منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 12 - 2016, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 15211 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة الشهيدة إفدوكيّا البارة الشهيدة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(+ القرن الثأني الميلاديّ)

إفذوكيّا اسم يوناني ويعني "المسرّة"، وله أيضًا يعطي معاني أخرى نسبة لتركيبة الإسم ευ وتعني الجيّد و δοκεω يعني البهجة والفكر و حتى التمجيد، فيصبح: الفكر الجيّد والمُسِر والتمّجيد الجيّد والمسر.

حياتها:
كأنت إفدوكيّا سامريّة الأصل، وثنية، استوطنت مدينة بعلبك زمن الإمبّراطور الرومأني ترايان أو تراجان، تمّتعت بجمال أخّاذ، وامتهنت الفجور وجامعةً لنفسها ثروةً يعتدّ بها.

رجل غيّر حياتها:
غيّر رجل اسمه جرمانوس، مجرى الأمور لدى إفدوكيّا. فقد نزل يومًا لدى امرأة مسيحية يقع بيتها بقرب بيت إفدوكيّا.
أثناء الليل قام الرجل وتلا، بصوتٍ مرتفعٍ مزاميره، ثم قرأ نصًا في كتاب حول الدينونة الأخيرة وعقاب الخطأة وثواب الأبرار. وإذ بلغت تلاوته أذنّي إفدوكيّا فتح الله قلبها فاستفاقت من غيّها واستغرقت في أسى عميقٍ على نفسها وذرفت الدمع ، طوال الليل، سخيّا.
في الصباح، خرجت مسرعة إلى رجل الله بلهفٍ ورجته أن يدلّها على سبيل الخلاص. فما كان من الزائر الإلهيّ، سوى أن يبشرّها بالمسيح وعلّمها الصلاة ثم سألها أن تدعو الرّبّ الإله . ولديها أسبوعًا لتمتحن نفسها.

توّبتها:

وما إن انقضت أيام ثابرت فيها إفدوكيّا على الدعاء إلى الله بدموعٍ بتوبةٍ ليخلّص نفسها حتى بان لها نور ورئيس الملائكة ميخائيل في النور يستاقها إلى السماء لتعاين المختارين فيما قبع إبليس خارجًا، أسود، مقرفاً يتّهم الله بكونه غير عادل لأنّه قبل سريعًا توبة امرأةٍ متوغّلةً في الفجور.
فإذا بصوتٍ لطيفٍ يشقّ الفضاء قائلًا : "تلك هي رغبة الله أن يقتبل التائبين برأفة".


إعتمادها:
عمّدها ثيودوتوس، أسقف بعلبك، فسلّمت ثروتها إلى أحد الكهنة ليوزعها للمحتاجين، أمّا هي فسلكت درب العذارى بالكليّة إلى الإله القدير. وقد ورد أنّه أجرى بيديها عجائب جمّة.
حسد الشيطان:
ذاع خبرها فبلغ آذان بعض الذين عرفوها في زمن غربتها فساءتهم مسيحيتها. فوشوا بها إلى الولاة أنّها أنقلبت على دين أمّتها وأنّها في صدد مدّ يد العون إلى المسيحيّين المتآمرين على الإمبراطوريّة وآلهتها.
لم ينل أمة الله سوء، همّها كأن أن تحفظ الأمانة لربّها.

لم يكن لديها مانع أن تبذل نفسها بذل الشهادة لو شاءها يسوع. فلمّا كان زمن أحد حكّام بعلبك المدعو منصور حتى قبض عليها وعمّد جنده، من دون محاكمةٍ، إلى قطع هامتها.
طروبارية القدّيسة إفدوكيّا:
بكِ حُفظت الصورةُ باحتراسٍ وثيق، أيّتها الأمُّ إفدوكيّا، لأنكِ قد حملتِ الصليب وتبعتِ المسيح، وعمِلتِ وعَلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسد لأنه يزول، ويُهتمَّ بأمورِ النفس غير المائتة. فلذلك أيّتها البارّة تبتهج روحك مع الملائكة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 15212 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس باسيليوس المعترف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس باسيليوس المعترف (+القرن 8 م):
هو صديق القدّيس بروكوبيوس البانياسي ورفيق نسكه. صار راهبًا وهو شاب صغير، وأقبل على سيرة التقشّف بشجاعة وتصميم كبيرين بإشراف بروكوبيوس. وبعدما تمرّس في الجهاد ومواجهة أحابيل الشرير انتقل إلى الدفاع عن الإيقونات المقدذسة والتصدّي لمحطّيمها ومضطهدي مكرميها.
أوقفه عمّال الأمبراطور وأخضعوه للتعذيب. فلم تؤثّر تدابيرهم في اعترافه الثابت بالايمان القويم. وبعدما أثخنوه جراحًا، لاسيما في وجهه، ألقوه في سجن مظلم حيث بقي إلى وفاة الطاغية لاون الإيصافري (741م). إثر ذلك تمّ إطلاق سراحه، وهو والقدّيس بروكوبيوس ومعترفون آخرون، فعاد إلى متابعة سيرته النسكيّة. وقد اجتذب العديد من الخطأة إلى التوبة وجمًّا من الهراطقة إلى شركة الكنيسة لقوّة كلامه ومثاله الصالح. على هذا قضى بقية سني حياته إلى أن رقد بسلام في الربّ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 15213 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيستان البارّتان مارانّا وكيرا الحلبيتان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(القرن 5 م)
مقدّمة:
كتب سيرتهما ثيودوريتوس القورشي (الفصل التاسع والعشرون من تاريخ أصفياء الله).
علّق في مطلع الكلام عليهما بالقول انّهما بين النساء اللواتي: " جاهدن بعزيمةٍ ليست في شيء أقل من عزائم الرجال لأنّهن رغم طبيعتهن الضعيفة أظهرن من البسالة ما يضاهي شجاعة الرجال ".
وأضاف ان مارانا وكيرا تفوّقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حلب مدينتهما:
مدينتهما كانت حلب وانتماؤهما كان إلى طبقة الأشراف. تربّتا تربيةً راقية. لكنّهما تخلّتا عن كلّ شيء وجعلتا لهما حصناً صغيراً عند مدخل المدينة، وأوصدتا الباب بالطين والحجارة.
كانتا قد اصطحبتا معهما خادماتهما اللواتي رغبن في العيش على طريقتهما. وقد شيّدتا لهن ديراً صغيراً خارج حصنهما، ثم صارتا تُطلاّن عليهن من نافذة صغيرة وتدعيانهن إلى الصلاة فتُضرمان فيهن نار المحبّة الإلهية.
أما هما فعاشتا في الهواء الطلق دون غرفة ولا كوخ. طعامهما كان يصل إليهما عبر نافذة ومنها أيضاً كانتا تخاطبان النساء الآتيات لزيارتهما.
غير ان الزيارات كانت تتم في زمن العنصرة فقط. فيما عدا ذلك كانت المجاهدتان تلتزمان حياة الهدوء.
مارانا وحدها كانت تتكلّم:
لم تعتد كيرا الكلام البتّة. وحدها مارانا كانت تكلّم الزائرات. كما اعتادتا حمل السلاسل الحديدية: الطوق في العنق والزنّار في الخصر والباقي في الذراعين والرجلين. كان جسم كيرا منحنياً إلى الأرض حتى لم تستطع ان تنتصب البتّة. وقد فتحتا لثيودوريتوس، وهو أسقف، باب موضعهما فشاهدهما وتعجّب.
كذلك أخبر أنّهما سارتا على هذا المنوال اثنتين وأربعين سنة.
لم تخبُ حرارتهما البتة . كانتا مستعدتين أبداً لتقبّل سقوط المطر والثلج عليهما وكذا حرارة الشمس بلا حزن ولا تذمّر.

