09 - 12 - 2016, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 15261 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس نيقولاوس يعلّمنا اليوم
نعيّد اليوم للقديس نيقولاوس الذي تعتبره الكنيسة أسقفًا بارّا وجعلته نموذجا لرؤساء الكهنة وللكهنة بصورة عامة، وهو نموذج وقدوة للمؤمنين جميعًا. ما يمكننا أن نستخلصه من سيرته هو انه عرّف بالدرجة الأولى عن الإيمان. لقد دُعي الى المجمع المسكوني الأول (نيقية ٣٢٥) حيث سُنّ دستور الإيمان: «أومن بإله واحد آب ضابط الكل» الذي نتلوه في القداس الإلهي. وقد اشترك القديس نقولاوس في وضعه وصياغته منذ نحو ١٧٠٠ سنة. نرتّل في طرروبارية القديس (ترنيمة العيد): «لقد أظهرَتْك أفعالُ الحق لرعيتك قانونًا للإيمان» أي ان إيمان نيقولاوس إيمان حق يُقاس به كل إيمان. كان نيقولاوس راعيًا لمدينة صغيرة تُدعى ميرا تقع في مقاطعة ليكيا في جنوب تركيا ليست بعيدة عن مرسين. برز بالدرجة الأولى معلّمًا، وهذا ما يُطلب من المطران، ومن الكاهن بعامة، ان يُعلّم الإنجيل كما تفهمه الكنيسة المقدسة. كان نيقولاوس منقذًا لشعبه عن طريق رفع الظلم عن المظلوم، ويهتمّ بكل فئات الشعب ولا سيما المحرومين منهم. كان يفتقد الأرامل واليتامى والصبايا والشباب ويهتمّ بالأطفال. ولهذا نطلب من المطران أن يكون قريبًا من الفقراء وكل من ليس لهم من يهتمّ بهم. ان عمل المطران، وبالتالي عمل الكاهن، أن يكون مع الصغار، أن يعلّم المساكين ويفتقدهم. تقرأ علينا الكنيسة في عيده مقطعًا من الرسالة إلى العبرانيين يقول: «أَطيعوا مدبّريكم واخضعوا لهم فإنهم يسهرون على نفوسكم سهر من سيعطي حسابا». يعرف بولس أن الرعاة في أيامه يسهرون على نفوس الرعية. الرعاة في كل زمان يحقّ لهم ان يطلبوا الطاعة الا إذا كانوا يسهرون على نفوس الرعية. وفي الحقيقة إذا عرفتْ هذه أن رؤساءها يسهرون عليها تُطيعهم. هنا تذكير للكهنة ورؤساء الكهنة انه لا يحق لهم أن يطلبوا الطاعة الا إذا عرفوا أنفسهم ساهرين على الرعية. لماذا جيء بهم رعاة إن لم يكونوا كذلك؟ نيقولاوس جاهد الجهاد الحسَن وسلك على خُطى السيّد حتى سطع منه على رعيّته نورُ المسيح. وها هي الكنيسة اليوم في عيده تجتمع لتفرح بسطوع النور عليها من نيقولاوس، وإذا فرحت بالنور، تتعلّم بدورها وتستنير. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
09 - 12 - 2016, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 15262 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علم الطب الروحي
يوجد فرق مهم بين الكنيسة الأرثوذكسية والاعترافات في الكنيسة الغربية، وهذا الفرق هو أن أساس التقليد الأرثوذكسي علاجي. هذا يعني أنه على حين ترى المسيحية الغربية الخطية من منظور قانوني وأخلاقي وصياغة عبارات، فإن الكنيسة الأرثوذكسية تنظر للخطية من منظور طبي كما هو معَبَر عنه في الكتاب المقدس وتقليد الآباء. بتعبير آخر، هي تنظر للخطية على أنها مرض الإنسان بعد انفصاله عن الله، وبالتالي يتطلب الأمر شفاءً. بالتالي لم يكن الغرض من تجسد المسيح هو استرضاء العدل الإلهي، كما يفترض علم اللاهوت الغربي، ولكن شفاء الكيان الإنساني بحيث يتحول حب الذات إلى حب عديم الأنانية (حب لله وللآخرين). ليس الله المدعي العام الروحي، ولكنه طبيب يشفي الإنسان. إننا نجد ذلك ليس فقط في الكتاب المقدس وكتابات الآباء القديسين، ولكن في كل نصوص الكنيسة الليتورجية أيضاً. يوجد تعليم للقديس غريغوريوس اللاهوتي معروف جيداً عن أن المسيح من خلال تجسده اتخذ الطبيعة البشرية بجملتها لكي يشفيها لأن ما لا “يُتَخَذ لا يُشفى“. توجد عبارة معبرة تظهر مهمة الكنيسة العلاجية بجملتها، واستعملناها كعنوان لهذا الفصل وهي: “علم الطب الروحي“. هذه العبارة موجودة في القانون رقم 102 من المجمع المسكوني الخامس– السادس. إنها تظهر أن كل الحياة داخل الكنيسة، وكل جهادنا لكي نتبع المسيح ولكي نتحد به هي نوع من “الطب” ولكنه “طب روحي” مختلف عن الطب التقليدي العضوي، وهو يعمل بصورة رئيسية داخل النفس من خلال عمل الروح القدس. وحيث أن هذا الطب الروحي يُمَارَس بطريقة جادة، ومسئولة، وبقواعد روحية فإنه يُدعَى “علماً“. الميتروبوليت ييروثيوس فلاخوس |
||||
09 - 12 - 2016, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 15263 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحو الميلاد
