منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 12 - 2016, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 15441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإنسان والخوف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا شكّ أنّ الإنسان، بعد السّقوط دخل في الإنقسام الدّاخليّ والخارجيّ. صار مفصوماً على غيره دخل الخوف كيان الإنسان أقصى الله عن حياته. صار الجحيم في داخله وخارجه. أضاع الإنسان حقيقته. لم يعد يعرف نفسه. خَفِيَ جوهر الإنسان عليه لأنّه لم يعد يعرف الله. غربته عن الله أَدْخَلَتْهُ في الخوف من الله لأنّه صار مجهولاً بالنّسبة إليه كما أنّ الآخَر صار أيضًا تهديداً له بسبب فقدان الاتّحاد بين البشر في الله.
صار الخوف من طبيعة الإنسان، هو خاصّيّة أونطولوجيّة (ontologique) أي صار مجبولاً بكينونته. لم يعد الإنسان قادراً أن يحبّ لأنّ المحبّة لا تتآخى مع الخوف، فلا تزاوج بين المحبّة والخوف. لذلك، صار السّقوط ممدوداً في الخليقة، في الزّمان والمكان، بالخوف.
الموت، أو بالأحرى القتل، هو نتيجة حتميّة للخوف. لذلك، قتل قايين هابيل لأنّه خاف أن يأخذ منه أخوه مكانته لدى الله.
صارت الحياة صراعاً للوجود. يظنّ الإنسان أنّه لا ينوجد إن لم يسيطر على الآخَر، لأنّ الآخَر، بالمطلَق، صار تهديداً له. دخل الإنسان في ظلمات نفسه المتولِّدَة فيه بسبب طرد النّعمة الإلهيّة من قلبه. صار إنسان السّقوط مُظلِماً يبحث عن النّور، لكنّه لا يستطيع أن يجده لأنّه تغرَّب عن ذاته.
******
لم يشأ الرّبّ أن يترك الإنسان الّذي خلقه على صورته مشوَّهاً، لذلك دبّر له خلاصاً إذ أتى بنفسه ليزيل الخوف، ليدمّر”سياج العداوة المتوسِّط” بين الله والإنسان وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والإنسان.
في المسيح أُعيدَت الوَحدة بين الكلّ، مع الله مع الذّات ومع الآخَر، كيف تّم ذلك؟
بِكَشْفِ الحقيقة الإلهيّة، وهي أنّ “الله محبّة”. في المحبّة صار الآخَر “هو حياتي” أو بالأحرى عاد الإنسان إلى الحقيقة الّتي هي أن الله “هو حياتي”.
******
ها نحن نقترب من الزّمن الجديد، زمن ولادة المخلّص من العذراء الدّائمة البتوليّة مريم. دخلَ الله في الزّمان والمكان، لِيُدْخِلَ الإنسانَ الخاضِع لمحدوديّة أبعادِ (dimensions) الخليقة، في الإطار الإلهيّ للّامحدوديّة ويحرِّره من الخوف المتأتّي من القتل الكيانيّ للوجود في ذاته.
من هنا، في المسيح صرنا خليقة جديدة مرتبطة عضويّاً برباط لا ينفكّ طالما نحن متّحدون مع المسيح. الحياة الجديدة صارت كلّها حبّاً منسكباً على البشريّة بالرّوح القدس في المسيح. مات الخوف وعاش الإنسان.
مقياس إيماننا غَلَبَتنا على الخوف بالمحبّة.
من له أذنان للسّمع فليسمع.
أنطونيوس، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 15442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كل الطرق تؤدي إلى روما

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فكرة ساعدت على بناء الإمبراطورية الرومانية العظيمة قديمًا، وهي ربط المدن التي يرغبون في ضمها بروما بطريق مُعَبَّد (مرصوف) لتسهيل التجارة والتعاملات مع تلك المدينة، ومن ثَم يقود هذا روما أخيرًا للتحكم الكامل بها. وبعد زمن قليل تحقَّقت هذه المقولة بالفعل، فأصبح أي طريق مرصوف يؤدي إلى روما (ويُقال إلى نقطة محدَّدة فيها).
