منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 12 - 2016, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 15521 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فاتورة المحبة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بطل قصتنا الحقيقية هذه المرة هو الدكتور هوارد كيلي Howard A. Kelly الذي ولد في 20 فبراير عام 1858م في بلدة كامدن بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ورحل عن دنيانا في 12 يوليه 1943. وكان أستاذًا مميَّزًا في الطب البشري. وهو واحد من الأربعة الأطباء الكبار الذين أسّسوا جامعة جونس هوبكينز Johns Hopkins الشهيرة، والتي تُعتبَر من أقدم الجامعات الطبية للبحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو أيضًا الذي أسس فيها قسم أمراض النساء والولادة في عام 1895م.

كان هوارد، وهو شاب صغير، يجول سيرًا على الأقدام ليبيع بعض الملابس في شمال ولاية بنسلفانيا الأمريكية، ليسدِّد نفقات تعليمه. وفي يوم كان خائر القوى من الجوع، وهو ليمتلك إلا 10 سنتات، وهي لا تكفي لشراء ما يُشبع جوعه الشديد. فقرر أن يطلب طعامًا من أول منزل قريب منه. ولما قرع الباب، فتحت له فتاة رقيقة وجميلة، ولما سألته عما يريد خجِل أن يطلب منها أن تعطيه طعامًا، فطلب منها كوب من الماء البارد. ولكنها لما رأت الجوع والإجهاد يظهران عليه، أحضرت له مع كوب الماء البارد كوب كبير من اللبن الساخن، وعلى الفور ابتدأ يشربه ببطء ليسدّ جوعه. وعندما سألها عن الثمن الذي يجب عليه أن يدفعه نظير هذا، أجابته بكل لطف وذوق مسيحي: “لقد تعلمت أن لا أتقاضى أجرًا عن عمل طيب أقوم به”. فشكرها بعمق، ثم غادر المكان.
مرت أعوام وأعوام، وتغيرت الأحوال، وأصبح الشاب الفقير “هوارد” هو الدكتور “هوارد كيلي” رئيس قسم أمراض النساء والولادة. كما صارت الفتاة الصغيرة شابة كبيرة، ومرضت مرضًا عضالاً لم يعرف أن يعالجه، ولا حتى يشخِّصه أي طبيب في بلدتها الصغيرة. فأرسلوها من مستشفى لأخرى، حتى وصلت إلى المستشفى المشهور، لتكون بين يدي أعظم الأطباء والإستشاريين وقتها؛ الدكتور هوارد كيلي.
وبينما كان الدكتور هوارد كيلي يمرّ على مرضاه، شاهد هذه المريضة، ولمّا قرأ اسم البلدة التي أتت منها، دارت في ذهنه سريعًا عجلة الزمن، وتذكَّر الماضي وكأنه في حلم جميل قائلا: “آه إنها نفس الفتاة الرائعة الرقيقة التي قدَّمت لي كوب اللبن وأنا جائع.. كم تغير شكلها بسبب المرض! كم أنت قاسٍ أيها المرض الشرس”.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ورغم أنه لم يَقُل لها شيئًا، لكنه اعتنى بها عناية خاصة، وأوصى بها كل من بالمستشفى. وبدأت معركته مع المرض اللعين، فأجرى لها الفحوصات، ثم عملية جراحية، بكل مهارة مع الأطباء معاونيه، واعتنى بها جدًا. تم شفاؤها تمامًا، وجاء وقت خروجها من المستشفى. فطلب الدكتور هاورد من إدارة خزينة المستشفى فاتورة العلاج والتي كانت باهظة، نظرًا لارتفاع تكاليف العملية والعلاج والفحوص والتحاليل والإقامة في المستشفى وباقي المتطلبات. وكتب بخط يده، تحت الرقم الرهيب من الدولارات المطلوبة من التي كانت مريضة، كتب عبارة: “خالص مع الشكر بكوب من اللبن”. ووقَّع بإمضائه تحت الفاتورة.
وصلت الفاتورة للشابة التي كانت قد شُفيت تمامًا، ولكن قلبها كان ينبض سريعًا منزعجة وهي تفتح المظروف الذي بداخله الفاتورة، فقد ظنت أن عليها أن تعمل بكل جهد طوال حياتها لتسدِّد التكلفة. ولما فتحت الفاتورة فوجئت وهي تقرأ: “خالص مع الشكر بكوب من اللبن”، مع توقيع الدكتور هوارد، الذي أتى بنفسه بعد هذا ليذكِّرها بما قدَّمته له وهو جائع، وكيف أنه يحاول أن يسدِّد فاتورة المحبة والخير الذي قدَّمته له وقتها.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة.. من أعجبك؟ هل هذه الشابة الرقيقة التي قدَّمت اللبن؟ أم الدكتور هوارد كيلي الذي عالجها مجانًا؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد أعجبني كلاهما. وتذكرت الآية: «اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ» (جامعة11: 1). وتذكرت أيضًا المكتوب: «فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا... فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَسِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ» (غلاطية6: 7-10). لقد زرعت هذه الفتاة الْخَيْرِ، فحصدت مثله. لقد رمت خبزها على وجه المياه، فعاد إليها بعد أيام كثيرة.
لكن هذه القصة ذكَّرتني أيضًا بما قاله الرب يسوع لتلاميذه: «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي... وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متى10: 40-42). لقد وعد الرب يسوع من يقبلونه، ويقبلون خدّامه ويعطونهم حتى كأسَ مَاءٍ بَارِدٍ، بمكافآت هنا وفي الأبدية أيضًا. فإن كان الدكتور هوارد لم ينسَ ولم يضيِّع أجرة كأس من اللبن، فكم وكم طبيبنا الأعظم، الرب يسوع المسيح، الذي لم يقدِّم لنا دواءً ماديًا أو عمليه جراحية، بل «صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا» (عبرانيين1: 3، 4). بحق هو الذي يقدم لنا فاتورة المحبة. وهذه بعض أعمال فاتورة محبته العظيمة:
1-محبة تغسِّل: «وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ... الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ» (رؤيا1: 5).
2-محبة تقدّس: «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَاِ» (أفسس5: 25، 26).
3-محبة تغيّر: «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا... كي يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (2كورنثوس5: 14، 15).
4-محبة تفرح: «اَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ» (نشيد2: 4).
5-محبة متبادلة: «اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي» (يوحنا14: 21).
6-محبة وصداقة: «اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ وَلَكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ» (أمثال18: 24).
7-محبة منتصرة: «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟... وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» (رومية8: 35-37).
فهل تأتي إليه الآن مصليًا معي؟
صلاة:
يا من وعدت أنك لن تنسى كأس ماء.. أنت لأجلي سفكت كل الدماء. أقبلك وأعطيك حياتي بكل رضاء.. فامتلكني لأنتظرك وأعيش معك حتى للسماء.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 15522 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كأس ماء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا من وعدت أنك لن تنسى كأس ماء..
