منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 02 - 2024, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 152141 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


دُعي السفر "ملاخي"، بالعبرية يعني "رسولي".

ربما جاء اختصارًا لكلمة "ملاخيًا" أي "رسول يهوه"(1)، وقد ترجم في السبعينية "رسولي" أو ملاخياس كلقب للنبي وليس اسمًا له.
ظن بعض اليهود أن اسم "ملاخي" رمزي، وأن له اسمًا آخر غير معروف، بل وظن بعضهم أنه كان ملاكًا من السماء، ولم يكن إنسانًا كما ورد في قضاة (قض 2: 1).
ظن بعضهم أنه هو عزرا الكاتب، فقد جاء في ترجوم يوناثان بن عزائيل Targum of Jonathan ben-Uzzeil "الذي يُدعى اسمه عزرا الكاتب". وظن آخرون أنه مردخاي.
في تقليد قديم قيل أنه من سبط زبولون، وأنه مات وهو صغير السن.
بحسب التلمود كان ملاخي عضوًا في المجمع الكبير.



 
قديم 26 - 02 - 2024, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 152142 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تاريخ كتابته:

لا توجد شهادة قوية عن تحديد دقيق لتاريخ كتابته، ولكن بعض الدارسين يرون أنه كُتب بعد إعادة بناء الهيكل وتقديم ذبائح وتقدمات فيه (ملا 1: 7؛ 3: 1). وإن أورشليم كانت تحت حكم والٍ من قبل الدولة الفارسية (ملا 1: 8) بهذا يكون السفر قد كُتب بعد سفري حجي وزكريا اللذين كانا يحثان الشعب على بناء بيت الرب.
يرى البعض أن السفر سُجل في أيام عزرا ونحميا، وأن الولي هنا (ملا 1: 8) يُقصد به نحميا. وأن ملاخي تنبأ إما قبل وصول عزرا (458 ق.م) أو في الوقت الذي قام نحميا بزيارته الثانية لأورشليم (432 ق.م). وقد اختلفت الآراء في ذلك.
هذا ويلاحظ أن الخطايا التي يُندد بها ملاخي النبي هي ذاتها التي كانت في أيام عزرا ونحميا:
قارن (مل 2: 10-16) مع (عز 9: 2؛ 10: 3، 16-44).
ومع (نح 10: 30؛ 13: 23-31).
(مل 3: 7-12) مع (نح 10: 32-39؛ 13: 4-14).
يرى البعض أن هذا السفر سُجل في أثناء غياب نحميا في شوشن Susa القصر عام 433-432 ق.م.



 
قديم 26 - 02 - 2024, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 152143 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الظروف المحيطة به:

يرى بعض الدارسين أن ملاخي النبي قام بخدمته بعد عودة البعض إلى أرض الموعد، ويُقدر عدد الراجعين من السبي البابلي حوالي ستين ألفًا في أيام عزرا ونحميا. بهذا يكون الشعب قد انقسم إلى فريقين:
1- فريق رفض العودة إلى أرض الموعد بعد أن شعر بأنه قد استقر ماديًا واقتصاديًا في بابل. هذا الفريق يمثل الغالبية العظمى. وهم يمثلون من أحبوا العالم وإن عاشوا في سبيٍ كعبيدٍ للأمميين، فلم يتمتعوا بالأرض التي وهبها الله لآبائهم، ولا انشغلوا بالقيام بالعبادة كما قدمها الناموس. ومع هذا لا ننكر أنه وُجد قلة قليلة مقدسة للرب في وسط السبي مثل دانيال والثلاثة فتية القديسين ومردخاي وأستير وحزقيال النبي إلخ.
2- فريق عاد إلى أرض الموعد ليبنوا أسوار أورشليم ويعيدوا بناء الهيكل ويقيموا العبادة الطقسية حسب الشريعة. ولا يمكننا أن ننكر أن من بين هؤلاء أيضًا من انشغلوا ببناء بيوتهم عوض الاهتمام ببناء بيت الرب، قائلين إنه لم يحن الوقت للبناء (حجي 1: 4). وأيضًا وُجد بينهم من انشغل بتنفيذ الطقوس الدينية دون الشركة الحية العملية مع الله، فجاءت رسالة ملاخي النبي لهذه الفئة لكي تختبر العبادة الحية خلال الحياة المقدسة.
فملاخي النبي لم ينادِ بإزالة المرتفعات والعبادة الوثنية كما فعل الأنبياء في عصر الملوك، ولا مناشدة الشعب للعودة إلى أرض الموعد كما فعل عزرا الكاتب، ولا ناشدهم بإعادة بناء الأسوار مثل نحميا، إنما ما كان يشغل ملاخي النبي هو الدخول إلى العمق للتمتع بالحياة المقدسة المرتبطة بالعبادة الحية. وهو بهذا يهيء الشعب لانتظار ذاك القادر أن يدخل بنا إلى العبادة بالروح والحق خلال الحياة المقدسة الحقيقية: ربنا يسوع المسيح.



