15 - 12 - 2016, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 15321 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجرة الحياة
بعد أن خلق الله السماوات والأرض، غرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا، وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. وأوجد شجرتين متميزتين في الجنة هما: “شجرة الحياة” في وسط الجنة، و“شجرة معرفة الخير والشر” (تكوين2: 8، 9). وأوصى الرب الإله آدم أن يأكل من جميع شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر؛ أي أنه كان مسموحًا له في البداية أن يأكل من شجرة الحياة. ولكنه بالأسف أكل من شجرة معرفة الخير والشر، فطُرِد من الجنة وأقام الرب الإله الكروبيم ولهيب سيف متقلِّب لحراسة طريق شجرة الحياة. وشجرة الحياة مذكورة في بداية الكتاب المقدس وآخره (تكوين2: 9؛ 3: 22-24؛ رؤيا2: 7؛ 22: 2، 14)، وهي تشير إلى الرب يسوع المسيح. ولقد شُبِّه الرب يسوع بشجرة؛ فلقد قالت عنه عروس النشيد: «كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظِلِّه اشتهيتُ أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي»، وهو الذي قال عن نفسه: «أنا الكرمة الحقيقية» (نشيد2: 3؛ يوحنا15: 1؛ انظر أيضًا إشعياء53: 2؛ لوقا23: 31). وهو الذي انطبق عليه كلمات المزمور الأول أنه الرجل الذي في «ناموس الرب مَسَرَّته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً؛ فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تُعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح». 1- شجرة الحياة تعطي الحياة (تكوين3: 22) وهي تشير إلى الرب يسوع المسيح مُعطي الحياة الأبدية (يوحنا17: 2)، فهو الذي «فيه كانت الحياة» (يوحنا1: 4)، وهو «الحياة الأبدية» (1يوحنا5: 20)، وهو الذي قال «أتيتُ لتكون لهم حياة وليكن لهم أفضل» (يوحنا10:10). لذلك كل مَن يأتي إلى الرب يسوع بالإيمان يأخذ الحياة الأبدية. وقال الروح القدس: «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا3: 36)، وأيضًا: «مَن له الابن فله الحياة ومَن ليس له ابن الله فليست له الحياة» (1يوحنا5: 12). 2- الشجرة شهية للنظر (تكوين2: 9) فمنظرها جميل ورائع، وجيد للإنسان أن ينظر إليها ويتطلع فيها. صورة للرب يسوع الأبرع جمالاً من بني البشر (مزمور45: 2). قيل عنه: «أبيض وأحمر مُعلَم بين ربوة... طلعته كلبنان، فتى كالأرز. حلقه حلاوة وكله مشتهيات» (نشيد5: 10، 16). ليُعطِنا الرب أن ننظر إليه باستمرار ونتأمل في صفاته الرائعة بل نثبت النظر عليه (عبرانيين12: 2، اقرأ أيضًا مزمور16: 8؛ 2كورنثوس4: 18). ولكن هذا الرائع والجميل صار منظره على الصليب لأجلنا «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه» (إشعياء52: 14؛ 53: 2)! 3- الشجرة جيدة للأكل (تكوين2: 9) وهي صورة للرب يسوع طعام المؤمنين الدائم. وكل خاطئ يأكله؛ أي يؤمن به، ينال الحياة الأبدية. فلقد قال الرب: «أنا هو خبز الحياة. مَن يُقبِل إليَّ فلا يجوع... أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد مِن هذا الخبز يحيا إلى الأبد» (يوحنا6: 35، 51). وصار المسيح هو شِبَع المؤمنين به، فقال داود: «أشبع إذا استيقظتُ بِشَبَهِك» (مزمور17: 15). 4- مكانها في وسط الجنة (تكوين2: 9) صورة للرب يسوع الذي دائمًا مكانه في الوسط. فعندما كان صبيًّا له اثنتا عشرة سنة نجده في الهيكل «جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم» (لوقا2: 46، 47). وعندما كان يجول يصنع خيرًا كانت الجموع تحيط به من كل جانب فكان مكانه في الوسط. وعندما عُلِّق على الصليب كان في وسط المذنِبَيْن (لوقا23: 33). وفي السماء الآن هو «في وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح» (رؤيا5: 6). ويحضر بنفسه - تَبَارَك اسمه - في وسط اجتماعات المؤمنين حسب وعده (متى18: 20). 5- شجرة مثمرة كانت حياة الرب على الأرض مثمرة على الدوام، فالشجرة تُثمر لكي تُقدَّم لغيرها ليأكل ويشبع ويحيا، وهكذا كانت حياة الرب يسوع هي حياة العطاء المستمر. وهو صاحب القول المبارك: «مغبوط هو العطاء أكثر مِن الأخذ» (أعمال20: 35). كان دائمًا يقدِّم الحب والحنان والشفاء والحرية للآخرين، فجال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. لقد مَجَّد الآب في كل شيء؛ أقواله، أعماله، صفاته، معجزاته (يوحنا17: 4)، وهو الآن في السماء لأجل قديسيه، ويُعطي حياة أبدية (يوحنا17: 2). وعندما نصل كمؤمنين إلى بيت الآب سيكون هو شبعنا وتمتعنا الدائم ومصدر إنعاشنا (رؤيا2: 7). ويذكر الروح القدس في رؤيا22: 2 أن في وسط المدينة شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتُعطي كل شهر ثمرها، وهي لغة استعارية تعبِّر عن أن الشجرة مثمرة على الدوام وكافية لكل الذين في المدينة السماوية. وهي في وسط المدينة لتكون مُتاحة للكل (انظر أيضًا رؤيا22: 14). 6- الشجرة عليها حراسة (تكوين2: 22-24) إنها فعلاً رحمة من الله أن لا يأكل الإنسان من شجرة الحياة بعد دخول الخطية، وإلا لكان سيعيش على الأرض في هذا الجسد المادي المائت في شقاء وتعاسة وحزن وألم ومرض وضعف إلى الأبد، ولصار العالم جحيمًا لا يُطاق. والحراسة على شجرة الحياة صورة أن الطريق إلى الأقداس الأرضية في خيمة الاجتماع كان مُغلقًا ولم يكن مسموحًا لأي شخص بالدخول سواء من الشعب أو الكهنة. لكن بموت المسيح على الصليب انشقّ الحجاب الذي كان يفصل بين القدس وقدس الأقداس وصار الطريق للاقتراب إلى الله مفتوحًا. 7- الشجرة الآن متاحة للأكل كانت هناك حراسة على شجرة الحياة مِن كروبيم ولهيب سيف متقلِّب، فكل مَن يحاول أن يقترب إلى شجرة الحياة يُقتَل، لكن عندما جاء المسيح إلى الأرض متجسدًا ذهب إلى الصليب وحده: «في طريق العدل أتمشى، في وسط سُبُل الحق فأُوَرِّث مُحِبِّيَّ رزقًا وأملأ خزائنهم» (أمثال8: 20، 21)، واجتاز فيه سيف عدل الله (زكريا13: 7)، وأيضًا نيران الدينونة الرهيبة التي سَرَت في عظامه (مراثي إرميا1: 13) في ساعات الظلمة. وبموته النيابي فتح الطريق إلى شجرة الحياة، وصارت مُتاحة للجميع، فكل مَن يأتي إلى الرب يسوع بالإيمان يمتلك الحياة الأبدية. لكن مَن يرفض قبول المسيح كرَبِّ ومُخَلِّص يهلك. أخي، أختي، هل أكلتَ من شجرة الحياة؟ الرب يسوع يدعوك قائلاً: «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا». تعالَ إلى المسيح بالتوبة والإيمان وامتلك الحياة الأبدية! |
||||
15 - 12 - 2016, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 15322 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يهوذا