انتهى هذا الزمن وكثُرت الطرق التي تؤدي إلى كل مكان، لكن بقيت هذه العبارة كمثل في لغات عدة؛ فيُقال بالإنجليزية: “All roads lead to Rome”، وبالفرنسية: “Tous les chemins mènent à Rome”، وبالإيطالية: “Tutte le strade portano a Roma”؛ والمقصود به أن الوصول لأي هدف ممكن بطرق كثيرة جدًّا.
وقد يكون هذا صحيحًا - بنسبة ما - في بعض الأهداف ولا سيما البسيطة، لكنه محدود جدًّا في أهداف أخرى. والأهم أنه لا ينطبق على الكثير من الأهداف الأكثر أهمية في الحياة؛ فليست كل الطرق تؤدي إلى الله، إلى السماء، إلى السعادة الحقيقية، إلى راحة القلب...
يقول الكتاب عن البعض: «وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ» (يهوذا 11)، الذي حاول أن يصل إلى رضا الله بأعماله، مع أن قلبه كان شريرًا، فانتهى به الأمر هاربًا من وجه الله ثم الهلاك الأبدي. كما ويقول عن آخرين: «قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ» (2بطرس2: 15)، وما أكثر أمثالهم اليوم ممن يعتقدون أن المال وسيلة لتحقيق كل شيء.
إن أردتَ الحقَّ فاسمع من ذاك الذي قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا14: 6)، وهو من قيل عنه أيضًا: «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» (أعمال الرسل4: 12). نعم، ليس بغير الرب يسوع المسيح لا خلاص ولا سعادة ولا راحة ولا أي مما ترجو. إنه وحده “الطريق الحق للحياة”، فهل سِرتَ في هذا الطريق إذ قبلته بالإيمان مُخَلِّصًا شخصيًّا لك؟!
لا تضل الطريق؛
لأنه «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» (أمثال14: 12؛ 15: 25)،
وكم أخشى عليك منها
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 15443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل مصري عامي شهير جدًّا. أُطلق في الأصل ليحضَّ الناس على التوفير والبُعد عن التبذير. ومع الزمن، وازدياد أهمية المال في أعين الناس يومًا بعد يوم، تطوَّر استخدم المثل ليصبح للدلالة على أهمية المال بصفة عامة.
وبالطبع نحن لسنا مع الإسراف (إنفاق المال بمبالغة وبلا حكمة)؛ فمضاره كثيرة (اقرأ لوقا15: 13؛ تثنية21: 20؛ أمثال23: 21). لكننا أيضًا لسنا مع البخل والتقتير؛ فالكتاب يعلمنا أن نكون كُرماء، ومِضْيَافين، ومِعْطَائين، بصفة خاصة للمساكين، ومع المؤمنين، وفي عمل الرب (تثنية15: 7-11؛ أمثال11: 24، 25؛ رومية12: 8؛ 2كورنثوس9: 6، 7؛ 1بطرس4: 9).
لكن الأمر الخطير الذي تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو استعمال هذا المثل للإشارة إلى أهمية المال والدعوة لاقتنائه على اعتبار أنه، مُمَثَّلاً في القِرش (عملة معدنية كانت متداولة منذ سنوات كان لونها أبيض والمئة منها تكوِّن جنيهًا)، ينفع في “اليوم الأسود” (للدلالة على أيام المآزق والمصاعب والظروف الصعبة).
تلفَّت إلى ما يجري حولنا من أحداث، وأجِب عن سؤالي: هل نفع القرش (بل قُل مليارات القروش) أصحابها في يومهم الأسود؟ سمعت يومًا عن غنيٍ مرض، كان يقول إنه مستعد أن يدفع نصف ثروته في مقابل أكلة يُحبها لكن مرضه يمنعه منها؛ فهل نفعه القرش الأبيض ودفع عنه المرض الأسود؟
على أني أتذكر غنيَّيْن آخرَيْن لم ينفعهما قرشهما الأبيض في أسود أيامهما، يوم لقائهما بالله بدون غفران خطايا وبدون ستر المسيح؛ إنهما الغني الغبي، والغني المتنعِّم (اقرأ قصتيهما في لوقا12؛ 16). ما أكثر قروشهما في حياتهما، وما أسود أبديتهما!