أنت لأجلي سفكت كل الدماء.
أقبلك وأعطيك حياتي بكل رضاء..
فامتلكني لأنتظرك
وأعيش معك حتى للسماء.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 15523 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سامحني يا بابا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عرفته أبًا صالحًا, هادئ الطباع, محبًّا لأسرته, ملازمًا لبيته. ما رأيته يغضب قَطّ, وما سمعته يصيح أبدًا. ورغم منصبه الكبير في المصنع الذي كان يعمل فيه كمهندس, إلا أنه كان متسربلاً بالتواضع, قليل الكلام, ولو تحدّث أحد إليه أصغي إليه باهتمام. كان مواظبًا على حضور اجتماعات الكنيسة, فتلك هي فسحته, وراحته, بل ونزهته، وحتى سن التقاعد, زاد تمسكه بها ومواظبته عليها, ومشاركته فيها, رغم إصابته بداء الكبد.
كانت له أمنية غالية, أباح لي بها يومًا، وهي: أن يرى بنيه جميعًا في الإيمان, بل وخدّامًا للإنجيل أيضًا. كان شوقه الغامر أن يرى أكبر أبنائه (والذي كان في عامه الجامعي الأخير)، وقد جلس بجواره في الاجتماع. وقال لي وقتها: “لما الولد يحب الرب, ويحب المؤمنين, ويقعد في الإجتماع جنبي, أضمن إنه هيكون في السما جنبي”. لذلك لم يَكُفّ، في كل مرة يذهب فيها إلى الاجتماع، عن أن يقدِّم الدعوة لهم، وخاصة ابنه الأكبر, رغم إنه كان دائم الاعتذار؛ مرة بسبب المذاكرة, ومرة بسبب ميعاد مع صديق, ومرة بسبب زيارة خطيبته, ومرات بسبب مشاهدة المباريات, وغيرها من الأعذار الكثيرة والمتنوعة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وفي إحدى ليالي رأس السنة رأيته سعيدًا, راضيًا, وكان سبب ذلك أن ابنه وعده بالحضور ليلة رأس السنة, قال له الابن: “أعدك يا بابا بالحضور, لكن فقط على ميعاد العظة”، و كان مقرَّرًا أن يقدِّمها كارزًا مشهورًا. ولكن كُسر قلب الأب عندما لم يأتِ ابنه.
ضَعُف الأب وتدهورت صحته بسرعة, بعد أن اشتد عليه المرض؛ فقرَّرت الأسرة، وعلى رأسها الابن الأكبر، إجراء عملية زرع كبد للوالد الحبيب, وذلك بعد أن تأكَّد الجميع أن تكاليف العملية في متناول اليد, وخاصة أن الأب قد مُنح مبلغًا كبيرًا من المال كمكافأة لنهاية خدمته.
بعد ذلك سافر الابن إلى كليته لإنهاء دراسته الجامعية, وبعدها تراجع الأب عن قرار إجراء العملية. وعندما ناقشته زوجته عن سر عدوله على إجراء العملية, قال لها: “يا زوجتي العزيزة: إني أشعر بأن رسالتي قد أوشكت أن تنتهي, و قد حان وقت رحيلي إلى موطني, فأرجو أن لا تعوّقوني فهذه راحتي وسعادتي”. انزعجت الزوجة وارتبكت، وبينما كانت تحتضن زوجها كان الألم يعتصر قلبها, وقالت له: “لكن الأولاد يودّون لو أجريت العملية وخاصة ابننا الأكبر”.
أجابها الزوج: “لا داعيَ للعملية, وأرجو أن لا تحزنوا. ولماذا تحزنوا وأنا سأكون فرحًا مع المسيح؟ وعمومًا أنا أعرف أن ابننا ينوي على الزواج هذا الصيف, ومشروع الزواج يحتاج إلى مال كثير, فلماذا أصرفه بغير داعٍ, وأرجو منك يا شريكة حياتي المخلصة أن تحرصي على أن يتم الزواج في الوقت الذي حدَّده ابننا العزيز, بلا تأجيل مهما كانت الأسباب”.
كانت كلمات الزوج على مسمع الزوجة حادة, كالسكاكين تقطِّع في أحشائها, فاقترب منها، وبرفق كفكف دموعها، وهو يقول لها: “لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا”. وبعد أيام قليلة تحققت شهوة الرجل, وانطلق ليكون مع المسيح.
وجاء الابن ليشارك الأسرة في عملية الدفن بعد أن عاتب أمه قائلاً: “لماذا لم يسافر أبي لإجراء العملية؟! لماذا ياماما؟! أما إتفقنا؟! لماذا لم يذهب؟! لماذا؟! لماذا؟!”.
فأجابت الأم بصوت متقطّع: “ولدي.. إن بابا كان لديه يقين بالرحيل, سواء أجرينا العملية أو لم نجرِها, وفضَّل بابا أن لا يجريها حتى يوفر لك المال اللازم لزواجك, وأوصى أن يتم الزواج في الوقت الذي حددته”.
وهنا انهار الابن وهو يصرخ من أعماقه: “يا حبيبي يا بابا. ثم وقع على جسد أبيه وراح يملأه بالقبلات مع أخوته.
وهناك في المقابر حدث أمر كنت أتمنى أن أكون شاهد عيان له, لكن نقله لي أحدهم, وهو أنه في اللحظات الأخيرة من دخول جثمان الأب إلى المقبرة، وقبل أن يُوارى الجسد التراب, قطع الابن الصمت الرهيب الذي خيم علي المكان قائلاً: “سامحني يابابا! يا من ضحيت بصحتك لأجلي, وبالمال من أجلي, وأوقاتك من أجلي, وأنا لم أطِعك ولا مرة واحدة, في ما كنت تحب وترغب, مع السلامة يا بابا, نِمْ قَرير العين, وأعدك بأن أذهب إلى الاجتماع، وبمعونة الرب سأتوب, حتى انضم إلى جوارك في السماء”.
عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة..
بحق كان المشهد مؤثِّرًا على جميع المشيّعين, لكن المشهد الأكثر تأثيرًا, ويستحق منا أن نفكر فيه طويلاً, هو يوم أن قدَّم لنا الله ابنه الوحيد, ولم يشفق عليه, بل بذله لإجلنا أجمعين. إنها قصة الحب العجيب التي رواها لنا المسيح بدماه ساعة الصمت الرهيب. لقد كان مسحوق الفؤاد, ومجروح الجبين؛ ورغم ذلك أبرأ أذن ملخس, وغفر لأعدائه, واعتنى بأمه, إذ استودعها لعناية تلميذه الحبيب يوحنا, بل وقَبِلَ توبة اللص. إنها أروع وأسمى قصة حب في الوجود. «لإنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد؛ لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16)
لا أدري إن كانت كلمات الشاب هذه من القلب صادقة أم مجرد عواطف تزول قوتها وفاعليتها بمجرد الخروج من المدافن. لكن أرجو أن يكون تقديرنا لمحبة المسيح وتضحيته, التقدير الصحيح, فى المكان الصحيح, والزمان الصحيح, وبالطريقة الصحيحة, اللائقة بمحبته الفائقة المعرفة.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 15524 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رصيف 11

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“باسم” شابٌ مؤمن، يقطن في مدينة “المنيا”. سافر في مهمة خاصة بعمله إلى مدينة القاهرة. أنهى باسم اجتماعاته الخاصة بعمله متأخرًا، وأسرع إلى محطة السكة الحديد، يقلّه أحد زملاء العمل في سيارته، آملاً الوصول في الوقت المناسب.
