منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 12 - 2016, 07:07 PM   رقم المشاركة : ( 15501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بين الأرقام والراحة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تم ربطها زورًا في الأذهان، فعرقلت بشدة خطوات الإنسان،
وتعامل معها على أنها حقيقة دامغة، ولم يعلم أنها في الأصل زوان.


العلاقة الوجدانية
في حياة الإنسان الكثير من الأرقام؛ بعضها لا يختاره (مثل سنة ميلاده، وعدد أسرته، ورقم التطعيمات المؤلمة التي أخذها في طفولته)، والبعض الأخر يختارها الإنسان (مثل تاريخ زواجه، أو عدد أولاده وبناته، أو رقم سفرياته ورحلاته) وغيرها من الأرقام.
والأمر لا يتوقف عند هذا، ولكن هناك علاقة وجدانية بين الأرقام وبين الإنسان؛ فكثير منها يؤثِّر، إيجابًا أو سلبًا، في حالته النفسية والفكرية أيضًا؛ فبينما يتشاءم الأوربيون من الرقم ١٣، مما يجعل بعض الفنادق تحذفه من غرفها، أو تكتب على الغرفة من الخارج (١٢+١)، نجد أن الصينيون يصل بهم الإيمان بالرقم ٨ إلى حد ربط كل أمور السعادة والراحة به، حتى أنهم قرروا أن يكون يوم افتتاح أولمبياد بيكين يوم ٨/٨/٢٠٠٨ الساعة الثامنة وثمان دقائق!!
العلاقة الغير الطردية
والحقيقة أن المشكلة ليست في الأرقام التي يتفاءل أو يتشاءم البعض منها، ولكن المشكلة تكمن حين يربط الإنسان راحته ببعض الأرقام التي يلهث ورائها، بحثًا عن زيادة “رقم” حسابه في البنك ليرتاح ماديًا، أو رغبةً في تحديث “رقم” موديل سيارته ليرتاح جسديًا، أو طمعًا في زيادة أطيانه وعقاراته ليرتاح اجتماعيا، وكلما زادت هذه الأرقام كلما زادت الراحة المرجوة منها.
ولكن تبدو لي أن العلاقة بين الأرقام والراحة ليست طردية على الدوام؛ ففرنسا مثلاً هي أكثر دولة يزورها السياح سنوياً (٨٥ مليون سائح سنويًا)، وهي أكثر دولة مكتئبة في العالم the world’s most depressed nation، بحسب منظمة الصحة العالمية who، ونسبة ٢١.٤٪ من شعبها يستهلكون ١٠٩ مليون عبوة من مضادات الاكتئاب سنويًا*!! فليس بزيادة الأرقام تُجلب الراحة للإنسان.
الرقم الرهيب
والحقيقة أنه فيما يهتم البشر بأرقام يظنون أنها ستريحهم، فإنهم يتجاهلون - عمدًا أو جهلاً - رقمًا رهيبًا هو سر شقائهم ومنبع تعبهم؛ وهو رقم خطاياهم وآثامهم المتراكمة عليهم، والتي مكتوب عن الخطية منها «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية٦: ٢٣)، فما بالك بملايين الخطايا التي يرتكبها الإنسان عبر السنين.
ومن هنا تأتي أهمية دعوة المسيح: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى١١: ٢٨)، فالمسيح لم يقُل تعالوا إلىَّ وأنا أعطيكم... فترتاحوا، فهو يدرك أن الراحة الحقيقة لا تأتي من أرقام خارجية للإنسان، ولكن تأتي فقط عندما يتقابل الإنسان مع المسيح الذي ينزع أحماله الثقيلة؛ سواء كانت خطايا مُذلّة أرتكبها، أو أعمال ناموسية فشل في تحقيقها.
فراحة التي يعطيها المسيح ليست راحة وهمية مؤقّتة، مثلما يفعل بعض المعالجين النفسيين أو المصلحيين الاجتماعيين، الذين يحاولون صرف نظر الناس عن مشاكلهم، واصطناع راحة مزيفة داخلهم، ولكن المسيح يقدِّم راحة حقيقية لأنه هو بذاته «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (١بطرس٢: ٢٤)، وهو أيضًا الذي «أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا» (متى٨: ١٧).
وما لم ينتبه الإنسان لإزالة هذا الرقم الرهيب من حياته، فإنه لن يعرف أي راحة، لا في حاضره، ولا حتى في مستقبله، وستتم فيه هذه الكلمات الصعبة «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً...» (رؤيا١٤: ١١).
الخضوع المُريح
ولم تتوقف دعوة المسيح عند مرحلة الراحة من الخطايا والأحمال، ولكنه استطرد قائلاً: «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» (متى١١: ٢٩)، وهي دعوة تثير الأسئلة: فكيف يريد المسيح أن يريحنا وهو يقول لنا: احملو نيري؟! ثم ما علاقة كون المسيح متواضع القلب براحة نفوسنا نحن؟!
الحقيقة أن كل الأسئلة السابقة طالما حيرتني، حتى وجدت إجابة لبعضها في قصة الغني الذي أكرمه الله بزيادة أرقام ثماره عن أي توقعات، ولكنه للأسف ظن أن هذه الأرقام الكثيرة يمكن أن تعطيه الراحة الوفيرة.
فنقرأ عن رجل الأعمال هذا «ِإنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا. أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!» (لوقا١٢: ١٦-١٩).
لم يكن مرتاحًا، بدليل أنه كان يُمنّي نفسه بالمخازن الجديدة التي سيضع فيها أثماره حتى يستريح، ووضع احتياجه للراحة قبل احتياجه للأكل والشرب، فقال: استريحي وكلي واشربي وافرحي.
وفي رأيي المتواضع، هناك سببان لعدم الراحة عند هذا الغني، الأول أنه فكَّر في نفسه، وهو لا يعني فقط الأنانية وحب الذات، ولكنه يعني أيضًا عولان الهم من كثرة التفكير في المشاكل والحلول، والتي تنزع أي راحة من الإنسان. أما السبب الآخر لعدم الراحة، فهو أن هذا الغني خطَّط لنفسه، فسأل: ماذا أعمل؟ ثم أجاب على نفسه: أعمل هذا. وهذا مصدر رهيب للقلق والخوف، لأنه حين يتخذ الإنسان مركز القائد في حياته، فإنه يجلب لنفسه الهم غير المحدود، لأنه سيفاجأ أنه محدود الحكمة والمعرفة والقدرة.
وهنا تكمن أهمية دعوة المسيح للراحة «اِحْمِلُوا نِيرِي... وَتَعَلَّمُوا مِنِّي... فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ»، فعندما نحمل نير المسيح الهين، فلن نفكر في أنفسنا مثل هذا الغني، ولكن سنفكّر فقط في تحقيق مشيئته، وهذا يكسب حياتنا متعة غير عادية. وعندما نتعلّم من المسيح لأنه متواضع القلب، فسنكفّ عن قيادة حياتنا بأنفسنا، وسنتخذ المركز الأصغر المتواضع، وسيكون المسيح هو المعلّم والمشير لنا، وهذا ينهر أي قلق أو خوف من حياتنا.
