منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 12 - 2016, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 15511 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا بحب بابا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان يعاملها برفق شديد، ويعتني بها عناية فائقة، توطَّدت علاقته بها، حيث لا يمكنك أن تراه دونها. أسرف كثيرًا في نظافتها وشراء كمالياتها، وقودها، إطاراتها، واستخدم أغلى الزيوت لمحركها، باختصار دلَّل الرجل سيارته، فكانت كل شيء له، صديقته وحبيبته.
وحدث ذات مساء، وبينما كان يقوم بتلميع زجاجها الأمامي، كان ابنه الصغير يلهو كعادة الأطفال، وفي يده حجرًا مدبَّبًا كان يحاول أن يكتب أو يرسم به شيئًا على جسم السيارة. وما إن سمع الآب صوت الخربشة على سيارته المصون ألا وأصابه الجنون، فأسرع نحو ابنه صارخًا في وجهه، وأخذ يضربه على كلتا يديه، بشيء ما كان قد التقطه من شنطة السيارة. وفي ثورة غضبه، كان نظره موزَّعًا بين كفّي ابنه التي امتلأت بالجروح، وبين التجريحات والخطوط في جسم السيارة. وبينما كان الرجل يضرب ابنه بدون آدمية وبلا أدنى إنسانية، استطاعت الأم أن تنزع طفلها، الذي كان يصرخ من شدة الألم، من بين يدي الأب المتهور، لتذهب به وبسرعة إلى أقرب مستشفى، لتكتشف المصيبة الكبرى؛ إذ نتيجة الغضب والتهور، قرَّر الأطباء: بتر بعض أصابع يدي الطفل.
صديقي القارئ وصديقتي القارئة
أعتذر كثيرًا لسرد هذه القصة الحقيقية المؤلمة والموجعة، وأرجو في المحبة أن تسمح لي وتحتملني، إن زاد الألم درجة أخرى، عندما أكمل لك بقية القصة، بعد أن هدأ الأب وأفاق من فعلته الشنعاء وثورة غضبه الحمقاء، وبينما كان يعتذر لابنه، ويحتضنه، ويقبِّله بطريقة هستيرية غيرعادية؛ همس الطفل في أذن أبيه وهو ينظر إلى أصابعه المبتورة قائلاً له: “يا بابا، إمتى تطلعلي صوابع بدل الصوابع اللي قصّها الدكتور”. كانت الكلمات كالسكاكين، تحشّ أحشاء الأب حشًّا. لكن مع قرب نهاية القصة يزداد الألم، ليصل إلى منتهاه، عندما يعود الجميع إلى البيت، ويقترب الأب من سيارته ليركلها بكلتا قدميه، ثم يكتشف ما لا يخطر على باله، بل وفوق طاقة احتماله: أن الخربشة التي خربشها ابنه على السيارة كانت عبارة “أنا بحب بابا”!!
قل لي يا صديقي المخلص الرقيق، يا من تحرّكت مشاعرك وأنت تطالع هذه القصة الحزينة، هل هذا الابن المحب يستحق أن يغضب أحد عليه؟!
أرجو أن تفكر معي الآن بجدية، وتخرج من حيز المكان والزمان، والتي لا بد إن عاجلاً أو آجلاً أن نخرج منها، قبلنا أم رفضنا. تفكَّر في الأبدية، التي أنا و أنت لا محالة راحلون إليها، هل تغضب على المسيح ابن الله الوحيد، أم تقبله ربًّا ومخلصًا؟! ما هو موقفك من هذا الابن الحبيب؟ الذي أحبنا وبذل دماه لأجلنا، بل ويداه التي بها عمل العالمين كالرب القدير، سُمِّرتا لإجلنا بالمسامير، فمكتوب «ثقبوا يديَّ ورجليَّ» (مزمور 22: 16)
ذات مرة سمعوه في مجمع الناصرة، والمسيح لا يحابي الوجوه، ولا يقول سوى الحق، لأنه هو الطريق والحق، «فامتلأ غضبًا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا، فقاموا وأخرجوه خارج المدينة، وجاءوا به إلى حافة الجبل... حتى يطرحوه إلى أسفل، أما هو فجاز في وسطهم ومضى» (لوقا 4: 28-30).
يقول القديس اوغسطينوس: عن سبب غضب الشعب، إنهم كانوا يحبّون الحق عندما ينير الحق أفكارهم، وكانوا يكرهونه عندما يدينهم.
الناس يريدون كلام النعمة، لكن لا يريدون أن يواجهوا الحق.
صديقي: إياك أن تغضب على الابن، لسبب بسيط لأنه يحبك، لا تنحمق وترفض محبة المسيح وتشبه ذلك الأب الاحمق الذي غضب على الابن الذي يحبه.
أخاف أن تغضب عليه هنا فى الزمان؛ فتدخل الأبدية حزينًا نادمًا وإلى الأبد «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متى 22: 13).
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 15512 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داخل القطار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسافر كثيرًا في القطارات وذلك بحكم عملي كخادم إنجيل متجول.. ومن تكرار سفري اعتدت على رؤية الكثير من المواقف الطريفة؛ واحد ينسى حقيبته، أو تليفونه المحمول، أو حتى ينسى تذكرته.. هذا وارد. لكن ما حدث في يوم الأحد ٨ يونيه 2008، وبالتحديد في قطار ٩٣٥ المتجه من الأقصر إلى الأسكندرية، فهذا هو العجب وكل العجب..

