منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 12 - 2016, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 15331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملكي صادق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان ملكي صادق إنسانًا حقيقيًا، عاش على الأرض في زمن كان الناس فيه يعبدون الأصنام، ولكنه كان شاهدًا لله وكان ملك شاليم (التي هي أورشليم) وكان أيضًا كاهنًا لله العلي. وعندما رجع أبرام بعد انتصاره على الملوك، وذلك لكي ينقذ لوطًا ابن أخيه، قابله ملكي صادق وأخرج له خبزًا وخمرًا وباركه، فأعطاه أبرام عُشرًا من كل شيء (تكوين14). ونجد أن ملكي صادق صورة مباركة لربنا يسوع المسيح في عدة أمور:
أولاً: كان ملكي صادق ملكًا وكاهنًا رمزًا للمسيح الملك والكاهن
وهو في هذا رمز لربنا يسوع الملك والكاهن. ومن كلمة الله نعلم أن بني إسرائيل كانوا 12 سبطًا، من سبط يهوذا يخرج الملوك من نسل الملك داود، ومن سبط لاوي يخرج الكهنة من نسل هارون الكاهن. ولم يكن مسموحًا للكاهن أن يكون ملكًا، ولا للملك أن يكون كاهنًا، حتى إنه عندما دخل الملك عُزِّيَّا هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور في القدس اعتُبر ذلك خيانة للرب فضربه بالبرص (2أخبار26).
ولقد طلع ربنا يسوع المسيح من سبط يهوذا ومن نسل الملك داود، وقد جاء لكي يملك، ولكن اليهود رفضوه ثم صلبوه، ولكنه قام في اليوم الثالث وهو الآن في المجد جالسًا على عرش الله. والمسيح الآن ملك، يملك بالحب على قلوب المؤمنين. وقريبًا جدًا سيأتي ليملك على كل الأرض بمجد عظيم؛ لأنه ملك الملوك ورب الأرباب.
عندما كان ربنا يسوع المسيح على الأرض لم يكن كاهنًا، ولكن بعد أن قَدَّم نفسه على الصليب ذبيحة، قام وصعد إلى السماء ودخل بدم نفسه إلى الأقداس وبذلك صار رئيس كهنة إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق (عبرانيين6: 20).
فإن كان ملكي صادق ملكًا وكاهنًا فهو إشارة إلى الرب يسوع الملك والكاهن، بل ملك الملوك ورب الأرباب، وأيضًا رئيس كهنة إلى الأبد.
ثانيًا: ملكي صادق رمز للمسيح ملك البر وملك السلام

كان اسم ملكي صادق متميزًا، وفي الكتاب المقدس عادة ما تكون معاني الأسماء لها دلالة روحية، فمعنى اسمه: ملك البر، ولقد كان ملكًا على شاليم، أي ملك السلام. ونلاحظ الترتيب ملك البر أولاً، ثم ملك السلام. وهو في هذا يكلمنا عن مُلك ربنا يسوع المسيح؛ مُلك البر والسلام.

الآن يوجد الظلم في الأرض بسبب شر الأشرار، وبالتالي لا سلام بل اضطراب وقلق، ولكن عندما يملك المسيح على الأرض سيرفع الظلم لأنه سيقضي على الأشرار ويتحقق العدل والبر، ونتيجة لذلك يَعُمّ السلام. فالبر هو صفة الحكم والسلام هو نتيجته.
ثالثًا: ملكي صادق رمز للمسيح الأزلي الأبدي
مع أن سفر التكوين يهتم بذكر أسماء الآباء والأبناء، ويذكر لنا كثيرًا عن أعمار الناس، ولكنه من اللافت للنظر أنه عندما جاء ذكر ملكي صادق صمت الروح القدس عن ذكر نسبه ولا حتى بداءة أيامه أو نهاية حياته، لأنه مُشَبَّه بابن الله؛ أي إنه مُصَوَّر في كلمة الوحي كشبه أو مثال لابن الله. وعندما يصمت الكتاب عن أمر فإنه يقصد شيئًا.
وفي هذا الصمت نجد أمرين:
1- أنه صورة للمسيح الأزلي الأبدي، الذي لا بداءة أيام له فهو «الذي مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا5: 2)، وهو أيضًا الأبدي الذي لا نهاية حياة له، الحي إلى أبد الآبدين.
2- ليعلن لنا أن كهنوت المسيح هو مباشرة من الله وليس من البشر أو الانتساب أو الوراثة، وعندما ذكر أنه لا نهاية حياة له، فإنه يعلن أن كهنوت المسيح دائم ومستمر بقوة حياة لا تزول، ولأنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول (عبرانيين7:16، 24).
رابعًا: ملكي صادق رمز للمسيح مصدر الشبع والفرح
فلقد أخرج ملكي صادق لأبرام الخبز والخمر بعد أن كان راجعًا مُتعَبًا من كسرة الملوك، وهما يكلماننا عن الشبع والفرح. وفي المسيح يسوع نجد الشبع والفرح، فهو خبز الله النازل من السماء الواهب حياة للعالم وهو أيضًا الكرمة الحقيقية التي نحصل منها على الخمر الذي يكلِّمنا عن الفرح. في الخبز نجد التقوية، وفي الخمر الإنعاش.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة بعد أن تقابل أبرام مع ملكي صادق الذي باركه وقدّم له الخبز والخمر، فأكل وشبع وشرب وفرح ورجعت له القوة الروحية والجسدية، تقابل أيضًا مع ملك سدوم الذي قدَّم له عرضًا مُغريًا، ولكنه رفض كل عطاياه لأن أمامه كان الرب الإله العلي مالك السماوات والأرض لأن «النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مُر حلو» (أمثال27: 7). وهكذا عندما نشبع بالرب، فإننا نحتقر كل شيء في العالم وندوس على عسله.
خامسًا: ملكي صادق رمز لعظمة المسيح
يذكر الوحي عن ملكي صادق هذا القول: «انظروا ما أعظم هذا» (عبرانيين7: 4). أي ما أعظم هذا الإنسان وهو في هذا إشارة لعظمة ربنا يسوع المسيح المكتوب عنه: «هذا يكون عظيمًا» (لوقا1: 32)، وأيضًا عظمة كهنوته.
وسر عظمة ملكي صادق أمران:
1- إنه بارك أبرام: «وبدون كل مشاجرة: الأصغر يُبارَك من الأكبر» (عبرانيين7: 7). وفي بركة ملكي صادق لأبرام أُعلن شيئان: (أ) إن الله العلي هو مالك السماوات والأرض، أي إن الله فوق الخليقة، والمتعالي فوق جميع الملوك والآلهة والمخلوقات وفوق كل قوة العدو، (ب) أن الله أسلم أعداءه في يده وبهذا يُعلن أن النصرة هي من الله وبالتالي فالفضل له.
2- قَبِل العشور من أبرام: فالعشور تُعطَى لمن هو أعظم، فلقد أعطاه أبرام عُشرًا من كل شيء، وفي هذا اعتراف من أبرام بتفوق وعظمة وكرامة ملكي صادق.
بعد أن رأينا أن ملكي صادق أعظم من إبراهيم، ولذلك هو أعظم من هارون الذي جاء من نسل إبراهيم، وبالتالي فإن كهنوت ملكي صادق أعظم من كهنوت هارون.
وهذا يرينا عظمة كهنوت المسيح الذي هو على رتبة ملكي صادق، وليس على رتبة هارون فمكتوب: «أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» (مزمور110: 4؛ عبرانيين7: 21).

