منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 12 - 2016, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 15301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موسى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موسي شخص عظيم تحدث عنه الكتاب كثيراً في العهد القديم والجديد، وهو اسم يحوز إعجابنا ويحظي بتقديرنا الشديد، إذ يستحضر أمامنا الإيمان العظيم والشجاعة الروحية الفائقة والقرب المتميز من الله.

معني كلمة موسي
: «منتشل من الماء»، وهو يذكرنا بحادثة إنقاذه من الموت التي استخدم الله فيها ابنة فرعون بطريقة عجيبة، وهي قصة مثيرة للغاية جاءت في خروج 2. وقد تأملنا في العدد السابق في طفولة موسي ورأينا كيف أن يد الله حركت كل شئ لإتمام خطته نحو عبده. وفي هذا العدد نتأمل في خطوات إيمان موسي عندما بلغ سن الأربعين وصار شخصاً عظيماً.

موسى والقرار العظيم عاش موسي في قصر فرعون أربعين سنة وباعتباره ابن إبنة فرعون، كانت له فرصة عظيمة للحصول علي أعلي الدرجات العلمية في أشهر جامعات العالم في ذلك الوقت، وهي جامعات مصر. من المؤكد أنه درس الحساب والجبر والهندسة والطب والعلوم الحربية، وربما أيضاً أسرار التحنيط التي لازالت لغزاً حتي الآن. يقول عنه الكتاب «فتهذب بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال » (أعمال 7: 22)، وكان من مولده جميلاً جداً. فمن كل ناحية كان شخصية غير عادية؛ شكله وثقافته وقدراته الفذة. بلا شك كانت لموسي شهرة فائقة في مصر، خاصة وأنه كان المرشح لحكم البلاد بعد فرعون. لأن ذلك الملك على الأرجح لم يكن عنده أولاد وإبنته التي تبنت موسي لم يكن لها أولاد أيضاً. فكان دوره هو للمُلك. فيذلك الوقت، إتخذ موسي قراره العظيم، «بالإيمان موسي لما كبر أبي أن يدعي إبن إبنة فرعون مفضلاً بالأحري أن يُذَل مع شعب الله علي أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلي المجازاة» (عبرانيين 11: 24-26). كان قراره يتلخص في أنه عرف أن يقول لا الإيمان الحقيقي له وجهان كقطعة النقود: وجه إيجابي وآخر سلبي وجه يقبل وآخر يرفض وجه يقول نعم وآخر يقول لا فلا يجب تقوية الواحد علي حساب الآخر أو إظهار الواحد وإخفاء الآخر فالنعم واللا يجب أن تسيرا جنباً إلي جنب ويداً بيد. وهكذا فعل موسي إذ قال نعم للرب ولا للعالم.

أ - قال لا للمركز العظيم « أبي أن يُدعَي ابن ابنة فرعون» كان في مكانة يحسده عليها الجميع. كان له شهرة وثراء وعظمة وسلطان. كان تاج مصر الذهبي بلمعانه الأخّاذ، وعصا الحكم بكل ماتحمله من قوة ونفوذ في متناول يده؛ لكنه أعطي ظهره لكل مجد العالم إذ رأي أنه ينتهي كله بالموت والتحنيط والوضع في تابوت.

ب - قال لا لملذات الخطية «مفضلاً بالأحري أن يذل ... علي أن يكون له تمتع وقتي بالخطية». ودّع موسي حياة الراحة والرفاهية ليرتبط بشعب الله الذى كان فى ذلك الوقت ذليلاً. فضّل علاقته بشعب الله المتألم علي استمراره في ارتباطه بالأميرة التي تبنته منذ طفولته، فهم مرتبطون بالله الحي الحقيقي أما هي فعلاقتها بالأوثان الميتة المزيفة. كانت فرصة التمتع بالخطية في متناول يده وهو في القصر، وعرف أن الخطية لها تمتع ، لكن الإيمان كشف أمامه أنه تمتع وقتي سرعان مايزول. وماقيمة تمتع وقتي يعقبه عذاب أبدي ؟ لكنه إختار أن يقف في صف الله ومع شعب الله. من المنطق أن يختار الإنسان مايعود عليه بالمكسب دائماً، أما هو فاختار بالإيمان لا بالمنطق. لقد اختار الإذلال مع شعب الله علي التمتع الوقتي بالخطية.

جـ - قال لا لكنوز العالم
«حاسباً عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر». كانت قصور الفراعنة في ذلك الوقت مليئة بالنقود والسبائك الذهبية بل كانت قبور الفراعنة أيضاً مليئة بالمجوهرات والتحف الثمينة النادرة. أما موسي فقد رفض كل هذه مفضلاً أن يتخذ الرب نصيبه ويخدم شعبه ولم يُخدع بغرور الغني. كثير من الأبطال في الكتاب أصبحوا أبطالاً لأنهم قالوا لا
يوسف قال لا لزوجة فوطيفار وانتصر علي شهوة الجسد.
وأليشع قال لا لهدايا نعمان السرياني وانتصر علي شهوة العيون.
وموسي قال لا لكل مافي العالم وانتصر علي تعظم المعيشة.
وآخرون قالوا لا، كدانيال ورفقائه الثلاثة ومردخاي ويوحنا المعمدان

أحبائي الشباب ، هل لنا الشجاعة الروحية لنقول مثلهم لا ؟

موسي حسب حساباً صحيحاً، حسبه بالإيمان لا بالعيان.
وضع عار المسيح في كفة وخزائن مصر في الكفة الأخري ورجحت كفة عار المسيح.

علم أنه سيخسر وقتياً ويلحق به بعض الألم والحرمان والتعيير من الناس بسبب ارتباطه بالمسيح؛ فحسب هذا غني أعظم من أعظم غني في العالم.

لأنه
كان ينظر للمجازاة
تري ماهي هذه المجازاة؟ انظر إلي موسي وهو واقف علي الشاطئ الآخر من البحر الأحمر ويقود الشعب في ترنيمة النصرة في الوقت الذي فيه غرق فرعون وكل جيشه.

انظر إليه لما صعد إلي الجبل ليأخذ لوحي الشريعة من الرب، ومكث هناك أربعين نهاراً وأربعين ليلاً في حديث مستمر مع الرب ولما نزل كان جلد وجهه يلمع.

ثم انظر إليه عند موته عندما صعد إلي الجبل ودفنه الرب بنفسه، وياللإكرام. لكن انظر إليه بعد 1500 سنة وهو علي جبل التجلي مع الرب نفسه، إذ ظهر بمجد مع الرب وكان يتحدث معه. هذه هي المجازاة التي نظر إليها بالإيمان أعزائي هل نقول نعم للرب ولا لكل شئ عداه.
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 15302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اسمه من أشهر أسماء العهد القديم - تعامل الله معه بنعمة عجيبة حتى أنه لم يستح أن يدعى إلهه. يذكر فى كثير من الاحيان جنبا الى جنب مع ابراهيم واسحق والعجيب أن الله دعى إلهه أكثر مما دعى إلههم. إنه يعقوب أبو الأسباط الاثنى عشر.

ترى لماذا قصد الرب أن يدعى إله يعقوب؟ ولماذا أعلن "أحببت يعقوب" ملاخى 1: 2؟ هل بسبب صفاته النبيلة ؤأخلاقه الحميدة؟ أم بسبب تكريسه العميق وطاعته الفريدة؟ إن معنى اسمه "متعقب" تكوين 27: 36- واسمه يكشف لنا عن طبيعته وصفاته فهو إنسان يسعى بكل وسيلة للوصول الى أهدافه حتى ولو استخدم الحيلة والدهاء إذاً لماذا أحبه الرب وارتبط به؟ ليعلمنا درسا أساسيا عن نعمته وصلاحه فهو إله كل نعمة الذى يتعامل معنا ليس بحسب ما نحن عليه بل بحسب ما هو فى ذاته - ليس بما نستحقه نحن بل بما يتوافق وصفاته هو.

