منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 12 - 2016, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 15391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موسى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيظل ربّنا المعبود يسوع المسيح هو الأبرع جمالاً من بني البشر.. مهما كان ضياء ومجد الآخرين. فيكفي أن الكل من الأرض؛ حكماء وعلماء ملوك وأنبياء، أما الأعظم فقد أتى من السماء، من فوق لذا فهو فوق الجميع (يوحنا3: 31).
وشخصيتنا في هذا العدد يعترف بها ويجلّها الجميع، مهما اختلفت الأديان أو الألوان. شخص مكتوب عنه «كان عظيمًا جدًا» (خروج11: 3). إنه
موسى
صفاته الشخصية:
من أكثر الأسماء ذِكرًا في الكتاب المقدس (حوالي 800 مرة).
صاحب أشهر قصة في التاريخ وهي ضربات مصر وخروج بني إسرائيل وعبور البحر الأحمر والسير بالشعب 40 سنة في برية سيناء.
في مولده طُرح في البحر، وعند ما رأت ابنة فرعون أنه جميلاً جدًا اهتز قلبها وأخذته ابنًا له.

في تعليمه تهذّب بكل حكمة المصريين ونال كل الاهتمام ليكون أعظم علماء عصره.
وفي قدرته كان مقتدرًا في الأفعال والأقوال.
هذه الصفات لم تقوده للكبرياء بل كان أحلم جميع الناس الذين على الأرض.
وفوق كل هذا تفرّد بعلاقة خاصة بالله. فكان يتكلم معه فما لفم كما يكلم الرجل صاحبه.
أما الأعظم: فشهادته هي روح النبوة. فالعهد القديم يشير إليه كمن سيأتي، والعهد الجديد يتكلم عنه كمن أتى وأكمل العمل.
وماذا عن أعظم قصة حدثت تحت السماء وعبور المسيح الموت والدينونة على الصليب.
هو الحكمة، وفي حياته كان «يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» (لوقا2: 52).
وعن أعماله وأقواله، فعمل أعمالاً لم يفعلها أحد. وتكلم بما لم يتكلم به إنسان مثله.
ترفُّع عن الأمجاد الزمنية:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان موسى عظيمًا عندما أمسك بالميزان، ووضع مصر بكل خزائنها وألقابها وأمجادها في كفَّة، وعار المسيح في الكفَّة الأخرى فرجحت أمامه. وكان عظيمًا عندما أبى أن يتمتع - وقتيًا - بالخطية مفضِلاً الذل مع شعب الله.
أما الأعظم: فقد رفض كل ممالك العالم ومجدها من يد الشيطان، وقَبِل عار الصليب وهو الرجل الذي لم يكن له أدنى علاقة بالخطية، ولكنه رأى المذلة بقضيب سخط الله (مراثي3: 1).
مشابهات ومفارقات:
أول عمل لموسى قتل إنسان (خروج2: 12)؛
والمسيح أخرج الروح النجس من إنسان (مرقس1: 25)
موسى حوَّل الماء - مصدر الحياة - إلى دم رمز الموت (خروج7: 20)؛
والمسيح حوَّل الماء إلى خمر - رمز الفرح (يوحنا2)
أول كلماته مع الله عندما أرسله لفرعون: من أنا حتى أذهب. وتوالت اعتذاراته حتى قال «أرسل بيد من تُرسل» (خروج3 ، 4).
أما المسيح فقدَّم نفسه لله بروح أزلي.. وقال هانذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله .. ولما أرسله في ملء الزمان قَبِل الإرسالية (عبرانيين9؛ 10؛ غلاطيه4).
أول كلمة قالها لفرعون: «يقول الرب..أطلق شعبي» (خروج5: 1).
أما المسيح فهو الذي نادى للمأسورين بالاطلاق (لوقا4: 18).
في حادثة العجل الذهب، غضب على الشعب، وكسّر لوحي الشهادة، وأمر بني لاوي فقتلوا ثلاثة آلاف نفس. ثم طلب من الرب الغفران لهم.
أما الأعظم، فنزل وشريعة الله في وسط أحشائه، وعلى الصليب احتمل غضب الله، وشرب كأس مريرة. وهو صاحب السلطان أن يغفر الخطاي.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مجد ومجد:
طلب موسى من الله أن يرى مجده (خروج33: 18) وفي كلامه مع الله صار جلد وجهه يلمع بمجد ولكنه زائل (2كورنثوس3: 13).
أما المسيح فهو بهاء مجد الله (عبرانيين1: 3)، وصاحب المجد الأزلي (يوحنا17: 5)، وعلى جبل التجلي كان مجده يشعّ من الداخل للخارج إذ أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور (متى17: 2).
حقًا ما أعظمه وما أمجده!
صديقي إن أتيت إليه سيُعظِّم العمل معك
وإن رفضته وفضّلت عليه آخر سيستقر عليك غضبه العظيم.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 15392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أيوب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نواصل، عزيزي القارئ، التأمل في بعض أوجه عظمة ربنا يسوع المسيح. ونحن نعقد المقارنة بين أعاظم وأفاضل الناس وأحسنهم إيمانًا وخلقًا وبين المسيح الأعظم.
وعندما نقيسهم علي المقياس الكامل لحياة المسيح فحينئذ يظهر عجزهم وقصورهم. لأن نور مجد المسيح يُظهر عيوب ونقائص أعظم الناس كمالاً «لكي يكون هو (المسيح) متقدِّمًا في كل شيء» (كولوسي1: 18).
ومن سنتأملة في هذا العدد قيل عنه «فكان هذا الرجل أعظم كل بني المشرق» (أيوب1: 3).