أخي، أختي، إن الرب يسوع المسيح هو موضوع الكتاب المقدس كله فهو الأزلي الأبدي، وهو الملك والكاهن، وعندما يملك سيملك بالبر فسيسود السلام، وهو مصدر فرحنا وشبعنا وهو العظيم في ذاته وفي كهنوته، فيا ليتنا نشبع به باستمرار فندوس على كل عسل العالم ومُغرياته!
 
قديم 16 - 12 - 2016, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 15332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا سمّي المسيح “يسوع” لا “عمّانوئيل” كما تنبّأ عنه إشعياء النبيّ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في سفر إشعياء النبيّ ترد النبوءة الشهيرةعن ولادة ابن العذراء الذي يُدعى اسمه “عمّانوئيل” (إش ٧: ١٤). ومعنى الاسم في العربيّة هو “الله معنا”. ثمّ تأتي في السفر عينه مجموعة من النبوءات عن عمّانوئيل وعن دوره. لذا من أجل فهم النبوءة عن ولادته وتسميته يجب علينا أن نقرأها على ضوء كلّ ما يخبره النبيّ إِشعياء عنه.
ومن الأقوال النبويّة عن ذلك الصبيّ المولود لنا وعن دوره، أنّ اسمه يُدعى مشيرًا عجيبًا، إلهًا قويًّا، أبا الدهر الآتي. فيدلّنا تكرار القول “ويّدعى اسمه”، مع التسميات الإضافيّة له (“مشيرًا عجيبًا…”)، على أنّ الأسماء التي تُطلق على الصبيّ ليست بمثابة أسماء علم، بل إنّما هي تسمياتٌ تدلّ على هويّته.
ويبان جليًّا من الآية إش ٨: ٨ والآية ٨: ١٠ بشكل خاص، أن اسم عمّانوئيل فيها لا يأتي كإسم علم بل في الإشارة إلى حال الخلاص التي يصنعها الربّ:
“وأيّ رأيٍ افتكرتم به يلاشيه الربّ،وأي قولٍ قلتموه لا يثبت لكم، لأَنَّ اللهَ مَعَنَا” (هنا نقرأ في النصّ العبريّ “لأنّ عمانوئيل”)
تساعدنا هذه النبوءات، بالإضافة إلى تلك التي تليها في الإصحاح التاسع من السفر عينه، على استنتاج الآتي: إن الإسم عمّانوئيل، كما الأسماء الأخرى التي تطلق عليه، ليس إسم علمٍ بقدر ما هو يدلّ على حقيقة هويّة الشخص الذي يسمّى به. أي إنّ الصبيّ المولود هو الله الذي معنا.
ونبوءة إشعياء عن عمانوئيل التي أكّدها الملاك ليوسف في الحلم، تجد تفسيرها في نهاية الإنجيل بحسب متّى، حين يقول ربنا يسوع المسيح: “…وأنا معكم كلّ الأيّام”. “أنا معكم” في نهاية الإنجيل تُقابل “الله معنا” (عمّانوئيل) في بدايته. هكذا، يكون كلمة الله المتجسّد، في ولادته وحياته وكلّ تدبيره الخلاصيّ، “عمّانوئيل” – الله الذي سكن بيننا. ولا حاجة لأن يناديه الآخرون باسم عمّانوئيل كإسم علم يُعرف به.
أضف إلى ذلك أنّ اسم عمّانوئيل لم يكن معهودًا بين اليهود. وكان الأمر ليبدو غريبًا جدًا أن يُدعى طفل حديث الولادة به. فلو دُعي ربنا ومخلصنا به لكانت صعوبات جمّة لتواجهه مع عائلته. وتجدر الملاحظة أنّ الأدب اليهوديّ اللاحق لم يذكر “عمّانوئيل” كإسم علم للمسيّا المنتظر، ممّا يثبت صحّة اعتقادنا بأنّ وروده في سفر إشعياء كان يدلّ على حال معيّنة، أي على وجود الله مع شعبه، كما في الآية إشعياء ٨: ١٠.
لكلّ هذه الأسباب مجتمعة، لا غرابة في أنّ الملاك قد أوصى أن يُطلق على الصبيّ المولود اسم “يسوع” الذي تفسيره “الربّ يخلّص”، لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم. هنا تحديدًا، ذكر الإنجيلي متّى، الذي عاين الخلاص يتحقّق بموت وقيامة الربّ يسوع، نبوءة إشعياء النبيّ عن عمّانوئيل، وقال إنّها تحقّقت بولادة هذا الطفل. فهذا هو “عمّانوئيل”، وسنعرفه من قداسته وأعماله وغلبته على الموت وقدرته على إعطاء الحياة.
الأرشمندريت يعقوب (خليل)
رئيس دير سيدة البلمند البطريركيّ
 
قديم 16 - 12 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 15333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار بولس لاتروس الجديد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشأ في آسيا الصغرى في بلدة قريبة من برغاموس. والدته أفدوكيا كانت قريبة القديس يوانيكيوس الكبير(4 تشرين الثاني). له أخ اسمه باسيليوس زوجه ذووه عنوة ففر إلى جبل الأوليمبوس وصار راهباً. رقد أبواه وهو شاب صغير. بات وحيداً في الدنيا وفي أسوأ حال. بعث أخوه فأخذه إليه ثم سلمه إلى بطرس، رئيس دير كاريا في جبل لاتروس، ليهتم به راهباً.
كان بولس ممتلئاً غيرة إلهية وسعى إلى الاقتداء بمعلمه في كل أمر. حتى لباسه كان اللباس المستعمل لأبيه الروحي. عامله أبوه بصرامة لأنه أراد أن يدربه على النسك بعدما رأى فيه إناء مختاراً لله. أكد، بصورة خاصة، الجهاد ضد النوم. مرة لاحظه معلمه نعساً مطبق العينيين فصفعه صفعة قوية. من ذلك اليوم خلص من استبداد النوم. ولكي يتعلم أن يكون خادماً للإخوة جعله أبوه في المطبخ. كان كلما أشعل الفرن لإعداد الطعام يأخذ في البكاء ذاكراً نار جهنم. اعتاد أن يخرج إلى البرية ويصعد على شجرة ليصلي. كانت محبة المسيح تلتهمه التهاماً. وكان يطفح نوراً. كثيراً ما بدا جسده مشتعلاً وأصابعه كمشاعل مضيئة.
بعدما رقد الشيخ أبوه خرج ورفيق له في الجهاد اسمه ديمتري إلى البرية جنوبي لاتروس. هناك انتشر عدد من النساك وفدوا من سيناء ورايثو هرباً من البدو. أقام في مغارة لا عزاء فيها. تركه رفيقه بعد حين وحيداً وانصرف بسبب قسوة المكان. جاهد هناك جهاداً بطولياً، صلاة متواصلة وصوماً وسهراً وسجدات. قاومته الأبالسة بضراوة لا بالأفكار والخيالات وحسب بل بالظهورات المرعية والضجيج وإلقاء الحجارة. ثماني سنوات قضاها القديس في جهاد لا هوادة فيه عاد بعدها إلى دير كاريا لفترة وجيزة، طاعة لرئيس الدير. خرج إلى البرية من جديد ليستقر على قمة صخرية تشبه العمود الطبيعي. في مغارة لا يُصعد إليها إلا بالسلم. بات معلقاً بين السماء والأرض. كان راع يأتيه من وقت لآخر ببعض الطعام وكاهن بالقدسات. نال حظوة عند الله. ذاع صيته بفضائله وعجائب الله التي أخذت تجري علي يديه. أخذ طلاب الحياة الملائكية يتقاطرون عليه. كانوا يقيمون عند أسفل الصخر ويتبعون مثاله. كل على قدر طاقته وإيمانه. بعضهم انتظم في حياة الشركة وبعضهم انصرف إلى النسك. الفقر الكامل كان سمة الجميع وكذلك الطاعة الكاملة. اهتم بولس بحاجاتهم المادية والروحية وانكبوا هم على تحقيق قصد الله فيهم.
مع تنامي الشركة وتدفق الزوار أخذ المكان يفقد بعض من هدوئه. نزل بولس من عموده وطلب أمكنة عالية أكثر عزلة. كان قد أمضى اثني عشر عاماً على العمود لم ينزل فيها عنه مرة واحدة. بقي يتردد على تلاميذه ليفتقدهم. ملاكه الحارس كان يتراءى له بشكل منظور ويهتم بقضاء حاجاته. لم يتوقف سيل الزوار عليه فخرج إلى حزيرة ساموص وأقام في مغارة معزولة. صار له، هناك أيضاً، تلاميذ. ذاع صيته في كل مكان حتى بلغ كريت وبلغاريا وإيطاليا. الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع البرفيري (913 -959م) راسله.
بعدما امتلأ القديس من نعمة الله وتكمل في الوداعة والفرح صار مجرد حضوره أدواء النفس والجسد ويطرد الشياطين ويعزي المكروبين. عرف بقرب نهاية رحلته على الأرض سلفاً. حرر لتلاميذه قواعد الرهبانية. رقد بسلام في الرب في 15 كانون الأول سنة 855م بعدما وعد تلاميذه بأن يصلي لهم على الدوام. شاهد بعض تلاميذه من بعيد ملائكة تحمل روحه وتتجه بها نحو العرش الإلهي. وكانت أيضاً، ساعة موته، علامات وعجائب تأكيداً لقداسته وحسن شفاعته.
 
