منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 03 - 2024, 12:23 PM   رقم المشاركة : ( 152701 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يلاحظ سليمان في سفر الجامعة "الحكيم عيناه في رأسه" (جا 2: 14).
أدرك بولس أهمية الرئاسة. لقد عرف أن العينين في الرأس.
فإن كان المسيح هو رأس المؤمن، فبالتبعية تكون كل حواسنا
وعقلنا وفكرنا وكلماتنا ومشورتنا في المسيح (إن كنا حكماء).



القديس جيروم
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:24 PM   رقم المشاركة : ( 152702 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* فن الطب -حسب ديموقريطوس Democritus- يشفي أمراض الجسد،
والحكمة تحرر النفس من هواجسها. أما المعلم الصالح -الحكمة-
الذي هو كلمة الآب الذي أخذ جسدًا بشريًا، فيهتم بكل طبيعة خليقته.
إنه طبيب البشرية الذي فيه كل الكفاية.
المخلص، الذي يشفي الجسد والنفس معًا.

القديس إكليمنضس السكندري
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:40 PM   رقم المشاركة : ( 152703 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* قضيت زمانًا طويلًا في الباطل، وأضعت تقريبًا كل شبابي
أبحث عن نوعٍ من الحكمة هي جهالة عند الله.
فجأة مثل إنسانٍ قام من نومٍ عميقٍ فتحت عيني على نور حق الإنجيل
العجيب، فأدركت عدم نفع حكمة رؤساء هذا العالم التي تزول (1 كو 2: 6).

سكبت دموعًا كثيرة على حياتي البائسة وطلبت
أن أنال هداية كي ألتصق بتعليم الدين الحقيقي.




القديس باسيليوس الكبير
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 152704 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يحدث أن الذين كانوا قبلًا يجهلون السماويات،
إذ يتقبلون تعليم الحكمة يتحدثون في الحال عن الحق الإلهي.



الأب لاكتانتيوس
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 152705 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* الله لم يجعلنا مجرد حكماء وأبرارًا وقديسين في المسيح.
أنه أعطانا المسيح لأجل خلاصنا.



القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 152706 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الحكمة والإنسان

طلب الحكمة هو قمة ما يبلغه الإنسان، إذ بنواله إياها يقترب منها، أي من الله.
مما يجدر ملاحظته أن الكاتب يدعو الحكمة الإلهية "العناية الإلهية" (حك 14: 3)، أو الحب الإلهي، أعمالها ليست عقيمة (حك 14: 5). فمن يقتني حكمة الله يقتني الحب العملي نحو الله والناس! لكن الإنسان شوَّه حتى اسم "الحكمة"، فكثيرًا ما تُستخدم الكلمة للتعبير عن المكر والخداع، أو المداهنة والمحاباة. فالإنسان بفساد قلبه أفسد حتى لنظرة إلى المقدسات الإلهية.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 152707 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بين سفريّ الحكمة والجامعة

يرى بعض الدارسين أن هذا السفر جاء في مقابل سفر الجامعة، لكنه في الحقيقة هو مكمل له، فإن كان سفر الجامعة يؤكد بطلان العالم، وليس من جديد تحت الشمس، إذا بهذا السفر يوضح إمكانية استخدام العالم للبنيان خلال التمتع بحكمة الله.
1. "الموضوع الرئيسي لسفر الجامعة هو تثقيف الشاب، وإعداده ليحيا إنسانًا تقيًا غير مُستعبد لملذات العالم وشهوات الجسد وإغراءات المادة. أما بالنسبة لسفر الحكمة فهو مقدم للحكام أو للبالغين، كي يعيشوا بروح الحكمة السماوية، أتقياء ومقدسين للرب.
2. سفر الجامعة يركز بالأكثر على الجانب الأخلاقي السلوكي، أما سفر الحكمة فيركز الأنظار على الله، حكمة الله، للشركة معه.
سفر الحكمة والعهد القديم
مع أنه يتحدث عن إسرائيل كمركز خطة الله، إلا أنه لا يشير إلى الذبائح والطقوس اليهودية. هذا ويؤكد السفر مرارًا أن الله يرحم الجميع، وفي عدله لا يحابي أمة على أمة، ولا جنسًا على جنسٍ آخر.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 152708 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سفر الحكمة والعهد الجديد

