منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 02 - 2024, 01:29 PM   رقم المشاركة : ( 152101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







يونان النبي
لمحة تاريخية:

ولد يونان بن أمتاي، ومعنى اسمه حمامة، في قرية جت حافر التي تقع عل حدود زبولون ونفتالي (يش ظ،ظ©: ظ،ظ£)، وهي تبعد حوالي خمسة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة الناصرة. وتقع مكانها الآن “خربة الزورة” بالقرب من “قرية مشهد” حيث يوجد الآن “قبر النبي يونس” الذي يعتقد أن الني مدفون فيه، ويذكر القديس جيروم (من القرن الرابع)، أنه قام بزيارة هذا القبر. ولا يرد في كتاب العهد القديم أية إشارة عن هذا النبي خارج سفر يونان إلا في سفر الملوك الثاني (ظ¢مل ظ،ظ¤: ظ¢ظ¥)، حيث يُذكر أنه تنبا في أيام الملك يربعام بن يواش ملك إسرائيل (793- 753 ق.م).

تنبأ يونان النبي في فترة من أصعب الفترات التي مرت على أمَّته. فجميع الملوك المعاصرين الذين حكموا إسرائيل كانوا أشراراً جداً في عيني الرب، وكان عقاب الرب وشيكاً أن يحل بهم. وقد استخدم الله يونان النبي لينذر الشعب لعلهم يتوبون، فيعود الله ويرحمهم ويخلَّصهم من أعدائهم. ويبدو أن تدخل الله ورحمته عل هذا الشعب كأن نتيجة كرازة النبي يونان بينهم: “لأَنَّ الرَّبَّ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ مُرًّا جِدًّا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ(حُر) وَلَيْسَ مُعِينٌ لإِسْرَائِيلَ. وَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِمَحْوِ اسْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، فَخَلَّصَهُمْ بِيَدِ يَرُبْعَامَ ابْنِ يُوآشَ.” (ظ¢ مل ظ،ظ¤: ظ£ظ¦وظ¢ظ§).

إن سبب الخلاص من الأعداء الذي تم على يد الملك لا يرجع إلى توبة الشعب والملك، بقدر ما يعود إلى مراحم الله على شعبه. لأنه بالرغم من مناداة يونان لهم بالتوبة إلا أن الملك لم يرجع عن شره ولم يقدم توبة للرب: «ملك يريعام بن يوآش ملك إسرائيل في السامرة إحدى وأربعين سنة. وعمل الشر في عيني الرب … هو رد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بجر العربة، حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد
عبده يونان بن امتاي التي الذي من جت حافر» (ظ¢ مل ظ،ظ¤: ظ¢ظ£-ظ¢ظ¥).

أما ملوك دولة أشور، المعاصرون لهذا الملك، والذين تاب أحدهم بمناداة يونان النبي، فهم أداد نيراري الثالث (ظ¨ظ،ظ*-ظ§ظ¨ظ¢ ق.م.)، وشلمناصر الرابع (ظ§ظ¨ظ¢-ظ§ظ§ظ¢ ق.م.)، وأشور دان الثالث (ظ§ظ§ظ¢-ظ§ظ¥ظ¤ ق.م.)، واشور نيراري الخامس (ظ§ظ¥ظ¤ -ظ§ظ¤ظ¦ ق.م.). وهناك بعض الشواهد التاريخية التي تثبت أنه في أيام الملك أداد نيراري الثالث حدثت ثورة دينية تبعها نوع من الإيمان بإله واحد، أو على الأقل بإله أكبر، ويربط بعض المؤرخين بين
هذه الثورة التوحيدية وبين مناداة يونان النبي لأهل نينوى”.

ويبدو أن أهل نينوى كانوا أشراراً جداً في عيني الرب، إذ تنبأ عليهم بالهلاك أكثر من نبي. فيقول ناحوم النبي في نبوءته: «ويل لمدينة الدماء. كها ملآنة كذباً وخطفاً. لا يزول (منها) الإفتراس … ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء» (نا ظ£: ظ، وظ،ظ©). كما يتنبأ عليها
صفنيا النبي قائلاً: «ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر … هذه هي المدينة
المبتهجة الساكتة مطمنئة، القائلة في قلبها: أنا وليس غيري» (صفظ¢ :ظ،ظ£ وظ،ظ¥).
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:30 PM   رقم المشاركة : ( 152102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







يونان النبي
رسالة يونان النبي:

لكي نعرف رسالة هذا النبي، ينبغي الرجوع إلى الكتاب الذي يحمل اسمه، وهو سفر يونان النبي، لأن هذا السفر يقدم لنا واحداً من أهم الأسرار اللاهوتية، وهو السر الذي نادى به بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس:
+ “إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي لأَجْلِكُمْ. أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ. كَمَا سَبَقْتُ فَكَتَبْتُ بِالإِيجَازِ. الَّذِي بِحَسَبِهِ حِينَمَا تَقْرَأُونَهُ، تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْهَمُوا دِرَايَتِي بِسِرِّ الْمَسِيحِ. الَّذِي فِي أَجْيَال أُخَرَ لَمْ يُعَرَّفْ بِهِ بَنُو الْبَشَرِ، كَمَا قَدْ أُعْلِنَ الآنَ لِرُسُلِهِ الْقِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَائِهِ بِالرُّوحِ: أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ.” (أف ظ£: ظ¢-ظ¦).

واضح أن سر المسيح هنا هو أن الله ليس لليهود فقط، بل للأمم أيضاً. لقد أراد يونان النبي أن ينقل هذه الأفكار إلى شعبه إسرائيل، وقد كان يعلم تماماً أنه من العسير عليهم قبول هذا الفكر، لأنه هو نفسه كان يرفض هذا المفهوم تماماً. لماذا؟

فكلما أخطأ شعب إسرائيل وحاد عن طريق الله، كان الله ينذرهم أنه سوف يؤدبهم بواسطة الأمم. لذلك نظر بنو إسرائيل إلى الأمم نظرة عداء شديدة وتمنوا لهم العقاب المستمر، ولم يخطر عل بالهم أبداً إمكانية خلاص هذه الشعوب. وحاولوا أن يفتشوا في أقوال الأنبياء عن النبوءات التي تتنبأ عليهم بالخراب والدمار، وما أكثرها. أما إذا وجدوا أي تلميح في كلام الأنبياء عن إمكانية خلاص هذه الشعوب حاولوا تفسيره تفسيراً رمزياً غير صحيح حتى يبعدوا عن فكرهم أية إمكانية لخلاصهم.

