منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 12 - 2016, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 15281 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس بوكولوس أسقف إزمير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هو الذي جعله القدّيس يوحنّا اللاهوتي (٨آيّار) أسقفًا على إزمير، في آسيا الصغرى، بعدما اسّسها.
كان إناءً لروح الربّ.
كرز الوثنيون وطرد الشياطين. سام القدّيس المعروف بوليكربوس (٢٣ شباط) أسقفًا محلّه لما شعر بدنو أجله.
أنبت الربّ الإله عند قبره شجرة تناقل الناس انّها كانت تشفي المرضى إن قصدوها بإيمان.

إزمير:

كانت تدعى في الأساس «سميرنا»، وهي تُعد من المدن القديمة في آسيا الصغرى.
تذكر «سميرنا» في سفر الرؤيا (الرسالة الثانية من الرسائل السبعة الموجّهة إلى كل من أفسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولاوديكية).

سميرنا اسم يوناني معناه "مر"، وهى مدينة في غرب آسيا الصغرى على بُعد 40 ميل شمالي أفسس.

سميرنا، كانت نَصيرة الإيمان المسيحي في روما، من قبل ما تصبح روما الأعظم في شرق البحر المتوسط. ففي الغالب وصل الإنجيل إلى سميرنا في وقت مُبكر، واحتمال وصلها من أفسس على يد بولس الرسول، كما يقول: "وكان ذلك لمدة سنتين. حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في آسيا. من يهود ويونانيين" (أع ١٠:١٩).

المدينة وسفر الرؤيّا:

«وأكتب إلى ملاك كنيسة سميرنا. هذا يقوله الأوّل والآخر الذي كان ميتًا فعاش. أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك. مع إنّك غني. وتجديف القائلين أنّهم يهود وليسوا يهودًا بل هم مجمع الشيطان. لا تخف البتّة ممّا أنت عتيد أن تتألمّ به. هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضًا منكم في السجن لكي تجرّبوا، ويكون لكم ضيق عشرة أيّام. كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة. من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس، من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني» (٨:٢-١١).

كانت تعاني الكنيسة في سميرنا من اضطهاد ومقبلة على فترة اضطهاد طويلة. اضّطهدها اليهود أوَّلًا ومن ثم الرومان. بدأ الإضطّهاد على يد نيرون، وفي زمن كتابة السفر على يد دومتيانوس.
مُعاناة كنيسة سميرنا جاءت من جماعة يهود يظنون أنهم هم أصحاب الإيمان السليم، وتقدموا بوشاية ضد المسيحيين عند الأباطرة الرومان، لذلك قيل عنهم: "وتجديف القائلين: انهم يهود وليسوا يهوداً. بل هم مجمع الشيطان". حيث كانت جماعة اليهود في سميرنا لهم نفوذ وسطوة، أكثر من يهود آسيا عموماً. ونقدر أن نعتبر أن كراهية اليهود الأصليين للمسيحيين كانت بسبب أن الكثير من الذين اعتنقوا المسيحية هناك (في سميرنا) كانوا من اليهود وليس من الوثنيين. وهناك محاولات أخرى من الاضطهاد تنتظر كنيسة سميرنا، لأنه قال: "هوذا الشيطان مُزمع أن يُلقى بعضاً منكم في السجن"، والسجن بالطبع مُقدمة لعذابات كثيرة.
كشف الرّب يسوع المسيح «الأَوَّلُ وَالآخِرُ والَّذِي كَانَ مَيْتًا فَعَاشَ» للقدّيس يوحنا الإنجيلي كاتب سفر الرؤيا، أن هذا الاضطهاد سيمتد لفترة طويلة على يد عشرة أباطرة«يكون لكم ضيق عشرة أيام»: اليوم هنا هو فترة حكم أحد الأباطرة العشرة، وهذا ما حدث تاريخيًا.

فلقد بدأ الاضطهاد الروماني ضد الكنيسة المسيحية على يد نيرون وانتهى على يد دقلديانوس، وتولّى بينهما عدد من الأباطرة الذين اضطهدوا المسيحية، وكان عددهم عشرة.

معزّي هذه الكنيسة في سميرنا هو الله نفسه الذي أصبح إنسانًا، الذي صُلب وقام. هو يعرف حالتهم ويكرّر لهم ما جاء في إنجيل يوحنّا:«قد كلّمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: انا قد غلبت العالم». (يوحنّا ٣٣:١٦). ويؤكّد لهم أن من كان أمينًا لا يغلبه الموت الثاني لأن الموّت الأوّل غلبه يسوع في قيامته، والموت الجسدي الثاني، أي موت كلّ واحد منّا، هو رقاد وانتقال قيامة:«لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أريكم ممن تخافون: خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم» (لوقا ٤:١٢-٥).

ملاحظة:

صاحب السفر هو القدّيس يوحنا الإنجيلي أي اللاهوتي. كتبه في حوالي سنة ٩٥م في جزيرة بطمس في نهاية حكم دومتيانوس حيث كان منفيًّا.
تبعد بطمس حوالي 25 ميلًا من شواطىء آسيا الصغرى (تركيا) وتدعى حاليًا بتينو. وهي كانت جزيرة قاحلة لا يسكنها غير المجرمين المنفيّين حيث لا يمكنهم الهرب منها. قضى يوحنا فيها سنة ونصف وعاد بعدها لرعاية كنيسة أفسس بعد استشهاد أسقفها تيموثاوس.

لم يذكر يوحنا اسمه في إنجيله ولكن ذكره هنا خمس مرات (٩،٤،١:١) + (٢:٢١) + (٨:٢٢). دعى نفسه في إنجيله «التلميذ الذي كان يسوع يحبّه» (يو ٢٦:١٩) + (يو ٢٠:٢١)، ولكن كان يلزم ذكر اسم من كتب سفر الرؤيا وذلك لغموضه ونبواءته، ليكون هناك ثقة في من كتبه وثقة فيما هو مكتوب فيه.

يوحنا كان أحد التلميذين اللذين سارا وراء الرّب يسوع (هو أندراوس) بعد شهادة القدّيس يوحنا المعمدان إذ كان يوحنا تلميذًا للمعمدان(يو ٣٥:١).

ليوحنا الإنجيلي أيضًا ثلاث رسائل، وهو كان من عائلة غنيّة احترفت صيد السمك وكان عندهم عمّال، لكنّه ترك كلّ شيء وأصبح تلميذًا للرّب. «فدعاهما -يسوع- للوقت فتركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجرى وذهبا وراءه» (مرقس ٢٠:١).


سميرنا في التاريخ:


سميرنا هي مدينة مجاورة لشاطئ خليج إزمير، الذي هو امتداد لبحر إيجة، وهي اليوم الميناء الرئيسي لتركيا في جزئها الآسيوي.
قام اليونانيّون قديمًا ببناء الأكروبولس (قلعة تحتوي على عدّة مقدّسات) على قمّة جبل باقوس التي تمّ بناء المدينة عليه، ولكن مع كلّ هذا لم يتبقَّ لها أي آثار تقريبًا. أحد هذه المقدّسات كانت للشاعر اليوناني هوميروس، وبحسب أقوال سكان سميرناه العتيقة فإن هوميروس قد ولد في مدينتهم.
في نهاية القرن السادس قبل الميلاد دُمِّرت المدينة بواسطة الملك ألياتس. ولكن في القرن الثالث قبل الميلاد وُجدت مرة أخرى كمدينة يونانية في آسيا، بواسطة ليسيمانوس. وصارت من أكثر المدن ازدهارًا في آسيا الصغرى. فقد كانت الميناء الطبيعي في الطريق القديم للتجارة. وتحت الإمبراطورية الرومانية، صارت سميرنا أكثر شهرة بسبب فخامة مبانيها الحكومية.
في عام ١٤٢٤م أصبحت المدينة جزءًا من الإمبراطوريّة العثمانية، وكان معظم سكّانها مسيحيّين من اليونانيّين والأرمن وأقليّة من اليهود.
في عام ١٩١٩م، بعد الحرب العالمية الأولى، سيطر الجنود اليونانيّون على المدينة وما حولها، حيث أُبرِمت السيادة اليونانية عليها في معاهدة سفر (١٩٢٠م).
في عام ١٩٢٢م، قام مصطفى كمال بإستعادة المدينة بعد أن أشعل النيران في أجزاء كبيرة منها، وفرّ معظم السكان اليونانيّون من سميرنا.
وبعد مرور عام، صادقت السلطات التركيّة على معاهدة لوزان، بعد أن قامت كلّ من تركيا واليونان بالتوقيع على اتفاقية تبادل السكان على أساس ديني (المسيحيين لليونان والمسلمين لتركيا)، بحيث لم يتبقَ في المدينة أي يوناني.
في المقابل بقيت أقليّة من أتباع الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة ومن الشوام.



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 15282 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس الشهيد إيليان الحمصي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس الشهيد إيليان الحمصي‎ ‎‏(القرن4/3م)‏:
نشأته*:‬
ولد* ‬القدّيس* ‬إيليان* ‬في* ‬حمص* (‬القرن* ‬الثالث* ‬للميلاد*)‬،* ‬منحدرًا* ‬من* ‬عائلة* ‬عريقة* ‬في* ‬الغنى* ‬والوجاهة*. ‬فوالده* ‬كان* ‬مستشارًا* ‬خاصًا* ‬لحاكم* ‬المدينة،* ‬ومتمتّعًا* ‬بمركز* ‬مرموق*. ‬غير* ‬أنّه* ‬كان* ‬وثنيًّا* ‬غيورًا* ‬على* ‬عبادة* ‬الأصنام* ‬في* ‬زمن* ‬سادت* ‬فيه* ‬الوثنية* ‬بتشجيع* ‬الإمبراطور* ‬الروماني* ‬نوميريان،* ‬وقامت* ‬فيه* ‬حملة* ‬اضطهادات* ‬واسعة* ‬ضد* ‬المسيحيين* ‬في* ‬أنحاء* ‬الإمبراطورية* ‬جميعها* ‬طالت* ‬مسيحيي* ‬مدينة* ‬حمص*.‬


تربيته* ‬المسيحيّة*:‬
أما* ‬القدّيس* ‬إيليان* ‬فكان* ‬قد* ‬تربّى* ‬على* ‬يد* ‬مربيّة* ‬مسيحيّة* ‬أوصت* ‬بها* ‬والدته* ‬الفاضلة* ‬فتحلـّى* ‬بجميع* ‬الفضائل* ‬المسيحية،* ‬ولم* ‬يكن* ‬يكترث* ‬بمغريات* ‬هذا* ‬العالم،* ‬بل* ‬كان* ‬يضع* ‬كلّ* ‬رجائه* ‬في* ‬يسوع* ‬المسيح،* ‬ويداوم* ‬على* ‬الصلاة* ‬ويمارس* ‬الصوم،* ‬ويزور* ‬المساجين* ‬ويواسيهم* ‬مشدّدًا* ‬إيمانهم* ‬ومقوّيًا* ‬عزيمتهم*. ‬وكان* ‬طبيبًا* ‬يعالج* ‬المرضى* ‬بمحبّة* ‬فائقة،* ‬ويحثّهم* ‬على* ‬الإيمان* ‬المسيحي* ‬شافيًا* ‬إياهم* ‬جسدًا* ‬وروحًا،* ‬وناسبًا* ‬الشفاء* ‬للرّب* ‬يسوع*. ‬