كنت راكبًا القطار، متجها إلى الأسكندرية، لأخدم في مؤتمر خاص بدار للأيتام؛ كان رجل يجلس على مقعده خلفي، وبجواره ابنه الذي يبلغ من العمر حوالي ثلاث سنوات. نزل الرجل من القطار في محطة الجيزة، ونسي ابنه النائم بجواره داخل القطار!

تذكَّر الأب بعد نزوله أنه نسي ابنه، فأبلغ شرطة السكة الحديد. وعند محطة القاهرة دخل رجال الشرطة مشكورين عربة القطار، وأخذوا الابن النائم بعد أن أيقظوه. وقتها أخذ الولد يبكي بشدة، من هول الصدمة، ويصرخ قائلاً: “فين بابا؟! فين بابا؟!.. أنا عايز بابا!.. أنا عايز بابا!”

أثار هذا المشهد جميع ركاب عربة القطار، وكانت هذه القصة موضوع حديثهم وتعليقاتهم حتى وصلنا إلى الأسكندرية.

تحدث الله لقلبي قائلاً: هذا هو الأب الطبيعي، أو حتى الأم الطبيعية.. إنما أنا لست كذلك. وفكَّرت في نفسي: أنا ذاهب لمجموعة من الأولاد لهم ظروف خاصة؛ ربما فقد أحدهم أباه أو أمه أو كليهما، لكن لي ولهم أب سماوي يعتني بنا جميعًا!

وإليك قارئي العزيز بعض أعمال الآب السماوي المحب، لأولاده. وهي تريك محبته وعنايته:

١- فهو لا ينسى: فقد قال: «هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك» (إشعياء ٤٩: 15).

٢- وهو أيضًا يحمل ويدلِّل: «فترضعون، وعلى الأيدي تحملون، وعلى الركبتين تدلَّلون» (إشعياء ٦٦: 12).

٣- ويلاحظ ويصون: كان يعقوب مسافرًا، هاربًا في خلاء مستوحش خرب؛ ولكن الآب السماوي «وجده في أرض قفر، وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه» (تثنية٣٢: 10).

4- وهو أيضًا قارئي العزيز يعلم احتياجاتنا بل ويملأها، فلقد قال لنا ربنا يسوع مطمئنًا «لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها» (متى٦: ٣٢). وأيضًا يقول «فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه!» (متى٧: 11). وهو يهتم بأدق تفاصيل حياتنا، حتى شعور رؤوسنا «شعور رؤوسكم أيضًا جميعها محصاة. فلا تخافوا»
(لوقا١٢: 7).

هل تعلم معنى كلمة محصاة؟ إنها تعني: مرقَّمة! فلكل شعرة في رأسك رقم!!

قارئي العزيز، هل تمتعت بهذا الامتياز العجيب، أن يكون الله العظيم أبًا شخصيا لك؟ إن هذا يحدث حينما تقبل الرب يسوع بالإيمان في قلبك سيّدًا ومخلِّصًا شخصيًا لك. فكل «الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه». وإن كنت تؤمن أن الله أبوك فعليك أن تثق وتطمئن وأن تلقي كل همك عليه «ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم».
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 15513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حبة الخردل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذهبت الطفلة الفقيرة، والمريضة أيضًا، هاتيا ماي ويات Hattie May Wiatt إلى الكنيسة التي كانت بجوار بيتها في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا الأمريكية في صباح يوم الأحد، وكان هذا في عام 1884م، لت
. تمتع بالترانيم والصلاة وقصص الكتاب المقدس في مدارس الأحد التي كانت تحبها. لكن هاتيا ظلّت خارج الكنيسة تبكي، إذ كانت الكنيسة صغيرة جدًا والفصل الوحيد لمدارس الأحد مكتظًا بالأطفال. وبينما هي تبكي خارجًا، خرج خادم الكنيسة روزل كونويل Russell H. Conwell للشارع لأمر طارئ، فوجدها تبكي. ولما سألها عن سبب بكائها قالت له: لا يوجد لي مكان بمدارس الأحد. فأخذها الخادم بيدها وأدخلها للكنيسة.

