05 - 12 - 2016, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 15231 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يهوشافاط
هو صاحب الصلاة الشهيرة التي كانت ولا زالت مصدراً لتشجيع كبير لأولاد الله حين يواجهون الأزمات والصعوبات: «لأنه ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكبير الآتي علينا، ونحن لا نعلم ماذا نعمل، ولكن نحوك أعيننا» (2أخبار 20: 12). إنه يهوشافاط الملك الذي يُعد، مع حزقيا ويوشيا، من أعظم وأتقى الملوك الذين عرفهم عرش داود قديماً. و اسم «يهوشافاط» معناه «الذي يدينه يهوه»، وبلا شك كان يضع نصب عينه دائماً حقوق الرب وسلطانه عليه وكان هذا هو الطابع المُميّز لحياته، على الرغم من أنها لم تخلُ من نقاط الضعف. وكان الرب مع يهوشافاط لأنه سار في طرق داود أبيه الأولى (أي قبل سقطته في خطيته المشهورة) ولم يطلب البعليم، ولكنه طلب إله أبيه وسار في وصاياه، لا حسب أعمال إسرائيل؛ فثبّت الرب المملكة في يده... وتقوى قلبه في طرق الرب. (2أخبار 17: 3-5). لقد تم فيه قول الكتاب : «الرحمة والحق يحفظان الملك وكرسيه يسند بالرحمة» (أمثال 20: 28). جوانب مضيئة 1-يهوشافاط والشريعة: كان محباً للشريعة، ومتعلِّقاً بها. وإذ أدرك أهميتها الكبرى لنجاحه ونجاح شعبه، كلّف ستة عشر شخصاً من الرؤساء واللاويين ليطوفوا البلاد ويعلموا كلمة الله «فعلموا في يهوذا ومعهم سفر شريعة الرب وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلموا الشعب». هل تعلم ماذا كانت النتيجة؟ «كانت هيبة الرب على جميع ممالك الأرض التي حول يهوذا فلم يحاربوا يهوشافاط» (2أخبار17: 7-10). أ لم يكن هذا تتميماً لوعد الرب قديماً على فم موسى: «لأنه إذ حفظتم جميع هذه الوصايا التي أنا أوصيكم بها لتعملوها لتحبوا الرب إلهكم وتسلكوا في جميع طرقه وتلتصقوا به، يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من أمامكم ... لا يقف إنسان في وجهكم، الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبكم على كل الأرض التي تدوسونها كما كلمكم» (تثنية 11: 22-25). أحبائي: هل نريد القوة في حياتنا؟ إنها مرتبطة بطاعتنا لكلمة الله. 2-يهوشافاط والعدل: أراد هذا الرجل التقي أن يعم العدل بين شعبه، وهي نتيجه طبيعية لطاعته لشريعة الرب، لذا قام هو بنفسه بالتجوال بين الشعب وردهم إلي الرب إله آبائهم، ولم يكتفِ بهذا، بل أقام قضاة في الأرض في كل مدن يهوذا المحصنة في كل مدينة فمدينة، وقال لهم «انظروا ما أنتم فاعلون لأنكم لا تقضون للإنسان بل للرب وهو معكم في أمر القضاء والآن لتكن هيبة الرب عليكم (أي خافوا الرب وأعملوا له حساباً) احذروا وافعلوا لأنه ليس عند الرب إلهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء» (2أخبار19: 4-7). تُرى، هل نوصف بأننا عادلين في تصرفاتنا منصفين في آرائنا مبتعدين عن المحاباة؟ إنها صفات رائعة، حتى ولو كانت نادرة في أيامنا، لكن ما أجمل أن يتجمل بها أولاد الله ليظهروا صفات أبيهم الذي ينتسبوا إليه. إن الحكمة التي من فوق هي أولاً طاهرة (أي تصنع حق الله أولاً) ثم مسالمة وأيضاً عديمة الريب أي بلا ازدواج في التصرف) (يعقوب3: 17). 3-يهوشافاط والاستناد على الرب: ليس غريباً أن يثور الشيطان ضد المؤمن التقي الذي يمجد الله، وهذا ما حدث مع يهوشافاط، إذ اتحد ضده ثلاث ملوك بجيوشهم، فماذا فعل؟ «فخاف يهوشافاط وجعل وجهه ليطلب الرب ونادى بصوم في كل يهوذا. ووقف وصلى قدام شعبه قائلاً:.يا رب إله آبائنا، أما أنت هو الله في السماء وأنت المتسلط على جميع ممالك الأمم وبيدك قوة وجبروت وليس من يقف معك؟ أ لست أنت إلهنا .... يا إلهنا، أما تقضي عليهم، لأنه ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا، ونحن لا نعلم ماذا نعمل، ولكن نحوك أعيننا» (2أخبار 20: 1-13). لم يذهب يهوشافاط للتحالف مع ملك آخر ليعاونه لمواجهة الأعداء، بل ذهب ليرتمي على الرب وحده، ولم يجمع شعبه ليعلن حالة الطوارئ وليدعوهم جميعاً للاشتراك في المعركة ولكنه دعاهم للتذلل قدام الرب، وعبّر في صلاته أمامهم عن عجزه وضعفه الكلي وانتظاره للرب وحده. والرب لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذا، فهو «لا يسر بقوة الخيل ولا يرضى بساقي الرجل (بل) يرضى الرب بأتقيائه بالراجين رحمته» (مزمور 147: 01 ،11). واستجابه الرب، ودخل معه المعركة وتحول جيشه إلى أغرب ما يعرف في تاريخ الجيوش والمعارك، إذ لم يحارب بل وقف يرنم ترنيمة الخلاص، وتحول الأعداء بعضهم ضد بعض يساعد بعضهم على إهلاك بعض. واختبر الملك أن الصلاة أفعل من كل أدوات الحرب والقتال. ما أطيب الرب الذي يسمع صرختنا في نصف الليل ويحول الليل إلي اختبار حتى أنه أطلق على المكان وادي بركة! نقطة الضعف وسبب الفشل بدأ يهوشافاط بموقف الحزم مع الشر والفساد إذ، تشدد تجاه مملكة إسرائيل حيث آخاب الملك الشرير وزوجته إيزابل والعبادة الوثنية التي ملأت البلاد. لقد تحصن ضدهم وانفصل عنهم، لكنه لم يلبث أن تحول إلى النقيض من ذلك إذ صاهر آخاب، لقد تحول من سياسة المجابهة إلى سياسة المحالفة كما قال أحدهم، لقد وقع في الفخ الخطر الذي يقع فيه كثيرين من أولاد الله والذي يحذر منه الكتاب كثيراً، ففي العهد القديم، في تثنية 7: 3-11، حذر الرب من مصاهرة الأمم المحيطة، وفي العهد الجديد نجد التحريض «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين... لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء» (2كورنثوس 6: 14-18). ربما فعل يهوشافاط ذلك بدعوى القلب الكبير الذي يقبل الكل أو اليد الممتدة للتعاون مع الجميع، إلا أنه لم يدرك الخطر العظيم الذي يهدده. ونقرأ عن ثلاث مناسبات تحالف فيهم مع ملوك أشرار في مشروعات مشتركة وباءت كلها بالفشل: 1- في 1ملوك22 تحالف مع آخاب في حرب لاسترداد راموت جلعاد. وكاد أن يفقد حياته لولا رحمة الرب الذي تدخل وأنقذه. 2- في 2أخبار 20: 35-37 دخل في مشروع تجاري مع أخزيا ابن آخاب، إذ كوّنا أسطولاً تجارياً مشتركاً، لكن تكسرت السفن وفشل الموضوع لأن الرب أقتحم أعماله. 3- وفي 2ملوك3 اتحد مع يهورام ابن آخاب وملك أدوم في حرب ضد ملك موآب، وكادت الجيوش تموت عطشاً إلا أن الرب تدخل بواسطة أليشع النبي وأنقذهم رحمة بعبده يهوشافاط. إن الدرس الأساسي الذي نتعلمه هنا هو أن يكون لنا موقف ثابت ضد الشر، أن ننفصل بكل وضوح عن كل ما لا يتفق مع قداسة الرب، سواء في الحياة العملية أو في العبادة والخدمة. لنتعلم ألا نجامل على حساب الرب، ولا نقدم تنازلات على حساب الحق «اقتن الحق ولا تبعه». ربما يكلفنا هذا التضحية بأشياء محببة أو أصدقاء مقربين، لكن الرب فيه الكفاية للتعويض والمكافأة «فلنحرص أن نكون مرضيين عنده». |
