13 - 03 - 2024, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 154171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأنجحت مساعيهم بيد نبيٍ قديسٍ. [1] بعد أن تحدث عن عمل الحكمة في حياة الآباء الأولين يسجل لنا الآن عن عملها مع الشعب تحت قيادة موسى "نبي قديس"، قائد مسيرة الخروج. وكما قيل عنه: "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكلمه، وأما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي، فمًا إلى فمٍ وعيانًا أتكلم معه، لا بالألغاز، وشبه الرب يعاين" (عد 12: 6-8). كما تحاشى ذكر أسماء الأبرار السابقين، تجنب هنا أيضًا اسم موسى النبي القديس. في كل عصر يرسل الله قادة قلوبهم ملتهبة بالروح، يعملون على الدوام لحساب ملكوت الله. يختار الله القائد المناسب لكل عصر، كما يؤهله بسماتٍ وإمكاناتٍ تتناسب مع ظروف العصر. فأرسل موسى ليقود الشعب في رحلة الخروج. وأعدّ الله يشوع رمزًا ليسوع المسيح، ليدخل بهم إلى أرض الموعد، وأقام داود ليُصلح ما أفسده شاول، وأعدّ سليمان لبناء الهيكل، وأرسل القديس أثناسيوس لمقاومة آريوس، والقديس كيرلس الكبير لمقاومة نسطور. |
||||
13 - 03 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 154172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بعد أن أُعطي موسى سلطانًا من الثيؤفانيا (رؤية الله) التي ظهرت له، تلقى أمرًا بأن يحرر مواطنيه العبرانيين من عبودية المصريين. ولكي يتحقق أكثر من القوة التي وضعها الله فيه، اختبر الأمر الإلهي بالأشياء التي في يديه (خر 4: 1-7)، فعندما سقطت العصا من يده دبت فيها الحياة، وعندما أمسكها بيده مرة أخرى عادت إلى ما كانت عليه. وعندما أخرج يده من صدره (عُبَّه) صارت برصاء كالثلج، وعندما وضعها مرة ثانية في صدره عادت إلى لونها الطبيعي. * بعد أن اكتسب موسى قوة من الضوء الذي تجلى له، وجاء أخوه كحليفٍ ونصيرٍ له، أعلن للشعب بجرأة بُشرَى الحرية، وذكَّرهم بعظمة آبائهم. وعبَّر عن رأيه بالنسبة للطريقة التي يمكن أن يخلصوا بها من العمل الشاق في صنع الطوب اللبن (خر6). ماذا نتعلم من هذا؟ يجب أن نتعلم أن مَنْ لم يعد نفسه بهذا النوع من التدريب الروحي ليُعَلِم الجموع لا يجب أن يتحدث إلى الناس. فإننا نرى أن موسى عندما كان ما زال صغيرًا ولم ينضج بعد ويصل إلى درجة رفيعة في الفضيلة، لم يبالِ الرجلان اللذان كانا يتشاجران بنصيحته السليمة ولم يقبلاها. ومع ذلك فبعد نزوله من الجبل خاطب عشرات الآلاف بنفس الطريقة. إن تاريخ موسى يوضح لنا بجلاء أنه يجب ألا نتجرأ على إعطاء النصائح لسامعينا في تعليمنا لهم إلا إذا اكتملت فينا القدرة على ذلك بالتدريب الطويل والشاق مثلما كان لموسى. القديس غريغوريوس النيسي |
||||
13 - 03 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 154173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فساروا في بريَّة غير مسكونة، ونصبوا خيامهم في أماكن لم تطأها قدم. [2] كان قائد رحلة الخروج الحقيقي هو حكمة الله، فلم يكن للشعب وللقائد خبرات سابقة في رحلة شعب وسط برية مقفرة فلا ضمانات، في طريق مرعبة خاوية ليس بها أثر للحياة. واجهوا في رحلتهم أعداء جبابرة مثل عماليق وغيرهم، ولم يكونوا رجال حرب، ولا معهم أسلحة، فجاءت النصرة هبة إلهية قُدمت لهم. تجنب أيضًا الإشارة إلى أسماء معينة مثل هرون ومريم وغيرهما، فإن ما قدمته حكمة الله هو لكل الجماعة إن تقدست في الرب. |
||||