 
قديم 26 - 02 - 2024, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 152144 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سمات هذا السفر:

1. يبدو أن الراجعين من السبي كانوا يتوقعون فيضًا من البركات الزمنية، وأن ما ورد على ألسنة الأنبياء بخصوص العصر المسياني يتحقق في أيامهم بطريقة مادية، كأن يُقيم الله خيمة داود الساقطة، وتكون لهم مملكة عظيمة وسلطان. وإذ لم يتحقق هذا كله حسب فكرهم المادي، بدأوا يتساءلون: "بِمَ أحببتنا؟" (ملا 1: 2).
2. عالج السفر تساؤلات كثيرة، منها:
* "بِمَ أحببتنا؟" (ملا 1: 2).
* "بِمَ احتقرنا اسمك؟" (ملا 1: 6)
* "بِمَ نجسناك؟" (ملا 1: 7).
* "بِمَ أتعبناه؟" (ملا 2: 17)
* "بماذا نرجع؟" (ملا 3: 7)
* "بِمَ سلبناك؟" (ملا 3: 8)
* "ماذا قلنا عليك؟" (ملا 3: 13)
* "ما المنفعة من أننا حفظنا شعائره؟" (ملا 3: 14)
3. قدم لنا ملاخي النبي صورة رائعة للكاهن المقدس الذي يُقدم تقدمة مقدسة للرب من أجل تقديس شعب الله القدوس، كما حذر الكهنة من السلوك في شكلية قاتلة، وتقديم ذبائح وتقدمات غير لائقة بالله القدوس.
4. أكَّد التزام المؤمن بتقديم العشور والتقدمات بقلبٍ طاهرٍ نقيٍ (ملا 3: 7-12).
5. جاء السفر مسيانيًا يُقدم صورة حيَّة عن عمل السيد المسيح، شمس البرّ، الذي يشرق على كل الأمم والشعوب.
6. أُفتتح العهد القديم بتقديم صورة بهية لخلقة الإنسان ليحيا في جنة عدن، يتمتع بمحبة الله الفائقة، في سعادة لا يُعبر عنها، ويختتم في آخر عبارة بحلول اللعنة بسبب الخطية والعصيان، إذ يقول: "أضرب الأرض بلعنٍ" (ملا 4: 6). وكأن العهد القديم يعلن في نهايته عن الحاجة إلى ذاك الذي يُحول الأرض سماءٍ، وينزع عنا اللعنة لننعم بالبركات الإلهية الفائقة.



 
قديم 26 - 02 - 2024, 03:09 PM   رقم المشاركة : ( 152145 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أقسامه

إذ جاء إلى أرض الموعد أناس مخلصون يريدون العودة إلى ما كان عليه آباؤهم الأوائل. فلم يسقطوا في العبادة الوثنية، وقاموا ببناء سور أورشليم وإعادة بناء الهيكل، لكن لم يدخلوا إلى عمق الشركة مع الله، ولا سلكوا كما يليق بشعب الله. لهذا قدم لهم النبي صورة حية للتقدمة المقبولة لدى الله، والكاهن المقدس الذي يسند شعب الله، ويكشف لهم عن الحاجة إلى مجيء المسيا ليدخل بهم إلى الشركة العميقة مع الآب، ويشرق عليهم ببرِّه فيعيشون كما يليق بأبناء النور السماوي.

 
قديم 26 - 02 - 2024, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 152146 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس مرتيانوس الراهب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 26 - 02 - 2024, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 152147 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

للمهزوزين حضني الهادي يطمنهم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 26 - 02 - 2024, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 152148 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أن القوة لله وأن الرحمة لك يا رب
أنت تجازي الجميع بحسب أعمالهم
(مز 62: 11، 12)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 26 - 02 - 2024, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 152149 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لا تدع الله يأخذ منك شيئاً


أحد خدام الرب كان في زيارة فتاة، طريحة الفراش في مستشفى للعيون، فيما الأطباء يُجاهدون عبثًا للحيلولة دون إصابتها بالعمى. وبحزن بالغ وأسى شديد، قالت الفتاة لخادم الرب: "سيأخذ الله بصري!".