ومن التلميحات القليلة التي تشـير إلى قبول الله للأمم، والتي ذكرها الأنبياء بصورة عرضية، قول إشعياء النبي في نبوءته عن يوحنا المعمدان:”صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ أي بين الشعوب التي لم تعرف الله) سَبِيلاً لإِلَهِنَا. (إش ظ¤ظ*: ظ£). كما يتكلم إشعياء أيضاً عن عودة كل الأمم إلى حظيرة الرب: «ويكون في أخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري
اليه كل الأمم» (إشظ¢:ظ¢). ومن الواضح أن هذه النبوءات كانت تُشير إلى عصر مجيء المسيا الرب يسوع.

هكذا كانت تلميحات الأنبياء. أما يونان النبي فبدلاً من أن يقدم تعاليم وأقوالاً نظرية حول قبول الله لتوبة الامم، اضطر لأن يقص عليهم قصة تعامل الله معه هو شخصياً في الإرسالية التي أرسله فيها الله للامم ليدعوهم للتوبة. كما أوضح لهم أنه كان في البداية رافضاً لفكرة توبة الامم ورجوعهم إلى الله. وكيف حاول الهروب من وجه الرب حتى لا يذهب ويبشر الامم فتتوب وترجع ويصفح عنها الله. وأثناء هروبه إلى ترشيش (التي ربما تكون أحد موانى بلاد أسبانيا الحالية)، أهاج الله عليه البحر، وكادت السفينة أن تغرق، فاضطر البحارة إلى القائه في اليم، حيث أعد الله له حوتاً ابتلعه وحفظه سالماً ثم لفظه على البر. فرضخ يونان لأمر الله وذهب ليكرز لأهل نينوى، الذين حالما سمعوا صوت النذير، تابوا إلى الله، مقدمين صوماً نقياً استدر مراحم الله فصفح عن إثمهم.

لقد لقَّن الله يونان درساً لن ينساه، وهو يريد الآن من إخوته اليهود أن يعوا هذا الدرس. وها هي كنيسة العهد الجديد، وقد استفادت هي أيضاً من هذا الدرس، تقنن صوماً خاصاً على غرار صوم أهل نينوى حتى تغرس في نفوس أولادها دائماً أن الله لا يفرح فقط بتوبة ورجوع الخاطئ إليه، بل إنه أيضاً ليس إله كنيسة بعينها ولا شعب بعينه، بل هو إله الخليقة كلها «الذي يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون» ( ظ،تي ظ¢: ظ¤)، وأنه: «في كل أمة، الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده» (أع ظ،ظ*: ظ£ظ¥).

وبالإضافة إلى هذا السر الذي يعلنه النبي، وهو سر قبول الله للامم، يؤكد أيضا على حياة التوبة. فهو يخبرنا عن توبة البحارة الوثنيين وإيمانهم بإله السماء والأرض والبحر، وفي توبتهم نذروا لله نذوراً وذبجوا ذبيحة (يون ظ،: ظ،ظ¦). كما يقص علينا توبة أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم وعودتهم إلى الله نادمين وجالسين في المسوح والرماد (يون ظ£: ظ¥-ظ©). كما يخبرنا أيضاً – ولو بإشارة خفية – عن توبته هو نفسه. فإن كان النبي لم
يذكر لنا صراحة أنه تاب، لكنه في كتابته لهذا السفر اعتراف صريح منه بالطريق الخطا الذي سلكه.
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 152103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







يونان النبي
يخبرنا عن ندم الله عن الشر الذي أراد أن يوقعه بأهل نينوى، وان توبة هذا الشعب جعلت الله يرجع عن تهديده بفناء هذا البلد:

«فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم، فلم يصنعه» (يون ظ£: ظ،ظ*).

لقد أراد الله قديماً أن يجد في سدوم وعمورة عشرة أتقياء فقط يردون غضبه ليصفح عنها، فلم يجد (تك ظ،ظ¨: ظ£ظ¢). بل أكثر من ذلك أراد أن يصفح عن أورشليم إن وجد فيها باراً واحداً: «طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا، واعرفوا وفتشوا في ساحاتها، هل تجدون إنساناً أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها؟» (إر ه: ظ،).

أما مدينة نينوى الوثنية فقد تابت ورجعت إلى لله عن بكرة أبيها، فنالت خلاصا، واستحقت – كما شهد لها المسيح – أن تقف أمام كرسي الله لتدين المدن التي لم تتب وتقبل كلمة الله: “رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان» (مت ظ¤ظ،:ظ،ظ¢).
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:33 PM   رقم المشاركة : ( 152104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





آية يونان النبي

كيف صار يونان آية؟ يجيب إنجيل القديس متى قائلاً: “كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال» (مت ظ،ظ¢: ظ¤ظ*). ويضيف إنجيل القديس لوقا قائلا: «كما كان يونان آية لأهل نينوى، كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل» (لو ظ،ظ،: ظ£ظ*).

قد طلب الفريسيون من الرب أن يريهم آية من السماء، متناسين كل الآيات والمعجزات التي عملها بينهم. فأظهر لهم الرب بأن هذا الجيل الشرير، الذي فاق في شره أهل نينوى، يحتاج إلى نوع آخر من الآيات، لأن أهل نينوى تابوا بمناداة يونان دون أن يطلبوا منه آية تثبت صدق كلامه. لذلك رأى الرب يسوع أنهم في احتياج إلى الآية التي من أجلها
تجسد ونرل إلى أرضنا، آية موته ودفنه في القبر ثلاثة أيام ثم قيامته من بين الأموات، مقيماً معه كل الذين يؤمنون به في ذلك الجيل وفي كل الأجيال: «أقامنا معه، واجلسنا معه في السماويات» (أف 2 :6).

لقد تألب البحارة عل يونان وألقوه في اليم، وصار له بطن الحوت بمثابة “جوف الهاوية” (يون 6: 6). هكذا تألب اليهود عل الرب وصلبوه ودفن في “باطن الأرض”. وكما حفظ الله يونان في بطن الحوت سالماً وكان يعيش عل رجاء أن ينظر هيكل الله مرة أخرى: “ولكني أعود أنظر إلى هيكل قدسك» (يون 2: 5). هكذا قالت النبوة عن الرب يسوع إنه دفن على رجاء: «حتى جسدي أيضاً سيسكن عل رجاء. لأئك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً» (أع 1: 26و27 ، مز16: 9و10).