ذاع* ‬صيته*:‬
ذاع* ‬صيته* ‬فأسرع* ‬إليه* ‬الناس* ‬من* ‬كلّ* ‬حدب* ‬وصوب* ‬طالبين* ‬الشفاء،* ‬مما* ‬جعل* ‬نار* ‬الحسد* ‬تشتعل* ‬في* ‬أطبّاء* ‬حمص،* ‬فقصدوا* ‬أباه* ‬يشكون* ‬تبشير* ‬إيليان* ‬بالمسيحيّة* ‬وهزأه* ‬بآلهتهم* ‬الوثنية،* ‬ويهدّدون* ‬بإيصال* ‬الخبر* ‬إلى* ‬مسامع* ‬الإمبراطور*. ‬فما* ‬كان* ‬منه* ‬إلا* ‬أن* ‬قبض* ‬على* ‬أسقف* ‬المدينة* ‬سلوان* ‬وتلميذه* ‬الشماس* ‬لوقا* ‬والقارئ* ‬موكيوس* ‬فيما* ‬كانوا* ‬يبشّرون،* ‬فأمر* ‬بتعذيبهم* ‬والطواف* ‬بهم* ‬في* ‬المدينة* ‬لإذلالهم،* ‬ثم* ‬بإلقائهم* ‬في* ‬السجن*.‬
في* ‬المحاكم*:‬
لدى* ‬مثولهم* ‬أمام* ‬الحاكم* ‬أبدى* ‬المعترفون* ‬الثلاثة* ‬تمسّكهم* ‬بإيمانهم* ‬وعدم* ‬مبالاتهم* ‬بالتعّذيبات* ‬التي* ‬تنتظرهم،* ‬فأرسلهم* ‬إلى* ‬صور* ‬ليزعزع* ‬إيمانهم* ‬ولكن* ‬عبثًا*. ‬أعيدوا* ‬إلى* ‬حمص* ‬ليُلقى* ‬بهم* ‬طعامًا* ‬للحيوانات* ‬المفترسة،* ‬فكان* ‬القدّيس* ‬إيليان* ‬في* ‬مقدّمة* ‬مستقبليهم،* ‬وعانقهم* ‬وقبـّل* ‬قيودهم* ‬وجاهر* ‬بإيمانه*.‬

أرسله* ‬أبوه* ‬إلى* ‬الحاكم* ‬لينظر* ‬في* ‬أمره* ‬فطـُرح* ‬في* ‬السجن*. ‬وفيما* ‬المطران* ‬وتلميذاه* ‬في* ‬الطريق* ‬إلى* ‬الملعب* ‬حيث* ‬الوحوش* ‬الضارية* ‬تنتظرهم،* ‬فرّ* ‬إيليان* ‬ولحق* ‬بهم* ‬وأظهر* ‬عطفه* ‬لهم* ‬سائلًا* ‬أن* ‬يشاركهم* ‬في* ‬الشهادة* ‬ونعيم* ‬الفرح*. ‬
وحين* ‬كانت* ‬الحيوانات* ‬تفترسهم* ‬كان* ‬يصلـّي* ‬فظهر* ‬له* ‬ملاك* ‬وخاطبه*:‬
*«‬لا* ‬تحزن* ‬يا* ‬إيليان*. ‬إن* ‬إكليلا* ‬ً* ‬قد* ‬أُعدَّ* ‬لك،* ‬وستغلب* ‬أعدائك*. ‬لا* ‬تخشَ* ‬عذابهم* ‬فإني* ‬معك*»‬*.‬
تهلّل* ‬وجه* ‬القدّيس* ‬وبارك* ‬الرّب* ‬وصلـّى* ‬طالبًا* ‬من* ‬اللـه* ‬أن* ‬يقبله* ‬ويجعله* ‬مُسّتحقًا* ‬نوال* ‬إكليل* ‬الاستشهاد*.‬
القدّيس* ‬في* ‬العذابات*:‬
بلغ* ‬الخبر* ‬مسامع* ‬أبيه* ‬فاستشاط* ‬غضبًا* ‬وذهب* ‬إليه* ‬وضربه* ‬حتى* ‬سال* ‬دمه،* ‬وأمر* ‬الجنود* ‬بربطه* ‬والطواف* ‬به* ‬حول* ‬المدينة*.‬

وحين* ‬أمر* ‬بقطع* ‬عنقه،* ‬سأله* ‬الناس* ‬أن* ‬يتريّث* ‬قليلًا* ‬على* ‬ابنه* ‬الوحيد* ‬علّ* ‬الآلهة* ‬تردّ* ‬قلبه* ‬إلى* ‬عبادتها*. ‬أعادوه* ‬إلى* ‬المدينة،* ‬لكنّه* ‬ما* ‬إن* ‬اقترب* ‬من* ‬دار* ‬والده* ‬حتى* ‬أخذ* ‬يعترف*: ‬
*«‬أنا* ‬إيليان* ‬المسيحيّ* ‬الطبيب* ‬المشهور* ‬في* ‬هذه* ‬المدينة*. ‬أؤمن* ‬بالمسيح* ‬الذي* ‬أتى* ‬لخلاص* ‬العالم،* ‬وعرّفنا* ‬على* ‬طريق* ‬الحياة* ...‬وأنتم* ‬يا* ‬أهل* ‬حمص* ‬آمنوا* ‬بهذا* ‬الإله* ‬العظيم* ‬ليعطيكم* ‬النعيم* ‬في* ‬ملكوته* ‬السماوي*»‬*.‬
عندئذٍ* ‬رجمه* ‬الوثنيون* ‬بالحجارة،* ‬وأعيد* ‬إلى* ‬السجن* ‬حيث* ‬بقي* ‬أحد* ‬عشر* ‬شهرًا* ‬،* ‬واظب* ‬فيها* ‬على* ‬التبشير* ‬وشفاء* ‬المرضى* ‬وتحقيق* ‬العجائب*.‬
خشي* ‬والده* ‬أن* ‬يستميل* ‬القدّيس* ‬إلى* ‬معتقداته* ‬المسيحية* ‬أغلب* ‬أهالي* ‬المدينة،* ‬فتوسل* ‬إليه* ‬أن* ‬يرجع* ‬عن* ‬إيمانه* ‬فأبى،* ‬ثم* ‬أنذره* ‬فرفض* ‬القدّيس* ‬بحزم* ‬والتمس* ‬من* ‬الحاكم* ‬أن* ‬يأذن* ‬له* ‬بالصلاة* ‬قبل* ‬أن* ‬يأمر* ‬بقتله* ‬فأذِن*.‬
اتّجه* ‬القدّيس* ‬إلى* ‬الشرق* ‬وضمّ* ‬يديه* ‬على* ‬صدره* ‬بشكل* ‬صليب،* ‬ورفع* ‬عينيه* ‬إلى* ‬السماء* ‬ولفظ* ‬الصلاة* ‬التالية*:‬
*«‬أيها* ‬الرّب* ‬الهي* ‬مصدر* ‬العطف* ‬والرأفة،* ‬يا* ‬من* ‬أرسلت* ‬ابنك* ‬الوحيد* ‬فاديًا* ‬ومنقذًا* ‬للعالم* ‬من* ‬عبء* ‬العذاب* ‬الأبدي،* ‬ومع* ‬فتحك* ‬أحضان* ‬محبّتك* ‬لقبول* ‬كلّ* ‬من* ‬يأتي* ‬إليك،* ‬سمحت* ‬أن* ‬يكون* ‬طريق* ‬الخلود* ‬مملوءًا* ‬بالأشواك* ‬لتظهر* ‬فضيلة* ‬المجاهدين* ‬حسنًا،* ‬ويتعلّموا* ‬الرجولة* ‬الصحيحة،* ‬أرجو* ‬أن* ‬تعطف* ‬على* ‬هذا* ‬الوليد* ‬الذي* ‬لم* ‬تمنعه* ‬حداثة* ‬سنه* ‬من* ‬التشبث* ‬بكل* ‬قوّته* ‬في* ‬الرجاء* ‬الثابت* ‬بك،* ‬فلا* ‬تسمح* ‬يا* ‬معين* ‬الرحمة* ‬أن* ‬يجد* ‬الخوف* ‬إلى* ‬قلبي* ‬سبيلًا*.‬
قد* ‬سُررتَ* ‬يا* ‬الهي* ‬أن* ‬يكون* ‬لك* ‬قطيع* ‬في* ‬هذا* ‬البلد* ‬الطيب،* ‬لكنّك* ‬سمحت* ‬لحكمة* ‬نجهلها* ‬أن* ‬تخترق* ‬الذئاب* ‬سياجه* ‬وتفتك* ‬بالراعي* ‬نفسه،* ‬فاعطف* ‬بناظرك* ‬الرحيم* ‬على* ‬القطيع* ‬المشتت*. ,‬واجمع* ‬فلوله* ‬تحت* ‬كنفك،* ‬فلا* ‬يمتهنه* ‬كلّ* ‬عابر* ‬طريق*. ‬
أفض* ‬اللهم* ‬على* ‬أهالي* ‬هذا* ‬البلد* ‬الجميل* ‬أنوار* ‬معرفتك* ‬ليستضيئوا* ‬بهداك،* ‬وأرهم* ‬شيئًا* ‬من* ‬جمالك* ‬السامي،* ‬وصفاتك* ‬الحسنى* ‬لينشغلوا* ‬بها* ‬عما* ‬سواك*. ‬
إن* ‬قلوب* ‬العباد* ‬بيدك* ‬كجداول* ‬مياه،* ‬فحوّل* ‬ميولهم* ‬إلى* ‬الخير* ‬وأبعدهم* ‬عن* ‬الشر*. ‬وأسند* ‬بيمينك* ‬القادرة* ‬ضعف* ‬التائقين* ‬إليك* ‬ليرتعوا* ‬إن* ‬شئتَ* ‬في* ‬بحبوحة* ‬رضاك،* ‬آمين* .. ‬

ختم* ‬القدّيس* ‬صلاته،* ‬فطلب* ‬الحاضرون* ‬التعجيل* ‬بقتله،* ‬إلّا* ‬أن* ‬والده* ‬نهاهم* ‬عن* ‬ذلك* ‬طالبًا* ‬تعذيبه* ‬أوّلًا،* ‬فسلّمه* ‬إلى* ‬الجلادين* ‬ليغرزوا* ‬المسامير* ‬الطوال* ‬في* ‬رأسه* ‬ويديه* ‬وقدميه*. ‬وفي* ‬غمرة* ‬الألم* ‬أخذ* ‬القدّيس* ‬يسبح* ‬الله* ‬ويقول*:‬
*«‬أعطني* ‬اللهم* ‬القوّة* ‬لأتحمّل* ‬هذا* ‬العذاب،* ‬وأغفر* ‬لهذه* ‬المدينة* ‬خطيئة* ‬سفك* ‬دماء* ‬عبيدك* ‬الأبرياء*»‬، ‬
ثم* ‬أغمي* ‬عليه،* ‬فتركه* ‬الجلّادون* ‬وانصرفوا* ‬ظنًّا* ‬منهم* ‬أنّه* ‬مات*. ‬غير* ‬أنّه* ‬كان* ‬حيًّا،* ‬وما* ‬أن* ‬جمع* ‬قواه* ‬حتى* ‬جرّ* ‬نفسه* ‬إلى* ‬مغارة* ‬قديمة،* ‬كانت* ‬مصنعًا* ‬لفخّاري* ‬مسيحي،* ‬حيث* ‬أسلم* ‬الروح* ‬في* ‬السادس* ‬من* ‬شباط* ‬سنة* ‬285م*.‬
جاء* ‬الفخاري* ‬في* ‬الصباح* ‬إلى* ‬عمله* ‬فوجد* ‬جسد* ‬الشهيد* ‬ملقى* ‬على* ‬الأرض*. ‬شك* ‬أن* ‬يكون* ‬الوثنيون* ‬قد* ‬نصبوا* ‬له* ‬فخًّا* ‬فاستولى* ‬عليه* ‬الفزع* ‬وهرب*. ‬
إلّا* ‬أن* ‬إيليان* ‬ظهر* ‬له* ‬في* ‬الليل،* ‬ساطع* ‬الجمال* ‬في* ‬لباس* ‬طبيب،* ‬فطمأنه* ‬وطلب* ‬منه* ‬أن* ‬ينقل* ‬جسده* ‬إلى* ‬الكنيسة* ‬القديمة* (‬التي* ‬كانت* ‬مكرّسة* ‬للرسل* ‬وللقدّيسة* ‬بربارة* ).‬
وهناك* ‬تقبّله،* ‬بفرحٍ* ‬عظيم،* ‬المؤمنون* ‬المجتمعون* ‬سرًّا* ‬ودفنوه* ‬بإكرام*. ‬وكانت* ‬رفاته* ‬تشفي* ‬المرضى* ‬وتحقق* ‬نتائج* ‬متنوعة*.‬

