09 - 03 - 2024, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 153711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكمة تأتي لمُلاقاة الإنسان 13 فَإِنَّ الْحِكْمَةَ ذَاتُ بَهَاءٍ وَنَضْرَةٍ لاَ تَذْبُلُ، وَمُشَاهَدَتُهَا مُتَيَسِّرَةٌ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهَا، وَوِجْدَانُهَا سَهْلٌ عَلَى الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَهَا. 14 فَهِيَ تَسْبِقُ فَتَتَجَلَّى لِلَّذِينَ يَبْتَغُونَهَا، 15 وَمَنِ ابْتَكَرَ فِي طَلَبِهَا لاَ يَتْعَبُ، لأَنَّهُ يَجِدُهَا جَالِسَةً عِنْدَ أَبْوَابِهِ. 16 فَالتَّأَمُّلُ فِيهَا كَمَالُ الْفِطْنَةِ، وَمَنْ سَهِرَ لأَجْلِهَا فَلاَ يَلْبَثُ لَهُ هَمٌّ. 17 لأَنَّهَا تَجُولُ فِي طَلَبِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلٌ لَهَا، وَتَتَمَثَّلُ لَهُمْ فِي الطُّرُقِ بَاسِمَةً، وَتَتَلَقَّاهُمْ كُلَّمَا تَأَمَّلُوا فِيهَا. 18 فَأَوَّلُهَا الْخُلُوصُ فِي ابْتِغَاءِ التَّأْدِيبِ. 19 وَتَطَلُّبُ التَّأْدِيبِ هُوَ الْمَحَبَّةُ، وَالْمَحَبَّةُ حِفْظُ الشَّرَائِعِ، وَمُرَاعَاةُ الشَّرَائِعِ ثَبَاتُ الطَّهَارَةِ. 20 وَالطَّهَارَةُ تُقَرِّبُ إِلَى اللهِ. 21 فَابْتِغَاءُ الْحِكْمَةِ يُبَلِّغُ إِلَى الْمَلَكُوتِ. الحكمة مجيدة لا تذبُل، نعم! تسهُلُ مشاهدَتُها على الذين يُحبونها، ويجدها الذين يلتمسونها. [12] هنا يعلن الحكيم عن طبيعة الحكمة، فهي من جانب مجيدة، وأمجادها ليست وقتية بل دائمة وأبدية، لا تذبل. ومن الجانب الآخر تسعى نحو الإنسان، وتعلن عن حضورها، وتكشف عن ذاتها لمن يحبها. إنها سهلة المنال وبسيطة للغاية، وحاضرة على الدوام. حقًا إنها لا تقحم نفسها ولا تحتل قلب إنسان عنوة بغير إرادته، فإنه إن التمسها وطلبها يجدها أمامه، مشتاقة للسكنى فيه. هنا يتحدث عن الحكمة بكونها الأقنوم الثاني، الكلمة الإلهي، المجيد، ومجده سرمدي، وحاضر في كل مكان، مسرته أن يثبت فينا ونحن نثبت فيه. |
||||
09 - 03 - 2024, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 153712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسبق فتُعرِّف نفسها إلى الذين يرغبون فيها. [13] مع بهاء الحكمة العجيب ونضرتها الفائقة، أي إثمارها الذي لا ينقطع فإن الذين يحبونها ويتلمسونها يتعرفون عليها، معرفة الخبرة العملية والحياة. لم يقل يمكننا معرفة الحكمة، إنما هي تُعرف نفسها إلى من يرغبها. فالإنسان بقدراته البشرية الطبيعية يعجز عن معرفة الحكمة الإلهي. فلا يستطيع أحد أن يقول عن المسيح ربًا إلاَّ بالروح القدس. لا يختبر أحد عذوبة حكمة الله وقدراته وإمكانياته إلاَّ من تنسكب المحبة في قلبه بالروح القدس (رو 5: 5). من يقتني السيد المسيح يتعرف عليه ويحيا به ويتمتع بحكمته الإلهية، ويصير بالحق سفيرًا له. |
||||
09 - 03 - 2024, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 153713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ومن بَكَّر في طلبها لا يتعب كثيرًا، لأنه يجدها جالسة عند أبوابه. [14] يدعونا الحكيم أن نشتاق إلى الحكمة ونبتغيه، فيتجلى في قلوبنا كما على جبل تابور. سرّ تعبنا وعدم قدرتنا على اكتشاف شخص السيد المسيح وتمتعنا به أننا لا نبكر إليه. "أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليَّ يجدونني" (أم 8: 17). ليكن هو الأول في قلوبنا وأفكارنا وحواسنا، لن يحتل أحد ما ولا شيء ما مركزه فينا. الحكمة أو السيد المسيح من جانبه جالس على أبوابنا الداخلية يستأذن بدخوله. "هنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي، وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي (رؤ 3: 20). |
||||
09 - 03 - 2024, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 153714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لقد أعطانا الله الروح القدس حليفًا وحارسًا قديرًا، ومعلمًا عظيمًا للكنيسة، وبطلا قويًا لإعانتنا. فلا تخف إذن من الأبالسة ولا من الشيطان لأن الذي يحارب عنا أقوى منهم. لنفتح له أبوابنا، إذ يبحث عمن يستحقونه ويفتش عمن يستطيع أن يهبهم مواهبه. القديس كيرلس الأورشليمي |
||||