هل ما زلت تسعى لتجميع القروش البيضاء لتنفعك في الأيام السوداء، وما أكثرها؟!
كُفَّ! واسمع قول الكتاب: «لأَنَّهُ ماذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متى16: 26)، «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ... لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (متى6: 24-34).
لقد وُجد المال ليكون خادمًا، فتحوَّل إلى سيدٍ! سيدٌ قاسٍ، خان كل من وضع ثقته فيه.
أما السيد الوحيد الحقيقي، ربنا يسوع المسيح، ربُّ الكل، فهو يصون ولا يخون، يحمل ويحمي ويحتمل، ويضمن لك أبدية الهناء بدل السوداء، ويسندك في كل ضيقك حتى ترى أتون النار مكانًا للنزهة. فهل تقبله على حياتك ربًّا وسيدًا؟! ليتك تفعل، فوحده من ينفع.
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 15444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إطرق الحديد ساخناً

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل شهير مبنٍ على حقيقة علمية صناعية هامة. فلكي يتم تشكيل الحديد، لا بد من تسخينه إلى درجات حرارة مناسبة مع عملية التشكيل المطلوبة. ثم يقومون بعمليه تُسمى “الطَرْق”. قديمًا كانت تتم بالفعل عن طريق مطارق ضخمة يستخدمها الحدَّاد ليطرق بها بفن في اتجاهات مختلفة لينتج التشكيل الذي يقصده. ومع أن الكثيرين ما زالوا يستعملون هذه الطريقة اليدوية، إلا أن هناك الكثير من الطرق
المتطورة تُستخدم الآن في عملية التشكيل، تختلف في تفاصيلها وتقنياتها عن الطريقة القديمة، إلا أنها تشترك معها في شيء واحد: أن يتم تشكيل الحديد وهو ساخن!!
والمثل يُقال ليحث الناس على الاستفادة من الظروف السانحة باتخاذ خطوة عملية في اتجاه الهدف المنشود. فمثلاً، إّذا تحمس شخص ما لعمل محدَّد قالوا له: إطرق الحديد ساخنًا، باتخاذ خطوة عملية للأمام.
فإن تكلَّمت الظروف حولنا، كما تفعل في هذه الأيام، وأثَّرت على مشاعرنا، فحسن أن نطرق الحديد ساخنًا. إن ما يحدث حولنا في الشهور الأخيرة يصرخ في آذاننا، حتى يكاد الأصم يسمع: “إن الحياة قصيرة”.
وأعتقد أن هذا الصوت وصلك بطريقة أو أخرى، ولعلك تأثرت بذلك، فسخن حديد قلبك، بل لعلك قررت أن تتجاوب مع النداء فتعود إلى خالقك في أيام شبابك. لكن ما أخشاه أن تسقط في فخ التأجيل. لذا دعني أذكرك بما يقوله الروح القدس: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عبرانيين4: 7)، فاليوم هو لك والغد ليس بمضمون.
واسمح لي أن أشاركك بحقيقة علمية إضافية هامة، أن الحديد إذا سخن ثم برد، وعاودنا تسخينه وتبريده، مرة ومرات؛ يصاب بحالة يسمونها علميًا “التقسية”!! هذا اسمها العلمي!! وهي تعني أن الحديد قد وصل لحالة ما عاد يصلح تشكيله فيها.
صديقي احذر لئلا تهمل صوت الله وتعاملاته معك، فيبرد الحديد بعد أن سخن، ومن يعلم متى يصل لحالة التقسية. لقد قسى فرعون قلبه مرة ومرات أمام نداءات موسى، فتقسى قلبه إلى النهاية وهلك في عصيانه. فلا تهلك معه!
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 15445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفاضي يعمل قاضي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل شهير بالعامية المصرية، يُطلَق على من ينصِّب نفسه قاضيًا يصدر أحكامًا على الناس والأحداث وهو غير مكلَّف بذلك، ولا مؤهَّل لذلك، بل قد لا يعنيه الأمر من الأساس.
