12 - 03 - 2024, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 154001 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* يا لعظمة حب الله للبشر! فقد منح الذين ابتعدوا عنه وسقطوا في هاوية الرذائل غفران الخطايا ونصيبًا وافرًا من النعمة، حتى أنهم يدعونه أبًا، قائلين: "أبانا الذي في السماوات". السماوات هي هؤلاء الذين يحملون صورة العالم السماوي، والذي يسكن الله فيهم ويقيم. القديس كيرلس الأورشليمي |
||||
12 - 03 - 2024, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 154002 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رب الرحمة ما دام سليمان يتحدث مع الله طالبًا منه الحكمة التي تهبه روح الأبوة نحو شعبه، بل ونحو كل بشر، فإنه يدعو الله "رب الرحمة". إذ لا يستطيع الإنسان أن ينعم بروح الحنو واللطف والترفق بالغير ما لم يهبه الله الرحوم هذه العطية. فالرحمة في جوهرها ليست عاطفة مؤقتة نحو إنسانٍ متألمٍ أو محتاجٍ، وإنما هي شركة في سمه خاصة بالله "الحب" الحقيقي، واهب الرحمة كسمة داخلية في النفس، فيرحم الإنسان حتى الذين يقاومونه، كما يرحم الحيوانات، ويترفق بكل شيءٍ. |
||||
12 - 03 - 2024, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 154003 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*"طوبى للرحماء لأنهم يرحمون"... أعطى للرحماء رحمة لأنهم يقبلون مشورة حقيقية رائعة، فيعاملهم الأعظم منهم (الله) بنفس المعاملة التي يعاملون بها من هم أقل منهم "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون". القديس أغسطينوس |
||||
12 - 03 - 2024, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 154004 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لنكن رحومين، كما هو مكتوب لكي يكون الله رحيمًا بنا (مت 5: 7). * قاد موسى قطيع يثرون حميه، وأُختير من رعاية الغنم إلى رعاية شعبه، وكراعٍ صالحٍ قادهم. حمل موسى عصاه على كتفه، وتقدم شعبه الذي يقوده، ورعاهم أربعين عامًا، وكان ساهرًا يتعب من أجل قطيعه، كان راعيًا صالحًا. عندما أراد ربه أن يهلكهم بسبب خطاياهم، إذ عبدوا العجل، صلى موسى لأجلهم وطلب من ربه قائلًا: "والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 32). هذا هو الراعي الساهر للغاية، يسلم نفسه لحساب قطيعه. هذا هو القائد الممتاز الذي يبذل ذاته من أجل قطيعه. هذا هو الأب الرحوم الذي يحتضن بنيه ويربيهم. القديس أفراهاط الحكيم الفارسي |
||||
12 - 03 - 2024, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 154005 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خالق الكل بكلمته: يوجه سليمان صلاته إلى الله خالق الكل بكلمته أو حكمته. لا يكفي أن يكون القائد أبًا رحومًا، وإنما يلزم أن يقتدي بالله الخالق الذي أوجد كل الأشياء بكلمته الذي هو حكمة الله. فيكون القائد عاقلًا وحكيمًا. إذ يسيء البعض حتى بالنسبة لأبنائهم حيث يقدمون الحنو والعاطفة المتأججة بغير تعقل وفي غير تمييز وحكمة. |
||||
12 - 03 - 2024, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 154006 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يحدثنا الأب غريغوريوس (الكبير) عن الرعاية أو القيادة أنها فن. * يكون دواءً حقيقيًا عندما نعالج مرضًا كائنا في الجسد وفي نفس الوقت نداوي حاجات البدن السائدة. إن كان دواءُ البدن يمكن تركيبه ووصفه ليخدم غايات متباينة، أليس حريًا بدواء الروح الذي يأتي في طيات التعليم الواحد والذي هو فن الفنون الرفيعة الذي يعالج الأمور التي لا ترى أن يقهر الشرور الأخلاقية المتنوعة؟ * العلاج في غير الوقت المناسب يجعل الجروح أكثر إيلامًا. وإذا كانت الأدوية غير مناسبة فمن المؤكد أنها لا تصلح لغرض الشفاء. * ينبغي على راعي النفوس أن يميز بحكمة وعناية ما بين الفضائل والرذائل، لئلا يتمكن البخل من قلبه، وهو يبالغ في الظهور بمظهر المدبر، أو يفخر بكرمه كما لو كان فضيلة وهو في الحقيقة مبذر ومتلف. أو يتغاضى عما يجب أن ينتقده بشدة، فيجلب على رعيته العقاب الأبدي، أو يعاقب الأخطاء بدون رحمة، فيخطئ بذلك خطأ أكبر، أو عندما يفسد ما كان يمكن أن يفعله بوقار واستقامة بتوقعاته المتعجلة والطائشة. كذلك فإن تأجيل عمل صالح قد يحوله إلى عملٍ شريرٍ. الأب غريغوريوس (الكبير) |