يقترب الميلاد. نعمَّا لمن صام. ومن لم يصم فليبدأ اليوم ولنتقدم جميعنا إلى المولود في صلواتنا كل مساء، ونضيء شمعةً للسيد كل صباح شاكرينه على عطاياه، ذاكرين بعضنا بعضاً بمحبةٍ أخوية، مواظبين على الاشتراك في صلاة الشكر الجماعية(القداس الإلهي)، وقراءة الكلمة. دعونا ندعو يسوع. فهذا زمن مجيئه في الجسد، ظهوره الأول بعد أن شعّ من الآب فلنسمع ما يقوله لنا الآب:” هذا المولود مني قبل كون العالم أردته أن يولد من امرأةٍ من بناتكم لتذوقوا قربي، وتدركوا أنكم مُلقَون في حضني، وإذا جاءكم الابن في التواضع ستفهمون أنكم لابد أن تولدوا أنتم في التواضع لأن الكبرياء لا تلد إلا التفاهة، من كان منكم قائماً في مجد العالم سيدرك فقر ابن الإنسان، فإذا جاءكم العيد زينةً لبيوتكم أو فرصةً للمآدب وظهور أولادكم بالثياب الجميلة، و تزيين الشجرة وهدايا البابا نويل و نسيتم الطفل المولود تكونون قد تركتم فقير الناصرة وحيداً حزيناً وجوعاناً. فهل ولد يسوع من أجلك شخصياً ؟ أم أن ولادة المسيح هي حدث تاريخي لا يخصك؟ هل أنت ملتزم الميلاد باعتباره عيدك الشخصي؟ دعونا نشعر بمعنى الميلاد الحقيقي إطلالة نور المسيح، ولنجعل قلوبنا مزوداً لراحته. لا تخلو الحياة من الحزن الشديد والإخفاق، وفيها الخطايا الكثيرة. قد لا يعي الكثيرون معنى ذلك أو يتغاضون لأنهم لا يسعون إلى القداسة. هم سعداء إن لم يمرضوا ولم يموتوا وكأن المسيح لم يأت ولم يتكلم ولم يمت ولم يقم من بين الأموات، إذا كانوا لا يغيِّرون ما في أنفسهم فكأنهم لم يقتنعوا أن يسوع جاء ليغيِّر الكون. الضعف موجود في كل مكان. ولعل أكبر جرحٍ يؤلمنا أن نجده في الكنيسة. فننسى أن الكنيسة هي نحن، وإن لم يبدأ كل منا بإصلاح ذاته فسيبقى الكسل، وإرادة البقاء في الجهل مسيطرةٌ على النفوس، ولا ننسى ما قاله السيد:”ولن تقوى أبواب الجحيم”، “يزول العالم كله، ولا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس”، فلنقتلع أهواءنا ونواجه واقعنا الخاطىء بمحبة وانتباه مقترناً بزيت التواضع والثقة التامة بالله. ولنسر معاً إلى الميلاد لنستقبل المسيح صارخين: يا من ولدت من البتول من أجلنا وكابدت الصلب أيها الصالح يا من سبيت الموت بموتك وأريت القيامة بما انك إله لا تعرض عن الذين جبلتهم بيديك بل أظهر تعطفك على الناس أيها الرحيم، وتقبل والدتك والدة الإله متشفعةً من أجلنا وخلِّص يا مخلصنا شعباً يائساً. القدِّيس نيقولاوس العجائبي |
||||
10 - 12 - 2016, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 15264 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزمان الرديء لنحذر وننتبه لحياتنا
الكتاب المقدس حذرنا بنطق رسولي في رسالة تيموثاوس من الأزمنة الأخيرة الصعبة التي نعيش فيها اليوم، والتي قد تمتد لسنوات طويلة، فيها بدأ شباب كثيرين يتكلمون كثيراً جداً عن الله نظرياً، ولكن في الواقع الروحي واللاهوتي فقدوا الحس التمييزي بين ما هو من الله حسب إعلان الحق في كمال بشارة الإنجيل وما هو من الناس حسب كلام الإنسانية المقنع، فأصبح الكثيرين يصدقون الكذب ويخلطون التعليم ما بين فكر الناس العبثي وفكر الحق المٌستنير بنور إشراق النعمة المُخلِّصة، فحدث عمى روحي شوش الرؤية الصحيحة لله حسب إعلانه عن نفسه، والبعض فقد حس الجسد الواحد وبالتالي انزوى بعيداً ليحيا في حالة من الانفراد الخاص عن باقي أعضاء الجسد الواحد ليحيا في فوضى وعدم ترتيب، مخترعاً تعليماً يخص ما يظنه هو حسب ما يرتاح إليه، ليحيا في تشويش حسب راحة قلبه الذي يخدعه، وبكونه انفعل انفعالات نفسية خاصة لم تغير حياته - واقعياً - ليدخل في سرّ التقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة لنحيا حياة شركة مقدسة ترفعنا للعلو الحلو الذي للقديسين لكي نكون جسد واحد، رعية واحدة لراعٍ واحد، فقد انخدع وصار مثل من يسير في الصحراء ويرى سراب الماء فيظن انه وصل للنبع الذي يروي نفسه ويطفأ ظمأ قلبه، فيبدأ يُنكر ما أُعلن في وضوح تام بكل جلاء في العهد الجديد الذي أظهر القصد الإلهي التام وإعلان الخلاص، فبدأ ينكر العبادة المنتظمة والبعض تخلى عن صلاة المخدع، ثم تدرج فيما هو أكثر ورطة إذ أنكر شركة الجسد الواحد كأعضاء في جسد المسيح الرب، ثم أنكر الوجود الكنسي وتطور الأمر حتى أنه أنكر الثالوث وبدأ يقاوم كل من يتكلم عن الله الثالوث القدوس رافضاً قانون الإيمان في النهاية، حتى أن البعض رفض بعض الآيات في الإنجيل وبعض الرسائل التي تُظهر بطلان فكره. وهذا كله نتاج انفعالات نفسية مشوشة والكلام الكثير عن الله بدون حياة حقيقية على مستوى التوبة ولمسة الله الشافية المُحيية، لذلك علينا أن ننتبه لحياتنا لأن إبليس يجول ملتمساً من يبتلعه تحت خدعة مُسمى التعليم الصحيح، لذلك علينا أن نطلب روح التمييز والإفراز وحفظ الله لنا بقوة نعمته الحاضرة لكي لا نضل كما ضل الكثيرين، لأننا في أزمنة الضلال المُميتة للنفس، فكثيرين اليوم بجلبة عظيمة يتشاجرون ويتشاحنون على الحق، وانزلقت أرجلهم في تخطي الوصية بشتم الآخر والتعدي عليه، وأيضاً البعض انقسموا تحت حجة الحفاظ على الألفاظ المُسلمة لنا من القديسين فشقوا الكنيسة، وآخرين وصلوا لإنكار الإيمان كله بحجة أنهم عرفوا الحق الذي كان مخفي عن أعينهم، والبعض يطالبون بحرمان كل من يخالفهم الرأي.. الخ حقاً نحن في أزمنة صعبة جداً، فأن