قديم 16 - 12 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 15334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العالم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“أما تعلمون أنّ محبّة العالم عداوةٌ لله. فمن أراد أن يكون محبًّا للعالم فقد صار عدوّاً لله” (يعقوب 4: 4).
“لأن اهتمام الجسد هو موتٌ، هو عداوة لله” (رومية 8: 7).
“لا تحبّوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.. لأن كلّ ما في العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وتعظّم المعيشة… والعالم يمضي وشهوته وأمّا الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد” (1 يوحنّا 2: 15-16-17).
من جهة أخرى يقول الإنجيليّ يوحنّا نفسه “هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة” (يوحنّا 3: 16).
هذا تعبير عن الحبّ الإلهيّ الذي يمتدّ إلى كلّ العالم “وضع نفسه وأطاع حتّى الموت موت الصليب” (فيليبي 2: 8) “لكي يخلّص العالم” (يوحنا 3: 17). الغاية من التجسّد، من الصليب، ليست “ليدين العالم بل ليخلّص به العالم” (يوحنا 3: 17).
يُلاحظ في ما سبق تناقضٌ ظاهريّ واضح بين وصيّة الربّ أن لا نحبّ العالم، لما فيه من فساد، وبين حثّه على محبّة هذا العالم الخاطئ. هذا لأن الربّ يسوع قد أحبّنا ونحن في خطيئتنا، في سقوطنا، في أنانيّتنا. نحن بدورنا، انطلاقاً من إيماننا به ومن رغبتنا بالتشبّه بمحبّته التي تفوق كلّ عقل، نحبّ الإنسان، كلّ إنسان، على الرغم من وسخه، دون أن نحبّ وسخه. هذا كلّه لكي، بمعونة الربّ وقوّته، نساعد قريبناللخروج من سقطته. نشير هنا إلى أنّ الإنسان المعمَّد يسكن الروح القدس في أعماق قلبه، واذا خطئ يقول القدّيس ذياذوخس فوتيكيس يظلم قلبه ولا يعود يعاين وجه الله. عند ذلك يجب عليه أن يُطهّر نفسه من الأهواء المعيبة، أن يتوب ويعترف بأخطائه. لذلك نحن لا نبقى على حبّنا له وإن كان خاطئاً وحتّى مجرماً، هذا على رجاء توبته وعودته إلى صفاء القلب.
******
اليوم ثمّة كثيرون متعلّقون بخبرات هذا الدهر. نقول إنّ روح العالم يسيطر عليهم وليس روح الله، هذا ما نسميّه الدهريّة أو العالميّة (محبّة العالم) sécularisme. هذا الدهر الخادع، هذه الروح الدهريّة اكتسحت الأديار أيضًا. ترى ما عكس الدهريّة؟ إنّها الأبديّة، أن يتعلّق الإنسان بما هو أبديّ، فما هو أبديّ لا ينتمي إلى الدنيا. السبيل إلى الخلاص هو، إذاً، أن يؤمن المرء بالربّ يسوع ويتشبّه به ويتبع وصاياه فيحصل على الحياة الأبديّة (راجع يوحنا 3: 16).
ولا ننسى “أنّ الإيمان بدون أعمال ميت “(يعقوب أخو الربّ 2: 17). في أيّامنا تكاثر الكلام والكتب والأحاديث الروحيّة وقلّ الإختبار لأنّ الناس تأثّروا بروح العالم.
يتجنب الإنسان اليوم الألم الجسديّ، يسعى وراء الراحة الجسديّة، يرتاح إلى القراءة الكثيرة والتطبيق القليل.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 16 - 12 - 2016, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 15335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ســـــام