يعقوب المخطئ

تصرف يعقوب بطريقة خاطئة للحصول على البركة. كان الله قد سبق وأعلن لرفقة أمه أنه سيكون الأعظم وأن أخاه عيسو سيستعبد له. كان هذا وعداً صريحا من الرب بأن يعقوب هو الذى سينال البركة. وما دام الله قد وعد بشئ فهو قادر أن يتممه فى وقته وبطريقته هو إلا أن يعقوب انقاد الى حيلة رفقة أمه ووافق على خداع إسحق ابيه حتى ينال البركة فتظاهر انه هو عيسو وكذب على أبيه (تكوين 72) كان هذا تصرفا ردىئاً لا يرضى الرب ولأنه واحد من اولاد الله فقد أدبه الرب لأنه "أى ابن لا يؤدبه أبوه". أحبائى الشباب : لنلاحظ طرقنا وتصرفاتنا دائما فالرب يرى ويلاحظ كل تصرفاتنا لننتبه حتى لا نقدم على تصرف شرير لا يرضيه. لنكن أمناء صادقين مع من نتعامل معهم خاصة مع والدينا. ودعونا لا ننسى أن الله القدوس لا يتساهل مع الشر أبداً حتى ولو كان فى حياة أولاده. "لا تضلوا، الله لا يشمخ عليه فإن الذى يزرعه الانسان إياه يحصد أيضا" (غلاطية 6: 7) لقد حصد يعقوب نتيجة خداعه لأبيه حصاداً مؤلما إذ خدعه خاله لابان مرات عديدة ثم خدعه أولاده أيضا بعد ذلك.

إله يعقوب
اضطر يعقوب أن يترك والديه ويهرب من عيسو أخيه إذ كان ينوى قتله. لم يكن من السهل عليه ترك وطنه وأسرته خاصة رفقة أمه إذ كان الابن المحبب لها لكنه كان مجبرا على ذلك بسبب تصرفه الخاطئ. فخرج من مكان سكناه ليذهب الى خاله لابان فى حاران (نواحى سورية)، وفى الطريق حدث معه شئ أغرب من الخيال - أمر عجيب ما كنا نتوقعه أبدا. يقول الكتاب : "فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران. وصادف مكانا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت .. وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع فى ذلك المكان ورأى حلما وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب إله ابراهيم أبيك وإله إسحق. الأرض التى أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. ويتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض. وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلي هذه الأرض لأنى لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به (تكوين28: 10-15).

هل يمكنا أن نقترب قليلا من يعقوب لنحلل نفسيته ونتصور مشاعره فى تلك اللحظات؟ كان وحيداً بعيدا عن أهله يشعر بمرارة الحرمان منهم، خاصة من رفقة أمه وكانت هذه هى أول مرة يغادر فيها أرضه فكان هذا اختبارا يملأه بالرهبة والشعور بالوحشة .. وكان خائفا منزعجا اذ يترقب فى كل لحظة مجئ عيسو لينتقم منه وكان يشعر بوحشة الصحراء خاصة عندما غابت الشمس وأسدل الليل ستاره الكئيب - كان في مكان يصفه الكتاب : "أرض قفر وخلاء مستوحش خرب" ربما منطقة ينتشر فيها اللصوص وتكثر فيها الوحوش المفترسة لكن فوق كل هذا كان ضميره مثقلا بالشعور بالذنب إذ ارتسم امامه كذبه على أبيه وخداعه لأخيه وبدأ ضميره يستيقظ وشعر بوخزاته المؤلمة وتصور أن الله لا بد أن يقاصصه على فعلته الرديئة وإذ نام وهو فى هذه الحالة أتى إليه الهه فى حلم عجيب وأراه مناظر مطمئنة وأَسمعه كلمات نعمة مشجعة رأى سلما منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء. كأن الرب يقول له أنت لازلت على اتصال بالسماء وبابها لا زال مفتوحاً أمامك ومخازن الله مليئة بالرحمة الكثيرة لك.

ثم رأى الملائكة صاعدة ونازلة على السلم. كنا نتوقع أن الله يرسل ملائكته لمعاقبته على خطئه لكنه ها هو يرسلهم لخدمته وللحفاظ عليه من كل شر!! رآهم صاعدين ونازلين. كانوا يحيطون به وهو نائم فى الصحراء ويصعدون للسماء حاملين احتياجاته لعرش الله ثم ينزلون من فوق حاملين بركات الله الوفيرة له.

ثم رأى الرب نفسه وسمع منه أعجب الكلمات. لم يسمع كلمة توبيخ واحدة ولا حتى إشارة لفعلته الردىئة لكن كلمات تشجيع ووعود عظيمة. قال الرب : أنا الرب : أى أنا الذى لا أتغير أنا الذى أبقى أميناً رغم عدم أمانتك - ثم قدم له مواعيد مجانبة دون قيد أو شرط. غمره الرب باحسانات لا يستحقها دون أن يضعه تحت أى شرط قاله له : "وها أنا معك واحفظك حيثما تذهب - وأردك إلى هذه الأرض لأنى لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" ياللنعمة الفائقة. كل هذا لشخص مثل يعقوب !! أحبائى الشباب، هذا هو إله يعقوب، الإله الممتلئ بالنعم رغم عدم استحقاقنا وهو يدعونا أن نثق فى نعمته ونستند عليها بالتمام. كم من المرات ربطنا عطاياه باستحقاقنا، لكنه يريد أن يعلمنا ألا ننشغل بذواتنا وأخطائنا وتقصيراتنا بل وفشلنا المتكرر. فهذا سيؤدى بنا لمزيد من الفشل والاكتئاب. لكن لنتحول الى قلبه الفائض بالاحسان ولنتمسك بصلاحه ولنستند على مواعيده. عندئذ ستعلمنا نعمته كيف نعيش بالتعقل والبر والتقوى وكيف نسلك بتدقيق وكيف نسعى لتمجيده فى كل تفاصيل حياتنا.
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 15303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيسو أول توأم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما نقرأ سفر التكوين سنقف مندهشين أمام قصة أول توأمين يذكرهما الكتاب المقدس. وهما عيسو ويعقوب اللذان ولدا من إسحق ورفقة (تكوين 25). كانا في بطن واحد وولدا في وقت واحد وتربيا في بيت واحد. لكن ماأعظم الفارق بين حياة وسلوك كل منهما ونهاية كل منهما وتقرير الكتاب عن كل منهما. يكفي أن نعرف أن الله يربط اسمه بيعقوب فيذكر عنه كثيراً «إله يعقوب» (مثال مزمور 46: 7، 11) بينما عيسو يقول عنه الله في آخر سفر في العهد القديم «أبغضت عيسو» (ملاخي1: 3). والآن لنقترب قليلاً من عيسو لنتعرف بشخصيته (تكوين 25 - 26).

