![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 155041 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رعب من الهواء 9 فَيَهْلِكُونَ مِنَ الْخَوْفِ، وَيَتَوَقَّوْنَ حَتَّى الْهَوَاءَ الَّذِي لاَ مَحِيدَ عَنْهُ. 10 لأَنَّ الْخُبْثَ مُلاَزِمٌ لِلْجُبْنِ؛ فَهُوَ يَقْضِي عَلَى نَفْسِهِ بِشَهَادَتِهِ، وَلِقَلَقِ الضَّمِيرِ لاَ يَزَالُ مُتَخَيِّلًا الضَّرَبَاتِ. 11 فَإِن الْخَوْفَ إِنَّمَا هُوَ تَرْكُ الْمَدَدِ الَّذِي مِنَ الْعَقْلِ، 12 وَانْتِظَارُ الْمَدَدِ مِنَ الدَّاخِلِ أَضْعَفُ، وَلِذلِكَ تُحْسَبُ مَجْلَبَةُ الْعَذَابِ الْمَجْهُولَةُ أَشَدَّ. فيهلِكون من الخوف المرعب، ويرفضون حتى النظر إلى الهواء، الذي لا يُمكن تجنبه. [10] تحول كل ما يحيط بهم حتى الهواء إلى مصدر رعبٍ لهم، فالرعب الداخلي ينعكس على حواس الإنسان، فيظن أن كل ما حوله مرعب ومخيف للغاية، يود أن يغمض عينيه، فلا يطيق أن يتطلع حتى إلى الهواء الذي يتنسمه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155042 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأن الشر يدلُّ على الجُبن، حين يحكم عليه شاهِدُه ولمضايقَة الضمير، لا يزال يُضخِّمُ الصعوبات. [11] يقدم لنا الحكيم حقيقة خطيرة، وهي أن الرعب يحل على الإنسان من داخله، خلال خبثه والتواء قلبه وانحرافه عن الله مصدر سلامه، فالخطية تولِّد قلقًا، وبرّ الله يولِّد سلامًا وفرحًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155043 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فليس الخوف إلاَّ التخلِّي عن معونات العقل. [12] يكشف الحكيم عن علة الخوف في حياة الأشرار فإنها ليست من أحداث حالة بهم، ولا لظروف محيطة بهم، وإنما لفقدانهم سلامة عقولهم، فليس من عونٍ يمكن أن يهبهم راحة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155044 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * تشير الظلمة إلى الخطايا الجسدية، التي تُمارس بإغراءات عالمية... أما أن تلمس سلاح النور (رو 13: 12) فهو أن تمارس الأعمال الصالحة. الأب أمبروسياستر |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155045 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فكلَّما ضعف توقُّعُ المعونة، أشتدَّ الشعور بجهل ما يجلِبُ العذاب. [13] يفقد الأشرار رجاءهم في التمتع باتزانٍ في الفكر، فليس من عونٍ للعقل، وبالتالي يحل بهم العذاب المر لجهلهم ما هم عليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155046 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ظلمة الموت أو سجن القبر 13 فَالَّذِينَ نَامُوا تِلْكَ النَّوْمَةَ فِي ذلِكَ اللَّيْلِ الَّذِي لاَ يُطَاقُ، الْوَارِدِ مِنْ أَخَادِيرِ الْجَحِيمِ الْفَظِيعَةِ، 14 كَانُوا تَارَةً تَقْتَحِمُهُمُ الأَخْيِلَةُ، وَتَارَةً تَنْحَلُّ قُوَاهُمْ مِنِ انْخِلاَعِ قُلُوبِهِمْ لِمَا غَشِيَهُمْ مِنْ مُفَاجَأَةِ الْخَوْفِ الْغَيْرِ الْمُتَوَقَّعِ. 15 ثُمَّ حَيْثُمَا سَقَطَ أَحَدٌ بَقِيَ مَحْبُوسًا فِي سِجْنٍ لاَ حَدِيدَ فِيهِ. أما هم ففي ذلك الليل العاجز حقًا والقادم من أعماق مملكة الأموات، كانوا نائمين النوم نفسه (الذي للموت). [14] تحولت حياتهم إلى ليلٍ مُر، كأنه ليس من صنع الطبيعة ككسوف الشمس، وإنما صدر عن الجحيم، ليحول حياتهم إلى جحيم قائلين. ومع رعبهم الشديد صاروا كمن ناموا في القبر ورقدوا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155047 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانوا تارةً تُطاردُهم أشباح رهيبة، وتارةً تنحلُّ قُواهم من خورِ نُفوسهم، لما غَشِيَهم من خوفٍ مفاجئُ وغير متوقع. [15] أخيرًا فإن رعبهم له ثلاثة مصادر: الخيالات التي كانت تطاردهم، وانحلال قلوبهم وانهيارها تمامًا، عدم إدراكهم لما سيحل بهم بعد ذلك. وكذلك فمن سقط هناك، أيًّا كان بقِيَ محبوسًا في سجنٍ لا حديد فيه. [16] صاروا في سجن مرعب، حبسوا أنفسهم بأنفسهم في بيوتهم يخشون الحركة داخل البيت أو الخروج منه لئلا يصطدموا بشيء ما وسط شدة الظلمة فيسقطوا أرضًا. قيدهم الظلام كما بسلاسل ي أيديهم وأرجلهم فعجزوا عن الحركة، لعلهم يدركون حالة الأسر