وكما خرج يونان من بطن الحوت بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال، وذهب وكرز لأهل نينوى، هكذا قام الرب من بين الأموات في اليوم الثالث وأعلن بشرى الخلاص للخليقة كلها. والمقصود بـ “ثلاثة أيام وثلاث ليال” ليس ثلاثة أيام كاملة، لأنه في لغة الكتاب المقدس، وفي الأدب اليهودي القديم عامة، يطلق على الجزء من اليوم يوماً كاملاً (مثل ملوك
الأول 29:20 أستير4: 16 ، 5 :1 ، لو 21:2).

لقد كان نزول يونان إلى بطن الحوت وخروجه سالماً آية لأهل نينوى، أعطتهم حياة بعد أن كان قد صدر حكم الموت عليهم “بعد اربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 4)، هكذا صار موت الرب وقيامته سبب حياة أبدية لجميع الذين يؤمنون به، بعد أن كنا جميعاً تحت حكم الموت بسبب الحكم الذي صار على آدم ونسله: “لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيج سيحيا الجميع، فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان، ايضا قيامة الأموات» (1كو 15: 21و22).
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:39 PM   رقم المشاركة : ( 152105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الحكمة وروح التسبيح

جاء هذا الأصحاح الختامي يؤكد سمات رجل الله ابن سيراخ الحكيم، وحُبّه الدائم للتسبيح. فالسِفْر كله في جوهره دعوة للتمتُّع بالحكمة السماوية بروح البهجة والتسبيح.
يحتوي هذا الأصحاح على قصيدتين من الشعر.

أ. تسبحة شكر لعمل الله الخلاصي معه شخصيًا [1-12]: في هذه القصيدة يشكر الله الذي خَلَّصه من افتراءات المُقاوِمين له لدى الملك، والتي كادت تُعَرِّض حياته لخطر الموت. وكذلك على موهبة الحكمة التي جمَّله بها، وحثّ تلاميذه على السعي في طلبها. إذ يهبه الله الحكمة، يردّ هذا الحب بالحب، فيُقَدِّم له تسبيحًا: "إن الذي آتاني حكمة أوتيه تمجيدًا" (راجع سي 23:51). "أعطاني الرب اللسان، فبه أُسَبِّحه" (راجع سي 30:51).
ب. قصيدة عن مزاولة الحكمة بترتيب أبجدي [13-30]: تُعَبِّر عن محبة الكاتب للحكمة، وتُعتبَر ملخصًا رائعًا للسفر كله.



1. تسبحة شكر شخصية

1 صَلاَةُ يَشُوعَ بْنِ سِيرَاخَ: أَعْتَرِفُ لَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْمَلِكُ وَأُسَبِّحُ اللهَ مُخَلِّصِي. 2 أَعْتَرِفُ لاِسْمِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ لِي مُجِيرًا وَنَصِيرًا، 3 وَافْتَدَيْتَ جَسَدِي مِنَ الْهَلاَكِ، وَمِنْ شَرَكِ سِعَايَةِ اللِّسَانِ، وَمِنْ شِفَاهِ مُخْتَلِقِي الزُّورِ، وَكُنْتَ لِي نَاصِرًا تُجَاهَ الْمُقَاوِمِينَ، 4 وَافْتَدَيْتَنِي بِرَحْمَتِكَ الْغَزِيرَةِ وَاسْمِكَ، مِنْ زَئِيرِ الْمُسْتَعِدِّينَ لِلاِفْتِرَاسِ. 5 مِنْ أَيْدِي طَالِبِي نَفْسِي، وَمِنْ مَضَايِقِيَ الْكثِيرَةِ. 6 مِنَ الاِخْتِنَاقِ بِاللَّهِيبِ الْمُحِيطِ بِي، وَمِنْ وَسَطِ النَّارِ حَتَّى لاَ أَصْلَى. 7 مِنْ عُمْقِ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمِنَ اللِّسَانِ الدَّنِسِ، وَكَلاَمِ الزُّورِ، وَسِعَايَةِ اللِّسَانِ الجَائِرِ عِنْدَ الْمَلِكِ. 8 دَنَتْ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، 9 وَاقْتَرَبَتْ حَيَاتِي مِنْ عُمْقِ الْجَحِيمِ. 10 أُحِيطَ بِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَلاَ نَصِيرَ. اِلْتَفَتُّ لإِغَاثَةِ النَّاسِ فَلَمْ تَكُنْ. 11 فَتَذَكَّرْتُ رَحْمَتَكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ، وَصَنِيعَكَ الَّذِي مُنْذُ الدَّهْرِ: 12 كَيْفَ تُنْقِذُ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَكَ، وَتُخَلِّصُهُمْ مِنْ أَيْدِي الأُمَمِ؟ 13 فَرَفَعْتُ مِنَ الأَرْضِ صَلاَتِي، وَتَضَرَّعْتُ لأُنْقَذَ مِنَ الْمَوْتِ. 14 دَعَوْتُ الرَّبَّ أَبَا رَبِّي، لِئَلاَّ يَخْذُلَنِي فِي أَيَّامِ الضِّيقِ، فِي عَهْدِ الْمُتَكَبِّرِينَ الْخَاذِلِينَ لِي. 15 إِنِّي أُسَبِّحُ اسْمَكَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأُرَنِّمُ لَهُ بِالاِعْتِرَافِ، لأَنَّ صَلاَتِي قَدِ اسْتُجِيبَتْ. 16 فَإِنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنِي مِنَ الْهَلَكَةِ، وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ زَمَانِ السُّوءِ. 17 فَلِذلِكَ أَعْتَرِفُ لَكَ وَأُسَبِّحُكَ، وَأُبَارِكُ اسْمَ الرَّبِّ.