بعد عامين، أي في عام 1886م، دُعي مستر كونويل إلى بيت هاتيا، وكم تأثَّر كثيرًا، ولم يمسك دموعه من الانهمار، إذ كانت هاتيا قد فارقت الحياة، وسافرت إلى السماء للرب يسوع الذي أحبته. وبعدما تحدَّثت الأسرة مع القس روزيل عن تفاصيل الجنازة، وبينما هم ينقلون جثمانها، وقعت محفظة حمراء كانت تحتفظ بها، وكانت المحفظة قديمة، ويبدو أن هاتيا أخذتها من صندق قمامة كان في الشارع. ولكن المفاجأة كانت أنهم عندما فتحوا المحفظة وجدوا فيها 57 سنتًا (قيمتها أقل من 3 جنيهات مصرية حاليًا)، وورقة صغيرة مكتوبة بخط يدها، عليها عبارة، قرأها مستر كونويل والدموع تنساب من عينيه: “خلال عامين استطعت أن أدخر 57 سنتًا، وسأستمر أدخر حتى أتمكن من بناء مبنى كبير للكنيسة، حتى لا أُحرم من فصل مدارس الأحد، ويستطيع أطفال أكثر التمتع بمدرسة الأحد.. الإمضاء هاتيا ماي وايت”.

قرأ القس كونويل الورقة في الكنيسة، وهو يحمل المحفظة الحمراء القديمة، وتشجَّع الجميع لتحقيق حلم هاتيا. وتناقلت الجرائد القصة، وبدأ الجمع لبناء المشروع الجديد. في خلال 5 سنوات كبرت عطية هاتيا من 57 سنتًا إلى 25 مليون دولار أمريكي.

وإن زرت الآن مدينة فيلادلفيا ستشاهد الصرح العظيم للكنيسة هناك Temple Baptist Church الذي يتسع لحوالي 4 آلاف شخص، والملحق به جامعة مسيحية، وأيضًا مبنى مستشفى السامري الصالح، ومبنى مخصوص لمدرسة الأحد يتسع لمئات الأطفال، حتى لا يضطر طفل واحد من كل المنطقة أن يقف خارجًا عندما لا يجد مكانًا؛ مثل هاتيا ويات. وستجد في المبنى صورة هاتيا، التى قدَّمت 57 سنتًا، هذا المبلغ البسيط الذي كبر وزاد حتى صار هذا المشروع العظيم التي كُتبت عنه العديد من الكتب، ومازال الحديث عنه في كل بقاع الأرض ويملأ مواقع الإنترنت.

صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. لقد ذكرتني الطفلة هاتيا في عطائها بالمرأة التي وضعت الفلسين: «وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: ?لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ؛ إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ؛ لأَنَّ الْجَمِيعَ مِن فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا» (مرقس12: 41-44). لقد جمعت، خلال عامين، 57 سنتًا، وهو مبلغ زهيد، لكنه كان يمثل كل معيشتها! نعم صغير! لكن عظيم وقوي! مثل حبة الخردل، كما قال الرب يسوع: «حَبَّةَ خَرْدَلٍ... وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبذُُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً» (متى13: 31). لهذا قال المسيح عن الإيمان: «فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ» (متى17:?20). كما قال الرب في مكافأة العبد الأمين: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى25: 21).

كانت هاتيا ليس فقط كحبة الخردل، بل كحبة الحنطة؛ إذ أثمرت، لا في حياتها فقط، بل في موتها أيضًا، كما قال الرب يسوع المسيح: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ، فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا12: 24). والإيمان وعدمة هو الأمر الوحيد الذي جعل الرب يتعجب (لوقا7: 9؛ مرقس6: 6)؛ فعدم الإيمان يهين الله، وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هَذَا الشَّعْبُ؟ وَحَتَّى مَتَى لا يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ التِي عَمِلتُ فِي وَسَطِهِمْ؟ (عدد11:14). ومن الواجب أن نصلي كما َقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا» ولقد طوب الرب يسوع الإيمان إذ قال لتوما: «طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا20: 29).

وهذه بعض مراحل إيمان الثقة:

1- عدم الإيمان: فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي» (مرقس24:9). ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ» (متى17: 19-21).

2- قليل الإيمان: فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» (متى14: 31).

3- إيمان: حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا» (متى9: 29).

4- عظيم إيمانك: حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ» (متى15: 28).

5- إيمان ليس مثله: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هَذَا»
(لوقا7: 9).

فهل تصلي معي؟

صلاة: يا رب يسوع.. يا رئيس الإيمان.. يا من طوبت الإيمان وليس العيان.. أصرخ إليك أيها الحنّان: زد إيماني يا صاحب السلطان.. فاتبعك طول الزمان.. آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 15514 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا رب يسوع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا رئيس الإيمان..
يا من طوبت الإيمان وليس العيان..
أصرخ إليك أيها الحنّان:
زد إيماني يا صاحب السلطان..
فاتبعك طول الزمان..
آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 15515 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السوس واللصوص والنمل الأبيض

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على موقع شبكة بي بي سي الإخبارية (news.bbc.co.uk)، وبتاريخ 4/8/2008 وتحت عنوان “وضع ثروته في خزانة فأكلها النمل الأبيض”، نُشر هذا الخبر:
فَقَدَ تاجر هندي مدخرات عمره التي أكلها النمل الأبيض، في صندوق الودائع الخاص به، بالبنك الذي يضع فيه مدخراته.