عزيزي القارئ، لا تحصر راحتك في أرقام تلهث ورائها، ثم ستكتشف زيف مدلولاتها وخوار من يستند عليها، ولكن تأكد أولاً من أنك تركت رقم خطاياك الرهيب الذي يؤرقك، واقبل يوميًا أن تحمل نير المسيح وتخضع لمشيئته، لأن الله العلي سيكون هو المخطِّط والقائد لحياتك، ووقتها ستختبر أرقام جديدة من البركات والأمجاد، وستهتف فرحًا: «كَثِيرًا مَا جَعَلْتَ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي عَجَائِبَكَ وَأَفْكَارَكَ مِنْ جِهَتِنَا. لاَ تُقَوَّمُ لَدَيْكَ. لأُخْبِرَنَّ وَأَتَكَلَّمَنَّ بِهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ» (مزمور٤٠: ٥)، وهذه هي الأرقام التي تجلب الراحة.
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:11 PM   رقم المشاركة : ( 15502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة السر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقف الصبي الصغير في ميدان عام يرتعش من البرد ذات ليلة، كانت السماء فيها ملبَّدة بالغيوم، تنذر بمطر غزير. اقترب الصبي من جندي البوليس وطلب منه، إن كان بوسعه، أن يدلّه على مكان ليأوى إليه من البرد القارص والمطر الغزير. فأجابه رجل البوليس بالقول: أ ترى ذلك البيت المضيء في أسفل الوادي هناك؟ اذهب إليه، واطرق على الباب، والشخص الذي يفتح لك قل له “يوحنا3: 16”، وستجد عندهم المأوى الذي تريده.
اتجه الصبي ناحية البيت الذي أشار إليه رجل البوليس، وطرق الباب ففتحت له سيدة البيت. قال لها الصبي: “يوحنا 3: 16”. ردّت عليه السيدة: تفضل. دخل الصبي إلى بيت فسيح مريح، تنفس الصبي الصعداء وقال: يا إلهي هل سيأويني هذا المكان الدافئ الجميل؟ ثم أخذ الصبي يحدث نفسه: مع أني لا أفهم ماذا يعني “يوحنا 3: 16”، لكن من الواضح أنه يستطيع أن يأوي التائه الشريد نظيري.
وبعد برهة قالت له السيدة: يبدو أنك جائع، أ ليس كذلك؟ أجابها الصبي: هو كذلك إلى حد ما. قالت له: اتبعني إذًا إلى غرفة الطعام. وأخذته إلى مائدة فيها من الأطعمة ما لم يرَه من قبل، وما لم يكن يحلم أن يأكله في يوم من الأيام. قالت له: تفضل وكُلّ ما تريد. أكل الصبي وشبع. والصبي مذهول أخذ يردد في نفسه: مع أني لا أعرف من هو “يوحنا 3: 16” لكن يبدو أنه يستطيع أن يشبع جوعي.
بعد أن أكل وشبع قالت له السيدة مرة أخرى: أراك في حاجة لتأخذ حمامًا ساخنًا. سأجهِّز الحمام، وأحضر لك غيارًا نظيفًا، لتستحم قبل نومك. وأنا سأعد لك الغرفة التي ستنام فيها في هذه الليلة. أخذ الصبي حمامًا ساخنًا فانتعش، وهو ما زال يردد: مع أني لا أعرف ما الذي يعنيه “يوحنا 3: 16”، لكنه على ما يبدو يستطيع أن يغسلني من أقذاري وأدراني.
بعد الحمام أدخلته السيدة إلى غرفة النوم وقالت له: هذا سيكون مكانك في هذه الليلة. اتجه الصبي إلى سريره الدافئ المريح، ونام بعمق حتى الصباح، وهو ما زال مأخوذًا بكلمة السر العجيبة “يوحنا 3: 16”، تلك الكلمة التي كأنّها فتحت له أبواب السماء. وكان ما زال يفكر في نفسه: مع أني لا أعرف من هو “يوحنا 3: 16”، لكن ما أعظم ما عمله معي حتى هذه اللحظة! وعندما استيقظ الصبي في الصباح، قالت له السيدة اتبعني إلى غرفة الطعام لكي تتناول فطورك. تبعها الصبي وأكل. وبعد أن شبع، سألته السيدة: لقد قلت لي بالأمس عندما فتحت لك الباب: “يوحنا 3: 16”. تُرى هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ أجابها الصبي باستحياء: حقيقة أنا لا أعرف معناها، لكن بالأمس، وقد أحسست بأن الليل لن يكون عاديًا، وستكون الأمطار غزيرة والبرد شديدًا، طلبت من أحد رجال الشرطة إن كان بوسعه أن يدلني على مكان يأويني في تلك الليلة الباردة، فدلني على هذا المكان، وقال لي ستجد هناك المأوى، فقط قل لمن يفتح لك الباب: “يوحنا 3: 16”؟ لكن للصدق أنا لا أعرف ماذا تعني هذه العبارة.
أجابته السيدة بلطف: هذه العبارة التي قلتها بالأمس هي أشهر آية في الكتاب المقدس، وقد قالها المسيح لرجل شيخ تقابل معه ذات ليلة، لكن تلك المقابلة غيّرت مجرى حياته. تقول الآية: «لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية».
عزيزي الشاب عزيزتي الشابة: أنا أيضًا، رغم سنين عمري الطويلة في عشرة طيبة ولذيذة مع الرب، بل وفي خدمة شريفة لشخصه ولإنجيله، لكني لا أفهم تمامًا “يوحنا 3: 16”، ولا أعتقد أنه قبل أن نصل إلى السماء سيمكننا أن نفهم مدلول تلك العبارة العجيبة، لكني أعرف أنها استطاعت أن تضمّني وتجعل لي بيتًا ما أعظمه، واستطاعت أن تشبع جوعي الروحي وإلى أبد الآبدين، واستطاعت أن تزيل أقذاري وأدراني، كما أنها أنعشتني وأراحتني، وقدّمت لي كل ما أحتاج إليه هنا وفي الأبدية!
بدون محبة الله للعالم، كنا سنصبح مشرَّدين بلا مأوى، نجوب في دروب الحياة لا نعرف لنا بيتًا. وينتظرنا لا مجرد عواصف رعدية غاضبة، بل دينونة الله المرعبة، وذلك في ليل أبدي بلا نهار. فإذا بابن الله، ساكن السماء، يأتي إلى الأرض، ويقبل أن يكون هو بلا مأوى، وأن ينام في الجبال ليأوينا، وقَبِل في بداية خدمته أن يجوع وأن يعطش لكي يشبع جوعنا ويروينا، قَبِل أن يتعب من السفر بحثًا عن النفوس المُتعَبة لكي يريحها ويسعدها، بل في آخر حياته قَبِل أن يعلَّق لأجلنا فوق صليب العار، وهو القدوس البار، وأن يموت ويُدفن في قبر وهو رئيس الحياة. لكنه قَبِل كل ذلك حبًّا بنا. لكي يفتح لنا بيته الأبدي.
هذا هو مضمون كلمات يوحنا 3: 16. لذلك فإني أدعوك، بكل قوة، أن تهرع إلى نعمة الله الغنية، قبل أن يأتي الظلام الطويل المخيف، وقبل أن تنصبّ سيول الهلاك المفزعة. ستجد في نعمة الله ترحابًا بك، على حساب محبة الله العجيبة التي قبلت أن تبذل الابن الوحيد الحبيب لكي تنجو أنت من الهلاك الأبدي، وتسعد معه إلى أبد الآبدين.