طروباريّة الشهيد باللحن الثالث
أيها القدّيس اللابس الجهاد والطبيب الشافي اليان، تشفّع إلى الإله الرحيم أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.
أبوليتيكيون للشهيد العظيم إليان الحمصي الشافي باللحن الرابع
تبتهجُ حمص بكْ، طبيباً للأشفية. إذ آمنتَ بالمسيحْ، نلتَ منهُ الهبةْ لكل المرنمين: استشهدت بالمساميرْ، مماثلاً السيدْ. ففاضت رفاتك دواءً لكلِ داءْ. لذا نكرمكَ يا شهيدُ إليان.








وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 15283 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس فوتيوس المعترف بطريرك القسطنطينية‎…
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نشأته:
ولد القدّيس فوتيوس المعترف سنة ٨٢٠م لعائلة مميّزة. أبوه سرجيوس وأمّه إيريني معترفان في الكنيسة. يُعيَّد لهما في ١٣ أيار. قاوما الإمبراطور ثيوفيلوس (٨٢٩ – ٨٤٢م) لسياسته الكنسية المعادية لإكرام الإيقونات فتعرّضا للنفي.
وقد ذكر القدّيس فوتيوس نفسه في رسالة له، فيما بعد، أن عائلته بكاملها بمن فيها عمّه، البطريرك القدّيس تراسيوس (٨٠٦م)، أبسلهم أحد المجامع المعادية للإيقونات. ويبدو أن أملاك العائلة، وهي كثيرة، قد صودرت. العائلة كانت تنتمي إلى طبقة النبلاء. وقد كان لفوتيوس أخوان، سرجيوس وتراسيوس.
سرجيوس، كما ورد، اقترن بإيريني، أخت الإمبراطورة ثيودورة، المدافعة عن الإيقونات. مصادر أخرى ذكرت أن من تزوّج من أخت الإمبراطورة كان خاله لا شقيقه. في جوٍ مشبعٍ بالاهتمامات الكنسية، إذن، نشأ فوتيوس. الدفاع عن الإيمان القويم كان إرثاً عائلياً درج عليه قدّيسنا طيلة حياته.
إلى ذلك تسنّى للقدّيس فوتيوس أن يحصّل ثقافة واسعة في مختلف ميادين العلم الكنسي والدنيوي في آن. لم يترك مجالاً من مجالات المعرفة في زمانه إلا سبر غوره حتى أضحى أكثر أهل زمانه علماً وأبرز وجوه النهضة الفكرية في بيزنطية بعد مرحلة اضطهاد الإيقونات.

المعلم والموظف الكبير:
في إحدى رسائل القدّيس فوتيوس إلى البطاركة ذكر أنه مال في شبابه إلى الحياة الرهبانية لكنه التزم التعليم، استاذاً في الجامعة الملكية في قصر مغنورة، بعدما عيّنه فيها ثيوكنيستوس، رئيس وزراء الإمبراطورة ثيودورة، معلّماً للفلسفة الأرسطوطاليسية واللاهوت. وما لبث، بعد حين، أن جرى تعيينه مديراً للمحفوظات الملكية وعضواً في مجلي الشيوخ. في العام 855م ترأس سفارة إلى حاضرة الخليفة العباسي، المتوكل، في بغداد. هناك، فيما يبدو، وبناء لطلب أخيه، وضع ما يُعرف بالميريوبيبلوس أو «المكتبة» وهو مؤلّف ضمّنه فوتيوس خلاصات مئتين وثمانين من أعمال القدامى وتعليقات عنها. فعل ذلك بالاعتماد على ذاكرته وحسب. يذكر أن عدداً من الذين كتب فوتيوس عنهم ضاعت أعمالهم ولم يبق لنا غير «المكتبة» شاهدة لها. مثل هؤلاء ستاسياس وممنون وكونون وديودوروس سيكولوس.

بطريركاً رغماً عنه:
كان القدّيس فوتيوس خارج مدينة القسطنطينية عندما جرت فيها أحداث سياسية غيّرت مجرى الأمور وحملت فوتيوس إلى رأس سلّم الإدارة الكنسية. فلقد نجح برداس، شقيق الإمبراطورة ثيودورة، بتشجيع من الإمبراطور الحديث ميخائيل الثالث، في إنهاء ولاية شقيقته بالوصاية على ابنها بعدما فتك برئيس وزرائها ثيوكنيستوس، ونصّب نفسه وصيّاً محلها. أوساط الليبراليين والمفكّرين ساندته فيما وقف المحافظون بجانب ثيودورة. القدّيس أغناطيوس، بطريرك المدينة المتملكة الذي سبق للإمبراطورة المخلوعة أن عيّنته، كان من المحافظين، لذا فقد حظوته لدى الحكومة الجديدة. ويبدو أن أتباعه أطلقوا للسانهم العنان في إذاعة أخبار مشينة طعنت بحياة برداس الشخصية. فلما جرت محاولة فاشلة لإعادة ثيودورة إلى الحكم، أُلزمت وبناتها بأخذ النذور الرهبانية. أغناطيوس، من ناحيته، رفض أن يبارك ثوبهن الرهباني دلالة على عدم رضاه وانصياعه لتدبير برداس. وإذ بدا كأن أزمة في العلاقة بين الدولة والكنيسة على الأبواب، نصح بعض الأساقفة أغناطيوس بالاستقالة للحؤول دون ذلك فنزل عند رغبتهم وطلب من مناصريه أن يختاروا لهم بطريركاً آخر غيره. فلما التأم مجمع محلّي للنظر في الأمر، برز الصراع واضحاً وحاداً بين فريقين من الأساقفة. وإذ غلب، في نهاية المطاف، الاتجاه التوفيقي بعدم اختيار بطريرك من بين الأساقفة المتناحرين، استقر رأي الجميع على اختيار رجل من العامة هو فوتيوس، ورفعوا توصيتهم إلى الإمبراطور. حتى أكثر مناصري أغناطيوس ولاء له وافقوا على الرأي المقترح. استصوب برداس التوصية وعيّن القدّيس فوتيوس بطريركاً.
القدّيس فوتيوس، على مل قيل، لما بلغه الخبر استفظعه وحاول التملّص بكل الطرق الممكنة. الوقت صعب والمهمة دقيقة وليس سهلاً على من التزم الدرس والتدّريس، أستاذاً ومفكّراً، أن يتخلى عن عالم نعم فيه بهدوء لا شك فيه، ليخوض غمار عالم صاخب مضطرب محفوف بالمخاطر كبطريركية القسطنطينية. لذا قال في رسالة إعلان إيمانه إلى نيقولاوس، بابا رومية، بعد ذلك بزمن، أنه رُفّع إلى البطريركية بغير إرادته وهو يشعر بأنه يقيم فيها بمثابة سجين. أنى يكن الأمر فإنه جرى ترفيع فوتيوس في سلم الرتب الكهنوتية في خلال أسبوع لأن الوقت كان قريباً من عيد الميلاد وكانت على البطريرك مهام تجدر ممارستها في أقرب وقت ممكن. على هذا جرى تنصيبه بطريركاً يوم الخامس والعشرين من كانون الأول عام 858م. لم يتح للقدّيس فوتيوس أن ينعم بالسلام طويلاً لأن المتطرفين من أنصار أغناطيوس ما لبثوا أن رصّوا صفوفهم وأعلنوا رفضهم للبطريرك الجديد رغم الضمانات التي سبق له أن أعطاها بشأن منزلة البطريرك المستقيل. هكذا بدأت متاعب فوتيوس التي فرضت عليه مواقف حرجة أملت عليه قرارات صعبة فأثارت بشأنه تساؤلات جمّة وجعلت منه رجل الملمّات عنوة. والحق أنه جمع، في أدائه، بين الوداعة والمواجهة والدقّة والرحابة والإحجام والإقدام والفضيلة والمسؤولية.

أوّل الغيث:
ما أن مضى شهران على تنصيب فوتيوس بطريركاً حتى بدأت القلاقل. جماعة أغناطيوس المتطرّفة تداعت إلى اجتماع في كنيسة القدّيسة إيريني وأعلنت رفضها للبطريرك الجديد وتمسّكها بأغناطيوس بطريركاً شرعياً. السبب المباشر للعصيان ليس واضحاً. ربما نشب خلاف بشأن الضمانات الأنف ذكرها للبطريرك المستقيل. أنى يكن الأمر فإن واحدة من حجج الجماعة كانت عدم جواز ترفيع فوتيوس إلى الدرجة البطريركية بالسرعة التي تمّ فيها. حاول فوتيوس اجتناب الصدام وتهدئة الخواطر وأخذ الأمور بالرويّة فلم يُفلح. فدعا إلى مجمع في كنيسة الرسل القدّيسين للبحث في الأمر واتخاذ القرار المناسب بشأنه. ولكن قبل أن يلفظ المجمع حكمه تدهور الوضع ووقعت حوادث شغب أثارها المتطرِّفون. وإذ أخذت المسألة بعداً سياسياً تصدّى العسكر الملكي للمتظاهرين وقمعهم بقوة السلاح فسالت الدماء وتفاقمت الأزمة. فوتيوس، من ناحيته، ندّد باستعمال القوة وهدّد بالاستقالة. ولكن، أمام إصرار المعارضة على موقفها، من ناحية، وعدم استعداد السلطة المدنية للرضوخ، من ناحية أخرى، طالب برداس الكنيسة بحسم الأمر، فاضطر فوتيوس إلى دعوة المجمع من جديد وإلى اتخاذ قرارات مؤلمة بحق أغناطيوس (٨٥٩م). فبناء لطلب برداس، أعلن المجمع أن بطريركية أغناطيوس باطلة من أساسها لأن أغناطيوس لم ينتخبه المجمع بل عيّنته ثيودورة. البطريرك المستقيل كان، خلال حوادث الشغب، قد تعرّض للسجن وبعض من أنصاره. فلما أبطل المجمع بطريركيته تم نفيه إلى ميتيلين ثم إلى جزيرة ترابنتوس. ولكن تبيّن، بعد حين، أنه لم تكن لأغناطيوس علاقة بحوادث الشغب وهو براء مما أثاره المتطرّفون من أتباعه باسمه فسُمح له بالإقامة في قصر بوسيس في القسطنطينية. لم تهدأ الحال، رغم التدابير المتخذة، ولا استكان المتطرّفون. فدعا فوتيوس والإمبراطور ميخائيل الثالث إلى مجمع جديد (٨٦١م) وطلبا من البابا نيقولاوس الأول، بابا رومية، (٨٥٨ – ٨٦٨)، إيفاد مبعوثين عنه. الموضوع الأساس كان دحض محاربة الإيقونات وتثبيت القرارات المتّخذة في حينه (٨٤٣م) برعاية الإمبراطورة ثيودورة. نيقولاوس، في رسالته الجوابية، اعترض على ترفيع عاميّ إلى درجة البطريركية، لكنه أوفد رادوالد أسقف بورتو وزخريا أسقف أناغني، لاستطلاع الوضع في القسطنطينية تاركاً لنفسه أمر البتّ في شرعية فوتيوس بطريركاً. نيقولاوس كان يتصرّف كمن له سلطان على الكنيسة في كل مكان. هذا لم يكن في حساب فوتيوس ولا كنيسة القسطنطينية. اطلّع المندوبان على الوضع القائم واستجوبا أغناطيوس. فلما بانت لهما الصورة في القسطنطينية على حقيقتها ثبّتا، باسم بابا رومية، قرارات مجمع ٨٥٩م بشأن لا شرعية بطريركية أغناطيوس. ويبدو أن أغناطيوس رضخ. فظن المبعوثان أنهما، بما فعلا، أكدا سلطة البابا كحكم. لكن سير الأمور بيّن، بعد حين، أن البابا نيقولاوس لم يكن مستعداً للاكتفاء بما جرى وأن صورته عن نفسه، فيما خصّ سلطته في الكنيسة، كانت غير صورة الآخرين عنه.