أيوب وصفاته الشخصية:
تميّز أيوب بصفات عظيمة، ويكفيه فخرًا شهادة الله عنه إنه:
    1. ليس مثله في الأرض
    2. رجل كامل ومستقيم
    3. يتقي الله
    4. يحيد عن الشر
    5. عبدي ايوب
    6. وشهادة الوحي «سمعتم بصبر أيوب» (يعقوب 5: 11).
لقد كان شخصًا مميَّزًا عن الآخرين بكمال نسبي، غير ملوم في ظاهر حياته. وكانت عظمتة في الغنى والشرف والمقام العالي بين الناس، فعندما كان يتكلم كان العظماء يمسكوا عن الكلام ويضعوا أيديهم علي أفواههم.
أما المسيح، الأعظم، فكان هو الأبرع جمالاً من بني البشر. فقد شهد الآب عنه «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرت» (متى3: 17). وعندما أخذ صورة عبد، فمن سواه انطبق عليه قول الله «هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرّت به نفسي» (إشعياء 42: 1، اقرأ أيضًا 49: 6؛ 52: 13). ولقد كانت عظمته أيضًا في افتقاره وهو الغني. ومع أنه مالك السماء والأرض فلم يكن له أين يسند رأسه.
أيوب وبرّه الذاتي:
وصل لقِمّة العظمة في كلامه عن نفسه (أصحاح 29) حيث أشار الي نفسه حوالي 40 مرة، بروح لا نلمس فيها الاتضاع أو الانكسار. فقد امتلأ قلبه بالبِرِّ الذاتي. فكان لا بد من تجريده من كل هذا بالفحص والتمحيص ووضعه في الامتحان العميق والمؤلم.
أما المسيح، الأعظم، فلم يطلب مجدًا لنفسه، وكان يتوارى سريعًا قبل أن يمتدحه الآخرين، وطلب مرارًا من تلاميذه أن لا يُظهروه. لم يتعالى مع أنه العالي والمرتفع، بل كان مجلسه مع المنسحقين ومأكله مع الخطاة والعشارين.
وعن كماله فقد وُضِعَ تحت الفحص والتمحيص، فكان هو الكمال بعينه أمام الله والناس.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيوب والآخرين:
في البداية امتدحوه كثيرًا، وسعى الجميع لنوال رضاه. اكن في أيام محنتة احتقروه وكرهوه، ولم يمسكوا عن البصق أمام وجهه، وأصحابه انتقدوه، وقالوا له: إن شَرّك عظيم وآثامك لا نهاية لها لذا تستحق القتل (ص22). وزوجته قالت له «بارك الله ومُت». والنتيجة أن قلبه امتلأ بالسخط عليهم، وعلي نفسه، وسَبّ يومه الذي وُلد فيه.
أما المسيح، الأعظم، فكم لاقى، من الأقوال والأفعال، من الناس والأصدقاء والأقرباء، فقالوا له: بك شيطان. وآخرون قالوا إنه مُختل العقل، وإنه فاعل شر.. واحد ينكره، وآخر يبيعه ويسلّمه. فماذا كانت النتيجة؟ لم يسخط علي الآخرين، بل باركهم وطلب لهم المغفرة. ولم يلعن يومه، بل قال: لهذا ولدت ولهذا اتيت إلي العالم. فما أعظمه!
أيوب يبحث عن العلاج والحل:
في الأصحاح التاسع يبحث عن وسيله ليتبرر بها أمام الله، وعن مُصالح يصالحه مع الله. وفي الأصحاح التاسع عشر رأى أن الله هو الولي (الفادي) الحي.
أما المسيح، الأعظم، فهو الذي يبرِّر، وهو المصالح، وهو الفادي.
فعن التبرير «بر الله بالإيمان بيسوع المسيح... متبررون الآن بدمه» (رومية3: 22؛ 5: 9).وعن المصالحة «الله كان في المسيح مصــالحًا العالــم لنفسه» (2كورنثوس5: 19).وعن الفادي «ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (متى 20: 8).
صديقي:
إن كنت تشعر أنك مذنب، وأنك أخذت جانب العداوة مع الله، وأنك هالك.. فتعالَ للمسيح، الأعظم، فيبرِّرك ويصالحك ويفديك.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 15393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوحنا المعمدان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شخصيتنا في هذا العدد لا نحتاج أمامها أن نبحث كثيرًا عن بعض أوجه العظمة في حياتها أو أعمالها. في الشخصيات السابقة وقفنا عند إشارة المسيح لعظمته على الآخرين. أما الآن فسنقف أمام شخصية أشار المسيح بعظمتها على الآخرين.

ويكفيه فخرًا ما قاله عنه الرب يسوع «لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان» (متى11: 11). وشخصية المعمدان لها تقدير وإعجاب خاص من الكلِّ، لأنه حلقة الوصل بين العهدين القديم والجديد. فقد خَتَم الأول وافتتح الثاني. إنه شخصية لا تتكرر. ويكفيه شرفًا أنه السفير الذي نادى بشروق شمس البر.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متشابهات:

بدأً نقول إنه يوجد شيء من التقارب بين شخصية المعمدان والمسيح. فقد ولدا في وقت واحد تقريبًا (يفصل بينهما 6شهور)، ونشأ كل منهما في ظروف متشابهة، وعاشا فقيرين، وكانت خدمتهما وحياتهما قصيرة، وكلاهما مات في نصف أيامه على أيدي الأعداء، ودُفنا على أيدي تلاميذهما الأوفياء.
إلى هنا تقف المشابهة، ليتفرد المسيح عن أعظم المولودين من النساء في أمور كثيرة؛ سنأخذ منها ما قاله المعمدان عن المسيح.