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سام هو الابن الثاني لنوح (تكوين9، 10) ولاسمه معنيان؛ المعنى الأول هو “السمو”، والمعنى الثاني هو “الشهرة والصيت”. ونجد أن سام صورة لربنا يسوع المسيح في عدة أمور:
أولاً: سام رمز للمسيح في سموه وعظمته
فمعنى سام هو “السمو والعظمة”، وهذا يكلمنا عن عظمة ربنا يسوع المسيح، الذي هو الابن الأزلي، الذي جعله الله وارثًا لكل شيء، الذي به أيضًا عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائرًا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسمًا أفضل منهم؛ إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مُخضَعة له.
ثانيًا: سام رمز للمسيح في مجد ملكه
المعنى الثاني لاسم سام هو “الشهرة والصيت”، وهذا سيتم عندما يملك المسيح على كل الأرض بمجد عظيم. فعند دخوله إلى العالم في الظهور ستسجد له كل ملائكة الله (عبرانيين1: 6)، وسيأتي بالقوة والمجد، ثم يضع جميع أعداءه تحت قدميه. إن كان المسيح الآن مستترًا عن العالم وليس له تقدير في عيون الأشرار، ولكن عندما يملك، ستجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب. وستختفي كل الأسماء ويلمع ويشتهر اسم ربنا يسوع المسيح ويتحقق المكتوب: «ويكون الرب ملكًا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده» (زكريا14: 9).
ثالثًا: سام رمز للمسيح الذي سترنا
لقد شرب نوح الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه، وما أبعد الفرق بين تصرف كل من حام وسام! فحام أبصر عورة أبيه وشهَّر به، لكن سام ستر عورة أبيه إذ أخذ الرداء ووضعه على كتفه وسار إلى الوراء وغَطَّاه بالرداء. وإن كانت الخطية جعلت الإنسان في حالة العري والخزي والخجل (تكوين3: 10)، لكن جاء ربنا يسوع المسيح إلى أرضنا لكي يسترنا ويغطينا بدمه الغالي. ولقد جاءت أول إشارة للستر عندما أخطأ آدم في جنة عدن ووجد أنه هو وامرأته عريانان، وحاولا أن يسترا أنفسهما بأوراق التين ولكنهما فشلا. لذلك عندما أتى الرب الإله إلى آدم في الجنة، خاف واختبأ وقال: «سمعت صوتك في الجنة فخشيت؛ لأني عريان فأختبأت». وكان العلاج في أن الرب الإله صنع لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما. ومن هنا أعلن الرب الإله أن الستر لا بُد أن يتم على أساس الدم، أي على أساس الذبيحة. فلقد تَعَرَّت الذبيحة لكي يُستَر كل من آدم وامرأته ولقد تَعَرَّى المسيح وهو على الصليب لكي يُلبسنا ثياب الخلاص ويكسونا رداء البر (إشعياء61: 10). وعندما يتمتع الإنسان بغفران خطاياه وبالستر الإلهي يستطيع أن يتغنى مع داود قائلاً: «طوبى للذي غُفِر إثمه وسُتِرت خطيته» (مزمور32: 1). وشكرًا لله، لأن المسيح غطانا بدمه وقد لبسناه هو شخصيًّا كما هو مكتوب: «... قد لبستم المسيح» (غلاطية3: 27)!
رابعًا: سام رمز للمسيح موضوع تسبيح المؤمنين
عندما استيقظ نوح من خمره وعلم ما فعله به سام هتف قائلاً: «مُبارَك الرب إله سام». ونحن الذين آمنا بربنا ومخلصنا يسوع المسيح نستطيع أن نهتف أيضًا قائلين: «مُبارَك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية» (1بطرس1: 3). ونحن الآن نسبح الله من خلال شخص المسيح؛ موضوع تسبيحنا، كما هو مكتوب: «فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه مُعترفة باسمه» (عبرانيين13: 15). وليس الآن فقط، بل في الأبدية أيضًا (رؤ4: 8-11).
خامسًا: سام رمز للمسيح الغريب
يذكر الكتاب أن سام هو أبو كل بني عابر (تكوين10: 21)، وكلمة عابر معناها: “غريب ومسافر”؛ أي إن سام هو أبو الشعب العابر والمسافر. وصفة الاغتراب نراها في نسل عابر: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أبطال الإيمان الذين عاشوا في خيام (عبرانيين11: 9). ولقد أُطلق على أبرام أنه العبراني (تكوين14: 13). ولقد جاء ربنا يسوع المسيح من نسل سام، وعاش على الأرض غريبًا؛ ففي ولادته لم يكن له موضع في المنزل «فقمطته وأضجعته في المذود» (لوقا2: 7)، وفي حياته لم يكن له أين يُسند رأسه، فكان كل واحد يذهب إلى بيته، أما هو فكان يذهب إلى الجبل ليبيت، وعند موته دُفن في قبر مُستَعَار أي ليس له. ولقد قال ربنا يسوع في صلاته للآب عن التلاميذ: «ليسوا من العالم كما أني أنا لستُ من العالم» (يوحنا17: 14). وهذا يجعلنا نتمثل بالرب يسوع وأن نعيش غرباء في العالم، لأن من التصق بالرب لا بُد أن يعيش غريبًا وعابرًا (عبرانيين13: 14).
أخي.. أختي.. بعد أن رأينا أن سام رمز لربنا يسوع المسيح في سمو وعظمة شخصه، وفي مجد ملكه، وكيف عاش غريبًا في الأرض، وهو موضوع تسبيح المؤمنين، وكيف سترنا من خطايانا بالدم، لذلك دعني أسألك: هل خطاياك قد مُحِيت من أمام الله؟ وهل سُتِرتَ بدم المسيح؟ هل لبستَ المسيح؟ ونحن كمؤمنين ليُعطنا الرب أن نعيش حياة الغربة العملية، منتظرين مجيئه القريب!
 
قديم 16 - 12 - 2016, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 15336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفُلك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بسبب كثرة شر الإنسان وفساد الأرض وامتلائها ظلمًا؛ حزن الرب أنه عمل الإنسان، وقرَّر أن يمحو كل البشر على الأرض مع الحيوانات والطيور. لكنه - في نعمته - أمر نوحًا أن يبني فلكًا من خشب جفر لخلاص بيته. وأخبره بأبعاده وتفاصيله، ولقد أطاع نوح وفعل كل ما أمر به الله. واستغرق بناء الفلك 120 سنة، ولم يخلص أحد من كل البشر إلا نوح وعائلته فقط. ولم يكن الفلك سفينة بالمعنى المعروف، فلم تكن له جوانب مائلة ولا دفة ولا سارية ولا قلوع، بل كان أشبه ببرج ضخم يطفو فوق سطح الماء ويقاوم صدمات الأمواج، ولم يكن معرَّضًا للانقلاب.
والفلك يشير بصورة واضحة لربنا يسوع المسيح من عدة جوانب:
(1) الفلك هو وسيلة النجاة الوحيدة من الطوفان:
وهو في هذا صورة لربنا يسوع المسيح الوسيلة الوحيدة للنجاة من غضب الله ودينونته «وليس بأحد غيره الخلاص؛ لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطيَ بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال4: 12).