تدهور في العلاقات:
في تلك الأثناء، وصل إلى رومية عدد من متطرّفي حزب البطريرك أغناطيوس وعلى رأسهم ثيوغنوسطوس الراهب. هؤلاء نقلوا صورة عن الأوضاع في القسطنطينية لم تكن مطابقة لواقع الحال، حتى إنهم ناشدوا البابا، باسم أغناطيوس زوراً، التدخل لإحقاق الحق ووضع الأمور في نصابها. وإذ بدا كأن نيقولاوس كان مهيّئاً لقبول شهادة من النوع الذي وصل إليه لأنها تناسب رؤيته وتزكّي نزعته إلى الهيمنة، بادر إلى الطعن بالموقف الذي اتخذه مبعوثاه، كما أعلن أن قرارات مجمع ٨٦١م باطلة. كذلك أعلن تنحيته لفوتيوس كبطريرك للمدينة المتملكة وادّعى أن لباباوات رومية سلطاناً أن يحكموا في شرعية أو لا شرعية المجامع المحلّية. وفي العام٨٦٣م جمع نيقولاوس أساقفة من الغرب في رومية أدانوا فوتيوس وأبسلوه هو والأساقفة والكهنة الذين سيموا بيده، وأعلنوا أن أغناطيوس هو البطريرك الشرعي للقسطنطينية. وقد جرى إبلاغ فوتيوس والإمبراطور ميخائيل الثالث بذلك. لم تأخذ القسطنطينية القرارات البابوية في الاعتبار واحتجّ الإمبراطور على تدخّل رومية في الشؤون الداخلية للكنيسة في القسطنطينية، فصرّح نيقولاوس سنة 865 أنه يستمدّ سلطته على الكنيسة الجامعة من المسيح نفسه وله حق التدخّل في الشؤون الداخلية للكنائس المحلية ساعة يشاء.

زيت على النار:
على صعيد آخر، وجّه فوتيوس طرفه ناحية الشعوب السلافية راغباً في تبشيرها. وقد وقع اختياره، لهذه الغاية، على أحد أصدقائه، قسطنطين، الذي كان عالماً فذّاً. هذا نعرفه في الكنيسة باسم القدّيس كيرللس. وكذلك استدعى فوتيوس شقيق هذا الأخير، وهو ناسك في جبل الأوليمبوس، يدعى مثوديوس. هذان شرعا بمهمة رسولية لدى الخازار في روسيا الجنوبية، ثم انتقلا إلى مورافيا بناء لطلب أميرها. هذا كان إيذاناً بالبدء بهداية الشعوب السلافية إلى المسيح. وقد جرت، بعد حين، معمودية بوريس (ميخائيل) أمير بلغاريا. هذا عمّده فوتيوس وكان الإمبراطور عرّابه. بمعمودية بوريس، أنشدّت بلغاريا إلى المسيحية. لكن بوريس ما لبث أن دخل في خلاف مع القسطنطينية. السبب أنه طمح في أن يكون للبلغار بطريرك خاص بهم. فلما لم يستجب فوتيوس والإمبراطور لرغبته حوّل نظره شطر رومية. كان ذلك عام ٨٦٦م. فاغتنم البابا نيقولاوس الفرصة وبعث بمرسلين لاتين أخذوا يبثون بين البلغار اللاهوت الغربي والعادات اللاتينية. وقد ورد أن من جملة ما أخذ يشيع، آنئذ، التعليم الخاص بانبثاق الروح القدس من الآب والابن معاً (الفيليوكوي). وكان طبيعياً أن يصطدم الروم واللاتين هناك. الروم كانوا موجودين على الأرض. الصراع بدا مكشوفاً. الروم اعتبروا الخطوة اللاتينية اقتحاماً لنطاق خاص بهم واللاتين مجالاً لتأكيد سلطة البابا ونشر عادات الكنيسة اللاتينية وفكرها اللاهوتي في مقابل الفكر البيزنطي المشبوه والعادات البيزنطية الفاسدة. فلم يلبث فوتيوس، رداً على الهجمة اللاتينية، أن بعث برسالة إلى أساقفة الشرق بيّن فيها ضلالات اللاتين، لاسيما لجهة مسألة الانبثاق. ثم دعا إلى مجمع كبير في القسطنطينية، عام 867، أكّد الإيمان القويم وأبسل البابا ومرسليه في بلغاريا. وعليه طلب الإمبراطور البيزنطي من الإمبراطور الجرماني لويس الثاني الإطاحة بنيقولاوس. ولكن قبل أن تصل إلى نيقولاوس قرارات مجمع القسطنطينية رقد.
⁜ تغيَّر الرياح السياسية: في أيلول ٨٦٧م فتك باسيليوس الأول الذي سبق أن عيّنه ميخائيل الثالث إمبراطوراً مشاركاً، أقول فتك بميخائيل بعدما كان أن فتك بعمّه برداس. ولكي يكسب ودّ المحافظين عمد إلى إقالة فوتيوس وإعادة أغناطيوس إلى سدّة البطريركية. وإذ دخل إكليروس القسطنطينية في صراع فيما بينهم وساد البلبال، رأى الإمبراطور أن يستعين برومية لوضع الأمور في نصابها. فدعا البابا أدريانوس الثاني إلى مجمع انعقد في القسطنطينية عام ٨٦٩م. هذا اعتبره اللاتين بمثابة مجمع مسكوني ثامن. في هذا المجمع الذي ضمّ مائة وعشر أساقفة وحسب جرت إدانة فوتيوس وإبطال مجمع٨٦٧م. كما جرت إقالة مائتي أسقفاً وتجريد العديد من الكهنة ممن سامهم فوتيوس أو كانوا من مناصريه. أما فوتيوس فأوقف أمام المجمع ليجيب عن التهم الموجهة إليه فلزم الصمت مكتفياً بالقول: «الله يسمع صوت الصامت... تبريري ليس من هذا العالم». ثلاث سنوات بقي في الإقامة الجبريّة مقطوعاً عن أصحابه ومحروماً من كتبه. لا اشتكى ولا تذمر. ولا حمل على أحد. عانى المرض. صبر صبراً عجيباً. واكتفى بتوجيه رسائل تشجيع وتشديد للذين كانوا يتألّمون من أصدقائه.
رياح دافئة:

لم يكن عمل أغناطيوس في الفترة الجديدة من بطريركيته سهلاً. وما لبث أن وجد نفسه في صراع مع البابا يوحنا الثامن. لكنه احتضن بوريس (ميخائيل) البلغاري بعدما ارتدّ عن رومية إلى القسطنطينية. وإذ ازدادت القناعة في المدينة المتملكة أن الدور الذي أُتيح لرومية لعبه عظيم شأنها على حساب القسطنطينية نصح الأساقفة باسيليوس الملك، توحيداً للكنيسة فيها ورفعاً لشأنها، بإبطال قرارات مجمع٨٧٠م وإطلاق سراح فوتيوس. فعمد الإمبراطور إلى استعادة فوتيوس بإكرام بالغ وأسماه مربّياً لأولاده. وكانت أول بادرة فوتيوس أتاها أنه التقى وأغناطيوس وتصالحا وأعلن دعمه له ووقوفه بجانبه. أغناطيوس كان مريضاً فصار فوتيوس يزوره بانتظام. فلما رقد أغناطيوس بالرب، عاد فوتيوس إلى السدّة البطريركية بمباركة الجميع. وإلى فوتيوس يعود التدبير بشأن إعلان الكنيسة لقداسة أغناطيوس في ٢٣ تشرين الأول من كل عام. فوتيوس وأغناطيوس، كما تبيّن، كانا ضحية الخلافات التي زكّاها الآخرون باسمهما. ثم أن مجمعاً عُقد في القسطنطينية عام ٨٧٩ – ٨٨٠م ضمّ ٣٨٣ أسقفاً وعرف بمجمع الوحدة رأب الصدع بين رومية والقسطنطينية وأعاد الاعتبار لفوتيوس رسمياً، كما أكّد الإيمان الأرثوذكسي وكفّر الزيادة على دستور الإيمان لجهة انبثاق الروح القدس. مبعوثو البابا يوحنا الثامن كانوا موجودين. ومجمع٨٦٩م اعتُبر لاغياً. فلما بلغ بابا رومية خبر المجمع وافق على مقرّراته. وهذا ما يفسّر أن مجمع٨٦٩م، الذي سُمّي في الغرب بالمجمع السكوني الثامن، لم يُحسب كذلك في رومية إلى القرن الحادي عشر حين أدّت تغيرات إلى إعادة الاعتبار لمجمع٨٦٩م وإهمال مجمع الوحدة، مما ولّد الاعتقاد الشائع في الغرب الذي اتّهم فوتيوس ظلماً بأنه أبو الانشقاق وعدو الوحدة. هذه الحقيقة يُقرّ بها حتى العديد من علماء الكثلكة اليوم، أمثال الأب فرنسيس دفورنيك.
احتجازه ورقاده: ومرة أخرى تغيّرت الأوضاع العامة وانعكست سلباً على القدّيس فوتيوس. في العام ٨٨٦م خلف لاون السادس أباه باسليوس إمبراطوراً. وإذ كان على عداء وأسقف أوخاييطا، غريغوريوس، وهو أحد أتباع القدّيس فوتيوس، أقال البطريرك القدّيس وحجزه كفاعل سوء في دير الأرمن جاعلاً أخاه استفانوس بطريركاً محلّه. بقي القدّيس فوتيوس في الإقامة الجبرية خمس سنوات محروماً من كل عزاء بشري. كأنما الرب الإله أراد تمحيصه كالذهب في الكور إلى المنتهى. في هذه الفترة من حياته كتب «ميستاغوجية الروح القدس» الذي دحض فيه مسألة انبثاق الروح القدس من الآب والابن (الفيليوكوي). رقد في الرب مكمّلاً بالفضائل في ٦ شباط ٨٩١م. وقد جرت بجسده للتوّ عجائب جمّة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 15284 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة الشهيدة أغاثي‎
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



(251م)‏:
إسم أغاثي Αγαθη يوناني ويعني صالح αγαθος، ومشتق منه صلاح. كما يأتي في بعض الصيغ بمعنى مفيد وكريم وفاضل ( الترجمة السبسيعينية – في اليونانية في القرن الثالث قبل المسيح).