فأصغى إليها الرجل باهتمامٍ شديدٍ، ولم يَقُل كلمةً في بادئ الأمر. ثم أجابها برقة وحنان: "لا تدعيه يأخذ بصرك أخذًا يا عزيزتي، بل اعطِه إياه عطاءً".

فقالت الفتاة: "لم أفهم!".

فأردف خادم الرب قائلاً: "حاولي يا عزيزتي أن تصلّي هذه الصلاة من قلبك: أيها الآب السماوي، إن كان لا بد من فقد بصري، فساعدني كي أُعطيك إياه بسماحة القلب، في خضوع كامل لمشيئتك الصالحة، بلا تذمر في القلب، وبلا احتجاج في الفم. احفظني يا رب من المرارة والاستياء، ومن الإحباط والقلق، ومن صِغَر النفس والرثاء للذات. وساعدني يا رب لكي أظل واثقة في محبتك التي لا تتغير، وفي حكمتك التي لا تُخطئ. واسندني بنعمتك ليتحوَّل تذمري إلى تسبيح، وحُزني إلى فرح، فأعطيك بصري، بل وكل حياتي، تقدمة محبة لشخصك، يا مَن أحببتني، ومِن عُظم حبك لي، لم تُشفق على ابنك وحيدك، الذي تُحبه، بل بذلته لأجلي على الصليب، فصار مُخلّصي وصخرتي، ومصدر قوتي ورجائي، ومجدي وملجأي".

أيها الأحباء: إنه لمن بواعث الراحة الحقيقية أن نرى يد الله في كل ظروف حياتنا، وأن نعلم أن له قصدًا ساميًا من كل أحداث الحياة. وهذا يجعلنا قادرين أن نقول في وسط الحرمان، والحزن، والألم، والخسارة: «هو الرب. ما يحسُن في عينيه يعمل» (1صموئيل3: 18). وهذا ما يضع نهاية لكل تذمراتنا وأفكارنا المتمردة، حتى وإن كنا لا نفهم الآن (يوحنا13: 7). وهذا يجعلنا أيضًا، بتسليم كامل، نُخضع نفوسنا وأفكارنا لمشيئة الله الصالحة على الدوام.

لقد تدّفقت التجارب على أيوب كالأمواج المتلاحقة، فحُرِمَ من ماشيته وخدامه، ثم زادت عليه التجربة بحرمانه من جميع أولاده (أيوب1: 13-19). وهكذا ضاعت الثروة وكل الممتلكات، وتلاشت الأسرة بفقد كل الأبناء. وأمام كل هذه الخسائر، ماذا عساه فعل؟ هل صدرت منه شكوى من سوء حظه؟ هل تذمر على الرب واتهمه بالقسوة والظلم؟ هل قال للرب: لماذا؟! ولماذا أنا بالذات؟! كلا على الإطلاق.

لقد واجه أيوب هذه المحنة كساجد «فقام أيوب... وخرَّ على الأرض وسَجَدَ» (أيوب1: 20). وبهذا التصرّف أعطانا تعبيرًا للخضوع لإرادة الرب. وفي شدة ساعة الظلمة التي اكتنفته، استطاع أن يُبارك الرب. ويا لروعة الكلمات التي فاه بها أيوب: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مُبارَكًا» (أيوب1: 21). فالذي يهب ويعطي كل الهبات والعطايا، مِن حقه أن يستردها بقدر ما شاء، وفي أي وقت يشاء.

وعندما أصبح جسم أيوب كله سقيمًا، من باطن قدمه إلى هامته، وذهبت صحته ونضارته، ووبّخته زوجته، واقترحت عليه أن يتخلى عن إيمانه، ويلعن الله ويموت (حيث أن الموت في عينيها أفضل من حالة البؤس واليأس المحيط به). كان جوابه: «أ الخير نقبل مِن عند الله، والشرَّ لا نقبل؟» (أيوب2: 10).

والكلمة «نقبل» تعني أن نتقبل الشر كهدية من الله. وهي كلمة إيجابية، توحي بالتجاوب مع أعمال العناية الإلهية، وليس مجرد الخضوع لها، وتدل على رضا النفس تحت آلامها وتجاربها وضيقاتها، دون أن نحتقرها أو نخور تحت عبئها (أمثال3: 11 ،12؛ عبرانيين12: 5 ،6).