(2) الفلك مصنوع من الخشب:
والخشب يشير إلى ناسوت ربنا يسوع المسيح، فهو ابن الله الأزلي لكنه تجسد «والكلمة صار جسدًا» (يوحنا1: 14). والمسيح – له المجد – مشبه بأنه شجرة فمكتوب عنه: «نبت قدامه كفرخٍ وكعرقٍ (كجذر) من أرض يابسة» (إشعياء 53: 2). ولكي ينجو نوح من الموت، كان لا بد أن تُقطع الأشجار وتموت لكي يحصل على الخشب ويبني الفلك. وهذا مبدأ عام أن الحياة تنبع من الموت. ولكي ننجو نحن من الموت الأبدي، كان لا بد أن يموت المسيح «يُقطع المسيح» (دانيآل 9: 26). قُطِع من أرض الأحياء بموته على الصليب، لكي يمتلك كل من يؤمن به الحياة الأبدية. وإن كان الفلك مصنوعًا من خشب ومسامير؛ وهكذا فلك نجاتنا ربنا يسوع المسيح عُلِّق على خشبة الصليب ودُقَّت المسامير في يديه ورجليه.
(3) الفلك مطليٌ من الداخل ومن الخارج بالقار:
وذلك لمنع دخول المياه إليه، وهنا يمكن أن نرى إشارة لكفارة المسيح، وكلمة ”كفارة“ معناها “غطاء” أو “ستر”. ونجد هذا الأمر مرتين هنا، فأولاً: يطلب الله من نوح أن يصنع الفلك من خشب جفر وكلمة «جفر» معناها غطاء، ثانيًا: تطليه من داخل ومن خارج بالقار، ونتيجة لذلك سُتر نوح ومن معه من طوفان المياه ونجوا من الهلاك. كان لا بد أن تُغَطى الخطية من أمام وجـه الله وهـذا ما عملـه دم المسيح الذي سفك علـى الصليب «وهـو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا» (1يوحنا2: 2).
(4) الفلك له كوى (شباك) من فوق:
وذلك للتهوية والإضاءة ولكنه أيضًا له معنى روحي جميل وهي أن نوح وعائلته وهم في الفلك لا يتطلعون إلى أسفل حيث فساد الأرض، لكن أعينهم تتطلع إلى أعلى، إلى السماء، إلى الله الحي. ونحن مدعوون لننظر إلى أعلى ونسير بالإيمان إذ مكتوب: «إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض» (كولوسي 3: 1، 2).
(5) الفلك له باب واحد في جانبه:
لكي يدخل منه نوح وعائلته وينجوا من دينونة الطوفان. وهناك باب واحد فقط للنجاة من الموت الأبدي، هو الرب يسوع المسيح «أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص» (يوحنا 10: 9).
قال الله لنوح أن يضع باب الفلك في جانبه، وهذا يشير إلى جنب الرب يسوع الذي طُعن بالحربة ليعلن أن الطريق إلى قلب الله الآن صار مفتوحًا للمذنبين والخطاة. إن باب النعمة مازال حتى اليوم مفتوحًا، والرب يسوع يرحِّب. بك ولكن تذكَّر أنه بعد أن دخل نوح وعائلته الفلك، أغلق الرب عليه ولم يستطع أي شخص من خارج الفلك أن يدخل. وأعلن الرب يسوع في مثل العشر العذارى أنه بعد أن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس «أُغلق الباب» (متى 25).
(6) الفلك مكوَّن من ثلاثة مساكن (طوابق):
مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية وهذا يشير إلى اختلاف درجات النمو والتقدم للمؤمنين الحقيقيين بالمسيح، جميعهم في المسيح مخلَّصون وفي أمان، لكن هناك ثلاثة مستويات في عائلة الله: أطفال وأحداث وآباء. وكذلك يشير إلى خلاص في الماضي والحاضر والمستقبل، خلاص من عقوبة الخطية ومن سيادة الخطية ومن جسد الخطية، خلاص للروح وللنفس وللجسد.
((7) نوعان من المياه صدمتا الفلك:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة بعد أن دخل نوح وعائلته الفلك، أغلق الرب عليه وجاء الطوفان الذي يعلن عن غضب الله ودينونته؛ فانفجرت كل ينابيع الغمر العظيم (مياه من أسفل) وانفتحت طاقات السماء (مياه من أعلى)، وكان المطر على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة. والفلك هنا يشير إلى ربنا يسوع المسيح الذي عندما عُلِّق على الصليب لأجلنا، تألّم نوعين من الآلام: آلام من البشر (من أسفل) في الثلاث الساعات الأولى، وآلام من الله (من أعلى) في الثلاث الساعات الثانية والمظلمة. في النوع الأول من الآلام كان يتألم من أجل البر؛ لأنه هو البار والبشر أشرار. لكن في النوع الثاني من الآلام كان يتألم من أجل الخطية؛ لأن الله الديان العادل وضع عليه إثم جميعنا. تألم تلك الآلام الكفارية الرهيبة حيث قال بروح النبوة: «غمر ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك (قنواتك). كل تياراتك ولججك طمت عليَّ» (مزمور 42: 7).
أخي... أختي... بعد أن رأينا الفلك كصورة جميلة لربنا يسوع المسيح، فلك نجاتنا، الذي مات لأجلنا على الصليب واحتمل الدينونة الرهيبة نيابة عنا، دعني أسألك: هل دخلت إلى فلك النجاة؟ هل صرت في المسيح إنسانًا جديدًا؟ تذكر أن الذين لم يصدقوا كرازة نوح لهم ولم يدخلوا الفلك هلكوا هلاكًا زمنيًا وأبديًا، وهكذا كل من يرفض الإيمان بالرب يسوع المسيح المخلِّص، فحتمًا سيهلك! «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا 3: 36). فلا تؤجل! تعال إلى الرب يسوع المسيح الآن بالإيمان فتخلـص وتنجـو مـن الهلاك الأبدي.
 
قديم 16 - 12 - 2016, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 15337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نـــوح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نوح من الشخصيات المشهورة، وجاء ذكره بالارتباط بالفلك، ونجاته هو وأسرته من الطوفان الذي أغرق الأرض كلها. وهو ابن لامك، وأبو سام وحام ويافث، وجاء اسم نوح في الكتاب المقدس 54 مرة، وذكر في 9 أسفار. وعاش 950 سنة وعاصر أخنوخ من قبله وإبراهيم من بعده. وعندما نتأمل فيه نجد رموزًا جميلة ومباركة لربنا يسوع المسيح.
(1) ولادة نوح
تنبأ أخنوخ قبل ولادة نوح عن مجيء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع (يهوذا 14، 15)، وعندما وُلد نوح فرح لامك وقال: «هذا يعزّينا». وقبل ميلاد المسيح كانت آخر كلمات العهد القديم «آتي وأضرب الأرض بلعن» (ملاخي4: 6)، لكن عندما وُلد المسيح جاءت البشارة التي قالها ملاك الرب للرعاة: «ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا 2: 8-14).
(2) نوح: معنى اسمه “راحة” أو “تعزية”
عندما وُلد نوح قال لامك أبوه: «هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الرب» (تكوين5: 29). كان لامك يعمل ويتعب في الأرض بدون راحة، ولكن عندما وُلد نوح، جاءت معه الراحة، وهو في هذا صورة للرب يسوع المسيح الذي يعطي الراحة الحقيقية من ثقل الخطيه لكل من يؤمن به، «تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متى11: 28؛ انظر مرقس6: 31)، لكن الراحة النهائية والكاملة عندما يأتي ربنا يسوع من السماء لاختطاف المؤمنين إلى بيت الآب (عبرانيين 4: 9). إن نبوة لامك أبيه تتطلع إلى المستقبل عندما يأتي ربنا يسوع ثانية ويخلص الأرض من لعنتها.
ومعنى آخر لاسم نوح هو: تعزية، «هذا يعزينا»؛ أي بولادة نوح جاءت التعزية، وفي هذا صورة للرب يسوع المعزي الذي قال لشعبه في القديم: «عزوا عزوا شعبي يقول إلهكم» (إشعياء 4: 1؛ 66: 13). وعندما كان الرب يسوع هنا على الأرض كان هو المعزّي للتلاميذ (يوحنا 14: 16). ويستطيع الآن أن يعزي ويشجع كل متألم وكل من يجتاز في تجربة؛ فهو الذي يشفي المنكسري القلوب والذي يعصب والذي يداه تشفيان. والذي بكى مرة عند قبر لعازر، يستطيع أن يجفِّف دموعنا. إنه ذو القلب المحبّ والعطوف المليء بالحنان. لذلك دعنا نأتي إليه بكل ما يؤلمنا؛ عندئذ نجد عنده التعزية والتشجيع.
(3) نوح المنفصل عن الأشرار
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عاش نوح في وسط عالم مملوء بالشر والفساد والظلم، حيث كثر شر الإنسان، وكانت كل أفكار قلبه شريرة كل يوم، وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت ظلمًا، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض. لكن يذكر الكتاب: «وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب».
وعبارة «وأما نوح» ترينا اختلاف نوح وانفصاله عن هذا العالم الفاسد الشرير. وهو في ذلك صورة مباركة لربنا يسوع المسيح الذي «قد انفصل عن الخطاة» (عبرانيين7: 26)، و«لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس» (مزمور1: 1).
«ووجد نوح نعمة في عيني الرب»، صورة للرب يسوع الذي وجد الآب فيه كل سروره ورضاه، فلقد شهد عنه في المعمودية قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى3: 17)، وحل الروح القدس عليه بهيئة جسمية مثل حمامة واستقر عليه.
(4) نوح رجلاً بارًا وكاملاً
عاش نوح حياة البِرّ العملي، وكانت حياته شاهدة لله الذي ارتبط به، فشهد له الرب: «إياك رأيت بارًا لديَّ في هذا الجيل» (تكوين7: 1). وهو في هذا صورة للرب يسوع البار الوحيد، الذي شهد عنه الروح القدس أنه «البار» (1بطرس 3: 18)، فهو القدوس. وقبل ولادته قال الملاك جبرائيل للمطوبة مريم: «القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لوقا1: 35). وفي حياته قال - تبارك اسمه - لليهود: «من منكم يبكِّتني على خطية» (يوحنا 8: 46)؛ فهو «الذي لم يعرف خطية» (2كورنثوس5: 21)، و«لم يفعل خطية» (1بطرس2: 22، 23)، وأيضًا «ليس فيه خطية» (1يوحنا 3: 5). وعند الصليب شهد قائد المئة قائلاً: «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا» (لوقا 23: 27).
بحق عاش المسيح - له المجد - حياة الكمال على الأرض، وهو المكتوب عنه: «لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمح أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ» (متى 12: 19).
(5) نوح السائر مع الله
أخنوخ ونوح هما الشخصان الوحيدان في الكتاب المكتوب عن كل منهما أنه «سار مع الله». والسير مع الله يعني أن يكون الشخص في شركة مستمرة مع الله وتوافق معه في أفكاره ومشاعره. ويتساءل عاموس النبي: «هل يسير اثنان معًا إن لم يتواعدا (أي يتفقا)؟» (عاموس3: 3).
لقد كان نوح سائرًا مع الله، أي في علاقة وشركة معه، وفي هذا هو صورة لربنا يسوع المسيح - كالإنسان الكامل - الذي عاش على الأرض ثلاثة وثلاثون سنة ونصف، وكان في شركة واتصال مستمر مع الله. وأول عبارة يسجلها الروح القدس عنه هو ما قاله للمطوبة مريم ويوسف النجار، عندما كان له من العمر 12 عامًا: «ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟» (لوقا2: 49). فمن خلال شركته مع الآب علم أنه ينبغي أن يمكث في الهيكل وسط المعلمين ليسمعهم ويسألهم. وعندما كان في البرية يجرَّب من إبليس، كان يحيا بكل كلمة تخرج من فم الله (لوقا4: 4). وطول حياته كانت إراداته متفقة تمامًا مع إرادة أبيه (يوحنا 5: 19، 20؛ 12: 49، 50). وقبل الصليب مباشرة، وهو في البستان، أفرغ نفسه في صلاة لله، مسلِّمًا الإرادة له. وفي نهاية آلامه فوق الصليب، استودع روحه في يدي الآب.
ليعطنا الرب أن نتمثل به.