09 - 03 - 2024, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 153715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يدعونا الحكمة إلى التبكير في طلبه، فما كان يمكن لأحد من الشعب في البرية أن يتمتع بالمن النازل من السماء ما لم يبكر ويجمعه قبل شروق الشمس. إنه سبق فبادر بالحب، جاء إلينا بنفسه. إنه في محبة يطلب من النفس البشرية قائلًا: "افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي امتلأ من الطل، وقُصصي من ندى الليل" (نش 5: 2). فإذا ما استخفت به، وفضلت النوم عليه، وفي خمول رفضت ترك سريرها لتفتح له الباب، تفقد فرصة اللقاء معه، فنقول: "فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحوَّل وعبر، نفسي خرجت عندما أدبر، طلبته فما وجدته، دعوته فما أجابني" (نش 5: 6). |
||||
09 - 03 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 153716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هذه العواطف (الاشتياقات) تكون شريرة إن كان الحب شريرًا، وصالحة إن كان الحب صالحًا. لنبرهن على هذا من الكتاب المقدس. فالرسول يشتهي أن ينطلق ويكون مع المسيح (في 1: 23). وقيل "انسحقت نفسي شوقًا إلى أحكامك" (مز 119: 20). وأيضًا "الرغبة (اشتهاء) في الحكمة تقود إلى الملكوت" (حك 6: 20). القديس أغسطينوس |
||||
09 - 03 - 2024, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 153717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فالتأمل فيها كمال الحكمة، ومن سهر لأجلها سرعان ما يخلو من الهُموم. [15] لنفتح لمخلصنا أبوابنا الداخلية بخلوتنا في هدوء نتأمل حاجتنا إليه، ونسأله أن يدخل ويعلن ذاته فينا. نسهر ونرفض أن ننام، قائلين مع أبينا يعقوب: "لا أطلقك إن لم تباركني" (تك 32: 26). فالطريق للحكمة بين أيدينا، بل في داخلنا، والتمتع بها سهل للغاية، إن كنا نبكر إليها، وننسى كل شيء من أجلها. ونصغي إلى صوتها قبل كل صوتٍ آخر. يسألنا الحكيم حياة السهر الروحي، أي الاهتمام بالالتصاق بالرب، فلا يقدر الهمّ أن يلتصق بنا، بل نتحرر منه، ونصير في شركة مع السمائيين. |
||||
09 - 03 - 2024, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 153718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن الذين أهل لها هي التي تجول في طلبهم، وفي السبل تظهر لهم بعطفٍ، وفي كل فكر لهم تأتي لمُلاقاتهم. [16] يؤكد الحكيم حقيقة الحب الإلهي الفائق، فالحكمة الإلهي وإن كان لا يقتحم نفوسنا بغير إرادتنا، إلا أنه واقف على الباب يطلب الدخول فينا. نحن من جانبنا نبكر إليه معلنين رغبتنا في قبوله، وهو من جانبه يجول كمن يبحث عنا، ويظهر لنا وسط كل ظروفنا كمن في وسط الطرق يطلب إلينا أن نقبله، بل ويعلن ذاته في أفكارنا لكي نشتاق إليها ونشتهي سكناه فينا. |
||||
09 - 03 - 2024, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 153719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأولها الحقيقي هو الرغبة الصادقة في التأديب، والاهتمام بالتأديب هو المحبة. [17] يقدم لنا الحكيم السلم الذي نصعد به لنتمتع بالحكمة، درجات السلم الخمس هي: أ. قبول التأديب: المؤمن المشتاق للحكمة يكره الخطية، فيقبل بفرح ما يحل به من تأديب بسماح إلهي، حتى تتمرر الخطية في فمه ولا يجد فيها أية لذة. ب. بقبوله تأديب الرب له في إخلاص وبساطة قلب، ينفتح قلبه بالأكثر لمحبة الله. فلا تشغله ملذات العالم ولا يرتبك لأتعاب الحياة الزمنية، إنما تُمتص كل طاقاته في الحب الإلهي. ج. إذ يحب الله يحفظ وصاياه، وكما يقول السيد المسيح: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني" (يو 14: 13). د. من يحفظ الوصية الإلهية، تحفظه الوصية فيحمل برّ المسيح ويظهر أمام الآب متبررًا مجانًا، في طهارة ونقاوة. ه. إذ يتمتع المؤمن بالنقاوة يلتصق بالرب ويراه. "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). |
||||
09 - 03 - 2024, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 153720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
والمحبة هي حفظ شرائعها، ومُراعاة الشرائع هي ضمان عدم الفساد. [18] وعدم الفساد يجعلنا متقرِّبين إلى الله. [19] تهب الحكمة الناس الخلود والشركة في ملكوت الله. ليس ما يشغل قلب الحكيم مثل التقرب لله، والوجود معه أبديًا، لذا كثيرًا ما يتحدث عن الخلود وعدم الفساد أو عدم الموت في الحياة الأبدية. |
||||