التي حلت بنفوسهم وهم لا يدرون. يحبس الأشرار أنفسهم في سجن الظلام الذي بلا حديد. يرعبهم الخوف الصادر عن عجز عقولهم عن مدهم بالسلام. "كانوا على أنفسهم أثقل من الظلمة" (حك 21:17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155048 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مقيَّدون بسلسلةٍ واحدةٍ من الظلام 16 فَإِنْ كَانَ فَلاَّحًا أَوْ رَاعِيًا أَوْ صَاحِبَ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الصَّحْرَاءِ، أُخِذَ بَغْتَةً فَوَقَعَ فِي قَسْرٍ لاَ انْفِكَاكَ عَنْهُ، 17 إِذْ جَمِيعُهُمْ كَانُوا مُقَيَّدِينَ بِسِلْسِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الظَّلاَمِ. فَدَوِيُّ الرِّيحِ وَأَغَارِيدُ الطُّيُورِ عَلَى الأَغْصَانِ الْمُلْتَفَّةِ، وَصَوْتُ الْمِيَاهِ الْمُنْدَفِعَةِ بِقُوَّةٍ، 18 وَقَعْقَعَةُ الْحِجَارَةِ الْمُتَدَحْرِجَةِ، وَرَكْضُ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِي لاَ يُرَى، وَزَئِيرُ الْوُحُوشِ الضَّارِيَةِ، وَالصَّدَى الْمُتَرَدِّدُ فِي بُطُونِ الْجِبَالِ، كُلُّ ذلِكَ كَانَ يُذِيبُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ. فإن كان فلاحًا أو راعيًا أو صاحبَ عملٍ من أعمالِ البرِّيَّة، أُخذَ بغتةً ووقع في القضاء المحتوم. [17] حلت الظلمة عليهم فجأة، فالذين كانوا في الفلاحة، أو رعاية غنمٍ أو ممارسة أي عمل في البرية لم يُعطوا لفرصة للذهاب إلى بيوتهم، بل بقوا يتخبطون وسط الظلمة لا يعرفون كيف يتحركون. لأنهم جميعًا كانوا مقيَّدين بسلسلةٍ واحدةٍ من الظلام. فهزيزُ الريحِ وتغريدُ الطيور على الأغصان الملتفَّة، وإيقاعُ المياه المتدفقةِ. [18] وقَعْقَعةُ الحجارةِ المُتدحرجَة، وعَدْوُ الحيوانات القافزة الذي لا يرى، وزئير أشدِّ الحيوانات توحُّشًا، والصدى المتردِّد في تجاويف الجبال، كل ذلك كان يشُلُّهم من الخوف. [19] مما زاد الأمر رعبًا أنهم وهم في أسر الظلمة كان كل ما هو حولهم يزيدهم قلقًا، فصوت أغصان الشجر والمياه المندفعة والحجارة المتدحرجة، حتى الحيوانات التي في رعبها من الظلمة كانت تجري بلا ضابط في حالة هستيرية إلخ. هذا كله أفقدهم كل إمكانيةٍ للطمأنينة! لقد انحلت قلوبهم، لأن الطبيعة كلها ثائرة عليهم، يخشون هجوم الحيوانات المفترسة الثائرة. لذلك بقوا في أماكنهم في البراري، كمن هم مقيدون بسلسة واحدة، ليس من يجرؤ على الحركة ليجد له رفيقًا وسط ضيقته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155049 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليس من يشاركهم ظلمتهم 19 وَبَيْنَمَا كَانَ سَائِرُ الْعَالَمِ يُضِيئُهُ نُورٌ سَاطِعٌ، وَيَتَعَاطَى أَعْمَالَهُ بِغَيْرِ مَانِعٍ، 20 كَانَ أُولئِكَ مُنْفَرِدِينَ فِي ظِلِّ لَيْلٍ مُدْلَهِمٍّ، مُشَاكِلٍ لِمَا سَيَغْشَاهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ. لكِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَثْقَلَ مِنَ الظُّلْمَةِ. لأن العالم كُلَّه كان يُضيئُه نورٌ ساطع، ويمارس أعماله بغير عائقٍ. [20] كان العالم كله يتمتع بعطية الله؛ أي وجود النهار والليل، يمارس الناس أعمالهم في النهار خلال نور الشمس ويستريحون ليلًا، أما هؤلاء فصاروا في ليلٍ دائمٍ وسط طبيعة ثائرة، مع عجزهم التام عن ممارسة أي عمل. لقد أصابهم بالظلمة نوع من الفالج بالرغم من إمكانية تحرك أطرافهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 155050 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وأما هم وحدهم فكان عليهم ليلٌ بهيمٌ منتشرًا، وهو صورةٌ للظلمةِ المُعدة أن تتلقَّاهم، لكنهم كانوا على أنفسِهم أثقلَ من الظلمة. [21] لو أن الظلمة قد حلت على كل البشرية، لكان في ذلك شيء من التعزية، إنه ضيق عام وشامل، أما حلوله عليهم دون غيرهم، فيمثل نكبة شديدة، تجعلهم يتوقعون حلول ما هو أقسى من ذلك. * انظروا إلى الرحمة والدينونة. الرحمة للمختارين الذين ينالون برّ الله، والدينونة على الآخرين الذين هم عميان. لكن الأولين يؤمنون لأنهم يريدون الإيمان، أما الآخرون فإنهم لم يؤمنوا لأنهم لا يريدونه. لهذا فإن الرحمة والدينونة يحلان حسب أرادتهم (البشر) القديس أغسطينوس |
||||