27 - 02 - 2024, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 152191 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يسمح المسيح بالطلاق إلا للزنا، شعر السامعون بأن هذا أمر فوق احتمال البشر، والأفضل هو عدم الزواج، لأنهم لم يفهموا عظمة الوحدانية بين الزوجين، فكان من السهل في نظرهم الطلاق لأجل أية خلافات، ولم يكن لهم استعداد لاحتمال بعضهم البعض. انتهز المسيح هذه الفرصة، ليوضح الفرق بين عدم الزواج (العزوبية) وبين البتولية، فبيّن أن هناك ثلاثة أنواع من غير المتزوجين: النوع الأول: مَنْ وُلِدَ بعجز جنسي، فلا يستطيع الزواج، ليس حُبًّا في البتولية والوجود مع الله، بل لعجزه عن ذلك. النوع الثاني:مَنْ أرادوا الخدمة في قصور العظماء والملوك، فأجروا لهم عملية استئصال، فصاروا عاجزين جنسيا، حتى ينالوا مركزا أو عملا في هذه القصور، فيأتمنونهم على خدمة النساء دون خوف من الاعتداء عليهن. فعدم زواجه في هذه الحالة، هو من أجل شهوة المركز والمال، وإرضاءً للناس، وهذا أسوأ نوع. النوع الثالث: مَنْ ارتفعوا وسموا بالغريزة الجنسية، وحوّلوها كطاقة حب لله، فَهُمْ، وإن كانوا قادرين على الزواج جسديًّا، فقد حوّلوا فكرهم وقلبهم لمحبة الله كعريس سماوي، فهم في زيجة روحانية مع الله، أسمى من كل زيجة بشرية. هذه هي البتولية، سواء الخادمة في العالم أو في الرهبنة, وهي خاصة ببعض الناس الذين وهبهم الله هذه النعمة، والميل للاكتفاء بها، ولا يقدر الكل على قبولها، فهي عظيمة جدًا إن كان الإنسان مؤهلا لها. "مَنْ استطاع أن يقبل فليقبل": أي من له ميل للبتولية، فجيد له أن يحيا به، فيتمتع بتكريس فكره وقلبه لله. |
||||
27 - 02 - 2024, 11:45 AM | رقم المشاركة : ( 152192 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن لم تكن مؤهلا للبتولية، فعلى الأقل كن متعففا عن الخطية قبل الزواج. وحتى بعد الزواج، لا يكن شغلك الشاغل هو انهماكك في العلاقة الجسدية لدرجة أن تختلف مع شريك حياتك، بل أعطِ مكانا أكبر لمحبة الله في قلبك، ومحبة الآخر وتقدير مشاعره فتترك التفكير في هذه العلاقة إرضاءً للآخر، أو ترتبط بهذه العلاقة حتى لو لم تكن ميالا لها، إرضاءً أيضًا للآخر فلا تطلب راحتك بل راحته، فهذا هو الحب الحقيقي. |
||||
27 - 02 - 2024, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 152193 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة المسيح للأطفال (ع 13-15): 13 حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ، فَانْتَهَرَهُمُ التَّلاَمِيذُ. 14 أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ». 15 فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ، وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ. كان المسيح يبارك ويشفى المرضى، ويهتم بالتعليم وحل مشاكل الناس. فقدم له بعض الآباء أطفالهم ليصلى عليهم ويباركهم. أما التلاميذ، فشعروا أن وقت معلمهم أثمن من أن يضيعه في الاهتمام بالأطفال، فحاولوا إبعادهم عنه ليهتم بشئون الكبار. لم يكتف المسيح بمباركة الأطفال والترحيب بهم، بل أعلن حقيقة هامة، وهي أن هؤلاء الأطفال هم أبناء الملكوت السماوي، ليدعونا جميعا أن نتمثل ببراءتهم وبساطتهم. وإن كان الطفل مهملا وقتذاك في الديانات السائدة، والعصور والممالك السابقة، فإن المسيحية تهتم بالأطفال، بل وتدعو الكبار للتعلم منهم، والاهتمام بهم ورعايتهم. "لمثل هؤلاء": أي لمن يتمثل بهم في البراءة والبساطة. |
||||
27 - 02 - 2024, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 152194 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشاب الغني (ع 16-22): 16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18 قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20 قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟» 21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22 فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ. ع16-17: تقدم إلى المسيح شاب غنى (ع22)، وكان رئيس أحد مجامع اليهود (لو18: 18)، وإذ قد تعوّد الكلام المنمق، لقّب المسيح بالمعلم الصالح، وسأله سؤالا روحيا، وهو كيفية الوصول للحياة الأبدية. فاهتم المسيح بسؤاله، ولكن، قبل أن يجيبه، وجّه نظره إلى عدم استخدام كلمات المديح دون فهم، فقال له: "لماذا تدعونى صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا... الله." ومعنى السؤال: هل تؤمن أنى أنا الله، أم تقولها مجرد مجاملة؟ والمسيح بالطبع هو المعلم الصالح، بل الراعى الصالح كما قال عن نفسه (يو 10: 11)، وهو الله الذي بلا خطية، كما قال لليهود: "من منكم يبكتنى على خطية؟" (يو 8: 46)؛ ثم رد على السؤال بأن الطريق للأبدية هو حفظ الوصايا وتنفيذها في الحياة. ع18-19: سأل الشاب المسيح: "هل المقصود وصايا معينة؟" فأجاب المسيح: "كل الوصايا التي في اللوحين اللذين استلمهما موسى من الله، سواء الخاصة بعبادة الله، أو التعامل مع الآخرين." وركّز المسيح على وصايا اللوح الثاني، وهي الخاصة بالتعامل مع الآخرين، لأنه لا يمكن إتمامها إلا بحفظ وصايا اللوح الأول، وهي عبادة الله ومحبته. ولخّص المسيح في نهاية رده وصايا اللوح الثاني بقوله: "أحب قريبك كنفسك." ع20: أجاب الشاب بتسرع أنه قد حفظ هذه الوصايا منذ طفولته. ولم يكن قصد المسيح حفظها حرفيا، أو تطبيقها سطحيا، بل بكل أعماقها. لذلك، ركّز المسيح على علاج المرض الذي في داخله، حتى يفهم عمق تطبيق الوصية، فمشكلته هي محبة المال، وقال له إنه محتاج لشىء واحد، أي علاج محبة المال (مر 10: 21). ع21: طلب المسيح من الشاب أن يبيع ممتلكاته ويوزّع ثمنها على الفقراء، وبهذا يحوّل كنزه من الأرض إلى السماء ويتعلق قلبه بها. وامتدادا لهذا الفكر، يتبع المسيح ليسير بتعاليمه. ع22: أمام كلام المسيح الواضح، انكشف ضعف هذا الشاب ومحبته للمال، لأنه مضى حزينا، إذ لم يستطع تنفيذ كلام المسيح، لأن محبته للمال أقوى من محبته لله، وكثرة أمواله ساعدت على تعلق قلبه بمحبة المال. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:05 PM | رقم المشاركة : ( 152195 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن التطبيق الفعلى لهذه الوصايا هو الكمال المسيحي، وإن لم يستطع الإنسان تطبيق هذا الكلام حرفيا، كما فعل الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، فعلى الأقل يبيع محبة الماديات من قلبه، أي يكون مستعدا للتنازل عنها، ويترك جزئيا هذه الممتلكات ويعطيها للمحتاجين. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:06 PM | رقم المشاركة : ( 152196 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† حتى تكون ابن الملكوت، يلزمك أن تحب الله أكثر من محبة الماديات، والدليل على ذلك تقديمك البكور والعشور مهما كانت ظروفك المالية ضيقة، وتكون مستعدا للتنازل عن الماديات من أجل إرضاء من حولك، والقناعة بكل شيء. هذه الممتلكات ويعطيها للمحتاجين. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:08 PM | رقم المشاركة : ( 152197 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة المال (ع 23-26): 23 فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ! 24 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». 25 فَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ بُهِتُوا جِدًّا قَائِلِينَ: «إِذًا مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 26 فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ». ع23-24: علّق المسيح لتلاميذه على حواره مع الشاب بعد انصرافه، موضحا خطورة محبة المال، فقال إنه من العسير جدًا دخول غنى، محب لأمواله ومتكل عليها، إلى ملكوت السماوات. وشبه ذلك بمرور جمل ضخم من ثقب إبرة، وهذا مستحيل، فكذلك الغنى، لا يمكن أن يدخل إلى الملكوت. فيلزم أولًا أن يبيع من قلبه محبة المال والاتكال عليه، وحتى لو كان له أموال كثيرة، لا تعوقه عن دخول الملكوت لأن قلبه ليس فيها. ع25-26: شعر التلاميذ بصعوبة تنفيذ هذا الكلام، لأن تفكيرهم كان متعلقا بمُلك المسيح الأرضى ومحبة الغنى والمركز، فوجّه المسيح نظرهم إلى معونة الله التي تساعد الإنسان على ذلك، فما يبدو مستحيلا في نظر الإنسان، يسهل بمعونة الله. وهذا ما حدث فعلا في حياة كثير من القديسين الأغنياء، الذين تركوا أموالهم وممتلكاتهم، وعاشوا الفقر في حياة الرهبنة، أو تقدموا للعذاب والاستشهاد من أجل المسيح. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:09 PM | رقم المشاركة : ( 152198 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن كان لك أية ممتلكات وأموال، فاشكر الله عليها، ولا تقارن نفسك بغيرك ممن هم أغنى منك، بل اكتفِ بما عندك، ولا تحزن إن ضاع منك شيء من المال لأنه متغيّر، بل ليكن هذا دافعا لك للتعلق بمحبة الله، فهي الأساس الوحيد الراسخ، والسند الذي لا يتزعزع. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 152199 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تكلم المسيح عن أهمية التنازل عن محبة المال، ليستطيع الإنسان أن يتبعه، أراد بطرس أن يطمئن على نفسه هو والتلاميذ، ماذا تكون مكافأتهم، إذ قد تركوا كل شيء لأجله؟ وليس المقصود فقط ترك الشباك والمقتنيات، لأنها ضئيلة، بل بالأكثر احتمال التعب والمقاومة من الفرّيسيّين. وقد يحمل كلام بطرس نوع من ضعف الإيمان، فيحتاج لتأكيد المكافأة من المسيح، وقد يحمل أيضًا نوع من الإحساس بنفسه أنه قد أعطى. ولكنه سيكتشف بعد إتمام الفداء أن كل ما يعطيه الإنسان لا شيء أمام الحب الكامل في عطاء المسيح نفسه على الصليب من أجل خلاص البشرية. |
||||
27 - 02 - 2024, 12:12 PM | رقم المشاركة : ( 152200 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعلن المسيح مكافأة عظيمة لتلاميذه الذين تبعوه، بل لكل من يتبعه، أنه في التجديد، عندما تتغيّر صورة المسيح، من المنظر البشرى الضعيف إلى الله الديّان في الملكوت، يكون تابعوه بجواره لهم مكانة عظيمة، بدليل قوله: تجلسون على كراسي لتدينوا العالم، وذلك بإيمان تابعيه وكرازتهم باسمه، يدينون اليهود الذين رفضوا الإيمان، مع أنهم كان المفروض أن يكونوا أول من يقبله. |
||||