14 - 12 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 15291 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تـقتــــدر كثيـــــــــراً
هل فكرت ترى ما هى أعظم قوة متاحة للمؤمن؟ وهل لاحظت أى موضوع ركز عليه المسيح فى تعاليمه لتلاميذه وأوصى به كثيراً؟ هل عرفت سر النجاح فى حياة رجال الله؟ قال أحد المختبرين : «إن أعظم الناس على الأرض اليوم هم الذين يصلون. أنا لا أقصد الذين يتكلمون عن الصلاة بل أقصد الذين يصرفون وقتاً فى الصلاة. ليس لهؤلاء وقت زائد لكنهم يصنفون الصلاة من أولى الأولويات مهما كانت أهمية أشغالهم» الصلاة هى أولى دلائل الحياة الجديدة (أعمال9: 11)، وهى ضرورية للحياة الروحية تماماً كالتنفس للحياة الطبيعيةز إنها التعبير عن الاعتماد على الله وهى لغة القلب الشاعر بالضعف والمتعلق بمصدر القوة. ما أكثر الأمثلة المذكورة فى كلمة الله عن الذين تعلقوا بالله بالصلاة ونالوا ما طلبوه منه. من هذه الأمثلة قصة امرأة آمنت بقوة الصلاة؛ هى حنة أم صموئيل (1صموئيل1). ظروفها حنة امرأة تقية عاشت فى أيام صعبة وعانت من ظروف قاسية. عاشت فى أيام حكم القضاة، وهى واحدة من أظلم الفترات فى تاريخ شعب اسرائيلز فالناس تركوا عبادة الله واتجهوا للأوثان، واستبدلوا شريعة الله بفعل ما يحسن فى أعينهمز وهذا يشبه الأيام التى نعيش فيها. وكانت حنة عاقراً، تعانى من حرمان شديدز ومما زاد ألمها أن ضرتها (الزوجة الأخرى لزجها) فننة كانت تعيرها وتغيظها. كل الظروف كانت معاكسة لها وتألمت كثيراً، لكنها لم تتذمر على زوجها ولم تحنق على ضرتهاز ذهبت حنة مع بقية العائلة إلى "شيلوه" حيث خيمة الرب، ليقدموا ذبائح للرب كعادتهم السنوية.وكان هذا بمناسبة أحد الأعياد اليهودية. وكانوا يأكلون من الذبائح ويفرحون، أما حنة فقد ملأ الحزن قلبها «فبكت ولم تأكل» حاول ألقانة زوجها أن يخفف حزنها بكلمات رقيقة لكن مشكلتها كانت أكبر من أن تعالجها كلمات زوجها. فماذا فعلت؟ ذهبت بحزنها وحملها إلى الرب وصلّت. صلاتها «فقامت، وهى مرة النفس وصلت إلى الرب وبكت بكاءً» اتجهت حنة إلى الرب وحده وأعطت ظهرها للناس، فهى لا ترجو شيئاً منهمز علِمت أن حل مشكلتها عنده وحده، لذا «سكبت نفسها أمامه» لم تكن صلاتها مجرد كلمات من الشفتين لكن إرتماء كلى على الرب وحده. أخى الحبيب: عندما تواجهك الصعاب وتشعر بالضيق الشديد، تُرى لمن تذهب؟ للناس أم للرب؟ للوالدين والأصدقاء أم للمحب الألزق من الأخ؟ «أعلى أحد بينكم مشقات فليصل» (يعقوب 5: 13)، «فى ضيقى دعوت الرب وإلى إلهى صرختز فسمع من هيكله صوتى وصراخى قدامه دخل أذنيه» (مزمور18: 6). «ونذرت نذراً وقالت يا رب الجنود» خاطبت حنة الرب بهذا اللقب لأنها أدركت أن الذى معه أمرها وعنده حل مشكلتها هو الرب المهيمن على كل شىء والذى بيده كل القوة .وهذه أول مرة ترد كلمة «رب الجنود» فى الكتاب المقدس؛ وتعنى: السيد الذى تحت أمره كل جند السماء والأرض. فالملائكة والبشر أيضاً هم تحت سلطانه ويستخدمهم لخدمة المؤمنين المتعلقين به. لذا قال الرب يسوع مشجعاً التلاميذ «دُفع إلىَّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض» (متى 28: 18) هل تثق فى قدرته العظيمة؟ «وقالت(حنة) إن نظرت إلى مذلة أمتك وذكرتنى ولم تنس أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر.» كانت حنة فى اتضاع حقيقى أمام الرب. انحنت أمامه فى شعور عميق بالانكسار والمسكنة، وكأنها تقول له: "إنى مقتنعة تماماً أنى لا شئ وكل أملى ورجائى فيك". ربما نرفض بشدة هذا الشعور ونحاول التخلص منه. نعتبر أنه صغر نفس ولا يتفق مع قوة شخصيتنا. لكن الكتاب يعلمنا أن الله يُسرّ بهذه الحالة إذ تدفعنا للاعتماد عليه والتعلق به .«لأنه هكذا قال العلى المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه فى الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المتواضع الروح لأحيى روح المتواضعين ولأحيى قلب المنسحقين» (إشعياء 57: 15). إخوتى الشباب: هل نقبل معاملات الرب التى تقودنا لإدراك ضعفنا لكن فى ذات الوقت تجعلنا فى تلامس حقيقى مع قوة الرب؟ «وكان إذ أكثرت الصلاة أمام الرب وعالى يلاحظ فاها. فإن حنة كانت تتكلم فى قلبها وشفتاها فقط تتحركان..» لم تكتفِ حنة بكلمات قليلة فى دقائق معدودة، كما يفعل الكثيرون منا؛ لكنها توقفت عن الكلام مع الناس وأعطت الوقت كله للتكلم مع الرب. لم تمَلّ ولم تتعجل الإنصراف من محضر الرب. لذا أتت طلبتها فى توافق مع مشيئته. وطلبت أن يمنحها الرب ابناً حتى تخصصه بعد ذلك لخدمة الرب.يا لها من دوافع راقية! تُرى هل نصلى كثيراً؟ «مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت فى الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة.» (أفسس 6: 18). «فأجاب عالى وقال اذهبى بسلام. ثم مضت المرأة فى طريقها ولم يكن وجهها بعد مغيراً» تيقنت حنة أنها ستنال طلبتها من الرب، لذا فارق الحزن قلبها وعادت الابتسامة إلى وجهها. ولو كنا سألناها هل نلت طلبتك؟ لأجابت: بالتأكيد نلتها، وإن كنت بالعيان لا أرى شيئاً لكن بالإيمان أرى الإجابة. «لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم» (مرقس11 : 24). صموئيل أجاب الرب طلبة حنة وبعد حوالى سنة كان الطفل الذى طلبته من الرب، بين ذراعيها. وأسمته «صموئيل»، أى «سألته من الله» وأصبح بعد ذلك، رجل الصلاة العظيم الذى قاد شعبه لنصرة عظيمة بواسطة صلاته المستمرة أخى، أختى. هل تشوقتم لهذه الاختبارات الرائعة والصلوات المستجابة؟ إن إله حنة وإله صموئيل هو نفسه إلهنا. و«إن إلهنا فى السماء• كلما شاء صنع» (مزمور115: 3). |
||||
14 - 12 - 2016, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 15292 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شروط أساسية