1. قدم لنا الدكتور مراد كامل في مقدمته للأسفار القانونية الثانية ونيافة الأنبا مكاريوس في كتابه "تفسير حكمة سليمان" أمثلة لمقتطفات من سفر الحكمة وردت في أسفار العهد الجديد. لكن لم يقتبس أي سفر في العهد الجديد من سفر الحكمة نصوصًا كما هي، وإنما جاء صداه قويُا في أسفار العهد الجديد، خاصة في إنجيل يوحنا ورسائل القديس بولس الرسول(37). واضح أن القديس بولس كان على دراية بالسفر، وإن كان لم يقتبس منه مباشرة (راجع رو 1: 19-32 مع حك 13، 14؛ عب 1: 3 مع حك 7: 26؛ أف 6: 13-17 مع حك 5: 17-19).
2. قدم لنا السفر رموزًا للسيد المسيح، منها اضطهاد الأشرار للبار، كرمز لاضطهاد اليهود للسيد المسيح البار (حك 2: 12-20). وأيضًا الصديق الذي يعتبر الأشرار موته هوانًا سيدينهم في نهاية الأيام (حك 4: 1-5، 18: 24)، رُمز للسيد المسيح الذي يدين جميع الأشرار ببرّه في يوم الدينونة الأخير.
3. هيأ هذا السفر لتمجيد الحياة البتولية المكرسة لله، الأمر الذي كان يصعب على اليهودي قبوله. يذكر السفر أن العاقر والخِصيْ الطاهرين وإن لم ينجبا على الأرض إلاَّ أن مكافأتهما عظيمة في السماوات (حك 3: 13-15).
4. من يتلامس مع هذا السفر يستطيع -إن صح لنا القول- أن يضمِّه إلى أسفار العهد الجديد، إذ يحمل الكثير من روحه ومن أفكاره، فقد حمل السفر اتجاهًا إنجيليًا. أهم الأفكار المشتركة مع أسفار العهد الجديد هي:
أ. الإشارة إلى الثالوث القدوس، وشخصية الحكمة كأقنومٍ إلهيٍ.
ب. التركيز على الخلود والنفس البشرية.
ج. الموت وبقية الشرور هي من عمل الشيطان، لكنه لا يلزم الإنسان إنما يحاول إغوائه.
د. تتناغم لهجته مع العهد الجديد في النظرة نحو العناية الإلهية عبر التاريخ.
فقد كشف عن محبة الله نحو كل البشريَّة، الأمم مع اليهود، أذكر على سبيل المثال:
"لأن كل العالم أمامك" (حك 11: 22).
"لكنك ترحم جميع الناس" (حك 11: 23).
"إنك أشفقت على أولئك أيضًا لأنهم بشر" (حك 12: 8).
"إذ ليس سواك إله يعتني بجميع الناس" (حك 12: 13).
فإنك تسوُس جميع الناس" (حك 12: 15).
5. كما أن الله محب لكل البشريَّة هكذا يليق بالأبرار، كأبناء لله، أن يكونوا كاملين مثل أبيهم السماوي، يحملون الحب لكل البشريَّة. "وبأعمالك هذه علَّمت شعبك أن البار يجب عليه أن يكون محبًا للناس" (حك 12: 19).
6. يكشف لنا هذا السفر عن الله بكونه محب البشريَّة، فإنه حتى في تأديبه للأشرار يؤدب تدريجيًا لكي يعطيهم فرصًا للتوبة. فلو أنه يريد هلاك الأشرار لسمح بالعقوبات السريعة المفاجئة.
"لذلك فإنك تُوبخ شيئًا فشيئًا الذين يزلون وتنذرهم مذكرًا إياهم بما يخطئون فيه، لكي يُقلعوا عن الشر، ويؤمنوا بك أيها الرب" (حك 12: 2).