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:14 PM   رقم المشاركة : ( 15503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في غرفة العناية المركزة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يتبقَ لي في برنامج زيارتي لمدينة الخرطوم بحري السودانية إلا يومًا واحدًا، وتبقَّت لي زيارة أخيرة، وقد كانت زيارة صعبة وثقيلة: شاب في غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات يعاني من سكرات الموت، ألحَّ عليّ أصدقاؤه ومعارفه أن أزوره هناك، وأقدِّم له المسيح كمخلِّص شخصي له، لعلَّ السماء تقبله ولو في لحظاته الأخيرة.
صلّيت حتى يعطيني الرب كلامًا مناسبًا لشاب يحتضر في غرفة العناية المركزة. أخذوني إلى المكان، وتمزق قلبي عندما رأيت الوالدين منهارين وهما يفترشان الأرض، يجلسان على السلم المجاور لغرفة العناية. صافحتهما وشجَّعتهما، وهما بدوريهما دعيا لي أن أنجح في مهمتي الشاقة، لعل ابنهما يستفيق من غيبوبته ولو لبضع دقائق حتى يسمع رسالة الإنجيل، ويقبل البشارة ويؤمن بيسوع المخلص، ويفوز بعفوه وغفرانه، ويتمتع بحبه وحنانه.
دخلت الغرفة، فوجدتها مكتظَّة بالمرضى، وأغلبهم على أجهزة التنفس الصناعي. قادني الممرِّض إلى الشاب المقصود، الذي كان يتنهد بصوتٍ عالٍ، ويستنشق الأكسجين من قناعه بصعوبة بالغة. ناديته باسمه مرات عديدة، فلم يكن مصغٍ أو مجيب. اقتربت منه وانحنيت نحوه، ووضعت فمي في أذنه، لكني صُدمت عندما وضعت يدي على رأسه، وكأنك وضعتها في أتون، فجسمه ساخن جدًا، ودرجة حرارته تتعدى الأربعين. ظللت أتضرَّع وأنادي على الرب تارة، وعلى الشاب تارة أخرى. وكرَّرت ذلك مرة ومرات.
وقبل أن أفشل وأفكِّر في الإنصراف، رحمني الرب واستجاب لي، إذ فتح الشاب عينيه؛ فقلت له: “انا فلان، خادم من مصر، هل تصلي معي وتقبل الرب يسوع المسيح الذي يحبك”، فأومأ بالموافقة فقلت له: “قُل في نفسك وكرر خلفي هذه الصلاة: يا رب يسوع ارحمني واقبلني واغسلني بدمك من خطاياي...” لكن يبدو أنه لم يكمل الصلاة، وراح في غيبوبة أخرى. انتظرت، فعاد وفتح عينيه. قلت له هامسا في أذنه: هل طلبت الرب؛ فهز رأسه راضيًا، فليس أمامه اختيار آخر، غير طلب يسوع، نحتمي فيه ونلجأ إليه في هذه اللحظات العصيبة. فهمست وقلت له ثق فيه فهو يقينًا سمعك وقبلك، هز رأسه راضيًا.
حاولت مواصلة الحديث لكنه غاب تمامًا عن الوعي، ودخل هذه المرة في غيبوبة عميقة. ولكني شكرت الرب الذي أفاقه بعض اللحظات حتى يلتقط بعض الكلمات، ويصلي بها، وهذا اسعدنا جدًا. وشعرت أنه طمع مني أن أطلب من الرب شيئًا إضافيًا آخر. وقبل الخروج، نظرت حولي، فلم أجد المرضى الباقين في الغرفة أفضل حالاً من الشاب صديقنا، فرفعت قلبي إلى الرب طالبًا الرحمة لكل من في الغرفة، واستودعتهم في يد الرب الأمينه.
عند خروجي، استقبلني الوالدين بلهف، فأخبرتهما بما حدث، لعل يطمئن قلبيهما على ابنهما من جهة مصيره الأبدي..
عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة:
لا شك إنك ركَّزت معي وبعناية، واستوعبت درس العناية المركزة: أن وقت التوبة والرجوع إلى الرب هو الآن وليس غدًا:
«هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا» (رومية١٣: ١١).
فليتنا نستغل الوقت ونحترمه ونستفيد منه قبل أن يضيع من بين أيدينا:
«لِذَلِكَ يَقُولُ: اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ» (أفسس٥: ١٤-١٦).
فالوقت غال جدًا وثمين جدًا ولا يُقَّدره سوى من ضاع منه:
«وَمَاتَ ا لْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي ا لْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي ا لْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ا رْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا ا للهِيبِ.» (لوقا ١٦).
لكن صلاة الغني لم تُستجب، لأنها في الوقت الخطإ، وللشخص الخطإ، وفي المكان الخطإ. نعم لأنها توبة بعد فوات الآوان، وموجَّهة لإبراهيم وليس للرب، وفي الهاوية وليست في الأرض.
* فالصحة تاج على رؤوسنا نحن الأصحاء لا يقدِّره سوى المرضى..
* فأن كنت تأكل وتشرب وتتحرك.. هذه نعمة من الله غيرك لا يمتلكها.
* وإن كنت تستطيع أن تتنفس وقلبك ينبض بالحياة.. فهذه عطية غنية، حُرم منها الكثيرون.
* وكونك تفتح عينيك، وتسمع بأذنيك، وتملأ صدرك بالهواء الطبيعي.. هذا فضل ليتك تستغله جيدًا.
* وإن كنت تسمع، وتفكِّر، وتقرِّر.. هذا إحسان كبير؛ فقد يأتي وقتٌ يصمت الفم، وتُغلق العين، ويتوقَّف القلب.
«لذلك كما يقول الروح القدس: اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم» (عبرانيين٣: ٧).
إننا بكل حب واخلاص نصرخ في أذنيك قائلين:
التوبة الآن وليس غدًا...
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 15504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحضر جنازتك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1993في كتابه الشهير “العادات السبع للناس الأكثر تأثيرًا”، يُقدّم “ستيفن كوفي” نظرية في سبع عادات لمن يريد أن يُصبح ناجحًا في عمله، وفي تأثيره على مَن حوله.
العادة الأولى: كن فعّالاً ومُبادرًا: تحكَّم في حياتك، وبرمج لها. وابذل قصارى جهدك للالتزام بوعودك بإخلاص، وحاول تذليل الصعاب التي تحول دون ذلك.
العادة الثانية: ابدأ بالنهاية: ابدأ والهدف في ذهنك. ضع النهاية التي تتمناها ليومك منذ الصباح، بل ضع نهاية حياتك التي ترجوها في عقلك منذ الآن. وركِّز على ما تريد أن تكون، وعلى الشخصية التي تحب أن تكونها.
العادة الثالثة: ضع الأهم أولاً: رتّب ما خططته حسب الأهمية والأولوية، ليأتي الأهم في المقدمة ويليه المهم، ثم الأقل أهمية. لا بد أن تعرف الأهم أولاً ثم تُعطيه الأولوية القصوى.
العادة الرابعة: النجاح للجميع: الحياة تصبح صعبة إذا نظرنا إليها بمنطق: إذا كسب الآخرون فسأخسر أنا. ولكن لماذا لا يكون النجاح للجميع؟ هناك اختيار ثالث دائمًا يُحاول إصلاح العلاقة وفوز الطرفين معًا.

العادة الخامسة: افهم أولاً: اسعَ لفهم الآخرين أولاً، لكي تتواصل معهم، لأن التواصل بمحبة واحترام هو من أهم مهارات الحياة، والفشل في التواصل هو من أهم أسباب الفشل.
