![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 153371 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أما البار، فإنه وإن تَعجَّله الموت، يستقرُّ في الراحة. [7] سبق فوعد الله الأبرار بالشيخوخة الصالحة، وهدد الأشرار بالموت المبكر الشرير. وكان يليق بالمؤمنين أن يدركوا هذا الوعد وذاك التحذير روحيًا. فالبار وإن عاش يومًا واحدًا فيُحسب عند الرب كألف سنة، والشرير وإن عاش ألف سنة تكون في عين الرب كيومٍ واحدٍ بلا ثمر. هنا لأول مرة في العهد القديم يعالج مشكلة موت أبرارٍ صغار السن، لأنه منطلق من وادي الدموع إلى الراحة مع الله. فإنه وإن مات صغير السن لكنه يُحسب كشيخٍ وقورٍ حكيمٍ مكرم بالفضائل المقدسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153372 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كتب القديس جيروم رسالة إلى صديقه القديم هيليودورس Heliodorus أسقف Alrirum لفقدانه ابن أخته الكاهن الصغير السن نيبوتيان Nepotian جاء فيها: * يا ليسوع الصالح! كيف كان يئن ويتنهد! كيف أسرع وهرب من عيون الكل! فإنه للمرة الأولى والوحيدة غضب مع خاله مشتكيًا من ثقل المسئولية الملقاة عليه، الثقيلة جدًا، وأن صغر سنه لا يتناسب مع الكهنوت. ولكن قدر ما قاوم هذا بالأكثر التصق بقلوب الجميع. رفضه للكهنوت لم يجعل منه إلا أن يكون مستحقًا للعمل الذي رفض أن يحمل مسئوليته. صار بالأكثر مستحقًا إذ أعلن عن شعوره بعدم الاستحقاق. نحن أيضًا في أيامنا تيموثاوسنا (أي أشبه بتيموثاوس الشاب تلميذ الرسول بولس وقد سيم أسقفًا)، وأيضًا رأينا فيه الحكمة الصالحة كالشعب الأشيب. القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153373 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لم يخشَ المؤمنون الموت حتى إن جاء متعجلًا، أو تمّ بأية صورة. لم يهز الموت إيمان المسيحيين، إذ يقول المدافع تاتيان Tatian: [وإن دمّرت النيران جسدي... وإن بُعثر بين الأنهار والبحار، ومزقته الوحوش الكاسرة إلى قطع، فإنني أُجمع في مخازن الله الغنية... وعندما يريد الله الملك سيعيد كياني المنظور بالنسبة له وحده إلى حالته الأصلية.] * إن موت الأبرار صار رقادًا، بل صار هو الحياة. القديس باسيليوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153374 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * كثيرون من شعبنا يموتون بهذا الموت (الجسدي)، فيتحرروا من هذا العالم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذا الموت الذي يحسبه (أهل العالم) كارثة، يراه عبيد الله رحيلًا إلى الخلاص. يموت الأبرار كالأشرار بلا تفرقة... .لكن الأبرار يُدعون إلى الراحة، والأشرار إلى العقاب. سلام عظيم يوهب للمؤمنين، وعقاب لغير المؤمنين. * من جهة الراحة، ماذا نجد في العالم سوى حرب دائمة مع الشيطان، وصراع في معركة دائمة ضد سهامه وسيوفه؟! حربنا قائمة ضد محبة المال والكبرياء والغضب وحب الظهور، وصراعنا دائم ضد الشهوات الجسدية وإغراءات العالم. ففكر الإنسان يحاصره العدو من كل جانب، وتحدق به هجمات الشيطان من كل ناحية. وبالجهد يقدر للفكر أن يدافع، وبالكاد يستطيع أن يُقاوم في كل بقعة. فإن استهان بحب المال، ثارت فيه الشهوات. وإن غلب الشهوات انبثق حب الظهور. وإن انتصر على حب الظهور اشتعل فيه الغضب والكبرياء، وأغراه السُكر بالخمر، ومزّق الحسد انسجامه مع الآخرين، وأفسدت الغيرة صداقاته. هكذا تعاني الروح كل يوم من اضطهاداتٍ كثيرةٍ كهذه، ومن مخاطرٍ عظيمةٍ كهذه تُضايق القلب، ومع هذا لا يزال القلب يبتهج ببقائه كثيرًا هنا بين حروب الشيطان! مع أنه كان الأجدر بنا أن تنصب اشتياقاتنا ورغباتنا في الإسراع بالذهاب عند المسيح، عن طريق الموت المعجل. إذ علمنا الرب نفسه قائلًا: "الحق الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح؛ أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يو20:16). من