||||
05 - 12 - 2016, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 15232 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رحبعام
بعد موت سليمان انقسمت مملكة إسرائيل إلي قسمين: المملكة الشمالية؛ وتتكون من عشرة أسباط، وعاصمتها السامرة، وملك عليها يربعام بن نباط الذي كان أحد عبيد سليمان. والمملكة الجنوبية؛ وتتكون من سبطي يهوذا وبنيامين، وعاصمتها أورشليم، وكان رحبعام بن سليمان ملكًا عيها. ثم توالى الملوك بعد ذلك في كل من المملكتين، كما نجد في أسفار الملوك وأخبار الأيام. من هو رحبعام؟ هو ابن سليمان الذي تولى الحكم بعده، وعلى يديه، وبسببه، انقسمت المملكة العظيمة. وعلى قدر ما كان الأب حكيمًا، على قدر ما كان الابن جاهلاً، وتمت فيه أقوال سليمان: «فكرهت كل تعبي الذي تعبت فيه تحت الشمس حيث أتركه للإنسان الذي يكون بعدي. ومن يعلم، هل يكون حكيمًا أو جاهلاً، ويستولي على كل تعبي الذي تعبت فيه وأظهرت فيه حكمتي تحت الشمس؟» (جامعة 2: 18، 19). وفي قصة رحبعام، المدوَّنة في1ملوك12-14 و2أخبار الأيام10-12؛ نجد دروسًا عديدة. نشأة رحبعام عندما وُلد رحبعام أطلق سليمان هذا الاسم الذي يعني "مرحب الشعب" أو "موسع الشعب"، ولعله كان يتمنى أن يرى ازدهار المملكة على يديه، لكن للأسف حدث العكس تمامًا؛ إذ لم يكن رحبعام حكيمًا. وربما لعبت نشأته دورًا في هذا: 1- تربى رحبعام في مناخ غير صحي. فرغم تقوى سليمان في بداية حياته، إلا أنه للأسف تزوج بنساء أجنبيات أدخلن معهن عبادة الأوثان، وجلبن غضب الرب؛ وكانت أم رحبعام «نعمة العمونية» واحدة من هؤلاء. ولم يتنبه سليمان إلى الخطر الذي يهدد ابنه، مع أنه صاحب المبدأ الهام «رَبِّ الولد في طريقه (بداية طريقه)، فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه» (أمثال6: 22). ونشأ الولد في القصر محاطًا بالترف والتنعم، وهو يطلب فيُجاب طلبه في الحال، ويتكلم فيُمتدح كلامه، ويشير بأصبعه فيجد عشرات الخدم يلبّون النداء. لذا كان مدللاً بلا تأديب، خلافًا لقول أبيه «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة، والصبي المُطلق إلى هواه يُخجِل أمه» (أمثال 15: 29). أحبائي الشباب هل نستمع لنصائح الكتاب: «الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه، والمستهزئ لا يسمع انتهارًا»، وأيضًا «الأحمق يستهينُ بتأديب أبيه، أما مُراعي التوبيخ فَيَذْكَى» (أمثال1: 13، 5: 15)؟ 2- كما أن أصدقاء رحبعام، الذين تربوا معه وعاشروه منذ الصغر، قد تركوا فيه أعظم الأثر. لم يكن منهم واحد يخاف الله أو يتمسك بشريعته. لذا لما استشارهم في قرار خطير يتعلق بالمملكة، أظهرت إجابتهم ما فيهم من غرور وكبرياء وخفة وسطحية وانعدام الحكمة والبصيرة. حقًا إن «المساير الحكماء يصير حكيمًا. ورفيق الجهال يُضر» (أمثال20: 13). هذه العوامل انتجت شابًا متكبرًا أنانيًا ضعيف الشخصية، ضيق الأفق، وصفه أحدهم بأنه "وافر الحماقة ويعوزه الفهم". وقد ظهر هذا بوضوح في مواقفه المختلفة. مواقف رحبعام 1- موقفه من الله: في بداية شبابه لم تكن له علاقة حقيقية بالله، ولا استناد قلبي عليه. لم يفعل كأبيه سليمان ولا كحفيده يوشيا. فسليمان في باكورة حياته عندما تراءى له الرب قائلاً: «اسأل ماذا أعطيك؟» قد أقرّ بضعفه وقال له: «أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول. فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر، فحسن الكلام في عيني الرب» (1ملوك 3: 7-10)، ويوشيا «إذ كان بعد فتى (16سنة) ابتدأ يطلب إله داود أبيه» (2أخبار 34: 3). أما رحبعام «فلم يهيئ قلبه لطلب الرب» (2أخبار 14: 12). ولا ننسَ أن رحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه خاصة في سفر الأمثال. كان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأُتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه. لقد ملك في سن الحادية والأربعين؛ ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيمًا، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب «من يُخطِئُ عَنّي يَضرُ نفسه. كل مُبغضيَ يُحبون الموت» (أمثال8: 36). ربما تسألني لماذا لم يستفد من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها. فسليمان يقول: «يا ابني.. إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله. لأن الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم» (أمثال2: 3-6). 2- موقفه من الشعب: أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين: «إن أباك قسَّى نيرنا وأما أنت فخفِّف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك»، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته. والإنسان، كما قال أحدهم، أمام القرارات الصعبة الحساسة يحتاج لأمرين يخطئ إذا تجاوزهما: أولاً الإرشاد الإلهي، ثانيًا خبرة الحكماء والمتقدمين. وإذ لم يتمكن من الحصول على الأمرين وقُدِّر له أن يتخلى عن واحد منهما، فعليه أن يطلب بكل إلحاح وإصرار مشورة الله، خاصة عندما يقف على مفترق الطرق. طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، ولو كان خصصها لطلب وجه الرب ليمنحه الحكمة والفطنة في التصرف لكانت النتائج اختلفت كلية عما صارت إليه. 3- موقفه من الشيوخ: استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة: «إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلامًا حسنًا، يكونون لك عبيدًا كُل الأيام». وفي كلامهم نرى روح الاتضاع واللطف وحسن الكلام. ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه «هكذا تقول لهم: إن خنصري (الأصبع الأصغر) أغلظ من متني أبي (حقوي أبي). والآن أبي حملكم نيرًا ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب»!! كانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة. والشيوخ - ولعلهم عاصروا داود وسليمان- قد أدركوا الفرق بين الاثنين. فداود كان خادمًا للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة؛ لذا أحبه الشعب والتف حوله. أما سليمان فقد ملأ بطونهم طعامًا، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم. أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات. وللأسف مال رحبعام لمشورة الأحداث وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ. وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات. لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورًا خائفًا. وللأسف انقسمت المملكة. أحبائي الشباب هل تعلّمنا دروسًا من حياة رحبعام؟ هل رأيتم خطر تجاهل رأى الوالدين والأشخاص المتقدمين وذوي الخبرة؟ هل لاحظتم عاقبة التصلف والغرور والاعتداد بالذات؟ هل تحذرتم من إهمال مشيئة الرب وعدم الخضوع لإرادته؟ |
||||
05 - 12 - 2016, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 15233 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح الممزوج بالجنون
أعلن الفنان الفرنسى الذى أشرف على إخراج حفل افتتاح مونديال 1998(نهائيات كأس العالم لكرة القدم) بفرنسا، أنه قدّم الحفل تحت شعار: الفرح الممزوج بالجنون وعندما قرأت هذه العبارة اتجه فكرى لشخص آخر عاش منذ حوالى 3000 سنة، بحث عن الفرح وأراد أن يختبره بأى وسيلة وكتب يحكى اختباره: «قلت أنا فى قلبى، هلم أمتحنك بالفرح فترى خيراً (امتحن إذا كان الفرح يعطى الخير) واذا هذا ايضاً باطل. للضحك قلت مجنون (هو جنون) وللفرح ماذا يفعل (ما قيمته)؟ » (جامعة 2: 1 ،2). أَلا يكشف هذا عن عطش النفس البشرية الشديد؟ فالناس تبحث بلهفة عن سعادة حقيقية دائمة، والعالم يجرى بجنون وراء شىء جديد يعطى نشوة وإثارة. لكن النتيجة الحتمية التى يصل إليها الجميع: الفراغ النفسى العميق ومباهج الحياة لا تملأه. وقد صرح أحد الفلاسفة الفرنسيين المشهورين وهو جان بول سارتر، صاحب فلسفة الوجودية قبل موته، قائلاً: life is an empty bubble on the sea of nothingness الحياة فقاعة هواء فارغة تسير على بحر من اللاشىء. أَليس هذا ما أعلنه المسيح: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً» (يوحنا 4: 13). دعنا صديقى الشاب نقترب قليلاً من أبحاث سليمان المدونة فى سفر الجامعة لنعرف شيئاً عنها. باطل الأباطيل كتب سليمان سفر الجامعة قرب نهاية حياته، وقدم فيه خلاصة أبحاثه التى قام بها فى كل جوانب الحياة. ويبدو أنه كان يتساءل: أَتستحق الحياة حقاً أن نحياها؟ أَيوجد معنى حقيقى لها؟ ترى هل يمكن للثروة أو الشهرة أو الشهوة أو القوة أو الحكمة أن تملأ فراغ النفس؟ وجاءت الإجابة على أعتاب السفر «باطل الاباطيل قال الجامعة. باطل الأباطيل الكل باطل» (1: 2). وكلمة باطل تعنى : فراغ - تفاهة - جنون - انعدام القيمة. والملفت للنظر أن الذى يقدم هذا التقرير هو شخص استطاع أن يجرب كل شىء فى الحياة. كان ملكاً وحكيماً وغنياً، ومهما اشتهته عيناه لم يمكسه عنهما؛ لكنه أعلن «العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلىء من السمع» (1: 8). نعم، والنفس لا ترتوى من كل مياه العالم. صديقى القارئ، ربما أنت أيضاً تبحث عن ملء الفراغ الذى تشعر به. ربما تُمنَى نفسك بالشهادة الجامعية أو الوظيفة المرموقة أو الدخل المرتفع، أو ربما تفكر أن الارتباط بالفتاة التى تعلقت بها سيشبع جوعك العاطفى. دعنى أخبرك بصراحة أن هذه الأشياء، وغيرها الكثير جداً، لا يمكن أن تملأ فراغ نفسك، ما لم تختبر المسيح كالمخلص الشخصى وتشبع به أيضاً. البحث عن الجديد الناس متلهفة لكل ما هو جديد، والبحث عن الجديد هو فى ذاته الدليل على تفاهة كل ما فى الحياة. فإن كل ما فى العالم صغير عن أن يشبع قلب الإنسان. بل إن الاختراعات الجديدة التى نراها حولنا يومياً تؤكد أن حاجة الانسان لم تُلبَ بعد. يقول سليمان: «ما كان فهو ما يكون والذى صُنِع فهو الذى يُصنع. فليس تحت الشمس جديد. إن وجد شىء يقال عنه انظر. هذا جديد. فهو منذ زمان كان فى الدهور التى كانت قبلنا» (جامعة 1: 9 ،10) كل ما هو مخلوق - تحت الشمس - يُنشئ تدريجياً الملل والضيق، لذا يتوق الناس لشىء حديث يسليهم أو يثيرهم. إنهم يشبهون أهل أثينا فى أيام بولس: لا يتفرغون لشىء آخر إلا لأن يتكلموا او يسمعوا شيئاً حديثاً. لكن حتى وهم يرون ويسمعون الجديد فإنهم غير قانعين بالحياة. (أعمال 17: 21). لماذا هذا الضيق؟ «لأن الله وضع الأبدية فى قلوبهم» ولا أحد يمكنه أن يجد السلام والشبع بعيداً عن الله. صلى أغسطينوس قائلاً: "يا الله لقد خلقتنا لنفسك، وقلوبنا تظل قلقة حتى تجد راحتها فيك". نعم أين الجديد؟ إنه عند الله فقط: اليوم «إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة» (2كورنثوس 5: 17)، وغداً «سموات جديدة وأرض جديدة» (رؤيا 21: 1) «نعم قال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شىء جديداً» (رؤيا21: 5). الحكمة والمعرفة درس سليمان الحياة من منظار بشرى «تحت الشمس» واستخدم الحكمة والمعرفة الإنسانية وبذل جهداً ووقتاً كثيراً للبحث والتفتيش. وكم من أشياء مثيرة فى الحياة الآن يحاول الإنسان اكتشافها: الفنون والعلوم، السفر والسياحة، الاثار والحفريات. هذه كلها أصبحت فى متناول اليد؛ فكر مثلاً فى شبكة الإنترنت وقدر العلوم والمعلومات التى تنقلها، وكيف يمكنك وأنت جالس فى بيتك أن تتنقل فى كل مكان فى العالم وتطلع على أحدث الاختراعات بل وتقوم بأكبر الصفقات!! لكن انظر ما وصل إليه سليمان: «رأى قلبى كثيراً من الحكمة والمعرفة. ووجهت قلبى لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل فعرفت أن هذا أيضاً قبض الريح لأن فى كثرة الحكمة كثرة الغم والذى يزيد علماً يزيد حزناً»!! (جامعة1: 16 -18) لاحظ قبض الريح: كأنك تقبض على الريح! بل وتنقبض روحك أيضاً فى ضيق واكتئاب!! هل يقدم الكتاب المقدس الحل؟ نعم عند المسيح وحده الحل «عندك ينبوع الحياة وبنورك نرى نوراً» (مزمور 63: 9)، «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية» (يوحنا4: 31 ،41). وبدلا من "الفرح الممزوج بالجنون" يوجد عند المسيح «فرح لا ينطق به ومجيد» (1بطرس 1: 8). |