العادة السادسة: التكاتف والتناغم مع الآخرين: فعندما تعمل جميع الأجزاء معًا بتناغم وتكاتف، فإن النتيجة تكون أفضل من عمل الجزء بمفرده. وباحترام الآخرين، وبالتعاون والثقة، يُمكنك الوصول إلى هذا التناغم والتكاتف.
العادة السابعة: تجديد الطاقة: كثرة العمل تؤدي إلى الإرهاق والتوتر وعدم التركيز، مما يستدعي أخذ راحة. فحاول أن تُجدد طاقتك، وأن تستعيد الطاقة التي لديك. لا تيأس، فاليأس ليس حياة، ولكن اعتبره دعوة إلى التجدد؛ دعوة لأن تخطو من جديد، دعوة لتتعلَّم من فشلك أو من نقطة نهايتك السابقة.

وأثناء حديثه عن العادة الثانية: ابدأ بالنهاية، وجَّه “ستيفن كوفي” دعوة لكل شخص: “احضر جنازتك!”. ماذا يعني؟! اسمح لي أن اشرح لك ما فهمته:
تخيَّل نفسك ذاهبًا إلى جنازة شخص تُحبه، وإذا بجمع غفير من الناس، يُحيط بمكان الاجتماع، ولا مكان لوطأة قدم؛ أناسٌ من جميع الأعمار، ومن مختلف أطياف وطوائف وخلفيات المجتمع، ومن جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن الأهل والأصدقاء والجيران والزملاء، بل وأساتذتك في الجامعة وزملائك وزميلاتك!
وبينما أنت تشق طريقك إلى الداخل، بصعوبة بالغة، بسبب الزحام الشديد والأعداد الغفيرة، تلاحظ وجود عشرات من باقات الزهور، عليها بطاقات تعزية تحمل كلمات لم تُكتب بمداد بل بدماء نُزفت من قلوب أدماها الفراق، وتلاحظ عيون ألهبها بكاء استمر ساعات طوال، وعلى كل الوجوه آثار لوعة فراق الشخص الذي تمتعوا بمعرفته ورفقته.
وبينما تسير إلى قاعة الاجتماع لتلقي نظرة على التابوت والصور المُعلَّقة فوق منصة الاجتماع، تكتشف أنك تقف وجهًا لوجه أمام نفسك. حضرتك هو المتوفي! إنها جنازتك التي ستكون في المستقبل، بعد عمر طويل إن شاء الله!

إنها جنازتك! لقد حضر جميع الناس لتكريمك وللتعبير عن مشاعر حبهم وتقديرهم لك.
وها أنت تجلس في حفل تأبينك ووداعك، وتنظر إلى برنامج الجنازة في يدك. سوف يكون هناك أربعة متحدثين:

المتحدث الأول هو أحد أساتذتك الأجلاء الذي تولى تدريسك لسنوات في الجامعة.
المتحدث الثاني هو أحد زملاء الدراسة.
المتحدث الثالث هو صديقك الحميم الذي يُمكنه إلقاء الضوء على شخصك.

المتحدث الرابع هو أحد خدام الرب الذي يخدم في الاجتماع الذي تواظب على حضوره.
والآن فكِّر بعمق – قبل أن يبدأ الاجتماع – ما الذي تود أن يقوله كل واحد من هؤلاء عنك وعن حياتك؟ كيف تريد منهم وصفك كطالب أو صديق أو زميل أو ابن أو كمؤمن مسيحي؟
ما هي الشخصية التي تود أن يراك عليها الجميع؟ ما هي الصفات التي تُحب أن يصفوا بها حياتك؟ ما هي التأثيرات والإسهامات والإنجازات والانطباعات التي تركتها؟ ما هو الفرق الذي أحدثته في حياة مَن حولك؟ هل سيكتشفون أن هناك شيئًا هامًا وشخصًا غاليًا أصبح ينقص حياتهم؟ ثم ما هو تأثير خبر انتقالك على مَن حولك؟
عـزيـزي: دوِّن ملاحظـاتـك وانطباعاتك عن جنازتك؟ وتأكد أن ما تحب أن تراه أو تسمعه فيها، يجب أن تحياه من الآن. ضع نهاية حياتك التي ترجوها في عقلك منذ الآن. وركِّز على ما تريد أن تكون، وعلى الشخصية التي تحب أن تكونها.
كانت هذه بعض الأفكار التي راودتني في طريق عودتي من أسيوط، بعد حضوري هذه الجنازة المهيبة الرهيبة الغير المسبوقة: جنازة “ماركو محب نصيف”. ربما هو لم يقرأ كتاب “العادات السبع للناس الأكثر تأثيرًا”، ولكن الروح القدس علَّمه كل ما احتاجه لتكون جنازته بهذه الهيبة والتأثير الطاغي. ويا للشهادات التي تزاحمت على أفواه كل مَن تكلَّم؛ أساتذته، زميلاته، زملائه، رفقائه، المؤمنين، شركاء والده في خدمة الرب:
“الرب ميَّزه بكل الصفات الحلوة... كان يسعى لإسعاد الجميع... اجتهد أن يُريح كل من يتعامل معه... عاش حياة لا تعرف الأنانية... كان يُسَرّ بالعطاء وخدمة الآخرين... ترك لمسات حلوة فينا كلنا... كانت له علاقة حقيقية مع الله... علَّمنا إن الحياة يجب أن تُعاش بجدية واحترام... ترك أثرًا لا يُمحي في كل مَن تعامل معه... كان يعلم أن حياته قصيرة وكان يشعر بالغربة... رغم إحساسه بقرب يومه لكنه لم يقصِّر في مسؤولياته... عاش كما يحق للرب... كان كثير الأفعال وقليل الكلام... كان يُشيع جوًا من الفرح والبهجة والمرح في كل مكان يتواجد فيه... كان يتعامل معنا بكل إخلاص ونقاوة... عمل كل حاجة حلوة وعمره ما انتظر معاملة بالمثل أو مقابل... اتعلمنا منه أثناء حياته، لكن موته ترك لنا أهم درس... موته مثل القارورة التي كُسرت فامتلأت الدنيا برائحة الطيب الذكية... لو كان فرحه بدل جنازته ما كان يترك هذا الأثر في الآخرين، لاتخاذ قرارات للرجوع لله بالتوبة”.

وكانت المناحة العظيمة، والدموع السخينة، وصوت البكاء الذي فشل الكل في حبسه، وآلاف الأتقياء الذين حملوه، واجتماعات الصلاة في كل العالم من أجل أسرته؛ كلها شاهدة عن صدق ما قيل عنه، عن شاب لم يُكمل الحادية والعشرين!
ومسحت دموعي، وقلت لنفسي: هكذا تكون الحياة.. وهكذا يكون الموت.

وقرَّرتُ يا “ماركو” أن أحضر جنازتي!