مظهر خارجي جذاب
كان عيسو شاباً متين العضلات قوي البنيان جسمه ملئ بالشعر ولونه أحمر. لو كان في أيامنا لربما كان قد شارك في مسابقات كمال الأجسام أو المصارعة. ولاشك أنه كان سريع الحركة. يمكنه أن يفوز في مسابقة للجري لأنه كان يجري وراء الحيوانات في الأحراش أو الغابات إذ كان صياداً. ويبدو أيضاً أن عيسو كان شجاعاً جداً. ولقد سماه الكتاب «إنسان البرية». ولاشك أنه بسبب شغفه بصيد الحيوانات البرية كان يلتقي في كثير من الأحيان ببعض الحيوانات المفترسة وكان بسبب قوته وشجاعته يواجهها ويقضي عليها. ولابد أنه كلما رجع إلي بيته كان يحكي لأهله قصص بطولاته مما زاده غروراً واعتداداً بنفسه. كما أنه مولع بصنع الأطعمة مما يصطاده مما جعل أباه اسحق يحبه وربما ميزه عن أخيه يعقوب «فأحب اسحق عيسو لأن في فمه صيداً» لكني أري أن عيسو، بكل هذه المزايا، كان يعيش لنفسه ولساعته، كل تفكيره محصور في رغباته وشهواته يريد أن يلبيها في الحال، غير مهتم بما يترتب علي ذلك من نتائج وربما كان شعاره «لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت» 1 كورنثوس 15: 32. إنه جدير بأن يدعي «إنسان العالم» الذي يعد في نظر كثير من الشباب الآن نموذجاً رائعاً في كثير من النواحي البدنية والرياضية والاجتماعية ... لكن !!!

حالة داخلية فاشلة
رغم المظهر الخارجي الذي يوحي بالنجاح كان عيسو إنساناً فاشلاً مهزوماً. يصفه الكتاب في عبارة موجزة قائلاً «لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته» عبرانيين 12: 16. هذا هو تشخيص الله له والكتاب هنا يشير إلي القصة المذكورة في تكوين 25: 29 - 34 «وطبخ يعقوب طبيخاً فأتي عيسو من الحقل وهو قد أعيا فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. فقال عيسو هاأنا ماض إلي الموت. فلماذا لي بكورية ... فأكل وشرب وقام ومضي. فاحتقر عيسو البكورية.

كانت تحكمه رغبات
فهو لم يستطع أن يقاوم رائحة طبيخ العدس حتي ولو أدي ذلك إلي التخلي عن البكورية، لقد صارت بطنه إلهه إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات» (فيلبي 3: 19). لا مانع من أن يأكل الإنسان ليسد جوعه وليتمتع بصحة جيدة، لكن أن يصبح عبداً لبطنه فهو بذلك يفتح الباب أمام رغباته وشهواته لتتحكم فيه وتسيطر عليه. ياللأسف علي الشباب الذين يبدون بمظهر الأبطال ويحوزون إعجاب الدنيا كلها وهم في ذات الوقت عبيد للشهوة والخطية، يتم فيهم القول : «لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلاً من الذين يسيرون في الضلال، واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد. لأن ماانغلب منه أحدٌ فهو له مستعبد أيضاً» 2 بطرس 2: 18، 19

استبدل بركات الله بشهوات الجسد
لقد باع بكوريته مقابل طبق عدس، فقد كان «مستبيحاً» أي لايعطي لله أي اعتبار في حياته ولايقدر بركات الله علي الإطلاق. كان عيسو البكر بحسب المولد. وكانت للبكر امتيازات خاصة في العائلة اليهودية سواء في الميراث أو في امتيازاته الروحية. كان البكر هو كاهن الأسرة الذي يمثلها أمام الله (قبل مجئ الناموس) كما أنه كان يمثل حلقة في سلسلة النسب الذي سيولد منه المسيا، كما كان له الحق في وراثة المواعيد التي قطعها الله لإبراهيم (تكوين 12: 3). هذه كلها احتقرها عيسو، لأنها أمور روحية يمسك بها الإيمان. لقد انحصر فكره فى الماديات وظن أنه لن يعيش العمر الذي يتيح له التمتع بهذه كلها. لقد قال «هاأنا ماض إلي الموت فلماذا لي بكورية» أو بلغة أخري «لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت»

احذر ياعزيزي القارئ من أن تبيع خلاص نفسك الأبدي بمايشبه طبق العدس ربما بغرور الخطية أو منفعة مادية أو شهوة دنية أو متعة وقتية.

«لم يجد للتوبة مكاناً»
يقول كاتب العبرانيين «فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع» عبرانيين 12: 17.

مضي عيسو في طريقه غير مبال ببركات الله له ولم يندم علي بيعه للبكورية ولم يشعر بالخسارة الفادحة التي لحقت به. لم يكن في قلبه مكان للتوبة. ولما خدعه يعقوب أخوه وأخذ منه البركة كانت دموعه لدي إسحق أبيه لا دموع التوبة بل دموع الخسارة وضياع فرصة البركة، دموع من فقد فرصة العمر. لم يعرف عيسو التوبة. والتوبة هي تغيير الفكر والاتجاه والرجوع عن طريق الماضي. هذا لم يحدث معه فلا هو ندم علي ضياع البكورية منه ولا هو قدر بركات الله التي كانت مقدمة له لذا فقد البركة أيضاً ياله من مثال محذر وضعه الكتاب المقدس أمام كل شاب مستهتر يحتقر البركات الروحية الأبدية وينصب علي الملذات الجسدية الوقتية !!
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 15304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تعلم مَنْ هو الانسان الأول الذى لم يَمُت؟
لقد ذُكرت قصته فى سفر التكوين، أول أسفار الكتاب المقدس، وانها لقصة - رغم قصرها - شيقة ومليئة بالتعاليم والدروس. ونقرأ فى الأصحاح الخامس من سفر التكوين عن تسع شخصيات . يُذكر عن ثمانِ منهم أنهم عاشوا أعماراً طويلة ثم ماتوا، لكننا نقرأ عن واحد منهم أنه لم يَمُت. هذا الشخص لانعرف عنه الكثير، فلم يُذكر عنه سوى أربعة أعداد فى سفر التكوين، وعددٍ واحدٍ فى الرسالة إلى العبرانيين (11: 5)، وعددين فى رسالة يهوذا (ع15،14).
إنه أخنوخ
تعالوا نقرأ معاً ماجاء عنه فى تكوين5: 21-24. «وعاش أخنوخ خمساً وستين سنة وولد متوشالح. وسار أخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلث مئة سنة وولد بنين وبنات. فكانت كل أيام أخنوخ ثلث مئة وخمساً وستين سنة. وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه».
أخنوخ معنى اسمه تكريس، و قد كان اسماً على مُسمَّى. ويتضح هذا فى النقاط الثلاث التى سنذكرها عنه.

سار مع الله

عاش أخنوخ وسط جيل شرير وفاجر اتصف بالتمرد على الله والعصيان العلنى عليه. كان الناس يفعلون الشر بكثرة. كانوا مُنغمسين فى الدنس والنجاسة، كما أنهم كانوا قُساة وظالمين ولذلك دانهم الرب بعد ذلك بالطوفان الذى أهلكهم جميعاً. عاش أخنوخ وسط هذا الجيل الفاسد لكنه انفصل عنهم إذ التصق بالرب، وقيل عنه مرتين فى سفر التكوين: سار مع الله. لاشك أنه لم يكن أمراً سهلاً على أخنوخ أن يجد الشر متزايداً والناس الفجار هم الأكثرية حوله. لكنه رغم ذلك سار مع الله. وهو يقدم لنا كشباب نموذجاً حياً فى هذا الأمر. فكثيراً مايشتكى الشاب المؤمن من صعوبة الوسط المُحيط به فى المدرسة أو المعهد أو السكن، ويعتبر أن هذا عذر له فى عدم تمكنه أن يحيا حياة الأمانة والتقوى. أما أخنوخ فلقد سار مع الله رغم كل المعطلات المُحيطة به.