سيرتها:
قيل أنها من بالرمو الإيطاليّة، وقيل لا بل من قطاني في صقلية، لكن ثمَّة تسليمًا أنّها استشهدت في قطاني عام ٢٥١م أيام داكيوس قيصر.
كانت نبيلة غنيَّة العائلة، جميلة، بهيَّة الطلعة وعفيفة في سلوكها، نذرت نفسها للرَّب منذُ نعومة أظافرها.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جمال وطلعة أغاثي، جعل الكثير من الشباب يرغبون بها زوجةً لهم، ومن بين أولئك كان كوانتيانوس، وهو رجل ذو منصب قنصلي.


أغاثي كانت بالنسبة إليه صيدًا ممتازًا من ناحيتين: لجمالها ولوفرة أموالها.
فبدأ يتحيّل الفرصة للانقضاض على فريسته بخاصةٍ لمّا صدر مرسوم إمبراطوري بملاحقة المسيحيين وإرغامهم على نكران أمانتهم أو تعذيبهم وتصفيتهم. عندها سعى كوانتيانوس إلى القبض على نعجة المسيح وإيقافها أمامه في قطاني.
وأملاً في ترّويضها وإخضاعها لمراميه، أسلمها إلى امرأة تُدعى أفروديسيّة كانت قيّمة على بيت من بيوت الدعارة هناك، على مدى شهر، فواجهت أغاثي حجمًا هائلاً من الضغط والاحتيال تهجماً على عفتها وكرامتها. وحده الله وإرادتها الفولاذية صاناها عفيفة.
أخيًا عيّل صبر أفروديسيّة، فرَدَّت أغاثي لتقف من جديد أمام كوانتيانوس الذي أسلمها للجلد وألقاها في السجن.
في اليوم التالي مثلت أمام المحكمة، وأحيلت للتعذيب، فمزَّق الجلادون جنبيها وكووها بالمشاعل، فيما دخلت أغاثي إلى داخل قلبها وجعلت نفسها أمام ربِّها تصلِّي إليه وتسأل عونه وعفوه.
كلّ ذلك أغاظ القنصل بالأكثر لأنّه بدا له كأن تدابيره ذهبت أدراج الرياح وأمَة الله ثابتة في عزمها وإيمانها لا تتزحزح.
ثمَّ إن الجلادين قطعوا أحد ثدييها وألقوها في السجن ومنعوا عنها الطعام والشراب.
وقد ورد أن الرسول بطرس جاء فعزاها وأبرأها.
وبعد أربعة أيام استدعاها كوانتيانوس من جديد فوجدها عند تصميمها فأمر بتعريتها ودحرجتها على الجمر وكِسر الفخَّار.
فلما أُعيدت إلى السجن أسلمت الروح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 15285 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس البار إيسيذوروس الفرمي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الإسم:
إيسيذوروس Ισιδωρος يعني هدية إيزيس "Gift of Isis". فهو اسم مؤلّف من كلمتين: ISIS وتعني العرش "The Throne" وδωρον تعني هديّة.

في الأساس إيزيس هي الإله المصريّة المشهورة، إلهة الطبيعة والحكمة وصديقة الأطفال والحامية بعد الموت، والتي عبدها اليونانيّون والرومان.

- المسيحيّة لوهتت كلّ خير وأعادت مصدره إلى الله الخالق. فمن هو الجالس على العرش السماويّ غير الله خالق السماء والأرض؟.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة تجسّد الله وصيرورته إنسانًا هي أجمل هديّة يمكن أن يحصل عليها البشر. فهل يوجد هديّة أو عطيّة أجمل من إتّحاد الطبيعة الإلهيّة بالطبيعة البشريّة؟

بتجسد الله غدونا في حضن الإله الجالس على العرش.


سيرته:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولد القدّيس إيسيذوروس الفرمي في مدينة الإسكندريّة، فيما يبدو، قرابة العام ٣٦٠م.


هو نسيب البطريرك ثيوفيلوس وابن أخت القدّيس كيرللس الإسكندري. تلقّى تعليمًا ممتازًا في الإلهيّات والفلسفة، وذاع صيته لتقواه ومعرفته العميقة للكتاب المقدّس، نصًا وتفسيرًا. وصلنا منه عدد كبير من الرسائل يزيد على الألفين يُستفاد منها.
إنّّه خير الحياة الرهبانيّة، وكان مشهورًا في الأوساط النسكيّة. بعض المعلومات تفيد أن أهل البلاد والأساقفة عزموا على تقدمته بطريركًا للكرسي المرقسي في الإسكندريّة، فهرب ليلاً إلى جبل الفرما وترّهب في دير هناك، ثم انتقل إلى مغارة صغيرة أقام فيها ناسكًا بضع سنوات.
كذلك قيل أنه ارتدى ثوبًا من الشعر الخشن، واكتفى بالأعشاب قوتًا. عُرف بالأنبا إيسيذوروس، وأورد قوم أنّه صار رئيسًا للرهبان في ناحيته. غير أن آخر الاستطلاعات بشأنه تميل إلى القول بأنّه كان راهبًا وحسب، ولم يرئس ديرًا ولا ترأّس على جماعة.


القدّيس ومثاله:

دعاه القدامى "كاهنًا صحيح الإيمان، ممتلئًا حكمة إلهية ومعرفة كتابيّة". واعتبره آخرون "هيكلاً للمسيح وأناء لخدمة الكنائس وخزانة للكتاب المقدّس".

قيل عن القدّيس إيسيذوروس أنّه اتخذ القدّيس يوحنا الذهبي نموذجًا له. بعض الكتبة ذهب إلى حد القول أنّه كان تلميذًا له.
ليس في رسائل قدّيسنا ما يؤكّد ذلك، لكن الثابت أنّه كان يكن للذهبي الفم تقديرًا كبيرًا كأسقف وواعظ. هذا واضح في رسائله ذات الأرقام ١و ١٥٢و ١٥٦.
عن رسائله قال القدّيس فوتيوس القسطنطيني الكبير أنّه والقدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي أبرز من كتب الرسائل في المسيحية. وهو يعتبر القدّيس إيسيذوروس نموذجًا للحياة الكهنوتية والنسكية وحسب، بل لإسلوبه وصناعة الكتابة.
هذا ويتبين من رسائل القدّيس إيسيذوروس أنّه كان صاحب شخصيّة فذة.



القدّيس والكتاب المقدّس والآباء:

مصدر رسائله الأوّل الكتاب المقدّس، لكنّه عرف الكتبة المسيحيين الأوائل أيضًا. بعض المقاطع من رسائله مأخوذ كلمة فكلمة عن القدّيس اقليمس الإسكندري.

ثقافته العامة واسعة، "وهو يعتبر أن لكلّ أصناف العلوم قيمة عظيمة إذا كانت تمجّد الحقيقة الإلهيّة. فعلى المسيحي في نظره أن يكون كالنحلة يستخرج الغذاء حتى من كتابات الفلاسفة الوثنيين (رسالتاه ٢و٣)".
ديموستينوس وأفلاطون وأرسطو وهوميروس هم المفضّلون لديه بين الفلاسفة. استشهاده ببعضهم كديموستينوس كثيف. بالإضافة إلى علم القدّيس إيسيذوروس الكبير يظهر، لدى الرجل من خلال رسائله، اهتمام واضح بمسائل تمت إلى العالم وإلى الكنيسة، إلى خدام الكنيسة وعامة المؤمنين، إلى الحكومة المدنيّة والسلطة الكنسيّة، إلى المسائل الأخلاقيّة والعقيدة.

في كلّ هذه الميادين كان القدّيس إيسيذوروس رجل الجرأة والضمير والمحبّة. كان لا يتورّع عن توجيه اللوم إلى كبار المسؤولين، حتى للأمبراطور نفسه وكذلك للأساقفة والبطاركة محذّرًا ومرشدًا وناصحًا.


رسائل القدّيس:
تغطّي رسائل القدّيس مرحلة تمّتد أربعين سنة من عمره، من السنة ٤٣٣م. لا نعرف عدد رسائله أصلاً وإن كان عدد ما وصلنا منها ألفين واثنتي عشرة. بعض القدامى تحدّث عن ثلاثة آلاف. ميزة رسائله، بعامة، أنّها مقتضبة، ذات أسلوب سلس، أنيقة ممتعة، ممتلئة نارًا إلهية، تنفذ إلى العقل والقلب بيسر. أكثر رسائله يعالج موضوعات كتابية.يتبع القدّيس في ذلك أسلوب المدرسة الأنطاكيّة. إلى ذلك، بين رسائله، عدد من المباحث النسكيّة والأخلاقيّة.
ملكوت السماوات عنده قائم على أساس الفقر الطوعيّ والإمساك، شرط أن تكون الطاعة للوصايا كاملة، وأن تكون الفضائل موضع ممارسة.


" النسك لا يكفي. الروح هو الأساس." لذا قال: "لست ناسكاً كاملاً إذا كان لك طعام وشراب وسرير القدّيس يوحنا المعمدان. لتصل إلى الكمال يجب أن تكون لك روحه".


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العذرية بهدف الرهبنة من دون محبّة القريب، ومن دون تواضع. لا قيمة لها. هذه هي المبادء التي لا يكف القدّيس إيسيذورس عن التذكير بها، لا سيما الرهبان والكهنة والأساقفة الذين ليسوا في مستوى ما دعوا إليه.

وجّه قدّيسنا ثمانية من رسائله ( الباقية لدينا) إلى القدّيس كيرللس الإسكندري.
في بعضها يدعوه إلى التمسّك بالإيمان القويم إلى آخر نقطة. وفي بعضها يأخذ عليه تصرّفه في مجمع أفسس. في إحداها قال:"بعض الذين اجتمعوا في أفسس يلومونك لتركيزك على عداوتك الشخصيّة، لا كمن يحمل في قلبه قضيّة الرّب يسوع المسيح"( الرسالة ٣١٠).

وعندما بلغه احتدام الموقف بين القدّيس كيرللس والبطريرك يوحنا الأنطاكي، إثر مجمع أفسس، بعث إليه برسالة دعاه فيها إلى التنازل والتفاهم والتعاون مع البطريرك الأنطاكي. مما قاله:"كأب لك، طالما أحببت أن تدعوني كذلك، أو بالأحرى كابن لك، التمس منك أن تضع حدًا لهذا الخلاف حتى لا تخلق انشقاقًا أبديًّا بحجّة التقوى"(الرسالة ٣٧٠).