ولست أدري إن كانوا يقصدون بكلمة “الفاضي” أن عنده وقت فراغ كثير، أو أنه فارغ من الداخل بلا هدف في الحياة يكسبها قيمتها. وبغضّ النظر عما يقصدون، فإني أعتبر أن الأمر يشمل الاثنين. فمن لا يعرف أن يستثمر وقته حسنًا، سيجده يمتلئ تلقائيًا بما يضر. ومن لم يعرف هدفًا لحياته، ليس من المستغرب أن يحكم على الآخرين ظانًا أنه بهذا يُكسب حياته معنى وأهمية.
والحكم على الآخرين أمر قد نستسهله، فكلنا ندّعي الفهم والعلم ببواطن الأمور، ولا يحتاج الأمر الكثير منا. لكننا ينبغي أن نتعامل معه باحتراس شديد:
فالخطر الأكبر هو السقوط في شَرَكِ ما يسمى في علم النفس “الإسقاط”، وهذا يحدث عندما تضغط عليَّ أخطائي، فأحاول أن أهرب من هذا الضغط النفسي بأن أنسب الأخطاء لآخرين فأشعر بأن ذنبي أقل. ولمثل هذا يقول الكتاب «أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا!» (رومية 2: 1).

لكن الخطر الآخر هو الحكم على الآخرين حكمًا غير صائب يؤدي لإيذائهم.
لذلك يحذِّرنا الكتاب من التسرع في الحكم على الأمور «لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ»؛ فهناك أمور تحتاج أن ننتظر «حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ» (1كورنثوس 4: 5). ومن يعرف ما في القلب ونواياه غيره؛ لذا فلنتحذر من أن نحكم على نوايا الناس، فليس هذا من حقِّنا ونحن غير مؤهَّلين لذلك.
كما علَّمنا الرب نفسه «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً» (يوحنا 7: 24). وهو فخ نقع فيه جميعًا، عندما ننخدع بالمظهر؛ إيجابًا أو سلبًا، فنصدر الأحكام على الآخرين. وكم فعلنا، وندمنا!
«يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متى7: 5). فالأجدر بنا أن نحكم على أنفسنا أولاً، ثم نلتفت للآخرين، لا لنحاكمهم، بل لنساعدهم على تصحيح أخطائهم.
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 15446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إمشي عدل يحتار عدوك فيك، وإمشي عوج يحتار صديقك فيك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل بالعامية المصرية؛ نصفه الأول يحرِّض سامعه أن يسير في الطريق المستقيم (“عِدِل”) حتى لا يجد عدوه ما يشتكي به عليه أو يوجِّهه ضده. والنصف الثاني يحذِّر أنه إن سار في الطُرق المعوجَّة (“عِوِج”) فسيكون سبب حيرة وارتباك لأصدقائه.
يومًا بحث أعداء دانيآل عن خطإٍ له «فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ» (دانيآل4: 6).
والأسمى جدًّا كان ربنا الكريم الذي شهد عنه بيلاطس أكثر من مرة: «لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً» (يوحنا18: 38؛ 19: 4، 6)، بل إن أولئك الذين ذهبوا ليحاولوا إمساكه متلبِّسًا بخطإٍ، قالوا عنه: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!» (يوحنا7: 46).
واقتداءً بسيدنا، نحن أيضًا علينا أن نلتفت لسُبلنا وطرقنا، ونهتم بأن نكون «قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ... لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ رَدِيءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ» (تيطس2: 7، 8). تعلَّم يا عزيزي ألا تعطي فرصة للمشتكي (إبليس، العدو) أن يشتكي عليك؛ بسبب تقصير في أمور حسنة، أو عادة سيئة، أو خطية معتادة، أو كلمة بطَّالة، أو تصرف أهوج بغير حساب، أو أي شيء ليس بحسب كلمة الله. فهو مُتَمَرِّس على أن يصطاد الأخطاء، فيشكوك لنفسك مفشِّلاً إياك في طريق البِرِّ، ثم يشكوك للآخرين ليُفسد شهادتك عن المسيح. اقطع عليه الطريق بأن تُصلح طُرقك لتكون على مقاييس كلمة الله بالاتكال عليه. ولتكن صلاتك: «انْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مزمور139: 24)!