ربما تسألنى: ما معنى السير مع الله ؟ انى أعتقد أنه يعنى وجود توافق بين الشخص وبين الرب. وطبعاً لابد أن يسبق هذا قبول المسيح بالايمان فى القلب، إذ أنه بدون هذه الخطوة أكون بعيداً عن الرب، لكن إذ أقبله أنال طبيعة جديدة تمكنى من الشركة مع الرب والتلذذ بالعشرة معه وطاعته. والسير مع الله يأتى نتيجة فرص الخلوة اليومية فى قراءة الكلمة والصلاة، ومن خلال هذه الفرص أستطيع أن أعرف ما الذى يُسِّر الرب ويُرضيه حتى أفعله، وأيضاً ما الذى لايحبه ولا يفرّحه فأتجنبه وأبتعد عنه. وأخنوخ سار مع الله يوماً فيوماً طوال حياته واستمرت تلك المسيرة ثلاث مئة سنة ولاشك أنه لم يشعر خلالها بضجر أو سأم، بتعب أو ندم. ماأكثر بركات السير مع الله.

يوسف سار مع الله فحفظه الله. دانيال سار مع الله فكان أميناً لله. وكذلك أخنوخ سار مع الله فرافقه الله. لقد عاش أخنوخ حياته فى الحضرة الإلهية. ألا تشتاق صديقى الشاب أن تسير مع الله كل يوم من أيام حياتك؟

أرضى الله

يقول كاتب العبرانيين عن أخنوخ إنه «قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله». ومَنْ هو الذى شَهد له؟ الله - لقد شهد له بأنه حاز رضاه.
أعزائى : إن أهم شئ فى الحياة هو أن نُرضى الرب، هذا أهم بكثير من رضى الناس.

لقد صلى داود «علمنى أن أعمل رضاك لأنك أنت إلهى» (مزمور143: 10) كيف استطاع أخنوخ أن يرضى الله؟ بالايمان، لأنه «بدون ايمان لايمكن إرضاؤه..» (عب11: 6) آمن أن الله موجود، وأنه يُجازى الذين يطلبونه.

كان الرب نصيبه ورفيقه وحبيبه وربما كان يردد كلمات تُشبه التى قالها داود بعد ذلك «جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع» (مزمور16: 8).

أعزائى الشباب : هل أدركتم أن أعظم هدف يسعى إليه المؤمن هو أن ينال رضى الرب وأن يشهد له الرب أنه قد أكرمه ومجَّده فى حياته؟. لقد شهد الله لكثيرين من الرجال الأتقياء فى عصور مختلفة :

شهد عن أيوب بقوله «ليس مثله فى الأرض رجل كامل ومستقيم».

وشهد عن داود بقوله «وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى».

وشهد عن دانيال إذ أرسل له قائلاً «أيها الرجل المحبوب»
لنطلب من الرب أن يزيد ايماننا وثقتنا فيه فى كل الظروف حتى نستطيع أن نُرضيه.

نقله الله
«ولم يوجد لأن الله أخذه» يقول كاتب
الموت ولم يوجد لأن الله نقله» (11: 5).
عاش أخنوخ وكأنه لم يكن من سكان الدنيا. عاش وكأن رأسه فى السماء ورجليه على الأرض. عاش مع الله رغم كونه بين البشر. لقد توطدت علاقته مع الرب يوماً فيوماً حتى انه اشتاق جداً ليكون معه هناك فى سماه. وتولَّد فى قلبه ايمان بأن الرب يستطيع أن ينقله حياً دون أن يموت. لاشك أن الشكوك هاجمته عن كيفية حدوث هذا. فجميع مَنْ كانوا قبله ماتوا ولم يحدث من بداية التاريخ أن شخصاً لم يَمُت، لكن ايمان أخنوخ انتصر على كل الشكوك وصدَّق كلام الرب له رغم المنطق والعيان، وجاءت اللحظة ونقل الرب أخنوخ حياً إليه.

أحبائى الشباب .. إن ماحدث مع أخنوخ سيحدث أيضاً قريباً جداً مع جميع المؤمنين الأحياء عند مجئ المسيح الثانى. يقول الرسول بولس «هوذا سر أقوله لكم لانرقد كُلنا لكننا كُلنا نتغير فى لحظة فى طرفة عين ..» (1كو15: 52،51) هل ستكون ياصديقى من ضمن هؤلاء الذين سيُخطفون أحياء لملاقاة الرب فى الهواء؟

 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 15305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قايين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تعرف مَنْ هو أول انسان ولد فى العالم؟ ومَنْ هو أول متدين فى التاريخ؟ ومَنْ هو أول قاتل عُرف بين البشر؟ إنــــه قايين

معنى اسمه «اقتناء»، وسمَّته حواء أمه بهذا الاسم بعد ولادته، إذ قالت: «اقتنيت رجلاً من عند الرب» (تكوين4). ظنت أن هذا هو نسل المرأة الذى وعد به الرب عندما أعلن على مسمع من الحية بعد أن أغرت حواء بمخالفة ارادة الرب «وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك، وأنتِ تسحقين عقبه». لكن اتضح لها فيما بعد أنه ليس هو المنتظر مجيئه. إذاً مَنْ هو قايين؟؟

تعالوا نتأمل فى بعض جوانب هذه الشخصية كما ظهرت فى قصته المدوَّنة فى الأصحاح الرابع من سفر التكوين، والتى يعلِّق عليها الرسول يوحنا بالقول: أن يحب بعضنا بعضاً. ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة» (1يوحنا3: 11، 12) - هذا معناه أن قايين كان مصدره الشيطان ولذلك وُجدت فيه الطباع الآتية :

الكبرياء والاعتداد بالذات : ياللغرابة ! فنحن لانتوقع أبداً أن الانسان المتدين يكون متكبراً، بل متواضعاً. لكننا نرى كبرياءه بوضوح فى طريقة اقترابه إلى الله للعبادة، إذ قدَّم لله من أثمار الأرض، وتجاهل تماماً أنه هو خاطئ مولود من أبوين خاطئين وأن الأرض التى يقدم منها لله قرباناً هى ملعونة. كما أنه تجاهل تماماً الطريقة التى رتبها الرب لعلاج عُرى والديه آدم وحواء، عندما صنع لهما أقمصة من جلد . إلا أنه فى كبريائه رفض طريق الرب للاقتراب، واقترب إليه بطريقته هو، وقدم للرب ماظنه حسناً بحسب تفكيره البشرى.

آه من الكبرياء - إنها مرض دفين فى القلب البشرى. وأشر مظهر لها يظهر عندما يرفض الانسان الاعتراف بأنه خاطئ يستحق الموت ولا وسيلة لخلاصه سوى دم المسيح.

كثير من الشباب المتدينين يظنون أن تدينهم يؤهلهم للقبول أمام الله. وللأسف فإن الواحد منهم يرفض تماماً الاعتراف بأنه خاطئ وأن المسيح مات عنه شخصياً ليرفع عنه عقوبة خطاياه، فيرفض خلاص المسيح المجانى ويظل متمسكاً ببره الذاتى وممارساته الدينية وبأعماله التى يظن أنها صالحة. ولايدرى أنه بهذا يكون مثل قايين تماماً.

الأنانية وحب الذات : لما رأى قايين أن الله قبل قربان هابيل أخيه ورفض قربانه اغتاظ جداً ولم يحتمل أن يرى أخاه ناجحاً ويرى نفسه فاشلاً. ولا غرابة، فمَنْ يكن الشيطان مصدره تُصبح الذات إلهاً له.