||||
05 - 12 - 2016, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 15234 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يرتفع قلبى
«يارب لم يرتفع قلبى ولم تستعل عيناى» (مزمور131: 1 ) "إن كانت الفضائل مجتمعة هى كالجسد، فإن التواضع هو رأس هذا الجسد"، هكذا قال أحدهم. لذا قال سليمان الحكيم إن العيون المتعالية (الكبرياء) هى على رأس الخطايا التى يبغضها الرب (أمثال6: 16 ،17). وقد نصح الرسول بطرس الأحداث قائلاً «تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» (1بطرس5: 5 ). التواضع صفة نادرة، خاصة فى الشباب، لكنها ليست معدومة - وقد لمعت هذه الصفة بوضوح فى داود وبانت فى كثير من مواقف حياته. صفات متميزة ربما نظن أن داود الفتى الراعى، الذى قضى حياته بين الغنم، لم يكن له من المؤهلات ما يدفعه للزهو بنفسه، لكن الكتاب المقدس يذكر عنه بعض المواصفات يندر أن تجتمع فى شخص واحد، خاصة من الشباب (1صموئيل61: 81 ). فمن جهة الهيئة: أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر. ومن جهة الشخصية: جبار بأس ورجل حرب. ومن جهة الإمكانيات الطبيعية: فصيح ويُحسن الضرب. لكنه مع كل هذا لم يكن مغروراً مزهواً بنفسه. وهذا ما يتضح من مواقفه المتعددة... فى أسرته (1صموئيل 61: 1-13) لما ذهب صموئيل ليمسح واحداً من أولاد يسى البيتلحمى ملكاً، أتى يسى ببنيه السبعة. أما داود فلم يذكره إلا عندما سأل صموئيل عن أولاد آخرين، وكانت الإجابة: «بقى بعد الصغير وهو يرعى الغنم» (ع11). كان داود قليل الشأن والأهمية فى نظر أبيه، فأوكل إليه أبسط المهام؛ رعاية الغنم. وما كان يخطر على باله أن يحضره لصموئيل الذى جاء يبحث عن ملك. إن الغلام المنسى من الأهل كان هو الأهم عند الرب، وهذا ما برهنت عليه حياة داود بعد ذلك. لكن العجيب أنه ظل يرعى الغنم حتى بعد مسحه ملكاً، ولم يستنكف من هذا العمل الوضيع (1صموئيل71: 51 ). وقد كان هذا مرتباً من الرب ليدربه لمهام أسمى وأعظم. إذاً فلنقبل كل وضع يرتبه لنا الرب بقلب متضع. مع إخوته (1صموئيل 71: 21-29) أرسل يسى داود ليفتقد اخوته فى الحرب حاملاً لهم بعض الخيرات. ولما قابله اليآب الأخ الأكبر، غضب عليه وكلـَّمه بكلمات جارحة: «لماذا نزلت، وعلى مَنْ تركت تلك الغنيمات القليلة فى البرية. أنا علمت كبرياءك وشر قلبك لأنك إنما نزلت لكى ترى الحرب». أما داود، ذو القلب المتضع، فلم يغضب ولم ينسحب شاعراً بالمهانة أو نادماً على خدمته لإخوته، بل أجابه بكل عقل: «ماذا عملت الآن. أمَا هو كلام؟» أو «ألا يَحِق لى حتى أن أوجه سؤالاً؟». ثم تحوّل داود عن أخيه وظل يستفسر عن هوية جليات الفلسطينى الأغلف، وكيف يتطاول ويعيِّر صفوف الله الحى. ألا نرى أن ذا النفس المتضعة لا يفشل بسهولة ولا ينسحب بسرعة ؟ يوم النصرة (1صموئيل 71: 62-85) حقق داود انتصاراً مُذهلاً على جليات، إذ وضع كل ثقته فى رب الجنود. وبعد انتهاء المعركة رجع من الوادى حاملاً رأس جليات فى يده وأتى به إلى أورشليم. وأخذه أبنير رئيس الجيش وأحضره أمام شاول ورأس جليات بيده، فسأله شاول: ابن مَنْ أنت ياغلام؟ يا للعجب! هل نتصوَّر هذا الموقف؟! فهذا المحارب الشجاع المنتصر يناديه شاول العاجز الفاشل: غلام؟! لا غرابة، فإن كبرياء شاول لم تحتمل الموقف، لذا كلـّمه بهذا الأسلوب. لكن ماذا كان رَّد فعل داود؟ أجاب بكل لطف ووداعة: «ابن عبدك يسى البيتلحمى» - يا لروعة التواضع! لا أثر لضيق أو غضب. ماذا يا أخى الشاب لو كنت فى ذات الموقف؟ كيف كنت تتصرف؟ كان يوناثان ابن شاول مُعايناً للموقف، ولما انتهى داود من حديثه مع شاول، تعلقت نفس يوناثان بنفس داود وأحبه كنفسه، وقطع معه عهداً. ألا نتعلم من هذا، أحبائى الشباب، أن تواضع القلب والكلمات اللطيفة تجذب الآخرين إلينا فيحبوننا ويتعلقوا بنا، أما الكبرياء والكلمات القاسية فتجعلهم ينفرون ويبتعدون عنا. عند الزواج (1صموئيل 81: 71-03) بعد نُصرة داود العظيمة، غنت له النساء وقلن «ضرب شاول ألوفه وداود ربواته» ووصلت تلك الأغنيات لأذنى داود. وكان من المتوقع لهذا الشاب أن يمتلئ غروراً وإعجاباً بالنفس وشعوراً بالأهمية الذاتية. لكن الأحداث بعد ذلك كشفت عكس ذلك. فلما عرضوا عليه أن يصاهر الملك ويتزوج ابنته الكبيرة، وكان هذا مُخطّطاً خبيثاً من شاول للتخلص منه، قال داود لشاول «مَنْ أنا وما هى حياتى وعشيرة أبى فى إسرائيل حتى أكون صهر الملك» (ع81). ثم مرة أخرى لما كرر الملك عرضه بواسطة عبيده، أجاب داود: «هل هو مستخف فى أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير» !! هذا الشخص الوضيع فى عينى نفسه، كان بطلاً مقداماً «وكان داود مُفلحاً فى جميع طـُرقه والرب معه» «فرأى شاول وعلم أن الرب مع داود» (ع21 ،28). ما أروع التواضع! لكنه لكى يظهر فينا لابد أن نكون دائماً فى شركة مع المسيح الذى دعانا أن نتعلم منه إذ هو «الوديع والمتواضع القلب» (متى11: 92 ). كما علينا أن نتعلم أن نقبل كل الظروف والأوضاع التى يرتبها لنا الرب، والمعاملات التى يسمح لنا بها، كفرصة عظيمة لكسر كبرياء قلوبنا، فنتسربل بالتواضع ونختبر نعمته المعضدة لنا. |
||||