لم نكثف صلاتنا فيها وتوسلنا لله الحي بكل قوتنا وبلا تكاسل أو هوادة وأكثر مما نقرأ ونتكلم عن الله فسنتوه - بالتأكيد - نحن أيضاً، لأننا لن نصمُد امام هذه التيارات المُقلقة القاتلة إلا بسلاح الصلاة والصبر في مخادعنا والجلوس عند كلمة الحياة طويلاً لنستقي منها ونشبع ونستنير دون ان نحاول أن نقتحمها بفكرنا ونلوثها بتفسيراتنا، بل ننتظر الفهم في مخادعنا بكل صبر وتأني شديد، لكي يفتح المسيح الرب أذهاننا لنفهم الكتب، فأتوسل إليكم يا إخوتي لا تتسرعوا لتجلسوا على كراسي التعليم قبل أن تنالوا قوة من الأعالي وتتحسسوا موضعكم في مسيح القيامة والحياة على مستوى تجديد النفس، فانتظروا في مخادعكم وأغلقوا أباوابكم طويلاً، أكثر من كلامكم وحديثكم مع الناس أو وقوفكم على المنابر لتُعلِّموا، ولا يخدعكم أحد بتسليم الخدمة إليكم، فكم من خدام ومسئولين في الكنائس على مر التاريخ ضلوا عن الحق وابتعدوا عن الطريق المرسوم من الله، وصاروا محل عثرة لكثيرين وتسببوا في إرباك حياتهم وسقوطهم من النعمة لأنهم انفعلوا معهم نفسياً دون أن يلتصقوا التصاقاً بالرب إلههم، فأن لم ننتبه ونحذر ونحيا كما يحق لإنجيل الخلاص فاننا حتماً سنتعثر ونسقط من النعمة ان آجلاً أو عاجلاً، فكم فرحت بشباب تابوا وعاشوا مع الله وحديثهم كان لذة روحية حلوة، واليوم اذكرهم بدموع بسبب أنكارهم للإيمان إذ عاشوا حسب رأيهم المتقلقل وفكرهم المخدوع المشوش بكل خدعة شيطانية خبيثة، وعاشوا يبشرون بما هو مخالف للإنجيل باسم الإنجيل، وضل ورائهم الكثيرين مع انهم صاروا غرباء عن الله ويحملون إنجيلاً آخر لا نعرفه. ليحفظنا الله بقوته ليوم استعلان مجيئه مجداً للثلوث القدوس الله الحي الواحد آمين |
||||
10 - 12 - 2016, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 15265 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار أفكسنديوس السوري (القرن5م): كتب سيرة القديس البار أفكسنديوس أحد المتوحدين من رهبان ديره. هذا في أغلب الظن. وهو يدعوه "أبي". سوزومينوس والعديد من المؤرخين كتبوا عنه بإكبار. أصل القديس أفكسنديوس فارسي. ولد في مكان ما من البلاد السورية لا نعرفه. ويبدو أن أباه عبدا هَجَر فارس إثر هجمة الملك شابرو على المسيحيين وكان برفقة أحد أبناء عمه أو ربما أحد أشقائه. هذا الأخير استقر في القسطنطينية، ضابطا في الحرس الملكي. أما بعدها فاستقر في سورية وتزوج وأنجب أفكسنديوس. نشأ أفكسنديوس على محبة الفضيلة والعلوم. فلما بلغ الأشدّ خرج إلى القسطنطينية في زمن الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير (401-450م) آملا في لقاء عمه هناك. لكن عمه (أو ابن عم أبيه) كان قد مات. وإذ رغب في الإنضمام إلى العسكرية التحق بفرقة الحرس الملكية الرابعة لما تمتّع به من مزايا. وقد لاحظه الأمبراطور وأحبّه. هذا ما شهد به سوزومينوس المؤرخ. وقد ورد انه كان متين البنية، قوي الشكيمة، صلب التركيب، تقيا، مقبلا على زملائه، غيورا لهم، حميد الأخلاق، فهيما، عليما بما هو عالمي وكنسي معا، مهذبا، وديعا. سيرة أفكسنديوس، حتى في العالم، كانت، وفق الشهادات، بلا شائبة حتى منّ الله عليه بموهبة صنع العجائب. وقد حرص على الالتصاق بذوي التقى. من الذين تردّد عليهم بتواتر متوحّد، وقيل عمودي، اسمه يوحنا في ضاحية من ضواحي القسطنطينية. ومن رفاقه مرقيانوس وأنثيموس. هذا الأخير كان رجلا عجيبا وكان ينظم الأناشيد الكنسية ويُمضي وأفكسنديوس الأيام في الصوم والصلاة والسهر. وإذ زاد التفات الناس إلى أفكسنديوس لفرادته وأزعجته مدائحهم قرّر الخروج من العالم. أعتزل قديسنا في جبل أوكسيا في بيثنيا، على بعد حوالي خمسة عشر كيلومترا عن خلقيدونية. لبس شعر الماعز والتحف السماء وكان يعتلي، لصلاته، صخرة ويرفع ذراعيه وعينيه إلى فوق بحرية ورحابة صدر. وما إن مضى شهر على خروجه حتى التقاه بعض الرعيان. كانوا أحداثا وقد أضاعوا قطعانهم. وإذ عاينوه أرعبتهم هيأته لأنهم ظنوه شبحا أو شبه ضارية وفرّوا منه. لكنه ناداهم وهدّأ من روعهم وأشار إلى المكان الذي يجدون فيه قطعانهم. فلما نزلوا من هناك أطلعوا ذويهم على ما كان من أمر أفكسنديوس معهم فخرجوا إليه تبركا. ولما التقوه تأثروا وسألوه أن يصعد إلى قمة الجبل ويصلي لهم. وقد بنوا له هناك قلاية صغيرة لها شباك صغير يطل منه على نور الشمس وعلى قاصديه. ذاع صيت القديس بقرب خلقيدونية وقصده الناس من كل صوب يرومون بركته والتأدّب بكلمة الله من فمه، فما كان بنعم الله عليهم بخيلا. وعجائب جمّة جرت على يديه هناك. من ذلك أن سيّدة جليلة القدر من نيقوميذية أتته قائلة:" ارأف بي يا خادم العليّ؟". فأجابها:"ما أنا سوى خاطىء، ولكن إن كنتِ بيسوع المسيح مؤمنة وقد شفى المولود من بطن امه أعمى، فله أيضا ان يرد لك البصر. فلنصلّ معا عساه يستجيب لنا". فشرع الحاضرون، وكانوا وفرة، يُصلون. ثم دعا العمياء