منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 12 - 2016, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 15531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس موريق ورفقته ال70

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لما كان الإمبراطور الروماني مكسيميانوس (296 -305م) يطوف أرجاء إمبراطوريته يفتك بالمسيحيين بنفسه فقد أقبل على أفاميا السورية. هناك وشى لديه الكهنة الوثنيون بموريق وجنوده السبعين. قالوا أنهم مسيحيون متمردون ولا يعبأون بالطقوس العبادية الملكية الإلزامية. فلما وقف المشتكى عليهم أمام الإمبراطور. بحضور جمهور كبير من وثنيي أفاميا المهتاجين، اتهموا بالجحود حيال آلهة المملكة والملك الذي طالما أنعم عليهم بالكرامات العسكرية. فأجاب موريق ورفاقه أنهم لا يدينون بأي فضل لآلهة لا وجود لها إلا في نخيلة مشبعة بأهواء الوثنيين. ولا يؤمنون إلا بالإله الواحد وبالرب يسوع المسيح. وإذ احتقروا وعود الملك وتهديداته أعلنوا أنهم لا يخشون العذاب ولا الملك لأن الله يعطي الذين يحبونه قوة تقوى على الموت. أهينوا ونُزعت أسيرتهم فكان جوابهم إن الله يلبسهم ثوب المجد الأبدي الذي لا يبلى. أودعوا السجن وجُعلت أطرافهم في الحديد فكانوا كنفس واحدة يشدّد بعضهم بعضاً ويسألون الله أن ينعم عليهم بالاعتراف الحسن وصبر المسيح في آلامه. أوقفوا من جديد أمام الإمبراطور بعد ثلاثة أيام فصرحوا أنه ليس في هذه الحياة ما يغريهم وأنهم لا يهابون الموت لأن لهم موعد الحياة الأبدية.ضربوا بأعصاب البقر ضرباً عنيفاً وألقوا في جمر النار ثم مزقت جنباتهم بأظافر حديدية. كل هذا وهم مستغرقون في الصلاة إلى الله، يتعالون على الجراح والأوجاع وكأن أجسادهم لبستها النعمة واتشحت بعدم الفساد. وانتبه مكسيميانوس إلى أحد أتباع موريق وهو فوتين أي المشع. هذا بدا له فتى نحيلاً فظن أن بإمكانه أن يستميله إليه. فوتين كان ابن موريق. فلما أبدى الفتى صلابة لا تقل عن صلابة الرجال أمر به مكسيميانوس جلاديه فقطعوا رأسه. أما الباقون فقيّدهم المعذبون في أحد المستنقات بعدما عروهم ودهنوا أجسادهم بالعسل. ثم تركوهم عرضة للحشرات الهائمة بوفرة عشرة أيام بلياليها إلى أن لفظوا أنفاسهم ونالوا أكاليل الغلبة من السماء.
نشير إلى أن الشهداء موريق ورفقته تكرمهم الكنيسة في الغرب إكراماً جزيلاً وتعيد لهم في 22 أيلول. غير أن سيرتهم في التراث اللاتيني دخلها بعض العناصر الجديدة. فالشهيد ورفقته كانون من طيبة المصرية ونقلوا إلى جبل آغون القريب من جنيف الحالية تنفيذاً لأوامر مكسيميانوس. ولما امتنعوا عن رفع السلاح في وجه المسيحين قُبض عليهم فجاهروا بإيمانهم بالمسيح. وإذ هددهم مكسيميانوس بالموت إن لم يتراجعوا لم يعبأوا بتهديده وأقاموا على الإيمان ثابتين. إذ ذاك أحاط بهم جنوده، وكانوا أكثر من ستة آلاف وفتكوا بهم كالنعاج.
يذكر أنه كانت في بلدة أميون اللبنانية كنيسة تحمل اسم القديس موريق. هذه ورد ذكرها في بعض المخطوطات. والبادي أنها هي إياها كنيسة القديس فوقا القديمة العهد. وقد كان يُظن أن موريق، صاحب الكنيسة في وقت من الأوقات، هو موريق، الإمبراطور البيزنطي، ولكن بعض الدارسات يميل إلى اعتباره موريق بنسخته الغربية الذي يصادف عيده عيد القديس فوقابالذات (22 أيلول). ولعل وراء هذا التوافق تأثير صليبي. بعض رفاته موجود في الدار الأسقفية في نيقوسيا القبرصية.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 15532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

13th Sunday of Luke – Of the Rich Young Man

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
That which from a human perspective cannot happen,
God will make it happen
The rich young man approaches the Lord and asks what he can do to inherit eternal life. The Lord answers him: “You still lack one thing”. [1] And this which you lack is to sell all your possessions and follow me. Deep down in his heart the uneasiness of the young man is that he feels he is lacking something, yet he is not aware of it. And since he is informed of what this thing is, he is in difficulty doing it. And this is what is called self sufficiency. He is deeply regretful not over the fact that he is unable to do that which the Lord asks of him, but that the Lord is asking him to take off something he had never thought of.
The Lord says that it is nearly impossible for a rich man to be saved. In this way, we could say that the “one thing” each one has –whatever this might be– and which he guards since he is a captured by it and unable to let it go, is dangerous. The Lord, however, stresses: “with men this is impossible, but for God all things are possible”. And yet, this does not mean that because God is powerful He will, in the end, save the rich man or the man who passionately holds onto any weakness. Rather, it means that God will give man the ability to finally cast off that which is capturing him and leading to his downfall. And, in this manner, the miracle happens in man’s very own soul: “God’s power is made perfect in man’s weakness”. That which from a human perspective you think cannot happen, God will make it happen.
[1] Luke. 18, 22.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 15533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الايمان التعليمى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. (يه ١ : ٣)

الايمان التعليمى المسلم لنا عبر كلمة الله
نجتهد لاجله وليس نجتهد لنطوره
نطور الاساليب لكن يبقى المضمون كما هو
من يعتبر الايمان التعليمى متخلف غير مواكب للعصر
فليبحث له عن ايمان يناسبه ولا يتمسح فى التعليم المسيحى النابع من كلمة الله

لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ.

كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.
(2بط٣: ٢، ١٦)

فلا تحرف كلمة الله بحجة مواكبة العصر
فكلمة الله ثابتة بثبات الله ذاته
فان كنت تدعى ان كلمة الله لا تناسب العصر فأنت بهذا تخرج الله من عصرك لانه لا فصل وانفصال لكلمة الله عن الله.
 
قديم 28 - 12 - 2016, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 15534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا أنا موجود في هذه الحياة ؟!
للراهب/ عزرا الأنبا بيشوي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