06 - 12 - 2016, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 15235 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تعلم ان يعقوب ويوسف هما اللذان ذكر الكتاب المقدس انهما تم تحنيطهما بعد وفاتهما هل تعلم ان يعقوب ويوسف هما اللذان ذكر الكتاب المقدس انهما تم تحنيطهما بعد وفاتهما (تك ٤٦: ٤)، أي يضع يده على عينيه عند موته ليغمضهما كما هي العادة إلى يومنا هذا. أمر يوسف عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه حتى يحمله إلى كنعان، وطلب من بيت فرعون أن يسألوا فرعون لكي يسمح لهم بحمل جثمان أبيه إلى كنعان كوصيته، إذ لم يكن ممكنًا ليوسف أن يقابل فرعون بثياب الحزن أو بلحيته التي أطلقها لأجل الميت. "الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا" [٣٥]، إشارة إلى رغبته في مشاركة شعبه الخروج من أرض العبودية ولو خلال عظامه. أخيرًا انتهى سفر التكوين بموت يوسف وتحنيطه ووضعه في تابوت في مصر... وكما سبق وقلنا أن هذا السفر بدأ بالخلقة أي خروج الحياة من العدم بعمل الله، وانتهى بدخول الإنسان في الأكفان في أرض مصر حيث التحنيط والأهرامات الضخمة والفنون والحضارة الأمور التي لم تستطع أن تخلصه من الموت وذلك بسبب فساده الداخلي. |
||||
06 - 12 - 2016, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 15236 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تواضع العظماء البطريرك يطلب من ابنه ان يسامحه لم يعرف الأقباط شيئاً أسمه عصمة إنسان ما عدا الرب يسوع له المجد وعلى هذا فإن الآباء الكهنة والمطارنه والاباء البطاركة ليسوا معصومين من الخطأ وأنهم بشر .. لأنهم ليسوا أقل من رسل وتلاميذ المسيح الذين أخطأوا ايضاً , وقد كان البطاركة يعترفون بخطأهم جهاراً دون تردد ودون زعم أو تبرير للخطأ الذين وقعوا فيه . وحدث ذات مرة ان سافر قداسة البابا كيرلس الرابع إلى أثيوبيا في سنة 1856م لحل مشكلة الحدود بين مصر والحبشة موفدًا من قبل سعيد باشا. وكان سفره مفاجئة لأولاده إذ لم يعلموا به إلا عند سفره فولى المعلم برسوم واصف ادارة المدارس القبطية فى غيابة وعند عودتة وشى البعض بالسوء عن المعلم برسوم للبابا كيرلس عن ادارتة للمدارس اثناء غيابة وأحس هذا الارخن العظيم أن باباه غاضب عليه فترك الكنيسة القبطية وذهب ليصلى فى كنيسة الأرمن فلاحظ البابا غياب أبنه فكتب فى الحال خطاب هذه الكلمات ... تحريت عن الموضوع فوجدت نفسى مخطئاً ومغشوشاً فأرجوا مسامحتى لأننى لم أكن معصوماً عن الخطأ إذ لم أخرج عن كونى بشرياً .. وختم الخطاب بتوقيع الحقير كيرلس ولما لم يستجيب المعلم برسوم الى خطاب البابا عاد قداستة فكتب له مرة ثانية مترجيا وقال له إن كان الأوفق حضوركم عندنا بوقت معلوم لنتكلم شفاهياً وما تغير قلبنا أبداً وإن كنا قلنا شئ فهو ليس مغايراً للطبيعة بل نحن وأنتم بشر وأنا واحد خاطئ وربنا يرحمنا جميعاً وبالفعل حضر المعلم برسوم للدار البطريركية وتصالح مع البطرك وبهذه الروح سار أبائنا القديسين .. روح الحب والتواضع وعدم المكابرة |
||||
07 - 12 - 2016, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 15237 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشهيد الجبّار الذي أحبَّ المسيح حتي آخر قطرة في دمه هذا الشهيد الجبّار الذي أحبَّ المسيح حتي آخر قطرة في دمه !! والذي أُستشهد وهو في ريعان شبابه في القرن الثالث الميلادي،وتم قطع رأسه وهو جاثي علي ركبتيه يصلّي في مشهد لم ولن تنساه الأرض التي أرتوت بدمه الطاهر ،وتمَّ وضع أيقونة إستشهادهِ في السماء لتشاهدها الملائكة والقديسون والأنبياء !!؟؟ وليقف أمامَها آدم أبوه الأول ليري واحداً من أولادهِ وقد إنتصر علي الذات واللّذات رافضاً إغراءات الثمرة الشهيّة للنظر والجيّدة للأكل!؟ وينحني أمامه إبراهيم أبو الآباء ويأخذه في حضنه لأنّه لم يشفق علي شبابه ولم يهتم بمركزه العالي في هذا العالم،بل باع الكلَّ وألقاه تحت قدمي المصلوب!!؟؟ عجباً عليك يامرقوريوس أبو سيفين لأنّك إحتقرتَ أباطيل هذا العالم ،ولم تسطع كل إغراءات العالم أن تقتربَ من قلبك ،لأن قلبك إمتلأ بحب الملك المسيح فلم يعد فيه مكاناً لحبٍ آخر !!! وملأ النورُ كلَّ قلبك،فهربت الظلمةُ مذعورةً من بهاء النور وجلاله !!؟؟ فهل تعطني هذا السيف ياسيدي العظيم أبو سيفين،السيف الذي ختنتَ به عينيك وأذنيك وقلبك ،فصاروا مكرّسين بالكامل لعريسك القدوس!!؟؟ إعطني سيفك ياأبو سيفين وإغرسه في قلب الإنسان العتيق الذي فيّ ، حتي لا يعيقني هذا الفاسد عن الشهادة لسيدي الرب كما شهدتَ أنتَ !!؟؟ إعطني سيفك ياأبو سيفين لأقطعَ من قلبي حب الكرامة والمديح والسعي وراء المتكأ الأول كما ألقيتَ أنتَ بعروش العالم من أجل عرش المصلوب !!؟؟ إعطني سيفك ياأبو سيفين لأقبّل الدماء التي سالت عليه وأنتَ رافع يديك مثل موسي النبي ،وعماليق يظنُّ أنّه قتلك ولم يدرك من كبرياء قلبه أنّ دمك قد أنهي مملكته وحطّم طغيانه وأباد غطرسته !!!؟؟ لقد مرَّ علي إستشهادك مئات ومئات السنين،وطوي التاريخ صفحات الأباطرة والملوك والعظماء وقواد الجيوش،ولم يعد يذكرهم أحد ،أمّا أنتَ ياأبو سيفين فالكنيسة من مشارق الأرض إلي مغاربها تكرّمك وتطوّبك وتعظّمك علي مرِّ الدهور والسنين ،والسماء كلّلتك وستكلّلك في يوم مجئ الملك المسيح وأنتَ في صدارة الشهداء و كوكبة القديسن المنتصرين |
||||