يهوذا هو الابن الرابع ليعقوب من ليئة، ومِن نسله جاء الملك داود، والذي منه جاء المسيح حسب الجسد. ومع أن حياة يهوذا بها الكثير من الأخطاء والضعفات التي لا مجال لذكرها، لكن بمعونة الرب أركِّز على الجوانب المضيئة والتي تشير إلى ربنا يسوع المسيح. (1) ولادة يهوذا كانت ليئة مكروهة من يعقوب رجلها؛ لأنه كان يحبّ راحيل، وكانت تفكِّر في نفسها وفي مشاكلها وكانت تشتاق لمحبة رجلها واهتمامه بها، لكن خاب أملها. لذلك عندما ولدت الابن الرابع دعت اسمه يهوذا وقالت: «هذه المَرَّة أحمد الرب». لقد نسيت نفسها ومشاكلها وتوجهت إلى الرب بالشكر والحمد (تكوين29: 31‑35). صورة لما حدث عند ولادة ربنا يسوع المسيح. كان الرعاة مشغولين برعاية الغنم وبمشاكلهم الخاصة، وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، وبَشَّرهم بولادة المُخَلِّص، فذهبوا مُسرِعِين إلى بيت لحم، ورأوا الطفل يسوع مُضجَعًا في مذود، ثم رجعوا وهم يمجِّدون الله ويسبِّحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم. يا ليتنا ننسى أنفسنا ومشاكلنا واحتياجاتنا ونفكِّر في الرب يسوع فقط فيمتلئ القلب بالفرح ونشعر بالشبع والاكتفاء! (2) معنى اسم يهوذا “حمد وتسبيح”؛ فلقد ارتبط مجيء يهوذا بالحمد والتسبيح والفرح. وفي مجيء ربنا يسوع المسيح، ظهر جمهور من الجند السماوي مُسَبِّحِين الله: «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المَسَرَّة». وعندما صعد به أبواه إلى أورشليم ليقدِّموه للرب في الهيكل، وقفت حَنَّة النبيَّة في تلك الساعة تسبح الرب (لوقا2: 13‑38). والمجوس الذين أتوا من المشرق إلى أورشليم باحثين عن المولود ملك اليهود، ذهبوا إلى بيت لحم، فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًّا (متى2: 1‑10). (3) يهوذا ينقذ يوسف من الموت عندما جاء يوسف إلى إخوته ليسأل عن سلامتهم، احتالوا له ليُميتوه، فطرحوه في البئر لكي يموت. لكن يهوذا اقترح أن يبيعه كعبد لكي ينقذه من الموت، فسمع له إخوته. فأصعدوه من البئر وباعوه (تكوين37: 18‑28). ويهوذا في هذا صورة باهتة للرب يسوع الذي أنقذنا من الموت الأبدي. لقد كُنَّا في وحل الخطية والنجاسة، لكن الرب يسوع أصعدنا وحرَّرنا وأعطى لنا الحياة الأبدية، ويستطيع كل مؤمن حقيقي أن يقول الذي: «أصعدني من جُبّ الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليَّ» (مزمور40: 2). (4) يهوذا يأخذ مركز القيادة عندما كان يوسف في البئر في طريقه إلى الموت، تكلم يهوذا مع إخوته واقترح أن يُصعِده من البئر ويبيعه، فسمع له إخوته؛ ومن هذه اللحظة بدأ يأخذ مكان القيادة بين إخوته. وعندما حدثت مجاعة في أرض كنعان، أرسل يعقوب بنيه العشرة إلى مصر ليشتروا قمحًا ولم يرسل معهم بنيامين (تكوين42: 1‑4). ولقد طلب الرجل سيد الأرض أنهم في المرة القادمة لا يروا وجهه بدون أن يكون أخوهم الصغير معهم. ولما فرغوا من أكل القمح، قال يعقوب لبنيه: ارجعوا اشتروا لنا قليلاً من الطعام، فكلَّم رأوبين أباه لكي يأخذ معه بنيامين، لكن يعقوب رفض طلبه، ولكن عندما كلَّمه يهوذا رضي أن يذهب بنيامين معه (تكوين42: 37‑38؛ 43: 1‑14). وعندما وُجد الطاس في عِدل (كيس) بنيامين، تكلم يهوذا نيابة عن إخوته. وبذلك ثبت للجميع أن يهوذا في موضع ثقة أبيه ويتحمل المسؤولية؛ وهذه مِن صفات القائد. لقد أصبح يهوذا في مركز مُتَمَيِّز، قائدًا ومُمَثِّلاً لإخوته، صورة للمسيح الذي هو المُتَقَدِّم في كل شيء (كورنثوس1: 18)، وهو الذي يُمَثِّلنا أمام الله (عبرانيين9: 24)، وهو رأس الجسد (أفسس1: 22‑23)، ورأس الكنيسة (أفسس5: 23). لذلك يجب أن نخضع له في كل شيء. (5) يهوذا يضمن بنيامين لقد ضمن يهوذا بنيامين إذ قال لإسرائيل أبيه: «أرسل الغلام معي... أنا أضمنه، من يدي تطلبه» (تكوين43: 8‑9). كان يعقوب خائفًا جدًّا على بنيامين ابنه الصغير، لكن كان كلام يهوذا له مُشَجِّعًا ومُقنِعًا. وسمح يعقوب بذهاب بنيامين معه لأنه لمس فيه طابع الثبات والوفاء بالضمانة، الأمر الذي برهنت عليه الأحداث. ولقد تحمَّل يهوذا المسؤولية وأخذ بنيامين معه ونزل به إلى مصر وأحضره سالمًا إلى أبيه، صورة للرب يسوع الذي ضمن سلامة كل المؤمنين به، فَهُم عطية الآب له (يوحنا17: 6). وضمن عدم هلاكهم فلقد قال للآب: «الذين أعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد» (يوحنا17: 12). وأيضًا: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي» (يوحنا10: 27‑28). (6) يهوذا يُعلن عن استعداده للتضحية عندما وُجد الطاس في عِدل بنيامين، حكم يوسف بأن يصير عبدًا له، فتكلم يهوذا معه لكي يُطلِق بنيامين ويصبح هو عبدًا عوضًا عنه (تكوين44: 33). لقد قَبِلَ يهوذا أن يصير عبدًا في أرض غريبة لكي يأخذ بنيامين حريته. إنها فعلاً تضحية عظيمة؛ صورة لتضحية المسيح الأعظم من أجلنا، فلقد «أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه، وأطاع حتى الموت، موت الصليب» (فيلبي2: 7‑8). (7) يهوذا المُرسَل من أبيه عندما وصل يعقوب وبنيه إلى مصر، أرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليُرِي الطريق أمامه إلى جاسان (تك46: 28)، ولقد أطاع يهوذا الإرسالية من أبيه، صورة لإرسالية المسيح من الآب كما هو مكتوب: «ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مُخَلِّصًا للعالم» (1يوحنا4: 14). وقال الرب يسوع: «لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38). (8) نبوة يعقوب عن يهوذا لا نجد فيها أي كلمة نقد أو توبيخ (تكوين49: 8‑12)، لأننا نرى فيها من هو أعظم من يهوذا؛ شخص ربنا يسوع المسيح. ونجد فيها يهوذا المُكَرَّم من إخوته والمنتصر على أعدائه وأنه جرو أسد، صورة للرب يسوع الذي له مكان السمو والتفوق والتقدير من المؤمنين، والذي انتصر على الشيطان وسيسحق كل أعدائه قريبًا، وهو الأسد الذي من سبط يهوذا، ملك الملوك ورب الأرباب. لنكرمه ولنحبه كثيرًا لأنه أحبنًا أولاً! |
||||
15 - 12 - 2016, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 15323 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بنيامــين