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 15505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دموع ليست من البصل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأني خادم للإنجيل كان لهذه القصة الحقيقة التي قرأتها صدى عميق ما زال يدوي في أعماقي؛ لهذا يسعدني أن أشاركك بها عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة. ففي القرن الماضي عاش في الولايات المتحدة الأمريكية مبشِّر بالإنجيل ممتلئ حبًا للرب وغيره لربح النفوس للمسيح، وكان يركب حصانه ويسافر في رحلات طويلة تبلغ الاف الأميال. وفي أحد الأيام عاد لمنزله بعد طول غياب وكان “جاك”، ابنه الوحيد، ينتظره بفارغ الصبر ليرتمي بين أحضانه، وكان يشعر برغبه أن أبيه يلعب معه ويحكي له قصصًا مثيرة عن رحلاته. ولكن الخادم بمجرد عودته علم أن ابنه جاك لم يلتزم بواجباته، وأن درجاته في الدراسة تدهورت. ولأن الخادم كان مُجهَدًا من تعب الرحلة تحدث بعنف وغضب مع ابنه وعنَّفه وموبخًا بدلاً من الأحضان والقبلات. فحزن جاك جدًا، واختفى في لمح البصر. لاحظت ليزا أن اخاها جاك قد تأثر جدًا لأن أباه احتد عليه؛ فذهبت إلى أخيها وتحدثت معه على انفراد، لكنه أخبرها بأنه مصمِّم على ترك المنزل. حاولت ليزا بدموع أن تثنيه عن عزمه. قالت له: يكفي أن بابا يترك المنزل لشهور وليس لي أحد غيرك أنت وماما، فلمن تتركني؟ ولكن هذا لم يُثنِ جاك عن رأيه، وبالرغم من دموع أخته التي تحبه جدًا وهو أيضًا يحبها. وفي الليل، بينما الكل نيامًا، تسلل من المنزل وسط الظلام، وانطلق نحو الباب، فشعرت به اخته، وجرت وراءه تبكي ألا يتركها وحدها. أما هو فلم يُعطِ اهتمامًا لتوسلاتها ولا لدموعها، ثم عادت ليزا إلى حجرتها لتقضي الليل كله تبكي أخاها الذي ترك المنزل إذ صارت وحيدة في البيت.
علم الخادم وزوجته في الصباح بترك جاك للمنزل، فتحطم قلبيهما، ولاحظا على ليزا أيضًا حزنها الشديد. تغيرت ليزا تمامًا، فلم تعد تطيق الحديث مع والدها، وامتنعت عن العبادة الجماعية في الكنيسة وعن المذبح العائلي وحتى عن خلوتها الشخصية. مرت الأيام وليزا تعاني من المرارة، وفقدت كل علاقة طيبة بوالديها. وبعد حوالي أسبوعين طلبت منها والدتها أن تحضر لها بصلتين أو أكثر لكي تكمل طهي الطعام، فسألت ليزا أمها عن مكان البصل، فأخبرتها أنه في الدور العلوي وقالت لها أن تتحذر من أن السلم قديم. لم تنطق ليزا بكلمة ولا حتى بابتسامة فقد فارقتها منذ أسبوعين، وكان كل ما يشغلها متى يحين الوقت لتهرب من هذا البيت ولا ترى وجه أبيها أو وجه أمها. تسلقت ليزا السلم وإذ دخلت حجرة الخزين تفتش يمينًا وشمالاً عن البصل، سمعت صوت أقدام على السلم، فتساءلت في داخلها: ترى من يكون هذا غير والدي الذي لا أريد أن أرى وجهه ولا أن أتحدث معه. لكن ماذا تفعل أنه صاعد على السلم. تطلعت إلى المخزن، فوجدت بابًا قديمًا قد وُضع على الحائط، تسللت وراءه وجلست مختفية حتى يصعد والدها ويأخذ ما يريده من المخزن ثم ينزل، وعندئذ تنزل هي.
دخل الأب المخزن ولم يعلم أن ليزا مختفية وراء الباب القديم. لكنه ركع، وبدأ بدموع يصلي في مرارة، صارخًا: “يا إلهي ومخلصي، اعترف لك أنني مخطئ في حقك وفي حق نفسي وفي حق ابني جاك وليزا ابنتي، وزوجتي. وها أسبوعان قد مرّا وكل يوم بل كل دقيقة أصرخ إليك معترفًا لك بخطئي. نعم لقد تكلمتُ بغباوةٍ في عنفٍ، فحطمت نفسية ابني جاك، اغفر لي فإني مخطئ. ماذا أفعل؟ لن يستريح قلبي حتى يرجع ابنك جاك واعتذر له. ليزا هي ابنتك، ما تعانيه من كآبة هو بسببي، إنها خطيتي! لتلمس بروحك القدوس قلب جاك فيرجع إليك ويعود إلينا، ليعمل روحك القدوس في كل بيتنا...”
وكان الأب يصلي من أجل كل شخصٍ!! لم تحتمل ليزا صلاة أبيها ولا مرارة نفسه وتوبته الصادقة ودموعه. إنها لم تصدق أذنيها. لم تكن تدرك أن والدها يحب جاك ويود رجوعه ويشعر بندمٍ شديدٍ على ما صدر منه بهذه الصورة. وبدأت الدموع تسيل بغزارة من عيني ليزا وهي تقول في نفسها: “لقد أسأت فهم والدي، إنه يحبنا! كم كنت عنيفة معه كل هذه الأيام؟! محبته من نحوي لم تبرد! لم يُلمني بكلمة، بل ألقى كل اللوم على نفسه”. انطلقت ليزا من وراء الباب، وبقلب منكسرٍ وبدموع غزيرة، جرت نحو والدها وارتمت في حضنه وهي تقول: “آسفة يا أبي، لقد أسأت إليك”. أما هو فأخذها في حضنه وهو يقول: “أنا المخطئ يا بنتي. أخوكِ حتمًا سيعود!” وكانت دموعهما في مخزن البصل ليس بسبب رائحة البصل، لكن دموع الصدق والإخلاص والرغبة الحقيقية في رجوع جاك. وعندها قال الأب لليزا: “أخوكِ جاك حتمًا سيعود! ليس شيء غير مستطاع لدى الله! هو ابنه وابني!”
نزل الاثنان معًا، وإذ رأت الأم ابنتها في حضن أبيها وقد علت الابتسامة وجهيهما نسيت الأم الطعام والبصل، وأدركت أن يد الله صنعت عجائب في بيتها! وكم كانت دهشة الكل إذ عاد جاك إلى البيت، وصار هو أيضًا خادمًا للمسيح وتزوجت أخته فيما بعد مبشرًا بكلمة الله أيضًا.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة هل تلوم الأب والأم أم الأولاد؟ الأكيد أنه على كل خادم أن يهتم ببيته وأن لا يخلط في أولوياته بين الرب والخدمة؛ فالرب أولاً بالطبع، «وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذِنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ» (لوقا9: 61، 62)، لكن البيت ثانيًا وقبل الخدمة «يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟» (1تيموثاوس3: 5).
ولكن من الجهة الأخرى: هل عُدتَ للآب السماوي كما عاد جاك إلى أبيه الذي يحبه ويهمه مصلحته؟ هل تقول مع الابن الراجع: «كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ» (لوقا15: 17-19)؟ هل تزرف دموعًا حقيقية وليست من البصل، كتلك التي جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ (لوقا7: 37-50) فنالت أعظم ثلاث هدايا يمكن أن ينالها أي إنسان على الأرض: 1-غفران الخطايا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ». 2-الخلاص: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ!» 3-السلام: «اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».
فهل تصلي بدموع معي:
صلاة: إلهي ومخلصي الرب يسوع، آتي إليك بتوبة ودموع، ومن كل قلبي أبتغي الرجوع، عن كل خرنوب وشر وجوع، ارحمني واروني من أعذب ينبوع. أمين
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 15506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كاتدرائية فريبورج

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد الموسيقار الألماني الشهير فيليكس مندلسون Felix Mendelssohn في مدينة هامبورج، في 3 فبراير 1809م، نشأ في برلين في جو من الهدوء والرخاء، ودرس في باريس. بدأ التلحين وهو في التاسعة من عمره وأول عمل مشهور له كان في السابعة عشر من عمره وهو “حلم ليلة صيف”. ويعتبر ماندلسون موسيقيًا كلاسيكيَ الذوق، تأثّر بكل من “باخ” و“هاندل”، وأسس أول معهد للموسيقى في أوربا. وهو قائد أوركسترا وقد ألَّف كونشرتو للكمان كتبه لأحد أصدقائه فجاء تحفة في اللحن والعذوبة.