وعندما سأله الرب عن هابيل أخيه، كانت الإجابة: أحارس أنا لأخى؟. وكأنه يريد أن يقول للرب : مالى وأخى؟

وبالاضافة إلى الكذب الواضح فى هذه العبارة فإنها تدل على مدى حب قايين لذاته وانحصار تفكيره على نفسه. إنه يذكّرنا بما قاله الملك لويس الخامس عشر ملك فرنسا قديماً: أنا وبعدى الطوفان - أى أنا الأول، أنا الأهم، وبعد ذلك فليأتِ الطوفان ويهلك الجميع.

أعزائى الشباب .. ألا نُغلب كثيراً من هذه الخطية الرهيبة. اننا نعيش والذات هى مركز تفكيرنا وتصرفاتنا، ربما هذا هو السبب الأول لمشاكلنا مع أفراد أسرنا أو مع أصدقائنا. وربما هذا هو السبب أيضاً لعدم اهتمام المؤمنين بأنفس أقاربهم وأصدقائهم الهالكين. لنُصلِ حتى يشفينا الرب من اللامبالاة باخوتنا الناتجة من محبتنا لذواتنا.

الخداع والمكر والكذب : يالها من صفات رهيبة ظهرت فى قايين. لكن لا غرابة، فالقلب الذى لم يدخله المسيح يملؤه الشيطان بكل أنواع الشرور. أنظر إلى قايين وهو يستدرج هابيل إلى الحقل، ربما ليُريه بعض الثمار التى يزرعها، ثم فجأة ينقض عليه ويذبحه ويقف مُشاهداً لدمائه تسيل على الأرض. أوَلا يتكرر هذا المشهد فى عالمنا اليوم بصورة أو بأخرى؟.

ثم عندما سأله الرب : أين هابيل أخوك. قال له: لاأعلم. ليس بغريب عليه أن يكذب وهو «من الشرير»، أى من ذاك الذى قال عنه المسيح «متى تكلم بالكذب فإنه يتكم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب» (يوحنا8: 44)، والكذب من الصفات الأصيلة فى الشيطان، والأشرار إذ هم بطبيعتهم ينحرفون عن الحق ويكرهونه.

أصدقائى الشباب .. لنستمع إلى نصيحة الكتاب :

«اطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة» (1بطرس2: 1)

«اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه» (أفسس4: 25)

لنتحذر من صفات قايين ولنُصلِ طالبين من الرب أن يستلم حياتنا بالتمام مُطهراً قلوبنا من هذه الشرور.
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 15306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أندراوس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تعلم مَنْ هو أول مَنْ تقابل مع الرب يسوع وتبعه من التلاميذ الاثنى عشر؟
انه أندراوس، ونريد الآن أن نلقى الضوء على بعض من جوانب حياته:

كيف تعرّف بالمسيح؟
انها قصة شيّقة للغاية (يوحنا 1: 35-40). فلقد كان أصلاً من تلاميذ يوحنا المعمدان المُلازمين له، وسمع منه فى إحدى المرات كلمات قليلة جداً عن المسيح «هوذا حَمَل الله» - هذه العبارة أثرّت فيه للغاية حتى أنها جعلته يترك معلمه يوحنا المعمدان ويتبع يسوع، وكان معه أيضاً تلميذ آخر. التفت يسوع ونظر التلميذين يتبعانه قال لهما: ماذا تطلبان، أجاباه: يامعلم نريد أن نعرف أين تمكث. فقال لهما يسوع تعاليا وانظرا. فذهبا ونظرا الموضع الذى كان يمكث فيه يسوع ومكثا عنده طول اليوم.

إذاً لقد أتى أندراوس للمسيح عن طريق كلمات قليلة سمعها من يوحنا المعمدان ومن تلك اللحظة فصاعداً صار تلميذاً للمسيح.

والاسم «أندراوس» يعنى «رجلاً حقاً» أو «ذا رجولة» أو «القوى» وكان اسماً على مُسمَّى، فقد ظهرت فى حياته الرجولة الحقيقية والقوة الصحيحة. فلقد كان شجاعاً ومقداماً فى الإتيان بالنفوس للمسيح. وهنا ياصديقى تظهر الشجاعة الحقيقية، فهى ليست، كما يظن كثير من الشباب، قوة العضلات ولا الصوت العالى ولا الاشتراك فى رياضة المُلاكمة والكاراتيه ولا القدرة الخاصة للدفاع عن النفس أو الهجوم على الآخرين، هذه للأسف مقاييس الرجولة والشجاعة عند كثير من الشباب، لكن ليس عند الله.

ويسجل لنا انجيل يوحنا ثلاثة مواقف لأندراوس نتعلم من كل منها دروساً هامة :

أندراوس وأخوه سمعان
«كان أندراوس، أخو سمعان بطرس واحداً من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد أولاً أخاه سمعان وقال له قد وجدنا مسيا. الذى تفسيره المسيح فجاء به إلى يسوع» (يوحنا 1: 40،41). كان للوقت الذى قضاه أندراوس مع الرب يسوع تأثير عظيم عليه. فقد اقتنع وآمن أن يسوع هو المسيح. وكأنه راح يردد فى أعماق نفسه «وجدت المسيح». كان اقتناعه عميقاً حتى أنه بمجرد أن تقابل مع أخيه سمعان قال له قد وجدنا مسيا أى المسيح، وجاء به إلى يسوع. لو كانت كلماته مع أخيه غير مُقنعة لَمَا استطاع أن يأتى به إلى المسيح.

صديقى الشاب المؤمن، هل أنت مُقتنع بعظمة المسيح؟ هل اختبرت خلاصه وتحريره لك من خطاياك؟ هل تمتعت بقوته التى تمنحك النُصرة على الخطية؟ هل هو يُشبع احتياجاتك؟ هل أنت فخور بانتمائك إليه؟ هل حديثك عنه مع أصدقائك مؤثر؟

تُرى كم نفساً تحدثت معها عن المسيح؟ وكم نفساً أتيت بها إليه؟ راجع نفسك لئلا تكون شهادتك عنه غير فعّالة.

لقد بدأ أندراوس بأخيه سمعان. وهو يعلمنا أن نبدأ بأقاربنا أولاً والرب يريد منا هذا دائماً: «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». وكم كانت نتيجة كلمات أندراوس عظيمة، فلقد أتى بسمعان بطرس أخيه ولولا أندراوس لَمَا كنا عرفنا بطرس.

أندراوس والغلام الصغير
«قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس. هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان» (يوحنا 6: 8،9) فى حادثة إشباع الجموع امتحن الرب يسوع تلميذه فيلبس عن كيفية تجهيز طعاماً لهذا الجمع الكثير، وسقط فيلبس فى الامتحان إذ نظر للإمكانيات والحسابات، وقال ليسوع «لايكفيهم خبز بمئتى دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيرا». أما أندراوس فلقد كانت عينه مفتوحة، فرأى الغلام الذى معه الخمسة أرغفة شعير والسمكتان. لم يحتقر مابين يدى الغلام، كما أنه لم يتردد بل كان حاسماً فى اتخاذ القرار، فأخبر يسوع وأتى بالغلام إليه وعن طريق الأرغفة والسمكتين صنع الرب يسوع هذه المعجزة العظيمة، وشبعت الآلاف.

ألا نتعلم من هذا ياأصدقائى ألاَّ نحتقر مابين أيدينا ولا مابين أيدى اخوتنا، وأن نأتى بالقليل الذى عندنا إلى الرب؟ ربما صحتنا أو وقتنا أو القروش القليلة أو الموهبة الصغيرة أو المعرفة الكتابية البسيطة، لنأتِ بها إلى الرب، وسيعمل هو بها أموراً عظيمة لمجد اسمه وفائدة الآخرين.

