25 - 02 - 2024, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 152041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كذلك يشوع بن يوصاداق، ففي أيامهما بُنِي البيت، وشُيِّد هيكل الربّ المقدّس، المُعَدّ لمجد أبديّ [12]. وذِكْر نحميا دائم، فهو الذي أقام لنا السور المُنهدِم، ونصب لنا الأبواب والمزاليج وبنى مواقع منازلنا مرة أخرى [13]. وُلِد في السبي؛ لم يكن من نسل ملكي مثل زرُبابل، ولا كهنوتي مثل عزرا، ولا صاحب مركز إداري مثل دانيال رئيس الوزراء، إنما حُبّه الشديد لله ولشعبه جعله قائدًا. كان يذوق الخمر قبل الملك حتى يطمئن أنه غير مسموم. وكان هذا المركز مرموقًا في العصر الفارسي. كان ساقي الملك غالبًا خصيًا، هذا يُفَسِّر عدم الإشارة إلى عائلة نحميا. سبقه عزرا إلى أورشليم بحوالي 13 عامًا. اهتم نحميا ببناء السور بالرغم من مقاومة الأعداء له؛ كما اهتم بالبناء الداخلي للشعب، ثم عاد إلى شوشن العاصمة، ولم يبقَ فيه طويلًا، إذ رجع إلى أورشليم كحاكمٍ عامٍ على يهوذا على الأقل لمدة 12 سنة. كان يُمَثِّل القيادة الروحية الحقيقية. ما شغله هو آلام إخوته. تعلَّم القيادة خلال الرُكَب المنحنية والصمت والدموع والصراخ. مارس الصلاة في كل الظروف. |
||||
25 - 02 - 2024, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 152042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أناس الله ما قبل الناموس 16 لَمْ يُخْلَقْ عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ مِثْلَ أَخْنُوخَ، الَّذِي نُقِلَ عَنِ الأَرْضِ. 17 وَلَمْ يُولَد رَجُلٌ مِثْلُ يُوسُفَ، رَئِيسِ إِخْوَتِهِ وَعُمْدَةِ الشَّعْبِ. 18 عِظَامُهُ افْتُقِدَتْ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ تَنَبَّأَتْ. 19 سَامٌ وَشِيثٌ مُمَجَّدَانِ بَيْنَ النَّاسِ، وَفَوْقَ كُلِّ نَفْسٍ فِي الْخَلْقِ آدَمُ. لم يُخلَق على الأرض أحد مثل أخنوخ، لأنه رُفِع من الأرض [14]. الآن لئلا ينشغل القارئ بتاريخ الأبطال أراد ابن سيراخ إبراز أن لكل بطل من أبطال الإيمان سمو في جانب معين يختلف عن بقية الأبطال. أخنوخ تأهَّل بتقواه لصداقة فريدة مع الله، فنقله عن الأرض إلى السماء. ويوسف تأهَّل بمحبته لإخوته وعدم مجازاتهم على غدرهم به، فصار رئيسًا لإخوته، الذين افتقدوا عظامه في الخروج تحت قيادة موسى. وسام ستر على والده نوح حين تعرَّى بسبب السُكْرِ (تك 9)، وشيث سرّ عزاء والديه (تك 4). أما آدم فإن كان قد أخطأ هو وزوجته حواء، لكننا مدينون له كأبٍ لكل البشرية حسب الجسد. |
||||
25 - 02 - 2024, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 152043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولم يُولَد رجل مثل يوسف رئيس إخوته وداعم شعبه؛ واهتموا بعظامه [15]. نقل أخنوخ عن الأرض يعتبر غرس بذرة عقيدة قيامة الأموات والتمتع بالحياة الأخرى؛ وأيضًا اهتمام يوسف بحمل عظامه إلى أرض الموعد يحمل تلميحًا للرجاء في القيامة العتيدة. |
||||