هل تشتاق إلى حياة التقدم والنمو الروحي؟ هل تتوق إلى التعمق فى كلمة الله وفهم مشيئة الرب؟ هل ترغب أن تكون مثمراً وسبب بركة للآخرين؟ أعتقد أنه لا سبيل لهذا سوى النمو الروحى. لكن لكى تنمو لابد أن تكون أولاً قد تعرفت بالمسيح وقبلته مخلصاً لك. هل تم هذا في حياتك؟ هل أعطيت ظهرك للعالم والخطية وبدأت عيشة القداسة والحرية؟ ربما تذكر قرار راعوث الموآبية. وكيف صممت أن ترجع إلى الله الحقيقي. كانت كلماتها الخالدة لنعمى: «لا تلحى على أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهى» وراعوث فى المرحلة الأولى من اختبارها تمثل النفس التى رجعت إلى الرب بإيمان حقيقى وقد تأملنا هذا فى العدد السابق ثم فى المرحلة التالية تمثل المؤمن الذى ينمو فى النعمة. وهذا ما ندرسه فى هذا العدد. حقل بوعز عادت راعوث مع نعمى فى بدء موسم حصاد الشعير (نهاية شهر أبريل). ولأنها فتاة مجتهدة ذهبت إلى الحقول لتشارك فى الحصاد. ورتب الله لها أن تشتغل فى حقل بوعز وهو أحد الأثرياء فى بيت لحم. وبوعز رمز جميل للمسيح، فمعنى اسمه: أبو العز أى الذى فيه القوة. «تقووا فى الرب وفى شدة قوته» وهذه القوة الروحية متاحة لكل مؤمن، متى اشتغل فى حقل بوعز. ماذا يمثل حقل بوعز؟ إنه يمثل كلمة الله وما نجده فيها من كنوز ثمينة تملأ حياتنا بالفرح والقوة. وشخص المسيح فيه كل الكنوز والبركات الروحية التى تُغنى حياتنا. كما أن حقل بوعز يمثل أيضاً الاجتماعات الروحية حيث نختبر حضور المسيح وسلطان كلمته على القلوب. اشتغلت راعوث بكل جد ونشاط وجمعت حصاداً وفيراً من حقل بوعز وهى تقدم لنا: الشروط اللازمة للنمو والتقدم فى الحياة المسيحية: الرغبة والاشتياق قالت راعوث لنعمى : «دعينى أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل» مع أنها غريبة وفقيرة إلا أنها لم تستسلم للظروف ولم تعتمد على غيرها لإعالتها بل شقت طريقها بنفسها. إنها تعلمنا كيف يكون لنا رغبة حقيقية لدراسة الكلمة والاختلاء مع الرب، فلا نكتفى بدقائق قليلة كل يوم مع الكتاب، ولا نعطى ساعة واحدة فى الإسبوع للاجتماع. بدون أشواق حقيقية لن نتقدم روحياً. الخضوع والاتضاع قبل أن تذهب راعوث إلى الحقل استأذنت من نعمى: «دعينى أذهب وألتقط.» أخذت وضعها الصحيح مع نعمى المتقدمة عنها سناً. وفى الحقل طلبت من الغلام المشرف على الحصادين «دعونى التقط» لم تتصرف بالاستقلال عمن هم أكبر سناً أو أكثر خبرة منها. كانت على استعداد لقبول النصح والتوجيه. ثم كانت فتاة متضعة، فقد رضيت أن تلتقط وراء الحصادين وقبلت عملاً وضيعاً «دعونى التقط وأجمع بين الحزم وراء الحصادين» ما أجمل أن يتصف الشباب بهذه الصفات. إن الكتاب يوصى قائلاً: «أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعاً خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع.» (1بطرس5: 5) الاجتهاد «فجاءت ومكثت من الصباح إلى الآن. قليلاً ما لبثت فى البيت» (والبيت هنا يعنى مكاناً لراحة الحصادين فى الحقل). كان الحصاد عملاً مرهقاً يتطلب جهداً شديداً. واستمرت راعوث فى عملها طوال اليوم بلا كلل واكتفت بوقت قليل للراحة. إنها صورة جميلة للنشاط والاجتهاد فى الأمور الروحية. يقول سليمان: «الرخاوة لا تمسك صيداً. أما ثروة الإنسان الكريمة فهى الإجتهاد» (أمثال21: 27). ويوصينا الرسول بطرس: «ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد..لأن هذه.تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين» (2بطرس1: 5،8،10) المثابرة استمرت راعوث فى عملها الشاق لأكثر من شهر ونصف (وهى الفترة التى فيها حصاد الشعير وحصاد الحنطة، ص 2: 23). والاستمرار بنشاط وجدية ليس أمراً سهلاً. وهكذا الحياة المسيحية النامية تتطلب التزاماً وتدريباً يومياً. «كل يوم» هو شعار الحياة المسيحية. «أهل بيرية قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم» (أعمال 17: 11). والرب يقول « طوبى للإنسان الذى يسمع لى ساهراً كل يوم عند مصاريعي حافظاً قوائم أبوابى» (أمثال 8: 43). ودعوة المسيح لكل منا هى«إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى» (لوقا9: 23). الشركة الروحية الصحيحة «فلازمت راعوث فتيات بوعز فى الالتقاط «حتى انتهى الحصاد» إن الشركة مع المؤمنين أمر لا غنى عنه، ومن هنا نرى أهمية المواظبة على الاجتماعات «غير تاركين اجتماعنا (معاً) كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضاً» (عبرانيين 10: 25). ثم لاحظ أن راعوث لازمت الفتيات وهى الصورة الصحيحة للشركة• فالشاب يلازم الشبان والفتاة تلازم الفتيات «ليكن كل شىء بلياقة وبحسب ترتيب» هذه هى الشروط الأساسية للنمو الروحى وبدونها لا يمكننا أن نحقق تقدماً واضحاً فى الحياة الروحية• ترى يا أحبائي، هل انطبقت هذه الشروط على حياتنا؟ |
||||
14 - 12 - 2016, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 15293 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل قرارك صحيح؟
ما أروع أن يتخذ الإنسان قراراً صحيحاً وتترتب عليه نتائج عظيمة. وهل هناك قراراً أخطر من قبول المسيح مخلصاً شخصياً؟ وهل يوجد قرار أعظم من تتويج المسيح رباً على الحياة واتباعه وخدمته؟ منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنه اتخذت فتاة أممية قراراً باللجوء إلى الله والاحتماء فيه وترك الأوثان وكل متعلقاتها. فأعطت ظهرها لأهلها وشعبها وآلهتها، وجاءت إلى حيث عبادة الله وشعب الله، وصار الله الحى الحقيقي إلهاً لها. هذه الفتاة يلمع اسمها في الكتاب المقدس. فأحد أسفار العهد القديم سُمى باسمها، وأول صفحة في العهد الجديد تحمل اسمها أيضاً. القرار وصعوبته عاشت راعوث في بلاد موآب، وكان أهلها يعبدون «كموش» (إله وثنى)، وكانوا أحياناً يقدمون أولادهم ذبيحة له (2ملوك 3: 26، 27). وارتبطت راعوث بعائلة تعرف الله من أرض يهوذا. وآلت بها الأمور أنها عاشت بعد موت زوجها مع حماتها نعمى وسلفتها عرفة. وجاء الوقت لترجع نعمى إلى بيت لحم، ونوت راعوث وعرفة الرجوع معها، فلقد تعلقتا بها وأظهرتا مشاعر طيبة نحوها. وعندما بدأت نعمى رحلة العودة بدأت كلتاهما السير معها، وقالتا لها «إننا نرجع معك إلى شعبك» لكن نعمى أوضحت لهما أنه من الأفضل الرجوع إلى الأهل والبلاد، كما أن السير معها لن يحقق رغباتهما وتطلعاتهما في الحياة «فقبلت عرفة حماتها، أما راعوث فلصقت بها. فقالت نعمى لراعوث هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها. ارجعي أنت وراء سلفتك. فقالت راعوث لا تلحى علىَّ أن أتركك وأرجع عنك» (راعوث 1: 14 ، 15). عرفة تمثل إنساناً ذا أخلاق جيدة ومشاعر رقيقة، يظهر أشواقاً لاتباع المسيح ويتأثر بصحبة المؤمنين، لكن مشكلته