صامتا أربعين يومًا ثلاث مرّات وصوم دانيال:
صامتا، على غرار النبي موسى، أربعين يوماً لم تتناولا شيئاً من الطعام. فعلتا ذلك ثلاث مرّات.
كما صامتا صوم دانيال ثلاثة أسابيع.
خرجتا لزيارة الأماكن المقدّسة فلم تتناولا الطعام ذهاباً وإياباً إلا مرّةً واحد مع أن الرحلة استغرقت قرابة العشرين يوماً.
كذلك زارتا ضريح القدّيسة تقلا في إيصافريا وبقيتا صائمتين ذهاباً وإياباً.
استمرتا في الجهاد وأضحتا زينة لجنس النساء ومثالاً لهن إلى ان أخذهما الرّب الإله مكمَّلتين بالفضيلة. يذكر أن ديرهما كان في باب الجنائن قرب باب أنطاكية في حلب .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 15214 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس البار يوحنا كاسيانوس الرِّوماني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

‎‏(+435م)‏:
هو من شائه الرّب الإله وسيطًا لزرع الرهبنة المشرقية في الغرب.
وُلد في سكيثيا، في ناحية مصب نهر الجانوب، في ما يُعرف حاليا ب " دوبرودغيا" الرومانية. من عائلة مميزة. تابع بنجاح، درس الكلاسيكيات. وإذ اعتمل فيه التوق إلى الكمال، نبذ، فتى، الإغراءات الخدّاعة لحياة العالم ووجّه طرفَه ناحية الأرض المقدّسة بصحبة صديقه جرمانوس الذي كان له بمثابه أخ لا بالولادة بل بالروح.
انضمّ الصديقان إلى مصاف الرهبان في أحد ديورة بيت لحم. ثم بعدما سلكا، زمنًا، في أساسيات حياة الشركة، وبلغتهما أخبار نمط حياة رهبان فلسطين وبلاد ما بين النهرين وبلاد الكبّادوك، احتدّت في نفسيهما الرغبة في كمال أوفر، فقرّرا التوجّه إلى براري مصر ليكونا بقرب النسّاك الذين بلغهما خبر جهاداتهم على لسان القدّيس بينوفيوس الملتجىء إلى ديرهما هربًا من الشهرة. وقد أعطاهما رئيس الدير بركته، بعد لأي، مؤكدًا عليهما ضرورة العودة بسرعة.
استحلى الصديقان نظام ونمط حياة الشركة في دلتا النيل، لكنّهما رغبا في الدخول إلى عمق الصحراء. وحيثما حلاّ التمسا، بنهم، مجالسة القدّيسين النسّاك، للمنفعة والبركة لاستطلاع أقوالهم في شأن علم العلوم وفن الفنون، أصول الحياة الروحية. ثم ما لبثا ان أدركا انه لا طاقة لهما على استيعاب التعاليم السماوية لأولئك الآباء ما لم يقضيا وقتًا طويلًا في أوساطهم ويختبرا نمط حياتهم.
وإذ استودعا الأنبا يوسف قضيتهما، لا سيما لجهة ما وعدا به رئيس ديرهما في بيت لحم بشأن عودتهما السريعة إليه، أكّد الأنبا يوسف انه خير لهما أن يبقيا في مصر ما احتاجا دون أن يباليا بما قطعاه على نفسيهما متسرِّعين.
وعلى كلمة الشيخ استقرا في مصر سبع سنوات تنقّلا خلالها من مكان إلى مكان حتى بلغا برّية الإسقيط التي أنشأها، رهبانيًا، القدّيس مكاريوس.
هناك نسك عدد كبير من الرهبان من بينهم آباء كبار كالأنبا موسى وسرابيون وثيوناس واسحق وبفنوتيوس الكاهن. هذا الأخير نفعهما جزيلًا لما قال لهما إنه لا يكفي الراهب أن يزهد في العالم ماديًا ويتخلّى عن مقتنياته ليُقبل على النسك والصمت، بل عليه أيضًا أن يتخلى عن عاداته السالفة وأهوائه. وهذا يحتاج إلى جهادٍ طويلٍ صبورٍ يُعرّضه لفخاخ كثيرة إن انحفظ منها أوصله جهاده إلى نقاوة القلب.
هذا هو هدف الراهب: أن يدخل، بلا انقطاع، في عشرة الله، بالصلاة المستمرة التي يرفعها الذهن المعتَق من هموم العالم بسكينة وسلام في الهيكل المنقى للقلب. والنفس، إذ تبلغ من الزهد هذا المبلغ تندفع، صوب الكمال، مقصيةً عن ذاتها ذكر العالم بالكليّة ومسلُّمة قيادها لله في سعيها إلى المساكن الأبدية وإحساسها بفرحٍ لا يوصف وفيض للنور الإلهيّ عليها. إذ ذاك يستقر الحب الكامل لله في القلب بفضل الصلاة النقيّة فيمسي الله لنا الحبّ والشوق بالكامل، يمسي كلّ ما نبحث عنه وقوام أتعابنا وأفكارنا وحياتنا وكلامنا ونفسنا. أن الوحدة الكائنة بين الآب والابن تنساب، ساعتئذ في لبّ النفس، وكما أحبّنا الله محبّة حقانية صافية لا تخبو نتحد به، نحن أيضًا، برباط لا يقبل الحل.
هذا مايمسي، قدر ما هو ممكن على الأرض، تمام القول الرسولي :" الله، الكل في الكل". وإذ نصير بالكلية أبناء لله نتمكّن، نظير من هو ابن ووارث بالطبع ان نقول:" كل ما للآب هو لي" (يو 16: 15).

هذه هي قمة الكمال: أن تمسي النفس حرةً من ثقل الجسديات وأن تسمو كلّ يومٍ إلى قمم الروحيات فتستحيل الحياة وكلّ حركةٍ من حركات القلب صلاة فذّة لا انقطاع فيها.
وهكذا بعدما تربّى الصديقان على نشدان ذروة الحياة الرهبانية وعاينا، لذلك، أمثلة حيّة، عكفا، بصرامة، على اتباع النماذج التي عايناها، قدر طاقتهما.
ففي هدأة القلاّية، تمرّس كاسيانوس في الجهاد المرّ ضد الأفكار الأهوائية والشياطين، لا سيّما ضد تجربة الضجر التي تعذّب النسّاك وتقضُّهم ليتركوا خلوتهم.
من هذه الخبرة الشخصية ومن تعليم أفجريوس الذي التقاه في نيتريا، استخلص كاسيانوس تعليمًا دقيقًا في الجهاد الروحي والأهواء الثمانية الأساسية: الشره والزنى والبخل والغضب والحزن والضجر والمجد الباطل والكبرياء.
أقام الصديقان، على هذه الحال، في مصر، سبع سنوات عادا بعدها إلى بيت تلحم وحصلا من رئيس الدير على إذن بالعيش في البرية.
فلمّا تمّ لهما ذلك أسرعا في العودة إلى مصر، لكنهما لم يتمكنا من العيش بهدوء على نحو ما كان لهما في الفترة السابقة بسبب حملة الاضطهاد التي باشرها ثيوفيلوس الإسكندري في حق الرهبان الذين اتّهمهم باتباع خط سير أوريجنسر، الأمر الذي أحذث اضطرابًا ليس بقليل بين الرهبان حتى إن مجموعة من تثلاثماية راهب فرّوا من نيتريا.

مع القدّيس يوحنا الذهبّي الفم:
أمّا كاسيانوس وجرمانوس فالتحقا بخمسين من الرهبان لجأوا إلى القسطنطينية، إلى كنف القدّيس يوحنا الذهبي الفم. كان ذلك حوالي العام 401م .