إلى شبّاكه ولمس عينيها قائلا لها:"ليشفِكِ النور الحقيقي، يسوع المسيح!". فانفتحت عيناها وأبصرت للحال بجلاء. كذلك جاء إلى أفكسنديوس العديد من الذين فيهم أرواح خبيثة فأبرأهم، باسم يسوع، أجمعين. وإن أبرصين قدما إليه فقال لهما: لقد كان لكما البرص عقابا على ما اقترفته أيديكما. فتوبا عمّا فعلتما ولا تُغضبا الله بعد اليوم لئلا يصيبكما أشر. ولما قال هذا طلب من الحاضرين أن يصلوا معه لأجلهما. فبعدما صلّوا دهنهما بزيت أخذه من القنديل المشتعل أمام رفات القديسين لديه فطهرا. أحد المستهترين، بعدما سمع عن قديس الله، اخذ يشيع أن أفكسنديوس محتال دجّال، يوهم الناس أن بهم شياطين ثم يدّعي إخراجها منهم خداعا لهم. وإذ حدث أن اصطحبه أحد رفاقه إلى القديس ممن كانوا متعلقين به، أعرض رجل الله عن الشكّاك الهتّاك لأنه عرف بروحه أن قلبه غير نقي. وإذ همّ الإثنان بالعودة وصل أحد خدّام الرجل المستهتر وكان ممزق الثوب وأخبره أن مصيبة حلت ببيته. فاستعلمه واجفا عما حدث فقال ابنتك استبد بها روح خبيث وهو يعذّبها جدا. فنزل الخبر عليه كالصاعقة وأدرك للحال ضلال نفسه وبات يضرب أخماسا بأسداس. فأخذه صاحبه إلى قديس الله الذي وبّخه على استخفافه بعمل الله وافتراءه على الأقداس. وبعدما وعظه أوعز إليه بالتردّد على الكنيسة، هو وابنته، بتواتر، ثم صلى فشفيت الابنة من تلك الساعة. في تلك الأيام التأم المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية(451م) وأدان أفتيشيس الذي قيل أنه نادى بطبيعة واحدة للمسيح المتجسّد بعد الطبيعتين قبل التجسّد. واعتُبر موقفه خلطا بالطبيعتين في المسيح. كما ذُكر انه أنكر أن تكون انسانية المسيح من نفس طبيعتنا البشرية. وإذ رغب الأمبراطور مرقيانوس والآباء في حشد الدعم لقرارات المجمع اهتموا بنيل بركة آباء البرّية في ذلك الزمان. ولما كان أفكسنديوس أحد الشيوخ الروحيين البارزين في زمانه فقد وصلت إليه بعثة من رهبان وإكليريكيين لاستطلاع قوله وأخذ بركته في الشأن العقائدي المطروح. لكن رجل الله صدّ البعثة بحجّة انه ليس للرهبان أن يعلّموا بل للأساقفة. موضوع أفتيشيس وهرطقته لم يكن عارفا به أصلا. فعاد الملك وأرسل سفارة مزودة بجند وتعليمات أن يأتوا به قسرا إذا امتنع. فلما قدموا إليه أبى ان يفتح لهم فحاولوا اقتحام المكان ولكن عبثا لان الباب العادي جدا بدا أحصن من أن يتمكنوا من معالجته. فلما رأى القديس شدّة ضيق المقبلين عليه رأف بهم وتلفظ ثلاثا بالبركة الإلهية قائلا: تبارك الله! فانفتح الباب دونما عناء. وإذ بان لهم القديس بهيئته وهيبته اختشوا. رأوا جسده مجرّحا والقيح والصديد يخرج من الجراح. كان أوهن من أن يمتطي صهوة جواد فجعلوه على عربة تجرّها ثيران. لكن أبت أن تتحرك إلا بعدما رسم عليها إشارة الصليب. في الطريق أخرج أفكسنديوس الشياطين من العديدين الذين التقوه. وإذ تداعى الزارعون يبكون لفراقه طرد الأرواح الخبيثة من بهائمهم. كذلك تبعه الفقراء الذين كان يعيلهم من أموال خيّرين وأكّد لهم انه باق معهم بالروح ولو فارقهم بالجسد. عومل القديس في رحلته معاملة السجين، لكن شيئا لم يمنعه من شفاء المرضى وطرد الشياطين من الذين دنوا منه. أخيرا دخل على مرقيانس قيصر في قصر أبدومون بقرب القسطنطينية فتأثر الملك لرؤيته وعلائم التقشّف والنسك عليه. فلما حادثه وبان له أنه ليس على ما جرى مطلعا بعث به إلى الكنيسة العظمى لمواجهة البطريرك القسطنطيني الذي تلا عليه ما أقرّه الآباء فاستصوبه وبارك لأنه في خط المجمع النيقاوي ولا بدعة فيه. وقد ورد انه صار كاهنا إثر ذلك ولم يعد إلى جبل أوكسيا بل تحوّل إلى جبل سيوبي القريب من خلقيدونية. وهذا هو الجبل الذي عرف فيما بعد باسم القديس وشعّت منه فضائله وعجائبه. مما كان أفكسنديوس يدعو إليه، في تلك الحقبة، الاقلاع عن العمل يومين في الأسبوع، الجمعة والأحد. الجمعة إكراما لآلام الرب يسوع، وهذا تجدر تمضيته في الصوم والصلاة. والأحد إكراما لقيامة الرب يسوع، وهذا يوافق قضاؤه في الفرح المقدس والاشتراك في القدسات. وكما هاجمت الأرواح الخبيثة قديسنا في منسكه الأول هاجمته في منسكه الأخير. انقضّت عليه بعنف، بأشكال وأصوات رهيبة مرعبة عساها تنال من رباطة جأشه وشدّة اتكاله على الرب يسوع فلم تُفلح. وقد اعتاد استقبال زائريه برحابة ولطافة كبيرين، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء، أبرارا وخطأة. محبة يسوع كانت فيه واسعه، وكانوا يأتون إليه من كل صوب. كان يحب الصلاة والجموع والقراءة عليها. وقد وضع العديد من الأناشيد ولقّنها إياها. من كلمات أناشيده ما يلي: "المساكين يباركونك، ربي، في فقرهم: المجد لك، أيها الآب السماوي. المجد لابنك. المجد للروح القدس المتكلّم بالأنبياء. بالسماويين نتّحد لنمدحك على الأرض كما هم في السماء مرتلين: قدوس، قدوس، قدوس الرب إلهنا. السماوات والأرض مملوءة من