أندراوس واليونانيون
(يوحنا 12: 20،21)
كان أناس يونانيون قد ذهبوا لأورشليم فى العيد لتقديم السجود وسمعوا عن يسوع واشتاقوا جداً لرؤياه وعبّروا عن رغبتهم إلى فيلبس ليكون واسطة التعارف بينهم. ولكن فيلبس تحول إلى أندراوس ليقوم بالمهمة، وهكذا تم اللقاء. لقد عرف أندراوس كيف يكون ودوداً قريباً من الناس، وكيف يكسب صداقتهم وعرف أيضاً أن يسوع لاينزعج من أحد ولايرّد طالباً، بل قلبه دائماً مفتوح للجميع فأتى بالكثيرين إليه : أتى بالكبار والصغار أتى باليهود والأمم أتى بالأفراد والجماعات أتى بالقريبين والبعيدين

أصدقائى الأحباء .. هلا تشوقنا أن نكون مثل أندراوس، رجالاً حقاً !!
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 15307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فتاة صغيرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لانعرف عنها سوى القليل الذى ذُكر فى سياق الحديث عن نعمان السريانى وقصة شفائه من مرض البرص. وقد وردت هذه القصة فى سفر الملوك الثانى والأصحاح الخامس. ولم يُذكر عنها فى الكتاب سوى جملتين فقط: «وكان الأراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض اسرائيل فكانت بين يدى إمرأة نعمان. فقالت لمولاتها ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة فإنه كان يشفيه من مرضه» (عدد2،3) هذه الفتاة التى لانعرف عنها حتى اسمها كانت سبب بركة كبيرة لرجل عظيم ولأسرة ذات شأن بل، وشهادة فعالة لله فى أيام صعبة. تعال معى لنتتبع القصة :

ظروف قاسية

فى أحد الأيام دخلت جيوش الأراميين إلى السامرة فى أرض اسرائيل وأخذوا من ضمن مَنْ سبوهم فتاة صغيرة من أحد البيوت اليهودية. وكان الأمر صعباً جداً على الفتاة، ولاشك أنه كان مُحزناً أيضاً لعائلتها. مَنْ يستطيع أن يتصور آلامها وهى تؤخذ من وسط بيتها وأهلها بواسطة جنود قساة لايُشفقون ولايرحمون؟ ثم ماذا كانت مشاعرها وهى تؤخذ إلى بيت نعمان كإحدى السبايا ثم تعمل هناك كجارية؟

لاشك أنها فكرت وتساءلت : لماذا حدث هذا؟ ولِمَ هذا الظلم؟ وأين الله، وكيف يسكت على هؤلاء الناس المفترين؟ لماذا تُحرم من حنان والديها وتُذّل فى بيت غريب؟ ثم لماذا هى بالذات التى يحدث معها هذا؟ أكيد انها تساءلت هذه الأسئلة وكثيراً غيرها، ولكن دون جدوى. فلا إجابة على حيرتها ولا تغيير فى ظروفها. لكن صديقى الشاب؛ أيوجد شئ يحدث فى هذا العالم بالصدفة؟ أيوجد مايسميه الناس حظاً سيئاً أو حظاً حسناً؟ ربما يبدو أمامنا أن هذه الفتاة سيئة الحظ، لكن دعنى أوضح لك أن لله غرضاً وقصداً من كل مايحدث فى حياتنا «الرب صنع الكل لغرضه» (أمثال16: 4). فهو له خطة يريد أن يتممها ويحرك كل شئ: الناس والظروف لتنفيذ هذه الخطة. لقد «حتم الله بالأوقات المعينة وبحدود مسكننا» (أعمال17: 26). لذا قال له داود قديماً «فى يدك آجالى (أوقاتى)» (مز13: 51).

فلقد قصد الله أن تُسبى هذه الفتاة الصغيرة من بلدها ولم تكن بالمصادفة أن تؤخذ لبيت نعمان رئيس الجيش. ربما يبدو أنها الصدفة البحتة التى أوجدتها فى ذلك المكان. فعند تقسيم الأسرى كانت هى من نصيب رئيس الجيش لتكون خادمة لزوجته، لكن كانت يد الله هى التى تحرك الأمور، واتضح بعد ذلك أن الله أرسلها إلى هناك إلى هذه البلاد وإلى هذا البيت بالذات لأنه قصد أن يستخدمها فى خدمة عظيمة.

أصدقائى الشباب؛ هل نتعلم هذا الدرس الهام لحياتنا؟ هل أدركنا أن كل دقائق وتفاصيل حياتنا هى فى يد الله؟ أحياناً نتذمر على أماكن معيشتنا أو نوعية عائلاتنا. وقد يتولّد فينا شعور بالرفض للمستوى الاجتماعى أو المادى الذى نحن فيه ويغيب عنا تماماً أن لله قصداً وغرضاً عظيماً فى حياتنا.

نفس ناجحة

كان من الطبيعى أن يتولد فى نفس هذه الفتاة كراهية وحقد ضد سيدها نعمان، الذى هو، حسب الظاهر، السبب فى شقاوتها وتعاستها. لكن على العكس من ذلك نراها تتمنى شفاءه من البرص وتُخبر سيدتها بالوسيلة لهذا. لاشك أن هذه الفتاة تعلّمت عن الله وهى فى بلادها وكان لها إيمان حقيقى به وهى لازالت صغيرة. لذا فبفضل علاقتها مع الله ارتفعت فوق كل مرارة أو ضغينة كان من الممكن أن تتولد فى نفسها. لقد تم فيها القول «إن جاع عدوك فاطعمه. وإن عطش فاسقه. لايغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير»(رومية12: 20، 21)، وأكثر من ذلك فلأن قلبها كان صحيحاً أمام الله فهى لم تُعانِ من صِغر النفس أو الشعور بالنقص.

لقد كان سيدها نعمان أممياً وكانت هى يهودية مكروهة فى ذلك الوقت. كان نعمان رجلاً عظيماً. وكانت هى «فتاة صغيرة» وكان هو رئيـس الجيـــش وكانـــت هى جاريــة مسبية. ورغماً عن ذلك ارتفعت فوق أى إحساس بصغر النفس وامتلأ قلبها بالشفقة نحو سيدها والرغبة فى شفائه، يالها من مثال رائع!

اصدقائى .. هل عانينا أحياناً من الشعور بالنقص بالنسبة للآخرين وبالتالى كان بداخلنا رفض لهم؟ وهل حدث أننا شعرنا بالراحة فى داخلنا عندما رأينا مصائب من أساءوا إلينا؟ إن هذه الفتاة الصغيرة تُشبه إلى حد كبير الرسول العظيم بولس الذى وقف مرة أمام مَنْ يحاكمونه والسلاسل فى يديه وقال لهم: «كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير ... جميع الذين يسمعوننى اليوم يصيرون هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود»(أعمال26: 29).

لقد كانت آلام هذه الفتاة سبب بركة للآخرين وكأنها تقول مع الرسول بولس «فإن كنا نتضايق فلأجل تعزيتكم وخلاصكم..» (2كورنثوس1: 6)

خدمة مؤثرة

كانت الفتاة الصغيرة سبب بركة لمن عاشت بينهم وبدلاً من أن تشكو وتتذمر تكلمت بكلمات قليلة عن وسيلة الشفاء لسيدها وكان لكلماتها تأثير عظيم جداً. لاشك أنها كانت خادمة ممتازة تقوم بعملها جيداً وسلوكها الممتاز هيأ لها الفرصة لتشهد عن إلهها الحى الحقيقى وماقالته أخذه نعمان بعين الاعتبار.