فلما وقعت عينا الذهبي الفم عليهما عرف بالروح حسن معدنهما فأقنع جرمانوس بقبول الكهنوت من يده وسام كاسيانوس شماسًا.
بهاء قداسة الذهبي الفم وسمو نطقه خلبا لب كاسيانوس فجعل نفسه في ذمّته قانعًا بالتضحية بسكون البرية للانتفاع من معلّم كهذا المعلم.

ولكن ما ان انقضى زمن قليل حتى وقع القدّيس الذهبي الفم ضحيّة مؤامرات ثيوفيلوس فجرى نفيه، فيما خرج كاسيانوس وجرمانوس في بعثة إلى رومية بصحبة بلاديوس الأسقف، تلميذ الذهبي الفم، لينقلوا إلى البابا إينوكنديوس الأول رسالة من الشعب المؤمن والكهنة لدعم الذهبي الفم الذي جرت الإطاحة به ظلمًا.

أمضى القدّيس كاسيانوس في رومية عشر سنوات اقتبل خلالها لدرجة الكهنوتية، ثم انتقل إلى مرسيلية في بلاد الغال حيث أنشأ للرجال دير القدّيس فيكتور، عند ضريح شهيد من القرن الثالث الميلادي، كما أنشأ للعذارى دير المخلّص (415م).
العلم الرهباني للقدّيس كاسيانوس كان مستمدًا، بطبيعة الحال، مما رآه وتعلّمه من الآباء الشرقيين، غير أنّه جعل هذا التعليم موافقًا لشروط الحياة في بلاد الغال وكذا للأحوال الحيوية وطبيعة السكان.
ثم أنه وضع مؤلّف " المؤسسات الشركوية " بناءً لطلب القدّيس كاستور الأسقف ولفائدة الأديرة التي أسّسها هذا الأخير في البروفنس.
وصف كاسيانوس في مؤلّفه نمط رهبان مصر ملطّفًا ما لم تكن للرهبان الغاليين طاقة عليه.
كما عرض للأدوية الموافقة للأهواء الثمانية الأساسية. ثم بعد ذلك أكمل تعليمه بكتاب آخر أسماه " اللقاءات " عرض فيه مراحل الجهاد من أجل نقاوة القلب والتأمل.
حافظ القدّيس كاسيانوس على الأمانة للآباء الشرقيين، لا سيما الذهبي الفم والكبادوكيين. وقد وقف في وجه أوغسطينوس المغبوط الذي بالغ في الفصل بين الطبيعة البشرية والنعمة الإلهية بقصد محاربة الهرطقة البيلاجية. فرغم ان كلّ عطيّة صالحة وكلّ نعمة نازلة، في نهاية المطاف، من الله الذي هو " أب الأنوار"، فإن الحريّة البشريّة المخلوقة على صورة حرية الله المطلقة، والمتجددة بالمعمودية، مدعوة لأن تستجيب وتتعاون والنعمة الإلهية لكي تنشئ في النفس الثمار الخلاصية للفضائل حتى يمكننا القول مع الذهبي الفم ان "عمل الله هو إعطاء النعمة وعمل الإنسان هو تقريب الإيمان".
هذا التعليم لكاسيانوس، وغيره للآباء الشرقيين، أثار، لدى المتطرّفين من أتباع أوغسطينوس المغبوط ، ردّ فعل عنيف فاتّهموا كاسيانوس بالهرطقة نصف البيلاجية. هذا وقد لزم كاسيانوس الصمت ولم يسعَ إلى تبرير نفسه.
رقد بسلام في الرب سنة 435م.
اعتبره معاصروه قديسًا وأكرمه الرهبان الغربيون، مذ ذاك، أبًا لهم وأحد كبار معلميهم. رفاته مستودعة إلى يومنا في دير القدّيس فيكتور في مرسيلية.
يُعَيَّد له في ٢٩ شباط.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 15215 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القّديس البار بروكوبيوس المعترف (القرن9م)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو المعروف عندنا بالبانياسي. قيل إنه من فلسطين، من المدن العشر، وقيل لا بل من المدن العشر الإيصافرية، وهي ناحية جبلية من آسيا الصغرى تابعة لسلوقيا. عاش في زمن الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث الإيصافري (717 – 741)، مضطهد الأيقونات ومكرميها.
ورد انه ترهّب في القسطنطينية وتطهّر من الأهواء وأدران الجسد بالنسك والصلاة الصامتة. ويعدما نما في الروح القدس نموا كافيا واقتنى ثباتا وثقة داخليين، خرج وتلميذ له اسمه باسيليوس جائلين يرومان دحض الهراطقة الذين تنكّروا لحقيقة تجسّد ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح من خلال نبذهم إكرام الأيقونات المقدّسة.
لم يقتصر بروكوبيوس على نشر الكلمة، بل كابد، إليها، الآلام والأتعاب. فلقد عُذّب بوحشية وسُجن وجُلد وضُرب بالحديد. لا شيء حمله على التراجع عن يقينه وعزمه على الشهادة للحق. كابد ذلك كله بفرح. فلما مات لاون استكان العنف على مكرمي الأيقونات، فعاد بروكوبيوس إلى ديره وعاش سنين عديدة بعدها إلى ان رقد بسلام، في الرب، في مطلع القرن التاسع الميلادي.
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 15216 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس البار ثلالاوس السوري‎ ‎‏(القرن5م)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كتب سيرته ثيودوريتوس القورشي (الفصل 28 من كتابه تاريخ أصفياء الله). لم يسمع عنه ثيودوريتوس وحسب بل عرفه شخصياً. حطّ رحاله على بعد حوالي ستة كيلومترات من مدينة جبلة السورية، الصغيرة في ذلك الزمان. هناك، فوق تلة، كان يوجد قديماً معبد وثني، فاختار ثلالاوس أن يتخذ لنفسه فيه صومعة. وهناك اعتاد الوثنيون تقريب ذبائحهم.
المكان، كما يبدو، استوطن فيه الشياطين، وكانوا يتسبّبون بإلحاق الضرر بالعديدين عابري السبيل والمقيمين في الجوار، بالناس وحسب بل بالبهائم أيضاً، الحمير والبغال والبقر والغنم. فلما رأى الشياطين أن ثلالاوس وافى إلى تلك البقعة حاولوا تخويفه فلم يقووا عليه لأنه كان محصّناً بالإيمان ومَصوناً بالنعمة فزادهم إصراره حنقاً وغيظاً. ويظهر أنهم صبّوا غضبهم على عدد من أشجار التين والزيتون النضرة فاقتلعوها. ولا هذا الأمر أقلق ثلالاوس الذي تابع سعيه المبرور غير آبه لتدابير الأرواح المضللة. كذلك حاول الشياطين إخافة رجل الله أثناء الليل وإلقاء الاضطراب في أفكاره. أخذوا يُصدرون أنيناً ويُظهرون مشاعل، فلم تُخرجه خزعبلاتهم عن طوره. إذ ذاك تركوه وفرّوا هاربين.
بشأن تقشّفاته ذكر ثيودوريتوس أنه صنع لنفسه مسطَّحَين مستديرّين من خشب قطرهما ذراعان وفَصَلهما بعوارض خشبية متفرقة وجلس بينها بعد أن أثبت خشبات ضخمة مجموعة في أعلاها بقضبان وبربطه اسطوانة في داخلها وتركها معّلقة في الهواء. علو الأسطوانة كان ذراعين وعرضها ذراع واحد. وقد لبث ثلالاوس جالساً أو معلّقاً فيها إلى الوقت الذي كتب فيه ثيودوريتوس عنه عشر سنوات. وإذ كان طويل القامة ولا يمكنه جالساً أن يرفع رأسه استمر منطوياً على ذاته وجبهته ملتصقة بركبتيه. ولما سأله ثيودوريتوس يوماً عن سبب تبنّيه هذه الطريقة الجديدة في النسك أجاب: "أنا واقع تحت عبء ثقيل من الخطايا الكثيرة. ولما كنت على يقين من العقوبات التي تنتظرني استنبطت هذا النوع من العيش مختاراً ضيقات تلائم قواي الطبيعية لأخفف شيئاً من تلك التي تنتظرني...". هذا وقد كان الناس في جوار المكان مقتنعين بأن عجائب عديدة جرت بثلالاوس وبفضل صلاته.
هذه نعم بفوائدها لا البشر وحدهم بل البهائم أيضاً، الأمر الذي حدا بالعديد من الوثنيين الذين عاينوا عمل الله إلى نبذ الضلال واقتبال إيمان ثلالاوس. وقد سعى هو، من ناحيته، إلى هدم معبد الشياطين واستبداله بمزار للشهداء الظافرين. من جهة أخرى، ذكر مكاريوس ابن الزعيم (القرن 17) عندنا، في كتابه "قديسون من بلادنا" أن ثلالاوس دفن في جبلة، وأنه كان يدعى "الشيخ قرفيصة" لأنهم وجدوه في قبره مقرفصاً.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 15217 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسان بروكوبيوس البانياسي المعترف و ثلالاوس السوري
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يأتي إسم بروكوبيوس من أصل يوناني προκοπη ويعني التقدّم
القّديس البار بروكوبيوس المعترف (القرن9م) ‏:

هو المعروف عندنا بالبانياسي. قيل إنه من فلسطين، من المدن العشر، وقيل لا بل من المدن العشر الإيصافرية، وهي ناحية جبلية من آسيا الصغرى تابعة لسلوقيا. عاش في زمن الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث الإيصافري (717 – 741)، مضطهد الأيقونات ومكرميها.
ورد انه ترهّب في القسطنطينية وتطهّر من الأهواء وأدران الجسد بالنسك والصلاة الصامتة. ويعدما نما في الروح القدس نموا كافيا واقتنى ثباتا وثقة داخليين، خرج وتلميذ له اسمه باسيليوس جائلين يرومان دحض الهراطقة الذين تنكّروا لحقيقة تجسّد ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح من خلال نبذهم إكرام الأيقونات المقدّسة.
لم يقتصر بروكوبيوس على نشر الكلمة، بل كابد، إليها، الآلام والأتعاب. فلقد عُذّب بوحشية وسُجن وجُلد وضُرب بالحديد. لا شيء حمله على التراجع عن يقينه وعزمه على الشهادة للحق. كابد ذلك كله بفرح. فلما مات لاون استكان العنف على مكرمي الأيقونات، فعاد بروكوبيوس إلى ديره وعاش سنين عديدة بعدها إلى ان رقد بسلام، في الرب، في مطلع القرن التاسع الميلادي.
القدّيس البار ثلالاوس السوري‎ ‎‏(القرن5م)
كتب سيرته ثيودوريتوس القورشي (الفصل 28 من كتابه تاريخ أصفياء الله). لم يسمع عنه ثيودوريتوس وحسب بل عرفه شخصياً. حطّ رحاله على بعد حوالي ستة كيلومترات من مدينة جبلة السورية، الصغيرة في ذلك الزمان. هناك، فوق تلة، كان يوجد قديماً معبد وثني، فاختار ثلالاوس أن يتخذ لنفسه فيه صومعة. وهناك اعتاد الوثنيون تقريب ذبائحهم.
المكان، كما يبدو، استوطن فيه الشياطين، وكانوا يتسبّبون بإلحاق الضرر بالعديدين عابري السبيل والمقيمين في الجوار، بالناس وحسب بل بالبهائم أيضاً، الحمير والبغال والبقر والغنم. فلما رأى الشياطين أن ثلالاوس وافى إلى تلك البقعة حاولوا تخويفه فلم يقووا عليه لأنه كان محصّناً بالإيمان ومَصوناً بالنعمة فزادهم إصراره حنقاً وغيظاً. ويظهر أنهم صبّوا غضبهم على عدد من أشجار التين والزيتون النضرة فاقتلعوها. ولا هذا الأمر أقلق ثلالاوس الذي تابع سعيه المبرور غير آبه لتدابير الأرواح المضللة. كذلك حاول الشياطين إخافة رجل الله أثناء الليل وإلقاء الاضطراب في أفكاره. أخذوا يُصدرون أنيناً ويُظهرون مشاعل، فلم تُخرجه خزعبلاتهم عن طوره. إذ ذاك تركوه وفرّوا هاربين.
بشأن تقشّفاته ذكر ثيودوريتوس أنه صنع لنفسه مسطَّحَين مستديرّين من خشب قطرهما ذراعان وفَصَلهما بعوارض خشبية متفرقة وجلس بينها بعد أن أثبت خشبات ضخمة مجموعة في أعلاها بقضبان وبربطه اسطوانة في داخلها وتركها معّلقة في الهواء. علو الأسطوانة كان ذراعين وعرضها ذراع واحد. وقد لبث ثلالاوس جالساً أو معلّقاً فيها إلى الوقت الذي كتب فيه ثيودوريتوس عنه عشر سنوات. وإذ كان طويل القامة ولا يمكنه جالساً أن يرفع رأسه استمر منطوياً على ذاته وجبهته ملتصقة بركبتيه. ولما سأله ثيودوريتوس يوماً عن سبب تبنّيه هذه الطريقة الجديدة في النسك أجاب: "أنا واقع تحت عبء ثقيل من الخطايا الكثيرة. ولما كنت على يقين من العقوبات التي تنتظرني استنبطت هذا النوع من العيش مختاراً ضيقات تلائم قواي الطبيعية لأخفف شيئاً من تلك التي تنتظرني...". هذا وقد كان الناس في جوار المكان مقتنعين بأن عجائب عديدة جرت بثلالاوس وبفضل صلاته.
هذه نعم بفوائدها لا البشر وحدهم بل البهائم أيضاً، الأمر الذي حدا بالعديد من الوثنيين الذين عاينوا عمل الله إلى نبذ الضلال واقتبال إيمان ثلالاوس. وقد سعى هو، من ناحيته، إلى هدم معبد الشياطين واستبداله بمزار للشهداء الظافرين. من جهة أخرى، ذكر مكاريوس ابن الزعيم (القرن 17) عندنا، في كتابه "قديسون من بلادنا" أن ثلالاوس دفن في جبلة، وأنه كان يدعى "الشيخ قرفيصة" لأنهم وجدوه في قبره مقرفصاً.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 15218 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة فوتيني السامرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

✥ القديسات الشهيدات فوتين السامرية وأخواتها وابنها وآخرون‎ ‎‏(القرن1م)‏:
الأسم يعني منيرة.
القديسة فوتيني هي إياها المرأة السامرية التي حادثها الرَّب يسوع عند بئر يعقوب في سوخار السامرية كما ورد في إنجيل يوحنَّا (4:4-39،30-42).
بشَّرت بالإنجيل في قرطاجة بعدما هدت أخواتها الأربع فوتا وفوتيلا وبراسكفي وكيرياكي وولديها يوسي وفيكتور.
ابنها فيكتور صار جندياً فضابطاً كبيراً في الجليل وزوّد بأمر من نيرون قيصر أن يضرب المسيحين هناك. بشَّر بالإنجيل وهدى العديدين. من بين هؤلاء سبستيانوس الدوق وأناطوليوس الضابط. قُبض على هؤلاء جميعاً وأُودعوا السجن لمسيحيَّتهم. عُذِّبوا وسجنوا وماتوا للمسيح ميتات مختلفة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 15219 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