مجدك . يا مبدع الكون! قلت فكانت، شئت فخُلقت. شريعة أعطيتنا فلا تتغيّر. نشكرك يا مخلصنا على كل شيء. أيها الرب، إله كل فضيلة، تألمت لأجلنا وقمت وأريت نفسك لتلاميذك. إلى السماء صعدت ومن هناك تعود لتدين العالم. ارأف بنا وخلصنا. نسجد لديك خاضعين لك بالكامل في شقاءنا وأتعابنا. نلتمس رحمتك، يا من هو مخلصنا، فإنك أنت بالحقيقة إله المقبلين إلى صلاحك بقلب تائب. يا من هو جالس على الشاروبيم وقد شقّ السماوات ارأف بخلائقك وقُدهم إلى الخلاص. ليفرح بك الأبرار، يا رب، وليشفعوا بنا لدى عظمتك الإلهية. أيها الرب يسوع، إله القديسين، لك الكرامة والمجد". وإلى أناشيده كانت له مواعظ مؤثّرة فأخذ طلاّب حياة التوحّد يفدون إليه ويسألونه الإنضواء تحت لوائه. مرة، في عمق الليل، فيما كان يتلو صلاة السحر، والذين كانوا خارج قلايته يُصلّون أيضا، فتح النافذة وصرخ ثلاثا: "تبارك الله". ثم طأطأ رأسه وأعلن متنهدا:" يا أولادي، لقد انطفأ نور الشرق العظيم. سمعان، أبونا، رقد لتوّه!" فلما وصل الخبر بعد أيام تبيّن أن رقاد القديس سمعان العمودي الكبير كان في الساعة التي أعلن عنها أفكسنديوس تلك الليلة. كذلك رغبت النساء بحياة الوحدة في عهدة رجل الله، ومنهن الفتريا وكوزمي وقد وضع لهن قواعد خاصة وألبسهن لباسا خاصا. وقد ازداد عدد النساء المنضمّات إلى جماعته حتى بلغن الستين. وقد جرى بناء دير لهن في أسفل الجبل. يشار إلى ان قديسنا كان، خلال فترة تأسيس هذا الدير، يقيم لهن القداس الالهي وكن يقبلن عليه ليسمعن مواعظه. كما خرج في أيامه الأخيرة من قلايته لزيارتهن والصلاة عليهن. بعد ذلك بثلاثة أيام مرض ورقد في الرابع عشر من شباط من سنة لا نعرفها بالتحديد . ويبدو أن وفاته كانت بين سنة وفاة القديس سمعان العمودي في 459م وسنة وفاة لاون الأمبراطور في 474م. مؤرخة يذكر أنه صار أرشمندريتا مما يدل على كونه أنشأ ديرا رجليا نشأ، ربما، حول مغارته. ويظهر أن رهبانا استمروا هناك ثلاثمائة عام. والعديد من الآباء الأبرار البارزين نسكوا في مغارته كمثل استفانوس الصغير وسرجيوس تلميذ القديس أفكسنديوس. من معين هذا الأخير، فيما يبدو، استمدد كاتب سيرة قديسنا بعض ما ورد فيها. |
||||
10 - 12 - 2016, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 15266 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار مارون الناسك القديس البار مارون الناسك (القرن5 م): كتب عنه ثيودوريتوس، أسقف قورش (393-466). لم يعرفه شخصياً، لكنه عرف تلميذه يعقوب. السيرة التي أوردها في "تاريخ أصفياء الله" مقتضبة. مارون ناسك قورش بامتياز وأب النسّاك فيها. استقرّ على رابية كان الوثنيون قد أقاموا عليها هيكلاً. حوّل هذا الهيكل إلى كنيسة وابتنى لنفسه منسكاً كان يلجأ إليه قليلاً فيما جرى على قضاء أيامه، بعامة، في العراء. منّ عليه الرب الإله بموهبة شفاء المرضى، لا أدواء الجسد وحسب بل أدواء النفس أيضاً كالبخل والغضب. لا نعرف تماماً متى رقد. ثيودوريتوس يقول أنه رقد في شيخوخة متقدِّمة. ويبدو أن مرضاً بسيطاً انتابه بضعة أيام أودى بحياته. على الأثر نشأ نزاع بين القرى بجوار منسكه، كل حاول الاستئثار بجسده. ولكن هناك على الحدود بلدة كثيرة الرجال أقبلت بأسرها فبدّدت الآخرين وانتزعت منهم ذلك الكنز المرغوب فيه جداً. هذا وفق شهادة ثيودوريتوس. إلى ذلك ثمة رسالة وجّهها القدّيس يوحنا الذهبي الفم إلى مارون الكاهن والناسك بين العامين 401 و407م حين كان الذهبي الفم في المنفى. قال: "إننا لمرتبطون معك برباط المحبّة والشعور. وعليه فإننا نراك كأنك حاضر هنا أمامنا، لأن من شأن أعين المحبّة أن تكون هكذا، فلا المسافة تحجبها ولا الزمان يخمدها. وكان بودنا أيضاً أن تكون رسائلنا إلى تقواك متواصلة ولكن هذا ليس بالأمر السهل، بسبب صعوبة الطريق وقلّة سالكيها. فعلى قدر استطاعتنا نشيد نحن بفضلك ونعلن أنك لا تبرح من ذاكرتنا، حاملينك في أنفسنا أينما كنا. فاجتهد الآن أنت أيضاً أن توافينا سريعاً جداً بما يتعلّق بسلامتك. حتى ولو كنا بعيدين بالجسد نواصل التفكير بما يختصّ بنشاطك، فيزداد اطمئناننا ونحصل على الكثير من التعزية ونحن هنا في المنفى، لأنه ليس بالقليل السرور الذي يحلّ بنا لدى سماعنا أخبار سلامتك. وقبل كل شيء نطلب إليك أن تصلّي لأجلنا". |
||||
