والانسجام في عهدة رئيس الدير مقاماً وسط الجماعة صورة للمسيح.

مذ ذاك أخذ نساك يغادرون قفارهم ورؤساء أديرة أديارهم وأساقفةَ كراسيهم لينضووا تحت لواء القديس أثناسيوس. كذلك أخذ طلاب الرهبنة يتدفقون على آثوس قادمين من إيطاليا وكالابريا وإيبريا (جيورجيا) وأرمينيا. كما آثر نساك معروفون، نظير المغبوط نيقيفوروس العريان، التخلي عن شظف نسكهم لينتفعوا من تعليم القديس أثناسيوس ويجدوا الكمال بنسك الاتضاع والطاعة.

هذا وقد كانت صلاة القديس ضد الأبالسة قوية لدرجة أن هؤلاء أحاطوا بالجبل المقدس على نحو غير منظور دون أن يتمكنوا من الرهبان فيه، فيما استمروا، رغم ذلك،في مهاجمة أثناسيوس نفسه. وذات يوم أوحت الأبالسة إلى راهب متهاون بمحاولة قتله، فأخذ سيفاً وذهب إليه ليلاً. فلما دق على بابه فتح له القديس واحتضنه أبوياً فترك المسكين السيف يسقط من يده ونزل على رجليه أمام رجل الله واعترف بخطيئته. فسامحه القديس للتو وأبدى له عطفاً كبيراً فاق ما أبداه لبقية تلاميذه.

على هذا استبان القديس أثناسيوس الكل لكل واحد، لرهبان الشركة ولنساك الجوار وللحجاج القادمين، كل صوب التماساً في الافرا لشقاء النفس والجسد. ومع ذلك استمر مقداماً في جهاده النسكي وخلوده الدائم إلى ربه. في فترة الصوم لم يكن يأكل شيئاً طيلة الأسبوع، وفي الأيام العادية كان نظامه الغذائي نظام الرهبان الخاضعين لأكثر أعمال التوبة صرامة. وحين كان يشترك في المائدة كان يوزع حصته حتى لم يكن يتناول، من حيث لا يدري، سوى خبز البركة الذي كان يوزع في نهاية القداس الإلهي. الأوقات التي لم يكن يقضيها في التعليم أو في تقبل اعترافات تلاميذه كان يخصصها للصلاة سابحاً أبداً في الدمع فيما كان منديله الشخصي المشبع بالدمع شفاء للمرضى في مناسبات عديدة. إلى ذلك كان خادماً للجميع، خصوصاً للمرضى، يحب الإقبال على الأشغال التي يأنف منها الآخرون. وكان يعتبر البرص الكنز الأكبر للافرا ويُسند الاهتمام بهم للمختبرين من تلاميذه. ومتى رقد أحد الرهبان بالرب كان يدنو منه ويذرف عليه دمعاً سخياً، لا حزناً عليه، كما لأهل العالم حزن، بل سؤلاً لخلاصه لدى الله. ثم متى كان ينصرف عنه كان وجهه يحمر كالنار وهو يشكر الله لأنه أتاح له أن يقرب تلميذاً له بمثابة ضحية مقبولة.

كانت الشركة، أول الأمر، تقتصر، بناء لرغبة الإمبراطور، على ثمانين راهباً، ثم زادت إلى مائة وعشرين في أواخر حياة أثناسيوس. في كل ذلك بقي القديس أباً لكل واحد. يشجع رهبانه على العمل اليدوي اجتناباً للتواني والكسل، الذي هو أب كل الرذائل، مقدماً نفسه للجميع مثالاً طيباً، بحيث كان أول المقبلين على الأشغال الشاقة التي لما ينقطع خلالها إنشاد المزامير والتملح بملح الكلمة الإلهية. كان يعلم أن هدف الحياة الرهبانية في الكينوبيون (حياة الشركة) هو إياه لدى النساك: "إعداد الذات لاستنارة الروح القدس بتنقية الدهن والنفس والجسد". ذات يوم قدم الراهب جيراسيموس إلى القلاية التي وجد فيها القديس معتزلاً فرأى وجهه مضطرماً كأتون النار، فارتد إلى الوراء مذعوراً. لكنه لما دنا منه مرة أخرى ألفاه مشعاً محاطاً بدائرة ملائكية، وإذ عجز تمالك نفسه صرخ فأقسم عليه أثناسيوسس ألا يكشف الأمر لأحد.