مفارقات:

  1. يوحنا مُرسَل من السماء، ولا يأخذ شيء إن لم يكن قد أُعطي من السماء. أما المسيح فقد دفع الآب كل شيء في يده (يوحنا3: 27 ،35).
  2. يوحنا صديق العريس. أما المسيح فهو العريس (يوحنا3: 29).
  3. يوحنا ينقص. أما المسيح فيزيد (يوحنا3: 30).
  4. يوحنا أتى من تحت، من الأرض (مثل جميع البشر). أما المسيح فأتى من فوق من السماء، لذا فهو فوق الجميع (يوحنا3: 31).
  5. يوحنا واسطة للإيمان (يو1: 7). أما المسيح فهو غرض الإيمان (يوحنا1: 12).
  6. يوحنا لم يفعل آية واحدة. وأما المسيح فصنع آيات ومعجزات لو كُتبت واحدة واحدة لا يسع العالم الكتب المكتوبة (يوحنا21: 25).
  7. يوحنا لم يكن هو النور بل مُجرد سراج منير ابتهجوا بنوره ساعة واحدة. أما المسيح فهو النور الحقيقي وهو نور العالم (يوحنا8: 12) وهو شمس البر (ملاخي4: 2). ولا وجه للمقارنة بين نور السراج المُكتسَب والخافت الذي أضاء لفترة محدودة (6شهور) لجماعة محدودة وانطفأ فجأة عندما هوى سيف هيرودس على رأسه فأنهى حياته على الأرض؛ وبين المسيح مصدر النور الذي أضاء للكثيرين ولم ينطفئ عندما ضُرب بسيف الله العادل، بل بقيامته أشرق نوره لكل الساكنين في ظلال الموت في كل العالم. وما زال حتى الآن يريد أن ينير ظلمة حياتك، قارئي العزيز، إن أنت أقبلت إليه بالإيمان.
شهادات:

شهادته عن نفسه:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما سألوه: من أنت؟ أجاب: لست أنا المسيح ولا إيليا ولا النبي (يوحنا1: 19-23). لقد عرف محدوديته، ولم يُعرِّف نفسه بأي أسماء أو ألقاب. فلم

يقُل عن نفسه: “أنا هو... (أي شيء)”، بل “لست أنا... (كل شيء)” لم يطلب من الناس أن يأتوا إليه، أو أن يؤمنوا برسالته، مع أنه أعظم المولودين من النساء. والمرة الوحيدة التي أشار فيها إلى نفسه قال «أنا صوت» (والصوت لا يُرى ولا يشغل حيزًا من الزمان أو المكان).

شهادته عن الرب:

لقد شهد عن نفسه أنه لا شيء، قبل أن يرى المسيح؛ وبعد أن رآه شهد عن المسيح أنه كل شيء.

  1. شهد عنه أنه الرب «قَوِّمُوا طريق الرب» (يوحنا 1: 23).
  2. شهد عن كمال عمله «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا1: 29).
  3. شهد عن سموه عنه «هو الذي يأتي بعدي (بالميلاد)، الذي صار قدامي، الذي لست بمُستحق أن أحُلّ سيور حذائه» (يوحنا1: 27).
  4. شهد عن أزليته « لأنه كان قبلي» (يوحنا1: 30).
  5. شهد عن كماله وقداسته كالمقر الوحيد للروح القدس «وشهد يوحنا قائلاً: إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء، فاستقر عليه» (يوحنا1: 32).
  6. شهد عن تفوقه على الجميع «الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع» (يوحنا3: 31).
  7. شهد عن نبوته «وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله» (يوحنا1: 34).
صديقي..