(يتبع)
 
قديم 16 - 12 - 2016, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 15338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شيث

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شيث هو الابن الثالث لآدم، والذي منه جاء المسيح حسب الجسد، ورقم ثلاثة هو رقم القيامة. وكان قايين قد قتل هابيل أخاه، وهابيل - كما فهمنا من المقالة السابقة - صورة للمسيح الذي رُفض من إخوته، ثم في النهاية قتلوه معلِّقين إياه على خشبة. ولكن بعد موت هابيل جاء شيث؛ وفي هذا صورة للمسيح المُقام من الأموات. لذلك هابيل وشيث هما صورتان لعمل المسيح؛ فهابيل صورة لموت المسيح، وشيث صورة لقيامة المسيح.

إن قيامة المسيح كانت إعلانًا عن نصرته وغلبته على الموت، وأن الموت لا يسود عليه بعد. وكانت أيضًا برهانًا على لاهوته، فهو الذي قال: «لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا» (يوحنا10: 18)، فهو الذي وضع نفسه بإرادته فمات، وأيضًا أقام نفسه من الأموات بإرادته، وفي هذا إعلان عن لاهوته؛ وكما هو مكتوب في رومية1: 4 عن المسيح أنه «تعيَّن (أي ثَبَت وتبرهن أنه) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات».

كذلك قيامته تعلن صدق أقواله، لأنه تكلم عدة مرات للتلاميذ أنه سيقوم في اليوم الثالث. وهكذا كان كلام الملاك للمريمتين: «ليس هو ههنا لأنه قام كما قال» (متى28: 6).

وفي قيامة المسيح إعلان عن أن الله شبع ورضي واكتفى بعمل ابنه، لذلك أقامه من الأموات. وأيضًا إعلان عن تبريرنا (رومية4: 25)؛ وبقيامة المسيح صار الرجاء حيًّا بالنسبة لنا (1بطرس1: 3)؛ وبقيامته قمنا نحن أيضًا معه. فيا لرفعة وعظمة المسيح المُقام من الأموات، والذي هو الآن حي في السماء لأجلنا!

عندما مات هابيل حزنت حواء وتألمت كثيرًا، ولكن بعد أن جاء شيث فرحت كثيرًا قائلة: «إن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل». وهذا أيضًا ما حدث مع التلاميذ، إذ حزنوا جدًا لموت المسيح، ولكنهم فرحوا جدًا لقيامته من الأموات وظهوره لهم. وذلك ما قاله الرب يسوع لتلاميذه بالارتباط بموته وقيامته: «إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح. المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت. ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد وُلِد إنسان في العالم. فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم أيضًا (أي بعد قيامته) فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم» (يوحنا16: 20-22).


أراد قايين أن يتخلص من هابيل، لكن الله أوجد شيثًا عوضًا عنه؛ مثلما أراد الناس قتل المسيح والتخلص منه، لكن الله أقامه في اليوم الثالث. فهمت حواء أن شيثًا هو تعويض من الله لها بعد موت هابيل، فدَعَت اسمه شيثًا. والمسيح - له المجد - الذي أُهين وتألم وأخيرًا مات، كان لا بُد أن الله يعوِّضه ويكرمه؛ لذلك «أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة... وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء»، وقريبًا جدًا «تجثو باسم يسوع كل ركبة، ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (أفسس1: 20-22؛ فيلبي2: 10، 11).

شيث معنى اسمه “تعويض” أو “المعَيَّن”؛ وهو في هذا صورة للمسيح الذي جعله الله وارثًا لكل شيء. لقد قال اليهود عن المسيح: «هذا هو الوارث. هَلُمُّوا نقتله ونأخذ ميراثه» (متى21: 38)، وفعلاً قتلوا المسيح، لكن الله أقامه وجعله وارثًا لكل شيء.

بعد مجيء شيث وُلد له ابن، فدعاه أنوش. حينئذ ابتُديء أن يُدعَى باسم الرب. وعلى الأرجح أنهم بدأوا يدعون الرب بصورة علنية، إعلانًا عن شهادة لله على الأرض؛ وهذا ما تم بعد قيامة ربنا يسوع المسيح وصعوده للسماء وإرساله الروح القدس، حيث تكونت الكنيسة التي تشهد للمسيح على الأرض.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد فسد الجنس البشري بسقوط آدم وشر قايين، لكن عندما ظهر شيث في المشهد نجد بداية جديدة؛ وفي هذا صورة للمسيح الذي هو بداية الخليقة الجديدة.
وعندما نقرأ تكوين4، 5 نجد نسلين؛ ففي تكوين4 نجد نسل قايين الشرير، بينما في تكوين5 نجد نسل شيث. وهناك فرق بين النسلين؛ فنسل قايين هو النسل الجسدي الذي يهتم بما للجسد، فنجد الاهتمام بمَسَرَّات الأرض حيث العود والمزمار، وتعدد الزوجات، ثم القسوة والقتل. وحيث إن اهتمام الجسد هو عداوة لله، لذلك لم يُسَر الله لا بقايين ولا بنسله الشرير. ولكن جاء شيث وصار نسله هو النسل الروحي؛ حيث كانوا شهودًا لله على الأرض، وكانوا منفصلين عن نسل قايين، ولذلك صار شيث رأسًا لعائلة جديدة؛ صورة للمسيح الذي هو رأس لجنس جديد. ولقد تم هذا بعد أن وقعت حبة الحنطة في الأرض وماتت لكي تأتي بالثمر الكثير، الذين هم الآن المؤمنون الحقيقيون.