في يوم من الأيام سمع مندلسون عن “أرغن” عجيب جدًا في “كاتدرائية فريبورج Fribourg Cathedral”، وتمنى من كل قلبه أن يعزف على هذا الأرغن ولو مرة في حياته. ولذلك سافر خصيصًا إلى مدينة فريبورج، ودخل الكاتدرائية، فقابل رجلاً مسنًّا هو المسؤول عن المكان، وطلب منه أن يعزف على الأرغن ولو مرة واحدة. فأجابه المسؤول بالرفض القاطع، قائلاً: لا يمكن لغريب أن يلعب على الأرغن العجيب الخاص بنا. توسل إليه مندلسون مرة ومرات، قائلاً له إنه آتى من بعيد ليعزف ولو مرة على هذا الأرغن. ومن شدة لجاجة مندلسون، سمح له الحارس الشيخ. ففتح مندلسون الأرغن، وابتدأ يعزف.
أصغى الرجل الشيخ، وأمتلأت أرجاء الكاتدرائية بأحلى وأعذب الألحان، فطرب الحارس العجوز بالموسيقى التي لم يسمع نظيرها طوال حياته، وأمتلأت عيناه بالدموع، فسأل وهو يضع يده على كتف الموسيقي: ما اسمك؟ ولما سمع أنه فيليكس مندلسون، شهق، وظل يبكي ويقول: كدت ارتكب أسوأ خطإ في حياتي وأمنع شرف وحلاوة أن يجلس فيليكس مندلسون على الأرغن الخاص بنا.
عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة..
كثيرًا ما نكون مثل هذا الحارس الشيخ، ونرفض دخول المسيح لقلوبنا ليعزف على أرغن حياتنا أعذب سيمفونية رائعة. اسمعه، وهو الأعظم من فيليكس مندلسون بما لا يقاس، يقول لك مع كنيسة لاودوكية: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ» (رؤيا3: 20و21). والآن إلى جولة سريعة مع هذا اللاودوكي الذي وجَّه إليه الرب الكلام:
أولاً: اللاودوكي المخدوع
1- معنى الاسم “الشعب يحكم نفسه بنفسه”، لفعل الإرادة الذاتية (قضاة21: 25)، عكسُ (رومية12: 1و2).
2- فاتر: «أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًا. هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ»، يذكرنا هذا بما قاله إيليا للشعب «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ» (1ملوك18: 21).
3- في خطر الهلاك: إذ يقول له الرب: «أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي».
4- دائمًا يتحدث عن نفسه: فهو:
(أ) كثير الأقوال: «لأَنَّكَ تَقُول»، عكس بناياهو “كثير الأفعال” (2صموئيل23: 20).
(ب) حديثة دائمًا عن نفسه: «إِنِّي أَنَا...» (يعقوب2: 14).
5- مخدوع في نفسه:
(أ) يدّعي الغنى: «إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ»، وما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله (مرقس10: 24).
(ب) يعلن الاستغناء: «وَقَدِ استغنيت»، الاستغناء عن الرب بالعالم عكس المؤمن المكتفي (2كورنثوس9: 8، 11).
(ج) يظهر عدم الاحتياج للرب: «وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ» (أيوب21: 12-15).
ثانيًا: مشورة للرجوع
1- اسمعه الرب فهو الأمين: فهَذَا يَقُولُهُ
(أ) الأمِين: «لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ» (2كورنثوس1: 20).
(ب) الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِق: «هَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (1يوحنا5: 9-12).
2- اعترف بالمرض اللعين: «وَلَسْتَ تَعْلَمُ»، «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى» (متى9: 12).
(أ) أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ (1كورنثوس 15: 19)، «كُلُّ أَيَّامِ الْحَزِينِ شَقِيَّةٌ أَمَّا طَيِّبُ الْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ» (أمثال15: 15، 16).
(ب) وَالْبَائِسُ: البؤس بدون المسيح أما «الله فلم يعطنا روح الفشل» (2تيموثاوس1: 7).
(ج) وَفَقِيرٌ: «يستعطي» (مرقس 10: 46، انظر لوقا7: 42). «من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كورنثوس8: 9).
(د) وَأَعْمَى: لأن «إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ» (2كورنثوس4:4).
(هـ) وَعُرْيَانٌ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟..» فالإنسان مكشوف أما الذي يعرف سرائر الناس وسيدينها (تكوين3: 11 ورومية2: 16).
ثالثًا: مشورة وغنى ثمين
أُشِيرُ عَلَيْكَ:
1- «أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِي» (البر الإلهي بالفداء - رومية3: 24 و1بطرس1: 18).
2- «وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَس فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ» (تغيير المظهر - رؤيا19: 8 ورومية13: 14).
3- «وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ» (نور الروح القدس - 2كورنثوس4: 6 وأفسس1: 18).
4- «إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ» (التوبة منه - إرميا31: 18).
رابعًا: قرعات الرب يسوع
1- يريدك: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ».
2- يحترم ارادتك: «عَلَى الْبَابِ».
3- يسمعك صوته: «وَأَقْرَعُ».
4- القرار في يدك: «إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ».
5- الشبع والشركة معه:« أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي».
6- النصرة به: «مَنْ يَغْلِبُ».
7- الملك والسماء معه: «فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ».
صلاة :
يا ربي يسوع يا أغلى الأحباب..
يا من لأجلي احتملت الصلب والعذاب..
تعالَ لقلبي إني أفتح لك الباب..
لتمتلكه وتتوَّج فيه أنت يا رب الأرباب.. آمين
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 15507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علشان تتخلص من أى عادة سيئة فى حياتك استخدم 3 طرق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


1- طريقة الأسد .. فيرمز للسيد المسيح بالأسد الغالب .. اتمسك بيه و هو هيقويك .. استطيع كل شئ فى المسيح اللذى يقوينى .
2-طريقة الغزال .. فالغزال مشهور بالسرعة و الهروب وقت لما يشوف العدو.. فاهرب بسرعة لما تحاربك فكرة العادة السيئة .
3-طريقة النسر ..الذى يجدد شبابه بعد اما يوصل لسن الاربعين سن الشيخوخة .. حيث يختلى بنفسه فى مكان بعيد و ينحت فى الصخر منقاره و مخالبه اللى تلمت و ينتف ريشه ... و بعد فترة يظهر بمنقار جديد حاد و ريش جديد منتعش و يعيش 40 سنة تانى و اكتر !!
النسر يرمز للرجاء ... فلو سقطت فى العادات السيئة او فى اى خطية لا تيأس لكن خالى عندك رجاء .. اسقط و قم زى ما قال الكتاب :
لا تشمتى بى يا عدوتى ان سقطت أقوم و اذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى ( ميخا 7-7)
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 15508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كَسِّر قيودي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا رب أشعر بالفشل والانهيار..
وحياتي صارت علقم ومَرَار..
فارحمني وخَلِّصني أنا أشقى الأشرار..
يا من لأجلي سُمِّرت بالمسمار..
فوق صليب اللعنة والعار..
كَسِّر قيودي وحَطِّم كل الأسوار..