(1) بنيامين يولد بالقرب من بيت لحم رحل يعقوب مع العائلة من بيت إيل متجهًا إلى أفراتة التي هي بيت لحم، وفي الطريق ولدت راحيل وتعسَّرت ولادتها (تكوين35: 16‑18)، فكان مجيء الطفل بنيامين في ظروف صعبة؛ حيث كانت العائلة مسافرة ولم يكن المكان مناسبًا للولادة، صورة لما حدث في ولادة ربنا يسوع المسيح حيث تحرك يوسف النجار مع المطوبة مريم من مدينة الناصرة التابعة للجليل (في الشمال) إلى بيت لحم التابعة لليهودية (في الجنوب) حيث تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل (لوقا2: 1‑7). والشيء العجيب أن أول مرة جاء ذكر بيت لحم جاء بالارتباط بولادة بنيامين، وهي نفس المدينة التي وُلد فيه المسيح. وبعد ولادة بنيامين ماتت راحيل، وعند ولادة ربنا يسوع قتل هيرودس جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون وتم القول: «راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى» (متى2: 16‑18). (2) بنيامين له أكثر من اسم دعت راحيل اسم ابنها «ابن أوني» وأما أبوه فدعاه «بنيامين»؛ فكان لهذا الطفل أكثر من اسم. صورة للرب يسوع الذي كان له أسماء كثيرة وكل اسم له معنى، فيسوع معناه “يهوه يُخلِّص”، وعمانوئيل تفسيره “الله معنا”، و«كلمة الله» أي “المعبِّر عن الله”. و«ابن أوني»؛ أي ابن حزني صورة للرب يسوع رجل الأوجاع ومُختَبِر الحَزَن (إشعياء53: 3)، وعندما كان هنا على الأرض شفى المرضى وتم القول المبارك: «أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها» (إشعياء53: 4). وكان الحزن العظيم قبل ذهابه إلى الصليب، وفي بستان جثسيماني كان يحزن ويكتئب وقال لتلاميذه: «نفسي حزينة جدًّا حتى الموت» (متى26: 38). ومستقبلاً سينوح عليه إسرائيل كنائح على وحيد له (زكريا12: 10). أما «بنيامين»؛ أي ابن يدي اليمين صورة للرب يسوع الجالس الآن في يمين العظمة في الأعالي في مكان الرفعة والسمو والعظمة والمجد (عبرانيين1: 3، 4). والاسمان معًا يدلان على أن آلام المسيح وأمجاده لا ينفصلان (لوقا24: 26، 46). (3) بنيامين محبوب من قلب أبيه كان يعقوب شيخًا عندما ولد بنيامين، وكان يحبه لأنه ابن شيخوخته وأيضًا لأنه ابن راحيل المحبوبة (تكوين44: 20)، وكان يهتم به ويخاف عليه (تكوين42: 4)؛ صورة للرب يسوع محبوب قلب الآب، فهو الابن الوحيد الكائن في حضن أبيه (يوحنا1: 18)، والحضن هو مكان المحبة والتمتع بها. على مسمع الناس، في مشهد معمودية المسيح، يعلن الآب على محبته لابنه قائلاً له: «أنت ابني الحبيب الذي به سررت» (مرقس1: 11). وعلى مسمع من التلاميذ يعلن الابن محبة الآب له بالقول: «لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم» (يوحنا17: 24). (4) بنيامين يكُرَم على إخوته عندما ذهب بنيامين إلى مصر مع إخوته ورآه يوسف قال له: «الله يُنعم عليك يا ابني»، وفي وقت الطعام رفع يوسف حصصًا من قدامه إلى إخوته فكانت حصة بنيامين أكثر من حصص جميعهم خمسة أضعاف (تكوين43: 34). وفي هذا إعلان عن محبته له واهتمامه به وتميُّزه عن بقية إخوته، صورة للرب يسوع الذي كان متميّزًا عن كل البشر، فعند ولادته ظهر ملاك الرب للرعاة وبشّرهم بولادته، ثم ظهر مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبّحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا2: 8-14). ثم مجيء المجوس من المشرق بعد أن رأوا نجمه، وكان النجم يتقدّمهم في بيت لحم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي، فخَرُّوا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا (متى2). وقبل ذهابه إلى الصليب أخذت مريم أخت لعازر مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، وسكبته على رأسه وعلى قدميه ومسحت قدميه بشعر رأسها (متى26: 7؛ يوحنا12: 3). (5) بنيامين يُتَّهَم وهو بريء عند رجوع بنيامين مع إخوته إلى أبيهم وهم يحملون القمح، أدركهم الرجل الذي على بيت يوسف مُتَّهِمًا إياهم بأنهم أخذوا طاس الفضة الذي يشرب فيه يوسف، ولقد وُجد الطاس في عِدل بنيامين. لقد كان بنيامين بريئًا من تُهمة السرقة، صورة للتُّهَم التي تعرض لها الرب يسوع أثناء حياته. وكم تألم منها كثيرًا لأنه القدوس البار الذي بلا خطية! (اقرأ متى26: 61؛ مرقس3: 21، 22، 30؛ لوقا23: 2، 5؛ يوحنا18: 30؛ 19: 7). (6) بنيامين يبكي على عنق يوسف كان لقاءً مؤثرًا بين يوسف وإخوته، فيقع يوسف على عنق بنيامين أولاً ويبكي الاثنان معًا (تكوين45: 14، 15). إنها دموع المحبة وأفراح اللقاء بعد فراق طويل. وعندما ذهب الرب لبيت عنيا بعد موت لعازر، جاءت مريم وخَرَّت عند رجليه باكية، ولما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون، فإنه - تبارك اسمه - بَكَى (يوحنا11: 32‑36)، دموع تعلن عن المحبة المتبادلة بين الرب يسوع ومريم ومرثا ولعازر وأنه يشعر بالآلام وأوجاعهم ويتألم معهم. (7) بنيامين المحارب والمنتصر في نبوة يعقوب التي قالها لأولاده قبل موته، قال عن بنيامين إنه: «ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة وعند المساء يُقسم نهبًا» (تكوين49: 27). والذئب من الحيوانات المفترسة، ويتصف بالجرأة والإقدام وروحه القتالية والسرعة التي يُباغِت بها فريسته. وبنيامين كذئب يفترس صورة للمسيح المحارب والمنتصر، فهو ليس فقط المُحِب والوديع، لكنه الديَّان، والذي لا بُد أن ينتقم من أعدائه ويسحقهم. وهذا سيتم عندما يظهر بالمجد والقوة جالسًا على الفرس الأبيض وبالعدل يحكـم ويحارب (رؤيا19: 11). وهو العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته (2تيموثاوس4: 1). أخي، أختي، إننا ننتظر الرب يسوع لاختطاف المؤمنين وهي لحظة سعيدة لكل مؤمن حقيقي، لكننا أيضًا نحب ظهوره بالمجد والقوة لكي يقضي على جميع أعدائه ويسحقهم، وفي هذا رد لاعتبارات مجده بعد أن أُهين في هذه الأرض، وأيضًا تحقيق لقول الآب له: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» (مزمور110: 1). |
||||
15 - 12 - 2016, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 15324 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكبش الذي قُدم عوضاً عن إسحاق
الكبش الذي قُدم عوضاً عن إسحاق طلب الرب من إبراهيم أن يأخذ ابنه الوحيد الذي يحبه إسحاق، ويذهب إلى أرض المُرِيَّا، ويُصعده هناك محرقة على أحد الجبال. فأطاع إبراهيم صوت الرب وأخذ ابنه وذهب إلى الموضع الذي قال له الله، وبنى هناك المذبح ورتَّب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب، ثم مَدَّ يده وأخذ السكين ليذبح ابنه، فناداه ملاك الرب من السماء وقال له: «لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسَكًا في الغابة بقرنيه. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه».هذا الكبش صورة للرب يسوع، المكتوب عنه: «كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامته أمام جازِّيها فلم يفتح فاه» (إشعياء53: 7)، وعندما نظر يوحنا المعمدان يسوع مُقبِلاً إليه قال: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!» (يوحنا1: 29). ونجد عدة أمور مرتبطة بهذا الكبش: (1) الكبش في الغابة الغابة بها حيوانات مُسالمة وأخرى مُفتَرِسة، طاهرة وأخرى نجسة، وبها أيضًا الأشواك التي تجرح وتؤذي. والكبش من الحيوانات الطاهرة والمسالمة، ولكنه كان موجودًا في الغابة؛ صورة للرب يسوع المسيح القدوس البار، الوديع والهادئ، الذي لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته (متى12: 19)، ولكنه عندما جاء إلى الأرض عاش في وسط الأشرار وتألَّم منهم. ولقد وصل العداء للمسيح إلى نهايته في مشهد الصليب لذلك قال بروح النبوَّة: «أحاطت بي ثيران كثيرة. أقوياء باشان اكتنفتني. فَغَروا عليَّ أفواههم كأسد مُفتَرِس مُزَمجِر... أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني» (مزمور22: 12، 16). (2) الكبش وراء إبراهيم يقول الكتاب: «فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه» (تكوين22: 13). لقد كان الكبش موجودًا في الغابة قبل أن يأتي إبراهيم وإسحاق إلى أرض المُرِيَّا، صورة لأزلية المسيح، فهو الذي «مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (ميخا5: 2). ولقد شهد عنه المعمدان قائلاً: «هذا هو الذي قلتُ عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قُدامي، لأنه كان قبلي» (يوحنا1: 15). (3) الكبش مُمسَكًا من قرنيه القرنان يتكلّمان عن القوة وبهما يدافع الكبش عن نفسه. وهذا الكبش كان مُمسَكًا من قرنيه؛ أي إنه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وبالتالي لا يستخدم قوته وهنا يظهر ضعفه، صورة للمسيح؛ فهو الله القدير والقوي، والقادر على كل شئ، القائل: «هوذا بزجرتي أُنَشِّف البحر. أجعل الأنهار قفرًا» (إشعياء50: 3). لكن في طريق ذهابه إلى الصليب لم يستخدم قوته بل صار «كرجل لا قوة له» (مزمور88: 4). عندما أتوا ليقبضوا عليه قال لهم: «من تطلبون؟ أجابوه: “يسوع الناصري”. قال لهم يسوع: “أنا هو”. فلما قال لهم: “إني أنا هو”، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض» (يوحنا18: 4-6). وهذا يرينا أن كلمة واحدة منه كانت تكفي للقضاء على كل أعدائه الأشرار، لكنه لم يستخدم قوته هذه. لذلك صُلِب من ضعف (2كورنثوس13: 4). ولكن الشيء العجيب أنه في مشهد الضعف هذا ظهرت قوة الله، لأن ضعف الله أقوى من الناس (1كورنثوس1: 18، 25)! (4) الكبش على المذبح مربوطًا لقد ربط إبراهيم إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب، ولكن قام إسحاق من على المذبح، وذهب إبراهيم وأخذ الكبش، ولكي يُصعده محرقة كان لا بُد أن يربطه، صورة للمسامير التي كانت في يدي المسيح ورجليه وهو مُعَلَّق على الصليب، فلقد قال بروح النبوة: «ثقبوا يديَّ ورجليَّ» (مزمور22: 6). لكن الذي ربط المسيح على الصليب ليس المسامير في يديه ورجليه لكن رُبُط المحبة، فهو الذي أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أفسس5: 25). (5) الكبش مذبوحًا كان مع إبراهيم السكين ليذبح إسحاق ابنه، لكنه ذبح الكبش الذي وضعه على المذبح، صورة لذبح المسيح على الصليب كما هو مكتوب: «لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذُبِح لأجلنا» (1كورنثوس5: 7). وبالتأكيد تألَّم هذا الكبش كثيرًا عندما اجتاز السكين في رقبته، صورة للآلام التي اجتاز فيها المسيح - له المجد - وهو مُعَلَّق على الصيب كما هو مكتوب: «فإن المسيح تألَّم مرة واحدة من أجل الخطايا» (1بطرس3: 18). عندما ذُبِح هذا الكبش سالت دماه على المذبح، ودم المسيح الثمين سُفِك على الصليب لأجلنا. فلقد خرج الدم من ظهره نتيجة الجلدات، ومن رأسه نتيجة إكليل الشوك، ومن يديه ورجليه نتيجة المسامير، ومن جنبه نتيجة الطعنة. ونحن كمؤمنين بالرب يسوع قد تطهرنا من خطايانا بهذا الدم الثمين، فيجب علينا باستمرار أن نذكر حبه وآلامه وموته ودمه المسفوك لأجلنا. (6) الكبش محروقًا بالنار كان مع إبراهيم أيضًا نار، فبعد أن ذبح الكبش ومات، أحرقه بالنار ليصعده محرقة لله. وهذه النار التي اجتازت في الخروف تشير إلى الآلام الكفارية التي احتملها رب المجد على الصليب في ساعات الظلمة، فلقد قال بروح النبوة: «من العلاء أرسل نارًا إلى عظامي فَسَرَت فيها» (مراثي 1: 13). ما أرهبها تلك الدينونة التي من الله الديَّان العادل، والتي نزلت على المسيح! إن كان الكبش لم يشعر بتلك النيران لأنه كان قد مات، لكن المسيح شعر بنيران تلك الآلام الكفارية الرهيبة، لذلك صرخ في نهاية ساعات الظلمة قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» (متى27: 46). (7) الكبش فدى إسحاق يذكر الكتاب أن إبراهيم «أخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه» (تكوين22: 13). لقد كان يجب أن يُذبَح إسحاق لكن إبراهيم ذَبَح الكبش عوضًا عن إسحاق، وبالتالي هذا الكبش أنقذ إسحاق من الذبح والموت والحرق، صورة للرب يسوع المسيح الذي بموته على الصليب أنقذنا من الموت والهلاك الأبدي، ولذلك نستطيع أن نتغنى قائلين: «الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا» (كولوسي1: 14). أخي، أختي، هذا الكبش فدى إسحاق وأنقذه من الموت لأنه قُدِّم عوضًا عنه، والرب يسوع المسيح الذي أحبك، مات على الصليب لأجلك. فهل استفدت من خلاصه المجاني المُقَدَّم لك؟ وهل احتميت في دمه الثمين؟ ولكل من تمتع بالخلاص والغفران وامتلك الحياة الأبدية، هل تعيش لنفسك أم لمن مات لأجلك وقام؟ |
||||
15 - 12 - 2016, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 15325 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوســـف
تكلَّمنا في مرة سابقة عن يوسف وهو يشير بوضوح إلى الرب يسوع المسيح في نَواحٍ كثيرة، ونستكمل الدراسة بمعونة الرب: (1) يوسف جميل المنظر: «وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر» (تكوين39: 6). صورة لجمال المسيح وروعته فهو الذي يُقال عنه: «ما أجوده وما أجمله!» (زكريا9: 17)، «حلقه حلاوة وكله مشتهيات» (نشيد5: 17)، «أبرع جمالاً من بني البشر» (مزمور45: 2). لقد كان المسيح في حياته رائعًا في كل شيء، تأمل في اتضاعه، وقداسته، وحنانه، ومحبته، ورقته، في كلماته، ومعجزاته؛ تجده جميلاً جدًا. ليتنا نتأمل باستمرار في صفات المسيح الرائعة ونتمثل به في كل شيء. (2) طهارة يوسف: رفض يوسف فعل الشر لكي لا يخطئ إلى الله. وفي هذا إشارة جميلة إلى قداسة ربنا يسوع المسيح، الذي قال لليهود: «من منكم يبكتني على خطية» (يوحنا8: 46)، ولم يستطع أحد أن يفعل ذلك. وفي تجربة يوسف من امرأة فوطيفار (تكوين39) صورة لتجربة المسيح من الشيطان (متى4). ففي تجربة يوسف نجد امرأة فوطيفار تقول له ثلاث مرات: اضطجع معي، ولكنه في كل مرة ينتصر، في المرة الأولى (ع7) نجد أنها رفعت عينيها إليه وقالت له اضطجع معي، وهنا نجد الإغراء؛ ولكنه أبى. وفي المرة الثانية (ع10) نجد أنها كلَّمته يومًا فيومًا وهنا نجد الإلحاح؛ ولكنه لم يسمع لها. وفي