02 - 03 - 2024, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 152671 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عنوان السفر ورد في كتابات القديس إكليمنضس السكندري والعلامة ترتليان والقديس كبريانوس باسم "حكمة سليمان"، كما ورد في كتابات القديس كبريانوس تحت اسم "سليمان"، وورد في بعض النسخ اللاتينية تحت اسم "الحكمة". دعاه القديسان أبيفانيوس أسقف سلاميس والبابا أثناسيوس "سفر الحكمة الفُضلى". |
||||
02 - 03 - 2024, 11:07 AM | رقم المشاركة : ( 152672 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاتب يكشف عنوان السفر "حكمة سليمان" عن موضوع السفر، وهدفه، كما عن الكاتب. يرى البعض أنه نُسب للملك سليمان (970-931 ق.م.)، لأن اليهود يتطلعون إليه مثالًا لكل الحكماء، وأن كثيرًا من الأمثال والكلمات الحكيمة ترجع إليه. ويرى آخرون أن سليمان الحكيم كتب الأصحاحات الأولى، بينما قام يهودي حكيم آخر -غالبًا من الإسكندرية- بتكملة السفر. يعتمدون في ذلك على بلاغة الأسلوب في النص اليوناني، لكن بعض الدارسين يرون أن أصله عبري، تُرجم إلى اليونانية، وانتشر في القرن الثاني وبداية القرن الأول ق.م. في مصر. لقد أثبتت الدراسات الحديثة وِحدة السفر، وأن الذي كتبه شخص واحد. أغلب النُقاد منذ كتب Grimm مدافعًا عن وحدة المؤلف، رأوا أن العوامل المشار إليها للادعاء بأن أكثر من كاتب اشترك في هذا السفر تُعتبر ليست ذات قيمة بجانب الالتحام المشترك بين أقسام السفر. يقول Robert C. Denton: [بالرغم من عدم إنكار وجود اختلافات بين الأقسام التي للسفر. فإن التشابه في الأسلوب والمفردات والأفكار لا تزال تبدو لأغلب للدارسين أنها أقوى بكثير من الاختلافات. ففي غياب وجود برهان أكيد على عكس هذا يظهر أنه يجب التعامل مع هذا العمل كنتاج كاتبٍ واحدٍ.] سجَّل الأصحاح التاسع حديث الكاتب معلنًا أن الله اختاره ملكًا على شعبه، وقاضيًا، وأن الله أمره ببناء هيكل في جبل قدسه ومذبح في المدينة، وهذه كلها لا تنطبق إلاَّ على شخصية سليمان. هذا بجانب أن السفر مكمّل لبقية أسفار سليمان: * سفر الأمثال: يقدم لنا كيف يسلك المؤمن في حياته. * سفر الجامعة: من يسلك في شركة مع الله يدرك بطلان الحياة الزمنية. * سفر النشيد: إذ يدرك المؤمن حقيقة تغرُّبه في هذا العالم، يشتاق إلى الاستقرار في أحضان عريسه السماوي، مترنمًا بتسابيح العرس. * سفر حكمة سليمان: إذ تستقر النفس في حضن عريسها، تقتنيه بكونه حكمة الله واهب الخلود. |
||||
02 - 03 - 2024, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 152673 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مكان كتاباته يرى البعض أنه كُتب في مصر، إذ كثيرًا ما يهتم الكاتب بالشئون المصرية. بينما يرى آخرون أنه ليس من المقبول أن يُكتب السفر في مصر وهو يهجوها. أما عن هجومه على الوثنية كدليلٍ على كتابته في مصر التي أذلت شعب الله، فقد كانت الوثنية موضوع قلق اليهود عبر العصور المختلفة. لكنه تُرجم إلى اليونانية في الإسكندرية ليسند اليهود ضد الأفكار اليونانية الوثنية السائدة هناك. |
||||