توقفت سيارة الصديق في شارع عماد الدين، في وسط البلد، نتيجة الازدحام الخانق، كما هي العادة في مدينة القاهرة. انتظر باسم فك الازمة لبضعة دقائق؛ ولما طال الوقت دون بادرة انفراج في الازمة المرورية، قفز مسرعًا يسابق الزمن، مستأنفًا المسافة ركضًا، يحاكى عدّائي المسافات الطويلة، لكنه كان يرتدي “بدلة” وليس “شورت” وحذاءًا رياضيًا، كما أنه كان يحمل حقائبه؛ لذا وصل باسم “على آخر نفس” إلى المحطة من ناحية رمسيس إلى “رصيف8”. ولكنه فوجئ بأن القطار على رصيف 11. ومن بُعد، لاحظ القطار واقفًا، فضاعف الجهد نازلاً سلالم النفق، صاعدها، لكي يلحق به. قُبَيل وصوله إلى القطار بثوانٍ معدودات، انطلقت صافرة القطار بصوت مزعج وتحرك، وتحرك معه قلب باسم من موضعه، فهو لا يريد أن يفوته قطاره، فأسرته في انتظاره على أحرّ من الجمر!
استجمع باسم شتات قوته مستأنفًا ركضِهِ حتى وصل إلى القطار، وكان قد بدأ التحرك. ألقى باسم بحقيبته إلى القطار، ثم بالكمبيوتر المحمول خاصته، ثم قفز ليلحق بحقائبه. ولكن - ويا للهول - أن يدا باسم المرتعشتين من التعب لم تقويا على الإمساك بالقطار جيدًا، فانزلقت قدمه ليسقط تحت القطار، وسط صرخات المسافرين الذين شاهدوا الموقف، ممتزجة بصرخات باسم نفسه، الذي وجد نفسه في غمضة عين تحت القطار، تَحُفّ به عجلات القطار الفولاذية من جانب، ورصيف نمرة 11 من الجانب الآخر؛ في حين واصل القطار سيره!!
مرّت عربات القطار السبع وباسم قابع في مكانه، وقد ألصقته يد العناية الإلهية بالرصيف دون أن تمسّه عجلات القطار!
مرَّ القطار والناس واقفين يحملقون، متوقعين رؤية أشلاء باسم بعد مرور القطار. وكم كانت المفاجأة حين مرّ القطار ورأى الناس “باسم نبيه” سليمًا معافى، إلا من قطع في بنطاله وانفصال نعل حذائه!!
وبعد أن أسرعوا به إلى المستشفى، أثبتت الفحوصات سلامته، اللهم إلا من كسر في أسفل الساق من أثر السقطة ليس إلاّ، واستدعى الأمر وضع ساقه في الجبس لمدة شهور.
انتهت الحادثة ويبقى السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: “أين الخير في هذه الحادثة؟!”.
“و” شابة مؤمنة متفوّقة، في الصف الثاني في إحدى كليات القمة - كما يسمونها. تفوق “و”، واجتهادها في المذاكرة طيلة العام، لم يشفعا لها أمام أحد أساتذتها في الكلية الذي وضع في قلبه - لغرض في نفس يعقوب - أن فتاتَنا لا بد وأن ترسب في نهاية العام. وقد استمر تصميم الأستاذ في امتحان الملحق أيضًا، وكانت النتيجة أن “و” قد اضطرت لإعادة سنة كاملة، دون أي ذنب جَنَته، في مادة صغيرة وسهلة!!
ويبقى السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: “لماذا؟!”.
وغيرها من القصص الواقعية عن العديد من المؤمنين المصابين بأمراض مؤلمة أو ظروف طاحنة، ولا يزال السؤال: “لماذا؟!”.
عزيزي القارئ .. اسمح لي أولاً أن أُبادرك، بأن لا أحد يملك الاجابة الكافية على السؤال “لماذا؟”، لأننا لسنا مكان الله. ولكننا نؤمن بالوعد العظيم : «كل الأشياء تعمل معًا للخير» (رومية8: 28).
ودعنا من هذا الوعد نستخلص حقائق ثمينة، لا يرقى إليها الشك:
1- الله فوق الكل
إن هذه الحوادث التي أسلفناها ليست خيرًا في حد ذاتها إذا نظرنا إليها بالانفصال عن الله، ولكن مَن الذي يجعلها تعمل للخير؟ الترجمة الأدقّة للآية موضوع حديثنا تقول إن الله يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير. إنه المصمِّم البارع لكل شيء. ولا مكان في حياة أولاده لصدفة، أو قَدَر، أو حظ، بل عهدًا أبديًا مُتقَنًا في كل شيء ومحفوظًا (2صموئيل23 :5). إن التاريخ هو قصة الله وهو يمسك بخيوطه.
إننا نرتكب أخطاءً، لكنه هو لا يخطئ أبدًا. إنه المتخصّص في تحويل اللعنة الي بركة (تثنية23 :5). وهو القادر أن يُخرج من الآكِل أُكلاً ومن الجافي حلاوة (قضاة14 :14)! هو الذي بيده زمام الأمر كله. وهو كلي الصلاح والمحبة والقدرة الذي يهيمن بسلطانه متحكِّمًا في كل شيء. فمن ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر؟ (مراثي3 :37).
2- قيمة كلمة ”كل“
ما أوسع الوعد الذي وَعَدَنا به الله. إنه يعني كل كلمة فيه! فالرسول لا يقول “بعض الأشياء” أو“معظم الأشياء”؛ ولكن «كل الأشياء»، بما في ذلك أخطاءك وخطاياك وجروحك، مرضك وديونك وموت أحبائك. إن باستطاعة الله أن يُخرج الخير من أسوإ الشرور؛ فقد فعل ذلك عددًا لا نهائيًا من المرَّات، وأعظم هذه المرات هي في الصليب. لماذا لا تُذَكِّر نفسك - عزيزي - إزاء كل ما تَمُرّ به من أمور تضغطك وتؤلمك، أن أمرك أيضًا مُتَضَمَّنٌ في كلمة «كل»؟
قال أحد المؤمنين قديمًا: “إذا نبح كلبٌ في الطريق، أو إذا دُستُ بقدمي على حصاة في الأرض، فإن هذا أيضًا للخير!”. قد تتهم هذا الأخ بالمبالغة، أو بالخيالية، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يجمع المحيط في يده؟ ومن ذا الذي يحدّ من سعة وعد الله، أو يقلِّل من قيمته؟ أَوَ تتَّهم الله أيضًا بالمبالغة حين قال: «كل الأشياء»؟!