كما أنها لم تبقَ صامتة بسبب الخجل أو صِغر سنها ولم تشعر أن مركزها الاجتماعى كخادمة يمنع الناس من الاستماع لها. لقد رأت إنساناً ذا حاجة وآمنت أن الله يستطيع أن يسد حاجته ويشفيه من مرضه المُخيف، لذا تكلمت ولم تسكت.

ماأقل كلماتها .. «ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة» لكن ماأعظم ايمانها «فإنه كان يشفيه من برصه». إنها متأكدة تماماً من قدرة الله بواسطة النبى اليشع لذا فهى تتكلم بكل يقين وليس لديها أدنى شك فى ذلك. «آمنت لذلك تكلمت» (2كو4: 13).

أصدقائى الشباب. إيمان هذه الفتاة الصغيرة يخجلنا وشهادتها الأمينة لله تحفزنا. ينبغى أن نفتح أفواهنا ونشهد عن محبة المسيح لكل نفس نلتقى بها أو نوجد معها.
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 15308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صموئيل (2)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى هذا العدد نتحدث أيضاً عن صموئيل أصغر شخص ينادي الله باسمه ويدعوه ليتحدث معه حديثاً شخصياً.

وقد ذكرنا فى العدد السابق كيف قضى سنى طفولته فى هيكل الرب مع عالى الكاهن. وكيف أن هذه الفترة تركت تأثيرات عميقة فى حياته - لكن وجوده فى الهيكل لم يكن دائماً خالياً من الصعاب .. تعالَ وتتبع معى ماحدث مع هذا الصبى ....

صموئيل ومخاطر محيطة (1صم 2 :11 -17 )
كان الذين يعملون جنباً إلى جنب مع صموئيل (فى الهيكل) أشراراً جداً. ففى هيكل الرب كان بنو عالى يفعلون الشر (2: 20) حتى أن أباهم عالى قال لهم فى ع 32 «لماذا تعملون مثل هذه الأمور؟ لأنى أسمع بأموركم الخبيثة من جميع هذا الشعب» .

لم يجد صموئيل أتقياء حوله ولا أمثلة حسنة أمامه، علماً بأنه كان أصغر الجميع سناً، وهذا سبّب، بلا شك ضغطاً شديداً على نفسه. لكنى أتصوَّر أن صموئيل لم يسترسل فى التفكير فى الشرور التى يرتكبونها ولم يحاول حتى اصلاحهم إذ لم يكن هذا دوره. لكنه ازداد التصاقاً بالرب وتعلقاً به. لاشك أنه كان يقضى أوقاتاً طويلة يقرأ فى سفر الشريعة ويتعلم عن عظمة الله وقدرته وقداسته. كان يركز ذهنه فى فهم مطاليب الرب وعكف على دراسة شريعته.

صموئيل ودعوة غريبة (1صم 3 )
فى إحدى الليالى وبينما صموئيل نائم فى مكانه فى هيكل الرب إذا بصوت يُناديه باسمه «فقال هأنذا وقام مُسرعاً إلى عالى ظاناً أنه هو الذى ناداه فقال له : لم أدعُ إرجع واضطجع. فعاد ونام. وتكررت الدعوة لصموئيل مرتين، وفى كل مرة كان يذهب إلى عالى معتقداً أنه هو الداعى. لم يكن صموئيل قد سمع صوت الرب قبلاً ولا تكلم معه الرب سابقاً. كان لازال ادراكه محدوداً. لكنه تميز بصفات جميلة.

كان شخصاً نشيطاً - رغم صِغر سنه - ومستعداً للتحرك بمجرد أن يُنادَى عليه ورغم أن النداء جاءه وهو نائم إلا أنه لم يفضل النوم والراحة على تأدية واجبه فقد قام من مكانه وركض إلى عالى. ورغم تكرار الصوت فهو لم يمل من القيام فى كل مرة والذهاب إلى عالى. كان أميناً فى القليل. فدوره أن يُجيب على نداء عالى. ولم يكن يدرك أن هذا صوت الرب. لكن بقدر ادراكه تصرف - كان أميناً فى خدمته الصغيرة لعالى، لذا أقامه الرب على خدمة عظيمة له ولشعبه الكبير.

من الجانب الآخر : ماأطيب الرب معنا ويالطول أناته. فهو يتعامل معنا حسب قلبه الصالح. لقد جاء الرب بنفسه ووقف ودعا كالمرات الأولى صموئيل (3: 10). ألم تمل يارب من تكرار دعوتك له؟ ألا يوجد من تُرسله ليتكلم إلى صموئيل بالنيابة عنك؟ كلا. فلقد أراد الرب أن يتكلم مع صموئيل شخصياً ويُعلن له أفكاره. أخى الشاب. أليس أمراً مشجعاً لك أن الرب يقدم نفسه لك شخصياً ويريد أن يتحدث معك؟ إن ماحدث مع صموئيل يحدث معى ومعك كل يوم، فالرب لازال يقول «هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى». إنه يشتاق أن يتحدث معك. يتخذ منك صديقاً له، ويخبرك بما عنده. وفى كل مرة تفتح كتابك المقدس وتقرأه بروح الصلاة والطاعة قائلاً : «تكلم لأن عبدك سامع» فهو سيتحدث معك حديثاً شيقاً. سيُخبرك بما يريده منك وسيمنحك القوة لتنفيذه. فقط كُن كصموئيل عبداً سامعاً مطيعاً.

صموئيل وامانة فريدة
أخبر الرب صموئيل بما هو مُزمع أن يعمله مع عالى وبيته بسبب شر أولاده. وتعلم صموئيل من هذا أن الرب قدوس ولايتساهل مع الشر أبداً، وفهم أن القضاء سيأتى على عالى لأنه لم يردع أولاده الأشرار. وعلى الرغم من أن كلام الرب هذا كان صعباً على صموئيل وربما أكبر من طاقة ادراكه كصبى إلا أن الرب قصد أن يعلّمه دروساً هامة حُفرت فى ذهنه وكيانه العمر كله.

خاف صموئيل أن يُخبر عالى بالرؤيا، وهذا أمر طبيعى والرب لم يكلفه بذلك. وماأطيب الرب !! إنه يعرف تماماً امكانياتنا وحدودها وماهو صعب علينا، لذا لايضع علينا حملاً أكبر من طاقتنا لكن عالى الكاهن ألزم صموئيل أن يحكى له كل شئ. فأخبره صموئيل بشجاعة بجميع كلام الرب ولم يُخفِ عنه. ألا تلاحظ معى أمانة صموئيل. فمع أنه كان خائفاً إلا أنه كان أميناً فلم يُخفِ شيئاً؟

هل نتعلم هذه الفضيلة، أن نكون أمناء ولا نُخفى شيئاً متى طُلب منا أن نقول الحق، حتى ولو كان الموقف صعباً علينا؟

«وكبر صموئيل وكان الرب معه ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض» (1صموئيل 3: 19). صار الصبى رجلاً وقيل عنه: «وعرف جميع الشعب أنه قد أؤتمن صموئيل نبياً للرب» . أصدقائى ... الرب لازال يبحث عن فتيان مُخلصين، نشطين، طائعين ليستخدمهم ويجعل منهم رجالاً عظماء. هل أنت منهم؟!
 