منذ ما إلقاني الله كحصاة في بحيرة الدنيا. وهناك أسئلة كثيرة تدور بداخلي. وتصرخ في قلبي وتزعج عقلي.
لماذا انا موجود في هذه الحياة.؟ ! ما هو الغرض من وجودي في هذه الدنيا.؟ وأخذت اسأل أريد إجابة !؟ سألت أمي التي كانت السبب في وجودي فلم تجبني إجابة كافية شافية. وقال لي استاذي في مدارس الأحد ان هناك أب قد انحدرت منه هذه البشرية.وكان يعيش في الجنة ، وهو آدم. وقد أخطأ آدم هذا وفسدت طبيعته وطرده الله من الجنة. وأتى إلى هذه الأرض. فوجدت نفسي أمام عدة أسئلة ؟؟ لماذا لم يغفر الله خطية آدم.؟ لماذا طرده من الجنة لنعيش فترة في هذه الأرض ثم يعقبها الموت.. إين العدل في اننا نحيا حياة مليئة بالألم ثم نموت بعدها.؟ بل وأين العدل في تفاوت أعمار البشر.فالبعض منهم يموت في سن الطفولة.؟ والبعض في سن الشباب؟ والبعض في سن الشيخوخة.؟ ووجدت بعض البشر يصرخون .آآه منك إيها الإله المنتقم الجبار.!! وأخذت ابحث في كتب الفلاسفة والمفكرين لعلي أجد اجابات لهذه الأسئلة. فلم أجد.
وأخيراً عندما نظرت إلى نفسي وجدت الإجابات كلها؛ لقد خلقني الله على صورته ومثاله.أنا نسمة من روح الله. فأدركت أنني لي بداية ولكن ليس لي نهاية. لأنه حاشا ان تفنى نسمة من روح الله. لقد اخذت صفة الخلود من الله لأني نسمة من روحة. وحياتي لم تنتهى بالموت. بل سوف انتقل إلى حياة جديدة ليس فيها ألم ولا دموع ولا حزن.ولكن لماذا الحزن والألم.؟ ونظرت إلى نفسي مرة أخرى فوجدت أنني لو تنعمت في هذه الدنيا سوف أنسى الله.واترك حياة الفضيلة. وسوف يأكل البشر بعضهم البعض.وتضيع حياتهم الأبدية فلابد من الألم لكي تتحرك المشاعر الراكدة.لابد أشعر أنني غريب.. فقلت لنفسي. الألم هو بمثابة علاج وليس من الضروري أن يكون عقاب.ولكن لماذا لم يغفر الله خطية آدم.؟ فرجعت إلى نفسي أسالها.لماذا.؟ فوجدت الإجابة وهي ان غفران خطية آدم سوف يمنعه من التمادي في الخطأ.وتبقى مشكلة قائمة وهي ان طبيعته قد فسدت.وغفران الخطية لم يصلح طبيعته الفاسدة..فأخذ الله هذه الطببعة الفاسدة وأصلحها بنفسه.وتم خلقها مرة اخرى بالتجسد والصليب والقيامة.ولكن لماذا لم يأمر الله هذه الطبيعة الفاسدة لتعود مرة اخرى الى طبيعة جديدة غير فاسدة.وبدون تجسد ولا صلب ولا قيامة.لقد انزل الله قانون لآدم وقال له (يوم ان تأكل من هذه الشجرة موتا تموت ) وللاسف آكل ادم وتحولت طبيعته من طبيعة غير قابلة للموت إلى طبيعة فاسدة قابلة للموت.وبالتالي أصبح هناك قانون وعقوبة في حالة كسر هذا القانون .وهذا القانون هو الذي وضعه الله.وليس من الطبيعي ان يستخدم الله سلطته في كسر هذا القانون.وإلا يكون الله في هذه الحالة يناقض نفسه. ولكن لماذا لا نرجع إلى الجنة مرة اخرى طالما ان طبيعتنا البشرية قد تجددت.؟ لماذا انا موجود في هذه الدنيا حتى بعد صلب المسيح وقيامته.؟ ورجعت إلى نفسي اسألها.لماذا.؟ فوجدت نفسي أنني في الجنة دون ان أدري. فقد كنت في الجنة أكل وأشرب.وأنا الآن أكل وأشرب. وقد كانت هناك شجرة معرفة الخير والشر. وهنا أيضاً توجد هذه الشجرة.فكل وصية أعطاها لي الله هي بمثابة شجرة معرفة الخير والشر.وكانت هناك شجرة الحياة. فهي أيضا موجودة. نعم. انه جسد الرب ودمه الذي يعطيني الحياة الأبدية.ولكن هناك شئ جديد.فقد تغير وضعي. فقد أتحد الله بطببعتي البشرية. لذلك فما عاد يناسبني السكنى بين الأشجار.فلابد ان أكون متواجد في الملكوت بين الملائكة. نعم فأنا نسمة من روح الله.سواء كنت في الجنة أو كنت في الدنيا أو كنت في الملكوت.سواء انتقلت من هذه الحياة وأنا طفل أو أنا شاب أو أنا شيخ. أنها حالات مختلفة ولكن القاعدة واحدة وهي أنني نسمة من روح الله. فالعلاقة بيني وبين الحياة هي علاقة فطرة. من خلال النسمة التي أخذتها من الله الذي هو الحياة.نعم.الله هو أصلي ولابد ان اعود إلى اصلي في يوم من الأيام. وكل الأحداث التي أمر بها.هي مجرد وسيلة لكي أعود إلى أصلي.الذي هو الله. وأعيش في وطني الطبيعي الذي هو الملكوت.ولولا هذه الأحداث لكان هناك خطر على مصيري الأبدي.ووجدت نفسي أمام الآية التي تقول (كل الاشياء تعمل معا للخير مع الذين يحبون الله )(رو28:8 ).
وأيقنت انك الإله المحب الحنون.الذي أحبني أولاً. أنت الذي خلقتني ليس إلا من منطلق محبتك.وسوف أظل أحبك.لأنك أنت اصل وجودي وأنت المحبة. فحبي لك هو حب بالفطرة. بالطبيعة. بالغريزة. فقد خرجت منك وسأظل حائراً إلى ان أعود إليك .
 
قديم 28 - 12 - 2016, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 15535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معلومات رائعة عن مذبح مغارة الميلاد بكنيسة المهد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مذبح مغارة الميلاد عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق. تحت الهيكل الرئيسي نجد نجمة فضية تشير إلى موضع ميلاد يسوع وعليها عبارة باللاتينية تقول: «هنا ولد يسوع المسيح من مريم العذراء».

على يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسي نجد المغارة التي تُدعى «مغارة المجوس» حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع.

في أخر المغارة نجد بابا يؤدي بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض. ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط.

 
قديم 28 - 12 - 2016, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 15536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شجرة العذراء مريم التى استظل بظلها السيد المسيح وأمه العذراء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"شجرة العذراء مريم" في منطقة المطرية، في اقصى شمال مدينة القاهرة، و عمرها نحو ألفي عام، حيث استظل بظلها السيد المسيح وأمه العذراء مريم خلال رحلة الهروب إلى مصر، حيث انهم أختبأوا تحت هذه الشجرة ، فأنحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تماما عن أعين رسل هيرودس فنجوا من شرهم.
يذكر ان شجرة العذراء مريم الاصلية التي استراحت عندها العائلة المقدسة قد أدركها الوهن والضعف وسقطت عام 1656 م ، فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة الشجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت. ويذكر ان الناس يذهبون إلى هذه الشجرة ليتباركون بها ، وخاصة الحوامل.
 
قديم 28 - 12 - 2016, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 15537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يدعو الإنجيل السيد المسيح وسيطاً بين الله والإنسان، وهو الله ذاته؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يجيب على هذا التساؤل البابا كيرلس الكبير قائلاً " نحن نرى أن الإبن واحد من أثنين، إذ فيه التقت الطبيعتان الإلهية والإنسانية واتحدتا في واحد بشكل غير موصوف ولا يعبر عنه، وبكل تأكيد نحن لا نعني أن الكلمة الإلهية قد تحوَّل إلى الطبيعة الجسدية الأرضية ولا الجسد تحوَّل إلى الكلمة. والذي يتبنى أحد هذين الموقفين المتطرفين لابد أن يكون مختل العقل. فكل منها تبقى في خصوصيتها ولكنهما تعدان في وحدة تامة لا تنفصل.
فهو نفسه إنسان وإله. وحينما نقول الله فنحن لا نلغي الإنسانية بعد الإتحاد، وحينما نقول إنسان فنحن لا ننفي صفات اللاهوت..
وهو الإبن الوحيد والكلمة كمولود من الآب، وهو البكر بين أخوة كثيرين (رو 8: 29).
لأنه صار إنساناً، ولقب ب " الإبن الوحيد " الذي هو لقب خاص باللوغوس يُطلَق أيضاً على اللوغوس متحداً بالجسد، ونفس الأمر مع لقب " البكر" فهذا اللقب لم يكن لقبه قبل التجسد ولكنه صار لقباً بعد التجسد، وهو وسيط بهذا المعنى:
انه جمع ووحَّد في شخصه أموراً متباعدة فيما بينها، وهي اللاهوت والناسوت، الله والإنسان، وربطهما بوساطته بالله الآب لأنه واحد مع الآب في الطبيعة مع البشر لأنه خرج من بينهم، وحاضر في وسطهم، وذلك لأنه ليس غريباً عنا فيما يخص انسانيته، وهو عمانوئيل الذي شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية "
 
