منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 03 - 2024, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 155511 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أغسطينوس:


[إن كلمة "يد" هنا تعني "قوة"، وأن كلمة النبويّة قد سلّمت
في أيدي الأنبياء كسيف قوي يُحطّم الشرّ. لقد قبلوا في أيديهم كلمة
الله في قوّة لينطقوا ما أرادوا لمن يريدوا الحديث معهم،
فلا يهابون قوّة ولا يستخفون فقرًا. في أيديهم سيف (روحي)
يستلّونه حينما أرادوا، يمسكون به ويضربون. هذا كلّه في سلطان الكارزين].
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 155512 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



توبيخ على الاهتمام بالزمنيّات:

3 فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ قَائِلًا: 4 «هَلِ الْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَنْ تَسْكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ الْمُغَشَّاةِ، وَهذَا الْبَيْتُ خَرَابٌ؟ 5 وَالآنَ فَهكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 6 زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلًا. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ. تَكْتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ. وَالآخِذُ أُجْرَةً يَأْخُذُ أُجْرَةً لِكِيسٍ مَنْقُوبٍ. 7 « هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 8 اِصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ وَأْتُوا بِخَشَبٍ وَابْنُوا الْبَيْتَ، فَأَرْضَى عَلَيْهِ وَأَتَمَجَّدَ، قَالَ الرَّبُّ. 9 انْتَظَرْتُمْ كَثِيرًا وَإِذَا هُوَ قَلِيلٌ. وَلَمَّا أَدْخَلْتُمُوهُ الْبَيْتَ نَفَخْتُ عَلَيْهِ. لِمَاذَا؟ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. لأَجْلِ بَيْتِي الَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ. 10 لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ النَّدَى، وَمَنَعَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا. 11 وَدَعَوْتُ بِالْحَرِّ عَلَى الأَرْضِ وَعَلَى الْجِبَالِ وَعَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الْمِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأَرْضُ، وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ أَتْعَابِ الْيَدَيْنِ».