25 - 02 - 2024, 02:06 PM | رقم المشاركة : ( 152044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سام وشيث مُمَجَّدان بين الناس، وآدم فوق كل حيّ في الخليقة [16]. شيث رمز السيد المسيح: تحدَّث كثير من الآباء عن شيث من جوانب متنوعة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وقد سجَّل لنا القديس مار يعقوب السروجي ميمرًا خاصًا بشيث بأسلوبه الشعري الذي يهزُّ النفس، في 140 سطرًا. خلاله يشعر المؤمن أن الله لا يترك مؤمنًا في مرارة، بل مع كثرة الآلام ومرارتها، تزداد تعزياته الإلهية بعذوبتها. إذ يشارك القديس مار يعقوب السروجي أبوانا الأولين آدم وحواء مرارة نفسيهما بسبب قتل هابيل على يدي أخيه قايين، يتلامس مع التعزيات الإلهية العجيبة التي فاضت عليهما بميلاد ابنهما شيث. سرُّ تعزيتهما ليس أن الله وهبهما ابنًا عوض هابيل وقايين، حيث نظرا ميتًا لأول مرة في حياتهما، وأدركا كيف يعود الجسم الترابي إلى التراب. كما نظرا قايين في رعبٍ شديدٍ يخشى الحيوانات، بل ويرتعب حتى من ظلِّه. إنما نظرا في شيث حُبَّ الله الفائق، وتعزيات السماء، وأدركا أسرارًا إلهية رفعت قلبيهما كما إلى السماء. 1. كان شيث رمزًا لكلمة الله المتجسد، مُفَرِّح البشرية بخلاصه. 2. يقف شيث في مقابل قايين، فالأخير مؤسس المدينة الأرضية التي تنحدر بالإنسان نحو الهاوية، والأول مؤسس المدينة السماوية التي ترفع أعماق المؤمن إلى الفردوس! |
||||
25 - 02 - 2024, 02:06 PM | رقم المشاركة : ( 152045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v يا ابنًا مجيدًا يشبه أباه كما (يشبه) شيث آدمَ، ضع على لساني جمال سرّك، لأتكلم عنه. أيها الابن، الذي عزَّى حواء بسرِّه، وأزال حزنها، أثر كلمتي بقوتك لأذكر خبرك. تألمتُ بسبب الحزن الذي حدث لآل آدم! ربِّي، ساعدني لأتكلم عن تعزيتهما بواسطة شيث البهي. كنت قد تكلمتُ عن ألم هابيل العظيم، وعن اللعنات التي لُعِنَ بها قايين من قِبَل الله. ذكرتُ أمامكم ذبائح ابنيَّ آدم، وتسلسل الخبر إلى القراءة بحسب نظامه. كنت قد تكلمتُ أيضًا عن مراثي أمنا حواء، وعن شدة حزن الأم على حبيبها. اليوم يلزمني أن أتكلم عن تعزيتهما، وبأية علة نسيا ضيقاتهما المُرَّة. اسرد أولًا أية آلام أدركتهما، وبعدئذ أعود إلى التعزية التي أبهجتهما. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
25 - 02 - 2024, 02:07 PM | رقم المشاركة : ( 152046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا لعظمة كواكبك المُنِيرَة! v تُبارِكك نفسي من أجل إشراقك العجيب يا شمس البرّ. في كل جيلٍ يظن الكثيرون كأن العالم قد فسد تمامًا. لكنك تملأ قلوبنا بفرح الرجاء فيك. تبعث بنورك وسط الظلام، فتُقِيم من البشرية كواكب بهية! في الفترة الأخيرة من مملكة يهوذا تعاقب ملوك فاسدون، كَرَّسوا حياتهم لفساد شعبك! أَقمت يوشيا الملك وكأنه مجمرة تبعث بخورًا ذكيًا يحمل رائحتك العطرة. حين يتحدَّث أحد عنه يصير فمه ينبوع عسل حلو. وحينما نتطلَّع إلى عمل نعمتك فيه، نُدرِك أنك تُقِيم موسيقيين يملأون العالم بفرح الروح! v في مرارة السبي لم تستطع قوات الظلمة أن تحبس نفس حزقيال عن التمتُّع بأمجاد عرشك الإلهي. |
||||
