05 - 03 - 2024, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 153031 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ الشِّرِّيرَ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالْخَاطِفُ يُجَدِّفُ. يُهِينُ الرَّبَّ. يذكر صفة ثانية للشرير بعد الكبرياء وهي الشهوة، فالشرير ينغمس في الشهوات الجسدية ويتمادى فيها حتى أنه يبرر هذه الشهوات الشريرة، فيزداد تماديه فيها، ويصل إلى أن يفتخر بها وبالتالي يتقدم فيها بلا حدود. افتخار الشرير بشهواته يزيد كبرياءه وغالبًا يمجد من الناس، مما يزيد تماديه في الشهوة؛ لأن الله في نظره مختفى في أزمنة الضيق، فيظن الناس أن الشرير على حق، وأما الأتقياء فمساكين وضعفاء، أي تنقلب المفاهيم والمبادئ. وهؤلاء الذين يمدحونه قد يكونوا منافقين يطلبون مصلحتهم ومنفعتهم ولكن الشرير ينخدع بهذا الكلام، فيزداد كبرياؤه وفى شهواته يسقط أيضًا في خطية أخرى ثالثة وهي الطمع، فيخطف من غيره، أي يسرق وقد تكون سرقة إجبارية مستخدمًا قوته ونفوذه. بطمع الشرير يسقط في خطية رابعة وهي الظلم؛ فهو يعتدى على ممتلكات غيره ويسلب حقوقهم ليرضى أنانيته. ثم يتمادى الشرير الخاطف، فيسقط في خطية خامسة وهي التجديف على الله، إذ يشعر بقوته وسلطانه على الآخرين بما يسلبه منهم، فيهين الله ويصفه بصفات شريرة، إذ أنه يعتمد على قوته بكبرياء ويهمل وصايا الله ويشعر بعدم حاجته إلى الله فيقف ندًا لله ويجدف عليه. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:49 PM | رقم المشاركة : ( 153032 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشِّرِّيرُ حَسَبَ تَشَامُخِ أَنْفِهِ يَقُولُ: «لاَ يُطَالِبُ». كُلُّ أَفْكَارِهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ. الخطية السادسة للشرير هي الإلحاد؛ إذ أنه في كبريائه وتشامخه يقول عن الله أنه لا يطالب، بل يقول لا إله. السبب في الإلحاد هو السقوط في خطية الكبرياء والشهوة والطمع؛ حتى أنه في تشامخه يرفع أنفه فوق كل من حوله محتقرًا غيره، أي يشعر أنه بنفخة أنفه يهلك غيره، بمعنى أنه بقوة يسيرة منه يهلك المساكين. ولذا فلا يشعر بالحاجة إلى وجود الله ويلغى وجوده. سقوط الشرير في الإلحاد يأتي تدريجيًا؛ إذ يتعاظم في نظر نفسه ويتسلط على غيره ينسى الله، ثم يتطاول فيصف الله بالضعف والسلبية، إذ أنه لن يطالب بحقوق المساكين، بدليل أن له مدة من الزمان متسلطًا على المساكين والله لم يعاقبه. وفى النهاية يصل إلى الإلحاد برفض فكرة وجود الله؛ حتى يتمادى في شره بلا حدود. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:50 PM | رقم المشاركة : ( 153033 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يوبخ الإنسان وينبهه مرات كثيرة ليرجع، وعندما يزداد غضب الله على الإنسان يتخلى عنه؛ لكيما يعانى من نتائج خطاياه وتنخسه لعله يتوب، كما يقول عن الأشرار في رسالة رومية "أسلمهم إلى ذهن مرفوض" (رو1: 28). |
||||
05 - 03 - 2024, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 153034 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشرير في شره يتعدى على الناس بالظلم والاحتقار والتسلط. ثم يتمادى في تطاوله ليتعدى على الله نفسه، ويجدف عليه، وفى النهاية يدعى عدم وجود الله، أي يسقط في الإلحاد. الإلحاد يقف وراءه ليس فقط الشهوات، بل أيضًا تأليه الإنسان لنفسه، وفى النهاية يسقط في الإلحاد وهذا ما سيسقط فيه ضد المسيح. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 153035 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تَثْبُتُ سُبْلُهُ فِي كُلِّ حِينٍ. عَالِيَةٌ أَحْكَامُكَ فَوْقَهُ. كُلُّ أَعْدَائِهِ يَنْفُثُ فِيهِمْ. ينفث: ينفخ والمقصود يبث سمومه وسلطانه وشره على أعدائه. يعيش الشرير في نجاسته وشروره ويَثْبُت في طرقه الشريرة، إذ يسكت ضميره ويبرر أخطاءه، فيتمادى في خطاياه. إذ ينغمس الشرير في الشر ويتعوده، يصبح الله بعيدًا عن فكره وقلبه، وتصبح وصاياه عاليه فوقه لا يمكنه أن يدركها، ولا يقيم لها وزنًا، فيهملها تمامًا. إذ أبعد الشرير الله عن تفكيره وتعود الشر، فإنه يوجه شروره ضد الأتقياء والمساكين، فيسئ إليهم ويعتبرهم أعداءه؛ لأنهم ببرهم يكشفون شره؛ لذا يحاول أن يحطمهم. نرى هنا علاقة واضحة بين النجاسة والشر من ناحية، وبين رفض الله والإلحاد من ناحية أخرى، فالإنسان الشرير يرفض وجود الله؛ ليتمادى في شره ولا يوبخه أحد عليه. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 153036 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَالَ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَتَزَعْزَعُ. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ بِلاَ سُوءٍ». عندما يتمادى الشرير في شره يشعر بالقوة والاستقرار، معتمدًا على الماديات، فيظن في نفسه أنه لا يمكن ِأن يهزه أحد، أو يسئ إليه، فهو يوهم نفسه بالاستقرار والسعادة، رغم علمه أن العالم كله متقلب وأن الشر زائل، ولكنه يتناسى الواقع ويحيا في الأوهام، أي يعيش سعادة وهمية رغم أن قلبه مضطرب في داخله، مثل الغنى الغبى الذي اتكل على أمواله، ولكنه فوجئ بأنه سيموت في تلك الليلة (لو12: 19، 20). |
||||
05 - 03 - 2024, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 153037 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَمُهُ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَغِشًّا وَظُلْمًا. تَحْتَ لِسَانِهِ مَشَقَّةٌ وَإِثْمٌ. صفة للشرير هي الشتيمة، فهو لا يكتفى بالتجديف على الله، بل يلعن ويشتم الأبرار الذين يكشفون شره ببرهم، فهو لا يتوب، بل على العكس يلعن البر والأبرار. أما الصفة الثامنة فهي الخداع؛ لأن الشرير يغش من حوله؛ ليصل إلى أهدافه الشريرة، بل أيضًا هو منافق ومرائى، فيعطى كلامًا حلوًا يخدع به من حوله ويوهمهم أن الشر لذيذ ويعطى سعادة، مع أنه يحمل تحت لسانه، أي يخفى المشقة والعذاب الذي يحويه الشر، فمن ينخدع بلذة الخطية يعانى بعد هذا من أتعابها. ولسان الشرير الحلو يمكن أن يكون في الكلام الروحي ولكنه يخفى تحته البدع والهرطقات، فشره لا يظهر فوق لسانه، بل تحته؛ ليخدع به المساكين والبسطاء إذا ابتعدوا عن الله. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 153038 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَجْلِسُ فِي مَكْمَنِ الدِّيَارِ، فِي الْمُخْتَفَيَاتِ يَقْتُلُ الْبَرِيَّ. عَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الْمِسْكِينَ. 9 يَكْمُنُ فِي الْمُخْتَفَى كَأَسَدٍ فِي عِرِّيسِهِ. يَكْمُنُ لِيَخْطَفَ الْمِسْكِينَ. يَخْطَفُ الْمِسْكِينَ بِجَذْبِهِ فِي شَبَكَتِهِ، مكمن: أي كمين وهو مكان يختفى فيه الشرير؛ لينقض على الأبرياء ويهلكهم. عريسه: أي عرينه وهو بيت الأسد. لا يتصف الشرير بالخداع فقط ولكن بالعنف أيضًا، فهي الصفة التاسعة للشرير، فهو يختفى في هدوء حتى يكاد المسكين لا يشك فيه، وفجأة يخرج من كمينه الذي اختفى فيه؛ لينقض على المسكين ويفترسه. إن الشرير يراقب الأبرار ليس ليتعلم منهم البر، أو يعتنى بهم، بل على العكس لينتهز فرصة، فيسئ إليهم ولو أمكن يهلكهم. فنظراته وكلامه وأفعاله كلها شر. إنه لا يستطيع أن يؤذى الأبرار؛ لأن الله يحميهم ولا يسمح بإساءة لهم، إلا التي تفيدهم روحيًا، كما حدث مع الشهداء. ولكن يستطيع الشرير أن ينتهز فرصة ضعف الأبرار، فيسقطهم في الخطية؛ لذا وجب على أولاد الله التمسك الدائم بوصاياه ومحاسبة أنفسهم كل يوم. إن الشرير تشبهه هذه الآية بالأسد المفترس، أي العنف الشديد وفى نفس الوقت الاحتيال، مثل الصياد الذي يلقى شبكته ليسقط فيها الأبرياء. وهذا ما تم مع الكنيسة التي تعرضت وتتعرض لقسوة الاضطهاد وأيضًا لخداع الهراطقة. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 153039 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَتَنْسَحِقُ وَتَنْحَنِي وَتَسْقُطُ الْمَسَاكِينُ بِبَرَاثِنِهِ. براثنه: مخالبه. أمام قسوة الشرير يتعب الأبرار حاملين صليبهم من أجل المسيح، فينسحقون وينحنون إلى الأرض تحت ثقل الصليب، بل يقدمون حياتهم ذبيحة حب لله. من يتهاون من الأبرار وينظر إلى الشهوات الأرضية، فينحنى فوقها ينتهز الشرير هذه الفرصة، ويسقطهم في الخطية ويسحقهم ويغرز فيهم مخالبه فيهلكهم. هذا الشرير هو الشيطان وكل ما يتبعه من الأشرار مثل ضد المسيح الذي يأتي في نهاية الأيام. |
||||
05 - 03 - 2024, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 153040 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَالَ فِي قَلْبِهِ: «إِنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ. حَجَبَ وَجْهَهُ. لاَ يَرَى إِلَى الأَبَدِ». حتى يتمادى الشرير في شره يتخيل ويدعى، إما عدم وجود الله، أو ضعفه، فيتهمه بالنسيان والانشغال عن أولاده الضعفاء، بل أنه لن يلتفت إلى صلواتهم وصراخهم إليه، وسيظل هكذا بعيدًا عنهم إلى الأبد. وبهذا يخدر الشرير ضميره؛ لأنه لا يحتمل تذكر عقاب الدينونة العظيم. |
||||