يا ليتنا نتأمل باستمرار، ليس فقط في المسيح الذي مات لأجلنا على الصليب ثم دُفن؛ لكن أيضًا في المسيح الذي قام، وهو الآن في قمة المجد جالس في يمين العظمة في الأعالي، وقد ارتبطنا به فصرنا من عائلة الله وأيضًا باكورة من خلائقه!
 
قديم 16 - 12 - 2016, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 15339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هابيل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أول شخص ولد في العالم هو قايين، وكان عاملاً في الأرض، وأخوه هابيل كان راعيًا للغنم. أراد كل منهما أن يقترب إلى الله، ولكن بالأسف اختلف الطريقان، فقايين أراد أن يقترب إلى الله عن طريق أعماله وتعب يديه فقدَّم من أثمار الأرض، ولكن الله لم ينظر إلى قايين وقربانه. أما هابيل، فاقترب إلى الله على أساس الذبيحة فقدَّم من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. لقد جاء اسم هابيل في الكتاب المقدس 12 مرة. وفي هذه المقالة سنتحدث عن هابيل كرمز للمسيح. من بعض النواحي:

(1) هابيل، معنى اسمه: بخار

إن حياتنا جميعًا على الأرض قصيرة؛ فمكتوب عنها: «إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» (يعقوب4: 14). وهي مشبهه بأنها ريح ، ونفخه، وعدَّاء يجري سريعًا وأشبار، وقصة، وظل مائل (أيوب7: 7، 16؛ 9: 25؛ مزمور39: 5؛ 90: 9؛ 102: 11). وهي قصيرة بالنسبة للأبدية التي لا تنتهي. لكن حياة هابيل كانت قصيرة جدًا، وهو في هذا صورة للرب يسوع الذي قُطع في نصف أيامه (مزمور102: 24)؛ إذ عاش المسيح - له المجد - 33 سنة وبضعة أشهر فقط.

فليتنا كمؤمنين نستثمر كل أوقاتنا وطاقتنا وحياتنا القصيرة لتعظيم ربنا يسوع المسيح.

(2) هابيل راعي الغنم

كان هابيل راعيًا للغنم، وهو عمل شاق إذ يأخذها إلى المراعي الخضراء، وإلى مياه الراحة. وهذا العمل يتطلب يقظة وصحوًا؛ حتى يحفظ الغنم من الذئاب الخاطفة. وهو في هذا صورة للرب يسوع، راعي الخراف العظيم، الذي يهتم بنا نحن قطيعه العابر في البرية. ونحن محفظون له لأننا في يده ولا يمكن لواحد من خرافه أن يهلك بل كما قال هو: «ولا يخطفها أحد من يدي».

لذلك نغبط أنفسنا بهذا الراعي العظيم ونثق في اهتمامه وعنايته بكل واحد منا.

(3) هابيل البار


شهد الرب يسوع عنه بأنه «هابيل الصديق»، وأن دمه هو دم زكي (متى23: 35؛ انظر عبرانيين11: 4؛1يوحنا3: 12). وفي هذا صورة للرب يسوع المسيح البار، الذي شهد عنه الآب قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى3: 17). عاش المسيح على الأرض حياة قدوسة وقال لليهود: «من منكم يبكتني على خطية» (يوحنا8: 46)، وشهد الكثيرون عن كماله وبره مثل بيلاطس وامرأته واللص التائب وقائد المئة إذ قال: «كان هذا الإنسان بارًا» (لوقا23: 47). وشهد عنه الروح القدس إنه «لم يعرف خطية» (2كورنثوس5: 21) «ولم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر. الذي إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدِّد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل» (1بطرس2: 22)، «ليس فيه خطية» (1يوحنا3: 5).

(4) هابيل رجل الإيمان

كان هابيل يثق في الله وفي أقواله؛ وهذا هو الإيمان. فلقد صدَّق أقوال الله من جهة غفران الخطايا عن طريق الذبيحة، فأخذ من أبكار غنمه وقدَّم لله ذبيحة، إذ مكتوب: «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين». والمسيح - له المجد - كإنسان كان هو رجل الإيمان الأعظم؛ إذ عاش، كإنسان، حياة الثقة في الله والاتكال عليه في كل شيء. عبّر عن ذلك بحياة الصلاة، وكانت لغته «احفظني يا الله لأني عليك توكلت» (مزمور16: 1).

ليعطنا الرب أن نعيش حياة الإيمان الواثق فيه؛ لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان.

(5) هابيل الذي قدّم لله


قدَّم هابيل لله من أبكار غنمه ومن سمانها، أي أنه قدَّم أفضل شيء لديه. وهو في هذا صورة للمسيح الذي قدَّم وقته وجهده وكل طاقاته لله أثناء حياته على الأرض، كما قدّم حبًّا وحنانًا وشفقة وعطفًا للجموع وللمتألمين، ثم قدَّم نفسه ذبيحة لأجلنا على الصليب. وهذا ليس بعجيب لأنه قال: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 35). وعندما نتأمل، مثلاً، فيما قدَّمه المسيح من جهد وهو في طريق طاعته لله؛ نراه يتعب من السفر، ويجلس على بئر في السامرة. ومرة أخرى بعد أن علَّم الجموع كثيرًا، صرف التلاميذ الجمع وأخذوه فـي السفينة، ومن الإرهاق الشديد كان في مؤخرة السفينة على وسادة نائمًا.
ليعطنا الرب أن نقدِّم أوقاتنا وطاقتنا وجهدنا وحياتنا له.

(6) هابيل المُبغَض من أخيه

مع أن هابيل أطاع الرب وقدّم الذبيحة، وأعماله كانت بارة، ولكن هذه الأمور جعلت قايين يبغضه. لقد نظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر؛ فاغتاظ قايين جدًا. وهذا حدث مع ربنا يسوع المسيح البار والقدوس؛ إذ ابغضه اليهود بلا سبب، وحاولوا قتله عدة مرات، ورجمه، وإلقاءه من على حافة الجبل. ولقد قال الرب يسوع لتلاميذه: «إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم... أبغضوني بلا سبب» (يوحنا15: 18، 25).
ولقد كانت قمة البغضة له عندما جاءت ساعة الصلب، وكان الذين يبغضونه كثيرين حتى أنه قال: «أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب» (مزمور69: 4).
لذلك إن أبغضنا العالم، بسبب ارتباطنا بالمسيح، فلا ننزعج؛ لأن هذا هو الوضع الطبيعي.

(7) هابيل المذبوح

قام قايين علي هابيل وذبحه وقتله، وبهذا كان هابيل هو أول شهيد من أجل البر. وفي هذا صورة لما حدث مع المسيح - له المجد - من اليهود إخوته؛ إذ بعد بغضتهم الشديدة له، ذبحوه وقتلوه وعلقوه على خشبة.