25 - 02 - 2024, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 152047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تمجيد سمعان بن أونيّا يضم ابن سيراخ إلى موكب أبطال الإيمان شخصية معاصرة له وهو سمعان بن أونيا الثاني رئيس الكهنة التقي، ليؤكد أن الموكب يبقى يضم أناس الله في كل العصور حتى انقضاء الدهر. امتد كهنوته منذ عام 219 ق.م إلى حوالي 196 ق.م، ذكره المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس. بينما يمتدح يوسيفوس المؤرخ سمعان هذا، فإنه يحمل بشدة على أبيه أونيا الذي تمرَّد على ملك مصر ورفض دفع الجزية، فقرَّر ملك مصر الاستيلاء على أورشليم لولا تدخل شخص من عائلة طوبيا ومنع الحرب، ومن هنا صارت عداوة بين عشيرة طوبيا وعشيرة رئيس الكهنة. لم يكن لسمعان شهرته في التاريخ البشري، لكن اتَّسم بتقواه، وقداسة حياته. غالبًا ما كان الملك السوري يعهد لرئيس الكهنة بمهامٍ سياسية مُحَدَّدة. غير أن ما شغل قلب ابن سيراخ هو اهتمام رئيس الكهنة بالهيكل بيت الربّ ومدينة الربّ حتى لا يُحاصِرها مقاومو الإيمان. مدح سمعان بن أونيا قَدَّم لنا ابن سيراخ أروع وصف كتابي للعبادة في إسرائيل. ففي حديثه يمجد الله الذي وضع هذا النظام والفكر من جهة العبادة. تطلَّع ابن سيراخ إلى النار والحجارة الكريمة والذهب وجمال ألوان الثياب الكهنوتية والأواني المقدسة. حتى الهواء الذي يتنسمه كان مُعطرًا ببخورٍ منعشٍ للغاية والزيوت المستخدمة عطرية، وأصوات الأبواق الذهبية والتسابيح تعطي راحة ولذَّة لآذان المُتعبِّدين. لم يكن عمل سمعان أن يترك بصمات على التاريخ تمجده، إنما أن يتمتع مع الكهنة والشعب بالكفارة مع البركات الإلهية [21]. خدمته وعبادته تبرزان الفارق بين العبادة التي حسب خطة الله نفسه وعبادة الأمم المحيطة بهم من سامريين، الذين كانوا من دمٍ مختلط بين اليهود والأمم، وأدوميين ويونانيين. بل ما قَدَّمه سيراخ هو دعوة للأمم أن تعبد الربّ بالروح والحق حسب خطة الله، بفكرٍ شبه سماوي ومجيد. لذلك تلقفت الكنيسة الأولى هذا السفر وحسبته "كتاب الكنيسة Ecclesiasticus" يُقَدَّم للموعوظين. سمعان البار الذي ذكره يوسيفوس المؤرخ اليهودي، هو بالتأكيد سمعان الأول حيث يقول عنه إنه سمي بالبار نظرًا لورعه وتقواه، هذا ويرجح أن (سمعان البار) المذكور في المشناة، هو سمعان الأول، حيث ورد عنه أنه أحد أعضاء المجمع الكبير، وفي التلمود يظهر باعتباره البطل الذي تدور حوله القصص والأساطير الكثيرة. وفي الترجمة السريانية المسماه (البشيطة) أي البسيطة، ترد العبارة التالية (ليثبت "السلام" مع سمعان البار 50: 23) كما وردت الآية في بعض المخطوطات الأخرى "سمعان الحكيم". وبالرغم من أن البعض يرى أن هذه الآية غير أصلية، إلا أن أكثر العلماء قد أّيَّدوها، وعليه فهذا هو لقب سمعان في كل من السفر وتاريخ يوسيفوس والمشناة والتقليد. قَدَّم ابن سيراخ لتلاميذه شخصية رئيس الكهنة المعاصر لهم، وكان نموذجًا رائعًا للحياة المقدسة في الربّ، والإخلاص في الإيمان المستقيم والعبادة الحقيقية. أبرزه كخلاصة وإكليل أبناء هرون، فيه نرى صورة السيد المسيح رئيس الكهنة السماوي يُقَدِّم عنا صليبه الذبيحة الفريدة القادرة على التكفير عن كل الخطاة. جاء في المشناه Mishnah "يوجد العالم خلال ثلاثة