قديم 15 - 12 - 2016, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 15309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا أراد الله أن يأتي إلى الأرض ،
ألم يستطع أن يساعدنا من فوق؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في إحدى الأيام ، جلس شاب كندي يفكّر بيسوع ، لماذا أراد أن يأتي إلى الأرض ، ألم يستطع أن يخلّصنا من فوق؟ لم يستطع الوصول إلى قناعة توضح له هذا الأمر ...
وفي الخريف ، وبينما كان جالساً في منزله ، رأى مجموعة من البطّ في حديقة منزله ، فتساءل لماذا لم تسافر هذه الطيور بعد إلى الجنوب ، ففي هذا الوقت من السنة يهاجر البط جنوباً نحو المناطق الأكثر دفئاً احتار بأمره ، وفي متابعته نشرة الأحوال الجويّة ، عرف أنّ عاصفة ثلجية تضرب كندا وتنحسر بعد عدة أيام ، ففهم عندها أنّ هذه الطيور ستبقى في حديقة منزله إلى أن يصحو الطقس فتسافر من جديد . فقال ، ليتني استطيع إيواءها في موقف السيارات الخاص بي لوقت انحسار العاصفة ، فأطعمها وتشعر بدفء المكان . باءت كل محاولاته بالفشل ، ففي كل مرّة حاول فيها إدخال هذه الطيور ، كانت تهرب منه ، ومن ثم تعود إلى الحديقة . وبعد أن فقد الأمل ، نظر إلى السماء وصرخ ، ليتني أستطيع التكلّم بلغة هذه الطيور لأفهمها أني أريد مساعدتها .
فجأة ، اتضح له لماذا اختار الله أن يصبح بشراً ، وأن يصبح واحداً مثلنا. جاء ليشاركنا آلامنا وأوجاعنا . جاء عرياناً ، فقيراً ، ضعيفاً ، جائعاً ، متألماً . عانى السخرية والرفض والموت . جاء ليكون مثلنا . جاء ليعلمنا كيف نعيش الحياة الأصيلة ، إلى أقصى حد ، في خضم التجارب والمحن . جاء ليظهر لنا أنّ الحياة البشرية هي حياة فاضلة ، وأن هذا يقود إلى السعادة .
في أديان العالم ، وسيما الملحدة منها ، أصبح الإنسان إلهاً . في المسيح ، الله أصبح بشراً ، الخلود أصبح زائلاً ، ألروح أصبح جسداً ، وجاءت السماء إلى الأرض . في هذا السر نجد الإجابة أن نكون بشراً ، تماماً ، بشراً ...
 
قديم 15 - 12 - 2016, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 15310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أفروسينوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلنا نعلم أن القديس الشماس اسطفانوس اول شهيد في المسيحية كان عمله خدمة موائد المحبة كما جاء في سفر أعمال الرسل الأصحاح السادس
وفي هذا المجال أحببت أن اشارك القراء الاعزاء قصة حياة القديس افروسينوس شفيع الطباخين
إنسان قروي بسيط. جاء إلى أحد الأديرة فاستخدموه مساعداً للطباخ.
كانوا يكلفونه بأقبح الأشغال المطبخية، وكان، لبساطته، موضع استخفاف وتهكم فكان يحتمل سخرية الآخرين منه ويقابلهم بتعفف ووداعة لا يتزعزعان.
كان يقضي يومه يشتغل بالنيران والأفران والدخان ولم يكترث به أحد
وهكذا استطاع أن يخفي فضيلته العظيمة بينما كان بعض الرهبان الكسالى يسخرون منه ويستهزئون به وهم يرونه أسود الوجه من الدخان
وحدث ان كاهناً في الدير اعتاد الصلاة إلى الله ليريه البركات التي يذخرها للذين يحبونه.
وذات ليلة، فيما كان هذا الكاهن نائماً، بدا له كأنه حمل، في الحلم، إلى الفردوس، وأودع حديقة ممتلئة من أجمل الأشجار وأشهى الثمار. وفي وسط هذه الحديقة كان مسرة (أفروسينوس) يأكل من هذه البركات ويفرح مع الملائكة.
اقترب منه الكاهن وسأله: "أين نحن، هنا، يا أفروسينوس؟"، فأجاب: هذا هو موطن مختاري الله الذي طالما رغبت في معاينته.
أما أنا فأقيم هنا بإحسان الله الذي شاء أن يغفر لي ذنوبي ". فقال له الكاهن: أ بإمكاني أن آخذ معي بعض ثمار هذه الحديقة؟ ". فتناول أفروسينوس ثلاث تفاحات ووضعها في معطف الكاهن. في تلك اللحظة بالذات، صحا الكاهن من نومه على صوت الجرس يدعوه إلى صلاة التسبحة
وإذ كان ينفض عن عينيه غبار النوم ظاناً أنه خرج، لتوه، من حلم، أحس بأن في جيبه شيئاً ثقيلا، فمدّ يده، وإذا به يكتشف التفاحات الثلاث تفوح منها رائحة لم يسبق له أن شمّ مثلها من قبل.
أسرع الكاهن إلى الكنيسة فإذا به يرى أفروسينوس واقفاً في مكانه المعتاد، فاقترب منه وسأله أين كان في الليل، فقال له: في الدير، فأصر عليه إلى أن أجابه: "كنت في الحديقة حيث عاينت الخيرات التي يذخرها الله لمختاريه. لقد أراد الله أن يكشف لك هذه السر من خلالي، أنا غير المستحق ".
فنادى الكاهن الأخوة الرهبان وحدثهم عن حلمه وعن أفروسينوس والتفاحات الثلاث وشرع يريهم إياه. وانتهى الجميع يقلبون التفاحات ويشمونها ويصغون إلى الكاهن.
وتم تقسيم التفاحات الى قطع صغيرة وتوزيعها على الأخوة
ثم سأل أحدهم أين هو أفروسينوس الآن؟
فبحثوا عنه فلم يجدوه. كان قد خرج، سراً، ليهرب من مجد الناس. ولم يعرف له، بعد ذلك، أثر. تعيّد له الكنيسة في 11 أيلول من كل عام.
ويقال إن هناك أمرين معظم الطهاة اليونانيين لا يذهبوا إلى أي مكان من دونهم: سكينا وايقونة للقديس افروسينوس.
بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس، القديس افروسينوس هو شفيع الطباخين والطهاة. لهذا من التقاليد للمسيحيين الأرثوذكس أن يكون لديهم في مطابخهم أيقونة القديس افروسينوس.
الذين يجهلون القديس افروسينوس بالعادة يتبعون عادة الغريبين في تعليق لوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشي. في الأرثوذكسية، من الأنسب أن يسمى "العشاء الأخير" في "العشاء السري"، لأنه في المقام الأول حدث طقسي الذي غالبا ما تحفظ في المذبح المقدس للكنيسة.
يحتفل بعيد القديس افروسينوس في 24 سبتمبر من كل عام وفيما يلي الصلاة قبل الطبخ:
(المجد لك أيها الإله الأزلي المبدع الكل بمحبته وصلاحه. يا من ينعم علينا بهذه الخيرات السماوية والأرضية المتنوعة.
ويرزق الكل من فيض بركاته. أهّلني وأصلح بالماء والملح والنار ما وهبتنا من مآكل، بانسجام وتوافق واعتدال لكي تكون تشديداً وقوة لنفوسنا وأجسادنا، فنسبّحك بنشاط وشكر وسرور، يوماً بعد يوم،
وأعطنا بالأحرى أن نهيئ لنفوسنا مسكناً لروحك القدوس. فنشبَع تبريكك وتسبيحك كما من شحم ودسم صانعين مشيئتك في كل حين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024