07 - 12 - 2016, 02:42 PM | رقم المشاركة : ( 15238 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة الشهيدة كاترين الاسكندرانية وُلدت القديسة كاترين من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي. كانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء. وكانت والدتها تعلّمها منذ صغرها على محبة السيد المسيح، وتغذّيها بسير الشهيدات اللواتي كنّ معاصرات لها أو قبلها بقليل، وقد قدّمن حياتهن محرقة للَّه وتمسّكن بالإيمان حتى النفس الأخير. التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس. ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد. وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقامت لوقتها وتعمّدت. في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية . أصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها ، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت. فوجد الوثنيون فرصتهم لإحياء العبادة الوثنية، وإشعال روح التعصب ضد المسيحيين. انطلقوا إلى المعابد يحملون معهم الضحايا للذبح. وإذ أراد مكسيميانوس مكافأتهم أقام لهم حفلاً كبيرًا قدم فيه للآلهة عشرين عجلاً، وأصدر أمرًا مشددًا بأن يتقدم المسيحيون بذبائحهم وقرابينهم للأصنام في هذا الحفل وإلا لحق بهم الموت. فسخر المؤمنون بهذا الأمر، كما لم تخف القديسة كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه. وفي يوم الاحتفال دُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالسًا بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة. و بكل جرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور تقول له: "يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة". ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب. و ذهل القيصر من جمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. و بدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية. أجابها الإمبراطور أنه ليس ملمًا بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها. بالفعل أرسل الإمبراطور إلى عمداء الكلام والفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعًا غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور. وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم اُستدعيت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح اللَّه القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه. كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطانًا كما من السماء. تحدّثت بكل قوة عن محبة اللَّه المُعلنة خلال الخلاص بالصليب. اقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين؛ وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة. فانقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم، و تقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307م. في اليوم التالي أفاق الإمبراطور من سكرته، وبدأ يفكر في استمالة قلب الفتاة إليه، أما هي فقالت له: "كُف أيها الإمبراطور عن التملق في كلامك، فلقد صممت أن أخسر حياتي الأرضية ولا أُنكر يسوع المسيح إلهي". هدّدها الإمبراطور بتعذيبها، أما هي فاستخفّت بتهديداته معلنة أن الرب يسوع ينظر إلى ضعفها ويُعينها وسط آلامها. ثار الإمبراطور جدًا وأمر بجلد القديسة بكل عنف وتمزيق كل جسدها. جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها وسالت دماؤها الطاهرة لتغطي المكان . و أُرسلت إلى السجن فكانت تشكر اللَّه وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله. ظلّت في السجن اثني عشر يومًا متتالية وقد ضمّد الرب جراحاتها وسندها بطريقة ، واتجه مكسيميانوس شمالاً إلى مصب النيل لتفتيش الحصون على حدود مصر الشمالية. تعجّبت فوستينا زوجة مكسيميانوس من الفتاة القديسة أثناء حوارها مع العلماء والفلاسفة كما مع الإمبراطور نفسه، وكانت تُدهش لإيمانها وشجاعتها.و شاهدت فوستينا بالليل رؤيا كأن كاترين جالسة على عرشٍ من نورٍ، وقد دعته لتجلس بجوارها، ووضعت تاجًا على رأسها، وقالت لها: "سيدي المسيح يُهديك هذه الإكليل". استيقظت فوستينا وطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترين، ودهش الاثنان إذ نظراها قد شُفيت تمامًا من كل جراحها ، وكانت تحدثهما عن خلاصهما وعن ملكوت السموات،كما تنبأت لهما القديسة بأنهما سيكابدان أقسى العذابات بعد ثلاثة أيام. عاد الإمبراطور واستدعى الفتاة، وكان يتوقّع أنه سيروي غليله من تلك الفتاة التي أهانت كبرياءه عندما يجدونها في السجن جثة هامدة. لكن أشد ما كانت دهشته وغضبه عندما رآها بصحة جيدة سليمة معافاة بقوة الرب . صار يلحّ عليها أن تقبل الزواج منه، فوبّخته بشدة لنقضه القوانين من أجل إشباع شهواته. فلم يحتمل الإمبراطور تهكّم الفتاة فخرج غاضبًا. وهنا تدخل الحارس الخاص بالإمبراطور وأخبره بأن لديه فكرة بها يُلزم الفتاة أن تتعبد للأصنام وأن تتزوجه ، وهي أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية حادة ، فعندما تبدأ العجلات تتحرك تحدث فرقعة مخيفة جدًا فتضطر الفتاة إلى الاستسلام وإلا تموت. راقت الفكرة للإمبراطور وأراد تنفيذها وأمر بالقبض على كاترين فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسدها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة. لكن ما أن رفعوها حتى امتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيدًا عن الآلة. وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا. فآمن كثيرون عندما شاهدوا ما حدث، أما فوستينا فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالرب يسوع المسيح أمام الجميع . وهنا الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن قد آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما ومعهما مائتين من الجنود كانوا قد آمنوا بالمسيح . شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب كاترين فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد. ولم يستطع الإمبراطور نسيان ما فعلته معه تلك الفتاة ، وفي نوبة جنونية أمر بقطع رأسها بدلاً من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307م. استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. ثم نُقل الجثمان المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين. صورة دير سانت كاترين الآن الصورة للعليقة التى رآها موسى النبى فى البرية والنيران تشتعل بداخلها ولم تمسها باذية وهى موجودة بدير سانت كاترين حتى اليوم و خضراء صورة نادرة للكف الايسر للقديسة الشهيدة كاترين الاسكندرنية والذى لم يرى فسادا حتى يومنا هذا بركة صلوات وشفاعة القديسة العفيفة كاترين فلتكون معانا |
||||