قديم 28 - 12 - 2016, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 15538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول تابع معنى الكلمة בּטַח الجزء الرابع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +

ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمـــــان
المعنى الأول: الثقــــــــــة والاتكال
تابع 1 – معنى الكلمة: [bâṭach – בּטַח]

عموما باختصار وتركيز مما سبق نجد أن الله – ليس في العهد الجديد فقط بل حتى على مستوى العهد القديم – هو موضوع السند الحقيقي والاتكال، مع أنه يُمكن أن تُشير الكلمة العبرية للاتكال على آخر غير الله، وهذا هو قمة السقوط والتدني من جهة نشاط الإنسان السلبي لأنه ممكن أن يتكل (بكل قلبه) على الغنى أو الناس الأقوياء ليقوموا بحمايته، أو على المدن الحصينة لكي يكون في مأمن من الأعداء أو يتكل على الفطنة والحكمة الإنسانية، وهذه كلها بالطبع تُعبِّر عن ضعف الإيمان، لأن هُناك علاقة عكسية Inverse relationship نرها هُنا، وهي كلما زاد الاتكال على هذه الأشياء والثقة فيها كلما ضعف وقل الإيمان الذي يُكاد أن يقترب إلى العدم لأن الإنسان هنا استند – بكل قلبه – على آخر غير الله، فطبيعياً يقل اعتماده عليه حتى يصل لنقطة عدم الإيمان به حتى يصل لطريق مسدود إذ يمتلئ قلبه بالجحود والرفض التام لكل تعامل إلهي ويسد آذانه عن صوت الحياة ويرفض كل نعمة وتنغلق عينيه عن النور الإلهي الفائق:
+ أن كنت قد جعلت الذهب عمدتي (مُتَّكَلِي – اعتمادي عليه)، أو قلت للإبريز أنت متكلي. أن كنت قد فرحت إذ كثرت ثروتي ولأن يدي وجدت كثيراً. أن كنت قد نظرت إلى النور حين أضاء أو إلى القمر يسير بالبهاء. وغوي قلبي سراً ولثم يدي فمي. فهذا أيضاً إثم يعرض للقضاة لأني أكون قد جحدت الله من فوق (الله العلي). (أيوب 31: 24 – 28)
+ الذين يتكلون على ثروتهم وبكثرة غناهم يفتخرون، الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يُعطي الله كفارة عنه؛ لا تتكلوا على الظلم، ولا تصيروا باطلاً في الخطف، أن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلباً؛ من يتكل على غناه يسقط اما الصديقون فيزهون كالورق (أوراق الشجر). (مزمور 49: 6، 7؛ 62: 10؛ أمثال 11: 28)
+ لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده. تخرج روحه فيعود إلى ترابه في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره. طوبى لمن إله يعقوب معينه، ورجاؤه على الرب إلهه. (مزمور 146: 3 – 5)
+ وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي أوصاك بها.. وتُحاصرك في جميع أبوابك حتى تهبط أسوارك الشامخة الحصينة التي أنت تثق بها في كل أرضك، تحاصرك في جميع أبوابك في كل أرضك التي يعطيك الرب إلهك؛ فيأكلون حصادك وخبزك الذي يأكله بنوك وبناتك، يأكلون غنمك وبقرك، يأكلون جفنتك وتينتك، يهلكون بالسيف مُدُنك الحصينة التي أنت متكل عليها. (تثنية 28: 45، 52؛ أرميا 5: 17)
+ توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سُبلك. لا تكن حكيماً في عيني نفسك، اتقِ الرب وابعد عن الشرّ؛ المتكل على قلبه هو جاهل. (أمثال 3: 5 – 7؛ 28: 26)
والعهد القديم بطبعه يُحذر دائماً من الاتكال على الباطل وإعطاءه ولاء الطاعة، أي الاستناد على آخر غير الله لخلاص النفس، لأن هو وحده السند الحقيقي وأساس خلاص إسرائيل أن قدموا طاعة الإيمان الصادق، وكل ما عداه باطل ليس فيه نفع.
+ ها انكم متكلون على كلام الكذب الذي لا ينفع. أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً وتبخرون للبعل وتسيرون وراء آلهة أُخرى لم تعرفوها. ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دُعي باسمي عليه وتقولون قد أنقذنا حتى تعملوا كل هذه الرجاسات؛ هذه قرعتك، النصيب المكيل لك من عندي يقول الرب، لأنك نسيتني واتكلت على الكذب؛ فقال ارميا النبي لحننيا النبي اسمع يا حننيا أنالرب لم يرسلك وأنت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب. لذلك هكذا قال الرب هانذا طاردك عن وجه الأرض، هذه السنة تموت لأنك تكلمتبعصيان على الرب. (أرميا 7: 8 – 10؛ 13: 25؛ 28: 15 – 16)
وفي عدم الطاعة هذه والثقة والاتكال على آخر غير الله المُخلص يصبح كل شيء بلا قيمة حتى العبادة نفسها والهيكل وكل المقدسات الظاهرة: هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل أصلحوا طرقكم وأعمالكم فأُسكنكم في هذا الموضع. لا تتكلوا على كلام الكذب (أن هذا هو مسكنكم لأنه لا ينفعكم بالجملة) قائلين: هيكل الرب، هيكل الرب، هيكل الرب هوَّ. (ارميا 7: 3 – 4)؛ فبالرغم من حق إسرائيل كشعب الله المختار أن يسكن في الموضع الذي فيه هيكل الرب ويفتخر ان الرب هو إلهه، لكن تُصبح هذه السكنى – وحتى الاعتراف بأن الرب هو إله إسرائيل – بلا قيمة حينما يتمردون ولا يقدمون ولاء الطاعة لله بحفظ الوصية التي أوصاهم بها (أنظر أرميا 7).
+ هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه (وَيَتَّخِذُ مِنَ النَّاسِ ذِرَاعَ قُوَّةٍ لَهُ)، وعن الرب يحيد قلبه. ويكون مثل العرعر في البادية ولا يرى إذا جاء الخير، بل يسكن الحرة (حَرِّ الصَّحْرَاءِ) في البرية أرضاً سبخة (مَهْجُورَةِ) وغير مسكونة. مبارك الرجل الذي يتكل على الرب وكان الرب متكلة. فأنه يكون كشجرة مغروسة على مياه وعلى نهر تمد أصولها ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر وفي سنة القحط لا تخاف ولا تكف عن الإثمار. (أرميا 17: 5 – 8)
طبعاً لا بُدَّ من أن نُلاحظ أن من الممكن ان يبحث الإنسان عن حلول بواسطة البشر ويتكل ويعتمد عليهم في التنفيذ والعمل (مثل الزوجة – الأخ – الأخت – الصديق الوفي.. الخ)، وهذا يصير عمل شرعي طالما كان شركة القديسين في النور ولم يكن بديلاً عن الاتكال على الله والثقة التامة فيه، لأن القلب يعتمد على الله كلياً لأن كل شيء في يده بالتمام، وقبل الشروع في أي عمل أو طلب وسيلة يلجأ الإنسان إلى الرب إلهه – بكل إيمان وثقة – أولاً لأن اعتماده عليه وحده في الجوهر والأساس، وذلك لكي يمد يده بالبركة ويتمم العمل لنهايته بتدخله الشخصي ويلهم الجميع الحكمة والتدبير الحسن لكي يكون كل واحد معيناً للآخر كأعضاء لبعضهم البعض، وحتى لو طلب تدخل من شخص غريب عن الله يطلبه بحكمة متكلاً على المعونة السماوية أولاً وأخيراً:
+ امرأة فاضلة من يجدها! لأن ثمنها يفوق اللآلئ. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة. تصنع لهُ خيراً لا شراً كل أيام حياتها؛ لوقا وحده معي، خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة. (أمثال 31: 10 – 12؛ 2تيموثاوس 4: 11)