02 - 03 - 2024, 11:11 AM | رقم المشاركة : ( 152674 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غايته 1. يوجه الملك سليمان أو الكاتب حديثه هنا إلى الملوك "الذين يحكمون الأرض" (حك 1:1)، مشتهيُا أن يتمتع كل أصدقائه الملوك بما تمتع به، ألا وهي "الحكمة"! والمؤمن الحقيقي، إذ يتمتع بالملوكية (رو 6:1)، يود أن يرى كل البشر كأنهم ملوك أصحاب سلطان، حكماء في تصرفاتهم. في حديث الكاتب مع الله يؤكد أن الله خلق الإنسان ليكون ملكًا، إذ يقول: ""يا إله الآباء، ويا رب الرحمة، يا صانع كل شيء بكلمتك، ومكوِّن الإنسان بحكمتك، لكي يسود الخلائق التي صنَعتَها. ويسوسَ العالم بالقداسة والبرّ، ويجري الحكم باستقامة النفْس". (حك 9: 1-3) هكذا يدعونا الكاتب لطلب الحكمة السماوية كعطية إلهية، وعدم الاتكال على الفلسفات البشرية، خاصة في إدراك سرّ خطة الله من نحو الإنسان، وتدبيره الخفي من أجل محبته لكل البشرية. 2. ربما كان هدفه دعوة اليهود الذين ارتدوا عن الإيمان المُسلم لهم وانحرفوا إلى الوثنية، أن يرجعوا إلى الله. 3. واضح من السفر نفسه أن الدافع عليه هو مساندة اليهود الذين انهاروا أمام الضيقات التي تحل بالأبرار دون تدخل الله السريع لمجازاة الأشرار الظالمين. أو الذين أغوتهم الحياة الرغدة التي كان يعيشها الأشرار. لهذا جاء هذا السفر يؤكد الخلود، والمكافأة الأبدية ومجازاة الأشرار المصرِّين على شرهم أبديًا. وهو في هذا يعالج مشكلة "العدالة الإلهية" التي تسمح أحيانًا بنجاح الأشرار، وطول العمر، وكثرة الأبناء، والحياة المترفة، والتي يبدو فيها أنهم ناجحون، وكأن الله لا يبالي بحياة البشرية. 4. أوضح الكاتب أن خلود الإنسان لا يقوم على طبيعته، بل على علاقته بالله، مصورًا مكافأة الأبرار في عبارات توضح مشاركته في الحياة الملائكية (حك 5:5). 5. يدعو الكاتب المؤمنين ألاَّ يحسدوا الوثنيين على فلسفاتهم، فإنهم يتمتعون بالفلسفة الحقيقية.فالفلسفة ليست مجرد سمات معينة يتمتع بها الإنسان، يتعلمها خلال الالتقاء بالفلاسفة، أو دراسة فلسفاتهم، أو خلال خبرة الحياة، لكنها أولًا وقبل كل شيءٍ هي عطية إلهية، حيث يتمتع المؤمن بشخص "حكمة الله" الخالق، الذي يسكب بهاءه عليه فيستنير. يربط الكاتب بين أقنوم الحكمة وروح الله محب جميع الناس. 6. يقدم الكاتب نظرة جديدة، وفهمًا عميقًا للأحداث الواردة في أسفار موسى الخمسة، متطلعًا إليها من خلال نظرته لله المحب لجميع الناس، حتى الأشرار ليجتذبهم للتوبة ويهبهم الخلود. 7. يدعو السفر الوثنيين التخلي عن العبادة الوثنية ورجاساتها، التي تحمل في طياتها الجهل والحماقة والشر. 8. الكشف عن أصل العبادة الوثنية ونتائجها. 9. إبراز أن ما يحل بالأشرار ليس عن نقمة الله عليهم، ولا عن كراهية، إنما تحمل الخطية في داخلها ميكروب الموت والفساد والعذاب. 10. الربط بين الإلهيات والسلوك الإنساني والإمكانيات البشرية العقلية، فهو يوَّحد بين العمل الإلهي والعقل المقدس في الرب والسلوك الروحي في تناغم رائع بالإتحاد مع الحكمة الإلهي. |
||||