3- الخير في الذل
كثيرًا ما نَشِطّ، في مفهمومنا عن الخير، عن المفاهيم الكتابية الصحيحة. إننا نميل لتفسير كلمة «خير»، بأن تكون ظروفنا سهلة، وحياتنا خالية من المشاكل، وطلباتنا مستجابة... الخ. إن كلمة «خير» عندنا هي المرادف لكلمة “راحة جسدية”!!
ولكن من قال إن هذا هو الخير؟! إن القرينة في الآية التي ننظر إليها، تؤكد أن الرسول كان يرى أن كل ما يساعد في جعله شبيهًا بالمسيح هو عين الخير، وذلك بغضّ النظر عن تأثير تلك الظروف على راحته أو صحته أو نجاحه «كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله ... ليكونوا مشابهين صورة ابنه». لذا فإن كل ما يسمح به الله أن يحدث في حياتك قد أُجيز لهذا القصد.
ومن رأي كاتب المزمور أن (الذل = خير) «خيرٌ لي أني تذللت، لكي أتعلم فرائضك» (مزمور119 :71). فالخير، من وجهة نظره هو أن يكون متذلّلاً متألّمًا، ولكن متعلِّمًا طريق فرائض الله، عن أن يكون معفيًا من الآلام وهو بعيد عن طاعة وصايا إلهه مبتعدًا عنه. فحبّذا الظروف التي تُقرِّبني منه أكثر، حتى وإن كانت مؤلمة.
ما أشد ضلال قلوبنا؛ فهي كثيرًا ما تبتعد عن الله حين تسير الأمور على ما يرام!! لذا قيل أيضًا «قبل أن أُذلَّل أنا ضللتُ (أي: حين كانت الحياة خالية من المشاكل، حدتُ عنه بعيدًا) أما الآن فحفظت قولك (أي: حين تذللتُ)» (مزمور119 :67) ويجب ألا ننسى أن الله يعمل مستهدِفًا خيرنا الأبدي وليس فقط الزمني، لذا يعلمنا الرسول أن «خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقلَ مجد أبديًا» (2كورنثوس4 :17).
أ تقبل بالشكر ما يسمح لك الله به، قائلاً مع المرنم «خيرٌ لي أني تذلّلت»؟
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 15525 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صحصح فوووق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حزم رامز أمتعه، ليقضي عطلة منتصف العام الدراسي تحت شمس أسوان الدافئة، طلبًا للراحة قليلاً من تعب مذاكرة السنة الدراسية، إذ كان، وقتها، في الصف الثالث الإعدادي. سافر ليحضر مؤتمرًا مع اجتماع الفتيان في مدينته، طما بمحافظة سوهاج. وهناك، كان رامز على موعد ليتخذ أخطر قرار في حياته، وأجمل قرار في الوقت نفسه؛ بل قُل أنه كان على موعد مع الحياة. ففي يوم 1/2/2006، وبعد أن استمع عظة من عظات المؤتمر، كان عنوانها “حُرٌّ من العالم”، تلامس الرب مع قلبه، وأقنعه باحتياجه الشديد للربِّ المحرِّر، فتجاوب رامز مع هذه اللمسة الإلهية؛ وفتح قلبه للربِّ، وقَبِلَه مخلّصًا شخصيًا له لينال به الحرية الحقيقية.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عاد رامز إلى بلدته وبيته شخصًا جديدًا بكل معاني الكلمة، يحب أن يرضي الرب ويعيش كما يريد الرب، ويجتهد أن يُظهر المسيح الذي قَبِلَه في حياته. وطبقًا لما رواه شخصيًا عن اختباره، بعد ذلك؛ كان يتعلم يومًا بعد يوم المزيد عما يريده الرب أن يفعله، وما لا يريده أن يفعله، ويجتهد في أن يطبِّق ما تعلمه. فكان يعتبر كل عظة يسمعها، وكل جزء يقرأه في الكتاب المقدّس توجيهات شخصية له. وهكذا أظهرت حياته نموًا روحيًا شهد به الكثيرون من الذين كانوا حوله.
في صباح يوم الثلاثاء 24 ابريل 2007؛ استيقظ رامز بنشاط كعادته في الصباح الباكر، كأي يوم من الأيام العادية في حياته. ارتدى ثيابه استعدادًا للذهاب للمدرسة في الموعد. لكنه، في الواقع، كان على موعد.. كان على موعد للقاء الشخص الذي أحبه ووضع ثقته فيه مخلِّصًا. وهكذا بلا مقدّمات أو أسباب، انطلق رامز ليكون مع المسيح، حيث الأفضل جدًا. وأصبح اليوم العادي مختلفًا، على غير توقـُّع.
في حفل وداعه المهيب، قرأ أحد الخدَّام هذه الآية المعبِّرة أصدق التعبير عن الموقف: «الإنسان مولود المرأة قليل الأيام شبعان تعب، يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف» (أيوب14: 1، 2). ودائمًا، ما أصدق قول الكتاب! وما أقصر الحياة! أقصر كثيرًا مما نظن! إنها أشبار، بل بخار يظهر قليلاً، ثم ما أسرع ما يختفي في اضمحلال.
بعد انطلاقه بأيام، وجد والده في وسط أوراق رامز، مذكرة كتبها لنفسه، رأينا أن ننشرها كما هي (ارجوك اصرف دقيقتين في قراءتها فهي مهمة). بتتبع قصتها، علمنا أن رامز كتبها تجاوبًا مع خدمة كان يسمعها باجتماعه، إذ كان يحرص ألاّ يضيع صوت الرب إليه بل يستفيد من كل كلمة يكلّمه بها. لقد حرَّض الخادم الحاضرين أن يتخذوا قرارات هامة، متكلين على نعمة الله في تنفيذها. وقد فعل رامز. وتشهد أسرته أنهم رأوا غالبية هذه القرارات منفَّذة في حياته في الأسابيع الأخيرة منها. لقد اتخذ قرارات ونفّذها، ففاز بها.
ولا يفوتني أن أقول إن انطلاق رامز السريع كان سبب بركة لشباب وشابات في بلدته، إذ راجعوا موقفهم أمام هذا الرحيل غير المتوقع، فعادوا للرب يسوع تائبين وتغيّرت حياتهم.