إن كان السفر يدعو إلى الشركة في التسبيح، فمن جانب آخر، يلزم أن يُقَدِّم المؤمن تسبحة شكر لمعاملات الله المُخَلِّص والملك معه شخصيًا. جاءت هذه التسبحة أو هذا المزمور يحمل صدى لكثيرٍ من التسابيح الواردة في سفر المزامير، خاصة المزمورين 120 و136.
جاءت هذه التسبحة نموذجًا عمليًا للشكر من أجل الخلاص من مؤامرات الأعداء الخفيين والظاهرين.
‌أ. الرغبة في تسبيح الربّ: قبل أن يعرض ابن سيراخ ما حلّ به، أوضح في البداية كما في النهاية رغبته الجادة في التسبيح لله [1، 12]، وكأن المؤمن سواء دخل في تجارب أو لم يدخل، فإن أعماقه لا تتوقَّف عن الشكر لله. إنما التجارب مهما بلغت حدتها تلهب القلب بالأكثر للشكر لله على أعماله معنا وسط الضيق.
‌ب. خلاص ابن سيراخ من موتٍ مُحَقَّق [2-6].
‌ج. خلاص الله العجيب، حين يشعر الإنسان بالعزلة ليس من معين يسنده، يتجلَّى الربّ في حياته كملكٍ ومخلّصٍ.
‌د. استجابة الربّ لصرخات قلبه [10].
‌ه. انطلاقه للتسبيح [12].
أشكرك أيّها الربّ الملك، وأُسَبِّحك أنت الله مخلصي، وأشكر اسمك [1].
كشف ابن سيراخ عن شوقه للتسبيح للربّ ملكه ومُخَلِّصه. وفي اختصارٍ شديدٍ عَدَّد المخاطر التي لحقت به وأنقذه الرب منها، فقد تخلَّى البشر عنه، واقترب من الموت؛ لقد هَدَّدوه وأرادوا افتراسه.
سرّ التسبيح إدراك المؤمن لحقيقة الله أنه ملك الملوك ضابط الكل، والمُخَلِّص محب كل البشر. الله في أبوته للبشرية لن يتجاهل احتياجات إنسان، وفي عمله الخلاصي قادر أن يُقَدِّم لنا برّه الإلهي عوض خطايانا وضعفاتنا.
لأنّك أنت لي حصني ومعيني، وأنقذت جسمي من الهلاك، ومن فخّ اللسان النمَّام، ومن الشفاه الكاذبة. وتجاه الذين يقاومونني كنت لي عونًا وفديتني [2].
يشبّه لسان النمّأم بلدغات الحية السامة، تنشب في جسم الإنسان، وتبث سمها القاتل فيه. الله في تكريمه للإنسان أعطاه كمال الحرية. لكن إذ يسيء ما وهبه الله فيستخدم لسانه في النميمة وفمه في الكذب وينصب فخاخًا للأبرار، لا يسمح الله لعصا الخطاة أن تستقر على رأس البار (مز 125: 3).
v قد يسمح الله أحيانًا لعصا الخطاة أن تصيب الأبرار، لكنه لا يترك هذه العصا تستقر زمانًا طويلًا. ما هي عصا الخطاة إلا قوتهم وسيادتهم وأذيتهم.
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
بحسب رحمتك العظيمة واسمك من افتراسي كمُعَدّ للأكل، ومن أيدي طالبي نفسي، ومن المضايقات الكثيرة التي قاسيتها [3].
يرى البعض أن أنشودة سيراخ هنا تشير إلى خلاصه من خطر قاتل بسبب اتهامات كاذبة قدمها إنسان مقاوم للحق ضد ابن سيراخ أمام أحد الملوك، وكان ابن سيراخ على وشك أن يُقتَل.
ومن الاختناق باللهيب الذي أحاط بي من كل جانب، ومن وسط النار التي لم أضرمها [4].
خلال لهيب نار ظلم قاسي للغاية تُغلَق كل أبواب المعونة البشرية، ليفتح لنا الربّ باب مراحمه فنكتشف عمق محبته، وندرك حكمة تدبيره لحياتنا.
ومن عمق رحم الهاوية، ومن اللسان الدنس وكلام الكذب [5].
نميمة لسان جائر أمام الملك. دنت نفسي من الموت، واقتربتْ حياتي من أسفل الهاوية [6].
يرى البعض أن شخصًا مجهولًا أو عدة أشخاص قَدَّموا للملك أنطيوخس الثالث تقديرًا عن ابن سيراخ أنه خائن للملك.
أحاطوا بي من كل جهة، وليس من معين. تطلَّعتُ لعون الناس فلم يكن أحد [7].
تذكَّرت رحمتك، أيها الربّ، وعملك الذي منذ القِدَم، لأنك ترفع الذين ينتظرونك، وتُخَلِّصهم من أيدي أعدائهم [8].
فأرسلت من الأرض طلبتي، وصليت عن الاضطراب الذي يسببه الموت [9].
إذ أُغلِقَت كل أبواب البشر في وجهه وجد في الالتقاء مع الله محب البشر السبيل للنجاة من ظـلم الأشرار.
دعوت الربّ أبًا ربي: لكيلا يتركني في أيام الضيق، عندما لا يوجد لي عون ضد المتكبّرين. أُسَبِّح اسمك في كل حين، وأُرَنِّم له بتسبحة الشكر [10].
جاء حديثه عن الله "الربّ، أبو ربّي" [10]. من هو أب ربّي؟ لا يمكن أن تُفهم إلاَّ على ضوء الفكر المسيحي بخصوص أقنومي الآب والابن.
يُقَدِّم لنا ابن سيراخ تدريبًا عمليًا للتمتُّع باستجابة الله لصلاتنا، . وهو أن نمزج صرخاتنا وسط الضيق بالشكر والتسبيح لله. وكما يقول العلامة أوريجينوس أن الشكر في وسط الضيق يكشف عن تسليمنا وثقتنا في الله صانع الخيرات. الشكر في وقت الفرج لا يُقارَن بعظمة الشكر وقت الضيق.
v إذ كان الخطر يُصاحِب قانون الوصية التي هي فخرنا، فلنتذكَّر قول الرسول: "خير لي أن أموت من أن يُعَطِّل أحد فخري" (1 كو 9: 15). ويقول بإسهاب أكثر في موضعٍ آخر: "من سيفصلنا عن محبة المسيح، أَشدَّة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف؟" (رو 8: 35) هنا نتعلَّم بتعبير أقوى أن نطيع الوصايا، وكيف نُظهِر محبتنا الشديدة لله الذي قال: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي" (يو 14: 23)، وأيضًا في مواضع أخرى، لكي تنسكب الراحة في نفوسنا...
من هذه الآيات يتضح أن من يتعدَّى ولو على وصية واحدة، سيخضع للحكم العام، إذ أعلن الرب: "من رذلني ولم يَقْبَلْ كلامي، فله من يدينه في اليوم الأخير" (يو 12 :48). والكلمات التي تلتها أكثر رعبًا... (يو 3: 36).
القديس باسيليوس الكبير
سُمِعَت صلاتي. إذ خلّصتني من الهلاك، وأنقذتني من زمان السوء [11].
فلذلك أَشكرك وأُسَبِّحك، وأُبارِك اسم الربّ [12].
انتهى المزمور بالتسبيح كما في البداية، وهو في هذا يُشبِه المزمور 145.
2. قصيدة في طلب الحكمة وإقامة مدرسة لتعليم الحكمة