 
قديم 28 - 12 - 2016, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 15539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول تابع معنى الكلمة، ترابط المعنى الداخلي للكلمة الجزء الخامس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +

ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمـــــان
المعنى الأول: الثقــــــــــة والاتكال
تابع 1 – معنى الكلمة: [bâṭach – בּטַח]
(ب) ترابط المعنى الداخلي للكلمة
والآن علينا أن نلاحظ بدقة أن معنى الكلمة مترابط داخلياً، أي أنها تحمل معنيين ممتزجين مترابطين، فالاتكال مرتبط بالثقة ارتباط وثيق ومن الصعوبة التامة فصل المعنيين عن بعضهما البعض، لذلك نجد في المزامير أن لغة الاتكال التي تتكلم بها مرتبطة على الدوام بلغة الثقة في الحماية الإلهية والإنقاذ أو النجاة والخلاص:
+ عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا اتَّكَلُوا (وَبِكَ وَثِقُوا) فَنَجَّيْتَهُمْ (خلصتهم). إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجُوا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزُوا؛ إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي، يَا إِلَهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى، لاَ تَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي؛ الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي، عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي فَانْتَصَرْتُ (نصرني)؛ أَمَّا أَنَا فَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يَا رَبُّ. قُلْتُ: إِلَهِي أَنْتَ. فِي يَدِكَ آجَالِي (ساعات عمري أو أيامي). نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنَ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي، لِيُشْرِقْ وَجْهُكَ عَلَى عَبْدِكَ وَخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ؛ احْفَظْ نَفْسِي لأَنِّي تَقِيٌّ. يَا إِلَهِي خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْك (الواثق بك)، ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي إِلَيْكَ أَصْرُخُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. (مزمور 22: 4 – 5؛ 25: 1 – 2؛ 28: 7؛ 31: 14 – 16؛ مزمور 86: 2 – 3)
وعلينا أن نلاحظ هنا أن الكلمة تمتد لموضوع الخلاص، أي أن هناك ارتباط وثيق واضح بشدة بين الاتكال والثقة وبين الخلاص، لأن عادة الاتكال والثقة في الله يقودوا الإنسان لحالة الخلاص، فصوت الإنسان الصارخ لله: "خلصني برحمتك"، وهذه تعتبر صلاة من أجل النجاة التي لا يقدر أن يُحققها الإنسان بقدراته الشخصية ولا بسلطانه الخاص ولا بأي عمل يستطيع أن يعمله، لذلك يقول: "عليك توكلت يا رب، يا إلهي خلص أنت عبدك"، وهو ينطق بهذه الكلمات في الصلاة هنا ليؤكد على ثقته واتكاله على الرب القدير المُخلِّص وحده، وهذا الإيمان لا بُد من أن يقود للخلاص ليتحقق عملياً – بقوة الله – على أرض الواقع، وطبعاً هذا يتضح في العهد الجديد في قول الرب:
+ فقال لها يا ابنة إيمانك قد شفاكِ اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك؛ فقال له يسوع اذهب إيمانك قد شفاك فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق. (مرقس 5: 34؛ 10: 52)

+ فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام؛ فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاكِ اذهبي بسلام؛ ثم قال له قم وامضِ إيمانك خلصك؛ فقال له يسوع أُبصر ايمانك قد شفاك. (لوقا 7: 50؛ 8: 48؛ 17: 19؛ 18: 42)
طبعاً لم يُحدد كاتب المزامير أسلوب الخلاص وبأي شكل أو كيفية يكون الإنقاذ الذي يُنقذ به الرب الأتقياء المتكلين عليه بثقة شديدة، لذلك لا نستطيع ان نُحدد هنا الشكل أو الطريقة التي سيتخذها الله مع الطالب النجاة في المزامير كأمر مُسلَّم به ويحدث بطريقة آلية مُحددة لا يخرج خارج إطارها، لذلك فأننا نجد على مستوى العهد القديم تدخل الله في أشكال مختلفة متنوعة لينقذ ويُخلِّص ليُظهر عمل قدرته ليقوي إيمان شعبه الخاص، وهذه الأشكال والطرق المتنوعة تتوقف – بالطبع – على موقف واحتياجات السائلين، ومع ذلك كلها واضحة من جهة الصلة اللاهوتية الحميمية بين الاتكال والثقة وبين الانقاذ أو النجاة والخلاص.

لذلك لكي نفهم المعنى عملياً علينا أن نراجع أحداث العهد القديم التاريخية كلها ونغوص فيها ونتمعنها باستنارة وبإحساس الشعب قديماً في حالة طفولته الروحية التي كان يعيشها، لأن الرب يسوع لم يظهر في ملء الزمان بعد وينقل الإنسان من مستوى عهد الحرف والمعاملات التي حسب الجسد للحياة بحسب الروح، وبذلك نستطيع أن نجد الارتباط الواضح بين الاتكال بثقة وبين الخلاص والنجاة بطريقة معينة تُناسب احتياجات الظروف الحاضرة التي يمر بها الشعب، فمثلاً في وقت الاضطراب والتهديد المُمثل بسقوط أورشليم في يد بابل، قدَّم أرميا النبي رسالة من الله إلى عبد ملك الكوشي (الأثيوبي) الذي كان مستعداً أن يخاطر بنفسه من أجل مساعدة إرميا: وصارت كلمة الرب إلى إرميا إذ كان محبوساً في دار السجن قائلة أذهب وكلِّم عبد ملك الكوشي قائلاً: هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل، هانذا جالب كلامي على هذه المدينة للشرّ لا للخير فيحدث أمامك في ذلك اليوم، لكنني انقذك في ذلك اليوم يقول الرب، فلا تسلَّم ليد الناس الذين أنت خائف منهم، بل انما أُنجيك نجاة فلا تسقط بالسيف بل تكون لك نفسك غنيمة لأنك قد توكلت عليَّ يقول الرب. (إرميا 39: 17 – 18)
وكمثال آخر يظهر فيه الصلة بين الاتكال البشري وبين الإنقاذ الإلهي هو في قصة حزقيا التي فيها تظهر أحداث حصار أشور لأورشليم، وهذه الأحداث تنبع أهميتها بتكرارها الفريد في (2ملوك 18: 19؛ أشعياء 36 – 37، كما أنها ذكرت بأكثر تفصيل في 2 أخبار 32)، ولو قرأنها بتمعن شديد نجد أن هذا الجزء في العهد القديم كله يتميز بكثرة ترداد كلمة الاتكال عن أي مكان آخر، وفي خُلاصة الرواية التاريخية عن حزقيا قيل أنه: على الرب إله إسرائيل اتكل، وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا ولا في الذين كانوا قبله (2ملوك 18: 5)
ولو راجعنا الأحداث وتهديدات الآشوريين التي نطق بها ربشاقي مع باقي رسل سنحاريب ملك آشور، سنجده انه يستهزأ بحزقيا واتكاله على مصر، بل ووصل به الحال أنه تحدى حزقيا أن إلهه يستطيع أن يقف أمام ملك آشور لينجيه إذ قال: مَنْ مِنْ كل آلهة الأراضي (الَّتِي اسْتَوْلَيْتُ عَلَيْهَا) أنقذ أرضهم من يدي حتى ينقذ الرب (يهوه) أورشليم من يدي. (2ملوك 18: 35)
فعيِّر يهوه بأنه لا يستطيع ان يُخلِّص إسرائيل من يد جيش آشور، لأن كلام رسول الملك على يهوه في كلمة تكررت في (2 ملوك 19: 4، 16، 22، 23) هي كلمة לחרף وأصلها חרף (khaw-raf') وهي تحمل معنى (التهكم – التجديف – السخرية – الازدراء – الاستهزاء – اللعن – التعيير – الشتيمة)، وهنا يظهر التكبر والتعالي (من جهة رسل آشور) في الموقف الساخر الذي أظهر فيه التحدي السافر على يهوه، والذي بدروه أبرز وأظهر مدى الاتكال ووضع الثقة في يهوه (من جهة حزقيال) الظاهر في صلاته التي صلى بها أمام الرب حتى يُخلِّص وينقذ.
بالطبع توجد احداث أخرى كثيرة للغاية في العهد القديم تظهر مدى الاتكال على يهوه بالرغم من عدم ذكر الكلمة احياناً كثيرة ولكنها تظهر (بمعناها القوي) في الأحداث بشكل بارز (كمعنى راسخ) للغاية بدون ذكرها كلفظة مُحددة، لكنها تُفهم من سياق الأحداث ويتم تمييزها بسهولة شديدة كما في حالة حياة إبراهيم أب الإيمان، وايضاً في حياة داود النبي.. وغيرهما بالطبع.