"ومع ذلك فإنك أشفقت على أولئك أيضًا لأنهم بشر، فبعثت بالزنابير تتقدم جيشك لكي تبيدهم شيئًا فشيئًا... بإجراء حكمك شيئًا فشيئًا منحتهم مهلة للتوبة" (حك 12: 8، 10)
7. إذ أشرق نور العهد الجديد على قلب الحكيم رأى شعب الله في مركز عجيب، فدعاهم بألقاب تحمل بركات العهد الجديد نذكر منها.
ا. قديسون يتمتعون بنور عظيم (حك 18: 1، 5)، إذ يتقدسون بالله.
ب. أبناء الله، الذين يود الأشرار أن يحبسوهم (حك 18: 4).
ج. الأبرار (حك 18: 20)، أو الصديقون الذين آمنوا بالله ليتمتعوا ببرِّه عاملًا فيهم.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 152709 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سفر الحكمة والليتورجيات
اتسمت الليتورجيات الكنسية القبطية بالفكر الإنقضائي أو الأخروي (الإسخاتولوجي)، حيث ما يشغل فكرها هو انطلاق الكل معًا كعروسٍ سماويةٍ تتمتع بشركة أمجاد عريسها السماوي. وإذ اهتم هذا السفر بالفكر الأخروي والخلود، فلا نعجب إن اقتبست الليتورجيات الكثير من هذا السفر، نذكر على سبيل المثال:
1. في قسمة القديس أبيفانيوس عن الحكمة، والتي تستخدمها الكنيسة خاصة في فترة صوم الميلاد، جاءت القسمة تلخص كل السفر في صرخات قلب عميقة للتمتع بالسيد المسيح الحكمة، الذي لا يحتاج إلى أحد يصعد إليه ليُنزله إلينا أو ينزل إلى الأعماق ليأتي إلينا به.
2. اقتبست صلاة الصلح في القداس الباسيلي من السفر ما ورد في الأصحاح 2 (حك 23-24).
3. نقلًا عن سفر الحكمة (حك 9: 1-4) جاء في صلاة الحجاب الثانية في القداس الباسيلي: "اعطني في هذه الساعة قلبًا حكيمًا فهيمًا... لكي استحق أن اقترب إلى مذبحك المقدس، وأقدم لك هذه القرابين التي نقدمها لك بالروح الصالح الكامل الذي لنعمتك".
4. اقتبست صلاة الحجاب للقداس الكيرُلُّسي ما ورد في (حك 11: 27) "أعطني روحك القدوس الناري."
5. اقتبست قطع صلاة باكر من حك 16: 28: "سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك".
6. في سرّ حلول الروح القدس في القداس الكيرُلُّسي ورد: "وأرسل إلى أسفل من عُلوّك المقدس، ومن مسكنك المُستعد، ومن حضنك غير المحصور، ومن كرسي مملكة مجدك (حك 9: 10)... البارقليط روحك القدوس.
7. في تسبحة نصف الليل في لبش الهوس الأول اقتبست الكنيسة من سفر الحكمة (حك 19: 7-8). (طريق ممهد في البحر الأحمر).
8. أيضًا في قراءات البصخة المقدسة تُقرأ فصول من سفر الحكمة.
* الساعة السادسة من اثنين البصخة (حك 1: 1-9).
* الساعة الحادية عشر من ليلة الأربعاء (حك 7: 24 إلخ.).
* باكر الجمعة العظيمة (حك 2: 12-22).
 
