![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 153951 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تنتج الحكمة الإلهية في أولاد الله أربع فضائل عملية هامة ورئيسية: 1. القناعة. 2. الفطنة، أو التعقل العملي. 3. البرّ. دُعي السيد المسيح، حكمة المتجسد، "شمس البرٌ" (مل 2:4). من يشرق عليه ينيره ويهبه البرٌ الفائق، أما الذين لا يتمتعون بنوره فيُحرمون من البرٌ، ويعيشون في ظلمة الخطية. 4. الشجاعة أو الصبر: لم يعد الله مؤمنيه الذين ينالون الحكمة السماوية بالطريق الواسع السهل، والحياة المدللة، بل وعدهم بالطريق الضيق لكي يشاركوه صليبه وآلامه، بل وموته. فالإنسان الحكيم روحيًا يواجه حروبًا كثيرة من الخارج كما من الداخل، ولكن مع كثرة المعارك يتمتع بإمكانيات إلهية جبارة، بها يغلب ويكلل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153952 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * الإنسان الذي رفض العالم حقًا، وطرح عنه ثُقل هذه الأرض، وألقى عنه الشهوات الباطلة الجسدية، وشهوات المجد والكرامات البشرية، وابتعد عنها جميعًا بكل قلبه... ووضع في قلبه بثباتٍ أن يخدم الرب ويعبده ويلتصق به بكل كيانه، جسدًا ونفسًا، مثل هذا الإنسان، أقول إنه يكتشف وجود المقاومة، أي الأهواء الخفية - والقيود غير المنظورة والحرب الخفية - أي المعركة والصراع الداخلي، وهكذا إذ يتوسل إلى الرب، ينال السلاح السماوي، سلاح الروح القدس، الذي وضعه الرسول المبارك بقوله: "درع البٌر وخوذة الخلاص وترس الإيمان وسيف الروح" (أف 6: 14). وإذ يتسلح بهذه الأسلحة يستطيع أن يقف ضد خداعات إبليس بالرغم من كونه محاطًا بالشرور... يصير قادرًا أن يحارب ضد رئاسات هذا العالم. وبانتصاره على القوات المعادية بمساعدة الروح القدس مع سعيه وغيرته في كل فضيلة يصير مُعدًا للحياة الأبدية. القديس مقاريوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153953 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من أروع قصص الشجاعة الملتحمة بالحكمة، موقف القديس يوحنا الذهبي الفم عام 387 م. حين فرض الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير ضريبة جديدة إضافية، لمواجهة الإنفاق على الاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة. ثار أهل أنطاكية، لأنهم يعلمون جشع جباة الضريبة وإساءة استخدام مثل هذا القرار، فقد هرب كثيرون إلى البراري من وجه جباة الضرائب. والتجأ الشعب إلى الحاكم الذي لم يكن ممكنًا أن يشفع عنهم لدى الإمبراطور خوفًا على مركزه. التجأوا إلى رئيس الأساقفة فلابيانوس (فلافيان)، لكن بسبب شيخوخته تهٌرب من الموقف. وسط جموع شعبية تضم من كل صنفٍ سرعان ما سرت صرخات لتثمر بينهم هياجًا فثورة. وفي لمح البصر, دون أي تفكير وبغير أي ضابطٍ، انطلق البعض يحطم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما. ورموها في الأوحال والقاذورات. كل هذا تم في لحظات مملوءة ثورة حماسية تبعها هدوء حيث أفاقوا من سكرتهم وأحسوا ببشاعة جريمتهم, وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقابٍ شديدٍ. فقد ارتبكت المدينة بأسرها, كبيرها مع صغيرها, ولم يعرف أحد ماذا يكون العمل. صدر الأمر بحرق المدينة بأسرها، لكن القديس يوحنا الكاهن حث رئيس الكهنة أن يقطع