ولكن أهم حدث ينبغي علينا أن نلاحظ فيه أمر في منتهى الأهمية وهو في موضوع الثلاثة فتية عند الحكم عليهم بإلقائهم في نار الأتون المتقد، فقد قالوا للملك:
• فأجاب شدرخ وميشخ وعبد نغو وقالوا للملك: يا نَبُوخَذْنَصَّرُ لا يلزمنا أن نُجيبك عن هذا الأمر. هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن يُنجينا (يُخلصنا) من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا (يُخلصنا) من يدك أيها الملك. وإلا (وَحَتَّى إِنْ لَمْ يُنْقِذْنَا) فليكن معلوماً لك أيها الملك اننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته. (دانيال 3: 16 – 18)
وهنا نلاحظ أمران في منتهى الأهمية القصوى:
الأول هو ان اتكال الرجال هنا على الله مرتبط كالعادة بانتظار الإنقاذ الإلهي لهم كما فعل على مدى تاريخ شعب إسرائيل في جميع الأوقات الحرجة التي مروا بها وكان فيها إهلاكهم وفنائهم وشيك.
والثاني والأهم هذه الكلمة الغير واضحة في الترجمة العربية: "وإلا = وحتى أن لم يفعل = והן לא = But if not" وهذا التعبير له معنى قوي عميق متسع للغاية لأنه يظهر قوة الثقة الشديدة ومدى الاتكال على الله الذي يثبت الإيمان حتى لو لم يتم انقاذ حياة الإنسان حسب الجسد، لأن هنا حفظ الوصية كان أهم من انقاذ الحياة نفسها، وهذا هو فعل قوة الإيمان الحقيقي وعمله، لأن الإيمان الحي يظهر وقت المواجهة الحاسمة، ويضع الإنسان بين أمرين كامتحان للإيمان، فيا اما عدم حفظ الوصية بأمانة وإخلاص كولاء لله المحبوب أو قبول الموت من أجلها وذلك من أجل إنقاذ الحياة حسب الجسد، إما يتم اختيار الموت عن رضا وفي حالة أمانة واتكال وتسليم تام هادئ لله والاعتماد الكلي علي شخصه القدوس، وذلك تتميماً لما هو مكتوب: حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك؛ كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة (سيراخ 29: 3؛ رؤيا 2: 10)
فبكلمة (وإلا = إن لم يُنقذنا)
فيها إدراك روحي لاهوتي غير عادي، لأنه إدراك إيمان واعي، لأنهم أدركوا وإن كان الله مقتدر ويستطيع أن يفعل المستحيل وينقذ المتكلين عليه، ممكن ان لا يتم الإنقاذ الطبيعي لحفظ حياة الإنسان على الأرض لأسباب لم يخوضوا فيها أو كان شغلهم الشاغل أن يعرفوها، أو حتى اهتز إيمانهم أو فكروا في التراجع عن المواجهة والرضوخ لأمر الملك، وهذا بالطبع طبيعة المؤمن الحي بالله فعياً وواقعياً، فهو لا يبحث عن الأسباب ولا يتساءل لأن ثقته في الله وولاءه هو أكبر وأعظم من ان يفهم كل الأمور ويبحث في أسبابها كنوع من أنواع الشك ولو البسيط أو اهتزاز الثقة في من يعرفه واستودع حياته بين يديه كخالق أمين، فقد لا ينقذ الله شعبه بحسب الجسد، إلا أنهم يظلوا يتكلون عليه بكل قلبهم، وهذه الأحداث ستظل مثال رائع لشعب الله وقت الاضطهاد والآلام ومعوقات حفظ الوصية، وهنا يتجلى قمة معنى الاتكال في حالة الثقة التامة التي تظهر في قمة الولاء لله وحفظ الوصية بأمانة حتى الموت، وهذا هو معنى الإيمان عملياً في حياة الإنسان.

(ج) الخلاصة وتوضيح المعنى الكامل للكلمة
على العموم خُلاصة معنى الكلمة [bâṭach – בּטַח] يأتي في العبرية وتوضحه اليونانية كالآتي:
++ إن الإنسان يُسلِّم ويضع حياته بكاملها في يد خالقه لأنه متكل عليه في كل شيء، أي يضعها بثبات ورسوخ قوي لا يتزعزع أو يهتز في ملجأ وحيد آمن أمين، وعنده ثقة تامة كاملة في هذا الملجأ والمأمن الذي ائتمنه على حياته وكل أسراره الدفينة والتي لا يعرفها أحد لأنه تعرف عليه أنه صخر الدهور المُعلن لهُ ذاته إلهاً حياً وروحاً مُحيياً، وبالتالي يقدم له كل ولاء الطاعة بوضع رجاءه كُلياً فيه. وهذا الاتكال والثقة هيَّ التي تجعله يواجه القلق وكل المشاكل التي تواجهه بسلام وهدوء عميق في حالة من الراحة الداخلية والطمأنينة، فلا يشك أو يفشل في مسيرته الروحية، بل يظل ثابتاً ويزداد رسوخه وثباتة مع الأيام، ولا يفقد الرجاء – مطلقاً – في بلوغ هدفه بالرغم من الضعف الذي يجده في نفسه وبالرغم من كل الصعاب التي يُقابلها والمحن والمشقات والضيقات الشديدة التي يتواجه معها في العالم الحاضر الشرير، لأنه عالماً بمن آمن بكل يقين: لهذا السبب احتمل هذه الأمور أيضاً، لكنني لستُ أخجل لأنني عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم. (2تيموثاوس 1: 12)
 
قديم 28 - 12 - 2016, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 15540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرهبنــة والرهبــان – مفاهيم خاطئة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرهبنـــة بدعــــة مسيحيــــة

واحد من أشهر المفاهيم الخاطئة ـ نظرا لوروده بالقرآن ـ هو أن الرهبنة "بدعة" لم يفرضها الله ولكن فرضها المسيحيون على أنفسهم. وهذا في الحقيقة ليس مجرد ادعاء باطل ولكنه أيضا يكشف عدم الفهم لمعنى الرهبنة أو تاريخها، ولا عجب لأن الفقر مثلا، أو البتولية، وهما من ملامح الرهبنة الأساسية، كليهما يتعارض تماما مع دعوة هذا الكتاب وثقافته، فهو نفسه الكتاب الذي يدعو المؤمنين على سبيل المثال أن "يتاجروا مع الله"، أو أن "يقرضوا الله قرضا حسنا"، لأجل أن تزيد بالطبع أرباحهم، كما أنه أيضا ـ مقابل البتولية ـ نفس الكتاب الذي بالعكس يعد المؤمنين بالحسان الفاتنات وبالملاح الحوريات مكافأة في العالم الآخر، مع كل ما لذ وطاب من طعام وشراب، من لحم وخمر وفاكهة وعسل، في أكبر مهرجان سماوي للملذات الحسية يديره الله شخصيا. كان حتميا بالتالي أن يتصادم هذا الكتاب مع المسيحية عموما ومع الرهبنة بوجه خاص، بل كان لابد أن تظهر الرهبنة في مرآته كأنها نظام شاذ غريب عجيب، أو بالضبط كما قال "بدعة" لم يفرضها الله أو حتى يتوقعها ولكن فرضها المسيحي على نفسه!