منّا لا يرغب في أن يكون بلا حزن؟! من منّا لا يتوق إلى الإسراع لنوال الفرح؟! لقد أعلن الرب نفسه أيضًا عن وقت تحويل حزننا إلى فرح بقوله: "ولكن سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 20:16). ما دام فرحنا يكمن في رؤية المسيح... فأي عمى يُصيب فكرنا، وسخافة تنتابنا متى أحببنا أحزان العالم وضيقاته ودموعه أكثر من الإسراع نحو الفرح الذي لا ينزع عنا؟! الشهيد كبريانوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153375 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأن الشيخوخة المكرَّمة لا تقوم على طول الزمن، ولا تُقاس بعدد السنين. [8] يشمت الأشرار في الأبرار الذين يموتون صغار السن، فيحسبونهم أنهم لم يتمتعون بملذات الحياة، وفي نفس الوقت لم ينالوا كرامة الشيوخ. يحسبون أن كرامة الشيخ في شعره الأبيض وطول سنواته وخبراته، غير أن الكرامة لا تُقاس بعمر الإنسان، ولا بمجرد خبراته، فقد تكون خبراته شريرة ويتمسك بها، حاسبًا إياها الحكمة بعينها. * الشيخ هو من يسبق أولًا ويسمع عن العمل. الشيخ هو من يحيا عمرًا عظيمًا في الإيمان. الشيخ هو من يكون عمره موضع تقدير، وزمانه الطويل بلا غضن. القديس أمبروسيوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153376 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ولكن الحكمة هي شباب الإنسان، وسن الشيخوخة هي الحياة المنزَّهة عن العيب. [9] يشير الكتاب المقدس إلى شباب الإنسان كعلامة للقوة والحيوية، فيقول: "يتجدد مثل النسر شبابك" (مز 103: 5). فالمؤمن لا يشيخ روحيًا، أي لا يلحق به الضعف والعجز. كما يشير أحيانًا إلى الشيخوخة بكونها علامة الحكمة والاتزان في التصرف، فالمؤمن يحمل روح الشباب في العمل، وروح الشيوخ في أخذ قراراته. هنا يعلن الحكيم أننا لكي نحمل هذا الروح نتطلع إلى الحكمة بكونها قائدة لنا في عملنا، فنعمل بقوةٍ، ولكن ليس بطيشٍ، ونتطلع إلى الحياة المنزهة عن العيب بكونها سندًا لنا في أخذ قراراتنا الحكيمة؛ إذ لا انفصال بين الحكمة والبرّ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153377 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يقدم لنا القديس بالاديوس صورة رائعة لعدم اتكال القادة الروحيين على شيخوختهم، فقال عن الشيخ العظيم مقاريوس السكندري: [انتهزتُ فرصةً في أحد الأيام، وجلستُ عند باب الشيخ الذي كان حينئذٍ قد تقدّم جدًا في أيامه إذ بلغ المائة عام. وكنتُ أتصور أنه أكبر سنًّا من جميع الناس وأكثرهم قداسةً، وكان قد فقد أسنانه كلها. كان بمفرده إلاّ أنني ظللتُ أُنصتُ، فسمعته يتكلم ويتحرك إذ كان يصارع مع نفسه ومع الشيطان. فكان يقول لنفسه: ’ماذا تريد أيها العجوز الشرير؟ لقد صار لك زيتٌ وخمرٌ فماذا تريد أيضًا أيها العجوز الأشيب الشَّرِه؟‘ هكذا كان ينتهر ذاته. ثم يقول للشيطان أيضًا: ’هل أنا لا زلتُ مدينًا لك بشيء؟ إنك لن تجد فيَّ شيئًا يخصك! ابعد عني‘. وكما لو كان يُهمهِم ما انفكّ يقول لنفسه: ’تعال أيها الأشيب العجوز الشهواني أيها الفرس الخائن، إلى متى أبقى معك‘؟] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153378 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * كما أن ليس كل الشباب متشابهين من جهة غيرتهم في الروح أو متساوين في تعلمهم التعاليم والآداب القويمة، كذلك أيضًا ليس كل الشيوخ متشابهين في الكمال والفضيلة. فالغنى (الروحي) الحقيقي لا يقاس بشيبة الرأس، بل بالجهاد منذ الصغر وحسب أكاليل أعمالهم السابقة... لأن الشيخوخة المكرمة ليست هي القديمة الأيام، ولا تقدر بعدد السنين. "ولكن شيب الإنسان هو الفطنة، وسن الشيخوخة هي الحياة المنزهة عن العيب" (حك 9:4)... على ذلك فليس لنا أن نقتدي بأي شيخ غطى الشيب رأسه... بل نتبع آثار أولئك الذين امتازوا منذ صباهم بالحياة اللائقة المستحقة كل ثناء، الذين تدرّبوا حسب تقاليد الآباء، وليس حسب ذواتهم. عبر البعض إلى