أما عن النصف الثاني من المثل؛ فإني بحق أحتار كثيرًا في بعض القائلين إنهم مؤمنون وحياتهم مليئة بالاعوجاج: كلام غير مستقيم، نظرات زائغة، مظهر غير محتشم، نِكات شريرة، مواقع نجسة، أماكن مشبوهة، صدقات مفسِدة، بغضة وإيذاء للآخرين، ... إلخ. أحتار فيهم: هل هم مؤمنون أم مُدَّعون؟ ماذا يقول الناس عنهم وعن المسيح بسببهم؟ ماذا يمكن أن يُفعَل لمساعدتهم؟ الحق يُقال إن من يختار بإرادته الطريق المُعوجَّة يصعب مساعدته، ما لم يَعُد بتوبة حقيقية إلى الله ليرجعه للطريق المستقيمة.
في الختام، لنتذكر أن تصرفاتنا يجب أن تكون سببًا في أن «يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16)، لا العكس فيعثر بسببنا الناس و«وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ» (متى18: 6). فماذا عن تصرفاتك؟
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 15447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك...

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش فوق رأسك.
مثل منطقي للغاية! فإن مَرَّ طائر أثناء طيرانه فوق رأسك فمن يلومك؟! ولكن إذا حدث وتركتَ هذا الطائر يبني عشه فوق رأسك، فمن يعذرك؟!
يمكننا تطبيق هذا المثل على أمور كثيرة تَعبُر بنا دون قصد مِنَّا، مثل: منظر رديء في الطريق العام، كلمة تُقال من زملاء الدراسة، أفكار شريرة يحاول العدو أن يلقيها في أذهاننا. نحن في كل هذه الحالات لا يمكننا أن نمنع الطائر من أن يحلِّق فوق رؤوسنا، وإلا يلزمنا أن نترك هذا العالم إلى حيث لا توجد هذه الأشياء، وهذا سيحدث فقط بوصولنا السماء. بالطبع، صديقي القارئ، أنت تفهم أنني أقصد هنا ما لست أنا السبب فيه، فلست أقصد موقعًا إباحيًّا دخلته بإرادتي، ولا نكتة طلبت من زملائي أن يقصُّوها عليَّ واستمعتُ إليها بشغف، ولا مكانًا أعرف أن فيه الشر ذهبت إليه قاصدًا، ولا كل ما تعمدتُ فعله. لكني هنا أتكلم عن ما يصادفني في طريقي ولست أنا المسؤول عن وجوده في هذا الطريق ولا أستطيع الهرب منه.
نعم، نحن لا نستطيع منع هذه الأشياء من الاقتراب إلينا، لكن المؤمن الحقيقي يستطيع أن يمنعها من أن تعشِّش في رأسه. فإذا قابله منظر رديء حوَّل عينيه سريعًا طالبًا قوة لذلك من الرب: «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور119: 37)، فالسالك بالحق «يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ» (إشعياء33: 15؛ اقرأ أيضًا: أمثال4: 25؛ متى18: 8). وهو في الأصل لا يجلس في مجلس المستهزئين (مزمور1: 1)؛ لكن إن وصلت إلى سَمْعِه كلمة رديَّة رغمًا عنه، حكم عليها على الفور بأنها شريرة ولا يصلح لها أن تبقى في ذهنه. وإن حاول الشيطان أن يضع في ذهنه فكرة شريرة من أي نوع، واجهها فورًا بالحق ورفضها مُصلِّيًا: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ» (مزمور19: 14)، موجِّهًا فكره ليفكر في «كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ» (فيلبي4: 8).
صديقي، لا تترك طيور الشر تعشش في رأسك!
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 15448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَثَل شهير موجود في لغات عديدة فيقولون مثلاً في الإنجليزية: “Speech is silver but silence is golden”.
والحقيقة أننا نحتاج بشدة للالتفات إلى ما نقوله؛ فالكلام أمرٌ جَدّ خطير. فكم من مرات ندمنا على كلمات لم ندقِّق قبل قولها، أو تسرعنا في النطق بها!

وبسبب الكلام كم خسرنا علاقات! وكم أسأنا إلى كثيرين! وكم جلبنا المتاعب على أنفسنا، والأذى لمن حولنا! بل وكم أخطأنا في حق الله نفسه بكلامنا في محضره!
يلخِّص سليمان الحكيم خبرته في ما يتعلق بالكلام في هذه الكلمات البليغة: «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً... قَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلاَمِ... لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ... لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟ لأَنَّ ذلِكَ مِنْ... كَثْرَةِ الْكَلاَمِ. وَلكِنِ اخْشَ اللهَ... فِي شَفَتَيِ الْعَاقِلِ تُوجَدُ حِكْمَةٌ... أَمَّا فَمُ الْغَبِيِّ فَهَلاَكٌ قَرِيبٌ... كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ... وَالْجَاهِلُ يُكَثِّرُ الْكَلاَمَ» (جامعة5: 1‑14؛ اقرأ أيضًا أمثال17: 27، 28؛ 21: 23).
وما أصدق هذا التقرير!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لذا حري بنا أن نتعلم ألا نُكثر الكلام ونطبِّق هذا التحريض في حياتنا: «إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ» (يعقوب1: 19).
على أن السكوت ليس دائمًا من ذهب؛ ففي حين صلَّى داود مرة: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي»، فقد أتبع ذلك بالقول: «صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ؛ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي، حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي» (مزمور39: 1‑3). والصمت عن الخير والحق أمر لا يليق بمن إلههم هو الحق والخير كلهما. فعندنا ما نقوله لنجلب كل الخير لمن يسمعنا.
يومًا كان عند أربعة من البرص بشارة حسنة يحتاجها الشعب كله ببشرى الإنقاذ من الموت جوعًا: «ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ، فَإِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ. فَهَلُمَّ الآنَ...» (2ملوك7: 9). ونحن نملك أعظم بشارة أن “الخلاص بيسوع وحده”، فهَلُمَّ الآن لنخبر الآخرين!
ولنصلِّ باستمرار لإلهنا ليعلِّمنا متى نتكلم ومتى نسكت!
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 15449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الغريق يتعلق بقشة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ونظيره بالإنجليزية: “A drowning man will clutch at a straw”
يصف هذا المثل، في صورة بليغة، غريقًا يبحث عن سبيل للنجاة، وجد نفسه في بحر تتلاطم أمواجه؛ حاول العوم فلم يفلح، بحث فلم يجد قارب نجاة، صرخ فما وجد مجيبًا! وفي محاولاته المستميتة للخلاص من ورطته، وجد قشة ضئيلة، فتمسك بها لعلها طريق الحياة!! ولعلك تستنتج، صديقي العزيز، من قوانين الطبيعة إن كانت القشة ستنجيه أم لا!
وإن كان الناس يقولونها بصفة عامة على مشاكل الحياة، لكني أعتقد أننا نحتاج أن نلتفت أكثر إلى غرقَى في بحر عاتٍ، هو بحر الهلاك بالخطايا وأُجرتها. وكم من قشات يتعلق الناس بها رغبة في الخلاص! فهناك قشة البر الذاتي، وقشة الأعمال الصالحة، وقشة الفروض والطقوس، وقشة الفلسفات الطيبة، وقشات أخرى كثيرة يخترعونها كل يوم، وكلها لا تنجي!!
لكن دعني أسألك، عزيزي: لماذا تتعلق بقشة وأمامك صَخْرَ الدُّهُورِ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ (إشعياء26: 4؛ تثنية32: 4)؟!
عاب الرب قديمًا على شعبه أنه «رَفَضَ الإِلهَ الَّذِي عَمِلَهُ، وَغَبِيَ عَنْ صَخْرَةِ خَلاَصِهِ» (تثنية32: 15؛ إشعياء17: 10). ويا لها من حماقة أن نبحث عن الخلاص عند آخر وقد قال الرب: «لَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ» (إشعياء43: 11)!