أن قلبه مجزأ بين العالم والمسيح. وهو لا يقوى على اتخاذ القرار الصحيح بقبول المسيح. إنه يجد في العالم ما هو أغلى من المسيح؛ ربما محبة المال أو علاقة عاطفية، ربما أصدقاء الدراسة أو شهوة محببة. إن عرفة تذكرني بالشاب الغنى الذى أتى للمسيح باحثاً عن الحياة الأبدية، ورأى فيه المسيح اشواقاً حسنة، فطلب منه أن يترك كل أمواله ويأتي وراءه حاملا الصليب، لكن المال كان أغلى عليه من المسيح، فمضى حزيناً بعيداً عن المسيح. النصرة على العوائق اتخذت راعوث قرارها وانتصرت على ثلاثة عوائق. أولاً: العواطف الطبيعية، كان الرب أغلى عليها حتى من أبيها وأمها، وكأنها سمعت كلمات المسيح «من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقني» (متى 10: 37). ثانياً: حاجتها الملحة، فقد كان من المتوقع أن تبحث راعوث عن زوج آخر، بعد موت زوجها الأول، ليسدد لها حاجتها؛ لكنها آمنت بالرب وتعلقت به كمن يملأ كل احتياج لها. ثالثاً: انعدام الأمل البشرى، فلقد أوضحت لها نعمى أنها أرملة مسكينة متقدمة في السن لا يُرجى منها شيء. وكان هذا امتحاناً صعباً، لكنها نجحت إذ وضعت ثقتها في الإله الحى الذى سيعتنى بها ويدبر أمورها. وجاء القرار العظيم «لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهى. حيثما مت أموت وهناك اندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك» (راعوث 1: 16 ، 17). هذه الكلمات تمثل لغة الشخص الذى أحب المسيح، وتعلق به أكثر من كل شيء آخر وصمم على اتباعه. إنها تشبه لغة بطرس عندما قال للمسيح، في الوقت الذى رجع فيه كثيرون عنه: «يا رب إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك. ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحى» (يوحنا 6: 68 ، 69). عزيزي؛ هل المسيح هو معبود قلبك؟ هل يمكنك الاستغناء عنه أم لا تطيق الانفصال عنه؟ التكريس القلبي ان كلمات راعوث تكشف لنا عدة أشياء هامه للحياة المسيحية: * التبعية للمسيح: «حيثما ذهبت أذهب». لقد قال المسيح «أن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي» * ثم الاتحاد بشعب المسيح: «شعبك شعبي»، إنها لم تختر أصدقاءها بنفسها وبحسب هواها، لكن ارتبطت بشعب الرب * ثم علاقة شخصية بالمسيح: «إلهك إلهى»، إنها تخصص الله لها: إلهى. هل تظن يا عزيزي أن الله لا يتجاوب مع هذا الاخلاص؟ بلى، لقد كافأها أكثر جداً مما تطلب أو تفتكر. كانت تعبد الأوثان فصارت تعبد الإله الحقيقي. كانت أرملة فقيرة فصارت زوجة بوعز الرجل العظيم. كانت فتاة أممية فصارت جدة للملك داود، بل أكثر من ذلك لقد جاء من نسلها المسيح مخلص العالم (متى 1). أحبائي الشباب، هل عرفنا كيف نتخذ قراراً صحيحاً لمجد المسيح في حياتنا؟ لقد جاء دورنا لنقرر |
||||
14 - 12 - 2016, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 15294 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل الشمس» يصبح «مثل الناس» «شمشون هو أحد رجال العهد القديم، بطل اشتهر بقوة غير عادية، بدأ بداية رائعة لكنه انتهى نهاية محزنة. قيل عنه قبل ولادته «لأن الصبى يكون نذيراً من البطن وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين»، وفى بداية شبابه «ابتدأ روح الرب يحركه في محلة دان» (قضاة 13: 5، 25)، وعندما قابله شبل أسد «حل عليه روح الرب فشقه كشق الجدى وليس في يده شيء» (قضاة 14: 6)؛ لكن بعد أن حُلقت خصل رأسه قيل عنه «ولم يعلم أن الرب قد فارقه» (قضاة 16 : 20). ماذا نتعلم من قصة شمشون المدونة في الاصحاحات 14 إلى 16 من سفر القضاة؟ ارتباط غريب : «ونزل شمشون إلى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين، فقال لأبيه إياها خذ لي لأنها حسُنت في عينيَّ» هنا بداية انحراف شمشون عن الطريق الإلهي «نزل» ، «رأى» ، «حسنت في عينه». فلقد ذهب إلى تمنة دون أن يحركه روح الرب. ولما رأى المرأة هناك قرر الزواج بها دون أن يحاول معرفة فكر الرب؛ انساق وراء ميوله الطبيعية وانخدع من شهوته الجسدية واتخذ قراراً خطيراً بدون المشيئة الإلهية. هل هذه الفتاة تناسبك يا شمشون؟ أنت من شعب الله وهى من أعدائه، أنت نذير لله وهى من محبى العالم!! هل فكر شمشون تفكيراً هادئاً عاقلاً؟ لا أعتقد. لقد حسنت في عينيه فلم يفعل المستقيم في عيني الرب. أخي الشاب: هل لك تحذير في هذا؟ هل تلاحظ نظراتك ورغباتك؟ ألا تصلى قائلاً«حول عيني عن النظر إلى الباطل. في طريقك أحيني» (مزمور 119: 37). عمل شمشون وليمة بمناسبة زواجه كعادة الفتيان، وأحضروا له ثلاثين من الأصحاب فكانوا معه. وجلس النذير وسط زمرة من الأشرار لمدة سبعة أيام، مستمتعاً إلى أحاديثهم ومشاركاً فى مزاجهم. وطبعاً لم يستطع أن يتكلم مرة واحدة عن إلهه العظيم أو عن انتذاره له، فهذا غريب عليهم. تُرى مَنْ هم أصدقاؤنا الذين نلازمهم؟ إن حالتنا الروحية تظهر من نوعية أصحابنا، لذا قال المرنم «رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك» (مزمور 119: 63). انحدار معيب لم يستفد شمشون من تجربته المُرة، فاستمر في طريق رغباته الذاتية «فذهب إلى غزة ورأى هناك إمرأة زانية فدخل إليها» (ص 16: 1). وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادى سورق اسمها دليلة (ص 16: 4). للأسف لم يحكم على ذاته ولم يدن شهواته، إذ أطلق العنان «لشهوة العيون»، فصارت نقطة الضعف التي أسقطه منها الشيطان في «شهوة الجسد». لم يبتعد عن التجربة ولم يهرب من الشهوة كما فعل يوسف قبله، لم يتصرف كالذكي الذى يبصر الشر فيتوارى» لكنه اندفع «كالغبي إلى قيد القصاص». وإني لأتعجب، هل فقد كل فهم وتمييز؟ فلقد كشفت له دليلة نيتها الشريرة وقالت له «بماذا توثق لإذلالك؟» لكنه للأسف لم «يهرب لحياته». كيف رضى أن ينام على ركبتيها وهو يراها تضع له الكمين تلو الكمين؟ سمح لها أن تربطه بسبعة أوتار طرية ثم سبعة حبال جديدة بل وأن تربط خصل شعره السبع بأوتاد الخيمة، إلى أن خرَّ صريعاً أمامها عندما ألحت عليه وضاقت نفسه إلى الموت فكشف لها كل قلبه وأخبرها بسر انتذاره. لقد كان مثل الشاب الذى سمح للحية الرقطاء أن تلتف حوله وهو يعتقد أنه يستطيع أن ينتصر عليها، ولم يدر أنها ستضغط عليه لتحطمه تحطيماً. أخى الشاب؛ هذه نهاية الثقة بالذات والتلاعب مع الخطية والشهوات. حصاد رهيب ما أمر ما حصده شمشون. لقد نقض عهد انتذاره ففقد الكثير جداً: * فقد حضور الرب «لم يعلم أن الرب قد فارقه» *فقد قوة الرب فتحول لإنسان عادى الذى كان «مثل الشمس» وصار «ضعيفاً كواحد من الناس» * فقد عينيه «لأنه لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا». * فقد حريته ومركزه وكرامته فقد قال الرب: «حاشا لي فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون» (1صموئيل 2: 30) |