هل لا زلت مرتابًا؟

إلى متى تضع آخرين بجوار المسيح؟

وإلى متى تقارن بينه وبين غيره؟

ليتك تكف عن الإنسان مهما كان اسمه. لن يفيدك أحد ولن يخلِّصك سوى المسيح.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 15394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هــارون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليفهم قارئي العزيز أننا لا نقصد بهذه المقالات أن نُقلِّل من شأن الآخرين؛ بل غرضنا أن نُعلّي ونُعظم اسم ربنا الكريم، ونظهر تفرّده عن كل من عداه حتى من العظماء.
وكما رأيناه في الأعداد السابقة كالأعظم من كل الملوك ممثَّلين في الملك سليمان، والأعظم من كل الأنبياء ممثَّلين في النبي يونان؛ سنرى الآن لمحات من عظمته الفائقة كرئيس الكهنة العظيم، والذي فاق على كل الكهنوت اللاوي. ولنأخذ أول رئيس كهنة وهو من تسمى الكهنوت باسمه، فنرى كيف كان المسيح أعظم من:
هارون وتجهيزه للخدمة
قبل أن يتولّى هارون مهام منصبه كرئيس كهنة، كان هناك إجراءات كثيرة أجراها له موسى لمسحه للكهنوت نذكر منها:
  1. كان يجب غسله بالماء ليكون طاهرًا بحسب الشريعة (راجع خروج 28، 29؛ لاويين 8).
    أما المسيح فلم يكن له احتياج لشيء من ذلك لأنه «قدوس بلا شر ولا دنس» (عبرانيين7: 26)، ولا علاقة له بالخطية؛ إذ لم تكن فيه، ولم يعرفها، ولم يفعلها (1بطرس2: 22؛ 1يوحنا3: 5؛ 2كورنثوس5: 21). بل إنه هو الذي قد غسَّلنا من خطايانا بدمه (رؤيا1: 5).
  2. بعد غسل هارون كان يلبس ثياب المجد والبهاء لسترهِ وليظهر بحالة لائقة أمام الله. لأن الخطية قد عرّت كل الجنس البشري بدءًا من آدم حين قال «لأني عريان فاختبأت».
    أما المسيح فلا يوجد فيه شيء يجب ستره، ولا يحتاج لملابس خارجية تزيده جمالاً، فهو الكامل الأبرع جمالاً من بني البشر. وهو الذي بموته سَتر عرينا وألبسنا ثياب الخلاص وكسانا رداء البر (إشعياء61: 10).
  3. احتاج هارون لذبيحة خطية يضع يده عليها لتحمل خطيته عنه. وكان يحتاج في كل سنة، وقبل أن يُكفّر عن خطايا الشعب، إلى دم ذبيحة يدخل به إلى الأقداس ليكِّفر عن نفسه أولاً (اقرأ لاويين16).
    أما المسيح فلم يقدِّم عن نفسه، بل قدَّم نفسه ذبيحة خطية، وحمَلَ على الصليب إثم جميعنا، وبدم نفسه دخل إلى الأقداس السماوية، فوجد لنا فداء أبديًا (عبرانيين9: 11-12).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هارون وبدايته مع الشعب
بعد كل ما عُمِلَ له لتقديسه ليخدم في القدس؛ كان أول ما فعل هو أنه صنع عجلاً مسبوكًا من الذهب، وبنى له مذبحًا ونادى قائلاً: غدًا عيد للرب. يا للعجب! وبفعلته هذه جلب على الشعب خطية عظيمة، وعرّاه للهزء بين مقاوميه (اقرأ خروج32). هذا ما فعله أول رئيس كهنة.
أما المسيح فقد أرجع الملايين إلى الله من الأوثان، بعد أن نزع عنهم خطاياهم العظيمة وألبسهم الحُلّة الأولى، ليصيروا ذوي كرامة خاصة بين الناس.
هارون ونهايته مع الله
لقد حرمه الله - مع موسى - من دخول أرض الموعد مع الشعب، بسبب ما حدث عند ماء مريبة قادش (عصى قول الرب خان الرب اقرأ عدد20؛ تثنية9، 32)، والنتيجة لذلك غضب الرب عليه، وجاء اليوم الذي خلعوا عنه ثيابه ومات على رأس جبل هور، ولم يدخل الأرض، وبكاه الشعب ثلاثين يومًا.
أما الأعظم فهو الوحيد الذي قال للآب «أنا مجّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا17: 4). وفي نهاية خدمته على الأرض خلعوا عنه ثيابه، وبعد جلده نزعوا عنه الرداء، ومات على جبل الجلجثة. وإن كان هذا قد أبكى التلاميذ ثلاثة أيام، لكنهم رأوه بعد القيامة وفرحوا برؤيته.
هذا هو أول رئيس كهنة! وماذا عن آخر رئيس كهنة الذي على يديه قُتل المسيح.
لكن لنكف عن الإنسان. وليتك عزيزي القارئ تقرأ وبعناية رسالة العبرانيين والتي فيها نرى عظمة كهنوت ربنا يسوع على الكهنوت الهاروني. ذاك الذي قيل عنه «فإذ لنا رئيس كهنة عظيم»، وأيضًا «وكاهن عظيم على بيت الله» (عبرانيين4: 41؛ 10: 21).
فما أعظمه!
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 15395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يونان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رأينا فى العدد السابق عظمة وسموّ ربنا يسوع المسيح على كل الملوك، عندما تأملنا فى بعض أوجه الشبه بينه وبين الملك سليمان الذى تعاظم على كل ملوك الأرض. والآن سنتأمل فى أحد الأنبياء المشهورين وقصته العجيبة وهو النبى يونان. وهنا يكفى الإشارة لكلمات ربنا يسوع المسيح «وهوذا أعظم من يونان ههنا» (متى12: 41). إنه بحق أعظم من كل الأنبياء.

لنقف قليلاً عند كل المفارقات والمشابهات بين يونان والرب يسوع:

  1. يونان العبد: قيل عن يونان إنه عبد الرب (2ملوك14: 25) والطبيعي أن العبد يطيع سيده ويخضع له، لكن يونان لم يفعل ذلك بل عاند وهرب من وجه الرب ولم يخضع إلا بعد تدريب مرير فى جوف الحوت. أما عن المطيع الكامل، ربنا يسوع، فقد كان - له المجد - له طاعة فريدة فقد «أخلى نفسه آخذًا صورة العبد… أطاع حتى الموت موت الصليب» ( فيلبي2: 7،8). وعندما أتت ساعة الصليب قال لتلاميذه «ولكن ليفهم العالم إنى أحب الآب، وكما أوصانى الآب هكذا أفعل قوموا (لا لنهرب كما فعل يونان) ننطلق من ههنا» (يوحنا14: 31). قيل عنه بالنبوة «هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرَّت به نفسي» (إشعياء42: 1).
  2. يونان نبي الأمم: كان يونان هو النبي الذي حَمَل أول إرساليه للأمم. ولكنه رفض مجرّد فكرة الذهاب لهم لأنه كيهودي كان يكرههم وينظر إليهم على أنهم كلاب ليس لهم أن يشاركوا اليهود في امتيازاتهم. أما المسيح فجاء لا لخاصته فقط بل لكل العالم فهو الذي أعلن أنه «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16).
  3. يونان الُمرسَل : في البداية رفض الذهاب ثم قَََبِل وهو مرغَم ومتكدِّر. فدخل المدينة مسيرة يوم واحد وأعلن عن انقلاب نينوى، ولم يعلن لهم عن طريق النجاة أو الخلاص. أما الرب يسوع فقد قََبِل الإرساليةََ بكل سرور رغم علمه بكل ما سيأتي عليه إذ قال «طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلني وأتمِّم عمله» (يوحنا4: 34).
  4. يونان وأحشاؤه : عندما آمن أهل نينوى وصرخوا إلى الله ورجعوا عن طرقهم الردية فلم يصنع بهم الشر الذى يستحقونه؛ هذا الامر لم يفرح به يونان بل اغتاظ وكان فى غمٍّ شديد! أما عن الرب يسوع فقد قال إنه «يكون فرح في السماء بخاطىء واحد يتوب» (لوقا15: 7). وعندما رفضتة مدينة أورشليم نظر إليها وبكى عليها. إنه لا يٌسر بموت الشرير، بل هو يريد أن جميع الناس يخلصون.
  5. يونان المتألم: ألم يونان نتيجة عناده وعدم طاعته. أما عندما نقرأ الأصحاح الثانى من سفره نجد أن كلماته لا تنطبق بالتمام إلا على شخص شخص ربنا يسوع الذي تألم لا لسبب خطإ فيه أو فعَلَه، حاشاه، بل تألم من الناس بسبب بره وكماله، وتألم من الله بعلى الصليب بسبب خطايانا «والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إشعياء53: 6). ذاك الذي جازت فوقه كل تيارات ولجج غضب الله، وهناك تُرك وحيدًا فصرخ «الهى الهى لماذا تركتنى» (متى 27: 46).
  6. يونان والموت والقيامة: ظل يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام، وكان في ذلك رمزًا لدفن الرب يسوع ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ. وكما أعد الله الحوت ليونان ليكون بمثابة قبر لم يدخله أحد قبله؛ هكذا أُعد أيضًا ورتب منذ القديم أن يكون للمسيح قبره الذي لم يُدفَن فيه أحد. وكما كرز يونان بعد خروجه من بطن الحوت هكذا أرسل المسيح تلاميذة بعد قيامته «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مرقس15: 16).
  7. يونان وكرازته:
    كرز يونان يالدينونة القادمة. أما المسيح فجأ ليكرز بسنة الرب المقبولة ( لوقا4: 19). كانت نتيجة كرازة يونان هي خلاص مدينة نينوى؛ لكن من يحصي عدد المؤمنين والمخلَّصين نتيجة لعمل المسيح على الصليب. إن البداية كانت ثلاثة آلاف نفس فى يوم الخمسين، وعلى مدار ألفي عام والرب يعمل، والكرازة بالانجيل فى كل أنحاء العالم والملايين تأتي للمسيح.
    هذا هو الانسان؛ رأيناه بالأمس في سليمان واليوم في يونان. وأمـــا الذي يأتي من فوق فهو فوق الجميع.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 15396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سليمان العظيم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن شخص ربنا يسوع المسيح لا يُقارَن بأحد من الناس، فهو أسمى وأعظم من الكل في كل شيء؛ فالكل من أسفل، من الأرض، وأما المسيح فهو «الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع» (يوحنا3: 31 اقرأ أيضًا مزمور45: 2؛ نشيد2: 3؛ 5: 16). وفي هذه الحلقات سنقف قليلاً أمام بعض الشخصيات التي أشار الكتاب المقدس إلى أنهم “عظماء”، لنتأمل في بعض صفاتهم أو أعمالهم لنرى الفارق العظيم بينهم وبين ربنا يسوع المسيح. ذاك الذي قيل عنه «هذا يكون عظيمًا» (لوقا1: 32)..
قال الكتاب «فتعاظم الملك سلميان على كل ملوك الأرض» (1ملوك10: 23). أما الرب يسوع فقال عن نفسه «هوذا أعظم من سليمان ههنا» (متى12: 42). فلنرى بعض المشاهد من حياة الملك سليمان، تلك التي رأتها ملكة سبأ فلم يبقَ فيها روح بعد (اقرأ 1ملوك10).