المرة الثالثة (ع12) أمسكته بثوبه قائلة: اضطجع معي، وهنا نجد استخدام القوة لفعل الشر؛ ولكنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج. لقد انتصر في كل المرات الثلاث، صورة لنصرة المسيح العظيمة على الشيطان في التجارب الثلاث المذكورة في متى4، لوقا4، وذلك بقوة الصلاة والمكتوب. ليحفظنا الرب من الخطية والنجاسة ولنعش حياة الطهارة والقداسة العملية، وعلينا أن نهرب وبسرعة من الخطية متذكرين الوصية المباركة: «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (1تيموثاوس3: 22). (3) يوسف يُتهم ظلمًا: مع أن يوسف لم يفعل الشر مع ز وجة فوطيفار، لكنها اتهمته ظلمًا بذلك، لقد كانت هي المذنبة وهو البرئ، هي الكاذبة وهو الصادق. صورة للظلم الذي وقع على الرب يسوع اثناء حياته على الأرض وهو البار القدوس، حيث اتُهم باتهامات كثيرة. بسبب تهمة كاذبة وُجِّهت ليوسف، قُبض عليه وذهب إلى السجن، وبسبب التهم الكثيرة الكاذبة التي وُجِّهت للرب يسوع قبضوا عليه وذهبوا به إلى الصلب. أخي.. أختي.. يا من تتعرض للظلم، تشجع. فإن ليس فقط يوسف ظُلم، لكن رب المجد يسوع أيضًا ظُلم. يوسف دخل السجن لكنه خرج إلى العرش، والرب يسوع ذهب إلى الصليب ثم القبر لكنه قام وهو الآن جالس على عرش الله مكلَّل بالمجد والكرامة. وما أروعه تعويضًا من الله القدير لكل من احتمل أحزانًا متألِّمًا بالظلم. (4) يوسف في السجن وسط اثنين من المذنبين: دخل يوسف السجن، ودخل أيضًا السجن اثنان من أشهر المذنبين هما: رئيس السقاة ورئيس الخبازين، اللذين أذنبا إلى سيدهما ملك مصر. وبذلك كان يوسف البرئ وسط اثنين من المذنبين، صورة للرب يسوع الذي عُلِّق على الصليب وسط اثنين من المذنبين، لص عن اليمين والآخر عن اليسار. وبذلك تمَّت النبوة «أُحصي مع أثمه» (إشعياء53: 12). ولقد فسَّر يوسف حلمي رئيس السقاه ورئيس الخبازين، فأعلن عن خلاص الواحد وهلاك الآخر. وفي هذا صورة لما حدث في صليب المسيح، فواحد من اللصين آمن بالرب يسوع فخلص وذهب إلى الفردوس، والآخر رفض الإيمان واستمر في تعييره وتجديفه للمسيح، وهلك هلاكًا أبديًا (لوقا23: 39-43). (5) يوسف يخرج من السجن: صورة لقيامة المسيح من بين الأموات ظافرًا غالبًا ناقضًا أوجاع الموت. لقد ترك يوسف ثياب السجن في السجن، صورة للمسيح الذي قام من الأموات وترك الأكفان في القبر (يوحنا20: 6، 7). (6) يوسف يلبس ثياب بوص: ألبسه فرعون ثياب بوص (تكوين41: 42)، إعلانًا عن الرفعة التي صارت ليوسف والسلطان الذي أُعطى له ليحكم ويتسلط والكل يركع له، صورة للرب يسوع في ظهوره بالمجد والقوة حيث سيكون راكبًا على فرس أبيض وبالعدل يحكم ويحارب حيث سيقضي على الأعداء ثم يملك بالبر والسلام. ونجد في حياة يوسف أربعة ثياب: القميص الملون في بيت أبيه، حيث نرى التميّز والمجد والتمتع بمحبة يعقوب، صورة للرب يسوع الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب من الأزل وإلى الأبد الذي لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، وهذا هو موضوع إنجيل يوحنا. ثوب العبيد في بيت فوطيفار، حيث نجد الخدمة التاعبة والمضحية، صورة للرب يسوع الذي أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس، وهذا هو موضوع إنجيل مرقس. ثوب المذنبين في بيت السجن، حيث الألم والمعاناة والمذلة والظلم الذي تعرض له وهو البريء، صورة لآلام الصليب الرهيبة التي احتملها لأجلنا، وهذا هو موضوع إنجيل لوقا. ثياب البوص الثياب الملكية وهو حاكم على كل أرض مصر، صورة لملك المسيح على كل الأرض «لذلك رفعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن تحت ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فيلبي2: 9-11)، وهذا هو موضوع إنجيل متى. (7) يوسف يأخذ اسم صفنات فعنيح: ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح (تكوين41: 45)، وهو اسم له عدة معان: مخلص العالم، مستبقى الحياة، كاشف الأسرار؛ وكلها تشير إلى الرب يسوع المسيح. أخي.. أختي.. عندما جاعت جميع أرض مصر وصرخ الشعب إلى فرعون، قال لهم «اذهبوا إلى يوسف» لأن عنده الطعام والشبع؛ صورة للرب يسوع خبز الحياة ومصدر الحياة، وهو الذي قال: «أنا هو خبز الحياة. من يُقبل إليَّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (يوحنا6: 35). فكل شخص الآن جائع روحيًا ويصرخ إلى الله، يقول له: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص. |
||||
15 - 12 - 2016, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 15326 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوســـف
قصة يوسف واحدة من القصص الشائقة في كل الكتاب المقدس، والروح القدس خصص لها مساحة أكبر من إبراهيم وإسحاق. ويُعتَبر يوسف من الشخصيات الهامة في العهد القديم. ولقد تألم في بداية حياته ولكنه في النهاية تَمَجَّد. وهو يشير بوضوح إلى الرب يسوع المسيح في آلامه ورفضه، سواء من إخوته أو من الأمم، وأيضًا إلى أمجاده، «الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها» (1بطرس1: 11). يوسف هو ابن يعقوب، وأمه هي راحيل. وهو شخصية جذابة وحلوة ومؤثرة، ونتعلم منها دروسًا عملية مفيدة، لكن الشيء الرائع أن بها الكثير من الرموز الواضحة لربنا يسوع المسيح: * عندما وُلد يوسف نُزع عار راحيل لأنها كانت عاقرًا: «قد نزع الله عاري» (تكوين30: 23)، وهكذا جاء الرب يسوع ليرفع عَنَّا عار خطايانا (أمثال14: 34). * كان يعقوب عبدًا عند خاله لابان، ولكن بعد ولادة يوسف وضَع حدًّا لتلك العبودية، فقال للابان: «اصرفني لأذهب إلى مكاني وإلى أرضي» (تكوين30: 25)، وهكذا كل من يؤمن بالرب يسوع لا بُد أن يتحرر من عبودية إبليس والخطية: «فإن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا» (يوحنا8: 36). * بعد ولادة يوسف نجد راحيل تذكر اسم الرب لأنها قالت: «يزيدني الرب ابنًا آخر» (تكوين30: 24)، ويعقوب يطلب العودة إلى أرضه ومكانه، وهكذا عندما يملأ المسيح قلب المؤمن فإن أموره تنضبط ويعود إلى المكان الصحيح. * عندما كان يوسف طفلاً هربت العائلة من فدان أرام متَّجهة إلى أرض كنعان، فاحتضنته أمه راكبة على ظهر جمل يُساق بأقصى سرعة، وبالتأكيد كانت أيامًا مؤلمة لِمَا فيها من فزع وخوف وعَجَلة. وهي صورة أيضًا لآلام الصبي يسوع حين كان عمره أقل من سنتين عندما هرب إلى مصر، إذ أراد هيرودس أن يقتله فظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلاً له: «قُم خُذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكُن هناك حتى أقول لك» (متى2: 13). * يوسف معنى اسمه “يزيد”؛ فلقد قالت راحيل: «يزيدني الرب ابنًا آخر»؛ وفي هذا صورة للرب يسوع