10 - 12 - 2016, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 15267 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار مرتينيانوس القديس البار مرتينيانوس : لا نعرف تماماً متى عاش القدّيس مرتينيانوس ولا أين ولو غلب القرن الرابع تاريخياً وقيصرية فلسطين مكاناً. بعض التواريخ يمتد حتى إلى القرن التاسع الميلادي، وبعض الأمكنة إلى بلاد الكبّادوك. أنّى يكن الأمر فإن كتبة سيرة القدّيس المميّز يتّفقون في الخطوط العريضة لسيرته. اقتبل مرتينيانوس الحياة النسكية في سن الثامنة عشرة في مكان يقال له "محّلة القوس" انتشر فيه النسّاك. وعلى مدى خمس وعشرين سنة سلك في الفضيلة بهمّة وجدّ كبيرين حتى قيل أن الرب منّ عليه بموهبة صنع العجائب. بعد ذلك سمح الرب لعبده بتجربة مرّة. التجربة كانت تجربة الجسد. هل كانت من باب حسد الشياطين، على غرار ما فعله إبليس بأيوب الصدّيق؟ ربما! هل كان في قلب الرجل هوى للمرأة مربوطاً برباط الجهاد لم يسمح الرب إلى ذلك الحين بتزكيته، ثم فجأة انكشف ليكون لعبد الله مرتينيانوس أن يتّضع بإزائه؟ هذا أيضاً ممكن. كانت في قيصرية امرأة هوى مغتّرة بنفسها. فلما بلغها خبر مرتينيانوس أنه طاهر نقيّ بار مُجد تحرّك في نفسها شعور بالتحدّي. مرتينيانوس كما ورد، كان وسيم الطلعة ترغب به النساء وكان يستقبل الناس ويصلّي عليهم. فخطر ببال المرأة أن تغامر فاتشحت بثياب رثّة وحملت تحت إبطها صرّة جعلت فيها ثوباً وشالاً ناعمين وبعض الحليّ وخرجت إلى محلّة القدّيس. هناك أخذ المطر يتساقط. وبان كأن عدو الخير رتّب منظراً يثير شفقة القدّيس فيستقبل المرأة ويقع في المحظور. كل ذلك بسماح من الله. قرعت المرأة الباب ففتح. وإذا به أمام مخلوق رثّ الثياب والمطر يسحّ منها، في فاها الويل والترجّي أن يستقبلها لئلا تفترسها الوحوش والوقت أمسى. ماذا عساه يفعل؟ لم يخطر بباله أن هذا ربما كان فخّاً إبليسياً، والنسّاك، عادة، ذوو حذر شديد. ولعل الله حجب عنه البصيرة تدبيراً ليضيء ظلمته فيما بعد. قبل القدّيس المرأة لديه. أعدّ لها ناراً لتستدفئ وقدّم لها بعض ما عنده من المأكل، خبزاً أو تمراً. ثم تركها إلى قلاية داخلية كانت له واستغرق في صلاته وتلاوة مزاميره. ماذا حدث بعد ذلك ليس واضحاً. قيل أن المرأة غيّرت حلّتها. لبست الغوى بعدما لبست المسكنة. وقيل اقتحمت قلايته الداخلية كذلك قيل أنه جاء إليها مفتقداً فألفاها على مظهر أسر قلبه. أنّى يكن الأمر فإن مرتينيانوس اجتاحته التجربة وتحرّكت لها أحشاؤه حتى قبلها ومال إليها، لاسيما للكلام المخدّر الذي سمعه منها عن عرس قانا الجليل وزواج بعض الأنبياء والقدّيسين وإنه ليس في الحب ما يضير. الإطار المسرحي من وجهة بشريّة وشيطانية كان مبكّلاً. وبالنتيجة أذعن القدّيس للأمر المعروض عليه. أمر واحد بقي أمامه أن يتأكد من أن أحداً ليس في الخارج، وليس تحت عين إنسان. وإذ خطر ذلك بباله قفز إلى خارج القلاية ليتأكّد من خلو الساحة لديه. في تلك اللحظات القليلة اخترقت قلبه رأفة الله بهيئة صورة للهاوية التي هو مزمع أن يلقي بنفسه فيها فانصدم وارتدّ تائباً. لمح مرارة المرّ مذاقاً فثاب إلى رشده. للحال جمع حطباً وأشعل ناراً ووطئها حافي القدمين ولسان حاله: انظر قبل أن تباشر النجاسة إن كنت قادراً على احتمال نار جهنم عقاباً! وإذ احترقت قدماه وعظم ألمه واشتدّ نخس قلبه حرقة فوق حرقة، أخذ يعول بدموع سخيّة فبلغ صوته أذني المرأة فخرجت تستطلع أمره فألفته في أسوأ حال. وقد ذكروا أن المرأة هربت لتوّها. وذكروا أيضاً أن رهبة المشهد زلزلتها فبان ما فعلته في منتهى العبث والوحشية. وإذ اضطربت أعماقها تابت إلى ربّها وأخذت تتوسّل للقدّيس أن يسامحها ويعينها إن كان لها خلاص. كذلك روي أن القدّيس بعث بها إلى دير القدّيسة باولا في بيت لحم حيث سلكت في توبة صدوق اثنتي عشرة سنة إلى أن تكمّلت بالقداسة. وللمرأة في التراث اسم هو زويي. أما رجل الله فاحتاج إلى سبعة أشهر ليسترد عافيته ثم غادر مكانه. هام على وجهه في البرية يبحث عن مكان لا وصول لأحد إليه. كان يظن أن البعاد كاف ليحول بينه وبين الناس، لاسيما النساء، وليقيه شرّ تجارب إبليس. أخيراً، دون أن يعرف كيف، بلغ شاطئ البحر. هناك التقى رجلاً تقياً، صاحب مركب، يعرف دواخل البحر جيداً. فسأله عن مكان مقطوع بالتمام عن الأنس. فدلّه على صخرة كبيرة في عرض البحر، يتعذّر على أحد الوصول إليها. وإذ حرّك الرب الإله قلب الرجل رضي أن يأخذ مرتينيانوس إليها وأن يأتيه كل بضعة أشهر ببعض الماء والطعام والخوص لشغل السلال. قبع مرتينيانوس على تلك الصخرة عشر سنوات لم يُقلق هدوءه خلالها أحد. ثم حلّت ساعة التجربة من جديد. سفينة انكسرت بقرب المكان وهلك من كانوا على متنها إلا صبية فتّانة تمسّكت بخشبة بين حطام السفينة بقرب صخرة القدّيس رأته الصبية فاستغاثت ونادته. وإذ لاحظها خطر بباله أن تكون تلك تجربة أخرى شطّطها له إبليس بقرب مأواه ليوقع به. حدّق جيداً. كيف يترك الصبية عرضة للهلاك! فأتى إليها وأعانها حتى أخرجها إلى الصخرة. وما أن استردّت أنفاسها قليلاً حتى قال لها أنه لا يستطيع أن يبقى في مكانه معها. عليه أن يذهب. أما هي فلتبق إلى أن يأتي صديقه، صاحب المركب، وهو يعينها إلى بلدها. وإذ أسلمها ما لديه من طعام وشراب استودعها الله وألقى بنفسه في المياه كبين يدي الله الحي، فإذا بدُلفين ينقله على ظهره إلى الشاطئ. أما الفتاة فلكي تؤدي الشكر لله فإنها آثرت قضاء بقية أيام حياتها ناسكة على الصخرة. وقد ورد أنها استمرت كذلك سنين إلى أن رقدت بالرب واسمها فوتين. وإن صاحب المركب وزوجته هما اللذان أخذاها، بعدما رقدت، ووارياها الثرى. أما مرتينيانوس فشكر الله جزيلاً على حسن رعايته وقرّر، مذ ذاك، أن يسوح ولا يقيم في مكان إلا عبوراً. وقد ورد أنه مرّ بما يزيد على المائة مدينة في غضون سنتين إلى أن وصل إلى أثينا حيث رقد. هذا ويبدو أنه كان لقدّيسنا إكرام جزيل في الشرق، لاسيما في القسطنطينية، في كنيسة بقرب آجيا صوفيا. |
