10 - 03 - 2024, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 153821 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكمة للجميع! إذ ذاق سليمان الحكيم الحكمة الحقيقة التهب قلبه حبًا نحو كل البشرية، فاشتهى أن يفصح عن سٌر تمتعه بالحكمة، بروح التواضع المملوء حبًا، حتى ينفتح باب السماء أمام الجميع. كشف الحكيم عن حقيقة هامة، وهي أنه وإن كان ابن داود الملك العظيم البار، لكنه لا يحمل طبيعة تختلف عن طبيعة أي إنسان. دخل إلى العالم بذات الطريق الذي يدخله كل إنسانٍ. ألا وهو أنه ثمرة الزواج بين والديه، وتربى كطفلٍ في قماط، ولم ينجُ من الصرخات التي يصرخها أبناء الفقراء الُمعدمين، وسيخرج من العالم كما يخرج سائر البشر، خلال طريق الموت. أما عن انفراده بما ناله من حكمة فائقة فسرٌه هو تقديره لها وشوقه العملي نحوها. لقد فضلها عن كل شيء في العالم! والآن يطلب من الله أن يهبه الحكمة السماوية ليتكلم عن الحكمة، فإن اللسان البشري يعجز عن أن يُعبِّر عن حقيقتها. كما يعترف سليمان أن كل ما تمتع به من علوم ومعرفة هي عطايا من الحكمة الإلهية. وأخيرًا يتحدث الحكيم عن الحكمة بكونها بهاء النور الإلهي. |
||||
10 - 03 - 2024, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 153822 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سليمان ليس إلاَّ إنسانًا 1 إِنَّمَا أَنَا إِنْسَانٌ يَمُوتُ، مُشَاكِلٌ لِسَائِرِ النَّاسِ، مِنْ جِنْسِ أَوَّلِ مَنْ جُبِلَ مِنَ الأَرْضِ، وَقَدْ صُوِّرْتُ جَسَدًا فِي جَوْفِ أُمِّي، 2 وَفِي مُدَّةِ عَشَرَةِ أَشْهُرٍ صُنِعْتُ مِنَ الدَّمِ بِزَرْعِ الرَّجُلِ، وَاللَّذَّةِ الَّتِي تُصَاحِبُ النَّوْمَ. 3 وَلَمَّا وُلِدْتُ انْتَشَيْتُ هذَا الْهَوَاءَ الشَّائِعَ، وَسَقَطْتُ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ الْمُشْتَرَكَةِ، وَأَوَّلَ مَا اسْتَهْلَلْتُ بِالْبُكَاءِ عَلَى حَدِّ الْجَمِيعِ، 4 وَرُبِّيتُ فِي الْقُمُطِ وَبِاهْتِمَامٍ كَثِيرٍ. 5 فَإِنَّهُ لَيْسَ لِمَلِكٍ بَدْءُ مَوْلِدٍ غَيْرُ هذَا؛ 6 بَلْ دُخُولُ الْجَمِيعِ إِلَى الْحَيَاةِ وَاحِدٌ، وَخُرُوجُهُمْ سَوَاءٌ. إني أنا أيضًا إنسان قابل للموت، مساوٍ لجميع الناس، مُتَّحّدِّرٌ من أولِ من جُبِلَ من الأرض، [1] من جهة حياته الزمنية يعترف الحكيم أنه ينتسب إلى آدم، الإنسان الأول، مثله مثل كل البشر، وليس من أصل آخر حتى يحابيه الله. وهو بهذا يفتح باب الرجاء للكل. ربما يتساءل البعض: هل لدى الله محاباة، فأعطى سليمان الحكمة بهذه الصورة الفائقة؟ أو كان لسليمان طبيعة بشرية تَختلف عن طبيعتنا حتى يتمتع بهذه الحكمة؟ يعلن سليمان الحكيم أن ما تمتع به من حكمة سامية ليس لامتياز في طبيعته، فإن كل البشر أيا كانت إمكانياتهم أو قدراتهم أو مركزهم أو ثقافتهم أو عمرهم أو جنسياتهم متساوون يحملون ذات الطبيعة البشرية. بنفس الروح تساءل البعض: هل كان للرسول بولس طبيعة مختلفة عن سائر البشر، حتى يبلغ هذه القامة الروحية العالية، ويحتل مركز الصدارة في خدمة الأمم، ويعمل به الروح القدس كما بطريقة فريدة؟ وما نتساءله بخصوص سليمان الحكيم والرسول بولس نتساءله بخصوص كثيرين كاختيار إبراهيم أبًا لجميع الأمم، وداود الملك ليأتي من نسله السيد المسيح مخلص العالم وغيرهم. |
||||
10 - 03 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 153823 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* يلزمنا حينما نُحث على ممارسة فضيلة ما ألاَّ نقول أن هؤلاء كانوا شركاء لطبيعة غير طبيعتنا، أو أنهم ليسوا بشرًا. لهذا قيل عن العظيم إيليا: "كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا" (يع 5: 17). هل تدركون أن إيليا قد أظهر من ذات شركته للآلام أنه إنسان مثلنا؟ مرة أخرى قيل: "إني أنا أيضًا إنسان لي ذات الآلام مثلكم" (راجع حك 7: 1). هذا يعطي طمأنينة من جهة شركة الطبيعة. * لم تكن طبيعة بولس الرسول تختلف عن طبيعتنا؛ ولا نفسه مختلفة عن نفوسنا، ولا عاش في عالمٍ آخرٍ، بل سكن في نفس العالم وخضع لنفس القوانين والعادات، لكنه فاق في الفضيلة كل البشر في الماضي والحاضر. الآن، أين هؤلاء المعترضون على صعوبة الفضيلة وسهولة الخطية؟ فهذا الرجل يدينهم بكلماته: "لأن خفة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجدٍ أبديٍ" (2 كو17:4). فإن كانت ضيقاته مُحتملة وخفيفة، فكم بالأحرى ضيقاتنا التي إن قارناها بضيقاته صارت كلا شيء أو مجرد لذٌات؟ القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
