![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 153631 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مراجعة يائسة 8 فَمَاذَا نَفَعَتْنَا الْكِبْرِيَاءُ، وَمَاذَا أَفَادَنَا افْتِخَارُنَا بِالأَمْوَالِ. 9 قَدْ مَضَى ذلِكَ كُلُّهُ كَالظِّلِّ وَكَالْخَبَرِ السَّائِرِ. 10 أَوْ كَالسَّفِينَةِ الْجَارِيَةِ عَلَى الْمَاءِ الْمُتَمَوِّجِ، الَّتِي بَعْدَ مُرُورِهَا لاَ تَجِدُ أَثَرَهَا، وَلاَ خَطَّ حَيْزُومِهَا فِي الأَمْوَاجِ. 11 أَوْ كَطَائِرٍ يَطِيرُ فِي الْجَوِّ؛ فَلاَ يَبْقَى دَلِيلٌ عَلَى مَسِيرِهِ. يَضْرِبُ الرِّيحَ الْخَفِيفَةَ بِقَوَادِمِهِ، وَيَشُقُّ الْهَوَاءَ بِشِدَّةِ سُرْعَتِهِ، وَبِرَفْرَفَةِ جَنَاحَيْهِ يَعْبُرُ، ثُمَّ لاَ تَجِدُ لِمُرُورِهِ مِنْ عَلاَمَةٍ. 12 أَوْ كَسَهْمٍ يُرْمَى إِلَى الْهَدَفِ؛ فَيُخْرَقُ بِهِ الْهَوَاءُ، وَلِوَقْتِهِ يَعُودُ إِلَى حَالِهِ، حَتَّى لاَ يُعْرَفُ مَمَرُّ السَّهْمِ. 13 كَذلِكَ نَحْنُ، وُلِدْنَا ثُمَّ اضْمَحْلَلْنَا، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا أَنْ نُبْدِيَ عَلاَمَةَ فَضِيلَةٍ، بَلْ فَنِينَا فِي رَذِيلَتِنَا». 14 كَذَا قَالَ الْخُطَاةُ فِي الْجَحِيمِ. 15 لأَنَّ رَجَاءَ الْمُنَافِقِ كَغُبَارٍ تَذْهَبُ بِهِ الرِّيحُ، وَكَزَبَدٍ رَقِيقٍ تُطَارِدُهُ الزَّوْبَعَةُ، وَكَدُخَانٍ تُبَدِّدُهُ الرِّيحُ، وَكَذِكْرِ ضَيْفٍ نَزَلَ يَوْمًا ثُمَّ ارْتَحَلَ. فماذا نفعَتْنا الكبرياء؟ وماذا أفادنا الغنى الذي كنا نفتخر به؟ [8] يكتشف الأشرار بطلان الكبرياء والتشامخ، وأيضًا بطلان الغنى والثروات التي كانوا يحسبونها رصيد كرامتهم. من بين كل طرق الأشرار ورذائلهم يبكي الأشرار على كبريائهم الذي هو طريق إبليس الذي حطمه هو وملائكته. وأيضًا محبة الغنى، لأن محبة المال أصل لكل الشرور (1 تي 6: 10). فالكبرياء يدفع الأشرار إلى الغباوة فيتشامخوا حتى على الله نفسه، إن لم يكن باللسان فبلغة التذمر والتمرد ورفض الوصية الإلهية، ومحبة الغنى تفسد القلب فلا يقدر الحب أن يملك عليه لأنه يصير دستوره الظلم والجشع والبغضة. * إنه الكبرياء الذي يحولّ الإنسان عن الحكمة، وصارت الغباوة ثمرة التحول عن الحكمة. القديس أغسطينوس حياة الأشرار الخالية من كل فضيلة هي بلا معنى أمام الله. تنتهي حياتهم ولا تدوم ذكراهم على الأرض ولا في السماء. لا تترك حياتهم أي أثر صالح بعد موتهم، بل وحتى الآثار السيئة بعد مرور زمنٍ ما لا يعود يذكرها الكثيرون، أما فضائل الأبرار أو حبهم فيرافقهم في السماء، لأن المحبة لا تسقط أبدًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153632 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد مضى ذلك كُله كالظل، وكإشاعة تمر بسرعة، [9] مسكين الإنسان الذي يجعل من ظل سحابة علامة لطريقه، فسرعان ما يمضي الظل، ويفقد الإنسان طريقه. كل أمور العالم الحاضر وشهواته تمضي كالظل، فلا ترفع قلب الإنسان إلى الله مصدر حياته وسعادته الأبدية. من ينشغل بالكرامة الزمنية وتُمتص كل أفكاره في إقامة ذكريات له، إنما كمن يسير وراء إشاعة كاذبة سرعان ما ينكشف كذبها وعدم وجود حقيقة صادقة لها. مسكين الإنسان الشرير الذي عوض ارتباطه بسحابة من الشهود (عب 12: 1) ينشغل بظلها. تطلع الرسول بولس إلى هذه السحابة لا ليشغل نفسه بمنظرها، بل أن يلتحق بها، فيصير جزءً لا يتجزأ من السحابة المقدسة الحاملة للسيد المسيح. ظهر الرب كسحابه لشعبه القديم ليظللهم من الحر ويقودهم في النهار مشتاقا أن يصير شعبه نفسه سحابة نيِّره تتمتع بحضوره وتجليه فوقها، فيصيروا عرشه. مسكين الشرير الذي عوض طلب الحق الإلهي فينعم بأسرار الله ويختبر السماويات، كل ما يشغله أن تصير حياته إشاعة سرعان ما تزول! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153633 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أو كالسفينة الجارية على أمواج الماء، التي لا تجد أثر مُرورها، ولا خطَّ لقاعها في الأمواج. [10] التشبيه الثالث الذي يقدمه لنا الحكيم عن حقيقة حياة الأشرار هو الاهتمام بالتطلع إلى الخط الذي يظهر وسط الأمواج بعبور سفينة سريعة وسط البحر. فانه سرعان ما يختفي هذا الخط ولا يبقى له اثر على أمواج المياه المتحركة. مسكين الإنسان الذي عوض أن يدخل سفينة المسيح أي كنيسته لكي يتمتع بغنى عطاياه! يقف متفرجا من الخارج فلا ينعم بالخلاص الأبدي. يقول المرتل عن حياة الأشرار: "كالهباء الذي تذريه الريح عن وجه الأرض" (مز 1: 4). أما عن الصدِّيقين فيقول الرسول: "اُنظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7). فلك نوح كسفينة في الحقيقة هو خطة إلهية، فيها دبر الله خلاص الإنسان، فقد أغلق الله بنفسه باب الفلك وحفظه حتى نهاية الطوفان. هكذا أيضًا كنيسة العهد الجديد هي تدبير إلهي، فبالنعمة الإلهية نتقبل عضويتنا الكنسية، ويقوم الروح القدس بغلق أبوابنا الداخلية، فلا تتسرب مياه الشر إلى سفينة حياتنا وتفقد توازنها. إن كانت السفينة تشير إلى الكنيسة كملجأ للخلاص، فإن الأشرار لا يشغلهم أن يدخلوا الكنيسة كأعضاءٍ فيها، إنما يكتفون بالتطلع إليها من بعيد لينتقدوها. يتتبعون الخط الذي يظهر وسط الأمواج بعبور الكنيسة وسط بحر هذا العالم، فيفقدوا خلاصهم. أشار القديس أغسطينوس إلى فلك نوح كرمز للكنيسة قائلًا: [الفلك بلا شك هو رمز مدينة الله في رحلتها عبر التاريخ.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153634 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * جسم الكنيسة ككل يشبه السفينة، يحمل أناسًا من أجناس متنوعة، وسط عاصفة عنيفة... الله "الآب" هو صاحب السفينة. والمسيح قبطانها. الأسقف يشبه الملاحظ، والكهنة هم البحارة، والشمامسة هم المجذفون، ومعلمو الموعوظين هم المضيفون. العظات المنسوبة لإكليمنضس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153635 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح. * لا يكون مسيحيًا من هو ليس داخل كنيسة المسيح. * إذ كيف يمكن أن يكون أحد مع المسيح إن كان لا يسلك داخل عروس المسيح، وإن لم يوجد في كنيسته؟! * من ليس له الكنيسة أمًا، لا يقدر أن يكون الله أباه! القديس كبريانوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153636 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أو كطائر يطير في الجو، فلا تجد دليلًا على مسيره. يضرب الريح الخفيفة بجناحيه، ويشُقَّها بصفيرٍ شديدٍ، ويعبرُ مرفرفًا جناحيه، ثم لا تجد لمروره من علامة. [11] ذكراهم على الأرض تكون كأثر سفينة تشق مياه البحر