18 فِي صَبَائِي قَبْلَ أَنْ أَتِيهَ، الْتَمَسْتُ الْحِكْمَةَ عَلاَنِيَةً فِي صَلاَتِي. 19 أَمَامَ الْهَيْكَلِ ابْتَهَلْتُ لأَجْلِهَا، وَإِلَى أَوَاخِرِي أَلْتَمِسُهَا. فَأَزْهَرَتْ كَبَاكُورَةِ الْعِنَبِ. 20 ابْتَهَجَ بِهَا قَلْبِي، وَدَرَجَتْ قَدَمِي فِي الاِسْتِقَامَةِ، وَمُنْذُ صَبَائِي جَدَدْتُ فِي إِثْرِهَا. 21 أَمَلْتُ أُذُنِي قَلِيلًا وَوَعَيْتُ، 22 فَوَجَدْتُ لِنَفْسِي تَأْدِيبًا كَثِيرًا، وَكَانَ لِي فِيهَا نُجْحٌ عَظِيمٌ. 23 إِنَّ الَّذِي أَتَانِي حِكْمَةً، أُوتِيهِ تَمْجِيدًا، 24 فَإِنِّي عَزَمْتُ أَنْ أَعْمَلَ بِهَا، وَقَدْ حَرَصْتُ عَلَى الْخَيْرِ، وَلَسْتُ أَخْزَى. 25 جَاهَدَتْ نَفْسِي لأَجْلِهَا، وَفِي أَعْمَالِي لَمْ أَبْرَحْ مُتَنَطِّسًا. 26 مَدَدْتُ يَدَيَّ إِلَى الْعَلاَءِ، وَبَكَيْتُ عَلَى جَهَالاَتِي. 27 وَجَّهْتُ نَفْسِي إِلَيْهَا، وَبِالطَّهَارَةِ وَجَدْتُهَا. 28 بِهَا مَلَكْتُ قَلْبِي مِنَ الْبَدْءِ؛ فَلِذلِكَ لاَ أُخْذَلُ. 29 وَجَوْفِيَ اضْطَرَبَ فِي طَلَبِهَا؛ فَلِذلِكَ اقْتَنَيْتُ قُنْيَةً صَالِحَةً. 30 أَعْطَانِيَ الرَّبُّ اللِّسَانَ جَزَاءً؛ فَبِهِ أُسَبِّحُهُ. 31 اُدْنُوا مِنِّي، أَيُّهَا الْغَيْرُ الْمُتَأَدِّبِينَ، وَامْكُثُوا فِي مَنْزِلِ التَّأْدِيبِ. 32 لِمَاذَا تَتَقَاعَدُونَ عَنْ هذِهْ، وَنُفُوسُكُمْ ظَامِئَةٌ جِدًّا؟ 33 إِنِّي فَتَحْتُ فَمِي وَتَكَلَّمْتُ. دُونَكُمْ كَسْبًا بِلاَ فِضَّةٍ. 34 أَخْضِعُوا رِقَابَكُمْ تَحْتَ النِّيرِ، وَلْتَتَّخِذْ نُفُوسُكُمُ التَّأْدِيبَ؛ فَإِنَّ وِجْدَانَهُ قَرِيبٌ. 35 اُنْظُرُوا بِأَعْيُنِكُمْ كَيْفَ تَعِبْتُ قَلِيلًا؛ فَوَجَدْتُ لِنَفْسِي رَاحَةً كَثِيرَةً. 36 نَالُوا التَّأْدِيبَ كَمِقْدَارٍ كَثِيرٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَاكْتَسِبُوا بِهِ ذَهَبًا كَثِيرًا. 37 لِتَبْتَهِجْ نُفُوسُكُمْ بِرَحْمَتِهِ، وَلاَ تَخْزَوْا بِمِدْحَتِهِ. 38 اِعْمَلُوا عَمَلَكُمْ قَبْلَ الأَوَانِ؛ فَيُؤْتِيَكُمْ ثَوَابَكُمْ فِي أَوَانِهِ.