10 - 03 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 153824 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعلن الكاتب أن الحكمة للجميع، وأن الحكيم الحقيقي يشتهي أن تتمتع كل البشرية بالحكمة معه. هذا على خلاف ما كان يعتنقها كثير من الوثنيين والفلاسفة حيث يحسبون أن الفلسفة أو محبة الحكمة قاصرة على فئة مختارة. ويحرص كثيرون منهم على تخبئة ما يظنون أنها حكمة، وكأنها ملكية خاصة بهم لا يُقترب إليها. * لنستخف بهذا كله وننال روح الحكمة الذي ليس فيه همّ، ونسرع لنوال الثروة التي ليس فيها خداع، ونذهب إلى الملذات التي يُقال عنها "فردوس النعيم". العلامة أوريجينوس |
||||
10 - 03 - 2024, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 153825 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقد صُوِّرتُ جسدًا في بطن أمٍّ، وفي مُدة عشرةِ أشهرٍ تكوَّنتُ في الدم، من زرع رجلٍ. ومن اللذة التي تصاحب النوم. [2] بقوله "صُورت جسدًا في بطن أمٍّ"، يبرز الحكيم يٌد الخالق الخفية العاملة في أحشاء كل أمٍ، فإنه وإن كان الجنين هو ثمرة علاقة جسدية تحمل لذة بين الزوجين، لكنها ليست علاقة أثيمة، بل يباركها الله نفسه الذي أسس الزواج. فالجنين هو من خلقة الله الذي يهتم به، ولكن يتحقق بناموس الزواج الطبيعي. جاء في إرميا النبي: "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك، جعلتك نبيا للشعوب" (إر 1: 5). اعتبر مدة الحمل به عشرة أشهر حيث استخدم في حساباته التقويم القمري (الشهر القمري يعادل 28 يومًا) لا الشمسي. |
||||
10 - 03 - 2024, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 153826 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولما وُلدتُ تنفستُ أنا أيضًا الهواء المُشتَرَك، وسقطت إلى الأرض، كما هي طبيعة الإنسان، وكان البُكاء صُراخي الأول، كما هو لجميع الآخرين. [3] لا ينسى سليمان الحكيم عطايا الله العامة والتي لا تقدر بثمن، يشترك فيها الغني والفقير، ويتمتع بها الطفل منذ ولادته، مثل الهواء الذي يتنسمه، والأرض التي يعيش عليها، بل وحتى الصرخة الأولى بعد ولادته مباشرة، التي بدونها لا تنفتح الرئتان لتعملا. ما أجمل أن نتذكر العطايا الإلهية المجانية والمشتركة بين كل البشر. يرفع كثير من آباء الكنيسة قلوبهم بالشكر لله الذي لم يأتمن إنسانًا على العطايا الثمينة بل قدمها عامة ومشتركة للجميع، مثل الماء والهواء والشمس الخ، بينما ترك الكماليات مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة والثياب الثمينة للملكية الخاصة، حتى يمارس الأغنياء فضيلة العطاء، والفقراء فضيلة الشكر للذين يعطون لهم إياها. |
||||
10 - 03 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 153827 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* أقمت لي السماء سقفًا وثبت لي الأرض لأمشي عليها... القداس: القديس غريغوريوس اللاهوتي |
||||
10 - 03 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 153828 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ماذا يعني الرسول عندما يقول: "بل الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع" (1 تي 6: 17)؟ يعطينا الله بفيض كل الأشياء الضرورية أكثر من المال مثل الهواء والماء والنار وأشعة الشمس والأشياء التي من هذا النوع. ومع ذلك لا يمكن القول بأن الغني لديه أشعة شمس أكثر من الفقير، ولا يمكن القول بأن الغني يتنفس هواء أكثر من الفقير. كل هذه الأشياء مُتاحة للكل بطريقة مشتركة وبالتساوي. لماذا خلق الله الأشياء الأعظم والأهم، تلك التي تمدنا بالحياة، مشتركة للجميع، بينما الأشياء الأقل والدنيئة جدًا أي المال ليس مشاعًا للناس. هذا هو ما أود أن أسأله. لكي يصون حياتنا ويفتح أمامنا طريق الفضيلة، ومن ناحية أخرى لو لم تكن ضروريات الحياة مشتركة، لاستولى عليها الأغنياء بطمعهم المعتاد، وحرموا منها الفقراء. لأنهم إن كانوا قد فعلوا هذا مع الأموال، فكم بالأحرى كانوا يفعلون ذات الأمر مع هذه الأشياء. ومن ناحية أخرى لو كان المال مشاعًا ومتاحًا للجميع، لما كانت توجد فرصة لتقديم الصدقات، ولما وُجد حافز لعمل الخير. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
10 - 03 - 2024, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 153829 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ورُبِّيتُ في القُمُطِ والهموم. [4] من العجيب أنه لم يفارق فكر سليمان، أعظم ملك في عصره، صورته وهو رضيع في قماط، يحمله الناس حسبما يريدونه. هذا المنظر يثَّبت فيه روح التواضع، وينزع عنه أية عجرفة. |
||||
10 - 03 - 2024, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 153830 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فإنه ليس لملِكٍ بدءْ وجودٍ غير هذا. [5] يدعو الحكيم جميع الملوك ليراجعوا أنفسهم كيف بدأوا الحياة، فيسلكون مع الشعب بروح الأخوة أو الأبوة الحانية، لأن الكل لهم ذات البداية، بلا تمييز بين هذا وذاك. |
||||