في الوقت الذي فيه يقولون بأن الوقت لم يحن لبناء بيت الرب يسكنون هم في بيت لهم مغشاة، تليق بالملوك (1 مل 7: 7؛ إر 22: 14)، وكأنهم ليس فقط قدّموا الزمنيّات عن الأبديّات وإنّما حتى في تدبيرهم للأمور الزمنيّة سكنوا في قصور مترفة تليق بالملوك والعظماء.
إن كانوا يسكنون القصور الفخمة لكن يليق بهم أن يرجعوا أنفسهم ويتأمّلوا حياتهم من جديد، إذ يقول لهم: "اجعلوا قلوبكم على طرقكم" [5]. ولعلّ كلمة "قلوبكم" هنا تعني التأمّل في الحياة الداخليّة أو مراجعة النفس، وكما يقول الرسول: "ليمتحن كل واحد عمله" (غلا 6: 4)، أي يحكم على نفسه قبل أن يحكم الغير عليه... وها هو النبي يُساعدهم على مراجعة أنفسهم بقوله: "زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلًا، تأكلون وليس إلى الشبع، تشربون ولا تروون، تكتسون ولا تدفئون، والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس مثقوب" [6].
إذ يرفض الإنسان الالتصاق بالله خالقه إنّما يرفض البركة في حياته، فالطبيعة تقاومه والأرض لا تعطيه ثمرها، حتى جسده لا يتمتّع بالشبع والكفاية مهما قُدم له. قد يزرع كثيرًا لكن الحصاد قليل، وقد يأكل بنهَم كل ما يشتهيه ولكن بلا شبع، وينال أجرة بلا كيل لكنّه كمن يضعها في كيس مثقوب. هذا ما حذّر منه الكتاب في أكثر من موضع، فيقول الكتاب: "بكسريّ لكم عصا الخبز تخبز عشر نساء خبزكم في تنور واحد ويردّدون خبزهم بالوزن فتأكلون ولا تشبعون" (لا 26: 26)؛ "من أجل خطاياك أنت تأكل ولا تشبع وجوعك في جوفك...
أنت تزرع ولا تحصد، أنت تدوس زيتونًا ولا تدهن بزيت، وسلافة ولا تشرب خمرًا" (مي 6: 14-15 راجع هو 4: 10).
يرى القديس إكليمنضس الإسكندري أن صاحب الكيس المثقوب هو الذي يجمع أمواله ويغلق عليها فلا يعطي للآخرين، إذ يقول: [من يجمع قمحه ويغلق عليه، من لا يعطي أحد يصير إلى حالة أفقر].
لهذا عندما مدح القديس جيروم الكاهن الضرير أبيفايوس قال له: [إنك لا تضع أجرتك في كيس مثقوب بل تضع كنوزك في السماء].
وفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان يقول الأب إبراهيم: [إن صاحب الكيس المثقوب هو من يسمع أقوال الغير لكنه يفقدها بسبب عدم ضبطه لنفسه وعدم تركيز ذهنه].
هكذا يفقد الإنسان البركة حتى في الأمور الزمنيّة باعتزاله مصدر البركة. هذا ما يؤكّده الرب مرّة أخرى مهدّدًا لا للانتقام وإنّما ليردّ الإنسان إليه، فيقول: "لأجل بيتي الذي هو خراب وأنتم راكضون كل إنسان إلى بيته، لذلك منعت السموات من فوقكم الندى، ومنعت الأرض غلتها، ودعوت بالحرّ على الأرض وعلى الجبال وعلى الحنطة وعلى المسطار وعلى الزيت وعلى ما تنبته الأرض وعلى الناس وعلى كل أتعاب اليدين" [11].
إذ يتجاهل الإنسان خالقه تتجاهله الخليقة فتمنع السموات نداها والأرض غلتها، حتى الجو يفقد لطفه فيختنق بحرّه الإنسان والحيوان والنبات على الجبال والمناطق السهلة، مفسدًا كل تعب اليدين. جاء في سفر التثنية: "وتكون سماؤك التي فوق رأسك نحاسًا، والأرض التي تحتك حديدًا، ويجعل الرب مطر أرضك غبارًا وترابًا ينزل عليك من السماء حتى تهلك" (تث 28: 23-24). حينما يُقسي الإنسان قلبه تصير له السماء قاسية كالنحاس والأرض حديدًا بلا ثمر، وإذ تكون أفكاره أرضية ترابية يتحوّل المطر بالنسبة له إلى تراب يهلكه... وكأن الطبيعة تُقدّم له مما هو مختفي فيه.
جاء في الترجمة السبعينيّة "ودعوت بالسيف على الأرض وعلى الجبال... إلخ"، فلا يكفي غضب الطبيعة عليه، إنّما يفقده سلامه مع إخوته فيلاحقونه بالسيف أينما وُجد، حتى إن اختفي على الجبال وسط الصخور، ويبدّدون بالعنف كل ثماره.
يمكننا أيضًا تفسير الكلمات الإلهيّة "لأجل بيتي الذي هو خراب وأنتم راكضون كل إنسان إلى بيته" هكذا، إنّه يعني مسكنه الداخلي فينا الذي يصير خرابًا بفقدانه الله نفسه كساكن فيه فتهرب النفس إلى بيتها، أي تتقوقع حول ذاتها وتتشبّث بأنانيّتها، عندئذ عوض المكسب تدخل إلى خسارة وفقدان تام، إذ تفقد النفس (السموات) نعمة الله (الندى) وتُحرم من عمل الروح القدس، وتمنع الأرض غلّتها أي يفقد الجسد قدسيّته، فلا يكون فيه ثمر مفرح لله والإنسان، فتتحوّل حياته إلى اضطراب شديد حيث يلاحقه السيف الداخلي أينما وجد. يُحطّم السيف أرضه أي جسده، وجباله أي إمكانيّاته المتشامخة ويُفسد حنطته ومسطاره (الخمر الجديد) وزيته أي يفسد طعامه وشرابه ودواءه ليجعله جائعًا ظمآنًا ومريضًا!
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 155513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس إكليمنضس الإسكندري





أن صاحب الكيس المثقوب هو الذي يجمع أمواله
ويغلق عليها فلا يعطي للآخرين، إذ يقول:
[من يجمع قمحه ويغلق عليه،
من لا يعطي أحد يصير إلى حالة أفقر].
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 155514 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عندما مدح القديس جيروم

الكاهن الضرير أبيفايوس قال له:


[إنك لا تضع أجرتك في كيس مثقوب
بل تضع كنوزك في السماء].
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 155515 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان

يقول الأب إبراهيم:


[إن صاحب الكيس المثقوب
هو من يسمع أقوال الغير لكنه يفقدها
بسبب عدم ضبطه لنفسه وعدم تركيز ذهنه].
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 155516 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هكذا قال رب الجنود: أجعلوا قلبكم على طرقكم، اصعدوّا إلى الجبال وأتوا بخشب وابنوا البيت فأرضى عليه وأتمجّد" [7-8].
أ. يبدأ العلاج بالقول: "أجعلوا قلبكم على طرقكم" فلا إصلاح للنفس بدون مراجعة الإنسان لنفسه، لا بمحاسبته لنفسه على تصرّفاته الخارجيّة أو الظاهرة فحسب، وإنّما بالتأمّل في القلب ذاته. فإن كان هذا السفر هو سفر بناء بيت الرب الداخلي، فإنه يرفع فكرنا إلى داخل القلب بكونه مركز العمل. وكأنّه يقول: هيّئوا قلبكم ليقيم الرب مسكنه فيكم بروحه القدّوس.
ب. لا يقف الأمر عند مجرّد التأمّل في القلب وإنّما يقول: "اصعدوا إلى الجبل"... عوض جبلنا المتشامخ أي (الأنا) التي تهدمنا إلى الهاويّة، نرتفع إلى الجبل الذي قال عنه دانيال النبي: "أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها" (دا 2: 35). هذا هو الجبل الذي قيل عنه: "لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل" (مت 5: 14).
إذن لنصعد بالرب نفسه لنتأسّس عليه كجبل يملأ الأرض ويرفعنا كمدينة منيرة وكهيكل مقدّس، بكونه صخر إيماننا. هناك نجلب خشبًا لنبني بيت الرب، أي نحمل صليبه ونشترك معه في آلامه، إذ لا تقوم مقدّسات الرب فينا خارج آلامه.
ج. أخيرًا يقول: "ابنوا البيت فأرضى عليه وأتمجّد". مع أنّه هو الباني للبيت كقول المرتل: "إن لم يبني الرب البيت فباطلًا يتعب البناءون" لكنّه يؤكّد "ابنوا البيت" مؤكّدًا تقديسه للحريّة الإنسانيّة، فهو لا يقيم البيت فينا بغير إرادتنا ولا بدوننا، بل وينسب العمل لنا مع أنّه هو العامل فينا.
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 155517 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ثمر الدعوة:

12 حِينَئِذٍ سَمِعَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِيئِيلَ وَيَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَكُلُّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَكَلاَمَ حَجَّي النَّبِيِّ كَمَا أَرْسَلَهُ الرَّبُّ إِلهُهُمْ. وَخَافَ الشَّعْبُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ. 13 فَقَالَ حَجَّي رَسُولُ الرَّبِّ بِرِسَالَةِ الرَّبِّ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ قَائِلًا: «أَنَا مَعَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ». 14 وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ، 15 فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ.

جاءت الكلمات النبويّة بثمرها المفرح إذ سمع الوالي والكاهن وكل بقيّة الشعب كلمات الرب وخافوا أمام وجهه وبدءوا في العمل. وكأن الإنسان إذ ينصت للكمات الإلهيّة تخضع إرادته (الوالي) وينحني قلبه (الكاهن) وتتجاوب كل طاقاته (بقيّة الشعب) ليمتلئ بكليّته من مخافة الرب ويعمل بقوّة خلال انسجام داخلي مفرح.
 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 155518 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نبوّات ثلاث متلاحقة



إن كان الصوت النبوي قد ألهب القلوب للعمل فإن الله في محبّته لهم لاحقهم بثلاث نبوّات متتالية لتشجيع كل يد للجهاد بروح الله لحساب مجد البيت الداخلي الذي يتأسّس على السيّد المسيح مشتهى كل الأمم. وقد جاءت هذه النبوّات الثلاث تتحدّث عن.


1. هيكل مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ:

1 فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ قَائِلًا: 2 «كَلِّمْ زَرُبَّابِلَ بْنَ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَيَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ قَائِلًا: 3 مَنِ الْبَاقِي فِيكُمُ الَّذِي رَأَى هذَا الْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ الأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ! 4 فَالآنَ تَشَدَّدْ يَا زَرُبَّابِلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَتَشَدَّدْ يَا يَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ، وَتَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَاعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 5 حَسَبَ الْكَلاَمِ الَّذِي عَاهَدْتُكُمْ بِهِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ. لاَ تَخَافُوا. 6 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، 7 وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 8 لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 9 مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفِي هذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ».