وكان التاجر “دواريكا براساد” يضع أوراق نقدية وشهادات استثمار تُقدَّر بنحو 650 ألف روبية (16 ألف دولار)، في خزانة ببنك، في باتنا عاصمة ولاية بيهار الهندية. وكان البنك قد وضع لافتة تُحذّر العملاء من النمل الأبيض. ويقول المسؤولون في البنك إن تلك اللافتة، التي وُضعت في 8 مايو الماضي، عند مدخل غرفة الودائع، نصحت العملاء بأخذ أوراقهم ومستنداتهم المهمة بسبب النمل الأبيض.

وقال “براسادا”: عندما توترت علاقتي بزوجتي وأولادي، أردت أن أحتفظ بالثروة في أمان؛ فوضعتها بخزانة في البنك، منذ سبتمبر عام 2005. وإني منهار الآن، ولا أعرف ماذا أفعل، فقد كنت أحتفظ بالمال كي أُنفق منه عندما أُصبح شيخًًا. وأضاف قائلاً: إنه لم يُشاهد اللافتة، حيث أنه لم يذهب إلى البنك منذ عدة شهور. وعندما فتحت الخزانة في 29 يناير الماضي، لم أجد سوى النمل الأبيض والغبار! وقد كتبت لرئيس البنك المركزي والمكاتب الإقليمية ولم أتلقَّ ردًا منذ ما يزيد عن شهرين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واعترف المسؤولون في البنك أنهم لم يبلغوا العملاء على نحو شخصي بالتحذيرات من النمل الأبيض. وقال مدير البنك: إنه لا يجب على العميل توجيه أي لوم للبنك، فالخزانة لم تتعرض للكسر أو التدمير. والبنك غير مسؤول عما بداخل الخزانة، وتقتصر مسؤوليته على تأمينها من الخارج.

وتقول سلطات بنكية: إنه قد تمَّ رفع شكوى “براسادا” إلى أعلى مستوى، ولكنه غير مستحق لأي تعويض عن خسارته.

وعندما قرأت هذا الخبر تذكَّرت كلمات “ربِّي وإلهي”: «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ، حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ. لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا» (متى6: 19-21).

وهكذا يدحض الرب يسوع صحة كل النصائح البشرية التي تنصح بتجميع الأموال واكتناز الثروات بغية ضمان المستقبل ماديًا. فعندما قال - له كل المجد - «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرضِ»، فقد أشار بذلك إلى أنه لا يُوجد ضمان في الأمور المادية. فكل أنواع الكنوز المادية الأرضية غير ثابتة ولا دائمة. وقدَّم الرب سببين لعدم دوام أو ثبات كنوز الأرض:

السبب الأول: أنها قد تتعرض للتلف بواسطة عناصر الطبيعة (السُّوسُ وَالصَّدَأُ)، فلا تبقى على حالها، ولا على بريقها. فمبدأ التحلّل والفساد يعمل في كل شيء في هذه الأرض.

والسبب الثاني: أنها قد تتعرّض للسرقة من السرَّاق واللصوص، فتتعرض للضياع، ولا تبقى على الإطلاق. فلا أمان هنا على الأرض لما نكنـزه.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وما أكثر أسباب ضياع الثروة التي نسمع عنها هذه الأيام: لنتذكَّر انهيار البورصات، وإفلاس البنوك، وخسائر الشركات، وتذبذب أسعار السلع، وانخفاض أسعار العُملات، والحجز على الثروات والمصادرات، والتضخم. هذا كله بالإضافة إلى السرقات نفسها بالطرق التقليدية والمبتكرة أيضًا، إذ أن بعض السرقات تتم الآن عن طريق الإنترنت وباستخدام أعلى التكنولوجيات!

وإن إنذارات الكتاب المقدَّس تحذِّرنا من جعل تكويم وتكديس الثروة غرض القلب. فالشخص الذي، في ثقته بحكمته، يتجاهل التعليم الإلهي بهذا الشأن، سيرى - بعد فوات الفرصة

- أنه كان يتطلع إلى شيء يطير ويتبخر ويتلاشى، لأن الكنز الأرضي أسرع وأيسر في تبديده منه في جمعه وتكويمه. لهذا يقول سليمان الحكيم: «لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟» - أي هل تلاحق الغنى بنظرك وهو ليس باقيًا؟! ثم يقول: «لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ» (أمثال23: 4، 5). فالغنى يبدو وكأن له أجنحة يطير بها هاربًا مثل النسر، وإذ ذاك لا يترك لصاحبه سوى أنين الخيبة، والحسرة، والندم، وأمراض القلب وضغط الدم، لمن ركز أفكاره عليه. ويا لحماقة وجنون السعي وراء الثروة!!