لقد سُفك دم هابيل الصديق، وسفك أيضًا دم المسيح البار؛ مع ملاحظة الفارق العظيم أن دم هابيل كان يطلب النقمة (تكوين4: 10)، أما المسيح فيطلب الرحمة والغفران (لوقا23: 34).

لقد مات هابيل لكنه يتكلم بعد، مُعلنًا أن طريق الاقتراب إلى الله هو في الذبيحة. وفي هذا صورة للمسيح الذي مات أيضًا، ولكنه يتكلم عن محبة الله العظيمة للبشر، والتي ظهرت في الصليب: «لأنه هكذا أحب الله العالـم؛ حتى بـذل ابنـه الوحيد» (يوحنا3: 16)، وأيضًا محبته للمؤمنين: «الله بيَّن محبته لنا؛ لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا» (رومية 5: 8).

أخي... أختي... هل استفدت من موته على الصليب؟ هل حياة وعمل المسيح موضوع مشغوليتك باستمرار؟
 
قديم 16 - 12 - 2016, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 15340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقمصة من جلد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلق الله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة ما عدا شجرة واحده فقط، هي شجرة معرفة الخير والشر، وحذره بأنه إذا أكل منها موتًا يموت.

لكن جاء الشيطان إلى المرأة في جسم حية وتكلّم إليها بلغة الإنسان، وكان كلامه عبارة عن تساؤل خبيث وماكر: «أ حقُّا قال الله؟»، هادفًا تشكيكها في صدق أقوال الله. ومع إن المرأة فهمت وصية الرب الإله لآدم (تكوين 3: 3)، لكنها أُغويت، فرأت أن الشجرة جيده للأكل وأنها شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل. وانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان.

لقد أخطأ الاثنان؛ فالمرأة سمعت لصوت الحية، وآدم سمع لصوت امرأته، ولم يسمع كليهما لصوت الرب الإله. وبهذا دخلت الخطية إلى العالم، وبدخولها جاء كل من: العار والخجل، الخوف، العداوة، التعـــب، الوجع، اللعنة، الشوك والحسك، العرق، الموت والعودة إلى التراب.

وإذ شعر آدم وامرأته بعريهما، أرادا أن يستراه بمآزر من أوراق التين خاطاها لأنفسهما. ولكن هذه المآزر لم تُشعرهما بالستر؛ فقال آدم للرب الإله عندما ناداه: «لأني عريان فاختبأت». وهذه المآزر التي من عمل يدي الإنسان، تمثِّل محاولات الإنسان الفاشلة والمتكررة ليستر عريه وخزيه الروحي عن طريق أعمال يديه؛ ولكن هيهات! ونلاحظ أن شجرة التين هي الشجرة الوحيدة التي لعنها الرب عندما كان هنا على الأرض، والحقيقة أن من يحاول أن يستر نفسه بأوراق التين - أي بأعماله الصالحة - يصبح تحت اللعنة وله الويل (غلاطية 3 :10، يهوذا 11).

إن فعل الخير ومساعدة الفقراء وزيارة المرضى والصوم وترديد صلوات محفوظة، كلها لا تغفر الخطايا، لأن الكتاب يقول: «وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يبرِّر الفاجر؛ فإيمانه يُحسب له بِرًّا» (رومية 4: 5)، وأيضًا «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 9). فعمل يدي الإنسان ليس سوى «خيوط العنكبوت» والتي «لا تصير ثوبًا ولا يكتسون بإعمالهم» (اشعياء 59: 5، 6).

قبل سقوط آدم في الخطية كان يُسَرُّ بالعلاقة مع الرب الإله والتحدث إليه، ولكنه بعد السقوط خاف وابتعد، ولم يبحث عن الرب الإله، بل بحث عنه الرب الإله. وهذا هو الإنسان بصفة عامة كما هو مكتوب: «ليس من يطلب الله» (رومية 3: 11).

وعندما أتى الرب الإله إلى الجنة، باحثًا عن الإنسان بكلِّ الحب، نجد آدم وامرأته يختبئان من وجهه في وسط شجر الجنة. وعوضًا عن أن يعترف آدم بخطئه، نجده يقدِّم العذر لنفسه، ويلقى باللوم على امرأته، والمرأة تلقى باللوم على الحية!

كان ينبغي أن ينفَّذ حكم الموت على آدم وامرأته «لأن أجرة الخطية هي موت»؛ وهذه هى عدالة الله. ولكن الله، في محبته للإنسان، اتجه إليه بنعمة غنية، وقدَّم له علاجًا شافيًا في الذبيحة، لأنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة». ولأنه كان لا بد من الموت، فكان: إما موت الإنسان أو موت البديل. لذلك أحضر الرب الإله حيوانًا بريئًا لم يرتكب ذنبًا، لكي يكون بديلاً عن الإنسان المذنب، ثم ذبحه، وسفك دمه، وأخذ جلد هذا الحيوان وألبسهما أقمصة من جلد. وبذلك سُتر آدم وامرأته. ويمكننا أن نرى في الأقمصة الجلدية كل من: العدل والمحبة. فالعدل يأخذ مجراه في نزول السكين على الحيوان وسفك دمه وموته. والمحبة تأخذ مجراها أيضًا في ستر آدم وامرأته من عريهما. وهذه الأقمصة التي من جلد قد أزالت من آدم وحواء الإحساس بالعرى، فاستطاعا أن يقفا أمام الله وقد صارا مقبولين في حضرته.

ويأتي سؤال وهو: لماذا يذكر الروح القدس «أقمصة» وليس “قميصان”؟ والإجابة: لأن الله يفكر في البشر جميعًا، ويريد أن يعطى لكل من يؤمن به سترًا إلهيا.
والذبيحة البريئة التي ذُبِحَت نيابة عن آدم وامرأته هى صورة واضحة لذبح المسيح نيابة عنا على الصليب. فالمسيح قد ذُبِح لأجلنا (1كورنثوس 5: 7). ومع أنه هو البار القدوس الذي بلا خطية ولا دنس ولا شر، لكن على الصليب جعله الله خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه.

لقد أخذ الرب الإله جلد الحيوان المذبوح وألبس آدم وامرأته، أي أنه تعرّى لكي يكتسي آدم وامرأته بجلده. وهكذا المسيح - له المجد - المكتوب عنه: «اللابس النور كثوب»، لكنه تعرى، ونزعوا عنه ثيابه، وصار عريانًا على الصليب؛ لكي نكتسي نحن بالمسيح نفسه.

وكل من يؤمن بالرب يسوع المسيح، إيمانًا قلبيًا، فإنه يلبس المسيح شخصيًا، كما هو مكتوب: «قد لبستم المسيح» (غلاطية 3: 27). ونستطيع أن نهتف الآن – كمؤمنين - بكل فرح قائلين: «فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي؛ لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر» (إشعياء 61: 10).

لقد كان الابن الضال، وهو راجع من الكورة البعيدة، لا يلبس إلا الهلاليل المملؤة من رائحة الخنازير؛ ولكن بعد توبته واعترافه لأبيه، ألبسه الحُلَّة الأولى (أفضل الثياب). وبالتأكيد قد اغتسل أولاً، ثم لبس هذه الحُلَّة الأولى. وهكذا كل من يأتي إلى المسيح بتوبة صادقه واعتراف قلبي وإيمان حقيقي، فإنه يغتسل أولاً بدم المسيح، ثم يلبس المسيح شخصيًا، ويصير مقبولاً أمام الله.

أخي.. أختي..

هل لبست المسيح وصرت مقبولاً فيه أمام الله؟

أم مازلت تحاول أن تستر نفسك

بمآزر من أوراق التين؟!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024