جاءت الرسالة الثانية حيث كان البناءون قد بدءوا العمل منذ قرابة شهر، فكانت رسالة تشجيع وسند لهم. إن كانت النبوّة السابقة قد جرحتهم بالتوبيخ فإن هذه النبوّة تُضمد جراحاتهم بكلمات التعزية الإلهيّة المشجّعة.
تاريخ هذه النبوّة: "الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر"، أي في اليوم السابع من عيد المظال، العيد الأخير للحصاد في السنة اليهوديّة (راجع لا 23: 39-44)، وقد اتّسم هذا العيد بالفرح وتقديم ذبائح شكر في آخر أيام العيد أكثر من أي يوم آخر.
كان يليق بالكل أن يمتلئوا فرحًا لا بالعيد فحسب وإنّما ببدء العمل في بيت الرب، وأن يقدّموا ذبائح شكر لله الذي يردّ إليهم المجد المسلوب، لكن عدوّ الخير لا يطيق فرح أولاد الله وشكرهم، فحاول تحطيمهم ببث أفكار اليأس خلال بعض المسنّين الذين عاصروا الهيكل القديم قبل هدمه (منذ حوالي70 عامًا)، هؤلاء قارنوا بين القديم وأساسات الجديد فحسبوا العمل القائم كلا شيء أمام بهاء مجد القديم. بينما كان الكهنة واللآويّون يترنّمون بالفرح ويضربون الأبواق من أجل العمل، إذا بهؤلاء المسنّين صاروا يبكون بمرارة على مجد الهيكل القديم، وكاد الموقف يتأزّم فيحوّل عدوّ الخير العمل المفرح إلى حزن وكآبة قلب وتحطيم للنفوس.


هكذا يخطئ بعض المتقدّمين في السن بتحقيرهم لعمل الجيل الجديد، حاسبين أعمالهم إن قورنت بالأعمال السابقة كلا شيء [3]. لهذا ينصحنا الحكيم: "لا تقل لماذا كانت الأيام الأوّلي خيرًا من هذه؟!" (جا 7: 10).
ولكي يُنزع الله روح اليأس أخذ يُسندهم ويشجّعهم هكذا.
أولًا: "تشدّد يا زربابل، تشدّد يا يهوشع، وتشدّدوا يا جميع شعب الأرض، واعملوا فإني معكم" [4]. وكأنّه يُطالب الوالي والكاهن والشعب لا أن ينشغلوا بالمقارنات بين قديم وجديد، وإنّما بالعمل بقوّة متشدّدين من أجل "الله" الحالّ في وسطهم. ليت كل مؤمن لا يبدّد طاقته بالأفكار الكثيرة المحطّمة للناس، إنّما لتتشدّد إرادته وليتشدّد قلبه ولتتشدّد كل طاقاته، عاملًا بكل طاقته، متأكّدًا أن الرب معه هو سرّ فرحه ومجده.!
إن كان غاية المبنى هو التقاء الرب بهم خلال العهد وتمتعهم بحلّوله في وسطهم، فإنه وسط العمل يقول لهم: "حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر وروحي قائم في وسطكم، لا تخافوا" [5]. كأنه يقول: لا تخافوا فإني أدخل معكم في العهد ويُقيم روحي في وسطكم ما دمتم عاملين... وهذا هو المجد الحق.
ثانيًا: "هي مرّة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجدًا قال رب الجنود" [6-7]. في القديم عندما أقام العهد عند جبل سيناء زلزل الرب الموضع وكان الجبل يُدخن، أما الآن فإنه يُزلزل السماء (النفس) والأرض (الجسد) والبحر (المواهب) واليابسة (الطاقات)، إنّه يُحطّم الإنسان القديم ليُقيم فينا الإنسان الجديد فنحمل سماته في نفوسنا، وتتقدس أجسادنا مواهبنا وطاقاتنا. مع الزلزلة للطبيعة القديمة ننال حياة جديدة مقامة متناغمة في الجسد والنفس ونعمل لحساب الملكوت.
هذه الزلزلة هي علامة مجيء "مشتهى كل الأمم"، فإنه يحل فينا داخليًا في مياه المعموديّة عندما ندفن معه فتتزلزل قوات الظلمة ويتحطّم إنساننا الخارجي. وعندما يأتي أيضًا في آخر الأزمنة تتزلزل الطبيعة بقوّة ليزول العالم المادي ويأتي الرب ملكًا سماويًا أبديًا.
يُترجم البعض "يأتي مشتهى كل الأمم" بـ"يأتي غنى كل الأمم"، بمعنى أن الهيكل الجديد يمتلئ بهاءً بدخول الأمم إلى العضويّة الكنسيّة مقدّمين إيمانهم بالمخلّص وغيرتهم كسرّ غنى روحي.
ثالثًا: "ليّ الفضة وليّ الذهب يقول رب الجنود" [8].