ختم السفر بقصيدة مُرَتَّبة حسب الحروف الأبجدية العبرية، يمدح فيها الحكمة ويعتزّ بها، ويبحث عنها، كما يُقِيم مدرسة لتعليمها. هذه القصيدة تقابل القصيدة المرتبة أبجديًا في نهاية سفر الأمثال حيث يمتدح سليمان الزوجة الفاضلة. تطلع ابن سيراخ إلى الحكمة كما إلى الزوجة المقدسة، عطية الله لمؤمنيه. هذا وقد بدأ السفر بطلب الحكمة من الله، وختمه بفكرٍ إيجابي مُفرِح.
ترتيب القصيدة أبجديًا يمكن القارئ أن يحفظها بسهولة عن ظهر قلب، ويحسبها قصيدة شخصية له. وكأن ما ناله ابن سيراخ من نجاح في تمتعه بالحكمة الإلهية ليس أمرًا خاصًا به وحده، بل يشتهي كل إنسان أن يعتز بنواله إياها.
إذ كنتُ بعدُ شابًا وقبل بدء سفري، التمستُ الحكمة علانية في صلاتي [13].
إن كان قد سبق أن تحدَّث عن بركات الأسفار للتمتُّع بخيرات الآخرين، فإنه يؤكد هنا أن الأسفار وحدها لا تكفي، إنما وهو شاب قبل تجواله في بلاد كثيرة كان يصلي علانية مُعلِنًا عن حاجته إلى الحكمة! فهي ثمرة صلوات وتضرعات لكي تعمل نعمة الله، وتعطيه فهمًا لتمييز الخبرات الصادقة من الخبرات الفاسدة.
أمام الهيكل صلَّيتُ لأجلها، وإلى آخر حياتي سأسعى وراءها [14].
لما كانت الحكمة الإلهية ترفع الإنسان إلى الحياة المقدسة، لذلك كلما وقف أمام الهيكل المقدس يطلب من القدوس أن يهبه الحكمة. وكلما نال الحكمة التهب قلبه شوقًا إلى المزيد منها، ويبقى قلبه هكذا حتى اللحظة الأخيرة من حياته على الأرض! هكذا أبرز هنا أمرين غاية في الأهمية:
أ‌.لا يمكن عزل الحكمة الصادقة التي من عند الله عن الحياة المقدسة، لذا يطلبها في مخدعه كما يطلبها في الهيكل المقدس علانية دون خجلٍ!
ب‌.يشعر أن الإنسان مهما بلغت حكمته لن يبلغ إلى كمال الحكمة، فيبقى يطلبها ما دام في الجسد إلى يوم رحيله من العالم.
ابتهج قلبي بزهرها كما بعنبٍ ينضج. ودرجت قدمي في طريقها المستقيم، ومنذ شبابي فتَّشتُ عنها [15].
يبرز ابن سيراخ لتلاميذه أنهم إذ يرون ما سكبته الحكمة عليه من فرح الروح ليس بالأمر الجديد، إنما منذ شبابه تعرَّف عليها وانطلق في طريقها وتمتع كما بزهورها التي في طريقها أن تصير عنبًا ناضجًا. بهذا يدفع تلاميذه بروح الرجاء والفرح أن يبدأوا رحلة الحكمة، حتى وإن كانوا لم يتمتَّعوا بالعنب الناضج بعد، أي الفرح العميق، فسينالون ذلك ما داموا مُثابِرين في الطريق.
أَمَلت أذني قليلًا وتَقَبَّلتها، ووجدت لنفسي تعليمًا كثيرًا [16].
هنا يدعو تلاميذه أن يميلوا أذنهم إلى صوت الربّ خلال الشريعة ليتقبَّلوا الحكمة، وينموا فيها خلال التعليم الكثير غير المنقطع.
وتقدمت بفضلها، أُمَجِّد الذي وهبني الحكمة [17].
إذ تَقَدَّم في معرفة الحكمة لم يتشامخ، إنما ألهبت هذه المعرفة قلبه بالتسبيح وتمجيد الله.
فإني عزمتُ أن أُمارِس الحكمة، وغِرْت على الخير فلم أخزَ [18].
تقدمه المستمر في معرفة الحكمة يدفعه للتصميم على ممارستها لا في تراخٍ، بل بغيرةٍ صادقةٍ واعتزازٍ بها دون الخجل منها حتى إن انتقده الآخرون.
سَعَت نفسي لأجلها، وامتحنت نفسي بحزمٍ في إتمام الشريعة. وبسطت يديّ إلى الأعالي، ونُحْت على جهلي لها [19].
كثيرًا ما يربط الحكمة بالشريعة، بل وبالسلوك فيها في جديةٍ وحزمٍ، خشية التهاون في السلوك خلال الانشغال بالأفكار الفلسفية الجافة. هذا السلوك لا يتحقَّق بدون معونة الله وممارسة التوبة. لهذا يربط نموه في الحكمة ببسط يديه إلى الأعالي والبكاء على جهله وخطاياه.
وجَّهت نفسي إليها، وفي الطهارة وَجَدتُها، ولأجلها اكتسبت قلبًا منذ البدء، لذلك لم أُترَك [20].
يربط بين التمتُّع المستمر بالحكمة وطهارة اليدين والقلب، أي طهارة السلوك والعمل مع طهارة القلب والفكر.
تحرَّك قلبي في طلبها، لذلك اقتنيت اقتناءً صالحًا [21].
يؤكد أنه إذ يتحدَّث عن طهارة القلب، إنما يعني تحرك كيانه كله للتمتُّع بالقداسة وطلب الحكمة، لذلك حسب اقتناءها مكافأة عظيمة.
أعطاني الربّ اللسان كمكافأة، وبه أُسَبِّحه [22].
"اللسان" هنا يعني القدرة حتى عن التعبير عما في قلبه من عذوبة واشتياق للتسبيح للربّ. هذه القدرة هي عطية إلهية وموهبة يلزم اضرامها.
اقتربوا مني أيها الغير مُتعلِّمين، وأَقِيموا في مدرستي [23].
جاءت كلمة مدرستي "بيت همدراش" أو بيت التعليم، حيث كان ابن سيراخ يجتمع مع تلاميذه بكونهم أهل بيته، أو أسرته المحبوبة لديه. ما فعله ابن سيراخ هو ظل لعمل السيد المسيح الذي اختار تلاميذه الذين التصقوا به.
كانت المدارس مُلحَقة بالمجامع synagogues؛ وكان بعض القادة يطالبون بوجود مدرسة في كل قرية، ويلتزم كل طفلٍ بالالتحاق بها، وكان العلم لا ينفصل عن العبادة والحياة التقوية.
عاش الكاتب متفاعلًا مع كل الطبقات، يدخل إلى العمق فيما هو لبنيان البشر حسب ظروفهم الخاصة المتنوعة.
v وُجِّهت كلمة الله إلينا. أُعلِنَت لكي تنصحنا، وكما يقول الكتاب المقدس. "تسلَّموا التعليم في بيت التعليم. يُعطى التعليم لكي نتعلَّم، ومدرسة التعليم هي كنيسة المسيح.
لنسأل أنفسنا ما هو غرض هذا التعليم وغايته: من الذي يتعلَّم، ومن الذي يُقَدِّم التعليم. واحد يتعلَّم ليعيش حسنًا، وغاية تعلُّمه ليعيش حسنًا هو أن يعيش أبديًّا. يتعلَّم المسيحيون بهذا الهدف، والذي يُعلِّم هو المسيح.
القديس أغسطينوس
لماذا تقولون إنَّكم في عوزٍ لهذه الأمور، وإنّ نفوسكم عطشانة جدًا؟ [24]
يتساءل ابن سيراخ كيف طال وقت عطش تلاميذه، فليتقدَّموا إذن بروح الصلاة ويشربوا، فإنه الله مستعد أن يُقَدِّم لهم الحكمة. وكما جاء في سفر الأمثال: "هلموا كلوا من طعامي، واشربوا من الخمر التي مزجتها، اتركوا الجهالات فتحيوا، وسيروا في طريق الفهم" (أم 9: 5-6).
فتحتُ فمي وتكلَّمتُ: اقتنوا الحكمة لكم بدون ثمنٍ[3] [25].
يؤكد ابن سيراخ لتلاميذه أنهم بلا عذرٍ، فإن الحكمة لا تُبَاع بالفضة، مقدمًا نفسه مثالًا أنه فتح فمه بغيرة صادقة واشتياق وإيمان فنالها.
كان التعليم في التقليد اليهودي مجانيًا، وكان الربيون الذين يعلّمون في المدارس يعتمدون في معيشتهم على وسائل أخرى، وفي وقتٍ متأخر كانوا يعملون في التجارة[4]. جاء في المشناة: "إن كنت تتعلَّم الكثير في الشريعة، فستنال مكافأة عظيمة، والملتزم بهذه المهمة (الله) أمين يُقَدِّم لك مكافأة عملك[5]."
ضعوا رقبتكم تحت نيرها، ولتَقْبَل نفوسكم تعليمها. إنها قريبة فتجدوها [26].
الحكمة لا تُفارِق من تمتَّع بها، بل تصحبه في القبر، وتنقذه من مخالب الجحيم. هي قريبة منّا، لأن المسيح حكمة الله يقيم ملكوته فينا (لو 17: 21).
انظروا بأَعينكم كيف تعبتُ قليلًا، فوجدتُ لنفسي راحة كثيرة [27].
يحثّ القارئ أن يخضع لنير الحكمة، فقد اختبر هو نفسه راحة عظيمة تحت هذا النير.
v الذي يغرق في صراعات بلا عددٍ من أجل الفضيلة، ويبلغ إليها، ويُحقِّق متاعب أكثر، فيحيا إلى النهاية مثل لعازر الذي تعب في أحزانٍ كثيرةٍ (لو 16)، ومثل أيوب الذي انهمك في صراعات ضد العدو. إنه يقول: "الذين ينهمكون في تعبٍ يستريحون (راجع أي 3: 17). لذلك دعا الرب المُتعَبين والثقيلي الأحمال إلى الراحة (مت 11: 28).
الآن كيف يُقَال عن الذين يتعبون في الأعمال الصالحة ثقيلي الأحمال؟ لأن: "الذاهبين ذهابًا بالبكاء، حاملين بِذَور الزرع، مجيئًا يجيئون بالترنُّم حاملين حزمهم" (مز 126: 6) مملوءة بالثمار، التي رجعت إليهم من غرسهم البذور. لذلك يُقَال إنهم ثقيلو الأحمال، هؤلاء الذين غرسوا بوفرة وحصدوا بوفرة (2 كو 9: 6)، وبفرحٍ أبديٍ يلقون على أكتافهم حزم الثمار الروحية. إذن، الذي يخلص بواسطة الله، الذي يُقَدِّم له فداء، يتعب في هذه الحياة، وبعد هذا يعيش إلى النهاية. إنه لا يرى فسادًا، عندما يرى الحكماء يموتون.
الذي يختار الطريق الضيق والكرب عوض الواسع والرحب، ففي وقت افتقاد الله، عندما يُلقَى هؤلاء الذين لم يؤمنوا بكلمات الله، بل يسيرون وراء شهوات قلوبهم الباطلة في عقوبة أبدية، أقول إنه لا يرى الدمار الأبدي، البؤس الدائم. لكنه يقول بالحقيقة إن الحكماء قد تدرَّبوا على الخبث. ويقول إرميا بخصوصهم: "هم حكماء في عمل الشر، ولعمل الصالح ما يفهمون" (إر 4: 22). كما قيل أيضًا: "بينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء" (رو 1: 22). "لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله" (1 كو 3: 19).
ولأن هذه الحكمة تجعل الناس جهلاء. يقول الله إنه سيُحَطِّم حكمة الحكماء، ويبطل فهم الفهماء. لذلك فإن هذه المعتقدات الباطلة والتي تُدعَى معرفة تجلب موتًا للذين يقبلونها. لكن هذا الموت لا يراه الذين خلصوا بواسطته، هذا الذي يُسر أن يُخَلِّص الذين يثقون في جهالة إعلانه.
القديس باسيليوس الكبير
اقتنوا التعليم بمقدار كثير من الفضة، فتكتسبوا بفضلها ذهبًا كثيرًا [28].
في العدد 25 يتحدَّث عن الفضة المادية، فإن الحكمة لا تُبَاع بمالٍ. أما هنا فيتحدث عنها بكونها التعليم بالشريعة، التي قيل عنها: "كلام الربّ كلام نقي، كفضة مصفاة في بوطة" (مز 12: 6). أما المكافأة فهي اكتساب ذهب كثير. هذا الذهب يشير إلى عربون الحياة السماوية.
لتبتهج نفوسكم برحمته، ولا تخجلوا من تسبيحه [29].
مارسوا عملكم قبل الوقت المُحَدَّد، فيُكافئكم في وقته المُعيَّن [30].
يختم القصيدة، بل السفر كله بأن من يسعى بجدية لنوال الحكمة الصادقة يتمتَّع بعربون السماء، فتبتهج نفسه بمراحم الله، ولا يخجل من تسبيحه بلا انقطاعٍ. أما ثوابه ففي يوم الربّ العظيم حيث يتمتَّع بشركة المجد الأبدي، ويرى الله وجهًا لوجه.