لأسجد لك كل أيامي في الليل والنهار.
آمين!
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 15509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في غابة الصنوبر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سأحكي لك قصة الأخ الراحل فؤاد عجميان، كما نشرها ابنه بموقع النعمة على الإنترنت: “وُلد فؤاد عجميان في نهاية القرن التاسع عشر في ضيعة متن عرنوق السورية. ومنذ كان طفلاً كان يتيم الأب، وقبل أن يبلغ العشرين من العمر ترك بيت الأسرة وهاجر إلى لبنان ليحصل على فرصة للعمل.
تزوج من فتاة لبنانية وأنجب منها ولدين. ولكن إدمانه للقُمار جعله يخسر كل شيء حتى باع بدلة العُرس وخاتم الزفاف وبَدَّد ثمنهما على طاولات القمار. ولما فشل في حياته قرَّر الطلاق من زوجته ليتخلص منها ومن ولديه. وحسب الميعاد تقابل مع زوجته وولديه أمام إحدى الكنائس في بيروت. ولما كان الولدان مع أمهما قالت لهما: اذهبا إلى أبيكما! وعندما ذهبا إلى أبيهما، الذي انعدمت من قلبه كل محبة ورحمة، قال لهما: ارجعا إلى أُمِّكما! ولما شعرا أنهما مرفوضان من الأب والأم، لم يذهبا لأحد بل تعانقا عند إحدى زوايا مبنى الكنيسة حيث أجهشا في البكاء في منظر مأساوي حزين.
فتركهما الأب القاسي لحال سبيلهما مع أمهما، وذهب هاربًا من العائلة، بل ومن الله، عائدًا إلى مدينة حلب السورية. وبعد أن مَرَّ بمدينة طرابلس جلس ليستريح في ظل شجرة، وفجأة جلس بجواره ثلاث رجال لم يكن يعرفهم، طلب أحدهم من الآخر أن يحكي له قصة الابن الضال والآب المُحِب (لوقا15). ولما سمع فؤاد عجميان القصة وجد أنها تشبه قصته، فقرر الرجوع لبيروت على أمل أن يبدأ بداية جديد في عمله وعائلته كالابن الراجع.
وفي الصباح حصل على بعض الأموال من أحد زبائنه القدامى، لكن للأسف خسر أيضًا كل ما يملك وبَدَّده على طاولة القمار. ولما أخبر أصحابه بقصته تحنَّن أحدهم عليه وأعطاه ما يكفي لوجبة طعام واحدة، فشعر بخزي الخطية؛ فقرر الانتحار. ذهب إلى دكان السيد سعيد نجم في أحد أحياء بيروت واشترى منه أداة للموت وتوجَّه بعدها إلى غابة الصنوبر في منطقة السيوفي ببيروت ليقتل نفسه.
لكن الله الآب المُحِب أرسل له، وفي نفس المكان، وبطريقة عجيبة، خادمًا كان يعرفه اسمه عيسى المصري، ولما رآه سأله: أأنت فؤاد عجميان؟ وما الذي تحمله في يدك هنا في الغابة؟ فاعترف بأنه كان سينتحر وحكى للخادم قصته بالتفصيل. قال له الخادم: أنت تحتاج إلى علاج جذري من الرب يسوع المسيح الطبيب العظيم. واستضافه، وأخذه في مساء ذلك اليوم إلى الكنيسة للاستماع إلى خادم الرب برنابا نوس، الذي تكلم بإرشاد الروح القدس أيضًا في هذه الليلة عن الرب يسوع المسيح الطبيب العظيم الأخصائي في تغيير القلب والحياة. اعترف فؤاد عجميان للرب بخطاياه، وطلب منه أن يعطيه قلبًا جديدًا، فكانت تلك الليلة فاصلة وتاريخية في حياته، وصار في المسيح خليقة جديدة، ورجع إلى زوجته وأولاده، وغيَّر الرب كل كيانه ومسلكه، مما جعل المحيطين به وخصوصًا من غير المؤمنين يتعجبون؛ فقال أحدهم: سُبحان الذي غيَّر الذي لا يمكن تغييره؛ هذا الإنسان المُستعبَد لشروره إذ أعاد له كرامته وعائلته وجعل حياته تشع بنور المسيح.”
صديقي..صديقتي.. حقًّا إن الرب يسوع هو الطبيب الأعظم. لقد صلَّى داود النبي قديمًا قائلاً: «قَلْبًا نَقِيًا اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي» (مزمور51: 10). ومكتوب: «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس5: 17). لقد ذكَّرتني قصة فؤاد عجميان الذي كاد أن يقتل نفسه قبل أن يتمتع بخلاص المسيح بقصة حافظ السجن في مدينة فيلبي (أعمال16: 23‑40)، والذي كان:
1- نائم: «مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إلى إِلَهِكَ» (يونان1: 6).
2- يفكر في الانتحار: «اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ ظَانًّا أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا»، مثل: شمشون (قضاة16: 29‑30)، شاول الملك (1أخبار10: 4، 5)، أخيتوفل (2صموئيل17: 23)، زمري الملك (1ملوك16: 18)، يهوذا الإسخريوطي (متى27: 25).
3- في ظلام: «طلب ضوءًا»، «كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إلى الْعَالَمِ» (يوحنا1: 9؛ 8: 12).
4- مُرتَعِد: «انْدَفَعَ إلى دَاخِلٍ وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ»، «فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ» (إشعياء6: 5).
5- حائر: فسأل: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟»، كالوزير الحبشي: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟» (أعمال8: 31).
6- يبحث عن الخلاص: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ»، «نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ؛ الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ» (1بطرس1: 10).
7- بيته يحتاج للخلاص: «فَقَالاَ: آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (انظر لاويين13؛ 14).
وتمتع بالخلاص:

1- سمع كلمة الله: «وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ»، «إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ والْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ» (رومية10: 17).
2- آمن بالله: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»؛ الذي هو الله الظاهر في الجسد (1تيموثاوس3: 16؛ أفسس2: 8‑10).
3- تمتع بالخلاص: «وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متى1: 21).
4- غسلهما من الجراحات: صار خليقة جديدة (2كورنثوس5: 17)، رَدَّ المسلوب كزَكَّا (لوقا19: 8)، وعرف المحبة (1يوحنا3: 16).
5- اعتمد هو وأهل بيته: الدفن مع المسيح (رومية6: 4).
6- فتح البيت: أصعدهما إلى بيته: فتح بيته كليديَّا (أعمال16: 15)، صار يقبل الإخوة (3يوحنا5). قدَّم لهما مائدة: تعلَّم العطاء (1كورنثوس9: 11)، عاكف على إضافة الغرباء (رومية12: 13؛ عبرانين13: 2؛ 1بطرس4: 9). تهلل مع بيته: «صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ» (مزمور118: 15).
7- عرف معنى السلام: «فَأَخْبَرَ حَافِظُ السِّجْنِ بُولُسَ أَنَّ الْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا فَاخْرُجَا الآنَ وَاذْهَبَا بِسَلاَمٍ» (رومية5: 1).
فهل تمتعتَ بخلاص الله مثل حافظ السجن والأخ فؤاد عجيمان؟
هل تأتي معي للمسيح مُصَلِّيًا؟
صلاة: يا رب أشعر بالفشل والانهيار.. وحياتي صارت علقم ومَرَار.. فارحمني وخَلِّصني أنا أشقى الأشرار.. يا من لأجلي سُمِّرت بالمسمار.. فوق صليب اللعنة والعار.. كَسِّر قيودي وحَطِّم كل الأسوار.. لأسجد لك كل أيامي في الليل والنهار.