13 - 03 - 2024, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 154174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقاوموا مُحاربيهم، وردُّوا أعداءهم. [3] ليس من وجه للمقارنة بين شعب عاش في عبودية لم يمارس الحياة العسكرية مطلقًا، وليس لديه أسلحة، وبين أعداء أقوياء أصحاب خبرة في القتال. لكن حكمة الله، أو كلمة الله كان القائد الخفي، واهب النصرة. |
||||
13 - 03 - 2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 154175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماء للموت في مصر وآخر للحياة في البرية 4 وَفِي عَطَشِهِمْ دَعَوْا إِلَيْكَ؛ فَأُعْطُوا مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ، وَشِفَاءً لِغَلِيلِهِمْ مِنَ الْحَجَرِ الْجُلْمُودِ. 5 فَكَانَ الَّذِي عُذِّبَ بِهِ أَعْدَاؤُهُمْ، إِذْ أَعْوَزَهُمْ مَا يَشْرَبُونَ، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَهَلِّلُونَ بِكَثْرَتِهِ، 6 هُوَ الَّذِي أُحْسِنَ بِهِ إِلَيْهِمْ فِي عَوَزِهِمْ. 7 فَإِنَّكَ بَلْبَلْتَ أُولئِكَ، إِذْ بَدَّلْتَهُمْ بِمَعِينِ النَّهْرِ الدَّائِمِ دَمًا صَدِيدًا، 8 عِقَابًا لَهُمْ عَلَى قَضَائِهِمْ بِقَتْلِ الأَطْفَالِ، وَهؤُلاَءِ أَعْطَيْتَهُمْ مَاءً غَزِيرًا عِنْدَ الْيَأْسِ مِنْهُ، 9 لِكَيْ تُرِيَهُمْ بِعَطَشِهِمْ هذَا، كَيْفَ عَاقَبْتَ أَضْدَادَهُمْ. إذ عطشوا دعوا إليكَ، فأُعطوا ماءً من صخرة الصوان، وشفاءً لغليلهم من حجر صلد. [4] فرغ الماء من أوعيتهم في وسط صحراء قاحلة، هؤلاء الذين عاشوا كل أيامهم يعتمدون على مياه النيل، وبالمنطق البشري ليس من سبيل للحياة، لكن حكمة الله عملت، ووُهب لهم ينبوع ماء يتفجر من صخرة صلبة ترافقهم (خر 17: 1-7؛ عد 20: 2-13)، دون مجهود بشري. إذ لم يطالبهم بحفر آبار يشربون منها. هذه العطية المجانية لا تُقدر بثمنٍ، فهي موضوع حياة أو موت؛ موضوع وجود للشعب أو دمار لهم. لذا صارت هذه الصخرة رمزًا للسيد المسيح واهب القيامة. "وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). إذ أراد الكاتب منا أن نعطش إلى ماء الحياة، فنشرب من ينابيع حب السيد المسيح، حكمة الله، ركز أنظارنا على التجاء الشعب إلى الله ليرتووا، ولم يشر إلى تذمرهم (خر 17: 2-3)، وأنهم كادوا أن يرجموا موسى. ما يشغل الكاتب ليس العرض التاريخي للأحداث، إنما تركيز أنظارنا على حكمة الله حتى لا نعتاز إلى شيء. يصف لنا الإنجيلي دعوة السيد المسيح البشرية كلها لتأتي إليه وتشرب، إذ يقول: "وقف يسوع ونادي قائلًا: إن عطش أحدّ فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح القدس كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه" (يو 7: 37- 39). بقوله "إن عطش أحد" يفتح الباب للجميع، ليأتوا ويشربوا. |
||||
13 - 03 - 2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 154176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فالأمور التي عوقبَ بها أعداؤهم أصبحت تلك التي أحسن بها إليهم في ضيقهم. [5] عاقب الله المصريين غير المؤمنين بالمياه التي تلوثت بالدم (خر 7: 24)، وخلص شعبه بمياه نقية تتفجر من الصخرة في البرية. النيل الذي يُحسب مصدر حياة صار مصدر موت، والبرية التي تُحسب علة للهلاك تُقدم حياة. صار الماء عقوبة لرافضي حكمة الله، وبركة للذين يتمتعون بالحكمة. فما كان عقوبة بالنسبة لأعدائهم صار لشعبه علامة رعاية الله لهم واهتمامه بهم، إذ قدم لهم الماء، لا من نهر النيل، بل من صخرة صماء. يمكننا أيضًا القول إنه في مياه المعمودية يفقد عدو الخير إبليس سلطانه وتتحطم مملكته، وفي ذات المياه يتمتع المُعمد بالبنوة لله. |