✥ ‎ ‎‏(+430م)‏:
كتب سيرته تلميذه مرقص الشماس. ومن سيرته الأصلية استمددنا معلوماتنا ههنا. أصل القدّيس برفيريوس من مدينة تسالونيكية لعائلة من النبلاء. لما بلغ الخامسة والعشرين من عمره اجتاحت نفسه رغبة إلهية في ترك موطنه والعزّ الذي كانت ترتع فيه عائلته ليقتبل الحياة التوحّدية. توجّه إلى مصر وجاء إلى الإسقيط، موطن الرهبان والنسّاك هناك. وبعد أيام معدودة حُسب أهلاً للثوب الرهباني.
أقام، بين الآباء القدّيسين، خمس سنوات رغب بعدها في زيارة الأماكن المقدّسة في فلسطين. وإذ حقّق ما رغب فيه بنعمة الله تحوّل إلى نواحي الأردن حيث اتخذ مغارة أقام فيها ناسكاً. بقي هناك خمس سنوات أخرى جاهد خلالها جهاداً بطولياً في ساحة الحرب اللامنظورة. لكنه بسبب الجفاف الشديد في تلك الناحية مرض وأشرف على الموت. وبتدبير من الله انتقل بمساعدة بعض معارفه إلى أورشليم.
المرض الذي أصاب قدّيس الله، برفيريوس،
كان تصلّب الكبد. وقد عانى من ارتفاع حرارة البدن بصورة متواترة. ومع أن المرض شمله ووخز أحشاءه دونما هوادة وأخذ يُذيب جسده، فإنه لم يتوان يوماً عن التطواف على الأماكن المقدّسة تبرّكاً. وقد أحنت العلّة هامته وأوهنته فصار يتكئ على عصا. في ذلك الوقت تعرّف إليه تلميذه مرقص الذي كان خبيراً في فن النسخ والكتابة. وقد أُخذ بقوة نفس برفيريوس بعدما لاحظ حالة الوهن التي كان عليها وإصراره، بصورة متواترة، على التجوال في الأماكن المقدّسة. وذات يوم رآه يهمّ بصعود سلّم مبنى الشهادة الذي تأسّس في زمن قسطنطين الملك، ولكن قواه، كما بدا، خانته، فأسرع مرقص الخطى ومدّ لبرفيريوس يد المعونة فأبى الاتكاء عليها قائلاً: "ليس مناسباً لي أنا الذي أجول سائلاً غفران خطاياي أن أستند إلى يد إنسان، عسى الله ينظر إلى تعبي، أيها الأخ، ويُشفق عليّ برأفته التي لا يُنطق بها!" على هذا النحو انصرف برفيريوس في سبيله ليسمع الأقوال الإلهية ويشترك في المائدة السرّية ثم يقفل عائداً إلى مقرّه. كان واضحاً أنه احتقر مرضه ولم يُنؤ تحت وطأته بل سلك بإزائه وكأن مرضه يصيب جسد إنسان آخر. رجاؤه بالله خفّف ثقل حمله عليه. وتوطّدت علاقة مرقص ببرفيريوس فأوفده إلى ذويه في تسالونيكي لتصفية تركته وإعطاء ما يتوجّب لإخوته والعودة بالباقي إليه ليعمل على توزيعه على الفقراء وفقاً للوصية الإلهية. فلما تمّم مرقص رغبة معلّمه عاد محمّلاً بالخيرات إلى أورشليم. وإذ التقاه بالكاد تبينه لأنه بدا قوي البنية حسن المحيّا. فابتسم له رجل الله وقال له: لا تعجب، يا أخي مرقص، إذا ما رأيتني صحيحاً قوياً فأنا الآن أنعم بالصحة بفضل لطافة الرب يسوع الذي يجعل ما هو ميئوس منه قويماً. فمنذ أربعين يوماً، فيما كنت أقيم سهرانة يوم الرب، اعتراني، في كبدي، ألم لا يوصف. وإذ لم تعُد لدي طاقة على الاحتمال خرجتُ وارتميت قرب موضع الجمجمة، في الجلجثة. ومن عظم الألم غبت عن الوعي فرأيت السيّد مسمّراً على الصليب وأحد اللصّين على صليب آخر. وإذ شرعت في الصياح مردّداً كلمات اللص: اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك (لو42:23)، أجاب السيّد موجِّهاً كلامه إلى اللص الصالح، ديسماس، وهو على الصليب: "انزل خلّص ذاك المطروح هناك كما خلًُصت أنت". فنزل اللص وأخذني بين ذراعيه وقبّلني، ثم مدّ إليّ يده وأقامني على رجلي وقال لي: تعال إلى المخلّص. للحال قمت وركضت إليه. فرأيته ينزل هو أيضاً عن الصليب ويقول لي: خذ هذا العود واحفظه. فأخذته ورفعته. في تلك اللحظة عدتُ إلى نفسي. ومن تلك الساعة زال ألمي.
مزايا القدّيس:
وعرض مرقص لمزايا القدّيس كما عرفه. كان رجلاً لا عيب فيه، وديعاً جداً، شفوقاً، موهوباً في تفتيق معاني الكتاب المقدّس، قادراً على الإجابة عن أصعب المسائل فيه. لم يكن ينقصه العلم، بعامة، وله قابلية يُعتدّ بها على إسكات غير المؤمنين والهراطقة. وكان محباً للفقير، يكرم الشيوخ كآباء والشبّان كإخوة والصغار كأولاد له. لطيف المعشر، متّضعاً لا غش فيه ولا ادعاء. سويّ المزاج، خالياً من الهواء، لا يعرف الغضب. لا يذكر شرّ الآخرين في تعاطيهم معه ولا يدع الشمس تغرب على غيظه. بسيط القلب، ميّت الأهواء إلا غيظه على أعداء الإيمان.
+ وزّع ثروته واشتغل:
بالنسبة للثروة التي عاد بها إليه مرقص، عمد برفيريوس إلى توزيعها على المحتاجين، في المدن والقرى والأديرة. كما بعث بمال وافر للرهبان في مصر. أما الغرباء في نواحي أورشليم فأضحى لهم بمثابة إبراهيم جديد. كل أمواله وزّعها ولم يبق لنفسه شيئاً لكي يكون اتكاله على الله كاملاً. لذلك احتاج فخرج وعمل سكّافاً ولم يشأ أن يأكل خبزاً من غير تعب.
+ سيامته كاهناً وأسقفاً:
وسمع عنه بريليوس، أسقف الأماكن المقدّسة، فأرسل في طلبه وسامه كاهناً وعهد إليه مسؤولية حفظ العود المحيي. إذ ذاك تحقّق، بالكامل، الحلم الذي رآه عن الرب يسوع وقوله له: خذ هذا العود واحفظه. كان برفيريوس قد بلغ الخامسة والأربعين من العمر. وقد بقي على سابق نظام حياته لجهة التقشّف والسهر. مضت على سيامته كاهناً ثلاث سنوات توفي في نهايتها إينياس، أسقف غزّة، المسيحيّون هناك كانوا قلّة معدودة. المدينة كانت في غالبيتها وثنية. وإذ لم يتّفق المسيحيون والكهنة في من يمكن أن يخلف أسقفهم الراحل جعلوا الأمر بين يدي رئيس الأساقفة في قيصرية، يوحنا. هذا أعلن صوماً ثلاثة أيام سأل خلالها الرب الإله في شأن الأسقف العتيد فجاءه إعلان أشار إلى برفيريوس المغبوط رجلاً على قلبه. في ذلك الوقت بالذات رأى برفيريوس حلماً عاين فيه الرب يسوع يقول له: ما كلّفتك به أردده لأني أشاء الآن أن أجمعك إلى امرأة مسكينة لكنها فاضلة فاتخذها وجمّلها لتنسى فقرها. كن غيوراً لها فُيعطى لك كل ما تحتاج إليه من حيث لا تدري. خرج برفيريوس ومرقص ومعهما خادم اسمه باروخاس إلى قيصرية بعد أن سلّم قدّيسنا مفاتيح عود الصليب إلى أسقف الأماكن المقدّسة. فلما وصلوا إلى هناك استقبلهم رئيس الأساقفة يوحنا وأحسن وفادتهم. و في اليوم التالي وصل جمع من مسيحي غزّة فألقوا الأيادي على برفيريوس وجعلوه أسقفاً عليهم عنوة. رد فعل برفيريوس كان أنه بكى بكاء شديداً مؤكداً أنه لا يستحق الأسقفية. وأخيراً رضخ.
+ في غزّة:
وانطلق الغزّاويون عائدين إلى ديارهم برفقة أسقفهم الجديد. ومن حسد الشيطان حرّك ضدهم بعض الوثنين في القرى القريبة من المدينة فعمدوا إلى زرع الطريق بالأشواك والقاذورات الكريهة الرائحة ليحولوا دون وصول القادمين إلى المدينة. لذلك لم يصل برفيريوس وصحبه إلى غزّة إلا بشق النفس. ثم أنه ضرب غزّة والجوار الجفافُ وشاع في المدينة أن السبب هو قدوم برفيريوس. الوثنيون قالوا أنهم سألوا زفس إلههم فقال لهم أن قدمي برفيريوس مجلبة للفأل السيئ في المدينة. و بعدما رفعوا الطلبات إلى إلههم سبعة أيام لم يحصدوا إلا الريح فانصرفوا خائبين. و ضربت المجاعة المدينة فجاء المسيحيون، وعددهم مائتان وثمانون، و سألوا قدّيس الله الصلاة لأجل المجاعة والجفاف. فلما عرف في روحه إن إصبع الله فيما جرى تلا، والشعبُ من حوله، صلوات جمّة في أكثر من موضع حاملين رفات بعض الشهداء و المعترفين. وكانت هناك كنيسة قديمة خارج المدينة. فتوجّهوا إليها و صلّوا و لما أرادوا العودة ألفوا البوابة وقد أقفلها الوثنيون ولما يشاؤوا فتحها. في ذلك الوقت بالذات أعطى الله غيوماً وبرقاً و رعداً و أمطرت السماء مطراً غزيراً فتحرّك قلب بعض الوثنيين وفتحوا البوابة وشرعوا يعترفون بيسوع إلهاً أوحداً. فشكر برفيريوس والمسيحيون الرب الإله و فرحوا فرحاً عظيماً، ثم دخلوا الكنيسة يتبعهم الوثنيون وعددهم مئة وسبعة وعشرون. هؤلاء ختمهم الأسقف بختم الصليب. وبعدما اشتركوا في سر الشكر عادوا كل إلى بيته. في ذلك الوقت اشتدّ سقوط المطر ثلاثة أيام احتفل بعدها المؤمنون بعيد الظهور الإلهي. وانضم إلى الكنيسة عدد إضافي من الوثنيين، مائة وخمسة عدداً. إلا أن الوثنيين الباقين على وثنيتهم استمروا في تضييقهم على برفيريوس و المسيحيين الذين عانوا الكثير، لكن الرب الإله كان معهم وكانت الصلوات ترتفع ليل نهار ليهدي الإله العليّ الضالين إلى سواء السبيل. و من جملة ما حدث أن باروخاس الخادم تعرّض لضربات الوثنيين حتى ظُنّ أنه مات، لكنه بصلاة رجل الله برفيريوس استردّ عافيته و صار شماساً. كذلك تعرّض للأذّية العديدُ من المسيحيّين حتى أضحت الاضطرابات في المدينة واقعاً يومياً وأمست الحاجة إلى حلّ أمراً ملحّاً.
+ مرقص إلى القسطنطينية:
وأرسل برفيريوس مرقص إلى القسطنطينية مزوّداً برسالة إلى يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، ليعمل لدى القصر على إقفال هياكل الأوثان في غزّة بعدما تفاقمت الحالة فيها. وقد تكلّلت مهمته بالنجاح وأُوفد إلى غزّة موظف كبير ليعمل على تنفيذ قرار في الشأن المطلوب. ومع أن الموظف أقفل العديد من الهياكل إلا أنه أبقى على أهمها، هيكل زفس، بعدما تلقى من الوثنيين مبلغاً كبيراً من المال رشوة.
+ إيلياس:
كذلك، حدث بتدبير من الله، في ذلك الزمان، إن امرأة وثنية من عائلة شريفة في المدينة حضرتها ساعة الوضع، وكانت حاملاً، فتعثرت ولادتها. وبعدما بذل الأطباء جهدهم لمساعدتها باءت محاولاتهم بالفشل. فاحتار ذووها وأتوا بالسحرة والعرّافين فلم يكن حظّهم بالنجاح أوفر. كانت إيلياس وجنينها في خطر الموت. وإذ اتفق أن مربية إيلياس كانت على الإيمان بالمسيح فإنها رفعت طلبات عديدة من أجلها إلى الرب الإله. وحدث أنها كانت، مرة، تصلّي وتبكي في الكنيسة فلاحظها برفيريوس وسألها عن علّة بكائها. فنظرت إليه وارتمت عند قدميه متوسّلة إليه أن يصلّي إلى الرب يسوع من أجل إيلياس مخدومتها. فلما عرف القدّيس بخبر المرأة بكى هو أيضاً لأنه كان رؤوفاً جداً. ثم بعث بالمربية لتقول لذوي إيلياس أن هناك طبيباً عظيماً قادر على شفاء ابنتهم الوحيدة شرط أن يُقسموا بألا ينكروه وأن يحفظوا الأمانة له بعد أن يقضي لهم حاجتهم. فذهبت ونقلت كلام برفيريوس بحذافيره فأقسموا بأن يفعلوا ما يطلبه منهم. فوجّهت، إذ ذاك، كلامها بصوت مرتفع إلى إيلياس قائلة: هذا ما يقوله برفيريوس، الكاهن العظيم، الرب يسوع المسيح، ابن الله الحي، يشفيك. آمني به واحيي! للحال تحرّك الجنين في أحشائها وتمت ولادتها بسلام. فاندهش الجميع وهتفوا: عظيم هو إله المسيحيين! عظيم هو الكاهن برفيريوس! في اليوم التالي خرج ذوو إيلياس والعشيرة كلها إلى برفيريوس وألقوا بأنفسهم عند قدميه سائلينه ختمهم في المسيح، ففعل و جعلهم موعوظين ثم أرسلهم بسلام طالباً منهم أن يداوموا على حضور الصلوات والتعليم في الكنيسة. وبعد زمن يسير عمّدهم مع المرأة ومولودها، الذي كان ذكراً، وأسموه برفيريوس. عدد الذين انضموا إلى كنيسة المسيح، يومذاك، كان أربعة وستين.
+ برفيريوس إلى القسطنطينية:
واشتدّ هياج الوثنيين في غزّة لا سيما بسبب اهتداء العديدين منهم إلى المسيح. تضييقهم على المسيحيين كان في ازدياد وتماديهم في الممارسات الشائنة استفحل. كانوا يعاملون المسيحيين كالعبيد ولا يسمحون لأحد منهم أن يأخذ لنفسه وظيفة رسمية أو يفلح أرضه. الولاة كانوا وثنيين. وإذ لم تؤدّ زيارة مرقص الشمّاس إلى القسطنطينية الغرض منها، صلّى برفيريوس إلى الرب الإله وقرّر، على الأثر، أن يذهب إلى عاصمة الإمبراطورية بنفسه. فتوجّه أولاً إلى قيصرية وعرض الأمر على يوحنا، رئيس الأساقفة، وسأله مرافقته. وبعد أخذ وردّ قرّر الأسقفان السفر سويّة رغم أن الشتاء كان على الأبواب. وبعدما استكملا وصحبهما الاستعدادات غادرا بحراً في الثالث والعشرين من شهر أيلول. أول محطة كانت لهما في رودس. هناك سمعا بناسك قدّيس اسمه بروكوبيوس فقرّرا العبور به لأخذ بركته. وكان هذا الراهب منعَماً عليه بموهبة الرؤية. فلما قدما إليه استقبلهما وأكرمهما. وإذ أخبراه بما هما مسافران إلى القسطنطينية من أجله وأنهما سوف يطلبان من الإمبراطور دكّ هياكل الأوثان في غزّة صلّى لأجل نجاح مسعاهما ونصحهما بأن يضعا المسألة بين يدي يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، أي الذهبي الفم. وأضاف أن يوحنا ليس في وضع يسمح له بنقل الكلمة مباشرة إلى القصر لأن الإمبراطورة افدوكسيا غاضبة عليه. لهذا السبب سوف يوعز إلى رئيس التشريفات لديها، وهو رجل يخاف الله، اسمه أمانيتوس، بإيصال الخبر إلى الإمبراطورة. ثم أردف قائلاً: وأنتما متى حضرتما لديها وأبدت رغبتها في مساعدتكما فقولا لها: نرجو في المسيح، ابن الله، إن غرت لنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً. وهي متى سمعت ذلك منكما غارت بالأكثر وسعت لإنجاح مهمّتكما. وبعدما سمع الأسقفان من بروكوبيوس الناسك كلاماً من هذا النوع صدّقاه وأخذا بركته وانصرفا. وبعد حوالي عشرين يوماً من مغادرتهما غزّة وصل الأسقفان إلى القسطنطينية فاتصلا بالقدّيس يوحنا الذهبي الفم الذي أحسن استقبالها واهتم بأمرهما. وإذ اطّلع على