إن كانت مقاييس المجد هي كثرة الذهب والفضة والحجارة الكريمة التي ملأت الهيكل القديم، ففي البيت الجديد يقول الرب: "لا تقننوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم" (مت 10: 9)، إذ يكون هو نفسه فضتنا وذهبنا، هو زينة البيت ومجده.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن النبي نطق بهذه العبارة لأن كثير من اليهود استصعبوا كيف يعود الهيكل القديم مرّة أخرى بذهبه وفضه بعد أن صار ترابًا ورمادًا كأن الرب يقول لهم: [لماذا لا يؤمنون، فإن ليّ الفضة وليّ الذهب، لست محتاجًا أن أقترض من أحد ليزيّن بيتيّ؟!].
رابعًا: "مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأوّل قال رب الجنود، وفي المكان أُعطى السلام يقول رب الجنود" [9]. إن قارنّا بين مجد الهيكل الأوّل الذي بناه سليمان والآخر الذي بناه زربابل نجد أن الأوّل أعظم من جهة ما حواه من حجارة كريمة وذهب وفخامة في المبنى. هذا وجاء في التلمود البابلي أن هيكل زربابل نقصه خمسة أمور عن هيكل سليمان هي: مجد الشكينة، والنار المقدّسة، وتابوت العهد، والأوريم والتميم، وروح النبوّة. لكن هنا يرفعنا لا إلى هيكل زربابل بل الهيكل الذي أشار إليه السيّد بكونه جسده (يو 2). فما أمجد الهيكل الجديّد الذي فيه تمت المصالحة بين الآب والبشريّة خلال بذل الدم (كو 1: 20)، لذا يقول: "وفي هذا المكان أعطى السلام يقول رب الجنود".
إن كان الله قد أدب شعبه بالسبي فتحطّم هيكل سليمان إنّما ليردّهم لبناء الهيكل في مجد أعظم، وهكذا يؤدّبنا الرب ليهبنا بهاءً أفضل كما قال القديس يوحنا الذهبي الفم.



2. الله يطلب هيكل القلب:

10 فِي الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ قَائِلًا: 11 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اِسْأَلِ الْكَهَنَةَ عَنِ الشَّرِيعَةِ قَائِلًا: 12 إِنْ حَمَلَ إِنْسَانٌ لَحْمًا مُقَدَّسًا فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ وَمَسَّ بِطَرَفِهِ خُبْزًا أَوْ طَبِيخًا أَوْ خَمْرًا أَوْ زَيْتًا أَوْ طَعَامًا مَّا، فَهَلْ يَتَقَدَّسُ؟» فَأَجَابَ الْكَهَنَةُ وَقَالُوا: «لاَ». 13 فَقَالَ حَجَّي: «إِنْ كَانَ الْمُنَجَّسُ بِمَيْتٍ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ هذِهِ، فَهَلْ يَتَنَجَّسُ؟» فَأَجَابَ الْكَهَنَةُ وَقَالُوا: «يَتَنَجَّسُ». 14 فَأَجَابَ حَجَّي وَقَالَ: «هكَذَا هذَا الشَّعْبُ، وَهكَذَا هذِهِ الأُمَّةُ قُدَّامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَهكَذَا كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ. 15 وَالآنَ فَاجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هذَا الْيَوْمِ فَرَاجِعًا، قَبْلَ وَضْعِ حَجَرٍ عَلَى حَجَرٍ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ. 16 مُذْ تِلْكَ الأَيَّامِ كَانَ أَحَدُكُمْ يَأْتِي إِلَى عَرَمَةِ عِشْرِينَ فَكَانَتْ عَشَرَةً. أَتَى إِلَى حَوْضِ الْمِعْصَرَةِ لِيَغْرُفَ خَمْسِينَ فُورَةً فَكَانَتْ عِشْرِينَ. 17 قَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِاللَّفْحِ وَبِالْيَرَقَانِ وَبِالْبَرَدِ فِي كُلِّ عَمَلِ أَيْدِيكُمْ، وَمَا رَجَعْتُمْ إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. 18 فَاجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هذَا الْيَوْمِ فَصَاعِدًا، مِنَ الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ الرَّبِّ، اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ. 19 هَلِ الْبَذْرُ فِي الأَهْرَاءِ بَعْدُ؟ وَالْكَرْمُ وَالتِّينُ وَالرُّمَّانُ وَالزَّيْتُونُ لَمْ يَحْمِلْ بَعْدُ. فَمِنْ هذَا الْيَوْمِ أُبَارِكُ».