في أثناء عودتي من طما، دارت في ذهني عدة أسئلة، أشاركك بها عزيزي القاريء:
ماذا لو أجَّل رامز قراره الذي اتخذه باتباع المسيح، حتى ينتهي من الثانوية العامة، مثلاً؟! هل كانت ستواتيه الفرصة أن يخلص؟!
وتذكرت ذلك الوالي المتهوِّر، الذي ارتعب لما سمع عن البر والدينونة العتيدة، لكنه عوضًا أن يتخذ قرارًا بالإيمان بالمسيح، قال لبولس «اما الآن فاذهب متى حصلت على وقت استدعيك» (أعمال24: 24-27)، ولم نقرأ أن هذا الوقت أتى، للأسف.
* ماذا لو، بعد أن عرف المسيح، قرَّر أن يعيش كما كان يعيش دون تغيير؟! ماذا لو لم يتخذ قرارات جريئة وينفِّذها لمجد المسيح؟! متى كان سيجد وقتًا آخر يكرم فيه المسيح في حياته؟
حضرني ما قالته الترنيمة الشهيرة:
دعني أكرم اسمك وأرفعه الآن
لئلا تمضي الفرصة وينتهي الزمان
فمريم وحدها قد فازت بالنيشان
وطيب المريمات فاته الأوات
والآن ألتفت إليك لأسألك: وأنت يا صديق؟ ماذا عنك؟
ماذا لو جاء موعدك الآن للرحيل على غير انتظار؛ هل أنت مستعد؟ أم تنتظر «متى حصلت على وقت» الذي لن يأتي؟!
يقول الحكيم «لأنّ الإنسان أيضا لا يعرف وقته. كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مهلكة، وكالعصافير التي تؤخذ بالشرك، كذلك تُقتنص بنو البشر في وقت شر إذ يقع عليهم بغتة» (جامعة 9: 12). فإن كنت، مثلك مثلي مثل كل البشر، لا تعلم وقتك؛ أفلا تكون عاقلاً وتستعد لما يأتي بغتة؟!! لست صغيرًا يا قارئي العزيز، بل أنت مسؤول أمام الله عن قرارك، فهل تكون حكيمًا؟!
وإن كنت مستعدًا؛ فكيف تستثمر حياتك التي قد تكون أقصر بكثير مما يتوقع الجميع؟ إن الطيب القليل الذي في يدك لتقدمه للرب له قيمة غالية على قلبه اليوم، لكن غدًا قد يكون متأخرًا جدًا! هيا! لا تضيّع الوقت فمضيعة الوقت ليست من شيم الحكماء. هيا كن حكيمًا وافتدي الوقت لأن الأيام شريرة (اقرأ أفسس5: 14-18). استثمر وقتك في طاعة الرب وخدمته، فلن يضيع، ولن تندم.
دعني أسألك: كيف قرّرت أن تقضي ما بقي من أيام حياتك هنا على الأرض؟
وفي كل الأحوال؛ اسمعها نصيحة يا صاحب:صحصح فوووق”.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 15526 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي العظيم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأثرت جدًا وأنا أقرأ هذه القصة الحقيقية التي وردت في جَريدَتَي “الأخبار المصرية” و“المصري اليوم”، يوم الثلاثاء 13/2/2007م. والخبر مضمونه أنه حدث ماس كهربائي عند الفجر في الكمبيوتر بالصالة أثناء نوم الأسرة في الشقة الواقعة بالعقار ١٠ شارع أحمد ماهر بميدان الجيزة، في الخامسة والربع فجرًا يوم 12 فبراير 2007م. استيقظ الأب: إيهاب ثابت (٤٥ سنة)، وهو مهندس كمبيوتر بوزارة التربية والتعليم؛ استيقظ من نومه بعد ان اشتمّ رائحة الدخان الكثيف، وفوجئ بالنار مشتعلة بالشقة. نسي الأب نفسه، وبعاطفة الحب الجارف لأولاده وزوجته، اتجه لغرفة ابنه مايكل، البالغ من العمر 9 سنوات، وأخرجه من الشقة التي كانت تشتعل وتركه عند الجيران، ودخل مرة أخرى لينقذ ابنه الثاني مارك، 4 سنوات، ثم زوجته. استطاع أن ينقذهم جميعًا؛ ولكنه لـم يستطع أن يخرج من الشقة في النهاية، إذ كانت النيران تلتهمها والدخان الكثيف يغطي كل المكان. فمات الأب محترقًا، في قصة حب وفداء رائعة ونادرة، لينقذ عائلته في قصة حب وتضحية أسرت قلوب الجميع وسطرتها صفحات الجرائد المصرية بحروف من نور.
عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة.. هل تأثّرت معي بقصة الفداء هذه، والتي تنفي المبدأ العالمي الأناني الشهير الذي يقول: “إن جاءك الموت ضع أولادك تحت رجلك”؟ إن الأب لم يكن لديه الوقت الكافي ليفكِّر، بل كان عليه أن يختار: إما إنقاذ نفسه والهروب من المشهد، أو المخاطرة وإنقاذ الأسرة. ولقد اختار الأصعب، فمات محترقًا لينجّي أسرته.

صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. إن قصة المهندس إيهاب وقصص أخرى عن الحب والفداء، ما هي إلا صورة باهتة لما فعله الفادي الأعظم الرب يسوع المسيح على الصليب، لننجو نحن من نيران الجحيم الأبدي؛ مع المفارقة أن المهندس إيهاب كان عنده لحظات فقط ليأخذ قراره بالتضحية، أما الرب يسوع المسيح، كالفادي الأعظم، ففي حبه العجيب لنا أخذ قرار فدائنا قبل تأسيس العالم، فمكتوب: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ؛ بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ» (1بطرس1: 18-20). قال الرب يسوع: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا15: 13). ومكتوب: «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية5: 8).
وبدل من أن نذهب نحن للعذاب واللهيب كما صرخ الغني: «لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ» (لوقا16: 24)، احترق الرب يسوع على الصليب بدلاً منّا.
إن الرب يسوع المسيح، عندما أتى إلى أرضنا، ومات لأجلنا على الصليب كنائب وبديل، قد احتمل كل نيران العدل الإلهي الذي كنا نستحقها، لهذا صرخ على الصليب: «صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي» (مزمور22: 14)، «أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي، الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ. مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا» (مراثي1: 12، 13).
كانت ذبائح العهد القديم تُحرق على المذبح (لاويين 1-6)، وكانت النار لا تنقطع عن المذبح أبدًا «وَالنَّارُ عَلَى الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. لاَ تَطْفَأُ. وَيُشْعِلُ عَلَيْهَا الْكَاهِنُ حَطَبًا كُلَّ صَبَاحٍ، وَيُرَتِّبُ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةَ، وَيُوقِدُ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ. نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. لاَ تَطْفَأُ» (لاويين6: 12، 13). والرب يسوع احترق لأجلنا على الصليب، لا لينجّينا من مجرد حريق شقة، بل من نيران أبدية، أقسى بما لا يُقاس، في بحيرة النار والكبريت «وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَروفِ. وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ... وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 10:14، 11؛ 10:20).