1- حكمة سليمان:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكن لسليمان - كباقي البشر- حكمة في ذاته، بل أعطاها الله له (1ملوك4: 29)، حتى أنه أصبح أحكم من جميع الناس، وتفوّق على حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر. فلنرى ماذا فعل ليُظهر حكمته. أتته امرأتان تسكنان بيتًا واحدًا ولكل منهن ابن، وفي ليلة اضطجعت إحداهن على ابنها فمات. فقامت بوضعه بجوار الثانية وأخذت ابنها الحي. وفي الصباح تشاجرتا على الولد الحي وكل واحدة تقول إنه ابنها. فماذا فعل الحكيم ليفصل في القضيه؟ قال: إيتوني بسيف واشطروا الولد الحي وأعطوا نصفًا لكل واحدة. وهنا ظهرت الأم الحقيقية بمشاعرها، وطلبت أن لا يُميت الولد، ويعطيه للأخرى. فعرف سليمان أنها أمه، فأعطاها الولد. هنا ظهرت حكمته. أمامه ولد ميت وولد حي عليهما نزاع، فحلاً للمشكلة طلب أن يميت الحي. لكن لنذهب للأعظم. لنجد أن الحكمة لم تكن صفة اكتسبها، بل قال عنه الروح القدس إنه «حكمة الله» (1كورنثوس1: 24)، وقال عن نفسه «أنا الحكمة… لي القدرة… من يجدني يجد الحياة» (أمثال8). وهنا الفارق، المسيح لم يأتِ ليُميت بل ليُحي الجميع. أتى ليعطي الأموات بالذنوب والخطايا حياة أبدية. أتى لعالم ليس به واحد حي والآخر ميت بل الجميع أموات. أتى لا ليحل المشكلة بسيف، بل ليجتاز السيف في نفسه ويموت ليُحي الميت! ما أحكمه!
2- طعام مائدة سليمان:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان له مائدة ما أشهاها، يضع عليها يوميًا ثلاثين ثور ومئة خروف، عدا الأصناف الأخرى من الغزلان والطيور (1ملوك4) وكل من تقدم إلى مائدته لم يكن يحتاج إلى شيء.
أما المسيح فقد أطعم ضيوفه الخمسة آلاف وأشبعهم بخمسة خبزات وسمكتين. ولديه أيضًا خبز آخر يقدمه لك، عزيزي القارئ، إن كنت تشعر بالجوع وبأن العالم لا يوجد فيه ما يشبعك. لقد قال «أنا هو خبز الحياة من يُقبل إليَّ فلا يجوع… إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» (يوحنا6: 35-51). هل لاحظت الفارق الكبير؟ ليطعم سليمان ضيوفه كان يذبح الذبائح الكثيرة فيشبعون، لكن لساعات ثم يجوعون مرة أخرى. وربنا يسوع ليشبعنا إلى الأبد كان هو الذبيح العظيم. فما أكرمه!
3- عطايا سليمان:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سَمِعت ملكة سبأ عن سليمان، فأتت ورأت، وأعطته عطاياها، وقد قَبِل سليمان هديتها. وبعد أن أخذ «أعطى الملك سليمان لملكة سبأ كل مشتهاها الذي طلبَتْ». لكن أمام المسيح وعطاياه؛ ماذا نقول؟ ذاك الذي كان عنده «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 35). سليمان أعطى مِن ما عنده، بعد ما أخذ مِن ما عندها أولاً. أما المسيح فأعطى مجانًا، ليس من ما عنده، بل أعطى نفسه، وضحى بحياته ليعطي الحياة الأبدية. وإن كان قد أخذ شيء فهو قد أخذ مكاننا، وكل ما كان علينا من خطايا وذنوب ودينونة. أخذ كل هذا ليعطينا، لا كل مُشتهانا، بل أكثر مما نطلب أو نفتكر؛ عطايا لم ترَها عين ولم تسمع بها أذن ولا تخطر على بال إنسان. فما أجوده!
4- غنى سليمان:
كان لسليمان غنى وكرامة لم يكونا لأحد من كل ملوك الأرض، فجمع لنفسه ذهبًا كثيرًا، فما أتى له في سنة واحدة ست مئه وستة وستين وزنة ذهب (حوالي 20000 كجم)، وكانت الفضة لا تُحسب شيئًا في أيامه. وقد جربَ وتمتع بكل مشتهاه وحاول إشباع قلبه بالملذات. وإذا قرأنا سفر الجامعة (ص2) نرى كيف تمتع سليمان بكل ما في العالم، وفي النهاية أعطي تقريرًا عن كل ما عمله أنه «باطل وقبض الريح».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكن لنتحول إلى الأعظم، إلى من قال عن نفسه «عندي الغنى والكرامة» (أمثال8). ذاك الذي له الأرض وملئها، قيل عنه «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كورنثوس8: 9). فبأي شيء تمتع في حياته من كل ما في العالم؟! لقد «أخلى نفسه… وضع نفسه» (فيلبي2)، و«مضى وباع كل ما كان له» ليشترينا (متى13: 44). لذا فإن عمله ليس باطلاً، بل «من تعب نفسه يرى ويشبع» (إشعياء53: 11). فما أغناه!
5- محبة سليمان:
في البداية «أحب سليمان الرب سائرًا في فرائض داود أبيه» (1ملوك3: 3). لكن للأسف، محبته للرب لم تدُم، بل انحدر، وتغيّر قلبه من محبة الرب إلى محبة النساء «وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة». وماذا كانت نتيجة هذه المحبة وهذه الشركة مع الظلمة والارتباط مع غير المؤمنين: «فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى. وعمل سليمان الشر في عيني الرب» (1ملوك11).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولكن لنأتي إلى من قال عن محبته «ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يوحنا15: 13). فلقد أحب الآب؛ وظهر هذا في طريقه للصليب ليبرهن على هذه المحبة عمليًا إذ قال «ولكن ليفهم العالم أني أحب الآب وكما أوصاني الآب هكذا أفعل»« (يوحنا14: 31). وأحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أفسس5). أحبها لا ليأخذ شيئًا من وراء محبته لها، بل ليعطي وليبارك؛ وهنا تكمن المحبة الحقيقية. أحب وهو يعلم أن هذه المحبة ستقوده للموت. محبة سليمان قادته ليفعل الشر في عيني الرب. ومحبة المسيح قادته ليفعل كل حين ما يرضيه. وليدفع نتائج الشر من أمام عينيه. فما أعظمه!!
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 15397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القرعة تتباهى بشعر بنت أختها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قد نضحك من منطوق هذا المثل، لكنه يحوي الكثير مما نحتاج لأن نتعلّمه.
“القرعة” بالعامية المصرية هي المرأة التي بلا شعر (أو شعرها قليل، عكس المعتاد في النساء). ويُقال المثل عندما يتفاخر شخص بما يملكه غيره أو يميّزه، بصفة خاصة إذا كان واضحًا أن المفتخر لا يملك ما يتفاخر به.

