![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 153721 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * الإنسان فانٍ بطبيعته، لأنه خُلق من العدم، إلا أنه بسبب خلقته على صورة الله الكائن، كان ممكنًا أن يقاوم قوة الفناء الطبيعي، ويبقى في عدم فناء، لو أنه أبقى الله في معرفته، كما تقول الحكمة: "حفظ الشرائع تحقق عدم البلى" (حك 6: 18). وبوجوده في حاله عدم الفساد كان ممكنًا أن يعيش منذ ذلك الحين كالله (خالدين)، كما يشير الكتاب المقدس إلى ذلك إذ يقول: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 6، 7). البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153722 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإن طابت لكم العروش والصوالجة يا ملوك الشعوب، فأكرموا الحكمة لكي تملكوا للأبد. [21] يوجه الحكيم أنظار الملوك إلى الملكوت الأبدي، وطريقه هو التمتع بالحكمة. حقًا أقامنا لله هنا لنكون ملوكًا وسادة، لكن إذ نختبر مالنا من سلطان روحي وإمكانيات في المسيح يسوع، يرتفع قلبنا إلى السماء لننعم مع ملك الملوك ورب الأرباب بالأمجاد الملوكية السماوية. هنا نملك حيث يكون لنا سلطان على الفكر والقلب واللسان وكل الحواس، وهذا عربون الملكوت السماوي الحقيقي. يوجه الحكيم أنظار الملوك إلى الملكوت الأبدي: "لكي تملكوا للأبد"؟ إذ هاجمت بعض الفرق العهد القديم وادعت أنه لم يشر إلى ملكوت السماوات الأبدي أشار القديس أغسطينوس إلى العبارة التي بين أيدينا مع عبارات أخرى اقتبسها من العهد القديم ليؤكد دعوته للملكوت الأبدي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153723 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * لقد قيل حقًا: "أحبوا الحكمة لكي تملكوا للأبد" (راجع حك 6: 21). لو أن الحياة الأبدية لم تُعرف بوضوح في العهد القديم، لما قال الرب لليهود غير المؤمنين: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39). ولنفس الهدف جاءت كلمات المرتل: "لا أموت، بل أحيا وأحدث بأعمال الرب" (مز 118: 17). مرة أخرى يقول: "أنر عينيَّ لئلا أنام نوم الموت" (مز 12: 3). مرة أخرى نقرأ: "نفوس الأبرار هي بيد الرب، فلا يمسها أي عذابٍ" (حك 3: 1). ويتبع ذلك فورًا: "إنهم في سلامٍ، وإن عانوا من عذاب من بشر، فرجاؤهم مملوء خلودًا، وبعد متاعبٍ يسيرة سيكون لهم مكافأة عظيمة". مرة أخرى يقول في موضع آخر: "أما الأبرار فسيحيون للأبد، وعند الرب ثوابهم، ولهم عناية من لدن العليّ، فلذلك سينالون مملكة مجدٍ وتاج جمالٍ من يد الرب" (حك 5: 15-16). هذه العبارات وكثير من أمثالها عن الحياة الأبدية في صراحة أكثر أو أقل توجد في هذه الكتابات. حتى قيامة الجسد تحدَّث عنها الأنبياء. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153724 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سليمان يصف الحكمة 22 فَإِنْ كُنْتُمْ تَلْتَذُّونَ بِالْعَرْشِ وَالصَّوْلَجَانِ، يَا مُلُوكَ الشُّعُوبِ، فَأَكْرِمُوا الْحِكْمَةَ لِكَيْ تَمْلِكُوا إِلَى الأَبَدِ، 23 وَأَحِبُّوا نُورَ الْحِكْمَةِ يَا حُكَّامَ الشُّعُوبِ. 24 وَأَنَا أُخْبِرُكُمْ مَا الْحِكْمَةُ وَكَيْفَ صَدَرَتْ، وَلاَ أَكْتُمُ عَنْكُمُ الأَسْرَارَ، لكِنْ أَبْحَثُ عَنْهَا مِنْ أَوَّلِ كَوْنِهَا، وَأَجْعَلُ مَعْرِفَتَهَا بَيِّنَةً، وَلاَ أَتَجَاوَزُ مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا، 25 وَلاَ أَسِيرُ مَعَ مَنْ يَذُوبُ حَسَدًا، لأَنَّ مِثْلَ هذَا لاَ حَظَّ لَهُ فِي الْحِكْمَةِ. 26 إِنَّ كَثْرَةَ الْحُكَمَاءِ خَلاَصُ الْعَالَمِ، وَالْمَلِكَ الْفَطِنَ ثَبَاتُ الشَّعْبِ، 27 فَتَأَدَّبُوا بِأَقْوَالِي وَاسْتَفِيدُوا بِهَا. وأنا أخبركم ما هي الحكمة وكيف نشأت، ولا أكتم عنكم الأسرار. لكني أتقصَّاها من أول نشأتها، وأجعل معرفتها بيِّنة، ولا أحيد عن الحق. [22] يعّرف الكاتب نفسه أنه سليمان الذي تمتع بعطية الحكمة، فلا يقدر أن يكتم أسرارها، لئلا يُحسب جاحدًا لعطية الله، أو غير محبٍ لإخوته إنه يود أن يتعرف كل إنسان عليها فيحبها ويطلبها من الله مصدرها ويقتنيها معه! الحكيم الحقيقي يسلك بالبرّ الذي لا موضع للأنانية في قلبه، فيشتهي أن يتمتع الكل معه فيما ناله. الحكمة ينبوع مياه حيَّة كلما شرب الغير منها حفظ الينبوع نقاوة مياهه حيث يفيض بها دون توقف، فلا تصير مياهه راكدة تتعرض للتلوث بالطحالب والميكروبات. يود الكاتب أن يكشف عن الحكمة الصادرة عن الله، لأنه قد حدث تشويش في أفكار كثير من الناس، فيحسبون اللذة هي الحياة السعيدة، وبالتالي تنصب الحكمة في ملذات الجسد