28 - 02 - 2024, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 152301 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكهنة بين اللعنة والبركة بعد أن وجه الحديث للشعب ككل في الأصحاح الأول مبرزًا إنهم قابلوا محبة الله الفائقة لهم باستخفاف، وأنهم اتكلوا على وجود الكهنة بينهم وتقديم التقدمات والذبائح الحيوانية، أبرز هنا أخطاء الكهنة الجسيمة على وجه الخصوص. لعنة عوض البركات: 1 «وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: 2 إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي الْقَلْبِ. 3 هأَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ، وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ، فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ، فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ. 4 فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ لِكَوْنِ عَهْدِي مَعَ لاَوِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَالآنَ إِلَيْكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: [1] ربما يبرر الكهنة أخطاءهم المذكورة في الأصحاح السابق بأن ما يقدمونه على المذبح من تقدمات وذبائح نجسة ومعيبة ليس خطأهم، بل هو خطأ الشعب الذي يرفض تقديم أفضل ما لديهم لله. فجاء هذا الأصحاح ليكشف عما في قلب الكهنة أنفسهم. الوصية الموجهة هنا للكهنة لا تخص التقدمات والذبائح بل قلوب الكهنة ونياتهم وحياتهم وسلوكهم. فإن كان عمل الكاهن هو الشفاعة عن الشعب بتقديم الذبائح بكونها رمزًا لذبيحة السيد المسيح، فإنه يليق بالكاهن أن يتقدس. فإن كان الكاهن غير طاهر كيف يصرخ قلبه من أجل طهارة قلوب الآخرين وتقديسها. |
||||
28 - 02 - 2024, 02:36 PM | رقم المشاركة : ( 152302 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاِسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ. وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي الْقَلْبِ. [2] الله الفاحص القلوب يدرك تمامًا أن ممارستهم للعمل الكهنوتي لم تكن بغية مجد الله، فالعيب في القلب ذاته، لهذا تحل عليهم اللعنة عوض البركات. إذ لا يقدمون قلوبهم للرب من أجل المجد الزمني أو الطمع المادي، تحل اللعنة عليهم فيفقدون كرامتهم حتى الزمنية، والبركات حتى المادية. يخسرون ما هو سماوي، وأيضًا ما هو أرضي. |
||||
28 - 02 - 2024, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 152303 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إنه لعبء ثقيل يلتزم به الكهنة أن يدافعوا عن مجد الله ويعملوا لأجله، حتى لا نبدو أننا نهمل في شيءٍ من هذا القبيل، عندما يحثنا الله ويقول: "والآن إليكم هذه الوصية أيها الكهنة، إن كنتم لا تسمعون، ولا تجعلون في القلب تعطوا مجدًا لاسمي، قال الرب، فإني أرسل عليكم اللعن، وألعن بركتكم" (راجع مل 2: 1-4). القديس كبريانوس |
||||
28 - 02 - 2024, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 152304 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عندما يسير الراعي في الأماكن المنحدرة والوعرة، يتبعه القطيع فيسقط في وهدة الهلاك. ومن ثم يحزن الرب من معرفة الرعاة الرديئة، ويقول على لسان النبي: "أهو صغير عندكم أن ترعوا المرعى الجيد وبقية مراعيكم تدوسونها بأرجلكم، وأن تشربوا من المياه العميقة والبقية تكدرونها بأقدامكم. وغنمي ترعى من دوس أقدامكم، وتشرب من كدر أرجلكم." (حز 34: 18-19). ومن الواضح أنه عندما ينهل الرعاة من المياه الصافية والنقية، فإنهم يرتوون من سبيل الحق بفهمهم الصائب، ولكنهم يفسدون التأمل المقدس بحياتهم الشريرة عندما يُكدروا المياه بأقدامهم. ومن البديهي أن الرعية ستشرب من هذه المياه الملوثة التي تعكرت من هذه الأقدام، ثم تمتنع عن تنفيذ التعاليم التي سمعتها، لأنها تتمثل بالقدوة الشريرة التي تراها. إن الرعية تتوق إلى فعل الصالح الذي يقوله الرعاة، ولكنها تنحرف من جراء الشر الذي يفعلونه، فتمتص الوحل مع ما تتجرعه إذ أنها تنهل من ينبوع ملوث. لهذا كتب النبي قائلًا إن الكهنة الأشرار قد صاروا فخا لهلاك الشعب: "اسمعوا هذا أيها الكهنة...! لأن عليكم القضاء، إذ صرتم فخا" (هو 5: 1)، "النبي فخ صياد" (هو 9: 8) وأيضا يقول الرب بالنبي بخصوص الرعاة: "وكانوا معثرة إثم لبيت إسرائيل." (حز 44: 12) ليس هناك من يلحق الأذى بالكنيسة أكثر من أولئك الذين لهم صورة القداسة ولقبها ولكنهم يتصرفون تصرفًا فاسدًا. الأب غريغوريوس (الكبير) |