هذه الدالة لدى الله زوّدت القديس بحكمة إلهية سواء بالنسبة لتعليم الجماعة أم بالنسبة لإصلاح أخطاء الرهبان. فحين كان يفرض على الأخوة قصاصاً ما كان يخضع له هو أيضاً ومع أنه كان يبدو، في حضور الآخرين صارماً مهيباً، فإنه متى وجد بين تلاميذه، على حدة أو لعمل خارجي، فإنه دائماً ما كان بسيطاً بشوشاً وعلى حلاوة كبيرة.

شفى، بنعمة الله، مرضى عديدين بعدما كان يلجأ إلى الأعشاب الطبية ليُخفي قوة صلاته. وكثيرون من الذين يأتونه باعترافهم بهوى، كالغضب والحسد، كانوا يعودون أدراجهم معافين بعد أن يكون القديس قد مسهم بعصاه الرعائية قائلاً: "اذهب بسلام، لا يضنينك سوء!"

من جهة أخرى، وتلبية لحاجات الشركة، جرى توسيع الكنيسة, تقدم العمل سريعاً بفصل الهبات الملكية وعطايا أحبة الله ولم يبق غير قبة الكنيسة. فلما كان القدّيس قد تلقى من الله إعلاناً بقرب نهاية سعيه على الأرض، وبعدما وعظ تلاميذه في لقاء أخير معهم، لبس ثيابه الاحتفالية وقبعة القديس ميخائيل ماليينوس، التي كان يدخرها للمناسبات الكبيرة، وارتقى الاستقالة لتفقد الأشغال. كان ذلك في 5 تموز سنة 1001 م، فجأة انهارت القبة على القديس وستة من الرهبان كانوا معه. خمسة منهم قضوا للتو. فقط أثناسيوس ومعلم البناء دانيال بقيا حيين تحت الأنقاض مهشمَين. ولثلاث ساعات أمكن سماع صوت القديس يهمس: "المجد لك يا الله. أيها الرب يسوع المسيح بادر إلى معونتي!" فلما نجح الرهبان في إخراجه من تحت الأنقاض كان قد توفي ويداه مصلبتان على صدره مجروحاً في ساقه. بقي كأنه نائم ثلاثة أيام إلى أن حضر كل الآثوسيّين، بحدود الثلاثة الآلاف، ليدفنوا أباهم وبطريركهم. من جرحه سال دم حار جمعه من كل حاضراً وجرت به أشفية عدة. مذ ذاك لم يكف القدّيس أثناسيوس عن الاسشفاع عجائبياً بكل القادمين إلى ضريحه مكرّمين حيث كان قنديل مشتعلاً كل حين.

في 5 تموز سنة 1981، لما احتفل دير اللافرا الكبير بعودته إلى الحياة المشتركة، بعد قرون ساد فيه النمط الايديوريتمي، إدا بسائل عطر يستبين على صفحة الزجاج الذي يحفظ الإيقونة التي تغطي الضريح علامة على رضى القديس. بركاته تحل علينا.
طروبارية البار أثناسيوس الآثوسي
لقد دهُشَت طغماتُ الملائكة من سيرتِك بالجسد أيّها الدائم الذكر،
كيف أنّك وأنت بالجسد سعيتَ نحوَ المصافّ غيرِ المنظورة وجرحتَ مواكبَ الأبالسة.
فلذلك قد كافأكَ المسيحُ بمواهبَ غنيّة.
فيا أيّها الأب أثناسيوس،
تشفّع إليه في خلاصِ نفوسنِا.
قنداق باللحن الثاني
لقد تناولتَ نير المسيح يا أثناسيوس، وحملتَ صليبك على منكبيك، فحصلت مماثلاً لهُ في آلامهِ كلي الفضل، ومشتركاً في مجده الإلهي، ومتمتعاً في النعيم الذي لا يفنى.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024