إن السماء، وليست الأرض، هي المكان الأمين لحفظ كنوزنا. ولذلك يضيف الرب يسوع المسيح تحريضًا إيجابيًا فيقول: «اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ». ففي السماء لا سُوس وَلاَ صَدَأ، ولا نمل أبيض بالطبع، ولهذا يقول الرسول بطرس عن ميراثنا السماوي إنه «لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ»، وفي السماء لا يوجد سارقون يسرقون، ولهذا يُضيف قائلاً عن هذا الميراث إنه «مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ» (1بطرس1: 4).

وفي الرسالة إلى العبرانيين قيل عن المؤمنين إنهم قَبِلوا سَلبَ أموالهم بفرحٍ، عالمين أن لهم مالاً أفضل في السَّماوات وباقيًا (عبرانيين10: 34). كما يقول عن الآباء إنهم عاشوا غرباء على الأرض لأنهم كانوا ينتظرون المدينة السَّماوية التي لها الأساسات (عبرانيين11: 10، 16)؛ أي المدينة الباقية.

كثير من الناس الذين يعيشون في الدول غير المستقرة، يحاولون نقل ثرواتهم خارج البلاد، ولو بطرق غير مشروعة. فلماذا أيها المؤمن لا تنقل ثرواتك إلى أكثر الأوطان أمنًا، وبأكثر الطرق مشروعية؟! لماذا لا تستخدم أموالك في خدمة الله والناس، فيكون لك بذلك كنز في السماء (متى19: 21)؟!

«مَنْ يَرحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعرُوفِهِ يُجَازِيهِ» (أمثال19: 17)، هذا هو الاستثمار المأمون والأكثر ربحًا، بل هو الاستثمار الوحيد الذي لا يتعرض للخسارة.
عزيزي..
احذار من السُّوس واللصوص... والنمل الأبيض.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 15516 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حبة الخردل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذهبت الطفلة الفقيرة، والمريضة أيضًا، هاتيا ماي ويات Hattie May Wiatt إلى الكنيسة التي كانت بجوار بيتها في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا الأمريكية في صباح يوم الأحد، وكان هذا في عام 1884م، لت
. تمتع بالترانيم والصلاة وقصص الكتاب المقدس في مدارس الأحد التي كانت تحبها. لكن هاتيا ظلّت خارج الكنيسة تبكي، إذ كانت الكنيسة صغيرة جدًا والفصل الوحيد لمدارس الأحد مكتظًا بالأطفال. وبينما هي تبكي خارجًا، خرج خادم الكنيسة روزل كونويل Russell H. Conwell للشارع لأمر طارئ، فوجدها تبكي. ولما سألها عن سبب بكائها قالت له: لا يوجد لي مكان بمدارس الأحد. فأخذها الخادم بيدها وأدخلها للكنيسة.

بعد عامين، أي في عام 1886م، دُعي مستر كونويل إلى بيت هاتيا، وكم تأثَّر كثيرًا، ولم يمسك دموعه من الانهمار، إذ كانت هاتيا قد فارقت الحياة، وسافرت إلى السماء للرب يسوع الذي أحبته. وبعدما تحدَّثت الأسرة مع القس روزيل عن تفاصيل الجنازة، وبينما هم ينقلون جثمانها، وقعت محفظة حمراء كانت تحتفظ بها، وكانت المحفظة قديمة، ويبدو أن هاتيا أخذتها من صندق قمامة كان في الشارع. ولكن المفاجأة كانت أنهم عندما فتحوا المحفظة وجدوا فيها 57 سنتًا (قيمتها أقل من 3 جنيهات مصرية حاليًا)، وورقة صغيرة مكتوبة بخط يدها، عليها عبارة، قرأها مستر كونويل والدموع تنساب من عينيه: “خلال عامين استطعت أن أدخر 57 سنتًا، وسأستمر أدخر حتى أتمكن من بناء مبنى كبير للكنيسة، حتى لا أُحرم من فصل مدارس الأحد، ويستطيع أطفال أكثر التمتع بمدرسة الأحد.. الإمضاء هاتيا ماي وايت”.

قرأ القس كونويل الورقة في الكنيسة، وهو يحمل المحفظة الحمراء القديمة، وتشجَّع الجميع لتحقيق حلم هاتيا. وتناقلت الجرائد القصة، وبدأ الجمع لبناء المشروع الجديد. في خلال 5 سنوات كبرت عطية هاتيا من 57 سنتًا إلى 25 مليون دولار أمريكي.

وإن زرت الآن مدينة فيلادلفيا ستشاهد الصرح العظيم للكنيسة هناك Temple Baptist Church الذي يتسع لحوالي 4 آلاف شخص، والملحق به جامعة مسيحية، وأيضًا مبنى مستشفى السامري الصالح، ومبنى مخصوص لمدرسة الأحد يتسع لمئات الأطفال، حتى لا يضطر طفل واحد من كل المنطقة أن يقف خارجًا عندما لا يجد مكانًا؛ مثل هاتيا ويات. وستجد في المبنى صورة هاتيا، التى قدَّمت 57 سنتًا، هذا المبلغ البسيط الذي كبر وزاد حتى صار هذا المشروع العظيم التي كُتبت عنه العديد من الكتب، ومازال الحديث عنه في كل بقاع الأرض ويملأ مواقع الإنترنت.

صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. لقد ذكرتني الطفلة هاتيا في عطائها بالمرأة التي وضعت الفلسين: «وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: ?لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ؛ إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ؛ لأَنَّ الْجَمِيعَ مِن فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا» (مرقس12: 41-44). لقد جمعت، خلال عامين، 57 سنتًا، وهو مبلغ زهيد، لكنه كان يمثل كل معيشتها! نعم صغير! لكن عظيم وقوي! مثل حبة الخردل، كما قال الرب يسوع: «حَبَّةَ خَرْدَلٍ... وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبذُُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً» (متى13: 31). لهذا قال المسيح عن الإيمان: «فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ» (متى17:?20). كما قال الرب في مكافأة العبد الأمين: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى25: 21).

كانت هاتيا ليس فقط كحبة الخردل، بل كحبة الحنطة؛ إذ أثمرت، لا في حياتها فقط، بل في موتها أيضًا، كما قال الرب يسوع المسيح: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ، فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا12: 24). والإيمان وعدمة هو الأمر الوحيد الذي جعل الرب يتعجب (لوقا7: 9؛ مرقس6: 6)؛ فعدم الإيمان يهين الله، وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هَذَا الشَّعْبُ؟ وَحَتَّى مَتَى لا يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ التِي عَمِلتُ فِي وَسَطِهِمْ؟ (عدد11:14). ومن الواجب أن نصلي كما َقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا» ولقد طوب الرب يسوع الإيمان إذ قال لتوما: «طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا20: 29).

وهذه بعض مراحل إيمان الثقة:

1- عدم الإيمان: فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي» (مرقس24:9). ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ» (متى17: 19-21).

2- قليل الإيمان: فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» (متى14: 31).

3- إيمان: حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا» (متى9: 29).

4- عظيم إيمانك: حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ» (متى15: 28).

5- إيمان ليس مثله: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هَذَا»
(لوقا7: 9).

فهل تصلي معي؟

صلاة: يا رب يسوع.. يا رئيس الإيمان.. يا من طوبت الإيمان وليس العيان.. أصرخ إليك أيها الحنّان: زد إيماني يا صاحب السلطان.. فاتبعك طول الزمان.. آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 15517 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كل حسناته

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحكي هذه القصة الحقيقية، البسيطة والعميقة في الوقت نفسه، عن رجل أمريكي كان متذمرًا ومتضجرًا من بيته؛ فقرّر أن يبيعه ليشتري بيتًا جديدًا أفضل منه. فذهب لصديقه، وهو رجل أعمال يعمل في مجال تجارة العقارات، وطلب منه أن يساعده لعمل إعلان لبيع البيت، وليشتري بعد ذلك بيتًا جديدًا.

بعد مرور يومين، ذهب صاحب البيت إلى مكتب رجل الأعمال خبير العقارات، ليستفسر عما فعله بخصوص بيع البيت، فوجد في يده إعلانًا بمواصفات بيت رائع، ويحكي الإعلان عن الموقع المتميز للبيت ومساحته الكبيرة، وروعة تصميمه الهندسي، والأساسات والمداخل والمخارج، ثم الحديقة وحمام السباحة.

طلب الرجل من تاجر العقارات أن يخبره بعنوان هذا البيت ليشتريه بعدما يبيع بيته. فابتسم صاحبه، تاجر العقارات، وهو يقول له: “هذا الإعلان هو الذي أعدَّدته عن بيتك أنت يا صديقي!” ولما قرأ الرجل الإعلان مرة أخرى بتأنٍ واهتمام شديدين، وأعاد قراءته مرات؛ صاح قائلاً: “يا له من بيت رائع!! لقد ظللت طوال عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت، ولم أكن أعلم أنني أعيش فيه، إلى أن سمعتك تصفه!!” ثم ابتسم قائلاً: “من فضلك.. لا تنشر الإعلان؛ فبيتي غير معروض للبيع!!”.

صديقي القاريء العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة..

هناك أنشوده قديمه ترجمتها: احصِ البركات التي أعطاها الله لك، واكتبها واحدة واحدة؛ ستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل.

ويقول داود النبي: «بارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ» (مزمور103: 1، 2).
إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في بركاته ولا نحسب ما لدينا، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر، ولا نرى البركات. قال أحدهم: “إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكًا، وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورودًا”. ويقول آخر: “تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين، ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين!”.