لا يلزمنا الرد بالتالي على هذا الادعاء بل حتى لا يعنينا، لكنها بداية جيدة ندخل منها إلى هذا الموضوع عن الرهبنة والرهبان، وردنا يأتي في الحقيقة من وجهين اثنين لا من وجه واحد، الوجه التاريخي والوجه الكتابي:


الوجه التاريخي
تاريخيا فإن النسك والزهد وطلب الله دون سواه والعزلة لأجل الصلاة والمناجاة معه، كل ذلك نزوع طبيعي عند الإنسان، رافقه في كل زمان ومكان ولا يمكن بالتالي أن يكون بدعة جديدة أتى بها شخص محدد أو جماعة بعينها. نحن من ثم لا نعرف مَن هو أول الرهبان حقا، سيان على المستوى العام أو على المستوى المسيحي بوجه خاص. أما على المستوى العام فقد عاش بالشرق الأقصى قبل ميلاد السيد المسيح آلاف الرهبان وانتشرت آلاف الأديرة، من مختلف الديانات البرهمية والبوذية والطاوية والجينية وغيرها، كما ظهرت أيضا في مصر نفسها ممارسات الاعتكاف والعزلة بالمعابد خاصة معبد سيرابيس بالعصر البطلمي، ناهيك عن النزعات الانعزالية الفلسفية التي ظهرت أيضا مع ما يُعرف بالأفلاطونية الجديدة وهي فلسفة تحتفي كثيرا بالنسك والتقشف والتأمل. نضيف إلى ذلك وجود جماعات متعددة كانت تحمل ملامح الرهبنة المبكرة، مثل جماعة الترابيوتاي اليهودية حول سواحل بحيرة مريوط، أو جماعات الزهاد العرّافين على ضفاف النيل بصعيد مصر، أو كهنة هليوبوليس الذين اشتهروا بالعيش على الكفاف، وغيرهم. كيف إذاً ـ وهكذا المشهد العام داخليا وخارجيا ـ يجرؤ أي حصيف على تحديد كيف بدأت الرهبنة عموما كممارسة إنسانية، أو أين بدأت، أو مَن هو حقا أول من "ابتدعها"؟


وأما على المستوى المسيحي بوجه خاص فرغم أن القديس الأنبا أنطونيوس هو أبو الرهبان فإنه لم يكن تاريخيا أوّلهم. نعم، لقد تميزت الرهبنة المسيحية حقا عن كل هؤلاء الذين ذكرنا وعن كل تلك الحركات المتعددة التي سبقتها وعاصرتها، ولكن من ناحية أخرى لم "يبتدع" أنطونيوس أسلوبا جديدا للحياة سماه "الرهبنة" ثم دعا الناس إليه، وإنما بالعكس ظهر الرهبان المسيحيون أولا وانتشروا، تلقائيا وعفويا، شرقا وغربا، بما في ذلك كبار الآباء السوّاح مثل القديس الأنبا بولا، ثم بعد ذلك جاء أنطونيوس فكان أول مَن نظر لهؤلاء النساك الزهاد الأوائل نظرة واحدة شاملة ثم ـ بتوجيه الرب وإرشاده ـ نظم أمرهم ووضع قواعدهم وحدد منهجهم.

فهكذا وُلد "النظام" الرهباني المسيحي أولا، ومنه خرج من مصر وانتشر بكل أنحاء العالم، لكن "الممارسة" النسكية ذاتها قديمة قدم الإنسان، وبالتالي فقد وجدناها حتى مسيحيا عند بولا أولا، وعند أوريجانوس قبل بولا، وعند فرنتنيوس وجماعته قبل الجميع، وهكذا، وكل هؤلاء قبل أنطونيوس، بل تمتد الرهبنة بمعناها العام إلى الوراء لتصل حتى إلى النساك الأوائل كيوحنا المعمدان وإيليا وغيرهما.


الوجه الكتابي

وأما كتابيا فادعاء البدعة مردود أيضا، لأن الرهبنة بالعكس تطبيق حرفي أمين للكتاب المقدس ووصاياه وليست أبدا بدعة دينية، عقائدية أو تشريعية أو طقسية، لم تكن موجودة من قبل. يتجلى ذلك بكل وضوح ـ على سبيل المثال ـ في سيرة القديس أنطونيوس نفسه، فبعد أن زلزل موت أبويه عقله وكيانه وأغرقته الأسئلة القاسية الصعبة، كانت آية بالكتاب سمعها هي المحرك الذي وجّه حياته كلها فيما بعد. هكذا كانت البداية الأولى تماما: "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل مالك واعط الفقراء وتعال اتبعني فيكون لك كنز في السماء". شعر أنطونيوس حين سمعها بالكنيسة ذات صباح أنها قرئت لأجله خصيصا، وللحال خرج فوزع أرضه على الفقراء ولم يحتفظ سوى بالقليل لأجل أخته التي كانت هي كل ما بقي له بالدنيا. لكنه بعد ذلك مرة أخرى بالكنيسة سمع الكاهن يقرأ "لا تهتموا للغد"، فعندئذ قرر أن يعطي كل شيء حتى هذه البقية الباقية للفقراء، ثم وضع أخته ببيت للعذارى وانطلق خارج قريته عاقدا العزم على مسلك جديد جذريا لحياته كلها.


هذا مجرد مثال فقط، ولكنه يكفينا، فكما نرى تشكلت بدايات أنطونيوس ثم حياته كلها فيما بعد حسب الكتاب المقدس دون حياد عنه أو إضافة عليه، فلا بدعة من ثم أبدا من الناحية الكتابية أو الإيمانية وإنما بالعكس تطبيق حرفي لآيات الوحي الشريف وتعليم السيد المسيح ذاته. حتى التزام البتولية ـ والتي يعتبرها العلامة أوريجانوس أعظم المواهب كمالا بعد الاستشهاد ـ نجد مرجعيتها قبل أوريجانوس أيضا بالكتاب، في وصية لسان العطر التي تشمل الإصحاح السابع كله تقريبا من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، وخلاصتها: "حسن للرجل أن لا يمس امرأة ... أريد أن يكون جميع الناس كما أنا (بتولا) لكن لكل واحد موهبته الخاصة من الله ... إذاً، مَن زوج فحسنا يفعل، ومن لا يزوج يفعل أحسن". البتولية بالتالي ـ حتى رغم تعارضها "ظاهريا" مع الطبيعة ـ ليست بدعة أبدا في ضوء الكتاب، بل بالعكس هي الأفضل حسب نصه، إن كان مستطاعا، وإلا فالزواج، الذي هو أيضا حسن، بل وزنة وموهبة.


الرهبنـــة هــــروب من العــــالم

يستحيل من حيث المبدأ الهروب من العالم، ذلك أن العالم داخلنا بقدر ما هو خارجنا، بل إن العالم داخلنا هو الأهم وهو الأساس وهو ما ينعكس بعد ذلك خارجنا! إن الراهب قد يقرر حقا مغادرة العالم، لكنه يبقى في البداية تحت الاختبار والملاحظة لسنوات وسنوات قبل أن ينهض راهبا حقيقيا، فلماذا؟ ببساطة لأنه ـ رغم ابتعاده جغرافيا ـ يذهب إلى البرية أو إلى الجبل ويأخذ العالم معه، يحمله سرا داخله، في عقله وقلبه وفي نوازع نفسه وخواطر فكره وميول جسده! العالم إذاً لا يفارقنا أبدا كما نتصور، بل يتحرك معنا أينما ذهبنا، شئنا أم أبينا، ومن ثم فـ"الهروب من العالم" ليس سوى وهـم يتخيله فقط الصغار الذين يتناولون الأمر رومانتيكيا دون إدراك لعمق الرهبنة وتحدياتها، أو الغرباء الذين ينظرون إلى الرهبان فقط من الخارج، أيضا دون إدراك لعبء الرهبنة وتحدياتها.