رقاده:
رقد القدّيس إيسيذوروس في الرّب في العام ٤٣٥،م وقيل في العام ٤٤٩م.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:29 PM   رقم المشاركة : ( 15286 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سمعان الشيخ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إسم أرامي - عبري معناه "الذي يسمع، المطيع، الذي يُصغي"، وفي العبرية هو شمعون Shimeon.
نقرأ في سفر التكوين:"فحبلت ليئة وولدت ابنًا ودعت إسمه راوبين. لأنّها قالت إن الرّب قد نظر إلى مذلّتي. لأنّه الأن يحبنّي رجلي. وحبلت أيضًا وولدت اإبنًا وقالت أن الرّب قد سمع إني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا. فدعت إسمه شمعون (سمعان) (تكوين ٣٢:٢٩-٣٣)"
فالإسم مرتبط إذًا بإصغاء الله لطلبة ليئة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ الأسماء في الحضارة السامية كانت تعبّر عن حامليها أو عن حادث مرتجى.
وهذا أيضًا يذكّرنا بما حصل مع هاجر: "وقال لها ملاك الرّب ها أنت حبلى فتلدين إبنًا وتدعين إسمه اسماعيل لأن الرّب قد سمع لمذّلتك" ( تكوين ١١:١٦).
الأمر ذاته يحصل مع سمعان الشيخ وهو يحمل الرّب يسوع على ذراعيه، فإسمه يعبّر عن حالة الشكر والامتنان والتسبيح الذي يعيشه سمعان بمشاهدته للرّب الخالق.

ذروة الفرح التي وصل إليها سمعان كانت بعبارته التي نردّدها في نهاية كلّ صلاة غروب:"الآن تِطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام.. لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك اسرائيل"( لوقا ٣٢:٢).


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة سمعان الشيخ لم يعد يأبه بالموت، لا بل يقول "قلبي مستعد يا الله ". فأمام الله المتجسّد الذي يحمله طفلًا، أدرك الحياة الأبديّة والسلام الحقيقيّ، وهو يدعونا الآن لأن نحمل الرّب على أذرعنا وندخله هياكل قلوبنا ونفوسنا لنصبح خليقةً جديدة.



اعتبر سمعان شيخًا مع أنّه لا توجد كلمة واحدة في نص لوقا الإنجيلي تؤكّد أنّه كان طاعنا ً في السن. وقد شغلت الناس هويّة الرجل: من يكون؟


- قال قوم إنّه سمعان الذي وبّخ أرخيلاوس خليفة هيرودوس الكبير، والذي تزوّج أرملة أخيه.

- وقال آخرون بل هو سمعان بن هلال، أبو غمالائيل المذكور في سفر اعمال الرسل والمقال عن بولس الرسول إنه تتلمذ عند رجليه ( أع 3:22) فريسياً. هذا ذُكر أنه كان رئيساً للسنهدريم عام 13 م .
وربطاً لسمعان بالأنبياء، لاسّيما إشيعاء، قيل إن سمعان لمّا قرأ اشيعاء ١٤:٧، وفق النص السبعيني، والذي فيه "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل"، خطر له أن يغير كلمة "عذراء" بكلمة "صبيّة "، ففعل. فلمّا عاد في اليوم التالي وجد لفظة "صبيّة" ممحاة. ولفظة "عذراء" في محلّها. فأيقن أنه ليس على الله أمر عسير. ثم أوحي إليه أنّه لا يموت قبل أن يرى مسيح الرّب.
- وهناك من يُطلق على سمعان لقب "رقيب الصبح"، وأن يروا فيه صورة من قيل عنه في المزمور١٢٩: "من أجل اسمك يارب نظرت إليك. نظرت نفسي إلى كلامك. توكّلت نفسي على الرّب. من انفجار الصبح إلى الليل فليتّكل إسرائيل على الرّب، لأن من الرّب الرحمة ومنه النجاة الكثيرة، وهو ينجي إسرائيل من كل آثامه "(٥-٨).

سمعان الشيخ شخص مهّم جدًا في التاريخ اليهوديّ:
يُقال إنّه كان بعمر ١١٢ سنة عندما حمل الرّب يسوع المسيح على ذراعيه. (متّى المنحول).
هو ابن العلّامة العظيم هليل الذي أنشأ مدرسة هليل، والذي كان رئيس مجمع السنهدريم لمدّة أربعين سنة، وهو والد العلامة غمالائيل معلّم بولس الرسول عندما كان شاول.
عُيّن رئيسًا للمجمع بعد والده قبل زمان المسيح، ولكن تم إخفاء كلّ الكتابات عن زمنه وشهاداته، رغم أنّه أوّل من حصل على لقب رابان، وهو لقب راق جدًا في المجمع اليهودي.
الأمر الغريب جدًا هو أن تُخفى كتاباته وشروحاته وهو يحمل هذا اللقب الكبير، وهو ابن معلّم من أهم الرؤساء اليهود صاحب مدرسة باسمه وهي "مدرسة هليل".
لم يكتب عنه في المشنه ولا في التلمود والجمار، رغم أنّها تكلّمت على من هم أقل أهميّة بكثير منه، وهذا شيء يتعجّب له اليهود أنفسهم، فهو رجل من أعظم شيوخ اليهود ولم يُذكر له أخطاء تدينه، فلماذا إذًا تم إخفاء تاريخه من قبل اليهود؟
هم يكتفون بذكر:"يسوع الناصري ولد في بيت لحم في سنة 3761 من الخليقة، وهو في السنة 42 من اغسطس قيصر، وكان ميلاده في آخر أيّام الرابان سمعان ابن هليل". وهذا يعني أنّه رئيس عظيم وطاعن في السن.
هذا التعتيم يؤكّد أنّه لم يرق للمعلّمين اليهود ما قاله سمعان، أي قوله إن الطفل الذي حمله على ذراعيه هو المسيح المولود من العذراء بحسب آية إشعياء النبي(١٤:٧)، والتي لطالما شغلته هذه الآية بالتحديد، خاصة في ترجمتها السبعينيّة.
هناك من استغرب قائلًا: كيف يعترف سمعان بمجيء المخلّص، المسيا المنتظر، المعزّي، المناحيم، ويكون ابنه غمالائيل بعكس معتقده؟
يمكن للجواب أن يحمل أكثر من شق:
- أتى اعتراف سمعان الشيخ في آخر أيامه بعد أن ترك رئاسة المجمع لكبر سنّه.
- ليس من الضروري أن يكون الابن على وعي والده، وهناك أمثلة كثيرة في العهد القديم عن ذلك.
- الفرق الزمني بين اعتراف سمعان الشيخ، وغمالائيل طويل جدًا ويزيد عن الثلاثين عامًا، وقد يكون غمالائيل تأثر بأمور كثيرة.

ولكن يجب التوقّف عند المفارقة الآتيّة: ألم يدافع غمالائيل بطريقة غير مباشرة عن تلاميذ الرّب يسوع؟
"فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلّم للناموس، مكرّم عند جميع الشعب، وأمر أن يخرج الرسل قليلاً".
ثم قال للسنهدريم، أي المجمع اليهودي:«أيّها الرجال الإسرائيليون، إحترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا... تنحّوا عن هؤلاء الناس واتركوهم! لأنّه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضًا». فانقادوا اليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلّموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. (أع ٥: ٣٣ـ٤٠)

يُذكر أن غمالائيل، والذي يعني اسمه هديّة الله، قد تعمّد على يدي القدّيسين بطرس ويوحنا، لكن ليس عندنا إثبات على ذلك.

أنى يكن الأمر فإنّه يتوقّع أن يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرّب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرّم في القسطنطينية في كنيسة القدّيس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس.



 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 15287 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس سمعان الصديق القابل الإله وحنة النبيّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس سمعان الصدّيق القابل الإله وحنة النبيّة:
"إن حنّة اللاهجة بالله وسمعان الكليّ السعادة لمّا تلألآ بالنبوءة وظهرا بلا عيب في الشريعة، أبصرا الآن معطي الناموس ظاهراً طفلاً على صورتنا وسجدا له. فلنعيّد اليوم لتذكارهما بفرحٍ ممجّدين بحسب الواجب يسوع المحبّ البشر". (قطعة على يارب إليك صرخت- صلاة المساء).
هكذا وصفت إحدى الترنيمات خدمة القدّيسين حالهما. كانا بارّين يتمتّعان بروح النبوّة، لذلك أبصرا معطي الشريعة طفلاً.

سمعان:
إسم أرامي - عبري معناه "الذي يسمع، المطيع، الذي يُصغي"، وفي العبرية هو شمعون Shimeon.
نقرأ في سفر التكوين:"فحبلت ليئة وولدت ابنًا ودعت إسمه راوبين. لأنّها قالت إن الرّب قد نظر إلى مذلّتي. لأنّه الأن يحبنّي رجلي. وحبلت أيضًا وولدت اإبنًا وقالت أن الرّب قد سمع إني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا. فدعت إسمه شمعون (سمعان) (تكوين ٣٢:٢٩-٣٣)"
فالإسم مرتبط إذًا بإصغاء الله لطلبة ليئة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ الأسماء في الحضارة السامية كانت تعبّر عن حامليها أو عن حادث مرتجى.
وهذا أيضًا يذكّرنا بما حصل مع هاجر: "وقال لها ملاك الرّب ها أنت حبلى فتلدين إبنًا وتدعين إسمه اسماعيل لأن الرّب قد سمع لمذّلتك" ( تكوين ١١:١٦).
الأمر ذاته يحصل مع سمعان الشيخ وهو يحمل الرّب يسوع على ذراعيه، فإسمه يعبّر عن حالة الشكر والامتنان والتسبيح الذي يعيشه سمعان بمشاهدته للرّب الخالق.

ذروة الفرح التي وصل إليها سمعان كانت بعبارته التي نردّدها في نهاية كلّ صلاة غروب:"الآن تِطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام.. لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك اسرائيل"( لوقا ٣٢:٢).


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة سمعان الشيخ لم يعد يأبه بالموت، لا بل يقول "قلبي مستعد يا الله ". فأمام الله المتجسّد الذي يحمله طفلًا، أدرك الحياة الأبديّة والسلام الحقيقيّ، وهو يدعونا الآن لأن نحمل الرّب على أذرعنا وندخله هياكل قلوبنا ونفوسنا لنصبح خليقةً جديدة.



اعتبر سمعان شيخًا مع أنّه لا توجد كلمة واحدة في نص لوقا الإنجيلي تؤكّد أنّه كان طاعنا ً في السن. وقد شغلت الناس هويّة الرجل: من يكون؟


- قال قوم إنّه سمعان الذي وبّخ أرخيلاوس خليفة هيرودوس الكبير، والذي تزوّج أرملة أخيه.

- وقال آخرون بل هو سمعان بن هلال، أبو غمالائيل المذكور في سفر اعمال الرسل والمقال عن بولس الرسول إنه تتلمذ عند رجليه ( أع 3:22) فريسياً. هذا ذُكر أنه كان رئيساً للسنهدريم عام 13 م .
وربطاً لسمعان بالأنبياء، لاسّيما إشيعاء، قيل إن سمعان لمّا قرأ اشيعاء ١٤:٧، وفق النص السبعيني، والذي فيه "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل"، خطر له أن يغير كلمة "عذراء" بكلمة "صبيّة "، ففعل. فلمّا عاد في اليوم التالي وجد لفظة "صبيّة" ممحاة. ولفظة "عذراء" في محلّها. فأيقن أنه ليس على الله أمر عسير. ثم أوحي إليه أنّه لا يموت قبل أن يرى مسيح الرّب.
- وهناك من يُطلق على سمعان لقب "رقيب الصبح"، وأن يروا فيه صورة من قيل عنه في المزمور١٢٩: "من أجل اسمك يارب نظرت إليك. نظرت نفسي إلى كلامك. توكّلت نفسي على الرّب. من انفجار الصبح إلى الليل فليتّكل إسرائيل على الرّب، لأن من الرّب الرحمة ومنه النجاة الكثيرة، وهو ينجي إسرائيل من كل آثامه "(٥-٨).