||||
10 - 12 - 2016, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 15268 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسان الرسولان الشهيدان أكيلا وبريسكلا أكيلا رجل يهودي اهتدى وغار غيرة للمسيح، وبريسكلا زوجتُهُ. (القرن الأول): نبطي الجنس. أول خبره في سفر أعمال الرسل، الإصحاح 18. كان وزوجته في إيطاليا. فلما صدر أمر من كلوديوس قيصر بمضي جميع اليهود عن رومية آتيا إلى كورنثوس وأقاما فيها. كورنثوس كانت يومذاك مركزاً تجارياً مهماً بين إيطاليا وآسيا. هناك التقاهما بولس الرسول أوّل مرَّة. وإذ كان من صناعتهما، لأنّهما كانا خيَّاميين، أقام عندهما. ويبدو أنه هو الذي بشَّرهما بالمسيح وهداهما. ولما سافر إلى سورية كانا أكيلا وبريسكلا معه. وبعد ما حطّ في أفسس تركهما هناك. في أفسس التقى الرسولان رجلاً يهودياً اسمه أبلّوس الأسكندري، هذا كان فصيحاً مقتدراً في الكتب، خبيراً في طريق الرّب، حاراً بالروح، لكنّه لا يعرف غير معمودية يوحنَّا. وإذ ابتدأ يجاهر في المجمع، سمعه أكيلا وبريسكلا فأخذاه إلى بيتهما، "وشرحا له طريق الرّب بأكثر تدقيق" (أع18: 26). هذا ويبدو أن الرسولين عادا إلى رومية في وقت لاحق وفتحا بيتهما كنيسة. وقد أرسل الرسول بولس سلامه إليهما فيما كتبه إلى رومية من كورنثوس. في هذه الرسالة (رو16) قال عنهما إنهما عاملان معه في المسيح يسوع وأنهما وضعا عنقيهما من أجل حياته. وأضاف: " لست أنا وحدي أشكرهما أيضاً جميع كنائس الأمم ". وفي التُراث إنّهما استشهدا بقطع الهامة. |
||||
10 - 12 - 2016, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 15269 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ملاتيوس بطريرك أنطاكية ولادتُهُ ونشأتُهُ: القرن الرابع ميلادي وُلد القديس ملاتيوس الإنطاكي في ملاطية، عاصمة أرمينية الصغرى، لعائلة مرموقة يبدو أنه ترعرع في كنفها على محبَّة الله والعادات الكنسية الطيَّبة. ومع أن أسباب الحياة الرغيدة كانت ميسورة لديه فإنه اتخذ الإمساك والصلاة سبيلاً سلك فيه منذُ الشبابيَّة. في هذا الإطار حصَّل قسطاً وافراً من العلوم المتاحة لأمثاله في ذلك الزمان. ويظهر كما شهد معاصروه قيما بعد، أنه كان مبرِّزاً وتمتع بمزايا شخصية باهرة كالدماثة والدفء وطيب المعشر والوداعة والبساطة والصدق والأمانة وحب السلام. هذه لفتت الأنظار إليه وأكسبته ثقة العارفين وتقديرهم له. كان صاحب شخصية جامعة إلى حد بعيد. الآخرون يفارقونه ويعادونه أمَّا هو فلا يفارق أحداً ولا يعاديه. ملاتيوس أسقفاً على سبسطية الأرمنية: سنة 358م أُطيحَ بأفستاتيوس أسقف سبسطية الأرمنية، لأنَّه كان آريوسياً. واختيِرَ ملاتيوس ليشغل الأسقفية عوضاً عنهُ. مختاروه كانوا من أتباع آريوس مع أنَّه لم يكن ما يشير إلى أنَّه كان قد إقتبل الآريوسية مذهباً. غير أنَّ الاضطراب الحاصل في سبسطية وتصلُّب سكّانها حال دون بقاء ملاتيوس فيها طويلاً فغادرها، كما قيل إلى الصحراء التماساً لحياة الهدوء والصلاة. ثمَّ ما لبث أن انتقل إلى مدينة حلب السوريَّة. ملاتيوس أسقفاً على أنطاكية: كانت أنطاكية العظمى مستأسَرة لشتى الفرق الآريوسية. فلما أطاح فريق منها بأفدوكسيوس الأسقف الآريوسي، فرغت الساحة فبحث القوم عن بديل فلم يجدوا خيراً من ملاتيوس. معظم الفرقاء فيما يبدو أرثوذكساً وآريوسيين، قبلوا به هؤلاء لظنّهم أنه حليف لهم - أليس أن فريقاً منهم أوصله إلى الأسقفية في سبسطية؟!- وأولئك لأنهم كانوا عارفين بأخلاقه ومناقبيته واستقامته. منذُ اليوم الأول لتبوء ملاتيوس سدة أنطاكية في شتاء 360/ 361م واجه استحقاقاً صعباً. ولم يكف لحظة عن إيمانه القويم. مما خيَّب آمال الآريوسيين، وثبَّت إيمان الأرثوذكسيين لما عاينوا أفعال ملاتيوس على أنها أفعال رجل الله الحقيقي الأرثوذكسي الإيمان، وسمعوا أقواله المقترنة بأفعاله. نفيهُ الأول: لما خابت آمال الآريوسيين في ملاتيوس الأسقف عمدوا إلى قسطنديوس، مطالبين بعزله وأبعاده فكان لهم ذلك. وجرى نفيه إلى أرمينية. لم يطُل الزمن حتى أخذت رياح التغيير تنفخ. في 3 تشرين الثاني سنة361 مات قسطنديوس الملك. وحلَّ محلّه يوليانوس الجاحد الذي اهتمّ بضرب الكنيسة واستعادة الوثنية. وتحقيقاً لرغبته سمح بعودة جميع الأساقفة المنفيّين إلى كراسيهم مبقياً على الآريوسيّين. كان يأمل