الذي بمجيئه أضاف إعلانًا رائعًا عن الله وهو المحبة، وأيضًا أضاف الثمر الكثير إلى سكان السماء. وعندما نهتم بأمور الله فإن أمور الزمان تُزاد لنا فلقد قال الرب يسوع: «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم» (متى6: 33). * كان يوسف يرعى الغنم مع إخوته، ورعاية الغنم تتطلب الاعتناء بهم، وحمايتهم من الوحوش المفترسة والتضحية من أجلهم. وهو صورة للرب يسوع الذي قال: «أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو10: 11). وهو أيضًا «راعي الخراف العظيم» الذي يهتم بكل المؤمنين وهُم في برية هذا العالم، فهو المكتوب عنه: «كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، في حضنه يحملها، ويقود المرضعات» (إشعياء40: 10). * كان يوسف يكره الشر لذلك أتى بنميمة إخوته الرديئة إلى أبيهم (تكوين37: 2)، فهو مُنفَصِل عن شرورهم، وهو في هذا صورة للرب يسوع القدوس الذي «لم يعرف خطية» (2كورنثوس5: 21)، و«لم يفعل خطية» (1بطرس1: 22)، و«ليس فيه خطية» (1يوحنا3: 5)، ولقد وبَّخ الرب يسوع الناس على خطاياهم لذلك أبغضوه، وقـال للذين لم يكونوا يؤمنون به بعد: «لا يقدر العالم أن يبغضكم ولكنه يبغضني أنا لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يوحنا7: 7). * كان يوسف محبوبًا من قلب أبيه يعقوب (تكوين37: 3)، صورة للرب يسوع المحبوب من قلب أبيه وموضوع لذته من الأزل كما هو مكتوب: «كنتُ عنده صانعًا وكنتُ كل يوم لَذَّته فَرِحَةً دائمًا قدامه» (أمثال8: 30)، وعندما أتى إلى الأرض متجسِّدًا، أعلن الآب عنه، في المعمودية، وعلى جبل التجلي: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» (متى3: 17؛ 17: 5)، وقال الرب يسوع: «لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا» (يوحنا10: 17). * صنع يعقوب ليوسف ابنه قميصًا مُلَوَّنًا، وهو ليس قميصًا قصيرًا، بل جلبابًا طويلاً مما كان عادة يُلبَس في مصر، وكان مُرَكَّبًا من قطع كثيرة ولكل قطعة لونها الخاص الجميل. وهذا القميص المُلَوَّن لا يلبسه إلا أولاد الأمراء والملوك والأغنياء. والقميص المُلَوَّن يعلن الكرامة التي أُعطِيَت ليوسف من أبيه، صورة لإكرام الآب للمسيح ابنه، ففي المعمودية سُمِع صوت الآب مُعلِنًا أنه ابنه الحبيب موضوع سروره، وكذلك على جبل التجلي، وأكرمه عندما استجاب لصلاته وقال له: «مَجَّدتُ وأُمَجِّد أيضًا» (يوحنا12: 28). والقميص المُلَوَّن يعلن أيضًا التميُّز والتفرُّد عن غيره، صورة لتميُّز ربنا يسوع عن كل البشر، ففي ولادته كان متميزًا فلقد وُلد من عذراء، وفي يوم ولادته ظهر ملاك الرب للرعاة مُبشِّرًا بولادة المسيح، ثم ظهر جمهور من جند السماء مُسبِّحين، ثم ظهر نجم في المشرق يعلن للمجوس عن ولادة المسيح، فجاءوا قائلين: «أين هو المولود ملك اليهود؟»، ثم تحرك معهم النجم من أورشليم إلى بيت لحم ووقف حيث كان الصبي، ولما رأوه خَرُّوا وسجدوا له وقدَّموا له هداياهم؛ ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا. وكان متميزًا في حياته، فهو الوحيد القدوس البار الذي لم يفعل خطية. وكان متميزًا عن تلاميذه، فأرجل التلاميذ تُغسَل بالماء وتُنَشف بالمنشفة في يوحنا13، لكن رجلي المسيح تُدهن بطيب الناردين الخالص كثير الثمن وتُمسَح بشعر مريم أخت لعازر، لكي يظل المسيح - له المجد - متميزًا عن الجميع ومُكَرَّمًا ومُرْتَفعًا فوق الكل. بحق ما أروعه هذا القميص المُلَوَّن، الذي يكلمنا عن أمجاد المسيح المتنوعة وعن كمالاته المطلقة غير المحدودة! هيا نتأمل فيه باستمرار ونشبع به! * * * أخي، أختي، كان يوسف محبوبًا من قلب أبيه، وأنت كذلك محبوب من قلب الله الذي أعلن محبته لك بموت المسيح على الصليب لأجلك. فهل تحبه؟! كان يوسف يلبس قميصًا مُلَوَّنًا يعلن عن تميُّزه عن الآخرين، فهل أنت لَبِست الرب يسوع المسيح لتعلنه في حياتك أمام الآخرين لتُظهِر صفاته الجميلة والحلوة؟! |
||||
15 - 12 - 2016, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 15327 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحجر
هرب يعقوب من بيت أبيه متجهًا إلى بيت خاله لابان؛ فخرج من بئر سبع وذهب نحو حاران، وصادف مكانًا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت. وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه واضطجع في ذلك المكان. ورأى حلمًا فاستيقظ من نومه وقال: «حقًا إن الرب في هذا المكان... ما أرهب هذا المكان». وبكَّر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا وصب زيتًا على رأسه ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل (تكوين28: 10-19). ومما سبق نرى أن الحجر كان في ثلاثة أوضاع: أولاً: كان نائمًا على الأرض، ثانيًا: مُقامًا، ثالثًا: مصبوبًا عليه الزيت. وهذا الحجر هو إشارة للرب يسوع المسيح المكتوب عنه: «الذي إذ تأتون إليه حجرًا حيًّا مرفوضًا من الناس ولكن مختار من الله كريم» (1بطرس2: 4). أولاً: الحجر نائم على الأرض الحجر أساسًا هو جزء من الجبل العالي والمرتفع ولكنه قُطع من الجبل ونزل إلى الأرض، وهو في هذا يشير إلى الرب يسوع المسيح السماوي، فهو الله العلي المرتفع، ساكن الأبد (إشعياء57: 15). لكنه في ملء الزمان أتى إلى أرضنا متجسدًا وأخذ صورة عبد، وكما هو مكتوب: «وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحَلَّ بيننا» (يوحنا1: 14). وأخذ يعقوب من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه؛ أي جعله نائمًا. وهو في هذا يشير إلى موت المسيح ودفنه في القبر، لقد عاش المسيح - له المجد - على الأرض حياة القداسة والكمال، ولكنه ختم رحلته بالصليب حيث ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد. كان يعقوب مُتعَبًا من الرحلة الشاقة وضميره مُثقَلاً مما فعله مع أخيه ومما صدر منه من كذب وغش وخداع، ولكن بمجرد أن وضع الحجر تحت رأسه واضطجع في ذلك المكان وجد الراحة ونام نومًا عميقًا. وهكذا كل من يأتي بالإيمان إلى الرب يسوع يتمتع بالراحة الحقيقية فهو الذي قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متى11: 28). ثانيًا: الحجر مُقام بعد أن رأى يعقوب الحلم استيقظ من نومه، وبكَّر في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا. والحجر كان في الليل نائمًا لكنه في الصباح صار مُقَامًا عمودًا، وهو في هذا إشارة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في فجر أول الأسبوع. إن قيامة المسيح جزء أساسي من الإيمان المسيحي: «المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب». يقول الرسول بولس بلغة الانتصار: «ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين» (1كورنثوس15: 