الرهبان يتركون شدائد العالم وآلامه ليس فقط ملذاته

مفهوم أخر من أكثر المفاهيم خطأ وبطلانا، ذلك أنه ليس أصعب ولا أقسى ولا أشد من حياة الرهبان! لا نقول فقط إن الخروج من العالم هو بحد ذاته أعظم الشدائد، بل نؤكد أن حياة الراهب بعد ذلك هي نفسها شدة متصلة. قال القديس مكاريوس الكبير ذات مرة: "لعشرين عاما لم أشبع، لا من طعام، ولا من شراب، ولا من نوم"! الراهب خاصة بالعصور الأولى لم يكن ينام، وإذا نام فلعل "القلاية" التي ينام فيها لا تتسع لكي يمد جسده كاملا، أو ربما ينام عامدا فوق مقعد خصيصا لأجل ذلك، لأجل ألا يمد ساقيه أبدا، كما كان الحال في جماعة القديس باخوميوس. بل إن البعض قد ينام واقفا، متكئا على عصاه أو مستندا إلى جدار. بكل حال وبغض النظر كيف ينام الراهب فإنه كان يقوم بمنتصف الليل ليصلي، وقد يصل عدد المزامير بالصلاة الواحدة إلى ستين مزمورا. الراهب لم يكن يأكل تقريبا إلا الخبز الجاف، أو الخبز والملح، وربما بعض الزيت في الأعياد. أما صومه فقد يمتد أياما، تبلغ في العادة أسبوعا كاملا، ثم لعله لا يجد بعد ذلك طعاما سوى نفس الخبز والملح أو بعض أوراق الكرنب. كان القديس الأنبا بيشوي يأكل مرة واحدة كل اثني عشر يوما، ولم تكن هذه الأكلة الواحدة تزيد عن خبز وملح. وأما القديس الأنبا مكاريوس فقد بلغ الغاية حين صام أربعين يوما متصلة ونتج عن ذلك أن وهن عظمه وقيل سقطت لحيته.


هكذا كانت قسوة النسك خاصة في البدايات حتى أن رهبنة الغرب، وقد جاءت الرهبنة كلها من مصر أولا، لم تتحمل هذه الشدة وكان لزاما أن تعيد صياغة النظام القبطي بالقرن السادس. ولكن الأهم ـ قديما وحديثا، بالشرق كما بالغرب ـ هو أن الراهب يقوم بكل هذا النسك وهذه العبادة بعيدا عن الأعين، متجردا تمام التجرد، لا يعرف أحد عنه أي شيء سوى الله وحده! لقد طوى التاريخ من ثم سيرة المئات بل الآلاف من الرهبان والنساك العظام بأعماق الصحارى دون حتى أن نعرف بوجودهم! بل لقد كدنا لا نعرف شيئا البتة عن قديس بقامة الأنبا بولا نفسه، وهو شيخ السوّاح، لأننا ما عرفنا بوجوده إلا صدفة، فقط قبيل وفاته مباشرة، بعد أن قضى منفردا بالبرية نحو ثمانين عاما لم يلتق خلالها بإنسان واحد!

فما هي حقا الحياة الأكثر شدة وتعبا وقسوة: حياتنا نحن بالعالم، أم حياة الرهبان بعيدا في عزلتهم وفقرهم وتجردهم؟


تجارب العالم أعمق وأكبر من مجرد أتعاب جسدية

نعم، لكن التجارب التي نواجهها هي نفسها التي يواجهها الرهبان أيضا، إن لم تكن تجاربهم أشد وأعمق. على سبيل المثال: لو أن تاجرا حاربه منافسوه وأنهكوه واضطهدوه حتى ضاع في النهاية جهد عمره وتبددت ثروته وخسرت تجارته: هذه لا شك تجربة مريرة ينتج عنها الألم ويكابد الإنسان بسببها كثيرا من المعاناة. ولكن ما هو حقا سر هذا الألم وما هو سبب المعاناة الحقيقي؟ إنها ليست التجارة أو الخسارة أو ضربات السوق أو كيد المنافسين ـ هذه كلها هي فقط حركة الدراما و"ديكورات" العالم وكيف يتم "حبك" هذه المسرحية الوهمية التي نعيشها هنا. سر الألم وسبب المعاناة الحقيقي هو ببساطة رغبة التملك والكسب، ولن أقول الطمع. إن إحباط هذه الرغبة داخلنا هو تحديدا ما يسبب الألم والمعاناة لدينا. لو لم تكن الذات الإنسانية رهينة لهذه الرغبة أسيرة لها ما شعر الإنسان أبدا بأي ألم، وتأكيدا لذلك ـ كما نرى بالفعل واقعيا ـ فإنه بنفس درجة استعباد هذه الرغبة لعقولنا وسيطرتها علينا بقدر ما تكون درجة الألم وتأتي شدة الانكسار عند الإحباط والخسارة.


الراهب ـ في المقابل ـ ليست لديه حقا أية تجارة أو خسارة أو منافسة، لكنه إنسان ومن ثم لديه مثلنا نفس أساس المشكلة ومبعث الألم وسر الشقاء، ألا وهو رغبة التملك والكسب، ومرة أخرى لن أقول الطمع! الراهب بالتالي ـ وبحكم إنسانيته ـ لديه أيضا نفس الشدة والمعاناة، إن لم يكن أكثر، لأنه في عزلته بعيدا يتصارع مع كل هذه الرغبات والنزوات والأهواء مباشرة، مع كل تلك الشهوات وكل تلك الشياطين والوحوش داخله، مباشرة وجها لوجه دون وسيط ودون أية دراما أو ديكورات أو التفاف أو تمويه.

لأجل ذلك قلنا إن العالم يذهب معنا أينما ذهبنا ولا سبيل للهرب منه حقا. إن قلب الإنسان ـ ما دام عبدا خاضعا لرغباته مغلوبا بشهواته ـ هو هو ذاته ولو كان ساجدا بالبرية أو بأعماق الجبل، كما أن القلب الناسك الزاهد ـ الذي غلب وانتصر ـ هو هو ذاته ولو كان قائما وسط ضجيج الشوارع أو حتى في قلب ماخور طافح!


الرهبنــة قمــــع للجســــد

ليس في المسيحية أية مشكلة على الإطلاق مع الجسد. "قمع الجسد" تعبير قد نقوله مجازا، أما حرفيا، بما يشي أن الجسد "شر"، فهذه من العقائد الباطلة التي شاعت بالفعل في الماضي ولأجلها خصيصا تعمّد الرسول كما رأينا في خطابه إلى أهل كورنثوس أن يكون واضحا تماما. إن الجسد بحد ذاته ليس سوى أنسجة وألياف وعضلات وعظام، فأين من ثم المشكلة؟ هل هي "المادة" بحد ذاتها؟ وهل الرغبة أو الشهوة حقا بهذا الجسد، أم أن موطن الشهوة الحقيقي هو بالأحرى العقل، شأنها شأن اللذة والألم وكل ما ننسبه عادة إلى الجسد والجسد منه براء؟

إن صوم الراهب الطويل ونسكه الشديد وسهره في الصلاة وتعبه إجمالا قد ينعكس حقا على جسده، لكن مقصود ذلك كله هو أولا تحرير العقل وليس إماتة الجسد ـ كما في بعض الأنظمة الشرقية القديمة مثلا. إن الذي يشتهي حقا هو العقل وليس أبدا الجسد. إن الذي يأسرنا ويستعبدنا هو عادات العقل وليست أبدا عادات الجسد. إن الذي يشوّش رؤيتنا ويعمي بصائرنا ويردينا بكل هاوية هو العقل وأفكاره وليس أبدا الجسد، الذي هو في النهاية ليس سوى كتلة من ألياف وأنسجة لا تنطق ولا تدرك ولا وعي بها.

الغاية من ثم هي أولا تزكية العقل وترقيته وتجديده (ونقصد العقل هنا بدلالته الأشمل، أي كل ما هو غير مادي أو جسدي، شاملا القلب) وليست الغاية أبدا قمع الجسد لذاته أو قهره أو إهدار قواه. بل بالعكس: إن نور العقل الذي تزكى وتطهر ـ حين تشرق في فضائه أخيرا نعمة الرب ـ ينعكس على هذا الجسد فيمنحه الصحّة وقد يعمر طويلا، كما يعطيه أيضا القوة للقيام بنسكه وربما حتى للمزيد من الصوم والصلاة إذا شاء صاحبه.