أشياء: الشريعة والعبادة وعمل الخير". تَحَقَّق هذا في شخصية كل أبطال الإيمان. وجاء تعليم ابن سيراخ يُرَكِّز على هذه الفضائل الثلاث: حفظ الشريعة الإلهية، وممارسة العبادة بالروح، وعمل الخير بالحب. فالحكمة في نظر السفر توجد في السلوك المقدس الصادر عن التعليم الصادق والعبادة الروحية الصحيحة ومحبة البشرية. أما الإشارة الوحيدة إلى سمعان الثاني في التاريخ والتقليد اليهودي، فتصوره في شكل غير مرضي، فبحسب ما ورد في مكابيين الثاني 3: 6 يرد أنه هو الذي وشى إلى القائد السوري لنهب كنوز الهيكل، ويروي يوسيفوس أيضًا أن سمعان هذا قد وقف مع أبناء طوبيا ضد هركانوس بن يوسف، حيث كان أبناء طوبيا في الجانب الخاطئ، وذلك من وجهة نظر اليهود المهتدين. يذكر عن سمعان بن أونيا رئيس الكهنة، أنه رَمَّم الهيكل وحصَّن المدينة، ويقول أحد العلماء وهو هيدرشيم[3] انهما كانا بالفعل في حالة تحتاج إلى ترميم في زمن سمعان الأول. 1. أعمال سمعان بن أونيا 1 سِمْعَانُ بْنُ أُونِيَّا الْكَاهِنُ الأَعْظَمُ رَمَّ الْبَيْتَ فِي حَيَاتِهِ، وَوَثَّقَ الْهَيْكَلَ فِي أَيَّامِهِ، 2 وَأَسَّسَ سَمْكًا مُضَاعَفًا، تَحْصِينًا شَامِخًا حَوْلَ الْهَيْكَلِ. 3 فِي أَيَّامِهِ اسْتُنْبِطَتْ آبَارُ الْمِيَاهِ، وَكَالْبَحْرِ تَنَاهَتْ فِي الْفَيَضَانِ. 4 هُوَ الَّذِي اهْتَمَّ بِشَعْبِهِ لِئَلاَّ يَهْلِكَ، وَحَصَّنَ الْمَدِينَةَ لِئَلاَّ تُفْتَحَ. سمعان بن أونيّا، رئيس الكهنة، قائد إخوته، وفخر شعبه[4]، هو الذي رَمَّم البيت في حياته، وحصَّن الهيكل في أيَّامه [1]. وأيضًا وضع أساس السور ذي العلوّ المُضاعَف، والسور الحصين المحيط بالهيكل [2]. في أيامه حُفِر وعاء المياه، خزَّان مثل البحر في المحيط (أو الحدود) [3]. حفر الحوض الكبير في وسط الهيكل لتغطية احتياجات الذبائح والتطهير والاغتسال، وفي أيام بيلاطس بنطس كان هذا الخزان الهائل قائمًا، وكانت تجلب له المياه من خارج أورشليم، وكانت سعته كبيرة جدًا، كما كانت تركب عليه ماكينة ضخ لتغذية الخزانات الأخرى في الهيكل[5]. كان مهتمًا بخلاص شعبه من الهلاك، فحصّن المدينة لتصمد في وجه الحصار [4]. 2. شخصية سمعان الباهرة 5 مَا أَمْجَدَهُ فِي تَصَرُّفِهِ بَيْنَ الشَّعْبِ، وَفِي خُرُوجِهِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِ الْبَيْتِ. 6 مَثَلُهُ مَثَلُ كَوْكَبِ الصُّبْحِ بَيْنَ الْغَمَامِ، أَوِ الْبَدْرِ أَيَّامَ تَمَامِهِ، 7 أَوِ الشَّمْسِ الْمُشْرِقَةِ عَلَى هَيْكَلِ الْعَلِيِّ، 8 أَوِ الْقَوْسِ الْمُتَلأْلِئَةِ بَيْنَ سُحُبِ الْبَهَاءِ. أَوْ زَهَرِ الْوَرْدِ فِي أَيَّامِ الرَّبِيعِ، أَوِ الزَّنْبَقِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ، أَوْ نَبَاتِ لُبْنَانَ فِي أَيَّامِ الصَّيْفِ. 9 أَوِ النَّارِ أَوِ اللُّبَانِ عَلَى الْمِجْمَرَةِ. 10 أَوْ إِنَاءِ الذَّهَبِ الْمُصْمَتِ الْمُزَيَّنِ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ. 11 أَوِ الزَّيْتُونِ الْمُثْمِرِ أَوِ السَّرْوِ الْمُرْتَفِعِ إِلَى السُّحُبِ. إِذْ كَانَ يَأْخُذُ حُلَّةَ مَجْدِهِ وَيَلْبَسُ كَمَالَ زِينَتِهِ، 12 وَيَصْعَدُ إِلَى الْمَذْبَحِ الْمُقَدَّسِ كَانَ يَزِيدُ لِبَاسَ الْقُدْسِ بَهَاءً. 