4، 20). وقيامة المسيح إعلان عن نصرته على الموت وسلطانه عليه إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه (أعمال2: 24)، وأيضًا عن لاهوته (رومية1: 4)، وعن تبريرنا أمام الله (رومية5: 24). وبقيامته قُمنا معه (أفسس2: 6)، وصار الرجاء حيًا لنا (1بطرس1: 3). ثالثًا: الحجر مصبوب عليه الزيت بعد أن أقام يعقوب الحجر صب زيتًا على رأسه، والزيت في الكتاب المقدس يتكلم عن الروح القدس. والرب يسوع المسيح قد وُلد بالروح القدس (لوقا1: 35). وأيضًا في المعمودية، وقبل بداية خدمته، نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة واستقر عليه (لوقا3: 22)؛ لذا نقرأ المكتوب عنه: «كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه» (أعمال10: 38). وهـو - تبارك اسمه - قال عن نفسه: «لأن هـذا الله الآب قـد ختمه» (يوحنا6: 27). ولكن بعد موت وقيامة المسيح وصعوده للمجد وجلوسه في يمين العظمة في الأعالي، أخذ الروح القدس وسكبه على المؤمنين يوم الخمسين حيث تكوَّنت الكنيسة. وهذا ما قاله الرسول بطرس في عظته يوم الخمسين: «فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعًا شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه» (أعمال2: 32-34). لقد سكب يعقوب الزيت على رأس الحجر بعد أن أقامه، وبالتأكيد نزل الزيت من على الرأس إلى كل عمود الحجر؛ وهكذا المسيح بعد أن تمجَّد كالرأس أخذ الروح القدس وسكبه في يوم الخمسين على كل المؤمنين الحقيقيين. والآن الروح القدس في المؤمنين ككنيسة على الأرض، وفي هذا إعلان أن يسوع قد تمجَّد كما هو مكتوب: «وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» (يوحنا7: 37-39). بحق ما أروع كلمة الله التي موضوعها شخص ربنا يسوع المسيح المرموز إليه بالحجر في اتضاعه وموته وقيامته وصعوده للمجد وإرسال الروح القدس ليسكن في الكنيسة! هو الحجر الذي رفضه البناؤون لكن قد صار رأس الزاوية (مزمور118: 22) في أعلى قمة في البناء؛ أي صارت له كرامة خاصة وعظيمة كما هو مكتوب: «حجرًا حيًّا... مُختار من الله كريم» (1بطرس2: 4). إنه مُكرَّم عند الله وأيضًا عند المؤمنين. والعجيب أن المؤمنين بالمسيح صارت لهم أيضًا الكرامة كما هو مكتوب: «فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة» (1بطرس1: 7)، أما بالنسبة لغير المؤمنين بالمسيح صار هو «حجر صدمة وصخرة عثرة»، ومصيرهم هو السحق بالدينونة الرهيبة كما هو مكتوب: «ومن سقط هـو عليه يسحقه» (متى21: 44). أخي.. أختي.. لا تُقَسِّ قلبك ولا ترفض الرب يسوع المخلّص الوحيد لئلا يأتي يوم فيه يسحقك فتهلك هلاكًا أبديًّا! لكن تعالَ إليه بالإيمان فتهتف قائلاً: «وأقام على صخرة رجليَّ، ثبَّت خطواتي» (مزمور40: 2). |
||||
15 - 12 - 2016, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 15328 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلم يعقوب
بعد أن بارك إسحاق يعقوب ابنه، حقد عيسو على يعقوب أخيه، وقرّر أن يقتله بسبب خداعه ومكره. فدعا إسحاق يعقوب وأوصاه أن لا يأخذ زوجة من بنات كنعان الشريرات، بل يذهب إلى فدان أرام ويأخذ لنفسه زوجة من بنات خاله لابان. فسمع يعقوب لكلام أبيه وأمه، وخرج من بئر سبع وذهب نحو حاران وصادف مكانًا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت. وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان. ورأى حُلمًا: إذا سُلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها فقال له: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ... وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض. لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به. فاستيقظ يعقوب من نومه وقال: حقًّا إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم» (تكوين28). وهذه السُّلم المنصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء تشير إلى الرب يسوع الذي ربط الأرض بالسماء، فالإنسان مكانه على الأرض لكن الله سكناه في السماء. الإنسان شرير وفاسد، لكن الله قدوس وبار. لقد انفصلت الأرض عن السماء بسبب خطية الإنسان. ولذلك كان لا بد من وسيط يصالح الإنسان الخاطئ مع الله القدوس. وهذا الوسيط هو ربنا يسوع المسيح كما هو مكتوب: «لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع» (1تيموثاوس2: 5). فالرب يسوع هو الذي من السماء جاء إلى الأرض متجسدًا، وبعد أن مات وقام صعد إلى المجد. إنه طريق الله إلى الإنسان وطريق الإنسان إلى الله. والوسيط أولاً: لا بد أن يكون معادلاً للطرفين: الله والإنسان. وهذا ما تم في المسيح لأنه هو الله الذي ظهر في الجسد (1تيموثاوس3: 16)، وكما هو مكتوب: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحَلَّ بيننا» (يوحنا1: 1، 14). فالمسيح - له المجد - هو الله وإنسان في ذات الوقت، «فإذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما» (عبرانيين2: 14). لقد قال أيوب قديمًا: «ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا» (أيوب9: 33). لكن وُجد المصالح الذي وضع يده في يد الإنسان، ومن الناحية الأخرى وضع يده في يد الله. وبذلك صار المسيح - له المجد - هو السُّلم الذي يربط الأرض بالسماء، فهو الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا14: 6). ثانيًا: لا بد أن يكون الوسيط قادرًا على تسديد الدين، وهذا تم عندما عُلِّق الرب يسوع على الصليب واحتمل دينونة خطايانا كلها، وقال: «قد أُكمِل»، وبذل نفسه فدية لأجل الجميع. ومن يريد أن يتصالح مع الله ويكون في علاقة معه، لا بد أن يؤمن بالرب يسوع المسيح كالوسيط الوحيد بين الله والناس والمُخَلِّص الوحيد الذي بذل نفسه لأجله على الصليب. * * * والسُّلم تتكلم أيضًا عن معاملات الله بالنعمة مع يعقوب، إذ كان هاربًا من أخيه نتيجة خداعه ومكره لأنه أخذ منه البكورية والبركة، والمكان الذي كان نائمًا فيه كان موحشًا ومُقفِرًا، والشمس كانت قد غابت وأتى الليل بظلامه المخيف، وكان وحيدًا بلا رفيق. ولكن بالرغم من كل هذا رأى حُلمًا وتكلم الله إليه. وهذا يرينا إله كل نعمة الذي تعامل معه بالنعمة، وهكذا تعامل معنا الله بالنعمة إذ كنا خطاة عصاة مذنبين دنسين، لكن جاء ربنا يسوع المسيح مملوءًا نعمة وحقًّا، ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا نعمة فوق نعمة. فالمسيح هو الذي أظهر نعمة الله لنا كما هو مكتوب: «النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية. وإنما أُظهِرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح» (2تيموثاوس1: 9، 10).نجد أيضًا على السُّلم ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهذا ما قاله الرب يسوع لنثنائيل: «من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» (يوحنا1: 51)، وهو ما سيتم مستقبلاً. أخي، أختي، هل تصالحت مع الله القدوس؟ هل لك علاقة معه؟ إن الرب يسوع بتجسده وموته على الصليب وصعوده للمجد قد ربط الأرض بالسماء، فهو السُّلم الذي يربط الخاطئ بالله المحب. ويمكنك الآن أن تتصالح مع الله وذلك بالإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح المُخَلِّص الوحيد. |