ففي داخل الإنسان رغبة لا تقاوَم أن يفتخر، بشيء أو بشخص، سواء كان هذا الافتخار يستحق أو لا يستحق. ولعل هذا يفسر مثلاً ارتباط شخص بفريق رياضي يشجعه، فيتفاخر به وبلاعبيه وانتصاراته كما لو كانت تخصّه شخصيًا! أو لعله يتفاخر بأنه يعرف “فلان” أو يسكن بالقرب من “علان”.
والأمر أيضًا يحدث في المجال الروحي بكل أسف. ففي رسالة كورنثوس الأولى كان الرسول بولس يعالج افتخار أناس به وآخرون بأبولوس، فقال لهم «لاَ يَنْتَفِخَ أَحَدٌ لأَجْلِ الْوَاحِدِ عَلَى الآخَرِ (أي لا ينتفخ بالكبرياء، ويتحزب في صف واحد ضد الآخر)». ثم يصدمنا بأن يعمم الأمر قائلاً: «أَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟ (أي أن كل ما عندك، أعطاه الله لك. وإن كان قد أعطى لك، فلماذا تفتخر كأنك صاحب الفضل فيه؟)» (١كورنثوس٤: ٥، ٦).

هذا يعلمنا درسًا أعمق؛ فحتى ذكائي، وعلمي، ومواهبي، ومستواي الاجتماعي، وشكلي، وقوتي، وإمكانياتي المادية، ومركزي؛ كل هذه الأشياء التي ترتبط بـ“ياء الملكية”، هي منحة وهبها لي إله كل نعمة، واستأمنني عليها كوكيل وليس كمالك. فمن أين لي أن أفتخر بأشياء لست أنا مصدرها؟َ وكلها ذاهبة إلى الفناء سريعًا!!

في المقابل، لنا مصادر للافتخار أصبحت - بفضل كمال عمل المسيح لأجلنا - ملكًا لنا ولا يمكن أن تُنزع منا أبدًا، فلنتمسك بها:
«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ... الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ... الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ» (إرميا٩: ٢٣-٢٤).

«وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ (الله عاملاً من خلال) الضِّيقَ (يشكل فيَّ، فـ) يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا... وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ» (رومية٥: ٢-٤، ١١). وأمام الافتخار به يختفي كل افتخار عداه.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 15398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل عربي شهير وله صورة عامية هي: “يا فاحت البير ومغطيه لا بد من وقوعك فيه”. والمقصود بالمثل أن أولئك الذين يدبِّرون المكائد للآخرين لا بد وأن يأتي اليوم، آجلاً أو عاجلاً، ويقعون في نفس الفخ الذي نصبوه لغيرهم.
تكرَّر هذا الأمر كثيرًا في قصص الكتاب المقدس، وهي قد كُتبت لتعليمنا وإنذارنا، فيجب علينا الالتفات إلى مضمونها ودروسها.
فهل ننسى قصة هامان الرديء (سفر أستير) الذي دبَّر مكيدته الشريرة لينتقم من مردخاي الرجل التقي، فدبَّر خطة مُحكَمة لصَلب مردخاي وإبادة شعبه بالكامل؟ ورغم دقة ترتيباته المذهلة، ورغم ختم قراراتها بختم المملكة الذي لا يمكن تغييره أو نقضه، إلا أن اليوم أتى سريعًا، لا ليتم قصده، بل ليُصلَب هامان نقسه على الخشبة العملاقة التي أعدَّها ليَصلِب عليها مردخاي.
كما ما زلنا نتذكر المكيدة التي أعدَّها الوزراء الحانقون على دانيآل للتخلص منه (دانيآل٦). فدبَّروا وخطَّطوا، وبحثوا نقاط الضعف والقوة، وخرجوا بخطتهم الشنعاء. ورغم أن المشهد بدا كما لو كانوا قد نجحوا، فأُلقي دانيآل في الجب، إلا أنه لم يُصَب بضررٍ، لأن الله حفظه لتقواه. وما إلا قليل حتى دارت الدائرة عليهم وأُلقي الكائدون في نفس الحفرة التي اقترحوها والتهمتهم الأسود على التوِّ فما عاد لهم أثرٌ.
يقول الحكيم عن الأشرار إنهم «يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ» (أمثال١: ٣١)، فالقانون ثابت أن ما يزرعه الإنسان لا بد وأن يحصده أيضًا (غلاطية٦: ٧). كذلك يقول الحكيم «أَمَّا رَجُلُ الْمَكَايِدِ فَيَحْكُمُ عَلَيْهِ (من الرب). لاَ يُثَبَّتُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ» (أمثال١٢: ٢-٣). فالرب الديان العادل لا بد من أن يوقع القضاء يومًا على رجل المكايد. اسمع ما قيل أيضًا «إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا (أي الله)» (جامعة٥: ٨)، وهذا الأعلى هو صاحب القرار النهائي بعد كل عمل شر الإنسان.
لذا ليتنا نتعلم ألا نكون من هذه الفئة «ذُو الْمَكَايِدِ يُشْنَأُ (يكون مكروهًا)» (أمثال١٤: ١٧).
وإن كانت المكايد تُحاك حولنا، أو لنا، فليتنا نستمع القول: «انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ» (مزمور٣٧: ٧). وقريبًا سيأتي ذاك الذي سيرسي العدل في الأرض.
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 15399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

على رأي المثل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قول إنجليزي شهير جدًا يعني أن ما يأتي بسهولة يضيع بسهولة. والغرض منه زرع فضيلة الاجتهاد في الإنسان وإقناعه أن الوصول لكل شيء بسهولة ما هو إلا حلم وخيال. وغالبًا كان يُقال لمرتادي صالات المقامرة الذين يبغون الثراء السريع، فربما أنهم يحصلون سريعًا وبسهولة على بعض الأموال ذات مرة، لكن بسهولة أيضًا يخسرونها في المرة الأخرى.