صديقي.. صديقتي.. يوجد مكان في تاريخ شعب الله اسمه «تَبْعِيرَةَ»، الذي يعني “نار”، وهو مرتبط بمكان آخر اسمه «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» ويعني “مقبرة الشهوة”. «كَانَ الشَّعْبُ كَأَنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرّاً فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ. وَسَمِعَ الرَّبُّ، فَحَمِيَ غَضَبُهُ؛ فَاشْتَعَلتْ فِيهِمْ نَارُ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ فِي طَرَفِ المَحَلةِ... فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ المَوْضِعِ “تَبْعِيرَةَ” لأَنَّ نَارَ الرَّبِّ اشْتَعَلتْ فِيهِمْ. وَاللفِيفُ الذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيل أَيْضاً وَبَكُوا وَقَالُوا: “مَنْ يُطْعِمُنَا لحْماً؟ قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّاناً والقِثَّاءَ وَالبَطِّيخَ وَالكُرَّاثَ وَالبَصَل والثُّومَ”... فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، وَسَاقَتْ سَلوَى مِنَ البَحْرِ وَأَلقَتْهَا عَلى المَحَلةِ... وَإِذْ كَانَ اللحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ، قَبْل أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدّاً. فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ المَوْضِعِ “قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ”، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا القَوْمَ الذِينَ اشْتَهُوا»(عدد11).

وهذه بعض صفات الناس في الأيام الأخيرة: «وَلَكِنِ اعْلَمْ هَذَا: أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ» (2تيموثاوس3: 1، 2).

حقًا ما أخطر التذمر وعدم تقدير أحسانات الله، وأهمها أنه أعطالنا ابنه, «فَشُكْراً لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا»(2كورنثوس9: 15).
لهذا يدعونا الله أن نشكر:

  1. الشكر كل حين: «شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (أفسس5: 20). «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ» (1تسالونيكي 2: 13). «أَشْكُرُ إِلَهِي كُلَّ حِينٍ ذَاكِراً إِيَّاكَ فِي صَلَوَاتِي» (فليمون4)
  2. الشكر في كل شيء: «اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ» (1تسالونيكي5: 18). «وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ أوْ فِعْلٍ، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ» (كولوسي3: 17).
  3. الشكر بدل القلق: «لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيليبي4: 6، 7).
  4. الشكر نصرة: «وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ» (2كورنثوس2: 14، 15). «وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1كورنثوس15: 57).
  5. الشكر ذبيحة: «وَهَذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ. الَّذِي يُقَرِّبُهَا لِلرَّبِّ إِنْ قَرَّبَهَا لأَجْلِ الشُّكْرِ يُقَرِّبُ عَلَى ذَبِيحَةِ الشُّكْرِ... عَلَى ذَبِيحَةِ شُكْرِ سَلاَمَتِه» ِ(لاويين7: 11-13). «ذَابِحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي، وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ» (مزمور50: 23).
  6. الشكر خدمة: «لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى» (عبرانيين12: 28).
  7. الشكر اكتفاء: «وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ... مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْراً لِلَّهِ» (2كورنثوس9: 8-11).