جاءت هذه النبوّة لاحقة للسابقة بعد شهرين من إعلانها، فيها يوضح إنّه إن كان مجد الهيكل هو حلّول الرب في وسط شعبه، فإن غاية الهيكل هو تقديس القلب، لذلك يُطالبنا ألاّ نُركز فكرنا على المبنى الحجري بل على القلب. فإن أقمنا الحجري بقلوب دنسه فما المنفعة منه؟! ويلاحظ في هذه النبوّة الآتي:
أولًا: يطلب الله من النبي أن يسأل الكهنة عن الشريعة مع إنّه نبي. فإن كان الله قد أرسل النبي ليحثّ الكهنة للعمل، لكنّه يطالبه أن يسأل الكهنة عن تفسير الشريعة، وكأن كل عضو في الكنيسة يعمل مع الآخر في العمل الخاص به دون أفضليّة للواحد عن الآخر إلاَّ من جهة أمانته فيما أوّكل عليه، النبي في نبوّة والكاهن في تفسير الشريعة.
إن كان عمل الكاهن الرئيسي هو تفسير الشريعة، وكما يقول القديس جيروم: [عظيم هو عمل الكهنوت الإجابة عن الأسئلة الخاصة بالشريعة... ففي الواقع إن النقص في تعليم الكاهن يعوقه عن عمل الصلاح للغير... وبقدر ما يبني كنيسة المسيح بفضائل حياته يؤذيها بالأكثر بفشله في مقاومة الذين يسحبونها إلى أسفل].
ثانيًا: إن حمل إنسان لحمًا مقدّسا في طرف ثوبه ومس بطرفه شيئًا ما لا يُقدّسه، لكنّه إن كان قد تنجّس بميت فما يمسه ينجسّه. كأنّه أراد تأكيد أن العدوَى تنتقل إلى حياة الآخرين في الخطيّة أسرع من القداسة. لأن الهدم أسرع من البناء. وكأنّه يسألهم أن يهتمّوا بصحتهم الروحيّة وتقديسهم لأن كل مرض ونجاسة ينتقلان وينتشران بينهم سريعًا.
ثالثًا: يقول "إن حمل إنسان لحمًا مقدّسا" ولم يقل "ذبيحة مقدّسة"، فحينما يصرّون على الشرّ لا يقبل الله منهم بناء بيته مهما بدا فخمًا وجميلًا، ولا يقبل ذبائحهم بل يراها "لحمًا". إنّه يطالبهم بمراجعة أنفسهم لئلا فيما هم ينشغلون في البناء الخارجي يفقدون تقديس القلب، إذ يقول: "فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فراجعًا قبل وضع حجر على حجر في هيكل الرب" [15].
رابعًا: إذ لا يتقدّس القلب فإنهم حتى إن بنوا هيكلًا للرب في وسطهم لا ينعمون بالبركة، إذ يقول: "منذ تلك الأيام كان أحدكم يأتي إلى عرمة عشرين فكانت عشرة، أتى إلى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة فكانت عشرين، قد ضربتكم باللفح وباليرقان وبالبرد في كل عمل أيديكم وما رجعتم إليَّ يقول الرب" [16-17]. فإن يأتي إنسان إلى جرن الحصاد متوقعًا أن يجمع عشرين (مكيالًا) من الحبوب إذا به يجمع عشرة، ويأتي إلى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة من عصير العنب فيجد عشرين فقط، أما النباتات فيضربها باللفح (هبوب ريح عنيف) واليرقات (الآفات) والبرد. هكذا تقاومه الطبيعة لعلّها تردّه إلى خالقة.



3. الهيكل الجديد والختم الإلهي:

20 وَصَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ ثَانِيَةً إِلَى حَجَّي، فِي الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ قَائِلًا: 21 « كَلِّمْ زَرُبَّابِلَ وَالِي يَهُوذَا قَائِلًا: إِنِّي أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، 22 وَأَقْلِبُ كُرْسِيَّ الْمَمَالِكِ، وَأُبِيدُ قُوَّةَ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَأَقْلِبُ الْمَرْكَبَاتِ وَالرَّاكِبِينَ فِيهَا، وَيَنْحَطُّ الْخَيْلُ وَرَاكِبُوهَا، كُلٌّ مِنْهَا بِسَيْفِ أَخِيهِ. 23 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، آخُذُكَ يَا زَرُبَّابِلُ عَبْدِي ابْنُ شَأَلْتِيئِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَجْعَلُكَ كَخَاتِمٍ، لأَنِّي قَدِ اخْتَرْتُكَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ».