||||
14 - 12 - 2016, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 15295 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شمشون
هوآخر قاضٍ يذكر في سفر القضاة(قض13- 16). وهو أحد أبطال الإيمان المذكورين في سحابة الشهود في رسالة العبرانيين. (عبرانيين11). كما أنه أحد الأسماء المعروفة التي اشتهرت بالقوة الخارقة؛ حتى عرفه الناس بشمشون الجبار، لكن قليلون عرفوا سر قوته والهدف منها. وعندما نقرأ قصته في سفر القضاة فإننا نتعلم دروساً عديدة. شمشون النذير كانت أمه عاقراً. ولما ظهر لها ملاك الرب وأعلن لها انها ستلد ابناً أوضح لها أنه سيكون نذيراً لله من البطن إلى يوم موته (قضاة 13: 7). لذا أوصي ملاك الرب امرأة منوح أن لا تشرب خمراً ولا مسكراً ولا تأكل شيئاً نجساً، وأن الصبي الذي سيولد لا يحلق شعره أبداً «لا يعْلُ موسي رأسه». ما معني هذا؟ النذير هو شخص مفرز للرب تماماً ومخصص له بالكامل. وفي سفر العدد ص6 نجد شريعة النذير. وتتلخص في أن النذير له ثلاث مواصفات أولا: لا يأكل العنب ولا يشرب عصيره. والعنب وعصيره يمثلان في لغة الكتاب المقدس الفرح الارضي. ما المقصود بالفرح الارضي؟ الأشياء المُسرة التي في العالم التي تسبب لقلوبنا الفرح ومباهج الحياة. ربما العلاقات العاطفية أو بعض التسليات التي نسميها بريئة، أو جلسات اللهو والمرح مع الأصدقاء؛ أمور تسبب الفرح لكنه فرح أرضي، أما الفرح الذي يكلمنا عنه الكتاب فهو الفرح في الرب «افرحوا في الرب»، وهذا الفرح ينشئه الروح القدس لأن ثمر الروح هو «فرح»، «لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح»، بل هو ذات فرح المسيح: «كلمتكم بهذا ليثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم». ثانيا: النذير لا يتلامس مع جسد الميت. حتى أفراد اسرته: أبيه وأمه وأخوته. لماذا؟ الموت يمثل الانفصال عن الله والموتي هم غير المؤمنين، والشاب المكرس للرب علىه أن يتجنب التورط في العلاقات مع غير المؤمنين. فإن هذا يدنس حياته وهكذا أبَي موسي أن يدعي ابن ابنة فرعون(خروج2، عبرانيين11: 24). قال المسيح لشخص دعاه ليتبعه «دع الموتي يدفنون موتاهم. واما انت فاذهب ونادِ بملكوت الله»(لوقا9: 60). ثالثا: النذير لا يحلق شعر رأسه. بمعني أن يترك شعره يطول ،وعيب للرجل أن يرخي شعره(1كورنثوس 11: 14). لماذا يرخي النذير شعره؟ لانه يشبه المرأه؛ الإناء الأضعف التي وضعها الرب في مكان الاعتماد على الرجل. لذا فالنذير يجعل اعتماده على الرب وحده، لا يعتمد على ذاته أو حكمته أوقوته. ثم إرخاء الشعر يعلن أيضا الاستعداد لحمل العار لأجل الرب ، فموسي حسب عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر (عبرانيين 11: 26). أحياناً الشاب أو الشابة المكرسين للرب يساء فهمهما، ويطلق علىهم أنهم ضيقو الأفق أو أن أفكارهما رجعية. وإذا رفض الشاب المكرس للرب مسايرة زملائه في أسلوب حياتهم أو مظهرهم أو لغتهم فربما يتجنبونه أو يحتقرونه؛ وهذا هو حمل العار. هذه المواصفات الثلاثية كان ينبغي أن تميز شمشون لأن الرب أوصي أن يكون له نذيراً. شمشون ورح الرب «كبر الصبي وباركه الـرب. وأبتـدأ روح الـرب يحـــركه فــي محــلة دان بين صرعة وأشتأول»(قض13: 25،24). لما وُلد شمشون سمته أمه بهذا الاسم؛ ومعني شمشون مثل الشمس ويا له من اسم، فالشمس ترمز للمسيح «شمس البر»، وكان ينتظر أن شمشون يشبه الرب، لكنه لم ينجح في هذا. ابتدأ روح الرب يحركه؛ ويا لها من بداية رائعه لهذا الشاب، فالقوة ترجع لعمل روح الرب. قال المسيح لتلاميذه «ستنالون قوة متى حل الروح القدس علىكم وتكونون لي شهوداً» (اعمال 1: 8). إن السر الحقيقي وراء القوة في الشهادة والخدمة هو عمل الروح القدس. وبقدر ما نطيع المسيح في حياتنا ونتمم وصاياه، بقدر ما نُفسح المجال للروح ونتأيد بقوته في داخلنا «وتتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن» (افسس3: 16). لكن أين بدأ خدمته؟ في محلة دان في منطقته التي نشأ فيها. أخي الشاب هل يستخدمك الرب في بيتك؟ هل لك شهادة حسنة من أفراد أسرتك والمحيطين بك. ما المنفعة إن كنت مسئولاً عن فصل مدارس الأحد بينما لا زلت في المنزل غير متعاون، سريع الانفعال وأحيانا تنطق بكلمات جارحة. لا يليق لمن يخدم الرب أن يكون ملوماً في حياته الشخصية والأسرية. فالشهادة والخدمة الصحيحة تبدآن أولاً من الدائرة الضيقة. قيل عن تيموثاوس قبل أن يرافق بولس في خدمته أنه «تلميذ مشهود له من الإخوه الذين في لسترة وايقونية»(أعمال16: 2). هكذا بدأ شمشون بداية حسنة، «هو يبدأ يخلص إسرئيل» «وإبتدأ روح الرب يحركه». لكن هل استمر هكذا؟ بالأسف لا. أخي الشاب؛ جميل أن تبدأ مكرساً للرب، لكن المهم أن تستمر في ذات الطريق حتى النهاية أما شمشون فللحديث عنه بقية في العدد القادم. |
||||
14 - 12 - 2016, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 15296 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جدعون