والتمتع بالعطايا الزمنية واللهو، أما الإلهيات والسماويات ففي ذهنهم هي خيال ووهم، تفقد الإنسان تعقله وحكمته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153725 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * التعريف العادي للحكمة هو طلب ما هو صالح وتجنب الشر. لذلك فإن الرسول على حق في وصفه لحكمة الجسد (كعداوة لله)، بكونها اشتياقًا للخيرات التي لا تدوم مع الإنسان حيث يوجد خوف من فقدان هذه الأمور يومًا ما حيث يتركها خلفه. مثل هذه الحكمة لا تقدر أن تخضع لناموس الله. يجب أن تُحطم لكي ما تحتل مكانها حكمة الروح هذه التي لا تضع رجاءها في الخيرات الأرضية ولا تخشى الشرور العالمية. فإن طبيعة النفس الواحدة لها حكمة الجسد متى طلبت الأمور الدنيا كما لها حكمة الروح متى طلبت الأمور العليا، وذلك كطبيعة الماء الواحدة التي تتجمد في البرد وتذوب في الحر. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153726 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * ما دام الجسد يحيا... لا يمكن لمؤمنٍ أن يسر بإرادة الله ويتممها بنشاط في حياته. القديس غريغوريوس النيسي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153727 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * الحكمة الجسدية موت، لأن الخطية خطيرة، وخلال الخطية جاء الموت. إنها تُدعى حكمة مع أنها جهالة. لأنه بالنسبة للناس العالميين الخطية - سواء بالفكر أو بالعمل - تُحسب حكمة، المدركة مع أنها ضد ناموس الله، خاصة وأن الذين يخطئون ممتلئون نشاطًا وذكاءً. أمبروسياستر |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153728 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ولا أسير مع الذي يذوب حسدًا، لأنه لا شركة له في الحكمة. [23] يحثنا الحكيم على محبة نور الحكمة، فالعالم نوره قائم على الشمس التي تنير الأمور الظاهرة، أما نور الحكمة فيهب النفس استنارة لترى الخفيات وتتعرف على أسرار السماء، ويكون لها الحكم الصائب. يحذرنا الحكيم من الحسد الذي يفسد عيوننا عن رؤية النور الحقيقي. ليس من شركة بين الحكمة التي هي في ذاتها حب لله والناس وبين الحسد الذي لا يحمل حبًا لله والناس. ليس من عدوٍ يفسد الحكمة في حياة الإنسان مثل الحسد، الذي لا حظَّ له في الحكمة، أو لا شركة له معها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153729 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تحدث القديس أغسطينوس عن حسد راحيل الجميلة الحادة البصر لليئة صاحبة العينين الضعيفتين، لأن الأولى كانت عاقرًا والثانية فتح الرب رحمها لتثمر فتصير محبوبة من رجلها. إن استعرنا ما كتبه القديس أغسطينوس في هذا الأمر في شيء من التصرف نقول بأن راحيل تمثل الإنسان الذي يكرس كل طاقاته في حياة التأمل وحدها، له البصيرة الحادة ليتمتع برؤية أسرار إلهية، لكنه لا يخدم. وليئة تمثل الإنسان الروحي الجاد والعامل في كرم الرب فيأتي بأبناء كثيرين للملكوت. فإنه لا غنى للإنسان عن الحياتين معًا، لكي يتمتع برؤية أسرار الله ويعمل في كرمه. هذا وأنه لا يليق بمن يكرس الجانب الأكبر لحياته للتأمل أو للخدمة أن يحسد الآخر، بل يكمل أحدهما الآخر، ويطلب كل منهما ما هو للغير بروح الحب. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153730 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن كثرة الحُكماء خلاصُ العالم، والمَلِك الحكيم ثباتُ الشعب. [24] ليس من خلاصٍ للعالم بدون المؤمنين الحقيقيين الذين يتمتعون بالحكمة. جاء في الرسالة إلى ديوجنيتس: [يقيم المسيحيّون في العالم كما تقيم الروح في الجسد. الروح منتشرة في أعضاء الجسد انتشار المسيحيّين في مدن العالم. الروح تقيم في الجسد، إلاَّ أنّها ليست من الجسد المنظور... الجسد يكره الروح ويقاومها، وإن لم ينله منها أذى، سوى أنّها تحول دون انغماسه في حمأة اللذات. والعالم يكره المسيحيّين، لا لأنّهم أساءوا إليه، بل بكونهم يتصدّون لما فيه من شهوات منحرفة فاسدة. تحب الروح الجسد الذي يبغضها، كما يحب المسيحيّون مبغضيهم. الروح سجينة الجسد، ولولاها لما كان للجسد من حياة، والمسيحيّون موثقون في سجن العالم، ولولاهم لا قيام ولا حياة للعالم.] هكذا فإن الحكيم الحقيقي إذ يحمل السيد المسيح في قلبه يصير محبًا للبشرية (للعالم) مشتاقًا إلى خلاص الجميع. فالحكمة ليست معرفة نظرية لكنها حب عملي لكل العالم، وشوق إلى بنيان كل نفسٍ وتمتعها بالمجد الأبدي. فبقوله "تأدبوا بأقوالي" يسألنا ألاَّ يتحول هذا الحديث إلى فكر فلسفي مجرد، وإنما إلى حياة عملية ونفع حقيقي. |
||||