مسافة أكثر من ألف كيلومتر ليلتقي بالإمبراطور، ليحصل منه على العفو، كما فعل موسى النبي عندما شفع لدى الله (خر 32:32). سأله ألا يرجع بدون هذا العفو. غالبًا ما أعد له ما يتكلم به لدى الإمبراطور بروح التواضع، لكن بقوة وشجاعة. وقف الكاهن القديس يقول للشعب: "إن أسقفكم انطلق مثل شابٍ شجاعٍ كأن له جناحين... أنا متأكد من أن مجرد ظهور الأسقف أمام الإمبراطور التقي، سيهدئ ثورة غضبه علينا، لأن النعمة الإلهية تشع ليس فقط من كلام القديس، بل في وجهه أيضًا". بروح الشجاعة قال الأسقف للإمبراطور: "إن تاجك يا سيد روما والعالم هو رائع. وهو دليل استحقاقك، ولكنه يرمز إلى جود الذي نقله إليك. أما تاج إنسانيتك فيرجع الفضل فيه إلى حكمتك فقط. يُعجب الناس بالحجارة الكريمة اللامعة التي على جبينك، فكم يكون بالأكثر إعجابهم بالنصرة التي تحرزها على قلبك!" لقد أكّد له أنه إن عفا عن الأنطاكيين سينال مجدًا عظيمًا لا يمحوه مرور الأجيال، كما قال له: "ستنضم جماهير غفيرة إلى الدين المسيحي، إذ يقولون: انظروا إلى الديانة المسيحية، لقد أطفأت غضب إنسانٍ ليس له في العالم معادل". بلغ البطريرك أو أسقف إنطاكية القسطنطينية، فأسرع إلى البلاط الملكي بالرغم من شدة تعبه , والتقى الإمبراطور ليقول له: "إني لست رسولًا لشعب إنطاكية بل أيضًا سفير الله. جئت إليك باسمه أنبئك: إن غفرت للناس سيئاتهم وهفواتهم، يغفر لك أبوك السماوي سيئاتك وزلاتك... أذكر ذلك اليوم الرهيب حين نلتزم جميعًا بتقديم حساب عن أعمالنا... يمثل كل السفراء بين يديك ببهاء الذهب وكثرة الهدايا ووفرة المال, أما أنا فلا أقدم لك غير شريعة يسوع المسيح المقدسة, والمثال الذي أعطانا إياه على الصليب لكي نستحق غفران خطايانا..." امتلأ قلب الإمبراطور من مخافة الرب عند سماعه هذا الخطاب، فقال: "إن كان ربنا وسيدنا يسوع المسيح قد صار لأجلنا عبدًا، وأسلم ذاته للصليب، وإن كان قد سأل أباه المغفرة لصالبيه, فكيف أتجاسر مترددًا في المغفرة لأعدائي؟" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153954 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفضائل الأربع التي يقدمها لنا الله هي الخيول التي تقود المركبة التي ترتفع بنا إلى السماء. * لتكن هذه الأربعة هي أركان أفقك، ولتكن الأربعة خيول التي تعمل معًا لكي تحملك، مركبة المسيح الذي تجري بأقصى سرعتها لتبلغ بك إلى الهدف. ليس من قلادة يمكن أن تكون أثمن من هذه، ولا جوهرة أكثر بهاء من هذه المجرة من الكواكب. إنها هي زينتك، تطوِّقك فتحميك من كل جانبٍ. إنها خط الدفاع لك ومجدك، فإن كل جوهرة منها تتحول إلى ترس! القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153955 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في رسالة بعث بها القديس جيروم إلى السناتور باماخيوس ذكر أن أسرة المرسل إليه يتمتعون بهذه السمات الأربع، لكن مع تمتع كل عضو بالسمات كلها، إلا أن لكل واحد سمه خاصة متفوق فيها، إذ كتب له: [كل منكم يقتني الأربع (فضائل)، لكن لكل واحد (فضيلة) مميزة. أنت تتميز بالتعقل، ووالدتك بالبرّ، وأختك البتول بالجلد (الصبر)، وزوجتك بالقناعة. أتحدث عنك كحكيم، لأنه من يمكنه أن يكون أحكم من ذاك الذي يحتقر غباوة العالم ويتبع المسيح قوة الله وحكمة الله (1 كو 1: 