الشيخوخة بالفتور والكسل، هؤلاء يوبخهم الله بالنبي قائلًا: "أكَلَ الغرباء ثروته وهو لا يعرف، وقد رُشَّ على الشيب، وهو لا يعرف" (هو 7: 9)... هؤلاء يستخدم الشيطان شيبتهم لخداع الشبان، عن طريق مظهر وقارهم الخاطئ، خادعًا من كان يلزم أن يجتهدوا في طريق الكمال بواسطة نصائحهم... مسقطًا إياهم (الشبان) في عدم الاكتراث أو اليأس المميت، وذلك عن طريق تعاليم أمثال هؤلاء الشيوخ وأعمالهم. الأب موسى |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153379 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أصبح مرضيًا عند الله، فكان محبوبًا، وإذ كان يعيش بين الخاطئين، نُقِل [10] يتحدث هنا عن أخنوخ الذي كان بارًا، فأحبه الرب، ونقله من بين الخاطئين. ويقول الكتاب: "من وجه الشر يُضم الصديق" (إش 57: 1). يقول عنه ابن سيراخ: "لم يُخلق على الأرض أحد مثل أخنوخ، الذي نُقل عن الأرض" (سيراخ 49: 16). "أخنوخ أرضى الرب فنُقل، وسينادي الأجيال إلى التوبة" (سيراخ 44: 16). * صالحة هي أجنحة الحب، الأجنحة الحقيقية التي ترفرف على أفواه الرسل؛ أجنحة النار التي تنطق بالكلام النقي (أع 2: 2-3). على تلك الأجنحة طار أخنوخ حين أُختطف إلى السماء (تك 5: 24). * طلب أخنوخ الله في رجاءٍ، ومن ثم يُظن أنه قد نُقل، هكذا يبدو الإنسان "إنسانًا" فقط حين يضع رجاءه في الله. أيضًا المفهوم الواضح والحقيقي للنص (تك 5: 18-24) هو أن من يضع رجاءه في الله، لا يسكن على الأرض، بل يُنتقل، ومن ثم يلتصق بالله. القديس أمبروسيوس * يظهر هذا الحدث (نقل أخنوخ) أن إنسانًا واحدًا بارًا أكثر معزَّة لدى الله من خطاةٍ كثيرين. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153380 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نعم، خُطِفَ لكي لا يُفسد الشر فهمه، ولا يُغويَ الغش نفسه. [11] كثيرًا ما يسمح الله بموت شخصٍ في سنٍ مبكرة، لأن الله يحبه ويراه قد نضج روحيًا وتأهل للإكليل. وأيضًا إذ يرى الشر يتفاقم حوله، يختطفه حتى لا يُفسد الشر أفكاره ومفاهيمه. وإذ يحاصره الغاشون المخادعون، لا يتركه حتى لا يتسلل الخداع إليه. ما يشغل قلب الله لا مدة حياة الإنسان على الأرض، بل استعداده للمجد الأبدي. يرى بعض الآباء أن بقتل هابيل تحطمت نفسية آدم لذلك أراد الله أن يعزيه فسمح له أن يرى أخنوخ البار يُنقل من الأرض إلى السماء كإنسانٍ محبوب لدى الله، وعزيز لديه جدًا. * يقول البعض إنه بينما كان آدم يتطلع (إلى أخنوخ) نقله الله إلى الفردوس، لئلا يظن آدم أن أخنوخ قد قُتل مثل هابيل فيحزن عليه. حدث هذا أيضًا لكي ما يتعزى آدم بابنه البار هذا، ويدرك أن كل من يتمثلون به، سواء قبل الموت أو بعد القيامة، فسيكون لقاؤهم في الفردوس. القديس مار أفرام السرياني * تخص هذه العبارة الذين بعد أن تعمدوا، ونموا في الحياة التقوية لم يُسمح لهم بالبقاء زمانًا طويلًا على الأرض - إذ صاروا كاملين ليس خلال طول السنوات، وإنما خلال نعمة الحكمة السماوية. القديس أغسطينوس * هذا كان مسرًا في عينيّ الله أن أخنوخ قد تأهل أن ينطلق من سُم هذا العالم. لكن يعلمنا الروح القدس أيضًا خلال سليمان أن الذين يسرون الله يؤخذون من هنا في سن مبكر، ويتحررون سريعًا، لئلا خلال بقائهم لزمنٍ طويلٍ في هذا العالم يفسدون بواسطة التعامل مع العالم. الشهيد كبريانوس * إن كان لا يحزن أحد على أخنوخ الذي انتقل (تك 5: 24) حينما كان العالم في سلامٍ، ولم تكن الحروب قد اشتعلت، وإنما بالحري يهنئه، كما يقول الكتاب عنه: "خُطف لكي لا يُفسد الشر فهمه" (حك 4: 11)، فكم بالأكثر يمكن أن يُقال هذا بأكثر تبرير حيث كثرت مخاطر العالم للحياة غير المستقرة؟ لقد خُطف لكي لا يسقط في أيدي البرابرة، لقد أُخذ لكي لا يرى دمار الأرض كلها، ونهاية العالم، ودفن أقربائه، وموت زملائه المواطنين، وفوق كل هذا وأكثرهم مرارة من أي موت، لئلا يرى العذارى والأرامل القديسات يُفسدن. القديس أمبروسيوس |
||||