من وحي سيراخ 51
لأُقَدِّم لك ذبيحة الشكر الدائم يا واهب الحكمة!

v ماذا أطلب منك يا حكمة الله المتجسد.
قَدِّس قلبي وحياتي، فأَتأهَّل لنعمتك المجانية!
أُسَبِّحك على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل الأحوال،
فأنت سرّ بهجة قلبي، وتُقدِّس كل حياتي.
v لترافقني في رحلة حياتي، فلا يتوقَّف قلبي عن تسبيحك.
عطشت نفسي إليك، وجعت إلى حكمتك.
لترفع قلبي إلى سماواتك، وتسكب بهاءك في أعماقي.
تنطلق بي إلى أمجادك يومًا فيومًا!
إلى أن أراك وجهًا لوجه!
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 152106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الحكمة وروح التسبيح

جاء هذا الأصحاح الختامي يؤكد سمات رجل الله ابن سيراخ الحكيم، وحُبّه الدائم للتسبيح. فالسِفْر كله في جوهره دعوة للتمتُّع بالحكمة السماوية بروح البهجة والتسبيح.
يحتوي هذا الأصحاح على قصيدتين من الشعر.

أ. تسبحة شكر لعمل الله الخلاصي معه شخصيًا [1-12]: في هذه القصيدة يشكر الله الذي خَلَّصه من افتراءات المُقاوِمين له لدى الملك، والتي كادت تُعَرِّض حياته لخطر الموت. وكذلك على موهبة الحكمة التي جمَّله بها، وحثّ تلاميذه على السعي في طلبها. إذ يهبه الله الحكمة، يردّ هذا الحب بالحب، فيُقَدِّم له تسبيحًا: "إن الذي آتاني حكمة أوتيه تمجيدًا" (راجع سي 23:51). "أعطاني الرب اللسان، فبه أُسَبِّحه" (راجع سي 30:51).
ب. قصيدة عن مزاولة الحكمة بترتيب أبجدي [13-30]: تُعَبِّر عن محبة الكاتب للحكمة، وتُعتبَر ملخصًا رائعًا للسفر كله.