في تأجيج الصراعات داخل الكنيسة بالأكثر لإيهانها. نفيه الثاني: حكم والنس إمبراطوراً على الشرق ما بين (364- 378م) وكان يدين بالآريوسية كما زوجته التي كان لها الفضل الكبير في محاربة زوجها للأرثوذكسية. هذا ما سمح للآريوسية بالعودة من جديد إلى الواجهة. فبوشر بإخراج الأساقفة الأرثوذكسيين من كراسيهم. ملاتيوس كان في عداد هؤلاء. حيث أوصى أفظويوس الأنطاكي الآريوسي بإبعاده فتمَّ لهُ ذلك خلال العام 365م وانتُزِعَت الكنائس من المؤمنين المسَّمين عليه. لكن يبدو أن ملاتيوس تمكن من العودة إلى كرسيه سنة 367م مستفيداً من انشغال والنس بحربه ضد القوط ومحاولة انقلاب بروكوبيوس عليه. لكن والنس ما لبث أن تخلّص من أعدائه فجرى إبعاد ملاتيوس من جديد سنة 371م، وقد بقي مبعَداً في أرمينية إلى ما بعد وفاة والنس في 9 أب 378م. العودة من المنفى: عاد ملاتيوس إلى كرسيه مظفراً في أواخر العام 378م. فعلى أثر تولي غراتيانوس الحكم تمَّ استدعاء المبعَدين من منافيهم. بعد قليل من ذلك أوفد الإمبراطور أحد جنرالاته شابور، لتسليم الفريق الأرثوذكسي ما سبق واغتصبه الأفرقاء الآريوسين من كنائس. سلمَّ شابور ملاتيوس مجمل الكنائس المُستردَّة. ولمَّا توفي القديس باسيليوس الكبير في أول كانون الثاني 379م أضحى ملاتيوس وريث قيادة كنيسة المشرق ورمز الكنيسة الصامدة وأب الآباء. ملاتيوس رئيساً للمجمع المسكوني الثاني: في خريف 379م دعا ملاتيوس إلى مجمع أنطاكي ضمَّ مئة وخمسين من الأساقفة. همُّهم كان لملمة الكنيسة وتأكيد الإيمان القويم، والامتداد صوب روما وسواها من مراكز الثقل تثبيتاً لوحدة الكنيسة، وإزالة اللغط السابق حصوله خلال مرحلة الهيمنة الآريوسية. هكذا صار هذا المجمع الذي دعا إليه ملاتيوس تمهيداً للمجمع المسكوني الثاني الذي دعا إليه ثيودوسيوس الملك المعيَّن إمبراطوراً للشرق بدءاً من السنة 379م وامتداداً إلى السنة 395م. فانعقد المجمع المسكوني الثاني في ربيع العام 381م. وكان ملاتيوس الأب والشيخ الأبرز. وكان المجمع برئاسته. وفاتُهُ: ما إن تقدم المجمع المقدَّس في أبحاثه قليلاً حتى مرض ملاتيوس ومات. كان ذلك حوالي منتصف شهر أيار من ذلك العام381م، فبكاه آباء المجمع. حضر الإمبراطور مراسم الدفن ورثاه عدد من الآباء البارزين بينهم القديس غريغوريوس النيصصي والقديس امفيلوخيوس الأيقوني. ثمَّ جرى بعد ذلك نقله إلى أنطاكية. سوزومينوس المؤرخ ذكر أنَّه: "في ذلك الوقت نُقِل جثمان ملاتيوس إلى أنطاكية ودُفِن بجوار ضريح الشهيد بابيلا. ويُقال أيضاً أنه بموجب أمر ملكي وجب تزيح الجثمان في الجادات الرئيسية داخل الأسوار في كل المدن التي مرَّ بها بالصلوات والتراتيل إلى أن وصل إلى أنطاكية". بعض من رفاته اليوم موجود في كنيسة القيامة في القدس، وبعضها في المعهد اللاهوتي في خالكي، اسطنبول. |
||||
10 - 12 - 2016, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 15270 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسة ثيودورة الإمبراطورة (+٨٦٧ م) معنى الإسم: ثيودورة إسم بوناني يعني هديّة الله أو عطيّة الله. هو مؤلّف من كلمتين θεός وتعني الله وδῶρον وتعني هدية أو عطيّة. أصلها من بفلاغونيا. من طبقة الأشراف. تمتَّعت بجمال آخاذ وذكاء نافذ. أخذت التقوى والإيمان عن أمّها ثيوكتيستا. اختيرت ثيودورة زوجة للإّمبراطور ثيوفيلوس (٨٢٩- ٨٤٢م). القدّيسة ثيوذورة والدفاع عن الأيقونات: بقيت أمينة للإيمان القويم مكرّمة الإيقونات رغم الحملة الشعواء التي شنَّها الملك في طول البلاد وعرضها. اعتصمت القدّيسة ثيودورة بالصبر والوداعة في مواجهة تعنُّت زوجها إلى أن نجحت، في نهاية المطاف، في وضع حد لحملتِهِ. وقد ورد أن زوجها أذعن إثر مرض استبدَّ به اثنتي عشرة سنة، وأنّه قبَّل إيقونة عرضتها عليه القدّيسة ثيودورة قبل أن يلفظَ أنفاسه بقليل. بعد ذلك حكمت القدّيسة ثيودورة البلاد بصفة وصيّة لابنها القاصر، ميخائيل الثالث، ذي الأربع سنين. وقد دعت إلى مجمع في سنة ٨٤٣م الذي ثبَّت قرار المجمع المسكوني السابع (٧٨٧م). القدّيسة وأحد الأرثوذكسيّة: إثر هذا المجمع، التقى المؤمنون في القسطنطينية فساروا بالأيقونات المقدّسة وأدخلوها الكنائس من جديد. وهذا ما تقوم به الكنيسة في الأحد الأوّل من الصوم الأربعيني الفصحي، والذي يدعى "أحد الأرثوذكسيّة"، إذ تزيّح فيه الأيقونات تأكيدًا لللإيمان القويم تكريس نفسها للصلاة والعبادة ورقادها: في أيّام القدّيسة ثيودورة أُوفِد مرسَلون لنقل البشارة إلى مورافيا وبلغاريا. ولكن شاءت الظروف السياسيّة أن تخرج قدّيستنا وبناتها الأربع إلى دير غاستريا، سنة٨٥٠م لتنصرف إلى الصوم والصلاة إلى أن رقدت بالرَّب في ١١ شباط سنة ٨٦٧م. رفاتها عبر الزمان لم تنحل. ربضت في القسطنطينية إلى أن انتقلت، إثر سقوط المدينة، إلى كورفو اليونانية حيث رفات القدّيس سبيريدون أيضًا. |
||||