||||
12 - 03 - 2024, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 154007 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ومكوِّن الإنسان بحكمتك، لكي يسود الخلائق التي صنَعتَها. [2] القائد الإلهي الذي يقيم قادة لا عبيدًا يقف الحكيم في دهشة أمام حكمة الخالق التي تتجلى ليس فقط في خلقة الإنسان بهذا الإبداع الفائق، ولا باهتمامه به حيث خلق العالم من أجله، لكن ما هو أعظم الحكمة التي وهبه إياها ليسود الخليقة الأرضية. من العجيب أن يهب الخالق الإنسان هذا السلطان، ويقدم له الحكمة، ليقيم منه قائدًا يسود على العالم. إذ قال الله لآدم موصيًا إياه وزوجته ونسلهما من بعدهما: "تسلطوا على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى كل حيوان يدب على الأرض، وكل شجرٍ فيه ثمر شجرٍ يبذر بذورًا" (تك 1: 29). |
||||
12 - 03 - 2024, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 154008 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ويسوسَ العالم بالقداسة والبرّ، ويجري الحكم باستقامة النفْس. [3] القدوس البار يقيم قديسين أبرارًا يحكمون بالعدل لا بالظلم إن كان الله بحكمته كون الإنسان حكيمًا يعرف كيف يسود على الخليقة، فإنه إذ هو القدوس البار الذي بلا خطية وهب الإنسان أن يكون مقدسًا وبارًا حتى يسود العالم بالقداسة والبرّ، ويحكم في كل الأمور باستقامة نفسٍ أو استقامة قلبٍ. أقام الله الإنسان ليكون بالحق أيقونة للقدوس البار، ويصير هو نفسه هيكلًا للقدوس بلا عيب، يسكنه الله. بل ويشتهي أن يرى كل إخوته وأخواته مقدسين وأبرارًا، فيرى كل واحدٍ وواحدة في الجميع صورة الله الباهرة. بهذا ليس ما يشغل قلب المؤمن الحقيقي مثل أن يكون مقدسًا وبارًا في الرب، وأن يرى كل البشرية قد صارت مقدسة وبارة بلا لوم أمام الله. |
||||
12 - 03 - 2024, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 154009 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هب لي الحكمة الجالسة معك إلى عرشك، ولا تنبذني من بين أبنائك. [4] تطلع الحكيم إلى الله واهب الحكمة فرآه: · أب الآباء، واهب الأبوة الصادقة. · رب الرحمة، واهب الحنو واللطف. · الخالق بكلمته، وحكمته واهب الحكمة والتميز. · القائد الإلهي، يقيم قادة لا عبيدًا. · القدوس، المقيم قديسين شهودًا له، يحكمون بالبرّ والقداسة. |
||||
12 - 03 - 2024, 01:59 PM | رقم المشاركة : ( 154010 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو دور الإنسان ليتمتع بحكمة الله؟ هنا يقف سليمان ليرى حكمة الله، الأقنوم الثاني الجالس على العرش، فمن يقدر أن يبلغ إليه. ليس من طريقٍ للعبور إليه، بل بتواضعه ينزل إلينا، وبروح التواضع نلتقي معه لنقتنيه. هو جالس على العرش، لكنه ليس ببعيدٍ عنا، إذ يبادر بالحب العملي، يطأطئ السماوات وينزل، ليقف عند أبواب قلوبنا يطلب الدخول. لا يقتحم قلوبنا أو أفكارنا بغير إرادتنا، إنما ينتظر أن ندعوه! من جانبنا ندرك أنه بنزوله أقامنا أبناء له، وقد فتح لنا باب المعمودية ودفع الثمن بالصليب. علينا أن نسأله في رجاء ودالة ألا ينبذنا فإننا أبناؤه. هو يقرع أبواب قلوبنا بحبه الفائق وتواضعه، ونحن نقرع أبوابه بالصلاة بروح التواضع مع الرجاء والدالة! إن كان الله قد خلق الإنسان ليسود على الخلائق ويسوس العالم بالقداسة والبرّ، فمن يقدر أن يهبه هذه الإمكانيات سوى الحكمة الجالسة على العرش الإلهي. فهي تقيم من الإنسان سيدًا حكيمًا وقادرًا على العمل بقدرةٍ وحكمة، في قداسةٍ وبرٍ. فمهما بلغ كمال الإنسان ومواهبه وقدراته وإمكانياته، بدون الحكمة الإلهية يُحسب الإنسان كلا شيء. |
||||