24)؟] القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153956 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وإذا كان أحد يرغب في خبرة واسعة، فهي تعرف الماضي وتتكهن بالمستقبل، وتحسن صَوغَ الحِكمِ وحل الألغاز، وتَعلَمُ بالآيات والخوارق قبل حدوثها، وبتعاقبِ الأوقات والأزمنة. [8] التمتع بالسيد المسيح يرفع الإنسان إلى ما فوق الطبيعة، فيحمله إلى الماضي لا كزمن قد عبر وانتهت وإنما إلى حياة وخبرة حيث يلتمس في ماضيه نعم الله الفائقة له، فتتهلل نفسه. وينعم بالحاضر كمن في عرسٍ، في اتحاد مع العريس السماوي، أما عن المستقبل فليس بمجهولٍ بالنسبة له، لأنه يرى مسيحه يُعد له أمجادًا أبدية فائقة. بمعنى آخر، يرى في الماضي حياة متهللة بالرب وفي المستقبل سماوات مفتوحة. بمعنى آخر يضيف السيد المسيح إلى عمر الإنسان حياة فائقة، فيصير اليوم بالنسبة له كألف سنة، ويحسب كل لحظة من لحظات عمره لها تقريرها الخاص، إذ يضيف إلى حياته الزمنية الفانية حياة السيد المسيح الأبدي. بجوار هذه العطايا الفائقة يهبه حكمة الله عقلًا مقدسًا، فلا تكون في حياته الغاز غامضة، إنما تصير حياته طريقًا مستقيمًا واضحًا يعبر به إلى أحضان الآب. في محبة الحكمة الإلهي لنا لا يخفي عنا شيئًا ما دام لنفعنا وبنياننا، فندرك أسرارًا فائقة، تنبع عن سرّ حب الله لنا. في اختصار يقدم لنا حكمة الله إمكانيات جبارة لنعبر وادي الدموع ونحن في أحضانه نستعذب صليبه ونختبر قوة قيامته، وننعم بالسماويات، كأن قلبنا قد صعد معه وأبَى أن يفارقه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153957 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عروس واهبة المجد على الأرض وفي السماء 9 لِذلِكَ عَزَمْتُ أَنْ أَتَّخِذَهَا قَرِينَةً لِحَيَاتِي، عِلْمًا بِأَنَّهَا تَكُونُ لِي مُشِيرَةً بِالصَّالِحَاتِ، وَمُفَرِّجَةً لِهُمُومِي وَكَرْبِي. 10 فَيَكُونُ لِي بِهَا مَجْدٌ عِنْدَ الْجُمُوعِ، وَكَرَامَةٌ لَدَى الشُّيُوخِ عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْفَتَاءِ، 11 وَأُعَدُّ حَاذِقًا فِي الْقَضَاءِ، وَعَجِيبًا أَمَامَ الْمُقْتَدِرِينَ. 12 إِذَا صَمَتُّ يَنْتَظِرُونَ، وَإِذَا نَطَقْتُ يُصْغُونَ، وَإِذَا أَفَضْتُ فِي الْكَلاَمِ يَضَعُونَ أيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ. 13 وَأَنَالُ بِهَا الْخُلُودَ، وَأُخَلِّفُ عِنْدَ الَّذِينَ بَعْدِي ذِكْرًا مُؤَبَّدًا. 14 أُدَبِّرُ الشُّعُوبَ، وَتَخْضَعُ لِي الأُمَمُ. 15 يَسْمَعُ الْمُلُوكُ الْمَرْهُوبُونَ فَيَخَافُونَنِي، وَيظْهَرُ فِي الْجَمْعِ صَلاَحِي، وَفِي الْحَرْبِ بَأْسِي. 16 وَإِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي سَكَنْتُ إِلَيْهَا، لأَنَّهُ لَيْسَ فِي مُعَاشَرَتِهَا مَرَارَةٌ، وَلاَ فِي الْحَيَاةِ مَعَهَا غُمَّةٌ، بَلْ سَرُورٌ وَفَرَحٌ. لذلك عزمتُ أن اَتخذَها قرينة لحياتي، عالمًا بأنها تكون لي مشيرةً للخير، ومشددة في الهموم والحزن. [9] يقول سليمان الحكيم: "الحكمة صالحة مثل الميراث، بل أفضل لناظري الشمس" (جا 7: 11). وأيضًا: "إذا دخلت الحكمة قلبك ولذت المعرفة لنفسك، فالعقل يحفظك والفهم ينصرك" (أم 2: 10-11). سبق أن تحدث عن سعيه ليتخذ الحكمة عروسًا له، يعشق جمالها الروحي، ويتهلل باتحاده معها (حك 8: 2)، الآن يتحدث عنها بكونها قرينة لحياته، تحتل مركز القيادة في داخله، فتشير عليه بالخير، وتسنده وتشدده وسط الضيقات والأحزان. يقول الحكيم: "ويل لمن هو وحده، إن وقع ليس ثانٍ ليقيمه" (جا 4: 10)، فماذا إن كان هذا الثاني هو السيد المسيح، حكمة الله، الساكن في داخله، قادر على الإقامة حتى من الموت، وأن يهب الخلود حتى إن فسد الجسد! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153958 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فيكون لي بها مجدٌ عند الجموع، وكرامة لدى الشيوخ مع صغرِ سني. [10] طلب أحشويرش من وشتيَ الملكة الجميلة لتحضر في حفل ماجن، ليفتخر بجمالها. أما المؤمن فيفتخر بالجمال الحقيقي، حكمة الله، الأبرع جمالًا من بني البشر. سرّ مجد المؤمن وكرامته وقدرته هو حكمة الله التي تدير كل حياته الداخلية. قيل عن ملك يوناني إنه قال ذات يوم: هذا الطفل يحكم العالم. وإذ دُهش الحاضرون، سألوه: كيف هذا؟ أجاب الملك: "اليونان تحكم العالم، وأثينا تحكم اليونان، وأنا أحكم أثينا، وزوجتي تحكمني، وهذا الطفل يحكم زوجتي!" هكذا يشير الملك إلى القوة الخفية للأسرة كيف يكون لطفل كهذا أثرةً على العالم. إن كان طفل كهذا يحكم العالم، كم يكون عمل السيد المسيح الذي نتحدث به، وقادر أن يوجه كل حياتنا! بتسليم عجلة القيادة للحكمة يدخل إلى حياة مجيدة وسط الجموع، فلا تقدر الظروف أيا كانت أن تفسد مجده الداخلي أو تنزع عنه كرامته. يحمل سمات الشيوخ الحكماء بالرغم من صغر سنه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153959 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ويجدونني ثاقب الفكر في إجراء الحكم، ويعجبون بي أمام العظماء. [11] عرف سليمان الحكيم بقدرته على الفصل في القضايا بحكمة نادرة. قيل عن المرأة الفاضلة إن زوجها معروف في الأبواب حين يجلس بين مشايخ الأرض (أم 31: 23) يحكم في القضايا. هكذا من يتحد بالسيد المسيح واهب الفضيلة يتمتع بالقدرة على الجلوس بين الشيوخ ليصدر الأحكام خلال نعمة عريسه السماوي. ويقول ابن سيراخ: "كثيرون يثنون على فهمه، فهو لا يُمحى للأبد. ذكره لا يزول، واسمه يحيا من جيلٍ إلى جيلٍ. أمم تتحدث بحكمته، والجماعة تشيد بمجده. إن طال عمره خلَّف اسمًا أكثر من ألف، وإن دخل إلى الراحة اكتفى بذلك" (سي 39: 9- 11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153960 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وإذا صمتُّ ينتظرونني، وإذ تكلمت يُصغون، وإذا أفضت في الكلام، يضعون أياديهم على أفواههم. [12] متى تمتع المؤمن بالاتحاد مع حكمة الله، يتحول صمته كما كلماته للبنيان. إن صمت الحكيم، ففي صمته حديث بليغ تفهمه قلوب الحاضرين وعقولهم. لا يملون من صمته، بل يجدون في صمته بركات تحل عليهم، وفي نفس الوقت يترقبون كلماته كأنها جواهر ثمينة تستحق كل اعتزازٍ وتقديرٍ. يقول الحكيم: "كلمات فم الإنسان مياه عميقة، نبع الحكمة نهر مندفق" (أم 18: 4). إن تكلم الحكيم يصغون إليه، لأن المتكلم هو الرب العامل فيه، ومهما أفاض في الكلام يطلبون المزيد. يضعون أياديهم على أفواههم إشارة إلى صمتهم في وقارٍ وتقديرٍ للمتكلم (أي 29: 9). إنهم لا ينطقون ليس خوفًا منه، ولا لأنه يرفض الحوار، وإنما لكي يستغلوا كل لحظة من اللحظات كي يتكلم هو. |
||||