||||
28 - 02 - 2024, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 152305 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هذا هو واجبك أيها الأسقف، ألا تتجاهل أخطاء الشعب ولا أن تستخف بالتائبين، حتى لا تُهلك قطيع الرب في عدم مهارة، أو تهين اسمه الجديد المختوم على شعبه، فتُوبَّخ أنت نفسك مثلما وُبخ الرعاة القدامى، إذ تحدث الله عنهم بإرميا: "رعاة كثيرون أفسدوا كرمي، دنسوا ميراثي" (راجع إر 12: 10). دساتير الرسل |
||||
28 - 02 - 2024, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 152306 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لا يخدع الشعب نفسه، فيظنون أنهم في أمان من عدوَى الخطية، حيث يلتصقون بكاهنٍ خاطئٍ ويقدمون الطاعة لقائدهم الظالم غير الشرعي في أسقفيته. إذ يوجه اللوم إليهم من النبي هوشع: "ذبائحهم مثل خبز الحزن، كل من أكله يتنجس" (هو 9: 4). هذا التعليم يظهر بوضوح أن الكل يشتركون معًا في خطية فساد ذبيحة الكاهن المجدف الظالم. الشهيد كبريانوس |
||||
28 - 02 - 2024, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 152307 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هأَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْع،َ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ. [3] غاية العمل الكهنوتي خلق الجو السماوي المفرح وسط الشعب، لكن بسبب فساد قلوبهم ونياتهم تحولت حياتهم إلى علة مرارةٍ وقحطٍ وحزنٍ وسط الشعب. عندما ينحرف القادة الروحيين عن القداسة، تهرب البركة وتحل اللعنة. فكما لُعنت الأرض بسبب خطية أبوينا آدم وحواء، فصارت تخرج شوكًا وحسكًا، يقول إشعياء النبي: "لأنكِ نسيتِ إله خلاصكِ، ولم تذكري صخرة حصنكِ، لذلك تغرسين أغراسًا نزهة... ولكن يهرب الحصيد في يوم الضربة المهلكة والكآبة العديمة الرجاء" (إش 17: 10-11). ويقول هوشع النبي: "إنهم يزرعون الريح، ويحصدون الزوبعة، زرع ليس له غلة، لا يصنع دقيقًا، وإن صنع فالغرباء تبتلعه" (هو 8: 7). وإرميا النبي "زرعوا حنطة، وحصدوا شوكًا" (إر 12: 13). |
||||
28 - 02 - 2024, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 152308 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لا تجني ثمرًا من خدمة الأصنام، فإن حزمهم مثل سنابل قمح بددها الريح، تظهر من الخارج كأنها مملوءة\حبوبًا لكنها في الداخل ليس بها غلة. * يقول: إذ تنسى صانع الخيرات معك، تزرع عدم أمانة وتحصد عقوقًا. حسنًا، ستحصد ثمار غروسك وبذارك. ثيؤدورت أسقف قورش |
||||
28 - 02 - 2024, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 152309 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هأنذا أقطع أذرعكم، وأذري الروث على وجوهكم، روث أعيادكم، ويذهب بكم معه". فعوض الكرامة والمجد والبركة، التي يتمتع بها الكهنة كخدام الله العاملين لبنيان شعبه، يصيرون مبتوري الأذرع، يُلقى الروث على وجوههم، ويفقدون بهجة الأعياد. لعله يقصد بالفرث أو الروث هنا هو ما في أحشاء الذبائح عند غسلها، فإنهم إذ يقدمون ذبائح معيبة وبقلوب فاسدة، بدلًا من نوالهم أجزاء من الذبيحة ليأكلوها ككهنة الله، يلقي الله بروثها على وجوههم علامة الخزي الذي يحل عليهم، وجعلهم محتقرين عند الشعب ودنيئين. هذا هو نصيب الخادم الذي لا يطلب مجد الله بل مجده الشخصي ونفعه المادي الخاص. إذ يصيرون أشبه بمزبلة لا يستحقون إلا إلقاء الروث عليهم. |
||||
28 - 02 - 2024, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 152310 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ لِكَوْنِ عَهْدِي مَعَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. [4] يؤكد الله أن ما ينطق به ملاخي ليس من عنده، وإنما هو كلمة الله التي أرسلها إليهم لتوبتهم، بعثها إليهم من أجل عهده مع لاوي أن يتقدس لحساب الخدمة الإلهية. في كل الأجيال يُريد الرب أن يقيم مع أولاده وشعبه عهدًا أبديًا لكي يتمتعوا بالميراث السماوي. وكما يقول المرتل: "ذكر إلى الدهر عهده، كلامًا أوصى به إلى ألف دورٍ" (مز 105: 8). |
||||