 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 152107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تسبحة شكر شخصية

1 صَلاَةُ يَشُوعَ بْنِ سِيرَاخَ: أَعْتَرِفُ لَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْمَلِكُ وَأُسَبِّحُ اللهَ مُخَلِّصِي. 2 أَعْتَرِفُ لاِسْمِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ لِي مُجِيرًا وَنَصِيرًا، 3 وَافْتَدَيْتَ جَسَدِي مِنَ الْهَلاَكِ، وَمِنْ شَرَكِ سِعَايَةِ اللِّسَانِ، وَمِنْ شِفَاهِ مُخْتَلِقِي الزُّورِ، وَكُنْتَ لِي نَاصِرًا تُجَاهَ الْمُقَاوِمِينَ، 4 وَافْتَدَيْتَنِي بِرَحْمَتِكَ الْغَزِيرَةِ وَاسْمِكَ، مِنْ زَئِيرِ الْمُسْتَعِدِّينَ لِلاِفْتِرَاسِ. 5 مِنْ أَيْدِي طَالِبِي نَفْسِي، وَمِنْ مَضَايِقِيَ الْكثِيرَةِ. 6 مِنَ الاِخْتِنَاقِ بِاللَّهِيبِ الْمُحِيطِ بِي، وَمِنْ وَسَطِ النَّارِ حَتَّى لاَ أَصْلَى. 7 مِنْ عُمْقِ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمِنَ اللِّسَانِ الدَّنِسِ، وَكَلاَمِ الزُّورِ، وَسِعَايَةِ اللِّسَانِ الجَائِرِ عِنْدَ الْمَلِكِ. 8 دَنَتْ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، 9 وَاقْتَرَبَتْ حَيَاتِي مِنْ عُمْقِ الْجَحِيمِ. 10 أُحِيطَ بِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَلاَ نَصِيرَ. اِلْتَفَتُّ لإِغَاثَةِ النَّاسِ فَلَمْ تَكُنْ. 11 فَتَذَكَّرْتُ رَحْمَتَكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ، وَصَنِيعَكَ الَّذِي مُنْذُ الدَّهْرِ: 12 كَيْفَ تُنْقِذُ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَكَ، وَتُخَلِّصُهُمْ مِنْ أَيْدِي الأُمَمِ؟ 13 فَرَفَعْتُ مِنَ الأَرْضِ صَلاَتِي، وَتَضَرَّعْتُ لأُنْقَذَ مِنَ الْمَوْتِ. 14 دَعَوْتُ الرَّبَّ أَبَا رَبِّي، لِئَلاَّ يَخْذُلَنِي فِي أَيَّامِ الضِّيقِ، فِي عَهْدِ الْمُتَكَبِّرِينَ الْخَاذِلِينَ لِي. 15 إِنِّي أُسَبِّحُ اسْمَكَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأُرَنِّمُ لَهُ بِالاِعْتِرَافِ، لأَنَّ صَلاَتِي قَدِ اسْتُجِيبَتْ. 16 فَإِنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنِي مِنَ الْهَلَكَةِ، وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ زَمَانِ السُّوءِ. 17 فَلِذلِكَ أَعْتَرِفُ لَكَ وَأُسَبِّحُكَ، وَأُبَارِكُ اسْمَ الرَّبِّ.

إن كان السفر يدعو إلى الشركة في التسبيح، فمن جانب آخر، يلزم أن يُقَدِّم المؤمن تسبحة شكر لمعاملات الله المُخَلِّص والملك معه شخصيًا. جاءت هذه التسبحة أو هذا المزمور يحمل صدى لكثيرٍ من التسابيح الواردة في سفر المزامير، خاصة المزمورين 120 و136.
جاءت هذه التسبحة نموذجًا عمليًا للشكر من أجل الخلاص من مؤامرات الأعداء الخفيين والظاهرين.
‌أ. الرغبة في تسبيح الربّ: قبل أن يعرض ابن سيراخ ما حلّ به، أوضح في البداية كما في النهاية رغبته الجادة في التسبيح لله [1، 12]، وكأن المؤمن سواء دخل في تجارب أو لم يدخل، فإن أعماقه لا تتوقَّف عن الشكر لله. إنما التجارب مهما بلغت حدتها تلهب القلب بالأكثر للشكر لله على أعماله معنا وسط الضيق.
‌ب. خلاص ابن سيراخ من موتٍ مُحَقَّق [2-6].
‌ج. خلاص الله العجيب، حين يشعر الإنسان بالعزلة ليس من معين يسنده، يتجلَّى الربّ في حياته كملكٍ ومخلّصٍ.
‌د. استجابة الربّ لصرخات قلبه [10].
‌ه. انطلاقه للتسبيح [12].
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 152108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أشكرك أيّها الربّ الملك، وأُسَبِّحك أنت الله مخلصي، وأشكر اسمك [1].
كشف ابن سيراخ عن شوقه للتسبيح للربّ ملكه ومُخَلِّصه. وفي اختصارٍ شديدٍ عَدَّد المخاطر التي لحقت به وأنقذه الرب منها، فقد تخلَّى البشر عنه، واقترب من الموت؛ لقد هَدَّدوه وأرادوا افتراسه.
سرّ التسبيح إدراك المؤمن لحقيقة الله أنه ملك الملوك ضابط الكل، والمُخَلِّص محب كل البشر.
الله في أبوته للبشرية لن يتجاهل احتياجات إنسان، وفي عمله الخلاصي قادر أن يُقَدِّم لنا برّه الإلهي عوض خطايانا وضعفاتنا.
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 152109 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لأنّك أنت لي حصني ومعيني، وأنقذت جسمي من الهلاك،
ومن فخّ اللسان النمَّام، ومن الشفاه الكاذبة.
وتجاه الذين يقاومونني كنت لي عونًا وفديتني [2].

يشبّه لسان النمّأم بلدغات الحية السامة، تنشب في جسم الإنسان،
وتبث سمها القاتل فيه. الله في تكريمه للإنسان أعطاه كمال الحرية.
لكن إذ يسيء ما وهبه الله فيستخدم لسانه في النميمة وفمه
في الكذب وينصب فخاخًا للأبرار، لا يسمح الله لعصا الخطاة
أن تستقر على رأس البار (مز 125: 3).
 
قديم 26 - 02 - 2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 152110 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

v قد يسمح الله أحيانًا لعصا الخطاة أن تصيب الأبرار،
لكنه لا يترك هذه العصا تستقر زمانًا طويلًا.
ما هي عصا الخطاة إلا قوتهم وسيادتهم وأذيتهم.



القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025