هل تشتاق أن يستخدمك الرب؟ هل تتوق أن تكون إناءً نافعاً للسيد؟ هذا ما ستجده في قصة: جدعون الرجل الذى استخدمه الله (اقرأ قضاة 6،7). انموا في النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح 2بطرس 3: 18أتى ملاك الرب إلى جدعون فوجده يخبط حنطة لكى يهربها من المدينيين. كان الشعب يعانى من مجاعة رهيبة. ولم يكن جدعون غير مبالٍ بما يحدث؛ لذا أصر على إعداد الطعام له ولإخوته. وهذه صورة رائعة للشاب الذى يدرس كلمة الله باجتهاد، ليجد فيها طعاماً لنفسه وللآخرين أيضاً. ولكن بماذا تصف هذا الرجل الذى استخدمه الرب؟ مشغول بحالة الشعب قال له ملاك الرب: الرب معك يا جبار البأس. ومع أن هذه الكلمات توحى بأهمية شخصيته، إلا أنه كان مشغولاً بما يحدث حوله وما وصل إليه الشعب. أدرك أن الرب قد تركهم، وإلا فلماذا وصلوا لهذه المذلة؛ فسأل: «إن كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه، وأين كل عجائب الرب التي أخبرنا بها آباؤنا؟» لم يركّز تفكيره في نفسه، بل في شعبه. هذه صفة هامة لمن يستخدمه الرب، فهو يرى الحالة ويشعر بالحاجة. يعرف حقيقة نفسه «فالتفت إليه الرب وقال: اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل. فقال له: أسألك أسيدى؛ بماذا أخلص إسرائيل، ها عشيرتي هي الذلي في منسى، وأنا الأصغر في بيت أبى». كان جدعون يعلم تماماً أنه الأصغر والأضعف، ولم يكن يشعر بأية كفاءة في نفسه للعمل، ولم يكن يتوقع أن الله يستخدم شخصاً مثله. هذه صفة رائعة في جدعون وفى كل إنسان يعرف قدر نفسه. كثيرون من الشباب ملأهم الشعور بالقدرة على إنجاز خدمات روحية، ويعتزون جداً بإمكانياتهم وطاقاتهم للعمل. إلا أن الرب يستخدم دائماً أضعف الأواني؛ حتى يُظهِر قوته فيهم. لذا شجعه الرب قائلاً «إني أكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد». يُقدّر حق الله في حياته تحقق جدعون من ظهور الرب له، وسمع كلماته المشجعة: السلام لك، لا تخف، لا تموت. فكان أول ما فعله أنه بنى مذبحاً للرب. لم يندفع للعمل مباشرة، لكنه رجع بالشكر للرب أولاً. وهنا نرى شخصاً يضع الأمور في ترتيبها الصحيح؛ المذبح أولاً، ثم المعركة؛ أي السجود أولاً ثم الخدمة، إعطاء الرب نصيبه أولاً ثم الاهتمام بالخدمة للنفوس. صديقي، هل تعلمت هذا الترتيب؟ مطيع مهما كانت الكلفة طلب الرب من جدعون أن يهدم مذبح الوثن الخاص بأبيه، وأن يبنى مذبحاً آخر للرب. وعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أنه أطاع تماماً «فأخذ معه رجال من عبيده، وعمل كما كلمه الرب. وإذ كان يخاف من بيت أبيه أن يعمل ذلك نهاراً فعمله ليلا». لم يتردد جدعون في إطاعة الرب، رغم خوفه من الناس، ولم يتراجع عن تطهير بيته من العبادة الوثنية رغم صعوبة الأمر. وهذا درس هام لكل منا. فقبل أن يستخدمنا الرب لابد من تطهير حياتنا من كل ما يدنس الجسد والروح، لابد من القضاء على الأصنام. إن الصنم هو كل ما يختلس مكان المسيح في القلب، لذا لنصغى للوصية: «أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام» (1يوحنا 5: 21).المذبح أولاً، ثم المعركة؛ إعطاء الرب نصيبه أولاً ثم الاهتمام بالخدمة للنفوس. أسلحة المعركة استخدم جدعون وجنوده أبواقاً وجراراً فارغة ومصابيح. وكانت الخطة أن يضربوا بالأبواق ويكسروا الجرار فتضئ المصابيح. وبهذه الوسيلة هُزم جيش المديانيين. الأبواق تمثل المناداة بكلمة الله والكرازة بها «اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» (2تيموثاوس 4: 2). والجرار الفارغة تمثل أجسادنا الطبيعية «لنا هذا الكنز في أوان خزفية» (2كورنثوس 4: 7). وتكسير الجِرار يعنى الآلام التي يسمح بها الرب لنا حتى يشعرنا بضعفنا، وأننا لا شيء، فنعتمد عليه كلية. والمصابيح، أي الشعلات المضيئة، تمثل حياة يسوع فينا؛ فعندما تنكسر الجرار ىضئ النور «حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكى تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا» (2كورنثوس 4: 10). |
||||
14 - 12 - 2016, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 15297 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عثنيئيل بن قناز (قضاة 3 :5-11) * شخص غىر مشهور بىن شخصىات العهد القدىم * ذُكر اسمه مرتين فقط فى السفر الذى ىتكلم عن أردأ فترة فى تارىخ شعب اسرائىل * هو أول قاضٍ أقامه الله لىخلص بنى اسرائىل من عبودىتهم. إنه: عثنيئيل بن قناز (قضاة3: 5-11) نقرأ عن عثنىئىل بن قناز فى سفر القضاة 1: 13، 3: 9،11؛ كما أُشىر إلىه أىضاً فى سفر ىشوع (15: 17). وهو أول قاضٍ فى سلسلة القضاة المذكورىن فى سفر القضاة. ورغم أنه ىُكتب عنه عددان فقط فى سفر القضاة إلا أننا نتعلم منه دروساً كثىرة. أىام ردىئة عاش عثنيئىل فى أىام صعبة للغاىة؛ إذ كان شعب اسرائىل مستعبداً لأعداء نهبوهم وأذلوهم. وىقدم لنا الكتاب وصفاً دقىقاً لحالة الشعب فى أصحاحى 2 ، 3 من سفر القضاة: * سكنوا وسط الشعوب الوثنىة وتعلموا منهم الممارسات الشرىرة التى تغىظ الرب. * صاهروا الأشرار ودخلوا فى علاقات الزواج معهم. * عمل بنو اسرائىل الشر فى عىنى الرب ونسوا الرب إلههم. هذا الوصف لشعب اسرائىل نتعلم منه إنه عندما تتحول قلوبنا عن الرب ىسوع المسىح ونتعلق بأى شئ آخر فإننا نكون على حافة خطر عظىم. وهل توجد أوثان هذه الأىام؟ نعم، إن الوثن هو كل ما ىأخذ مكان المسىح فى قلب المؤمن. إنه كل شئ أو شخص ىتعلق به القلب أكثر من المسىح. قد ىكون صدىقاً أو صدىقة، قد ىكون الطمع أو محبة المال. قد ىكون النجاح فى الحىاة أو الشهرة. أحبائى قد نكون مولعىن بمشاهدة البرامج التلفزىونىة، أو قد نتعلق بهواىة أو حتى بتسلىة برىئة. لننتبه لئلا تسلب هذه الأشىاء مكانة المسىح فى الحىاة؛ فنهمل قراءة الكتاب، ونترك حضور الاجتماعات، ونفقد الشهىة للصلاة، ونستغنى عن معاشرة المؤمنىن؛ وتكون النتىجة أن ندخل تحت نىر مع غىر المؤمنىن، ونتعلم لغة أهل العالم، وربما بعد ذلك نتزوج منهم؛ وفى النهاىة نفقد شهادتنا للمسىح. لذلك ىحذرنا الكتاب «أىها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام (1ىوحنا5: 21). بطل وانتصارات رغم أن عثنيئىل عاش فى أىام شرىرة للغاىة إلا أنه لم ىتأثر بها. لقد كان شاباً مؤمناً مكرساً للرب فلم ىنجرف مع التىار ولم ىساىر الآخرىن فى شرورهم. وكلمة عثنىئىل معناها «أسد الله» أو «الرجل القوى». وىاله من اسم جمىل. فالأسد ىتمىز بالقوة والشجاعة، ألىس هو ملك الغابة؟ «الأسد جبار الوحوش ولاىرجع من قدام أحد» (أمثال30: 30). وهكذا كان أبطال داود «وجوههم كوجوه الأسود» (1أخبار الأىام12: 8). وقبل أن ىصبح عثنيئىل قاضىاً للشعب كان بطلاً محارباً حقق انتصاراً عظىماً. فلقد انتصر على مدىنة تسمى «قرىة سفر» وامتلكها وحول اسمها إلى «دبىر». «قرىة سفر» تعنى مدىنة الكتاب، و«دبىر» تعنى أقوالاً. وهذا ىعلمنا أنه لكى ىصبح الشاب بطلاً للرب، لابد أولاً أن ىمتلك الكتاب. أى كتاب؟! إنى أقصد الكتاب المقدس. فعندما ىحب الشاب الكتاب المقدس وىقرأه متأملاً بروح الصلاة، وىخصص وقتاً كافىاً لدراسته؛ فحىنئذ سىكتشف أنه لىس مجرد كتاب لكنه «أقوال الله»، إنه «كلمة الله الحىة والفعالة والأمضى من كل سىف ذى حدىن». صدىقى الشاب؛ هل ىحتل الكتاب المقدس المكانة الأولى فى قراءاتك؟ لا طرىق صحىحاً لتصبح بطلاً ولتنتصر على الشىطان سوى أن تثبت فىك كلمة الله وأن تلهج فىها دائماً. «كتبت إلىكم أىها الأحداث لأنكم أقوىاء وكلمة الله ثابتة فىكم وقد غلبتم الشرىر» (1ىوحنا2: 14). تخلىص الشعب أقام الرب عثنئيىل لىخلص الشعب من كوشان رشعتاىم ملك آرام النهرىن، الذى استعبد الشعب ثمانى سنىن. مَنْ هو هذا الشخص؟ وماذا ىمثل؟ كوشان تعنى سواداً، رشعتاىم تعنى شراً مضاعفاً، وآرام النهرىن هى المنطقة التى عاش فىها ابراهىم قبل أن ىدعوه الله للخروج منها. آرام تمثل العالم الحاضر الشرىر. ولا أقصد بالعالم الطبىعة الجمىلة التى خلقها الله لكن أقصد به النظام الشرىر الذى أوجده الشىطان بىن الناس لىبعدهم به عن الله. وهذا النظام ىقوم على ثلاثة عناصر «شهوة الجسد وشهوة العىون وتعظم المعىشة» وأما كوشان رشعتاىم فهو ىمثل إبلىس، سلطان الظلمة الذى هو رئىس هذا العالم وإله هذا الدهر. والعالم هو أحد أعداء المؤمن الثلاثة. وهو عدو خطىر جداً وقد حذرنا الكتاب قائلاً «أما تعلمون أن محبة العالم هى عداوة لله» (ىعقوب4: 4). والرسول ىوحنا ىوجه الأحداث (الشباب): «لا تحبوا العالم ولا الاشىاء التى فى العالم. إن أحب احد العالم فلىست فىه محبة الاب» (1ىوحنا2: 15) وعثنىئىل بن قناز صورة جمىله للشاب المؤمن الذى له الشركة مع الله وىتمتع بالشبع الحقىقى فى القرب منه، لذا فهو ىستطىع ان ىغلب العالم بالاىمان. بل ىستطىع أىضا بقوة الرب أن ىنقذ غىره من المؤمنىن وىخلصهم من محبة العالم ومن الروح العالمىة. أحبائى الشباب حان الوقت الذى فىه تقدمون ذواتكم لله، مكرسىن أجسادكم وأرواحكم له وحده. ألا تشتاقون للبطولة والنصرة مثل عثنىئىل بن قناز؟ |
||||
14 - 12 - 2016, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 15298 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كــــالـــب
الرجل الذى اتبع الرب تماماً «وأما أنا فقد اتبعت تماماً الرب إلهى» (ىشوع14: 8). الرجل الذى كانت معه روح أخرى «وأما عبدى كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعنى تماماً أُدخله إلى الأرض التى ذهب إلىها وزرعه ىرثها» (عدد14: 24). المحارب العجوز الذى حارب وانتصر وهو فى سن الخامسة والثمانىن «ها أنا الىوم ابن خمس وثمانىن سنة فلم أزل الىوم متشدداً كما فى ىوم أرسلنى موسى. كما كانت قوتى حىنئذ هكذا قوتى الآن للحرب وللخروج والدخول» (ىشوع 14: 10،11). كالب بن ىفنة هو وكىل ىشوع بن نون، وقد كانا هما الرجلىن الوحىدىن اللذىن دخلا أرض كنعان من جمىع الرجال الذىن خرجوا من أرض مصر من ابن عشرىن سنة فصاعداً. جمىع الرجال ماتوا فى الصحراء لسبب عدم تصدىقهم كلام الرب، أما كالب وىشوع فقد دخلا الأرض إذ آمنا بكلام الرب. وقصة كالب الشىقة وردت فى سفر العدد ص14،13 وفى سفر ىشوع ص15،14. الروح الأخرى وماهى عندما وصل الشعب إلى مشارف أرض الموعد أرسل موسى اثنى عشر رجلاً من شعب اسرائىل لاستكشاف أرض كنعان (عدد31). وبعدأربعىن ىوماً رجع الرجال وقد انقسموا إلى فرىقىن «فرىق الأغلبىة» وكانوا عشرة، و«فرىق الأقلىة» وكانا اثنىن هما كالب وىشوع. الأغلبىة أعلنوا أن الشعب لاىمكنه امتلاك الأرض رغم أنها جىدة جداً «الأرض التى مررنا فىها لنتجسسها هى أرض تأكل سكانها. وجمىع الشعب الذى رأىنا فىها أناس طوال القامة. وقد رأىنا هناك الجبابرة بنى عناق من الجبابرة، فكنا فى أعىننا كالجراد وهكذا كنا فى أعىنهم» (عدد 13: 33،32). أما كالب فقد وقف ضد التىار وأعلن «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون علىها» (13: 30). امتلأ قلب كالب بالثقة فى مواعىد الرب «ألم ىَعِد الرب الشعب بامتلاك الأرض؟ ألىس هو قادر على تنفىذ كلامه؟« هكذا فكر كالب؛ وثقته فى الرب أعطته الشجاعة حتى لا ىنقاد لرأى الأغلبىة، بل تمسك بالرب بإىمان عظىم أمام الجمىع. ونتىجة لذلك تعرض كالب ومعه ىشوع للرجم لولا تدخل الرب الفورى لإنقاذهما. ما أروع ذلك الموقف البطولى؛ أن ىقف الإنسان فى جانب الرب ولو بمفرده ولا ىساىر التىار. ما أقل الذىن ىفعلون مثل هذا؛ هؤلاء هم الرجال بمعنى الكلمة. قىل للبطل أثناسىوس الذى قاوم بدعة أرىوس «لقد أضحى العالم كله ضدك»، فأجاب «وأنا ضد العالم». والعالم جالىلىو أجبروه أن ىركع وىقول إن الأرض مستوىة، فركع وقام صارخاً وهو ىقول «لكنها كروىة». أما مارتن لوثر فقد تعرض لأكبر محاكمة فى التارىخ إذ وقف أمام الامبراطور شارل الخامس وأمام عدد من القضاة ىتجاوز المائتى قاض، وصاح صىحته العظىمة «هنا أقف ولا أفعل غىر ذلك ولىعنى الله»!! هل نساىر التىار أم نسىر ضده؟ هل ننجرف مع العالم أم نثبت ضد الخطىة والفساد وعدم الإىمان؟ الإىمان وتحدى الصعاب كان بنو عناق مسىطرىن على الأرض الموعود بها. كانوا طوال القامة، مخىفىن، منظرهم ىبعث الرعب فى القلوب؛ فكىف نظر إلىهم كالب؟ وكىف اعتبر هذه العقبة القائمة أمام الشعب؟ «الأرض التى مررنا فىها جىدة جداً جداً، إن سُّر بنا الرب ىُدخلنا إلى هذه الأرض وىعطىنا إىاها .... إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا، قد زال عنهم ظلهم والرب معنا. لا تخافوهم» (عدد 14: 7-9). لاحظ ما ىقوله عنهم: أولاً: «هم خبزنا»: أى هم الغنىمة التى سنتغذى علىها. كان متىقناً من النصرة علىهم، ثم اعتبرهم كالخبز للأكل. ألا نتعلم درساً هاماً إزاء الصعاب التى تقابلنا فى الحىاة؟ إن الرب ىسمح بها فى طرىقنا حتى نتغذى علىها. فالصعاب تقودنا إلى الالتجاء للرب أكثر والتمسك بمواعىده والتعلق به تماماً، وهذا بمثابة طعام لنا ىزودنا بالطاقة الروحىة. إنها فرصة جىدة لتقوىة الإىمان. ثانىاً: «قد زال عنهم ظلهم»: أى اختفوا وتلاشوا. عندما نمتلئ ثقة فى الرب تذوب الصعاب أمامنا إذ نرى الرب معنا. لكن تحوىل النظر عن الرب ىؤدى إلى الشعور بضخامة المشكلة فتبدو أكبر من حجمها الحقىقى. ىقول الرب «لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحى قال رب الجنود» وىقول الإىمان «من أنت أىها الجبل العظىم، أمام زربابل تصىر سهلاً» (زكرىا 4: 6، 7). الحرب والامتلاك (ىشوع 14: 12) حارب كالب وهو فى سن الخامسة والثمانىن لىمتلك المىراث الذى وعده به الرب على لسان موسى. ومامعنى المىراث لنا؟ إنه ىمثل البركات الروحىة التى من حق كل المؤمنىن أن ىتمتعوا بها. «مبارك الله أبو ربنا ىسوع المسىح الذى باركنا بكل بركة روحىة فى السماوىات فى المسىح» (أفسس 1: 3). فكل ما تمتع به المسىح عندما كان على الأرض لنا أن نتمتع به: السلام، الفرح، محبة الآب ...إلخ. وكما حارب كالب لىمتلك، نحن أىضاً ىجب أن نحارب لكن حرباً روحىةً «لأن مصارعتنا لىست مع دم ولحم بل مع الرؤساء والسلاطىن ... مع أجناد الشر الروحىة فى السماوىات» (أفسس 6: 12). إبلىس ىرىد إعاقتنا عن التقدم الروحى، وىحاول بكل الطرق منعنا من امتلاك ما لنا فى المسىح والتمتع به. لذا لابد من أن نقاوم حتى نتمتع. امتلك كالب «حبرون» وطرد منها الأعداء بنى عناق الثلاثة. وحبرون تعنى «شركة أو رفقة» وكانت تقع أعلى الجبل، وهى تمثل شركة المؤمن مع الرب التى هى المصدر الوحىد للغنى الروحى والفرح الحقىقى «أما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه ىسوع المسىح، ونكتب إلىكم هذا لكى ىكون فرحكم كاملاً» (1ىوحنا 1: 3، 4). |
||||
14 - 12 - 2016, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 15299 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يشوع القائد
تأملنا فى العدد السابق فى المرحلة الأولى من حياة يشوع عندما كان غلاماً خادماً لموسى؛ ثم وهو شاب يقود رجال الحرب ضد عماليق ويحرز النصرة العظيمة. وفى هذا العدد نتناول يشوع كالقائد العظيم الذى قاد الشعب بعد موت موسى لدخول أرض كنعان وامتلاكها. النجاح «إنما كن متشدداً وتشجع جداً لكى تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التى أمرك موسى عبدى لا تمل عنها يميناً ولا شمالاً لكى تفلح (تنجح) حيثما تذهب» (يشوع1: 7). بعد موت موسى، كلف الرب يشوع بأن يتولى مهمة قيادة الشعب وعبور الأردن والدخول لامتلاك الأرض. ولا شك أن يشوع شعر بضآلته إزاء هذه المسئولية الجديدة، فهو يأتى بعد موسى الرجل العظيم الذى لم يقم نبى مثله، ثم الشعب الذى يقوم بقيادته شعب كثير جداً وأيضاً ذو طبيعة رديئة للغاية؛ وهذا ما رآه يشوع منهم فى تعاملاتهم مع موسى خلال رحلة الأربعين سنة. كم كانت المسئولية صعبة، لقد كان عليه أن يعبر بهم نهر الأردن؛ ولابد أن يقودهم فى حروب متتالية لطرد الأعداء وامتلاك الأرض. إزاء كل هذا كان من الطبيعى أن يبادر إلى ذهن يشوع تساؤل عن إمكانية نجاحه فى هذه المهمة الصعبة. وإذ بالرب يضع أمامه الطريق الوحيد للنجاح؛ وهو الطاعة الكلية للشريعة الإلهية. فهو يوصيه بأن يضع نصب عينيه دائماً سفر الشريعة «لايبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح (تنجح)» (يشوع1: 8). كان على يشوع لا أن يقرأ كتاب الشريعة فقط، بل أن يتخذه صديقاً يومياً يسير معه كل صباح وكل مساء. كان عليه أن يخلق فى نفسه وبيته وشعبه عادة التأمل اليومى فى كلمة الله «لكن فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً، فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه التى تعطى ثمرها فى أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح» (مزمور1: 2-4). صديقى الشاب؛ لا يمكن أن نحيا حياة مسيحية ناجحة ما لم نلازم كلمة الله. وإنى أسألك: هل تتوق للنجاح فى كل جوانب حياتك؟ هل تشتاق أن تكون ناجحاً ذهنياً وروحياً ونفسياً؟ لا طريق سوى كلمة الله. كيف تقرأها؟ هل بتأمل يومى مستمر؟ ثم هل تظل بقية اليوم متفكراً فيما قرأته؟ وعندما يصادفك موقف صعب أو يكون عليك أن تتخذ قراراً حرجاً؛ هل تبحث عن الإرشاد والهداية فى كلمة الله؟ فى إحدى المرات خُدِع يشوع من جماعة يُدْعَوْن الجبعونيين لأنه لم يستشر الرب «فأخذ الرجال من زادهم ومن فم الرب لم يسألوا» (يشوع9: 14)؛ وهذا ما نتعرض له عندما نعتمد على حكمتنا وأفكارنا ولا نستشير الرب، فإننا لابد وأن نصاب بالفشل. ظهور الرب وتأثيره قبل أن يُقْدِم يشوع على الموقعة الحربية الأولى، وهى أريحا بأسوارها الحصينة؛ ظهر له الرب. «وحدث لما كان يشوع عند أريحا أنه رفع عينيه ونظر وإذا برجل واقف قبالته وسيفه مسلول بيده، فسار يشوع إليه وقال له هل أنت لنا أو لأعدائنا. فقال له كلا، بل أنا رئيس جند الرب؛ الآن أتيت» (يشوع 5: 13-15). يبدو أن يشوع كان يستكشف هذا الحصن المنيع ليرسم خطة حربية مناسبة لمهاجمته؛ كان هو القائد وكان هذا واجبه. لا شك أنه كان متأكداً من أن الرب سوف يقف بجانبه، ولكن هذا لم يمنعه من أن يؤدى واجبه. إن اعتمادنا على الرب لا يمنعنا من القيام بواجباتنا واستخدام الوسائل الموضوعة بين أيدينا. كان رجلاً شجاعاً حقاً. فهو الذى رأى الرب فى صورة رجل يمسك سيفاً بيده، فلم يرتعد أو يهرب. لقد كان له وعد الرب «لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك» (يشوع1: 5). وها هو يوضع تحت الامتحان؛ فتقدم نحو الرجل بشجاعة. لكنه من الناحية الأخرى لم يكن مندفعاً؛ فلم يستل سيفه ولم يدخل مع الرجل فى صراع؛ بل سار إليه وسأله «هل أنت لنا أو لأعدائنا». لم يكن شجاعاً فقط؛ بل حكيماً أيضاً. واكتشف يشوع أن الرجل ليس مجرد إنسان بل هو الرب نفسه « أنا رئيس جند الرب». لكن لماذا ظهر الرب فى هذه الصورة؟ ليُعلن نه هو القائد الحقيقى للمعركة. هو الذى يرسم الخطة الحربية، وهو الذى يحدد ميعاد البداية؛ «الآن أتيت» لأقود المعركة. «فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا يكلم سيدى « عبده» أدرك أنه أمام الرب الذى يليق به السجود. لقد كان رجلاً فاهماً ومميزاً. ثم أخذ المركز الصحيح أمام الرب؛ انتظار إرشاده وتعليماته. وإذ طلب الرب منه أن يخلع نعله من رجله فعل ذلك مدركاً أنه فى محضر الرب لا بد من القداسة وإبعاد أى أثر للدنس والشر. الإيمان لمع الإيمان فى يشوع فى مواقف كثيرة، وأقصد به الثقة فى قدرة الرب وعدم الشك فيه. كانت الصعاب والتحديات تقف أمامه دائماً، فواجهها وتغلب عليها بالإيمان. عندما جاء بالشعب أمام نهر الأردن (يشوع 3،4) وهو ممتلئ إلى شواطئه تماماً، عرف أن الرب سيمكنهم من العبور فيه بمعجزة. لم يكن فى ذلك غرابة بالنسبة له؛ فقد عبر قبلاً، وهو شاب صغير، البحر الأحمر وراء موسى ورأى المعجزة. فالله نفسه بقدرته سيظهر فى ذلك الموقف. وفعلاً أوقف الرب المياه المندفعة ونشف النهر. ثم أمام أسوار أريحا العالية الضخمة (يشوع 6) أخذ الخطة من الرب، ودار هو والكهنة والجيش حولها، تماماً كما أمره الرب؛ مدركاً وموقناً أن الأسوار ستسقط بقدرة الرب؛ ومكتوب «بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة أيام» (عبرانيين11: 30). ثم عندما حارب خمسة ملوك أعداء (يشوع10) كان له ثقة عظيمة فى الرب؛ حتى أنه صلى أن لا تغرب الشمس فى ميعادها ويستمر نور النهار حتى ينتصر فى المعركة، وأجاب الرب طلبته وشجع إيمانه «فوقفت الشمس فى كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل. ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولابعده سمع فيه الرب صوت إنسان لأن الرب حارب عن اسرائيل» (يشوع10: 13،14). |