||||
13 - 03 - 2024, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 154177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بأمر موسى تحولت كل المياه في مصر إلى دم (خر 7: 20-22)، ومات السمك بسبب تكثف المياه، ولكن بالنسبة للعبرانيين استمر الماء كما هو. واستغل السحرة الفرصة ليستخدموا فنهم في أن يجعلوا الماء الذي لم يتحول إلى دمٍ، والذي كان موجودًا عند العبرانيين يبدو كأنه دم. القديس غريغوريوس النيسي |
||||
13 - 03 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 154178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* من يملك عصا الفضيلة التي لا تُهزم، التي تبتلع عصا السحرة، يتقدم إلى التدريب على عجائب أعظم. ولا تحدث العجائب لكي ترهب الحاضرين، لكنها لفائدة من يتم إنقاذهم. فعن طريق عجائب الفضيلة ينهزم العدو ويتقوى الشعب. إذا علمنا أولًا القصد الروحي العام من عجائب الفضيلة، نستطيع عندئذ أن نطبق هذا المفهوم على كل معجزة في حد ذاتها. ويتفق الإيمان الحقيقي مع ميول من يسمعون الكلمة، فبالرغم من أن الكلمة تبين للجميع ما هو خير وما هو شر، إلا أن الشخص ذا الميول الحسنة لما يسمعه يستنير فهمه، بينما يظل كلام الجهل مخيمًا على الشخص ذي الميول العنيدة الذي لا يسمح لروحه بأن تبصر شعاع الحق. وإذا لم يكن فهمنا العام لهذه الأمور خاطئًا فإن كل أمر في حد ذاته لن يبدو مختلفًا، حيث أن الجزء يتم إظهاره وبيانه بالكل. لذا ليس بالأمر العجيب على الإطلاق ألا يتأثر العبراني، رغم معيشته في وسط غرباء، بشر المصريين. ويمكن أن نرى نفس الشيء يحدث الآن في المدن المزدحمة بالسكان ولأهلها آراء متناقضة. فبالنسبة للبعض فإن نهر الإيمان الذي يستقون منه بالتعليم الإلهي عذب ونقي، بينما بالنسبة للبعض الآخر الذين يعيشون مثل المصريين ويستقون بأهوائهم الشريرة، فإن الماء يصبح لهم دمًا فاسدًا. ومرات كثيرة يحاول سيد الشر والخداع أن يحول ماء العبرانيين أيضًا إلى دم بإفساده بالغش والبطلان، أي بإظهاره لنا عقيدتنا على غير الحقيقة، لكنه لا يستطيع أن يفسد الماء تمامًا بحيث لا يصلح للاستخدام بالمرة، حتى ولو حوله بسهولة إلى اللون الأحمر بخداعه، فإن العبراني الذي لا يلقي بالًا للخداع البصري يشرب الماء الحقيقي، حتى ولو نجح خصومه في تضليله. القديس غريغوريوس النيسي |
||||
13 - 03 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 154179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* مرة أخرى ارتفعت السحابة وقادتهم إلى مكان آخر (خر 17: 1-7). ولكن هذا المكان كان صحراء جرداء برمال محرقة، وليس به قطرة ماء. وهنا مرة أخرى أجهد العطش الشعب. ولكن عندما ضرب موسى صخرة بارزة بعصاه أخرجت ماء عذبًا وصالحًا للشرب بغزارة أكبر مما كان يحتاجه كل هذا الجمع العظيم.
|
||||
13 - 03 - 2024, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 154180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبدلًا من ينبوع نهرٍ دائم، يعكِّره دمٌ فاسد. [6] وهبهم الله نهرًا بمياهه العذبة، لكن بفسادهم فسد ماؤه، وصار مصدر هلاك لهم لا مصدر حياة. هكذا وهبنا الله وصيته كنيرٍ حلو، لكن بشر إرادتنا يصير النير ثقيلًا، وتتحول الوصية الصالحة إلى علة إدانتنا وهلاكنا. |
||||