هذه النبوّة الأخيرة أُعلنت في ذات اليوم الذي أُعلنت فيه النبوّة السابقة. الأوّلي يؤكّد فيها الرب ضرورة توجيه الأنظار إلى هيكل القلب وتقديسه حتى يمتلئ المؤمن بالبركة وينعم بحلول الرب داخله، أما هنا فيوجّه الحديث إلى زربابل الوالي الذي من نسل داود معلنًا أنّه يباركه بتحطيم الأمم الوثنيّة المقاومة وإقامته خاتمًا للرب بكونه المختار من قلبه.
إن كان زربابل يمثل السيّد المسيح الذي "ولد في بابل" إذ حمل جسدنا وجاء إلى أرضنا ودخل معنا حتى القبر، لكنّه هو الابن الوحيد موضع سرور الآب، فيه صرنا مختاري الله (أف 1: 4). فيه ننعم بالغلبة لا على أمم بشريّة بمركباتها وخيلها، وإنّما على قوّات الظلمة الشرّيرة.
بالمعموديّة تنهزم تحت أقدامنا أعمال الإنسان القديم كأمم وثنيّة منهارة وننعم بالختم السماوي، الأمر الذي اشتهته العروس قائلة: "اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك" (نش 8: 6). به صرنا كخاتم نحمل كرامة السيّد وغناه وسلطانه الروحي، نشهد له كعروس اتحدت معه على مستوى فائق.

 
قديم 25 - 03 - 2024, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 155519 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هيكل مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ:

1 فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ قَائِلًا: 2 «كَلِّمْ زَرُبَّابِلَ بْنَ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَيَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ قَائِلًا: 3 مَنِ الْبَاقِي فِيكُمُ الَّذِي رَأَى هذَا الْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ الأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ! 4 فَالآنَ تَشَدَّدْ يَا زَرُبَّابِلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَتَشَدَّدْ يَا يَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ، وَتَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَاعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 5 حَسَبَ الْكَلاَمِ الَّذِي عَاهَدْتُكُمْ بِهِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ. لاَ تَخَافُوا. 6 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، 7 وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 8 لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 9 مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفِي هذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ».

جاءت الرسالة الثانية حيث كان البناءون قد بدءوا العمل منذ قرابة شهر، فكانت رسالة تشجيع وسند لهم. إن كانت النبوّة السابقة قد جرحتهم بالتوبيخ فإن هذه النبوّة تُضمد جراحاتهم بكلمات التعزية الإلهيّة المشجّعة.
تاريخ هذه النبوّة: "الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر"، أي في اليوم السابع من عيد المظال، العيد الأخير للحصاد في السنة اليهوديّة (راجع لا 23: 39-44)، وقد اتّسم هذا العيد بالفرح وتقديم ذبائح شكر في آخر أيام العيد أكثر من أي يوم آخر.
كان يليق بالكل أن يمتلئوا فرحًا لا بالعيد فحسب وإنّما ببدء العمل في بيت الرب، وأن يقدّموا ذبائح شكر لله الذي يردّ إليهم المجد المسلوب، لكن عدوّ الخير لا يطيق فرح أولاد الله وشكرهم، فحاول تحطيمهم ببث أفكار اليأس خلال بعض المسنّين الذين عاصروا الهيكل القديم قبل هدمه (منذ حوالي70 عامًا)، هؤلاء قارنوا بين القديم وأساسات الجديد فحسبوا العمل القائم كلا شيء أمام بهاء مجد القديم. بينما كان الكهنة واللآويّون يترنّمون بالفرح ويضربون الأبواق من أجل العمل، إذا بهؤلاء المسنّين صاروا يبكون بمرارة على مجد الهيكل القديم، وكاد الموقف يتأزّم فيحوّل عدوّ الخير العمل المفرح إلى حزن وكآبة قلب وتحطيم للنفوس.