||||
14 - 12 - 2016, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 15300 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يشوع
هو أول قائد حربي يذكر في الكتاب المقدس هو أحد اثنين دخلا أرض كنعان من جميع الرجال الذين خرجوا من أرض مصر هو واحد من قلائل ظهر لهم الرب ظهوراً شخصياً في العهد القديم هو صاحب العبارة الكتابية الشهىرة «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» من هو يشوع؟ هو الذي قاد الشعب بعد موت موسي وأدخلهم إلى أرض كنعان. وقد كُتِب سفر باسمه في العهد القديم، وهو السفر الذي يتصدر قائمة الأسفار التاريخية التي تصف تاريخ شعب إسرائيل، والتي ترد بعد أسفار موسي الخمسة وهو ابن نون ابن إلىشمع (1 أخبار الأيام 7: 26، 27)، من سبط إفرايم (عدد 13: 8). ويذكر لأول مرة في الكتاب في خروج 17: 9 عندما أتي عماليق وحارب شعب إسرائيل. ونراه كقائد حربي لكن من شواهد أخرى يمكن أن نتعرف بشخصيته يشوع الغلام «كان يكلم الرب موسي وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. وإذا رجع موسي إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة» (خروج 33: 11). كان يشوع شاباً صغيراً عندما ارتبط بموسي رجل الله العظيم الذي كان يكبره سناً وفهماً واختباراً. ومن الأمور الهامة جداً لكل شاب مؤمن يريد أن يتعلم من الرب ويتدرب في خدمة الرب أن يرافق شخصاً آخر أكثر تقدماً عنه روحياً وأكثر خبرة منه في الخدمة وأن يتعلم منه ويتدرب علي يديه. وفي الكتاب أمثلة كثيرة لترافق الشبان مع الشيوخ ومنها إلىشع مع إيليا. وتيموثاوس مع بولس يشوع الشاب كان خادماً لموسي الشيخ - كان ملازماً ومعاوناً له - وهذه تركت أعمق الإنطباعات في يشوع بعد ذلك. فصُحبته لموسي علمته الكثير من طرق الله ومعاملاته. هكذا بدأ خدمته؛ ولا شك أنها كانت خدمة بسيطة لكنها لازمة وأساسية. إن كل خدمة للرب نقوم بها في بداية حياتنا تؤهلنا لأعمال أعظم أعدها الرب لنا بعد ذلك فهذا الخادم لموسي جاء وقت وصار القائد العظيم بعد موسي. بل هذا الشاب الخادم كان هو نفسه القائد الحربي الذي قاد الشعب في الحرب ضد عمإلىق. ثم لقد تدرب علي الصبر والانتظار، فهو لم يكن يترك الخيمة طالما كان موسي مشغولاً داخل المحلة؛ وعدم مغادرته الخيمة - حيث مكان تلاقي الرب مع كل شخص يريد أن يطلبه - ترينا أنه كان شاباً تقياً يحب العيش قريباً من الرب ويهوي الوجود في حضرته. لقد كان مكانه المعتاد هو حيث حضور الرب، هل يا صديقي الشاب مكانك المعتاد هو محضر الرب؟ أم أن وجودك في الإجتماع أمراً نادراً؟ يشوع الخادم قَبِلَ أن يأخذ مركزاً أقل من موسي طالما رتب الله أن يكون موسي هو الشخصية البارزة وهو لم يشعر بالضيق إذ راي أن موسي هو وحده الذي يكلمه الله، بل لما دعا الله موسي ليعطيه لوحي الحجارة المكتوب عليها الوصايا العشر يقول الكتاب : «فقام موسي ويشوع خادمه. وصعد موسي إلى جبل الله» (خروج 24: 13). صعد بمفرده. وكان علي يشوع أن يبقي أسفل الجبل ولم يتضايق يشوع من هذا. وهل تعلم كم قضى من الوقت وهو أسفل الجبل؟ لقد قضى أربعين نهاراً وأربعين ليلة في انتظار عودة موسي من رأس الجبل. لم يتبرم من طول الفترة ولم يترك أيضاً مكانه الذي تركه فيه موسي ربما كانت فترة امتحان وتدريب له وكان امتحاناً صعباً لكنه نجح فيه. إن التأني والصبر من أكثر الصفات التي يحتاج إلىها الشباب إذ هى ضد الاندفاع والتهور التي كثيراً ما تظهر في هذه المرحلة من العمر. يشوع المحارب «وأتي عمإلىق وحارب إسرائيل في رفيديم. فقال موسي ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق ففعل يشوع كما قال موسي ليحارب عمإلىق ... فهزم يشوع عمإلىق وقومه بحد السيف» (خروج 17: 8- 13). هنا نري يشوع الجندي المحارب ولا شك أنه استرعي انتباه موسي حتى يكلفه باختيار الرجال وبقيادتهم للمعركة. والمعركة ضد عمإلىق تمثل الصراع الذي يختبره كل مؤمن ضد الشهوات والذي تصوره كلمات بولس في غلاطية 5: 16 «وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحداهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون» ونستطيع أن نتعلم من يشوع في هذا الموقف الصفات اللازمة للنصرة علي الجسد - الرجولة: لا شك أن يشوع كان رجلاً حقاً. فكيف يكلفه موسي بانتخاب رجال، ما لم يكن هو نفسه رجلاً. وأقصد بالرجولة ليس التقدم في العمر بل النضوج الروحي، فالشاب يمكنه أن يكون رجلاً إذا كان له شركة مع الرب وله تدريب في الحكم علي ذاته. إذا كان قد تخطي مرحلة الأنشغال بأمور العالم وعاداته وتقإلىده. إذا كان قد وضع حياته بالتمام بين يدي الرب وكم من شباب في الكتاب كانوا رجالاً؛ فيوسف في شبابه كان رجلاً. - الشجاعة: لا شك أن يشوع كان شجاعاً لذا كان الشخص المناسب للمعركة. وأقصد بالشجاعة ليس استعراض العضلات والتدريب علي الدفاع عن النفس، لكن الشجاعة فعل وكل شاب طائع للرب سينال شجاعة لإتمام ما يكلفه به الرب إستخدام السيف: لقد هزم عماليق بحد السيف. لقد كان مدرباً علي إستعمال السلاح. والسيف هو كلمة الله (أفسس 6: 17) والمقصود به أن يكون المؤمن عارفاً بالكتاب حتى يستطيع أن يستخدم الآيه المناسبة في الوقت المناسب. «لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته» عبرانيين 4: 12 وللحديث عن يشوع بقية في العدد القادم |
||||