الحرب ضد الغرائز حرب ضد الطبيعة وبالتالي خاسرة حتما

صحيح، بل مؤكد. لكن الخطأ هنا هو أن الرهبان لا "يحاربون" الغرائز أو "يتصارعون" حقا مع الشهوات والرغبات كما ذكرنا منذ قليل. بالعكس: إن أية مقاومة تمنح العدو قوة إضافية وقد ينتج عنها بالتالي تأبيد لوجوده، ولعل هذا نفسه قبس من نور وصية السيد له المجد حين قال "لا تقاوموا الشر". وعليه فالراهب المسيحي لا يحارب أي شيء ولا يصارع مباشرة أية غريزة أو شهوة أو طبيعة فيه، وإنما هو في الحقيقة مأخوذ عن كل هذا بالنور الإلهي، يكاد يذوب عشقا في محبة الرب، يكاد يحترق بخورا في هيكل بهائه، بل يكاد عقله يتلاشى كليا في حضرة المحبوب أمام فيض الجمال والجلال والمجد الذي دونه كل وصف! أو كما نقرأ في مقدمة الكتاب الأشهر "بستان الرهبان" بعبارة أخرى:


"ليست الرهبنة مذهبا صوفيا يعتقد فيه الراهب أنه يرضي الله بممارسات نسكية، أو مذهبا نفسانيا يهدف فيه إلى اكتساب قوى نفسانية مما قد يكون كامنا في الطبيعة البشرية، بل هي حب الفادي الذي يتملك المؤمن، بفعل النعمة التي انسكبت فيه، فجعلته يركز ذاته على الرب، وأخذت الاهتمامات العالمية والمادية تسقط عنه بحكم انطلاقه في دروب حب المخلص والتأمل فيه. ولذا جاء ما يسمي بالنذر الثلاثي – العفة والطاعة والفقر - تصويرا لسلوكه من الخارج أكثر منه أهدافا يسعى إليها. ففي انشغاله بالمتعة الروحية جاء تعففه عن المتعة الجسدية بأنواعها، وفي انسحاقه أمام الفضل الإلهي جاء إنكاره لذاته وهو ما يظهر خارجيا في طاعته لمشيئة المدبر، وفي شبعه بالروح جاء تجرده عن مطالب الراحة الجسدية أي الفقر. وهو في كل ذلك يسلك بروح الصلاة وسكون التأمل والالتزام بالعمل كمن لا يمتلك متاعا. فهذه الصفات السلوكية هي الصورة الخارجية للحالة الداخلية"!


الرهبـــــان أفضـــــل من العلمانييـــــن

ليس صحيحا بالعموم أو على وجه الإطلاق. رغم أن الرهبان هم لا شك جند المسيح وهم حقا أشباه الملائكة وهم تلك الصفوة التي طرحت حرفيا كل شيء لأجل الرب، رغم ذلك لا نقول إنهم مطلقا الأعلى أو الأفضل، فقد يوجد بين العلمانيين مَن يضارع أو حتى يفوق أعظم الرهبان قدرا ويعلوه منزلة! بل ذلك ما يعلنه الرب نفسه للرهبان كي يمتثلوه ويعتبروه وينتفعوا منه، كما حدث مثلا مع أنطونيوس نفسه، وهو كوكب البرية أب الرهبان، حين أخبره الرب عن ذلك الطبيب الذي كان يضارعه محبة لله، أو عن ذلك الخياط بالإسكندرية الذي لم يكن فقط يضارعه بل كان يفوقه! أيضا على سبيل المثال في سيرة مكاريوس الكبير، وهو عملاق آخر وشمس من شموس الرهبنة في عهدها الأول، نجد مثل ذلك مرة أخرى، حين أعلن له الرب عن سيدتين متزوجتين تفوق حياتهما حياة أكبر العابدين في الصحراء إخلاصا ومحبة وسموا! وبالطبع فقد ذهب قديسنا الكبير يبحث عنهما حتى اهتدي إليهما، ثم سألهما عن سرهما وعن تدبيرهما مع الله وجلس يسمع منصتا، في أثر طويل سجله لنا أيضا "بستان الرهبان"، ينتهي ختاما بخروج القديس مكاريوس من عندهما وهو يقرع صدره ويلطم وجهه ويقول: "ويلي ويلي، ولا مثل هاتين العالميتين لي محبة..."!



الرهبنة ـ مجرد ترك الناس ـ تعبير عن أنانية الراهب

نعم، صحيح تماما، بشرط أن الراهب منفصل حقا عن الآخرين! ولكن إذا كانت كل الكنيسة جسد واحد متصل وكيان واحد لا ينقسم فكيف ينفصل الرهبان عنا أو ننفصل نحن عنهم؟ بل بالعكس: إننا بسر اتصالنا بهم في المسيح ـ رغم المسافة والبعد الظاهري بيننا ـ ننال من فيض بركاتهم وتشملنا مراحم الله التي تفتح صلواتهم أبوابها! إنهم بسر هذا الجسد الواحد يشعرون بكل آلامنا وأوجاعنا، عميقا في حشايا قلوبهم، كما أننا أيضا في المقابل نشعر بقوتهم وننهل من سلامهم ونثبت بثباتهم! وبالطبع غني عن البيان أن نبع ذلك كله ومصدره هو شمس البر المسيح ذاته رأس هذا الجسد الواحد الجامع.


أما عموما خارج الفهم المسيحي ـ ولأن الرهبنة ممارسة إنسانية عالمية لا مجرد نظام مسيحي فقط ـ فإن هذا الادعاء شهير والرد عليه من ثم رد قياسي مشترك تكاد تتفق عليه سائر الثقافات والديانات والملل الشرقية، وهو لا يبتعد في الحقيقة كثيرا عن الفهم المسيحي. هذا الرد ببساطة هو أن الراهب بالأحرى "سـفينة"، فالرهبان روحيا ـ رغم غيابهم وعزلتهم عن العين والحواس ـ كالسفن التي تحمل الناس فيعبرون على متنها إلى شاطئ النجاة! إنهم يقومون بهذا الدور الفريد حتى في عزلتهم بعيدا، على نحو روحي غير منظور، وذلك بما يبلغون هم شخصيا من عمق روحي ينعكس باطنيا على الجميع! وكالسفن: بينما يحمل بعضها عشرة، بعضها يحمل مائة، بينما قد يحمل بعضها آلافا وآلافا من السابحين أو الغارقين ببحر الحياة! (هذه الصورة تنطبق بالفعل على آبائنا السادات القديسين الأوائل الذين نهلوا أولا من ملء النعمة ثم فاضوا حقا على الآلاف بنور كلمتهم وهدى حكمتهم وعطر سيرتهم. كانوا من ثم حقا كالسفن التي حملت الآلاف إلى شاطئ النجاة، وإن كنا فقط نؤمن أن ذلك لا يتأتى أبدا بهم أو من تلقاء أنفسهم وإنما يتحقق فقط بنعمة الرب وعمله فينا وفيهم).

* * *

وبعد، نتمنى ختاما أن تكون أهم المفاهيم المغلوطة عن الرهبنة والرهبان قد اتضح الخطأ بشأنها أو زال اللبس عنها وظهر المقصود من ورائها. الشكر ختاما لقراءتكم ومشاركتكم وللإضافة أيضا، سواء بمفهوم آخر مغلوط فاتنا، أو بتصحيح لأي خطأ وقعنا فيه سهوا، صلوا لأجل ضعفي والنعمة معكم.

* * *

للمزيد من الدراسة والاطلاع
- بســـــــتان الرهبــــــان
- فردوس الآباء (بستان الرهبان الموسع)
- تاريخ الرهبنة والديرية في مصر – د. رءوف حبيب
- دراسات في تاريخ الرهبانية والديرية المصرية – د. حكيم أمين
* * *
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024