صديقي، كُف عن البحث عن القشات، وهيا لذاك الذي «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال4: 12). إنه ينتظرك أن تعود إليه بتوبة حقيقية وإيمان في كمال عمله لينقذك من بحر الرَّدَى لتترنم: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَخْرَتِي، وَمُرْتَفَعٌ إِلهُ صَخْرَةِ خَلاَصِي» (2صموئيل22: 47)، ولتهتف عن اختبار: «وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا» (1صموئيل2: 2؛ 2صموئيل22: 32؛ مزمور18: 31).
وإن وجدتَ نفسك في بحر الظروف الطاحنة، ليت لسان حالك يكون: «اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي» (مزمور40: 1، 2)!
فكِّر جيدًا؛ أيهما تخار: القشة أم الصخرة؟!
 
قديم 22 - 12 - 2016, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 15450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الباب الي يجيلك منه الريح سِدَه واستريح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يتخيل هذا المثل شخصًا جالسًا في مكان مغلق في يوم عاصف، ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه، وجلس متأذِّيًا من صوت الرياح وفعلها، متخوفًا من آثارها المدمرة على صحته وبيته! وقائل المثل يتكلم بمنتهى المنطقية، موجِّهًا النصح لصديقنا: “أغلق الباب!” فلِمَ البقاء مُعَرَّضًا للمخاطر والمخاوف والحل مُتاح؟! وهل يصعُبَ إغلاق الباب؟!
ويقولون أيضًا في هذا الصدد: “الوقاية خير من العلاج”، وبالتأكيد هذا صحيح أيضًا. فلِمَ تُعَرِّض نفسك للخطر والمرض، ثم تقضي ردحًا من الزمان تبحث عن العلاج، وقد لا تجده، وإن وجدته ستتكلف تكاليف باهظة، ولن يكون الأمر بلا خسائر؛ وكان يمكنك بقليل من الحذر أن تتقي المرض من الأساس؟!
ولنذهب إلى كلمة الله لنجد الحكمة الحقيقية، ونسمعها على فم الحكيم قائلاً: «الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى (يختبئ). الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ (صورة للاستهتار واللامبالاة) فَيُعَاقَبُونَ»، وكذا: «اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ (يتكبر) وَيَثِقُ» (أمثال27: 11؛ 22: 3؛ 14: 16).
  • صديقي، إذا لم تكن بالإيمان قد احتميتَ بالمسيح مُخَلَّصًا، فبابك ما زال مفتوحًا أمام رياح غضب الله التي ستهبُّ قريبًا جدًّا على كل الرافضين للمسيح، وما أقساها! بل وما أرعبها! يقول المسيح عمَّن لم يؤسِّس حياته على صخر الإيمان بكلام المسيح وعمله: «وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!» (متى7: 24-27). فتعالَ إلى المسيح الذي يُقال عنه: «كَمَخْبَإٍ مِنَ الرِّيحِ وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ» (إشعياء32: 2).
  • أما بعد الإيمان فلا بد أن نلتفت إلى عواصف الخطية، ونغلق أمامها الأبواب، قبل أن تدمِّر حياتنا الروحية. وكل مِنَّا يعرف الأبواب التي تأتي بالريح عليه، تلك الأمور التي تسبِّب سقوطنا. إذن، لنغلقها: باجتناب معاشرات رديَّة، وبالحكم بنظرة الله على علاقات عاطفية، وبالكفِّ عن هوايات مؤذية! هيا لخطوات عملية لإغلاق الأبواب أمام الرياح: بنبذ المشاهدات التي تؤثر فينا على التلفاز، بمسح رسائل ومقاطع من على التليفون المحمول، بضبط أنفسنا في استخدام الكمبيوتر والإنترنت، برفض النكات الإباحية والبذيئة، بأن يكون لنا مواقف واضحة مبنية على مبادئ أكيدة! يقول الكتاب عمَّن يفعلون غير ذلك: «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ» (هوشع8: 7).
فاحذر يا صديق!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024