هكذا يخطئ بعض المتقدّمين في السن بتحقيرهم لعمل الجيل الجديد، حاسبين أعمالهم إن قورنت بالأعمال السابقة كلا شيء [3]. لهذا ينصحنا الحكيم: "لا تقل لماذا كانت الأيام الأوّلي خيرًا من هذه؟!" (جا 7: 10).
ولكي يُنزع الله روح اليأس أخذ يُسندهم ويشجّعهم هكذا.
أولًا: "تشدّد يا زربابل، تشدّد يا يهوشع، وتشدّدوا يا جميع شعب الأرض، واعملوا فإني معكم" [4]. وكأنّه يُطالب الوالي والكاهن والشعب لا أن ينشغلوا بالمقارنات بين قديم وجديد، وإنّما بالعمل بقوّة متشدّدين من أجل "الله" الحالّ في وسطهم. ليت كل مؤمن لا يبدّد طاقته بالأفكار الكثيرة المحطّمة للناس، إنّما لتتشدّد إرادته وليتشدّد قلبه ولتتشدّد كل طاقاته، عاملًا بكل طاقته، متأكّدًا أن الرب معه هو سرّ فرحه ومجده.!
إن كان غاية المبنى هو التقاء الرب بهم خلال العهد وتمتعهم بحلّوله في وسطهم، فإنه وسط العمل يقول لهم: "حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر وروحي قائم في وسطكم، لا تخافوا" [5]. كأنه يقول: لا تخافوا فإني أدخل معكم في العهد ويُقيم روحي في وسطكم ما دمتم عاملين... وهذا هو المجد الحق.
ثانيًا: "هي مرّة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجدًا قال رب الجنود" [6-7]. في القديم عندما أقام العهد عند جبل سيناء زلزل الرب الموضع وكان الجبل يُدخن، أما الآن فإنه يُزلزل السماء (النفس) والأرض (الجسد) والبحر (المواهب) واليابسة (الطاقات)، إنّه يُحطّم الإنسان القديم ليُقيم فينا الإنسان الجديد فنحمل سماته في نفوسنا، وتتقدس أجسادنا مواهبنا وطاقاتنا. مع الزلزلة للطبيعة القديمة ننال حياة جديدة مقامة متناغمة في الجسد والنفس ونعمل لحساب الملكوت.
هذه الزلزلة هي علامة مجيء "مشتهى كل الأمم"، فإنه يحل فينا داخليًا في مياه المعموديّة عندما ندفن معه فتتزلزل قوات الظلمة ويتحطّم إنساننا الخارجي. وعندما يأتي أيضًا في آخر الأزمنة تتزلزل الطبيعة بقوّة ليزول العالم المادي ويأتي الرب ملكًا سماويًا أبديًا.
يُترجم البعض "يأتي مشتهى كل الأمم" بـ"يأتي غنى كل الأمم"، بمعنى أن الهيكل الجديد يمتلئ بهاءً بدخول الأمم إلى العضويّة الكنسيّة مقدّمين إيمانهم بالمخلّص وغيرتهم كسرّ غنى روحي.
ثالثًا: "ليّ الفضة وليّ الذهب يقول رب الجنود" [8].

إن كانت مقاييس المجد هي كثرة الذهب والفضة والحجارة الكريمة التي ملأت الهيكل القديم، ففي البيت الجديد يقول الرب: "لا تقننوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم" (مت 10: 9)، إذ يكون هو نفسه فضتنا وذهبنا، هو زينة البيت ومجده.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن النبي نطق بهذه العبارة لأن كثير من اليهود استصعبوا كيف يعود الهيكل القديم مرّة أخرى بذهبه وفضه بعد أن صار ترابًا ورمادًا كأن الرب يقول لهم: [لماذا لا يؤمنون، فإن ليّ الفضة وليّ الذهب، لست محتاجًا أن أقترض من أحد ليزيّن بيتيّ؟!].
رابعًا: "مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأوّل قال رب الجنود، وفي المكان أُعطى السلام يقول رب الجنود" [9]. إن قارنّا بين مجد الهيكل الأوّل الذي بناه سليمان والآخر الذي بناه زربابل نجد أن الأوّل أعظم من جهة ما حواه من حجارة كريمة وذهب وفخامة في المبنى. هذا وجاء في التلمود البابلي أن هيكل زربابل نقصه خمسة أمور عن هيكل سليمان هي: مجد الشكينة، والنار المقدّسة، وتابوت العهد، والأوريم والتميم، وروح النبوّة. لكن هنا يرفعنا لا إلى هيكل زربابل بل الهيكل الذي أشار إليه السيّد بكونه جسده (يو 2). فما أمجد الهيكل الجديّد الذي فيه تمت المصالحة بين الآب والبشريّة خلال بذل الدم (كو 1: 20)، لذا يقول: "وفي هذا المكان أعطى السلام يقول رب الجنود".
إن كان الله قد أدب شعبه بالسبي فتحطّم هيكل سليمان إنّما ليردّهم لبناء الهيكل في مجد أعظم، وهكذا يؤدّبنا الرب ليهبنا بهاءً أفضل كما قال القديس يوحنا الذهبي الفم.

 
قديم 25 - 03 - 2024, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 155520 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس جيروم:


[عظيم هو عمل الكهنوت الإجابة عن الأسئلة الخاصة بالشريعة...
ففي الواقع إن النقص في تعليم الكاهن يعوقه عن عمل الصلاح
للغير... وبقدر ما يبني كنيسة المسيح بفضائل حياته يؤذيها بالأكثر
بفشله في مقاومة الذين يسحبونها إلى أسفل
].
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024