07 - 12 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 15239 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة القدّيس طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينية (806م): ولد القديس طاراسيوس حوالي منتصف القرن الثامن الميلادي لعائلة جمعت رفعة المقام إلى الغنى والفضيلة. أبوه جاورجيوس كان قاضياً محترماً لا غبار علي أحكامه، وأمه أوكراتيا امرأة فاضلة تقية أنشأت ابنها على محبة العلم والفضيلة.كان طاراسيوس، بما تمتع به من مواهب وسيرة شريفة، موضع إكرام الجميع وتقديرهم. وقد ترقى في سلم المناصب حتى صار قنصلاً، ثم بعد ذلك أمين السر الأول للأمبراطور قسطنطين وأمه إيريني. ومع أن طاراسيوس كان عشير القصر الملكي وعرف أسمى المراتب وكان محاطاً بكل ما يمكن أن ينفخ النفس ويُطِّيب الحواس فإنه سلك سلوك رجل زاهد. ثلاثة أباطرة، منذ العام 726، كانوا قد حاربوا الإيقونات ولاحقوا مكرميها، لاون الإيصافري وابنه قسطنطين الزبلي الإسم وحفيده لاون المدعو خازاروس. هذا الأخير كان قد تزوج من إيريني التي كانت، في خاصتها، أرثوذكسية وكانت قوية طموحة. رقد زوجها عام 780م بعدما خلّف ولداً اسمه قسطنطين كان عمره يومذاك عشر سنوات. وقد تمكنت إيريني بجدارتها وعلاقاتها الطيبة بالنبلاء من أن تأخذ لنفسها الوصاية على ابنها قسطنطين. بولس الثالث، بطريرك القسطنطينية يومذاك، كان قد تبوأ السدّة البطريركية في زمن الامبراطور الراحل وكان قد جنح إلى القبول بمحاربة الإيقونات رغم تمتعه بمزايا عديدة طيبة. ويبدو أن ضميره صحا وأراد أن يكفر عن ذنبه فاستقال واعتزل في دير فلورس. ولما جاءته إيريني وابنها محاولين ردّه عن قراره امتنع وتمسك باستقالته. فسألاه بمن يوصي بطريركاً محلة فأوصى بطاراسيوس. ويبدو أنه رقد بعد ذلك بقليل. أما اختيار طاراسيوس فطاب للملكة وابنها ورجال الكنيسة والنبلاء في آن معاً. فلما علم طاراسيوس بما جرى حاول التهرب ولكن عبثاً فرضخ وجرت ترقيته في سلم الرتب الكنسية وصُيِّر بطريركاً في عيد الميلاد من السنة 780م. أول ما عمله طاراسيوس دعوته إلى مجمع مسكوني يُعيد الاعتبار للإيقونات ويضع حداً للأذى الذي سببته الحرب عليها. كتب إلى أدريانوس، بابا رومية وكذلك إلى بطاركة الإسكندرية وإنطاكية وأورشليم. أدريانوس رحّب وأوفد رسولين. كذلك رحّب البطاركة الباقون، لكنه تعذّر عليهم الحضور بسبب وقوع بطريركياتهم في دائرة العرب المسلمين. إلا أنهم تمكنوا من إيفاد مندوبين عنهم. التأم المجمع، أول أمره، في القسطنطينية في الرابع عشر من آب من السنة 786م لكن اضطرابات أثارها محاربو الايقونات أدت إلى تأجيله وإلى تغيير مكانه. فعاد والتأم في نيقية في أيلول من السنة التالية 787. عدد المجتمعين من الأساقفة أو المندوبين كان ثلاثمائة و خمسين إضافة إلى العديد من رؤساء الأديرة والكهنة والمعترفين. وقد أعيد الاعتبار للإيقونات وأكد المجتمعون أن الإيقونة مستحقة للإكرام دون العبادة وأن هذا الإكرام موجه إلى المرسوم عليها. طاراسيوس هو الذي رأس الجلسات وقادها بحذر وحكمة. ولما انفض المجمع سعى إلى التعاطي مع الهراطقة برفق ليستعيدهم إلىحضن الكينسة، فاجتنب الإجراءات الصارمة بحقهم مما أثار حفيظة الأرثوذكس المتشدّدين كرهبان دير ستوديون، لا سيما القديسين أفلاطون ونسيبه ثيودوروس المعيّد له في 24 تشرين الثاني. إلى ذلك عمل طاراسيوس بجد على التخلص من السيمونية في سيامة الكهنة ودافع عن حق اللجوء إلى الكنائس وهو القاضي بمنع السلطات المدنية من إيقاف أي كان إذا لجأ إلى الكنيسة واحتمى بالمذبح. على هذا ضرب بالحرم جنوداً أوقفوا عنوةً أحد القضاة المتهمين بتبذير أموال الدولة بعدما لجأ إلى كنيسة الحكمة المقدسة. هذا وقد كانت سيرة طاراسيوس نموذجاً للكمال في عين الإكليروس والشعب معاً. لم يكن على مائدته ما هو غير ضروري ولا اجتاحت مقر البطريركية مظاهر العظمة كما كان الحال في أيام العديد من أسلافه. لم يسمح لنفسه إلى بالقليل من النوم. الصلاة والقراءة ملأتا أوقات فراغه. كانت متعه له، على غرار معلمه، ان يقوم بخدمة الآخرين بدل أن ينتظر الخدمة منهم. لذا نادراً ما سمح لخدّامه بخدمته. سلك في تواضع القلب وألغي استعمال الذهب والقرمز بين الإكليروس وعمل على استئصال العادات الكنسية السيئة بين الناس. محبته للفقير فاقت سائر فضائله. كثيراً ما كان يرفع أطباق اللحم عن مائدته ليوزعها على الفقراء بيديه. وقد عين لهم دخلاً ثابتاً. وحتى لا يتعرض محتاج إلى الإهمال كان يزور بيوت الفقراء والمصحات بتواتر. إكرامه لهم كان يزيد بشكل ملحوظ في موسم الصوم الكبير. مواعظه كانت حثاً قوياً على التقشف. وكان صارماً بشأن التسليات المسرحية. ثم إن الامبراطور قسطنطين السادس وقع في هيام إحدى وصيفات الملكة ماريا الأرمنية. اسم الوصيفة كان ثيودوتا. وإذ رغب في التخلص من الملكة ادّعى أنها حاولت دس السم له. قوانين الكنيسة لا تسمح له بالطلاق منها، والكل، بمن فيهم طاراسيوس، كان عارفاً بنواياه. حاول الملك استمالة البطريرك فلم يوافقه. قال للرسل الذين أتوا إليه في هذا الشأن: "لا أدري كيف يمكن للأمبراطور أن يحمل وصمة العار على هذه الفعلة الشائنة أمام الملأ، ولا كيف سيكون بإمكانه أن يمنع أو يعاقب الزنى والفجور إذا كان هو نفسه قد أقام مثالاً سيئاً للآخرين. قالوا له أني مستعد لأن أكابد الموت وكل صنوف التعذيب ولا أوافقه على عزمه". وقد هدّد البطريرك الملك بالحرم إن هو استمر في غيّه. هذا الموقف أثار سخط الأمبراطور فحكم على طاراسيوس بالإقامة الجبرية ومنع أياً كان من الاتصال به، كما ألزم زوجته ماريا بالدخول إلى الدير واستمال كاهناً اسمه يوسف، مدبر الكنيسة العظمى، فعمد إلى مباركة زواجه من ثيودوتا. هذا الحدث، فيما يبدو، شجع عدداً من الحكام ورجال السلطة على الطلاق من زوجاتهم أو حتى على الزواج من أكثر من امرأة كما شجع الناس على الفسق. طاراسيوس لم يعمد إلى إطلاق الحرم ضد الامبراطور لئلا تكون العاقبة على الكنيسة والشعب أشد وطأة مما كانت عليه. لكن هذا الموقف المتروي لم يمنع الملك من اضطهاد البطريرك بشتى الطرق الممكنة كالتجسس عليه وتقييد حركته بسلسلة من المراقبين الذين أخذوا يتدخلون مباشرة في شؤون البطريركية، وكذا نفي العديد من خدامها. استمرت هذه الحالة سنة كاملة أطيح بقسطنطين في نهايتها. وتمكنت أمه إيريني من وضع يدها على العرش بعدما استمالت العديد من رجالات الجيش والقصر فسجنت الملك وعمدت إلى قلع عينيه فمات بعد مدة قصيرة متأثراً بما جرى.