||||
15 - 12 - 2016, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 15329 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تقديم إسحاق(2) نجد أن إسحاق صورة جميلة لربنا يسوع المسيح من أوجه كثيرة نتأمل في بعض منها:
|
||||
15 - 12 - 2016, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 15330 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إسحاق
كان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وأعطاهما الرب ابنًا حسب وعده هو إسحاق، الذي كان سبب سرور وفرح لهما. ونجد في ولادة إسحاق والحوادث المرتبطة به صورة لربنا يسوع المسيح من أوجه كثيرة: (1) إسحاق ولد بمعجزة لأن إبراهيم كان شيخًا وعمره مائة سنة، وصار جسده مُمَاتًا، وسارة كانت متقدمة في أيامها وعمرها تسعين سنة ولقد انقطع أن يكون لسارة عادة النساء. ولكن آمن إبراهيم بالله الذي يحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. لذلك أعطاه الله ابنًا في شيخوخته بمعجزة. وهكذا أيضًا كانت ولادة المسيح - له المجد - فهو الوحيد الذي وُلد من عذراء، وهي معجزة المعجزات، لكي يعلن الله تفرُّد ابنه في دخوله إلى العالم. وعندما كلّم الملاك جبرائيل العذراء مريم وأخبرها أنها ستحبل وتلد ابنًا وتسميه يسوع، سألت قائلة: “كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً؟” إنه شيء غير مألوف أن تلد عذراء، ولكن أجابها الملاك وقال لها: «الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله» (لوقا1: 26-38). وفي كلتا الحالتين كانت قدرة الله ظاهرة في ولادة كل طفل، فعندما قالت سارة: «أفبالحقيقة ألد وأنا قد شِخت؟» أجاب الرب: «هل يستحيل على الرب شيء؟» (تكوين18:13،14)، وعندما سألت المطوبة مريم أجابها الملاك أنه «ليس شيء غير ممكن لدى الله» (لوقا1: 37). (2) إسحاق وُلد بوَعد وعد الله إبراهيم بأنه سيصبح أُمة عظيمـة، وأن نسله سيكون كتراب الأرض وكنجـوم السماء فـي الكثرة (تكوين12:15؛ 13: 16؛ 15: 5)، وعندما مرت الأيام والسنون ولم يُعطَ ابنًا من سارة، سأل إبراهيم الرب قائلاً: «ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟» لكن أجابه الرب: «لا يرثك هذا بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك»، وقال الله عن سارة: «أباركها وأعطيك أيضًا منها ابنًا». وعندما ظهر له الرب وهو جالس في باب الخيمة قال له: «إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن» (تكوين15:2،4؛ 17:16؛ 18: 10). لذلك إسحاق هو ابن الموعد، وهو في هذا صورة للرب يسوع المسيح الذي أيضًا وُلد بوَعد. فعندما دخلت الخطية إلى العالم جاء وعد الله بنسل المرأة، إذ قال الرب الإله للحية: «وأضع عـداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها. هـو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقـين عَقِبه» (تكوين3: 15)، وأيضًا: «ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل» (إشعياء7: 14)، وقبـل ولادة المسيح قـال الملاك للعـذراء مريم: «ها أنتِ ستحبلين وتلـدين ابنًا» (لوقا1: 31). (3) إسحاق تسمى قبل ولادته قبل ولادة إسحاق، قال الله لإبراهيم إن «سارة امرأتك تلد لك ابنًا وتدعو اسمه إسحاق» (تكوين17:19). وهذا حدث أيضًا مع ربنا يسوع المسيح؛ إذ قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم: «ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع (لوقا1:31)، وأيضًا قال ملاك الرب ليوسف عن المطوبة مريم: «فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع» (متى1: 21). (4) إسحاق جاء في الوقت المُعَيَّن تمت ولادة إسحاق في الوقت المُعَيَّن من الله كما هو مكتوب: «فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنًا في شيخوخته. في الوقت الذي تكلم الله عنه» (تكوين21: 2). وهو في هذا صورة لولادة ربنا يسوع المسيح التي تمت في الوقت المُعَيَّن من الله: «ولما جاء مِلء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة» (غلاطية4:4). لقد كانت هناك فترة زمنية طويلة حدثت بين وعد الله الأول لإبراهيم بإعطائه نسل في تكوين12: 2، 7 وبين تحقيق هذا الوعد بولادة إسحاق في تكوين21: 2 إذ مرَّت 25 سنة، وهكذا كانت هناك أيضًا فترة زمنية طويلة بين وعد الله بمجيء المسيح الذي هو نسل المرأة المذكورة في تكوين3: 15 وبين تحقيق هذا الوعد بولادة المسيح؛ إذ مرَّ حوالي 4000 سنة. وهـذا يجعلنا نخضع لمعاملات الله ونعلـم أن لـه مواقيت بـدون تأخير أو تقديم ينفذ فيها مواعيده. (5) إسحاق معنى اسمه «ضحك» لقد قالت سارة: «قد صنع إليَّ الله ضحكًا. كل من يسمع يضحك لي» (تكوين21:6). بمجيء إسحاق أدخل السرور والفرح لقلب إبراهيم وسارة، وهو في هذا رمز للرب يسوع المسيح الذي بمجيئه للأرض أدخل السرور لقلب الآب ولقلوب البشر الذين آمنوا به. فعند ولادته ظهر ملاك الرب للرعاة وقال لهم: «ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجُند السماوي مسبّحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة». وفي معموديته كان صوت من السماوات: «أنت ابنيِ الحبيب الذي به سُررت» (مرقس1: 11). ونستطيع الآن كمؤمنين أن نقول: «امتلأت أفواهنا ضحكًا وألسنتنا ترنمًا» (مزمور126: 2). (6) إسحاق قسم العائلة لفريقين الفريق الأول مثل إبراهيم وسارة كان يضحك ويفرح، والفريق الثاني مثل إسماعيل كان يمزح؛ أي يستهزئ ويحتقر. وهكذا ربنا يسوع المسيح الذي بصليبه قسم العالم إلى فريقين هما المُخَلَّصين والهالكين، فكل من آمن بالرب يسوع المسيح صار مُخَلَّصًا وفي أمان، أما كل من رفض الرب يسوع واستهزأ به أو احتقره فهو من الآن هالك (1كورنثوس 1: 18). (7) إسحاق الغريب كان إسحاق يسكن في خيمة إعلانًا على أنه غريب (تكوين26:25؛ عبرانيين11: 9) وهو في هذا صورة لربنا يسوع المسيح السماوي الذي عاش غريبًا في هذا العالم، وقال للآب عن تلاميذه: «ليسوا من العالم كما أني أنا لستُ من العالم» (يوحنا17:16). أخي، أختي، يا ليتنا في كل شخصية ندرسها نبحث عن الرب يسوع؛ موضوع الكتاب المقدس كله، فنشبع به ونتمثل به. |
||||