فهل تأتي الآن، وأنت تقرأ هذه المجلة، إليه، فيخلِّصك من نيران الجحيم التي تنتظر كل من لم يؤمن، لكي تنجو مما قاله الرب يسوع محذِّرًا: «وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ، حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ» (مرقس9: 43، 44).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعالَ وصلِّ معي..
صلاة:
يا مَن بذلت نفسك ذبيحة وضحية في أعظم قصة فداء حقيقية،
أشكرك لأنك أظهرت لي المحبة الإلهية..
استلم حياتي وانقذني من النيران الأبدية،
واستخدمني لمجدك طوال أيامي الباقية ..
آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 15527 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعالَ وصلِّ معي..
صلاة:
يا مَن بذلت نفسك ذبيحة وضحية
في أعظم قصة فداء حقيقية،
أشكرك لأنك أظهرت لي المحبة الإلهية..
استلم حياتي وانقذني من النيران الأبدية،
واستخدمني لمجدك طوال أيامي الباقية ..
آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 15528 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي يسوع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي يسوع يا ملك الملوك..
أتوسل، وبكل قلبي أرجوك..
اكشف لي لماذا أهانوك..
لماذا عيّروك وعرّوك..
لماذا تاج شوك ألبسوك، وجلدوك..
فأُسلِّمك حياتي، لترحمني؛
إني من كل قلبي أدعوك.
آمين
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 15529 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخلى نفسه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت ”باك يوون“ الكورية في الشهر التاسع من الحمل بينما كان الجميع في كوريا يحتفلون بالكريسماس في عام 1952م، وكانت تتذكر زوجها الذي قُتل في أثناء الحرب الكورية، وكيف أن الطفل الذي سيولد لن يرى أباه.
شعرت باك يوون بالتعب، فلم تجد من تتّجه إليه في هذه الظروف إلا الأخت واطسون، وهي مُرسَلة مسيحية، معروف عنها أنها تقدِّم الخير للجميع. وبينما كانت باك يوون تقترب من منزل الأخت واطسون، وسط الثلوج، حيث الجسر الذي لا بد أن تعبره فوق القناة العميقة هناك، أشتدَّ عليها مخاض الولادة، ولم تستطع مواصلة السير؛ وتحت الجسر ولدت طفلها. ولما لم تجد ما تقمّطه به، أخذت تخلع ملابسها قطعة بعد الأخرى، وتغطّيه وتلفّه ليدفأ ولا يتجمد. ظلت وحدها تواجه الثلوج والأعاصير الثائرة دون غطاء حتى غابت عن الوعي، وتجمّدت بعد أن فارقت الحياة.
في صباح عيد الميلاد، كانت الأخت واطسون في طريق العودة لبيتها، بعد أن فرغت من تقديم الهدايا والأطعمة للعائلات المحرومة. وما أن عبرت الجسر، توقفت السيارة بسبب نفاد الوقود. فقرّرت أن تقطع المسافة الصغيرة الباقية للمنزل سيرًا على الأقدام. وتحت الجسر، سمعت واطسون صوت صراخ طفل صغير، ولما سارت نحو الصوت أدركت الأخت واطسون ما حدث. أخذت الطفل سريعًا، وقدّمت له ”رضعة“ من اللبن. وبمساعدة الآخرين، تم دفن الأم بجوار مكان مسكنها.
تبنّت الأخت واطسون الطفل، ودعت اسمه ”سو بارك“. كانت دائمًا تحكي له عن أمه وتقول له: ”ماما باك يوون أحبتك حبًّا عظيمًا يا سو بارك، وقد برهنت على حبِّها العظيم لك بأنها ماتت متجمِّدة، لأنها خلعت ثيابها لتلفّك بها“. ولم يَمَلّ هذا الصبي أبدًا من السماع عن أمه التي أحبّته بهذا المقدار، بل كان يحب أن يسمع دائمًا القصص عن أمه التي ماتت لأجله.
في يوم عيد الميلاد عام 1964م، وهو الموافق لعيد ميلاد سو بارك الثاني عشر، كان الثلج يتساقط بغزارة. وبعد أن أحتفل سو بارك بعيد ميلاده مع أصحابه وزملائه، ذهب وجلس بجوار ماما واطسون وسألها: ”هل تعتقدين أن الله سمح أن سيارتك تفرغ من البنزين ذلك اليوم حتى يمكنك أن تجديني؟“. فأجابته قائلة: ”أكيد أن الله أراد لك الحياة يا ابني، لأنه لو لم تتعطل السيارة يومها ما كنت قد وجدتك على قيد الحياة، ولكنني سعيدة للغاية أنها توقّفت يومها، فأنا أحبك كثيرًا كما أني فخورة جدًا بك يا سو بارك“. ثم أحاطته بذراعيها وغمرته بالقبلات، وعندها سند سو بارك رأسه عليها وسألها: ”هل تسمحين وتأخذيني إلى مقبرة والدتي؛ فأنا أريد أن أشكر الله من أجلها، وأشكرها أيضًا لأنها وهبتني الحياة؟“. فأجابته ماما واطسون: ”نعم، ولكن عليك أن ترتدي معطفك الثقيل، فالجو اليوم شديد البرودة بجوار المقبرة والثلوج تتساقط بشدة“.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لما وصلا المقبرة طلب سو بارك من ماما واطسون أن تتركه وحده وتنتظره. فمشت بعيدًا وانتظرت. ملأت الدهشة ماما واطسون وهي تراقب سو بارك وقد بدأ يخلع ملابسه الثقيلة قطعة بعد الأخرى. ظنت أنه بالتأكيد لن يخلع كل الملابس؛ لأنه حتمًا سيتجمَّد إن فعل ذلك. ولكن سو بارك نزع عن نفسه كل شيء، ووضع جميع الملابس على قبر والدته، ثم ركع عاريًا على الجليد وهو يرتعش من شدة البرد وسقيع الثلوج. انتظرت الأخت واطسن دقيقة ثم دقيقتين، ثم بعد ذلك تقدمت ووضعت يدها على كتف الولد.. نظر سو بارك إلى ماما واطسن، ثم انحنى نحو القبر، وفي حزن عميق صرخ من أجل والدته التي لم يرَها على الإطلاق: ”هل بَرِدّتي هكذا بل وأكثر من هذا من أجلي يا أمي؟“. ثم أجهش في البكاء؛ لأنه عرف، بالطبع، أنها عانت أكثر من ذلك.
صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. هل تأثّرت مثلي بهذه القصة الحقيقية؟ إنها واحدة من قصص الفداء الباهتة حين تقارنها بقصة الفداء التي لا مثيل لها. نعم، لقد خلعت باك يوون ثيابها طواعية وسط الثلوج لكي تقمِّط وليدها، ولكن ماذا نقول عما فعله الرب يسوع المسيح لأجلي ولأجلك، «الْمَسِيحِ يَسُوعَ... الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لله لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي 2: 5-8). لقد أخفى مجد لاهوته في ناسوته، «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَد» ِ(1تيموثاوس 3: 16). بل وهو الله الظاهر في الجسد نجده يولَد في مذود «فَوَلَدَتِ ابْنَهَا البِكرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ» (لوقا 2: 7). فإن كان سو بارك ظل يشعر بالمديونية لأمه التي ولدته وماتت لإنقاذه، فكيف يكون شعوري تجاه المسيح الذي لم يتوقّف عطاؤه وتضحيته وإخلاء نفسه عند تجسّده فقط، لكنه احتمل كل هول وعذابات أجرة خطايانا التي كنا سنحتملها إلى أبد الأبدين، لا في ثلوج كوريا، ولكن في الجحيم الأبدي. «الله... جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (2كورنثوس 5: 21).
أخلى الرب يسوع نفسه، تجسد ومات وقام حتى يمكن لنا أن نولد من الله، قال المسيح لنيقُودِيمُوسُ «ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». ولما لم يفهم نِيقُودِيمُوسُ، أوضح له الرب يسوع بالقول: «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ الله الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ» (يوحنا 3: 3-17).
صديقي صديقتي.. هل تشعر بإحسان الله لك في موت المسيح لأجلك؟ هل تسأل مع النبي داود: «مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو» (مزمور 116: 12، 13). هل تصلي معي الآن؟
صلاة: ربي يسوع يا ملك الملوك.. أتوسل، وبكل قلبي أرجوك.. اكشف لي لماذا أهانوك.. لماذا عيّروك وعرّوك.. لماذا تاج شوك ألبسوك، وجلدوك.. فأُسلِّمك حياتي، لترحمني؛ إني من كل قلبي أدعوك. آمين
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 15530 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الميلاد!!… الّذي هو البدأةُ والنّهايةُ!!.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اليومَ بدأ الّذي كانَ وهو كائنٌ وسيكونُ، وهو صانعُ اليومَ…
اليومَ، يُعلِّقُ الله الآبُ الأرضَ رافعَها إلى سماءِ السّمواتِ وإلى السّماءِ السّمواتِ، الفردوسِ الّذي كان هو فيه ليبقى فيه ومعه آدمُ وحوّاءُ سكّانُ أورشليمَ العلويّةِ المصلوبةِ على صليبِ الرّبِّ…
اليومَ تتفجَّرُ الينابيعُ الّتي منذ بدءِ الكونِ، لتتنقّى من الخطيئةِ الّتي كانت في سرِّ الحيّةِ الشّيطانِ، ليَغسلَ الآبُ كونَها وكيانَها بالولادةِ الجديّةِ منه هو، فلا يعودُ يجرؤُ أيُّ مخلوقٍ أرضيٍّ أن يستكبرَ على خالقِهِ…
اليومَ تتلعثمُ الحروفُ على شفاهِ الرّضّعِ الّذين ولدتْهم أمّهاتُهم العواقرُ من بطنِ الإلهِ، الصّارخين من دون صوتٍ يُسمعُ ولا بكاءٍ، يطلبون فيه الشّبعَ…
أسرعوا إلينا… اهرعوا… لكم هديةٌ يا أيّها الكائناتُ… ربُّكم خالقُ السّمواتِ والأرضِ وُلِدَ طفلًا، صقِعًا، مقمّطًا، وموضوعًا في مذودِ الحيواناتِ لتأخذوه، فخذوه هديّةَ العمرِ حتّى لا يقتلَهُ فيكم حسدًا شيطانُ الكبرياءِ والصّلفِ وحبِّ المالِ والوجاهةِ والكرامةِ وَ… وَ…وَ… وشيطانُ الأنا الإنسانيّةِالأنانيّةِ…
اليومَ يمدُّ الطّفلُ، مولودُ الوعدِ، يدَهُ ليُقفِلَ فمَ أمِّه الّتي تريدُ أن تكونَ مخلِّصةً معه بالحبِّ المصلوبِ، لتبقى دمعةُ ودماءُ ودموعُ الرّجاءِ ناطقةً: من وسطِ الأتّونِ الّذي سيتفجّرُ وتتأجّجُ النّارُ المنقّيةُ والمطهِّرةُ فيه لتميتَ الإنسانَ العتيقَ فيولدَ من بطنِ مريمَ…
اليومَ يفرزُ الإنسانُ ذاتَهُ عن ذاتِ الإلهِ الآبِ والابنِ والرّوحِ القدسِ، إذ يعفُّ عن فهمِ روحِ الله الساكنِ حولَهُ وفيه، ليبحثَ عنها خارجَ الموتِ، عن موتِ الأنا الّتي فيه…
اليومَ كلُّ نساءِ الأرضِ يصرْنَ أمّهاتٍ، إن أردنا وقبلْنا أو شاركنا في قولِ “النّعمِ”، ليأتيَ ربُّ الكونِ ويسكنَ في أحشاءِ قلبهنَّ بدءًا، تاليًا، في حشا الكونِ الّذي ما زال الرّبُّ يطهِّرُهُ مع كلِّ نسمةِ صبحٍ ليصيرَ كلُّ ما كان وهو كائنٌ وسيكونُ، آتيًا ومولودًا من قلبِ الله الآبِ وفداءِ الابنِ وحياةِ الرّوحِ القدسِ الممتدِّ إلى أقصى أقاصي الأرضِ!!…
اليومَ الأرضُ تتخلّى وتتجلّى صاعدةً من انغسالِها في بطونِ البحارِ، لتَلْتَمِعَ نجمةَ حياةٍ جديدةٍ متجدِّدةٍ بأرديةِ النّورِ السّاطعِ من نجمةِ الصّبحِ، لتُضيءَ عتماتِ صبحِ الخليقةِ برمّتِها…