سمعان الشيخ شخص مهّم جدًا في التاريخ اليهوديّ:
يُقال إنّه كان بعمر ١١٢ سنة عندما حمل الرّب يسوع المسيح على ذراعيه. (متّى المنحول).
هو ابن العلّامة العظيم هليل الذي أنشأ مدرسة هليل، والذي كان رئيس مجمع السنهدريم لمدّة أربعين سنة، وهو والد العلامة غمالائيل معلّم بولس الرسول عندما كان شاول.
عُيّن رئيسًا للمجمع بعد والده قبل زمان المسيح، ولكن تم إخفاء كلّ الكتابات عن زمنه وشهاداته، رغم أنّه أوّل من حصل على لقب رابان، وهو لقب راق جدًا في المجمع اليهودي.
الأمر الغريب جدًا هو أن تُخفى كتاباته وشروحاته وهو يحمل هذا اللقب الكبير، وهو ابن معلّم من أهم الرؤساء اليهود صاحب مدرسة باسمه وهي "مدرسة هليل".
لم يكتب عنه في المشنه ولا في التلمود والجمار، رغم أنّها تكلّمت على من هم أقل أهميّة بكثير منه، وهذا شيء يتعجّب له اليهود أنفسهم، فهو رجل من أعظم شيوخ اليهود ولم يُذكر له أخطاء تدينه، فلماذا إذًا تم إخفاء تاريخه من قبل اليهود؟
هم يكتفون بذكر:"يسوع الناصري ولد في بيت لحم في سنة 3761 من الخليقة، وهو في السنة 42 من اغسطس قيصر، وكان ميلاده في آخر أيّام الرابان سمعان ابن هليل". وهذا يعني أنّه رئيس عظيم وطاعن في السن.
هذا التعتيم يؤكّد أنّه لم يرق للمعلّمين اليهود ما قاله سمعان، أي قوله إن الطفل الذي حمله على ذراعيه هو المسيح المولود من العذراء بحسب آية إشعياء النبي(١٤:٧)، والتي لطالما شغلته هذه الآية بالتحديد، خاصة في ترجمتها السبعينيّة.
هناك من استغرب قائلًا: كيف يعترف سمعان بمجيء المخلّص، المسيا المنتظر، المعزّي، المناحيم، ويكون ابنه غمالائيل بعكس معتقده؟
يمكن للجواب أن يحمل أكثر من شق:
- أتى اعتراف سمعان الشيخ في آخر أيامه بعد أن ترك رئاسة المجمع لكبر سنّه.
- ليس من الضروري أن يكون الابن على وعي والده، وهناك أمثلة كثيرة في العهد القديم عن ذلك.
- الفرق الزمني بين اعتراف سمعان الشيخ، وغمالائيل طويل جدًا ويزيد عن الثلاثين عامًا، وقد يكون غمالائيل تأثر بأمور كثيرة.

ولكن يجب التوقّف عند المفارقة الآتيّة: ألم يدافع غمالائيل بطريقة غير مباشرة عن تلاميذ الرّب يسوع؟
"فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلّم للناموس، مكرّم عند جميع الشعب، وأمر أن يخرج الرسل قليلاً".
ثم قال للسنهدريم، أي المجمع اليهودي:«أيّها الرجال الإسرائيليون، إحترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا... تنحّوا عن هؤلاء الناس واتركوهم! لأنّه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضًا». فانقادوا اليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلّموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. (أع ٥: ٣٣ـ٤٠)

يُذكر أن غمالائيل، والذي يعني اسمه هديّة الله، قد تعمّد على يدي القدّيسين بطرس ويوحنا، لكن ليس عندنا إثبات على ذلك.

أنى يكن الأمر فإنّه يتوقّع أن يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرّب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرّم في القسطنطينية في كنيسة القدّيس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس.









2- حنّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- معنى الإسم:
إسم حنّة عبري مشتق من فعل "شنا" الذي يشير إلى الحنان والرأفة والنعمة، وهو في جذوره مرتبط أيضًا بالفعل العبري"شع" الذي يعني الخالص (أ
نظر إسم يسوع). كما هو اختصار لإسم حنانيا الذي يعني بدوره الله تحنّنن. فكل هذه الأسماء حنّة، حنانيا، يوحنا هي من الجذر ذاته وتشير جميعها أن يهوى حنون أيّ الله حنون.


- حنّة بنت فنوئيل من سبط أشير:
حنّة هي بنت فنوئيل أي "وجه الله"، ومن سبط أشير.

أشير هو أحد أسباط إسرائيل [يذكر سفر التكوين أن زيلفا، جارية ليا زوجة يعقوب، ولدت إبنًا ثانيًا له من بعد جاد، وسمتّه أشير الذي يعني "مغبوط" أو "سعيد"(١٢:٣٠)]. وكلمة سبط تعني "عصا" أي جماعة يقودها رئيس يحمل عصا الرعاية والتآديب.


- عدد الأسباط إثني عشر وهم (بحسب ترتيب الولادة):
١-رأوبين، ٢-شمعون، ٣-لاوي (فُرز للخدمة الكهنوتيّة)، ٤-يهوذا، ٥-دان، ٦-نفتالي، ٧-جاد، ٨-أشير، ٩-يساكر، ١٠-زبولون، ١١-يوسف (ولد منسّى وإفراييم)، ١٢-بنجامين.


- حنّة أرملة ونبيّة:
كانت حنّة متقدّمة في السن، وقد عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم ترمّلت ولم تتزوج من بعد، وقد بلغت في تلك الأيام التي التقت فيها الطفل يسوع الرابعة والثمانين. خلال هذه الفترة الطويلة من عمرها لم تفارق الهيكل، وكانت عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارًا. فهي تعلّمنا الجهاد والصبر، "من صبر إلى المنتهى يخلص"(متى ٢٢:١٠). لم يكن عمرها المتقدّم عائقًا، بالعكس تمامًا، حتّى وهي عجوز بالجسد، ظل روحها ينبض حياةً منتظرةً خلاص الرّب.
هي فنموذج للأرامل والعذارى والرهبان الذين يلازمون العفة ويداومون على الصوم الصلاة، ولا يفارقون العبادة ليلاً ونهارًا.

فبعد أن شاهدت الطفل الإلهيّ، أي الطفل المحمول على ذراعي سمعان الشيخ وسمعت إعتراف الآخير، وقفت تسبّح الرّب وتكلّم عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم. (لوقا ٣٦:٢ـ ٣٨).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 12 - 2016, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 15288 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس الشهيد تريفن‎
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


(٣٥٠م)
تريفن اسم يوناني مُشتق من "تريفي" τρυφη التي تعني الرقة والطيّبات. فإنه لمحبّته للرّب يسوع، استحالت آلام الشهادة التي تكبّدها طيِّبات إلهيّة أي طابت له وراقت.


نشأته:

ورد أنّه من إحدى القرى القريبة من أفاميّة السوريّة، وقيل لا بل من بيثينية أو فيرجية، وبالتّحديد من قرية تدعى لمبساكة.

إمتهن رعاية الإوز منذ الحداثة وكان محبًّا لله. منّ عليه الرّب الإله بموهبة طرد الأرواح الخبيثة. القدّيس سمعان المترجم أورد أنّه أخرج روحًا شريرًا من ابنة غورديانوس قيصر (238-244م).
قٌبض عليه في زمن داكيوس قيصر لمسيّحيته، فأستحوذ حاكم يُدعى أكويلينوس أسلمه للتعذيب لاعترافه وتمسّكه بالأيمان بيسوع إلى أن جرى قطع رأسه. كان ذلك في حدود العام 250م.
وقد درج الأستشفاع به في الكنيسة لرد أضرار الجراد والزحّافات وسائر الوحوش عن المزروعات.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
استشهاده:
جرى بينه وبين الحاكم أكويلينوس الحوار التالي:
- الحاكم: عليك أن تقدّم الذبيحة للوثن، وإلاّ فالقانون يجيز معاقبتك بالموت حرقًا.
- القدّيس: لن أقدّم ذبيحة للوثن، ولا أعبد إلّا الرّب يسوع المسيح الإله الوحيد في هذا الكون.
- الحاكم: أنصحك بأن ترأف بنفسك، فأنت ما زلت فتىً.
- القدّيس: حياتي هي المسيح ومنه كلّ الرأفة.
- الحاكم: أنت كامل السن، قادر أن تعرف ما ينبغي عليك عمله!
- القدّيس: أجل، ولذا أشتهي بلوغ كمال الحكمة الحق بأتّباع ربّي ومخلّصي يسوع المسيح.
وأكمل القدّيس تريفون: "لا يسعني، أتّباعًا لنصيحتك والتماسًا لما فيه خير نفسي، سوى الثبات في الاعتراف باسم الرّب يسوع المسيح".
وهكذا نال الشهادة.


رفاته:
شُيدت للقدّيس كنيسة بقرب الكنيسة العظمى في القسطنطينية، وأقيمت له أخرى في رومية استمرّت في الاستعمال إلى القرن السابع عشر.
أجزاء من رفاته في الشرق والغرب معًا.. في رومية بعض رفاته موجود في كنيسة الروح القدس في ساكسيا، بين كنيسة القدّيس بطرس والتيبر.
أمّا في الشرق، وفق بعض الدراسات، فأجزاء من رفاته موجودة في عدد كبير من الأديرة والكنائس في اليونان وفلسطين وقبرص وتركيا. جمجمته، على ما قيل، هي في حوزة دير كسينوفنتوس وذراعه اليمنى في دير فاتوبيذي، وكلاهما في جبل آثوس.

اتّخذ المزارعون القدّيس تريفن شفيعً لهم. ففي بلاد اليونان وقبرص مثلًا، يجتمع المؤمنون في الكنائس في هذا اليوم للاشتراك في القدّاس الإلهيّ، ثم تقام صلاة تقدّيس المياه، التي يأخذون منها بعد القدّاس لنضحها على الحقول والمزروعات تبرّكًا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 15289 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم يكمل حسناً ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
. هذا هو السؤال الذى قد يتبادر إلى ذهننا عندما نرى مؤمنين كانت لهم بداية حسنة فى حياتهم الروحية، لكنهم لم يواصلوا تقدمهم وشهادتهم. لقد فتر حماسهم واسترخت أياديهم، فانسحبوا من ميدان الخدمة وارتبكوا بأعمال الحياة. ماذا حدث معهم؟!

هذا ما سنتحدث عنه من خلال دراستنا لشخصية "يوناثان"، الذى كانت له البداية الرائعة، لكنه للأسف لم يستمر. فى العدد السابق رأينا إيمانه العظيم بالله، وكيف حقق به انتصارات مجيدة، وقيل عنه «عمل مع الله» ويا للشرف، بل «إنه صنع هذا الخلاص العظيم فى إسرائيل» (1صموئيل 14 :45). ليس ذلك فقط لكنه أظهر تعلقاً بداود، بعد النصرة على جليات وقدم له أغلى ما عنده (1صم18 : 1- 4).