إن الله الذي يعطي: الصحة، النجاح، الثروة، الأولاد، القوة، الشهرة؛ من حقه أن يأخذ كل شيء إذا اختار ذلك، لأنها في حقيقة الأمر ملكه. فإذا كنا نقبل أشياء صالحة من يده، فيجب علينا أن نكون مهيَئين لقبول أشياء أخرى ربما تبدو في ظاهرها شرً. والإيمان، الذي ربطنا بالله أبينا، يجعلنا نثق أن الصعاب والعقبات في سبيل حياتنا، إنما هي نِعَم جليلة، وذلك متى لاقيناها واثقين في محبته وحكمته وقدرته على مزج كل الأشياء وجعلها تعمل معًا لخيرنا (رومية8: 28).

وهكذا لما أخذ الله من أيوب ثروته وكل أولاده، خضع أيوب لما سمح الله به، وقال: «الرب أعطى والرب أخذ». ولكن هناك ما هو أروع وأسمى من هذا المستوى. فلقد كانت تجربة إبراهيم أشد، وكانت على مستوى أعلى كثيرًا، فهو لم يُطلب منه ببساطة أن يخضع بطريقة سلبية لمشيئة الله، بل طُلب منه أن يعمل عملاً مخالفًا كل المخالفة للطبيعة الإنسانية، بل وشديد الوطأة على العواطف الأبوية، بما يؤلم ويسحق قلب الأب. لقد قال له الله: «خُذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المُريَّا، واصعِدهُ هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك» (تكوين22: 2). فيالصعوبة الامتحان! ويا لثقل التجربة! إن الله يقول له: "يا إبراهيم!.. اعطني أنت ابنك مذبوحًا"!

ويا لروعة تصرف إبراهيم، بما منحه الله لإيمانه! فلقد أطاع إبراهيم ونجح في هذا الامتحان. وفي هدوء تام، قام في الصباح الباكر وشدَّ على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وذهب إلى الموضع الذي قال له الله وبنى هناك إبراهيم المذبح، ورتَّب الحطب، وربط إسحاق ابنه، ووضعه على المذبح فوق الحطب! وبيد ثابتة وقلب مغمور بالثقة في الرب «مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه». وكاد فعلاً يهوي بالسكين على فلذة كبده ليذبحه، لولا صوت السماء: «إبراهيم! إبراهيم!... لا تمُدَّ يدك إلى الغُلام ولا تفعل به شيئًا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تُمسك ابنك وحيدك عني» (تكوين22: 12).

ونحن لا يمكن أن نتعرض لمثل تجربة إبراهيم، ولكن إذا علمنا أن أحد أحبائنا سيؤخذ منا، أو إذا قيل لنا إننا سنفقد ما هو عزيز وغالٍ على قلوبنا؛ كم هو جميل عندئذٍ أن نتخلَّ لله - طواعية واختيارًا - عما نتمسك به، وكأننا نقدمه له - تبارك اسمه - تقدمة محبة. وكما سلّم إبراهيم ابنه الغالي، إسحاق، على جبل المُريا؛ نُعطيه كل ما يطلبه بسماحة القلب.

عزيزي: لا تدع الله يأخذ منك شيئًا، بل أعطه إياه عطاءً، مترنمًا من قلبك بنغمة عالية وصادقة:
فأنا لستُ لذاتي ليس لي شيءٌ هنا
كلُّ ما عندي لفادي الـ نفسِ وهَّاب المُنى
إذ فداني إذ فداني ذاك بالدم الكريم

 
قديم 26 - 02 - 2024, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 152150 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قداسة البابا شنودة الثالث

كان الامتلاء من الروح القدس شرطًا لجميع الخدام في الكنيسة أيام الرسل.
حتى الشمامسة... ففي اختيار الشمامسة السبعة قال الآباء الرسل لجمهور الشعب " انتخبوا أيها الرجال الأخوة سبعة رجال منكم مشهودًا لهم، ومملوءين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة" (أع6: 3). "فاختبروا اسطفانوس ، فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أع6 : 8).
كذلك كانت خدمة برنابا في أنطاكية.
يقول عنه سفر الأعمال أنه " كان رجلًا وممتلئًا من الروح القدس، فانضم إلى الرب جمع غفير" (أع11: 24). حتى الرسل الذين امتلأوا من الروح القدس في يوم الخمسين، كانوا في مناسبات معينة تحتاجون إلى دفعة خاصة من الروح. فنسمع أنه لما اجتمع رؤساء اليهود وكهنتهم القوا الأيادي على بطرس ويوحنا. وجعلوا يسألونهما بأية قوة صنعتما هذا "حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس وقال لهم ..." (أع4: 7، 8).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025