القصد الذي أتيا من أجله رتّب من خلال رئيس التشريفات، أمانيتوس، لدى الإمبراطورة أن يُنقل خبر الأسقفين إليها ويوصلا بها. فلما أتيا إليها أبدت استعدادها لأن تعرض الأمر على الإمبراطور. وبالفعل عرضته فتلكّأ قليلاً لأن غزّة من المدن التي تمدّ الدولة بأموال ضريبية يُعتدّ بها، فإذا ما قست السلطة على السكان في شأن هياكل الأوثان فإنهم سيتفرّقون ولسوف تصيب الدولة خسارةٌ ليست بقليلة من جراء ذلك. فعادت الإمبراطورة واستدعت الأسقفين ونقلت إليهما تحفّظ الإمبراطور، لكنها أبدت أنها لن تترك الموضوع حتى تتمّمه بإذن الله. إذ ذاك قال لها برفيريوس ما سبق لبروكوبيوس الناسك أن لقنه إيّاه: إننا نرجو في المسيح، ابن الله، إن ساعدتنا في مسألتنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً سوف يحيا ويحكم وسوف تفرحين به سنين عديدة. هذا الكلام حرّك أحشاء الإمبراطورة بالأكثر فسألت صلاة الأسقفين ووعدت بتحقيق رغبتهما، وأضافت إنها سوف تُنشئ كنيسة في وسط غزّة، بإذن الله. أفدوكسيا كانت في شهرها التاسع وساعة وضعها وشيكة. وانتظر الأسقفان بضعة أيام كانا خلالها يذهبان إلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم وينعمان بكلامه الإلهي الذي كان أحلى من العسل. أخيراً وضعت أفدوكسيا مولوداً ذكراً أسموه ثيودوسيوس، على اسم جدّه، وقد حُسب إمبراطوراً من ساعة ولادته ولُفَّ بالأرجوان. ثم أن الأسقفين رفعا عريضة بناء لإيعاز الإمبراطورة. هذه العريضة استقرّت بين يدي من حمل الإمبراطور الصغير في يوم عمادته، واعتُبر أن ثيودوسيوس الصغير وافق على ما ورد فيها بسبب حركة أبداها من نحوها. وكان ذلك على مرأى من الإمبراطور والإمبراطورة. فلما فاتحت أفدوكسيا الإمبراطور الوالد من جديد بأمر الأسقفين والعريضة التي رفعاها وافق عليها بعد لأي. العريضة تضّمنت طلباً بدك الأوثان وهياكلها وتوفير امتيازات مالية للكنيسة والمسيحيين في غزّة لأنهم كانوا فقراء. بعد ذلك عملت أفدوكسيا على إعداد المراسيم الملكية اللازمة وعيَّنتْ بمساعدة أمانيتوس رجلاً مسيحياً تقيّاً أهلاً لتنفيذ المهمة. وإذ تكلّلت مهمة الأسقفين بالنجاح استودعا الإمبراطور والإمبراطورة عناية العليّ وقفلا عائدين إلى ديارهما مزوّدين بأموال وهدايا قيّمة. ولم تنس أفدوكسيا أن تمدّ برفيريوس بأموال خاصة لبناء الكنيسة التي وعدته بها في وسط غزّة. كانت عودة الأسقفين في نيسان من السنة التالية.
+ في طريق العودة:
واشتهى الأسقفان، أثناء عودتهما، أن يمرّا، في رودس، ببروكوبيوس الناسك فاعترضهما صاحب السفينة ولم يشأ أن يلبي رغبتهما بحجّة أن الأهوية كانت مؤاتية للإبحار ولا يريد أن يتأخر. وبعدما تقدّمت السفينة يومين هبّت عليها عاصفة هوجاء وأضحت في خطر. وعبثاً ابتهل الجميع إلى الرب الإله. لم تشأ العاصفة أن تستكين. وفي غفوة، بعد ليل صاخب، عاين برفيريوس بروكوبيوس الناسك يقول له: بشّر صاحب السفينة واختمه لأنه من أصحاب بدعة آريوس. أعدده ليلعن تعليم آريوس تستكين العاصفة حالاً. فلأنه آريوسي لم يشأ أن تأتيا لزيارتي في طريق عودتكما. علّمه فيقتبل منك الإيمان الصحيح. فلما صحا برفيريوس أخبر من معه بما شاهد ودعا صاحب السفينة وقال له: أتريد للعاصفة أن تهدأ؟ فأجاب: طبعاً! فقال: إذن اكفر بإيمانك وعُدْ إلى الإيمان القويم! فاندهش صاحب السفينة لأنه لم يُخبر أحداً بمذهبه وأجاب: إني أرى أن لك علماً بمكنونات القلوب، لذلك أقول لك إني من هذه الساعة أنكر هرطقة آريوس وأسألك أن تعلّمني الإيمان الصحيح. فأخذه الأسقفان وصلّيا عليه وختماه وكلّماه بكلام الإيمان القويم وناولاه الأسرار المقدّسة. في ذلك الوقت بالذات هدأت العاصفة فسارت السفينة في البحر أربعة أيام أخرى إلى أن وصلت إلى مايوما، مرفأ غزّة. تداعى المسيحيون هناك لاستقبال أسقفهم العائد، فانتظموا في موكب يتقدّمه الصليب وأخذوا ينشدون المزامير. الوثنيون ذابت قلوبهم لأنهم سمعوا أن الأسقفين أخذا موافقة الأباطرة على دكّ هياكل الأصنام. ولما وصل الموكب إلى المدينة مرّوا بتمثال من المرمر لأفر وديتي، إلهة الخصب. فاضطرب الروح الخبيث المقيم في التمثال من مرأى الصليب المقدّس وخرج منه. وإذ بالوثن يهوي إلى الأرض ويتحطّم من ذاته. وإن اثنين من الوثنيين كانا في الموضع يسخران من المسيحيين فهشّم التمثال رأس أحداهما وكسر كتف الثاني ومعصمه. فلما رأى وثنيون آخرون ما حدث استشعروا وانظموا إلى موكب المسيحيين ودخلوا معهم إلى كنيسة السلام واقتبلوا الختم. وقد وعظهم برفيريوس ودعاهم إلى المثابرة على صلوات الكنيسة ثم أطلقهم. كان عددهم تسعة وثلاثين شخصاً. أما يوحنا، رئيس أساقفة قيصرية، فأقام يومين في غزّة ثم عاد إلى دياره.
+ دكّ الهياكل:
بعد أيام قليلة باشر موظّفون مدنيون وعسكريون بتنفيذ الأمر الملكي. قبل ذلك كان قد غادر المدينة عدد من سكانها الوثنيين الذين عرفوا بما هو مزمع أن يكون، لاسيما الأغنياء. كانت في غزّة ثمانية هياكل وثنية. أهمها هيكل زفس الذي كان من أشهر هياكل المسكونة. وقد تمّ هدم الهياكل وإحراقها في عشرة أيام. فقط هيكل المرناون، أي هيكل زفس، احتار المؤمنون والجند كيف يدكّونه لأنه كانت فيه ممرّات سرّية ومخابئ والكّهان سدّوا الأبواب بحجارة ضخمة. لذا دعا برفيريوس إلى الصوم والصلاة عسى الرب الإله يكشف كيفية تطهير المكان. أخيراً، أثناء القداس الإلهي المقام مساء، تكلّم الرب يسوع بولد في السابعة من عمره وعيَّن بالتفصيل كيفية إحراق الهيكل الداخلي لأن نجاسات كثيرة مورست فيه، لاسيما تقديم ضحايا بشريّة. أما الهيكل الخارجي والساحة فُيتركان. ثم بعد تطهير المكان يُصار إلى بناء كنيسة. وقد تكلّم الولد باللغة السريانية. ولما أخذ الأسقف الولد على حدة وسأله من أين جاء بالكلام الذي تفوّه به لم يردّ. وبعدما ألحّ عليه أعاد الكلام بعينه ولكن باللغة اليونانية مع أنه لم يكن يعرف اليونانية لا هو ولا أمّه. وكما أوعز الصبي هكذا كان. كذلك أُخرجت الأوثان من البيوت وحُطّمت وأُحرقت إضافة إلى كتب السحر.
+ مزيد من المهتدين:
إثر ما جرى انضم إلى الكنيسة عدد وافر من الوثنيين، بعضهم بدافع الخوف وبعضهم عن قناعة. وقد قبلهم الأسقف جميعاً واهتم بتعليمهم مؤكداً أن بعضهم ولو أتى وفي نفسه شيء من الشك فإن الأيام كفيلة بتغيير قلبه بنعمة الله. حتى ولو كان عدد منهم غرقى الآثام التي ارتكبوها في سابق عهدهم فإن الخلاص يمكن أن يطال ذريتهم.