ورغم أنه من الممكن رصد استخدام هذا التعبير أدبيًا منذ أكثر من أربعة قرون، إلا أنه ما زال، بل وربما زادت أهميته، هذه الأيام. ففي أيامنا، التي سهلت فيها نسبيًا أشياء كالسفر والاتصالات والشراء وغيرها، إلا أنه يبقى أن كثير من الأشياء لا بد من الاجتهاد فيها كالنجاح والتفوق والفهم. والمشكلة أن كثير من الحالمين يعيشون وهم الحصول على كل الأشياء بسهولة. ومع توفر الميديا والتكنولوجيا، أصبح الوهم أكثر سهولة وانتشارًا. فترى واحد يعيش الوهم في ألعاب تحاكي الحياة العملية ليصل للبطولة والثراء وهو جالس أمام لوحة المفاتيح. وآخر ادعى الفهم لمجرد حصوله على بعض معلومات من محرك بحث على الإنترنت، ناسيًا أن هناك فرق كبير بين المعلومة والمعرفة والفهم. وغيره ينشد أمجادًا باطلة من بعض ضغطات الإعجاب (like) والكومنتات على مواقع التواصل الاجتماعي. وهناك من سمح لنفسه بتحقيق مكاسب غير مشروعة ليحقِّقها بسهولة. بينما يقول الكتاب «حَجَلَةٌ (أحد الطيور) تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ (والنتيجة عندما يفقس البيض لن يكون لها شيء) مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ!» (إرميا١٧: ١١).
ستبقى الأمور الهامة، وعلى رأسها النمو الروحي وخدمة الله، لا بديل عن الاجتهاد فيها. والكلمة “اجتهد” ومشتقاتها تتكرر في كلمة الله مرات يصعب حصرها، أكتفي بذكر التالي منها: «الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا، أَمَّا ثَرْوَةُ الإِنْسَانِ الْكَرِيمَةُ فَهِيَ الاجْتِهَادُ... أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ!» (أمثال١٢: ٢٧؛ ٢٢: ٢٩).
 
قديم 20 - 12 - 2016, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 15400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الغاية تبرر الوسيلة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هي عبارة شهيرة قالها الفيلسوف السياسي والكاتب الإيطالي الشهير “نيكولو ميكافيللي” حتى عُرفت باسمه، بل سُمّيَ المبدأ الذي وراءها بالمبدإ الميكافيللي. والعبارة منتشرة في شتى اللغات؛ فيًقال بالإنجليزية The end justifies the means، وفي العامية المصرية “اللي تكسب به إلعب به”. وهو مبدأ الغرض منه أن الغايات الحسنة تُبَرِّر الوسائل الشريرة، مبدأ ملأ الأدب العالمي ومن ورائه الفكر العام لدي الناس، فاشتهرت قصص مثل قصة “روبن هود” الفارس الذي كان يسرق الأغنياء ليُطعم الفقراء. ولأن الإنسان لا يقف عند حد في شرِّه؛ فقد تدهور استعمال هذا المبدأ حتى صار يُستخدم ليبرِّر أي وسيلة، مهما كانت مشبوهة، ما دامت تحقِّق الغرض المطلوب، بغض النظر عن ضررها أو لا أخلاقيتها.
أراد يومًا موسى أن يخلِّص شعبه من العبودية المؤلمة في مصر وقتها (خروج٢). فـ«خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ». وإلى هنا والأمر حسن. لكن للأسف، الغاية النبيلة التي خرج لها لم تكتمل إذ اساء الوسيلة مستخدِمًا قوَّته الشخصية؛ فكانت النتيجة أن قتل مصريًا، وتدهورت القصة؛ فاضطر للهرب بعيدَا عن المشهد. لقد أراد الله أن يستخدمه مخلِّصًا لكن ليس بطريقة موسى، بل بطريقة الله. لذلك كان ينبغي أن يأخذه بعيدًا لأربعين سنة حتى يعلِّمه هذا الدرس، ويعيده من جديد ليستخدمه بطريقته. وإذ تعلم موسى أن يتبع طرق الله لتحقيق أغراض الله؛ كانت النتائج المجيدة والخلاص العظيم الذي استخدمه الله فيه.
قبله أيضًا حاول يعقوب أن يحصل على بركات كان الله يريد أن يعطيه أياها، لكنه قرَّر أن يحصل عليها بطريقته، فاستعمل الحيلة والمكر بل السرقة والخداع أيضًا. وما أفدح الثمن الذي دفعه حتى تعلَّم الدرس أن الغاية لا تبرر الوسيلة. وعندما تعلم أن يفعل الأمور بطريقة الله، كانت البركة.
وكم من كثيرين ساروا على نفس الدرب ودفعوا الثمن، بل وإن فتشنا في تاريخنا الشخصي لوجدنا في حياة كل منا هذا المبدأ كثيرًا، وكم دفعنا الثمن غاليًا.
على المؤمن الحقيقي أن يدرك أن الله رتب لحياتة خطة رائعة لخيره، وعلينا جميعًا أن ندرك جيدًا أن خطط الله لا يمكن أن تتم إلا بطرق تليق بالله وبالمبادئ التي تضمنها في كلمته، فحري بنا أن نستمع لنصيحة الحكيم «لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ... فَتَجِدَ نِعْمَةً وَفِطْنَةً صَالِحَةً فِي أَعْيُنِ اللهِ وَالنَّاسِ. تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ» (أمثال٣: ٢-٧).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024