آمين!
 
قديم 27 - 12 - 2016, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 15510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,468

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأنا قد أحببتك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(إشعياء 43: 4)
نشرت جريدة الوطن الكويتيه خبرًا في غاية الغرابة عن قصة قلّما حدثت، لكنها قد تحكي وتروي قصة حياتي وحياتك علي مدى العمر.. هذا الخبر أذاعته وكالة رويتر للأنباء من لندن على لسان صحفي يوم 1/3/2003، وإليك الخبر: “لمسافة ميل علي خط سكه حديديه وحقل ألغام، طفل رضيع يحبو عشر ساعات في البرد، ويعود بسلام إلى بيئته”.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذكرت صحيفة الديلي بلندن أن رضيعًا عاد بسلام إلى أسرته بعدما ظل يحبو لعشر ساعات بمفرده في الريف البريطاني القارس المظلم، وظل مرلين ريد (عامان) يحبو من حديقة جدة لمسافات ميل على خط سكه حديديه وبحفر غطاها الطين ومصرف مياه مهجور. وعبَّر مارك ستريتر، مأمور الشرطه بجنوب إنجلتر، للصحيفه عن شعوره «بذهول حقيقي» لنجاة مرلين من الموت بعدما خاض «حقل ألغام به الأخطار». وانتهت مغامرة الرضيع في وقت متأخر يوم الخميس بعدما تعثر في جذور شجرة بجوار ترعه. وقال ستريز «لو سقط في الترعه لكان غرق حتمًا، وحتى لوظل تائهًا لساعتين إضافيتين لهلك من البرد». وعلى الرغم من عملية بحث واسعة قامت بها الشرطة باستخدام طائرات الهليوكوبتر والكلاب البوليسيه، عثر عليه مزارع، وقال المزارع خيسون فيشر: «كانت الصدمة بادية على وجهه، إلا أنه لم يصدر عن الطفل الصغير أدنى صوت».
أرى في هذه القصة العجيبه حياتي وحياتك كأولاد الله، عندما تقابلنا ظروف مشابهة، مرارًا وتكرارًا، سواء بملء إرادتنا اجتزناها أو لوسمحت العنايه الإلهيه بذلك لتزكيه إيماننا. ودعني أشجعك ببعض الملاحظات:
  1. إن كان هذا الطفل الرضيع الذي لا يقوى على شيء لم ينسه الرب حتى إن نسيته الأم (إشعياء 49: 15)، فاعلم أنك محاط برعاية وعناية إلهية فائقة كل أيامك. ومهما كنت صغيرًا تذكر أنك محاط بيد القدير الكبيرة.
  2. إن كنت تتصور أنك تسير في هذا العالم بمفردك، فاعلم أنه لم يتخلَّ عنك، وحتى إن سرت في وادي المخاطر والصعاب فهو معك. تخلَّص من الشعور بأنك وحدك؛ فالرب لك وهو معينك. تذكر ما حدث مع يعقوب في رحلته الشاقة وهو هارب من وجه أخيه، إذ سار في خلاء خرب وموحش، في جو مليء بالإحباط والندم، جزءًا لما اقترفه من التواء؛ إلا أن الله نفسه يظهر له، فيتمتع بأجمل منظر في برية الألم، سلم منصوبة علي الأرض ورأسها يمس السماء، وملائكة الله صاعدة ونازلة، فتحولت مشاعر الخوف إلى مشاعر مقدسة (تكوين28: 12). فلا تخف (إشعياء 10:41-13).
  3. اجتاز هذا الرضيع خط سكه حديديه، مرَّ بحفر، ومصرف مياه مهجور، ووصل سالمًا. وأنت وإن سرت في القفر وواجهتك الصعاب تذكر أن لك إله عظيم (تثنية 8: 15)؛ لا يدع رجلك تزل (مزمور 121: 3؛ اقرأ أيضًا 91: 10-12).
  4. مهما سرت في ظلام العالم ووحشة الليل المخيف، وأن طال؛ فتذكر أننا لسنا أبناء ظلمه لكي نخاف فنحن أبنا نور، نور الذي أشرق في قلوبنا بالإيمان فانعكس نوره فينا وأصبحنا أنوارًا في ظلام العالم الدامس. وتذكر أيضًا أن ليل البرية لن يدوم، بل قريبًا سينفجر فجر المشرق البسّام، عندئذٍ ستنسى كل الآلام.. فاطمئن (مزمور91: 5).
  5. عبر الطفل حقل ألغام ولم ينفجر، لا تخف مهما كانت الصعوبات، فلن يستطيع شيء أن يؤذيك. ومن ذا الذي يقول والرب لم يأمر. لن يمسَّك سوء، فهو حافظك الذي لا ينعس ولا ينام. لذلك «إذا مشيت في النار فلا تلدع، واللهيب لا يحرقك». و ذلك لا لشيء فيك، لكن لأنك عزيز مكرم في عينيه (إشعياء 43: 2).
  6. انتهت مغامرة الرضيع في وقت متأخر. عزيزي إن طالت المغامرة وإن تأخرت الإجابة في طلبتك، تعلم ألا تنزعج؛ ومهما توانت فانتظرها، فأوقات الفرج آتيه إتيانًا أكيدًا، ولو في الهزيع الرابع. لن يتخلَّ عن وعده؛ فهو الصادق والأمين. وإن تعثرت في جذع شجرة، فاعلم أن الأمور التي تراها أنت تعيق طريقك إنما يستخدمها الرب سبب بركة لنفسك، فهو الذي يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة.
  7. عمليات البحث كانت واسعة واستخدم فيها أدوات كثيرة، واعلم أن الرب يستطيع أن يحرك كل الأشياء، وفي كل الاتجاهات، لكي يعينك. فيد الرب الحنونه تحرك كل الامكانيات لصالح الؤمن. إنه أمر عجيب حقًا، وإن خارات كل القوى من حولك، وفشلت في مدِّ يد المعونة، فلا تحول ثقتك في الرب، بل ارفع عينك إليه وهو يجيبك، إنه يستخدم حتي الخلائق غير العاقله لخدمتك.
  8. لم يصدر عن الطفل الصغير أدنى صوت. وهنا لنتعلم كيف نهديء نفوسنا ونتوقع بسكوت خلاص الرب. لا تئن ولا تتذمر ولا يعلى صياحك بالشكوى مرددًا: “لماذا أصابتني هذه البلية”. تعلم أن تنتظر وتتأنى، وأن تكون راضيًا وصابرًا، وأن تشكر. ففي الشكر الغلبة الحقيقية، فيه نرى مشيئة الله نحونا. وأعظم انتصار علي دسائس إبليس هو الشكر. والسند المنيع والحصين هو أن تقبل من الله كل شيء.. لأنك أولاً وأخيرًا ابن له، محفوظ ومحاط بالعناية الكاملة، فلماذا أذًا تئن؟ املأ قلبك بسلامه، ستصل حتما إلى ميناء السلام. اهتف مع المرنم: «الرب راعيَّ...».
عزيزي.. تشدَّد وتشجَّع، وانتظر الرب دائمًا. واعلم أن ليل الغربه وآلام الزمان ستنتهي قريبًا جدًا، وهي لا تُقاس بما ينتظرنا من أمجاد.. ولتكن صلاتك: «آمين. تعال أيها الرب يسوع».
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024