يظهر سريعًا ثم يختفي. أما في السماء فلا وجود لذكرى الأشرار لأن حياتهم تشبه طائرُا يحرك جناحيه ليضرب بهما الهواء، لكن بعد مروره لا نجد أثرًا في الهواء، ولا يتحرك خطًا يُظهر طريق سيره؛ أو مثل سهم يعبر في الهواء لا يترك خطًا يُعلن عن طريق مسيره. يبحث الشرير عن الأثر الذي يتركه طائر مسرع في طريق طيرانه، فإذا به تضيع حياته وراء سراب لا يروي وأثار لا وجود لها عوض الانشغال بالتطلع إلى الخط الذي سلكه الطائر. يليق بالمؤمن أن يصير هو نفسه طائرًا يصعد بروح الله القدوس في غنى النعمة الإلهية من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18) لعله يبلغ حياة قامة ملء المسيح السماوي (أف 4: 13). أشار القديس أغسطينوس إلى فلك نوح كرمز للكنيسة قائلًا: [الفلك بلا شك هو رمز مدينة الله في رحلتها عبر التاريخ.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153637 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * هكذا يا اخوتي هو وجودنا، نحن الذين نعيش في حياة مؤقتة. هكذا هي تسليتنا على الأرض. جئنا إلى الوجود من العدم، وبعد الوجود الانحلال. إننا أحلام وهمية... مثل طيران طيرٍ عابرٍ، ومثل سفينة لا تترك أثر طريقها في البحر (حك 5: 10)، ذرة من التراب، بخار، ندى مبكر، زهرة سرعان ما تظهر وبسرعة تجف. فالإنسان أيامه مثل العشب، وكزهرة الحقل، هكذا يزهو. القديس غريغوريوس النزينزي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153638 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أو كسهمٍ يُرمى إلى الهدف، فيُخرق به الهواء، ولوقته يعود إلى حاله، فلا يعرفُ ممرُّ السهم. [12] ما هو السهم الذي ينشغل الأشرار بالبحث عن أثره في الهواء حين يلقيه رامي السهم نحو الهدف؟ أظن أنه السيد المسيح الذي يوجهه الآب إلى قلوب المؤمنين فيصرخ كل منهم بفرح: "إني مجروحة حبا" (نش 2: 5) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153639 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يمكننا في إيجاز أن نقارن بين البار والشرير. · البار يشتهي أن ينضم إلى سحابة الشهود المنيرة، والشرير ينشغل بظل سحابة سرعان ما تختفي. · البار يود أن يسجل اسمه في كتاب الحياة الأبدية، والشرير تصير حياته أشبه بإشاعة تعبر فلا يكون لها وجود أو ذكرى. · البار يُسر بالإبحار في سفينة المسيح ليتمتع بالخلاص، والشرير يكتفي بالتطلع إلى الخط الذي يظهر بإبحارها إلى حين ثم يختفي. · البار يود أن يكون كالنسر، يحلق في السماويات، والشرير يبحث في أثر طيران النسر فلا يجد له وجودًا. · البار يتلقف ضربة السهم الإلهي، فتتهلل نفسه بجراحات الحب الإلهي، بينما ينشغل الشرير بالتطلع إلى الهواء يبحث عن أثر ممر السهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153640 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كذلك نحن ما إن وُلدْنا حتى نبدأ نتوارى، ولم يكن لنا أن نُبدي علامة فضيلة نظهرها، بل فنينا في شرِّنا. [13] يصور الحكيم حياة الإنسان أنها ما أن تبدأ حتى يرافقها الشعور بالموت، فيترقب متى يحل الموت به، ويتوارى عن العالم. هذا ومن جانب آخر، إذ فسدت الطبيعة البشرية، لا يجد الإنسان علامة يمسك بها ليُظهر بها فضيلة ما، بل شعوره الدائم بالضعف يفني حياته. |
||||