أما طاراسيوس فاستعاد حريته وأصدر حرماً بحق يوسف الكاهن الذي زوّج قسطنطين وثيودونا واستعاد الشركة مع دير ستيوديون وقسم من الشعب بعدما كان القديس ثيودوروس الستوديتي قد قطعها معه بسبب تمنعه عن قطع الامبراطور. ثم أن نيقيفورس الأول (802 – 811) تمكن من انتزاع العرش من إيريني. في أيامه استعادت الكنيسة سلامها. أما طاراسيوس فبعد أسقفية دامت اثنين وعشرين عاماً مرض مرضاً طويلاً مؤلماً، لكنه اعتاد إقامة الذبيحة الإلهية كل يوم متكئاً على عصاه. وقد ورد أنه لما أشرف على الموت دخل في صراع مع الشيطان الذي اتهمه بخطايا لم يرتكبها. وإذ كان ضميره مرتاحاً لدى الله أزاح الشيطان بيده لأنه لم تكن له بعد طاقة على الكلام. رقد في الرب في التاسع من آذار 806م. ودّفن في العاشر منه في ديره. الزيت المشتعل فوق ضريحه ظهر شافياً للعديدين. بعد ذلك بسنوات، وبالتحديد في سنة 820م، لما كان الامبراطور لاون الخامس الأرمني يدعم محاربي الإيقونات ظهر له طاراسيوس في الحلم وأمر شخصاً واقفاً بجانبه اسمه ميخائيل بطعنه بالسيف. بعد ستة أيام قُتل لاون بيد شخص اسمه ميخائيل استولى على عرشه. يذكر أن هيئة القديس طاراسيوس كانت تشبه هيئة القديس غريغوريوس اللاهوتي. |
||||
07 - 12 - 2016, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 15240 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار وجود هامة السّابق يوحنا المعمدان للمرة الأولى والثانية التقليد الأوّل: بعدما قطع هيرودس الرابع، رأس القدّيس يوحنا المعمدان "تقدّم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه" (متى ١٢:١٤). أمّا رأسه فأخذته هيروديا على طبق ودفنته في مكان غير لائق بالقرب من قصر هيرودس. ويستفاد من التقليد أن قبر القدّيس يوحنا المعمدان كان في القرن الرابع في السامرة موضع إكرام المؤمنين ثم دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه، لكن بعض المسيحيين تمكّنوا من إنقاذ ما أمكن، وأتوا به إلى أورشليم، ودفعوه إلى رئيس أحد الأديرة واسمه فيليبوس الذي نقل الرفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندري، غير أن الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون. التقليد الثاني: وثمة تقليد وصل إلى السلافيين يفيد أن حنّة، إمرأة خوزي، وكيل هيرودس التي أمست إحدى حاملات الطيب (لو١٠:٢٤) لم تطق أن يكون رأس السابق المجيد في مثل الموضع غير اللائق الذي كان فيه، فقامت وأخذته سرًّا إلى أورشليم إلى جبل الزيتون، حيث وجده فيما بعد رجل من النبلاء صار راهبًا. وصول رهبان من الشرق: بعد ذلك بزمن وصل إلى فلسطين رهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقّدسة فظهر لهما السابق في حلم الليل، كلاً على حدة، وقال:"توجّها إلى قصر هيرودس فتجدان هامتي تحت الأرض". وإذ قادتهما النعمة الإلهيّة سهل عليهما نبش الرأس فشكرا الله وعادا بالهامة أدراجها من حيث أتيا. في الطريق التقيا فخاريًّا من أصل حمصي كان بائسًا وترك موطنه سعيًا وراء الرزق. هذا، يبدو أن السابق ظهر له في الحلم وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيّسرت أموره ببركة السابق. ولمّا كان مشرفًا على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالبًا منها ألا تفتحه إلا بأمر المودع فيه وأن تسلمه، متى أتت الساعة، إلى رجل تقي يخاف الله. هامة السابق والراهب الآريوسي: على هذا النحو انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى ان وصلت ليد كاهن راهب أسمه أفسطاتيوس، اتّخذ لنفسه منسكًا في مغارة غير بعيدة عن المدينة حمص. عيب هذا الراهب كان إنه اعتنق الآريوسية، فلما حضّه الغرور على إثبات نفسه، ادّعى أن الأشفية التي كانت تجري بوفرة بواسطة هامة السابق هي منه هو. ولم يمضِ وقت طويل على أفسطاتيوس حتى بانت هرطقته وسيئاته فطرد من ذلك الموضع. أمّا رأس السابق فبقى موارًا في مغارة إلى زمن لاحق حدث فيه أن كان مركلوس وهو راهب تقي، رئيسًا لدير بقرب تلك المغارة، في زمن الأمبراطور مرقيانوس (٤٥٠-٤٥٧م)، وأسقفية أورانيوس على كنيسة حمص. ظهور السابق المجيد لمركلّوس: في ذلك الزمان ظهر السابق المجيد لمركلوس عدّة مرّات وأحبه وقدّم له إناء من العسل، ثم بعد ذلك قاده إلى زاوية في المغارة. هناك بخّر مركلوس وباشر بالحفر فبان له الرأس تحت بلاطة من المرمر، في جرّة، وان أسقف المحلّة نقله إلى الكنيسة الأساسية في حمص، فأضحى للمدينة برمّتها نبع بركات وخيرات فياّضة. هذا دام إلى زمان الأمبراطور ميخائيل الثالث (٨٤٢-٨٦٧م) وبطريرك القسطنطينية القدّيس أغناطيوس حين تم نقله إلى المدينة المتملّكة، نقل الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس العيد الذي نحتفل به اليوم. هذا ما جرى للهامة وفق ما ورد عند القدّيس سمعان المترجم، غير أن تقليدًا آخر يتردّد صداه لدى بعض المؤرّخين كسوزمينوس يفيد أن الرأس جرى اكتشافه في فلسطين بهمّة راهبين نقلاه إلى سيليسيا، فلمّا علم الأمبراطور البيزنطي والنس (٣٦٤-٣٧٥م) بذلك أمر بنقله إلى القسطنطينية، وفي الطريق توقّفت العربة التي كانت تنقله بصورة غير عادية في بنتيخيون (بيثينيا) ولم تعد تتحرّك، فأودع لدى راهبة كانت تدين بهرطقة مقدونيوس اسمها مطرونا، رئيسة لدير رهباني رجلي. الهامة مع الأمبراطور ثيودوسيوس: فلما توفيّت مطرونا انتقل الرأس إلى كاهن أرثوذكسي وبقى لديه إلى أن جاء الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير وأخذه في جبته، يوم الثامن من آذار ٣٩٢م ليجعله في كنيسة بهيّة في حي أبدومون بناها خصيصًا لتحتضن الهامة. |
||||