وهو فى ذلك صورة لمؤمن حقيقى، آمن بالمسيح المخلص، وعاش حياة التكريس القلبى الصادق له. لكن يوناثان لم يتمكن من الاستمرار فى ذات النهج بعد أن صار داود مضطهَداً ومطاردَاً من شاول، وابتدأ يوناثان يفارق داود رويداً رويداً، حتى انتهى به الأمر مقتولاً على جبال جلبوع مع شاول أبيه، بينما تولى داود المُلك بعد ذلك فى حبرون.

والسؤال
: لماذا لم يكمل حسناً كما بدأ به؟ أعتقد للأسباب التالية:-

أولاً: أعوزته الشجاعة لينفصل عن شاول
لقد تعلق يوناثان بداود، لكنه ظل على ارتباط بشاول رغم علمه بكراهيته لداود وبمحاولاته المتكررة للتخلص منه. وأراد يوناثان أن يلطف الجو ويحسن العلاقات، فتكلم عن داود حسناً مع شاول (1صموئيل19 : 4)، بل شهد عنه بشجاعة قائلاً: «لقد وضع نفسه بيده وقتل الفلسطينى فصنع الرب خلاصاً عظيماً لجميع اسرائيل. أنت رأيت وفرحت، فلماذا تخطئ إلى دم برىء بقتل داود بلا سبب» (1صموئيل19 : 5).
اكتفى يوناثان بهذا، ولم يتصرف كشخص أدرك أن مكانه ليس فى القصر مع شاول، بل فى المغاير والكهوف مع داود. وفى هذا صورة للمؤمن الذى يحب الرب، ولكنه لا يريد الانفصال عن العالم، دينياً ودنيوياً.

قد يظن أحدنا أنه يمكن الجمع بين المسيح والعالم، ويجتهد أن يعمل صُلحاً بين الاثنين؛ ولكن هيهات! نعم، وقد يشق علينا أن نعطى ظهورنا للعالم لنتبع المسيح كليّة، فنحاول التوفيق بين الاثنين؛ وننسى أن «محبة العالم عداوة لله» (يعقوب4: 4 )، وأنه «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» (1يوحنا 2: 51).

أخى الشاب هل قلبك متعلق بالعالم بأى صورة من الصور؟ ربما فى علاقة عاطفية لا يرضى عنها الرب؟ ربما ارتبطت بنشاط ثقافى عالمى (فى الكلية) أو بنشاط رياضى مع غير مؤمنين (بأحد الأندية)؛ ألا ترى أن هذا يؤثر على تعلقك بالمسيح وتبعيتك الكاملة له؟ بل ربما تكون مشاركاً فى نشاط دينى له مظهر الخدمة، لكنه فى الحقيقة ليس سوى حماس جسدى لا يؤول لمجد الرب ولا يأتى بثمار حقيقية.

انتبه، إن لم تضع حداً لهذه الارتباطات - التى قد لا تبدو شراً فى حد ذاتها - فستؤثر حتماً على مسيرتك الروحية.

ثانياً: أعوزه التمييز الروحى لفهم فكر الرب
كانت النتيجة لعدم انفصال يوناثان عن شاول أنه فقد أهم ما ينبغى أن يميز المؤمن؛ الفطنة الروحية. انظر كيف يتكلم عن أبيه مع داود «هوذا أبى لا يعمل أمراً كبيراً ولا أمراً صغيراً إلا ويخبرنى به... لأنه لو علمت أن الشر قد أعد عند أبى ليأتى عليك أَفما كنت أخبرك به» (1صموئيل20: 2 ، 9). يبدو أنه أحسن الظن فى أبيه أكثر من اللازم، وتجاهل عدواته لداود. هذا هو المؤمن الذى لا يدرك رداءة الجسد الذى فيه فيطمئن له ولا يتحذر منه. بل وأكثر من ذلك أنه يقول لداود: «وليكن الرب معك كما كان مع أبى» (ع13). عجباً هل فقد يوناثان تمييزه الروحى لهذا الحد؟ ألم يفهم أن الرب قد رفض شاول تماماً؟ فكيف يقول «كما كان مع أبى»؟

أخى العزيز هل تعانى من البلادة الروحية فلا تفهم حكم الله على الجسد الذى فيك؟ ألا تعرف أنه مرفوض تماماً وأن لا يوجد فيه شىء صالح؟ هل بعد ذلك لا تلتصق بالرب لتنال القوة للحكم على الذات؟
إن أردت الاستمرار فى التكريس الحقيقى، فإنك تحتاج للفهم الروحى (اقرأ كولوسى1: 9 ، 10).

ثالثاً: أعوزه الإيمان ليتبع الملك المرفوض
يذكر الكتاب أن يوناثان لم يتمكن من مرافقة داود خارج القصر «فقام (داود) وذهب وأما يوناثان فجاء إلى المدينة» (1صموئيل 20: 42).

«وأقام داود فى الغاب وأما يوناثان فمضى إلى بيته» (1صموئيل23: 18 )، إنه يذكرنى بشاب آخر فى العهد الجديد كانت له خصال حميدة كيوناثان حتى أن الرب يسوع نظر إليه وأحبه ثم قال له يعوزك شئ واحد (مرقس 10: 21)؛ يوناثان أيضاً، أعوزه شئ واحد، واحد فقط، لم يكن عنده الإيمان الكافى ليتبع داود مضحياً براحته ومركزه وشهرته.

وأنت يا صديقى هل يوجد فى حياتك شئ يعيقك عن الاعتراف العلنى بربوبية المسيح واتّباعه بأمانة وإخلاص؟ هل اسم العائلة المشهور؟ أم مركزك المرموق لتفوقك الدراسى؟ أم الوسط الاجتماعى الراقى المحيط بك؟ أم أنك ترغب فى تجنب بعض التضحيات المصاحبة للتكريس للمسيح وتريد أن تتجنب عار المسيح؟!

إن ما يعوزك هو إيمان الثقة المستمرة فى ذلك الشخص العظيم جداً، الذى متى فُتحت عيناك عليه ستراه أعظم من الكل وأفضل من الكل. هل تصلى لتختبر شيئاً مما اختبره بولس إذ قال:

«لكن ما كان لى ربحاً فهذا قد حسبته خسارة. بل إنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح» (فيلبى3 : 7، 8).
 
قديم 14 - 12 - 2016, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 15290 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كل شئ مستطاع للـ .....

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يمكن أن يدعو الله شاباً ليعمل معه؟ وهل من الممكن أن يتم هذا رغم انعدام الإمكانيات البشرية؟ نعم لقد تم هذا وفى أيام رديئة للغاية. لكن هناك شرطاً هاماً جداً ينبغى توفره وهو الإيمان.

ماذا أقصد بالإيمان؟
إنه وضع الثقة الكلية فى إله عظيم يستطيع أن يعمل أعمالاً عظيمة بأدوات ضعيفة مع وجود الصعوبات الكثيرة. وأوضح مثال لهذا هو الشاب

يوناثان
«ليس للرب مانع من أن يخلص بالكثير أو بالقليل» (1صموئيل14: 6 ).
هذه كانت كلمات يوناثان المأثورة لحامل سلاحه، وهو يشجعه للتقدم إلى المعركة لإنقاذ شعب الله. يوناثان هو ابن شاول الملك الذى فى أيامه عانى الشعب كثيراً من ضغط الأعداء. ولأن شاول كان بلا إيمان، فقد عجز عن تخليص الشعب، وقويت يد الأعداء عليهم. لكن يوناثان لم يستسلم لليأس والإحباط بسبب الفشل المحيط به، إذ امتلأ قلبه بالثقة فى الله وقدرته .ماذا فعل هذا الشاب البطل؟ (اقرأ 1صموئيل14). تقدم هو وحامل سلاحه نحو معسكر الأعداء، دون أن يخبر أحداً. وكم يعجبنى فيه أنه يُقدم على عمل عظيم كهذا دون أن يحدث ضجة حوله.. فهو لا يسعى إلى لفت الأنظار، أو جمع الأعداد حوله، لكنه يكتفى برفيقه ويقول له« تعال نعبر إلى صف هؤلاء الغلف لعل الله يعمل معنا لأنه ليس للرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل»، فقال له حامل سلاحه «اعمل كل ما بقلبك . تقدم. هأنذا معك حسب قلبك» (ع6 ، 7).

ثم اتفق يوناثان مع حامل سلاحه على علامة قبل الهجوم على الأعداء؛ لم يكن متسرعاً ولا مندفعاً، والشاب المتأنى عادة يلتمس إرشاد الرب قبل أن يقدم على عمل للرب وطالما «عينك بسيطة» فلابد أن يكون «جسدك كله نيراً».
إذ امتلأ يوناثان بالثقة فى الله «لأن الرب قد دفعهم ليدنا» (ع10-12)،i فقد تغلب على الصعاب التى واجهته «صعد يوناثان على يديه ورجليه وحامل سلاحه وراءه، وكافأ الرب إيمانه فحدث «ارتعاد فى المحلة وفى جميع الشعب»، بل وأكثر من ذلك تدخل الله فى الطبيعة «ورجفت الأرض (حدث زلزال) فكان إرتعاد عظيم». i ونتيجة لبطولة يوناثان تشجع الجيش الخائف ودخلوا المعركة وحققوا نصراً عظيماً «فخلص الرب الشعب فى ذلك اليوم».

لكن يوناثان واجه خطر الموت من أبيه شاول، الذى ظن أنه فعل شيئاً يستحق لأجله الموت؛ فقد تذوق قليلاً من عسل النحل مما زوده بالطاقة لمواصلة المعركة، فى الوقت الذى فيه الزم شاول الجيش بالامتناع عن الطعام كلية مما سبب الإعياء الشديد للشعب.

لكن الرب استخدم الشعب فدافعوا عن يوناثان قائلين «أيموت يوناثان الذى صنع هذا الخلاص العظيم. حاشا حي هو الرب لا تسقط شعرة من رأسه إلى الأرض لأنه مع الله عمل هذا اليوم. فافتدى الشعب يوناثان فلم يمت».

تعلم يا أخى الشاب من هذا أنه ربما تجد الاعتراض عليك والمقاومة لخدمتك من أقرب مَنْ لك، من الذين كنت تتوقع التشجيع منهم. لكن إن كنت تتعلق بالإيمان بالرب وحده وإن كنت تعمل مع الله - لا مع الإنسان - فسيشجعك الرب كثيراً وسيدافع عنك، فقط استند عليه وثبت نظرك فيه واستمر فى عملك له.

أحبائى هل لنا الإيمان الذى يتعلق بالرب رغم صعوبة الأيام؟

«إن كنت تستطيع أن تؤمن.. كل شىء مستطاع للمؤمن» (مرقس 9: 32).

هل نبحث عن رفيق أمين مكرس مطيع للرب لنضع أيدينا فى أيديه ونعمل مع الله؟

«لأن عينى الرب تجولان فى كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (2أخبار الأيام16: 9 ).

هل تسلحنا بنية احتمال المشقات فى طريق الخدمة؟ «إن جريت مع المشاة فأتعبوك فكيف تبارى الخيل . وإن كنت منبطحاً فى أرض السلام فكيف تعمل فى كبرياء الأردن» (إرميا21: 5 ). ترى كيف سنقابل الاعتراضات والانتقادات؟ هل بالانسحاب من الخدمة؟ أم بالاتضاع قدام الرب وطلب العون منه؟ «لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح» (2تيموثاوس1: 7 ).

فلا يثنى عزمى افتراء أحد
ولا أبغى مدحاً يثير الجسد
فمجد يسوع هو غايتى
وفرحة قلبى هى بالثمار

«كل شىء مستطاع للمؤمن» (مرقس9: 32 ).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025