قديم 02 - 03 - 2024, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 152710 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الطبيعة الخادمة لخطة الله

لعل من أروع ما سجله لنا هذا السفر تفسيره للأحداث خاصة الخروج، كيف يستخدم الله الطبيعة لتخدم خطته، لأجل حث الأشرار على التوبة، وتقديم مساندة لكنيسته المقدسة وسط الضيق. إنه إله المستحيلات، الذي خلق الطبيعة بكل قوانينها ونواميسها كعملٍ عجيبٍ، وهو بنفسه عند الضرورة يكسر هذه القوانين، ويحركها لخدمة خطته الإلهية.
نذكر هنا أمثلة لما ورد في هذا السفر:
1. لم تعد أرض مصر المعروفة بخصوبتها تثمر لهم نباتات وترعى فيها الحيوانات، فصار المصريون الوثنيون في مجاعة وضيق شديد، بينما تقدم البرية الجافة القفر منًا وسلوى لشعبه (حك 16: 1-4). لم يستطع الأولون على ضفاف النيل أن يأكلوا أو يشربوا، بينما وجد كل مؤمنٍ من الشعب وسط البرية منًا نازلًا من السماء، يشبع تذوقه الخاص به، والصخرة تقدم له ماءً نقيًا.
2. لم يكن لدى اليهود في البرية نباتات ومراهم تُستخدم كأدوية، لكن بكلمة الله شفاهم، إذ وهبهم أن يُشفوا من لدغات الحيات القاتلة بمجرد التطلع إلى الحية النحاسية بإيمانٍ. سرّ الشفاء ليس في الحية ذاتها، إنما في الوعد الإلهي (حك 16: 5-8). هكذا خلق الله لنا النباتات التي تُستخرج منها مواد لشفاء الجسد، ووهبنا العقل البشري للأبحاث الكيمائية والطبية، لكن يبقى هو طبيب النفوس والأجساد، واهب الشفاء (حك 16: 12-15).
3. في تأديبه للأشرار يسمح بضربة تكسر قوانين الطبيعة، حيث تشتعل النار بقوة وسط البرد وسيول الأمطار الغزيرة على خلاف الطبيعة (حك 16:16). فمتى نزل البَرْد لا تكون سيول أمطار، وحيث تنزل سيول الأمطار تطفئ النيران. وكأن قوى الطبيعة تلاحمت معًا حتى بكسر قوانينها لأجل تأديب الأشرار وحماية الأبرار.
4. مرة أخرى لاحظ الحكيم أن الله وهبهم منًا من السماء له سمات غريبة، متى أشرقت الشمس عليه يذوب المن في الصباح المبكر، وتتشربه رمال البرية كأنه ماء يرويها، بينما إذا ما وُضع على النار لا ينحل، بل يحتفظ بشكله وطعمه، حيث يجد كل شخص المذاق الذي يستعذبه.
5. فقد المصريون القساة نور الشمس وتحولت بيوتهم إلى حبسٍ أو سجنٍ، وصاروا كأنهم مربوطون بسلاسل يخشون الحركة داخل البيت أو خارجه لئلا يسقطوا (حك 17: 15). كانوا كأسرى يعانون من العزلة والوحدة مع الخوف الشديد. بينما كان القديسون في البرية حيث العزلة الخارجية يرافقهم الله كعمود نورٍ. صاروا في ضيافته حتى وسط الليل، يشرق عليهم بنور الفرح الإلهي السماوي (حك 18: 13-14). شتان ما بين السكنى في المدن مع الحرمان والعزلة، والتحرك في البرية لكن في ضيافة الله نفسه القائد لهم في رحلتهم، والمشرق بنوره عليهم طوال أربعين عامًا.
6. الوسيلة التي اُستخدمت لتأديب الأشرار هي بعينها اُستخدمت لمكافأة أبناء الله. لقد أراد الأشرار إهلاك أطفال القديسين، وإذ وضع في النهر صارت المياه لا لهلاكه بل لانتشاله وإعداده لخلاص الشعب من العبودية. المياه التي أنقذت موسى وشعبه، أغرقت فرعون وجنوده (حك 18: 5).