02 - 03 - 2024, 11:12 AM | رقم المشاركة : ( 152675 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سماته 1. لعل من أبرز العقائد التي اهتم بها هذا السفر "عقيدة الخلود"، فكثيرًا ما يكرر السفر أن مصير الأبرار هو الخلود، حتى إن ماتوا فقراء أو مظلومين. غاية التصاقنا بالحكمة الإلهية أننا ننعم بالخلود أو عدم الموت وعدم الفساد. "اعتبرت في قلبي أن في قربى الحكمة خلودًا" (حك 8: 17). "أما الأبرار فسيحيون للأبد" (حك 5: 15). "أما سرّ خلودهم فهو تمتعهم بالبرّ الأبدي، "لأن البرّ خالد" (حك 1: 15). 2. الكاتب كارز أكثر منه لاهوتي. يكرز بالله الحال في كل مكان، يعمل دومًا، يعرف كل شيءٍ، ويحب كل الخليقة. هو يكافئ كما يعاقب، غير أن مكافأته ليست بالخيرات الزمنية. كما أن مصدر الشر في العالم هو حسد إبليس. 3. يربط السفر بين الحكمة والبرّ، وبين الشر والوثنية. 4. يتسم السفر بغنى مفرداته واتساعها، فالكاتب كما هو واضح أنه ذو مركز عالٍ، يتسم بثقافةٍ عاليةٍ سواء على المستوى اليهودي أو ثقافات الأمم وفلسفاتهم؛ حكيم؛ متدين جدًا؛ ولكن غير حرفي في مفاهيمه. 5. يحمل السفر أفكارًا يهودية تقوية، مثل التطلع إلى "القلب" بكونه عرش التفكير. لم يستخدم الكاتب التعبير اليوناني "العقل". 6. يتسم السفر بالتنسيق، منظم في تفكيره، ينهي كل موضوع بملخص له. 7. يحمل السفر وحدة واحدة كما يرى الدارسون المحدثون، فلا يوجد أي أثرٍ لخلاف بين أقسامه سواء لاهوتيًا أو فلسفيًا أو من جهة اللغة والمفردات. |
||||
02 - 03 - 2024, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 152676 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عمل الحكمة هو البرّ، لأنها تحول عطيتها من المعاندين وغير المؤمنين إلى المؤمنين شعب الله المطيع. على أي الأحوال من المفيد هنا أن نراعي باهتمام هذه الملاحظة: "تُعرف الحكمة بأعمالها" (راجع مت 11: 19). القديس هيلاري أسقف بواتييه |
||||
02 - 03 - 2024, 11:15 AM | رقم المشاركة : ( 152677 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ما هو نفع الحكمة، إن كانت تفشل في أن تجعل الذين يسمعونها حكماء؟ القديس إكليمنضس السكندري |
||||
02 - 03 - 2024, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 152678 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن كان لدى شخص ما معرفة وينقصه الحب، فإنه ليس فقط لا يقتني شيئًا آخر، بل وأيضًا سيسقط مما هو عليه. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
02 - 03 - 2024, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 152679 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليس من هو أكثر حكمة من الشخص الذي يحيا حياة فاضلة. يقول أحدهم، لاحظوا كيف أنه حكيم. إنه يعطي ما له، إنه رحوم، محب للجميع. إنه يفهم تمامًا أنه يشارك الطبيعة البشرية العامة مع الآخرين. إنه يفكر كيف يستخدم ثروته بحكمةٍ. إنه يُدرك موقفه من الثروة التي لا تجعله في مركزٍ فريدٍ. إنه يعرف أن أجسام أقربائه أثمن من ثروته. من يستخف بالمجد (الزمني) هو حكيم بكماله، إذ يفهم الشئون البشرية. هذه هي الفلسفة الأصلية، معرفة الأمور الإلهية والبشرية. فهو يفهم ما هو إلهي، وما هو بشري. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
02 - 03 - 2024, 11:54 AM | رقم المشاركة : ( 152680 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* قال: "والحكمة تبررت من جميع بنيها" (لو 7: 35). إن سألت من هم هؤلاء البنين، نقرأ المكتوب: "أبناء الحكمة هم كنيسة الأبرار" (سي 3: 1). القديس أغسطينوس |
||||