    فهل تصلي وتشكر الله معي ؟

    صلاة: يا مصدر كل الحسنات والخيرات.. أسجد لك فلا توفيك كل التشكرات والتسبيحات.. لأنك أعطيتني ابنك الذي لأجلي عاش ومات.. أشكرك الآن وفي كل الأوقات.. آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 15518 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسجد لك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا مصدر كل الحسنات والخيرات..
أسجد لك فلا توفيك كل التشكرات والتسبيحات..
لأنك أعطيتني ابنك الذي لأجلي عاش ومات..
أشكرك الآن وفي كل الأوقات..
آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 15519 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا أبتاه اغفر لهم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هيروشيما هي مدينة في اليابان، تقع في جزيرة هونشو اليابانية، وتشرف على خليج هيروشيما، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1,2 مليون نسمة.
ولقد اشتهرت بأنها كانت أول مدينة في العالم تُلقى عليها قنبلة ذرية؛ حيث قامت القوات الأمريكية، أثناء الحرب العالمية الثانية، بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في 6و9 أغسطس 1945م على التوالي؛ فقُتل أكثر من 120 ألف شخص، من جحيم ما سبَّبته القنبلة النووية، وقُتلت أعداد أكثر، فيما بعد، نتيجة التأثيرات الإشعاعية للقنبلة النووية. وكان 95% من الضحايا من المدنيين. ولقد ألقى الطيار “بول تيبتس Paul Tibbets” الذي كان يقود طائرة من نوع B-29 قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد الصغير” على هيروشيما، بينما ألقى الطيار “تشارلس سوييني Charles Sweeney” الذي كان يقود طائرة من نوع بوكسكار Bockscar قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد السمين” على مدينة ناجازاكي.
وحسب المصادر الأمريكية، فإن الطيارين، لم يعلما بأنهما يحملان قنابل نووية. ولكن رغم ذلك أصيب الطياران باكتئاب شديد لما حدث، وكانا هدفًا لكراهية الملايين في العالم وليس في اليابان فقط. ومن الملايين التي كانت تمتلئ بالكراهية للطيارين كان الياباني “كيكو تانيموتو Kiyoko Tanimoto” الذي امتلأ قلبه بالكراهية تجاه الطيار بول تيبتس الذي ألقى القنبلة على هيروشيما، حيث قال في مذكراته: “نعم أكرهه. فلن أنسى أنني دُفنت حيًّا تحت حطام بيتي بفعل القنبلة والتي سببت أرهب النيران. كانت ألسنة النيران المرتفعة لعنان السماء تقترب رويدًا رويدًا إلينا، وكان عمال الإنقاذ في سباق مع الزمن يحاولون إنقاذنا. وكنت أسمعهم، حينما كانت النيران تقترب إلينا، يقولون بعضهم لبعض: أسرعوا أسرعوا الأمل يتزايد لإنقاذ أكبر عدد. وبأعجوبة وصلوا إلينا وأنقذوني أنا وأمي من جحيم النيران التي التهمت كل شيء في المكان، بعد إنقاذنا مباشرة. وما رأيته من النيران والقتلى وآثار القنبلة من تشوهات على وجوه الناس جعلني باستمرار أصرخ وأنا أتذكر الطيار الذي رمى القنبلة على بلدتي: أكرهه أكرهه!”
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يستمر كيكو تانيموتو في مذكراته ويقول: “بعد عدة سنوات، كنت في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي أحد الاجتماعات وقف الطيار بول تيبتس ليتحدث، وكان قلبي يمتلئ تجاهه بالمرارة الشديدة والكراهية الدفينة التي تبلغ درجاتها أعلى من درجات دمار القنبلة النووية التي ألقاها علينا في هيروشيما. وكان مطلوب منه أن يتحدث عن اختباره يوم ألقى القنبلة على مدينتنا. وسمعته يقول: يا إلهي ماذا فعلت أنا؟ ولكنه لم يستطع أن يتكلم من هول صرخاته وأحزانه والدموع التي كانت تجري من عينيه وتخنق صوته. وعندها تحقّقت أن كراهيتي له كانت خطأً فادحًا وقعت فيه؛ فهذا الرجل لذنب له في ما حدث، إلا أنه أطاع الأوامر العسكرية، ولم يكن يعلم النتائج الرهيبة التي ستسببها القنبلة. وعندها أدركت أن بُغضتي له كانت سبب مرارتي وعدم تمتعي بالأفراح الحقيقية طوال هذه السنين. وعندها صرخت من أعماقي: يا إلهي سامحني على بُغضتي له، تحكم أنت يربي في أفكاري. وفي الحال تذكّرت ما عرفته عن الرب يسوع المسيح، وكيف مات عن خطيتي، وكيف صرخ على الصليب قائلاً: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا23: 34). وعندها صرخت قائلاً: يإلهي اغفر له، واغفر لي أنا أيضًا. فتغيرت حياتي تمامًا من يومها، والآن أعيش كمسيحي حقيقي لأساعد الآخرين كي يتعلموا الغفران، وأن يحبوا الجميع إلى اليوم الذي سنكون فيه معًا في السماء”.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» كانت أول عبارة من العبارات السبع التي قالها الرب يسوع على الصليب. ولنا دروس عظيمة في هذه العبارة:
  1. تحقيق النبوة: «وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ» (إشعياء53: 12).
  2. نصرة المحبة: «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا» (1كورنثوس13: 8). غفر لقاتليه، عكس شمشون الذي مات ليقتل أعداءه (قضاة16: 30). ولقد تعلم القديس استفانوس من الرب: «فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ» (أعمال7: 59، 60).
  3. عَمِلَ وعَلَّم: «وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ» (متى5: 44؛ 23: 3؛ أعمال1: 1).
  4. اعتبر صلبه سهوًا: لأنه لا تُقدَّم ذبائح عن الخطايا العمد في العهد القديم (لاويين5: 15؛ عدد15: 22؛ مزمور19: 12).
  5. فتح لهم مدينة الملجإ: للقاتل نفس سهو وليس عمد (عدد35: 6؛ يشوع20؛ تثنية19: 4-13).
  6. شناعة ما يعملون: «فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟» (عبرانيين10: 29).
  7. الغفران هو الاحتياج: وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ» (لوقا24: 46 ،47؛ أعمال13: 38، 39؛ أفسس1: 7؛ كولوسي1: 14؛ رومية4: 7).
صلاة: يا من غفرت لقاتليك الأشرار.. مع ما عملوه بك من عار ومرار.. ساعدني اتبعك في نفس المسار.. لأغفر لمن يسيء إلى باستمرار.. آمين.
 
قديم 27 - 12 - 2016, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 15520 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ساعدني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا من غفرت لقاتليك الأشرار..
مع ما عملوه بك من عار ومرار..
ساعدني اتبعك في نفس المسار..
لأغفر لمن يسيء إلى باستمرار..
آمين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024