اليومَ آدمُ يلتزمُ حوّاءَ، جرحَهُ، ليدخلَها صلفَهُ، فتصيرَ فيه، وسويّةً معه، جرحَ الثّالوثِ القدّوسِ المصلوبِ بالابنِ على عتاقةِ ودونيّةِ واحتيالِ البشريّةِ، ليُصمِتَ الوعدَ… ليُصمتَ البراءةَ… ليُصمِتَ الحبَّ… ليُصمتَ الألوهةَ…
اليومَ يتضّعُ الوعدُ الإلهيُّ والعزّةُ والكِبَرُ للخالقِ، ليتجلّى وهو باقٍ في ما هو عليه، حاملاً ومشاركًا “طاعةَ” الإلهِ الابنِ، لرفعِ مخلوقِ يدَيه وصلبِهِ على الحبِّ، علَّهُ يدركُ أنّ هناكَ محلّاً ومطرحًا ومسندًا لكلِّ الّذين ولدوا وعُمِّدوا على الألمِ وقبلوه عنهم وعن خطايا وجهالاتِ الشّعبِ، ليعرفوا أنّ الكونَ هو آبٌ وابنٌ وروحٌ قدسٌ…
اليومَ يتجرّأُ آدمُ وحوّاءُ، بعد تآخيهِما في المعرفةِ الإلهيّةِ، أن يطلبا من الله الآبِ والابنِ والرّوحِ القدسِ الغفرانَ لأنّهما صارا واحدًا على الصّليبِ وبالألمِ المحيي، ليأتيا بشفاعاتِ “الأمِّ”… والدةِ الإلهِ إلى تبنّي الكونِ الجديدِ الّذي لن يولدا منه وفيه ولن يولدَ هو فيهما، إلاّ على خشبةِ الصّليبِ…
اليومَ، بميلادِ يسوعَ، تنتفي رجولةُ آدمَ المريضةُ واستكبارُهُ حتّى على الإلهِ، ليجلسَ لا عن يمينِهِ ولكن محلَّهُ ليحكمَ لا بالعدلِ ولكن بالقوةِ والسّؤددِ والعنفِ، وتاليًا، تنتفي غوايةُ واحتيالُ الحيّةِ في دنس حوّاءَ، لتصيرَ بكارةَ الحبِّ ورفيقةً، بل خادمَةً، ومن صويحباتِ مريمَ أمِّ الإلهِ، لتلدَ هي أيضًا بروحِ العفّةِ الأولادَ…
اليومَ بميلادِ الطّفلِ السّيّدِ، الرّبِّ يسوعَ المسيحِ تَبطُلُ الأحكامُ والموازينُ والأعرافُ والقوانينُ الّتي وضعَها البشرُ عبرَ التّاريخِ، ليبقى حكمُ “الحبِّ المصلوبِ” وحدَهُ هو البدايةَ والنّهايةَ، الّتي إن لمْ يُدركْها الإنسانُ مُتبنيًّا إيّاها واقعًا كيانيًّا، يفنى مصلوبًا على تفهِهِ وحبِّه للظّهورِ والتّسيّدِ، وخدمةِ الأنظمةِ والحكّامِ والملوكِ والسّلاطينِ وكلِّ من وما زالَ يدّعي أنّه يعرفُ المسيحَ الرّبَّ يسوعَ طفلاً مرذولاً ومرميًّا وجائعًا وعريانًا في كلِّ الّذين يتحكّمون برقابِ البشريّةِ وهم كذّابون، حاملون كذبَ الشّرّيرِ فيهم…
اليومَ يتكشّفُ سرُّ الإثمِ!!… واليومَ، تاليًا، تولدُ براءةُ الطّفولةِ البريئةِ من كلِّ عيبٍ، لكي تحكمَ الأرضَ، قالبةً عروشَ العظماءِ، وتهتُّكَ حجُبِ الكذبةِ الكبرى، أن لا قيامةَ في الموتِ على الصّليبِ… ولا حُبَّ، بل مصالحُ تتضاربُ وأعنافُ نفوسٍ تحتقرُ ما يسمّونَهُ فقرَ الفقراءِ، لطردِهم من أبراجِهم العاجيّةِ، من مالِهم، من علمِهم، من ألمِهم وقتلِهم لهم لأنّهم صاروا عِبْءً على ضميرِهم…
اليومَ يموتُ القتلُ وتفنى المؤامراتُ في وجهِ الطّفلِ ملكِ الكونِ، المرميِّ خارجَ المدينةِ،لأنّه لم يجدْ مكانًا له فيها، وهو مبدعُها وغافرٌ سقوطَها، حتّى اليوم، ليجدِّدَهُ في روحِ قلبِهِ ودموعِ ودماءِ أصفيائِهِ…
اليومَ يلتغي الشّكُّ، لأنّ الحبَّ الإلهيَّ يولدُ ويولدُ ويولدُ من قلوبِ وصمتِ الصّقيعِ الّذي كلَّلتْ فيه الخليقةُ مبدعَها…
اليومَ يلغي الطّفلُ الإلهيُّ كَذِبَ الكذبِ والاحتيالَ والادّعاءَ أنّه بإمكانِ الإنسانِ أن يصيرَ ربًّا بذاتِه، الّذي وحتّى الآن لا يعرفُ أنّه بعيشِهِ السّلطةَ والجاهَ والمالَ وحبَّ الميراثِ الدّنيويِّ، قد هدمَ عروشَ الأباطرةِ والملوكِ والحكّامِ والبطاركةِ وكلِّ السّياسيّين الّذين يتخطّرون بالمظاهرِ والتماعاتِ كلماتِهم وذهبِ أثوابِهم وعظمةِ صمتهم المدّعي، ليخنقوا نعمةَ روحِ الحقِّ، الّذي ليس فيهم…
اليومَ الّذي لم تسعْهُ الأكوانُ والسّمواتُ، يسعُهُ الآبُ بالرّوحِ القدسِ، قاذفَهُ إلى حشا امرأةِ الوعدِ الإلهيِّ مريمَ، امرأةِ الموتِ الإنسانيِّ، لتصيرَ “بنَعَمِها” كما “بنعمِ” ابنِها وربِّها وسيّدِها، حجّةَ الخلاصِ للإنسانيّةِ الجديدةِ “النَّعَمِ”، الّتي لم يهمَّها إلاّ أن تتثبَّتَ من قريبتِها أليصاباتَ أمِّ يوحنّا معمِّدِ المصلوبِ بدءًا، على صلفِ وكذبِ وشيطانيّة الحكّامِ، أنّ هناك حقيقةً واحدةً، وربًّا واحدًا، وحكمًا واحدًا للّذين يحبّون إلهَهم في كلِّ غريبٍ، وفقيرٍ، وعطشانَ وجائعٍ ومنكودِ الحظِّ ومستغلٍّ الله لاسمِهِ، حتّى يحيا هو لا غيرُهُ، على سُدَدِ الحكمِ الأرضيِّ…
اليومَ يدعو الإلهُ الطّفلُ يسوعُ المسيحُ كلَّ سُدّةٍ في حكم كنيستِهِ بدءًا، لحملِ عصا الرّعايةِ الحقِّ فيصلوا بها إلى المذودِ ليركعوا باكين خطاياهم، وإذ يقبِّلون قدمَي الطّفلِ، تلمسُهم نعمةُ البراءةِ، للرجوعِ إلى بطنِ مريمَ، ليولدوا جديدًا متجدِّدين وعبيدًا للنعمةِ الإلهيّةِ، حتّى يستمرَّ السّيّدُ حاكمًا الكونَ على صليبِ الأملِ بالحبِّ لا بالأنانيّةِ.
الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024