7. صدر الأمر من فرعون بذبح أطفال القديسين خفية، وإذا بأبكار المصريين يقتلون علانية (حك 18: 6، 10).
8. عُرف وادي النيل بخضرته وخصوبة تربته، حوَّلها الجراد إلى قفرٍ مهلك، وعلى خلاف الطبيعة صار قاع البحر الأحمر بالنسبة للمؤمنين طريقًا ليس فقط للعبور خلاله، وإنما حوله الله كما إلى جنة أو مرج أخضر. صار قاع البحر حديقة مبهجة يتمتع بها المؤمنين أثناء عبورهم فيه (حك 19: 7)، وعلى خلاف قوانين الجاذبية الأرضية وقوانين السوائل وقف الماء على الجانبين كسورٍ يحمي المؤمنين العابرين فيه.
9. بينما ذاق المصريون الوثنيون المرارة من الظلام والخيالات والرعب داخل بيوتهم، أثناء ضربة الظلام وضربة قتل الأبكار، إذا بالمؤمنين يتمتعون بفرحٍ شديدٍ في البرية (حك 19:19)، فكانوا يسبحون الله على أعماله المجيدة معهم (خر 15). بعد خروجهم من البحر الذي أغرق فرعون جنوده، شعروا بالحرية الموهوبة لهم، حتى وإن كانت في البرية. صاروا كخيل يرعى في مرعى خصيب، أو كحملان تقفز وتلعب بسرورٍ.
10. ضُرب المصريون بالذباب (جاء النص العبري يعني حشرات صغيرة تطير، لذا يرى البعض أنها بعوض) يضايقهم كما يضايق حيواناتهم. هذا ما أنتجته لهم الأرض الزراعية. عوض أن تكون مرعى للحيوانات النافعة التي تقدم لبنًا وصوفًا ولحمًا (حك 19: 10).
11. إن كانت الأرض قدمت بعوضًا مؤذيًا عوض الحيوانات النافعة، فإن النهر فاض عليهم بالضفادع لتملأ بيوتهم وتتحول إلى أكوام نتنة في كل أرض مصر، يصعب التخلُص منها، وذلك بدلًا من الأسماك الشهية الطعم (حك 19: 10).
12. إن كان الله قد سمح للأشرار بهجومٍ برِّي من البعوض وبحري من جيوش الضفادع، فقد أظهر عنايته بالمؤمنين، حيث انطلقت أسراب ضخمة من السلوى (السمان) مهاجرة؛ وكانت في نهاية رحلتها تطير بالقرب من البحر فرأوها كأنها خارجة من البحر، حيث تطير على مستوى منخفض. كانت هذه الطيور مُجهدة تطير ببطءٍ، فأمسكوا بها، وقد أشبعت كل الشعب البالغ حوالي المليونين.
13. يقدم الحكيم مقارنة غريبة بين عمل الله مع غير المؤمنين وعمله مع المؤمنين. فمع غير المؤمنين حول الحيوانات شبه المائية (الضفادع) كما إلى حيوانات برية إذ تركت الضفادع المياه وانطلقت إلى بيوت المصريين ودخلت مخادعهم. وعلى العكس فإنه بالنسبة للمؤمنين حول لهم الحيوانات التي معهم كما إلى أسماك مائية تسير في قاع البحر تعبر من الشاطئ الشرقي إلى الغربي في أمان (حك 19: 18-20). هذا العمل الإلهي الفائق يُظهر عظمة الله الذي يحرك خليقته ويغير قوانينها لصالح أولاده كمن يعزف على قيثارته أنشودة الحب الفائق (حك 19: 17).
14. يرى الحكيم أن عمود النور الذي كان يحمي شعبه صار عازلًا شعبه عن المصريين غير المؤمنين. كان النور يسير وسط المياه والمؤمنون ومواشيهم في أمان بينما صارت خيول المصريين في انزعاج شديد، وكانت قوة النار تحرقهم. وكأن النار وهي وسط المياه من الجانبين صارت أشد حرارة مما هو خارج الماء. هذا والنار التي أزعجت الخيول لم تضر الأسماك والحيوانات البحرية التي كانت تسبح في المياه التي على الجانبين (حك 19:19-20).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024