+ كنيسة جديدة:
وفيما كان الأسقف والمؤمنون محتارين في شأن تحويل ما تبقّى من هيكل زفس بعد إحراقه إلى كنيسة أو إنشاء كنيسة جديدة في الموضع، وصل رسل من القسطنطينية ومعهم رسا من الملكة ورسم للكنيسة التي تريد أن يباشر الأسقف ومؤمنو غزّة ببنائها وكانت بشكل صليب. فتداعى المؤمنون، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، إلى العمل على إنشاء الكنيسة الجديدة. وقد دكّوا الرخام المتبقي من هيكل زفس وبلّطوا به الطرقات، واستعان الأسقف بمهندس إنطاكي اسمه روفينوس للإشراف على بناء الكنيسة الجديدة. وقد تمّ إرسال الأعمدة والمرمر للكنيسة من القسطنطينية، اثنين وثلاثين عموداً. كما أعدّ الغزّاويون حجارة ضخمة من إحدى التلال غربي المدينة. يُذكر أن جميع المسيحيين عملوا في بناء الكنيسة الجديدة بمن فيهم بورفيروس الأسقف. وحدث بعد قليل من مباشرة العمل أن ثلاثة أولاد دنوا من بئر في الهيكل الوثني. وإذ كانوا يسعون إلى الحصول على بعض الماء منه انكسر بهم الخشب الذي كانوا واقفين عليه وهووا في باطن الأرض. فتسارع المؤمنون إلى نجدتهم وأخذوا ينادونهم فلم يُسمع لهم صوت وكانت البئر عميقة. وحضر بورفيروس الأسقف وأخذ في الصلاة والبكاء سائلاً الرب الإله أن يحفظ الأولاد لئلا يقول الوثنيون عن المسيحيين: أين هو إلههم؟ وبعد سحابة ساعة من الزمن طلب أن يُمَدَّ حبل إلى قعر البئر ونزل أحد المؤمنين فإذا به يجد الأولاد الثلاثة على صخرة سالمين معافين وكانوا في النور فمجّدَ الله ونادى أن الأولاد بخير. ثم أنهم سُحبوا من البئر فكان فرح الكنيسة بعمل الله وشكرُهم له عظيماً. يذكر أن صليباً ارتسم على كل من الأولاد الثلاثة بلون الحمرة. استغرق بناء الكنيسة خمس سنوات وأُطلق عليها اسم أفدوكسيانا نسبة للملكة أفدوكسيا، ووُزِّعت العطاءات على الغرباء والفقراء إثر تدشينها.
+ رقاد بورفيروس:
استمرّ بورفيروس في التصدّي للوثنيين في غزّة والعمل على هدايتهم إلى النهاية. وقد رقد في الرب بعدما خدم أسقفاً أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وثمانية أيام. وأوصى بتوفير الحسنات للفقراء على نحو منتظم وضيافة الغرباء. كان رقاده في 26 شباط عام 420م.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 12 - 2016, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 15220 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس روفينوس الراهب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
روي لنا روفينوس الراهب (345 – 410م) في تاريخه أن شابين من صور الفينيقية، وربما أخوين، اسم الواحد فرومنتيوس واسم الآخر عداسيوس رافقا علامة صورياً اسمه ميروبيوس في رحلة استكشافية لمواطن لم يكن يعرفها القدامى على سواحل البحر الأحمر. ولسبب ما، عواصف أو خلافه، وجدت سفينتهم في الحبشة حيث فتك السكان المحليون بميروبيوس وأبقوا على الشابين. وهذان ما لبثا أن نالا حظوة لدى الملك في أقسوم وأضحيا مدبّرين لقصره، كما صار فرومينوس معلماً لوريث العرش. ولما تبوأ الأمير الصغير الحكم مكان أبيه نال فرومنتيوس حظوة أكبر مكّنته من استصدار إذن لبعض التجار الروميين ببناء كنيسة صغيرة على أرض الحبشة، كما أخذ هو نفسه بنشر الإنجيل. أما عداسيوس فعاد بعد حين إلى صور وصار كاهناً، فيما توجه فرومنتيوس إلى الإسكندرية حيث قابل القديس أثناسيوس الكبير وعرض عليه حال الحبشة وحثّه على سيامة أسقف عليها يهتم بنشر الكلمة وهداية الشعب وعماده وبناء الكنائس. وكان أن أخذ القديس أثناسيوس باقتراح فرومنتيوس، لكن اختياره وقع على فرومنتيوس بالذات ليكون أول أسقف هناك.
ويبدو أن عودة الأسقف الجديد إلى أثيوبيا وإقباله على البشارة فيها ترافقاً وآيات على مثال الآيات التي أعطاها الرب الإله لرسله في القرن الأول. وقد تمكّن فرومنتيوس بنعمة الله من هداية أعداد غفيرة من الحبشيين إلى الإيمان.
على هذا استمر قديسنا ناشطاً في نقل البشارة بالرب يسوع وشفاء المرضى واجتراح العجائب إلى أن رقد بسلام ممتلئاً بركات في العام 380 للميلاد.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024