13 وَإِذْ كَانَ يَتَنَاوَلُ أَعْضَاءَ الذَّبِيحَةِ مِنْ أَيْدِي الْكَهَنَةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى مُوْقَدِ الْمَذْبَحِ، كَانَ يُحِيطُ بِهِ إِكْلِيلٌ مِنَ الإِخْوَةِ، إِحَاطَةَ الْفُرُوعِ بِأَرْزِ لُبْنَانَ، 14 وَالشَّطْبِ بِالنَّخْلِ. وَكَانَ جَمِيعُ بَنِي هَارُونَ فِي مَجْدِهِمْ، 15 وَتَقْدِمَةُ الرَّبِّ فِي أَيْدِيهِمْ أَمَامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ هُوَ عِنْدَ إِتْمَامِ خِدْمَتِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ، لِتَزْيِينِ تَقْدِمَةِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ، 16 يَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الْمَسْكَبِ، وَيَسْكُبُ مِنْ دَمِ الْعِنَبِ. 17 يَصُبُّهُ عَلَى أُسُسِ الْمَذْبَحِ، رَائِحَةً مَرْضِيَّةً أَمَامَ الْعَلِيِّ مَلِكِ الْجَمِيعِ. 18 حِينَئِذٍ كَانَ بَنُو هَارُونَ يَهْتِفُونَ بِالأَبْوَاقِ الْمَطْرُوقَةِ، وَيُسْمِعُونَ صَوْتًا عَظِيمًا ذِكْرًا أَمَامَ الْعَلِيِّ. يُقَدِّم لنا سيراخ شخصية سمعان بن أونيا نموذجًا رائعًا لحياة العبادة في قداسةٍ، سماتها الآتي: 1. سرّ مجده أنه يلتقي مع الله في قدس الأقداس وراء بيت الحجاب [5]، وإذ يخرج يُحَاط بشعبه في مجدٍ عظيمٍ [5]. هكذا يربط ابن سيراخ في حياة القائد كنموذجٍ سامٍ لكل مؤمن، إذ تكون له الحياة الخفية واللقاء السري مع الله كما في قدس الأقداس، وألاَّ يعتزل الإخوة. ليس من تعارُض بين المجد الذي يتمتَّع به سرًا من الله، والمجد الذي يسطع منه بحُبِّه وخدمته لإخوته [5]. 2. سرّ قداسته أن يرتفع عن الأرضيات، فيعيش في عربون السماويات ككوكب الصبح الساطع بين السحب، وكالقمر في كمال نوره حيث يصير بدرًا [6]. 3. أينما وُجِد سمعان بن أونيا لا يُفارقِه المجد والبهاء والنور الفائق والقداسة. هكذا يراه ابن سيراخ في أوضاع كثيرة تكشف عن جوانب متعددة من المجد والبهاء، نذكر منها الآتي: أ. وراء الحجاب في قدس الأقداس [5] ينعم بخلوةٍ وحوارٍ سرّي مع القدوس، فيتقدَّس. ب. في الهيكل يحاط بشعبه في حبٍ لهم يخدمهم ويُعَلِّمهم ويقودهم بروح الحب؛ ما أمجده؟! [5]. ج. بين السحب يتلألأ ككوكب الصبح [6]. د. في السماء كقمرٍ كامل البهاء في وضعه كبدرٍ، كله نور [6]. ه. في الأعالي كشمسٍ مُشرِقة بالنور الإلهي على هيكل العليّ [7]. و. في الحضرة الإلهية كقوس قزح علامة العهد الإلهي مع البشر، متلألئًا بسحب بهاء الرعاية المستمرة [7]. ز. في الحقول كزهرة وسط الورود، كزنبقة على ينبوع المياه، أو شجرة الأرز في وقت الصيف [8]. ح. وهو يُقَدِّم البخور لله يصير هو نفسه كنارٍ، لا لتحرق إنسانًا، وإنما تحرق بخورًا عطرًا يشير إلى صعود الصلوات إلى الله. ط. إذ يستخدم الأواني المقدسة، يصير هو نفسه إناءً ذهبيًا، أي سماويًا لخدمة السماوي، وقد رُصِّع بحجارة كريمة ثمينة [9]. ي. في حديقة بيت الربّ كشجرة الزيتون المثمرة أو كالسرو المرتفع إلى السحب [10]. ك. إذ يلبس ثياب المجد ويصعد إلى المذبح المقدس، تمتلئ ساحة بيت الربّ بالقداسة التي يسكبها القدوس عليه [11]. ل. حين يتناول من أيدي الكهنة أجزاء من الذبيحة يرى اِلتفاف الكهنة حوله بحبٍ وفرحٍ وتهليلٍ أشبه بإكليل يحوط به. م. إذ كان يسكب دم العنب على المذبح يشتَّمها الربّ رائحة رضا وسرور عن كل الشعب. ن. إذ يهتف بنو هرون بتهليلٍ وتسبيحٍ وينفخون بأبواق كلمة الله تصعد هذه العبادة أمام كرسي العليّ. ما أمجده مُحاطًا بشعبه عند خروجه من وراء بيت الحجاب! [5]. هذه العبارة غالبًا وصف لما يقوم به رئيس الكهنة في يوم الكفارة العظيم (لا 16: 23-25) حيث يخرج رئيس الكهنة من قدس الأقداس، من الحجاب إلى الدار الداخلية inner court. وقد أخذت الكنيسة هذا الطقس في بعض الأعياد. يصف هنا خدمة يوم الكفَّارة العظيم، حيث يكشف عن مهارة رئيس الكهنة سمعان بن أونيا والإبداع في الخدمة داخل الهيكل. غالبًا ما يُسَجِّل ابن سيراخ ما رآه بعينيه، كما يُسَجِّل مشاعره من فرحٍ وسلامٍ في أعماقه وفي قلوب من هم حوله. شعر وكأنه عاد إلى أيام المجد التي عاشها إسرائيل عند الانتهاء من بناء هيكل سليمان. في الآيات 6-10 جاءت مجموعة من التشبيهات خلال جمال الطبيعة مثل تلك الواردة في (سي 24: 13-17) لتؤكد الجمال الروحي لرئيس الكهنة. مثل كوكب الصبح بين السُحُب، ومثل القمر وهو بدر [6]. أو الشمس المشرقة على هيكل العليّ، أو قوس قُزَح المتلألئ بين سُحُب المجد [7]. أو مثل زهر الورد في أيام البكور، أو مثل السوسن على ينبوع مياه، أو نبات لبنان في يوم صيف[6] [8]. أو مثل النار والبخور في المجمرة، أو إناء الذهب المُصمَت المُزيَّن بكل حجر كريم [9]. أو مثل شجرة الزيتون التي تثمر ثمارًا نضرة، ومثل شجرة السَّرو المُرتفِعة إلى السحب [10]. v فلنكن هكذا، كشجر زيتون، مُحمَّلين بالوصايا من كل جانبٍ. فإنه لا يكفي أن نصير مثل شجر زيتون، وإنما يلزم أن نكون مُثمِرين أيضًا. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم القديس باسيليوس الكبير حيث يُقَدِّمها نسل هرون مرتين كل يومٍ دون توقُّفٍ. طقوس هذه التقدمة عُرِفَت بـ tamid أي التقدمة الدائمة (خر 29: 38-42). ما ورد في المشناة (Tamid 7: 2-3)، حيث يقف الكهنة العاديون حول رئيس الكهنة عند المذبح يقدمون إليه أجزاء مُعَيَّنة من الحيوان ليقدمها رئيس الكهنة كذبيحة. وهو في هذا يشبه ما يفعله طلبة كلية الطب والممرضات وهم حول الطبيب الجرَّاح يقدمون له الأدوات الخاصة ليقوم هو بالجراحة. حين كان يرتدي حُلَّة مجد، ويلبس كمال الفخر، وفي صعوده إلى المذبح المقدّس، كان يُعظِّم ساحة المقدس [11]. هذا وأن ثوب المسيح أو لباسه يشير إلى الكنيسة الملتصقة به، فإن هذا اللباس غسله السيد بدمه الطاهر... وكما يقول القديس كبريانوس: [إذ يُشَار إلى دم الخمر ماذا يعني سوى خمر كأس دم الرب؟!]. ويقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [ينتج الكرم خمرًا، والكلمة يقدم دمًا، كلاهما يجلبان الصحة، الخمر للجسد والدم للروح]. ويقول القديس أغسطينوس: [ما هذا الثوب الذي يغسله في الخمر، أي يغسله في دمه من الخطية... إلاَّ الكنيسة[. وعندما كان يتناول القطعة من أيدي الكهنة، وهو واقف على موقد المذبح، كان يحيط به إكليل من الإخوة، كشجيرة أرز في لبنان ويحيطون به مثل جذوع شجر النخيل [12]. وكان جميع بني هارون في مجدهم، وتقدمة الربّ في أياديهم أمام كل جماعة إسرائيل [13]. عند إتمام الخدمة على المذبح وتدبير تقدمة العليّ القدير [14]، كان يمدّ يده إلى الكأس، ويسكب من دم العنب، كان يصبّه على أساس المذبح، رائحة عطرة أمام العليّ ملك الكل [15]. تصف العبارتان 14-15 سكيب الخمر [يُسمى السكائب كما ورد في (سفر العدد 28: 7-8)] كما ورد في المشناة كطقسٍ يومي يصحبه النفخ في الأبواق المطروقة. v الآن دم الرب من جزئين، واحد مادي يُخَلِّصنا من الفساد (1 بط 1: 8)، والآخر روحي به نُمسَح. شُرب دم المسيح هو مشاركة في عدم الفساد (يو 6: 55). ولكن الروح هو قوة الكلمة بنفس الطريقة التي بها دم الجسد. بنفس الطريقة الخمر يُمزَج بالماء، والروح بالإنسان. الأول مزيج يُقَدِّم لنا فرحًا فيزداد الإيمان، والآخر الروحي يقودنا إلى عدم الفساد. اتحاد الاثنين، أي الجرعة والكلمة، يدعى الإفخارستيا، عطية تستحق التسبيح، غاية في البهاء، الذين يتناولونه يتقدَّسون في الجسد والنفس، فإن هذه هي إرادة الآب. إن الإنسان مُرَكَّب مخلوق بواسطة الله، يتَّحِد بالروح والكلمة. بالحقيقة الروح يتَّحد بالنفس تمامًا التي تعتمد عليه، والجسد يتَّحد بالكلمة إذ من أجله "الكلمة صار جسدًا" (يو 1: 14). القديس إكليمنضس السكندري كأن الرسول قد عاد بذاكرته إلى أب الأسباط كلها يعقوب، وقد أقام عمودًا وسكب عليه سكيبًا ودهنه بالزيت (تك 35: 14)، غالبًا ما كان هذا السكيب من الخمر، قَدَّمه على العمود كتدشين لأول بيت يُقَام لله في تاريخ الخلاص، إشارة إلى عطية فرح الروح القدس التي تملأ بيت الله أي شعبه. كأن الرسول يرى وسط آلامه داخل السجن منطلقًا نحو ساحة الاستشهاد أن روح الفرح الإلهي يملأ حياة الكنيسة خلال آلام الرسول. ولعل الرسول وهو يتحدَّث عن نفسه كسكيبٍ يُسكَب، يذكر ما ألزمت به الشريعة من تقديم خروفين كل يومٍ، الواحد في الصباح والآخر في العشية، أثناء تقديمه يُصنَع له سكيب من الخمر (خر 29: 40-41). وكأن ذبيحة الصليب قد ارتبطت بفرح الروح القدس الذي ينسكب على الكنيسة خلال الحمل الإلهي الذبيح. هذه هي خبرتنا المستمرة، ففي ليتورچيا الإفخارستيا، إذ تُقَدِّم الكنيسة للآب بالروح القدس تقدمة الابن الوحيد، جسده المبذول، يسكب عليها وفيها فرحه الإلهي بحلول روحه القدوس الفائق! هذا ما رفع الكنيسة إلى التغنِّي بليتورچيا الإفخارستيا كتسبحة فرح فائق، هي من صنع الروح القدس واهب الفرح الحقيقي! حينئذ كان بنو هارون يهتفون، وينفخون بالأبواق المطروقة، ويصنعون صوتًا عظيمًا كتذكار أمام العليّ [16]. كانت أصوات الأبواق التي يطلقها الكهنة إيذانا ببدء الخدمة أو الذبيحة، ماتزال مُستخدَمة في عصر ابن سيراخ (عد 10: 2، 10)، وعند ذلك يسجد جميع المؤمنين على وجوههم إلى الأرض، ويتخلَّل هذا الجو الروحي المؤثر تسابيح اللاويين، بينما يبتهل الشعب إلى الربّ. "العلي ملك الكل" مثل هذه العبارة كانت تهيئة خفية للخلاص الذي يُقَدِّمه ملك الملوك لخلاص كل العالم وليس لليهود وحدهم. v عندما يأتي ربّنا يسوع (وقد رُمِز لمجيئه قديمًا بواسطة يشوع بن نون)، يرسل كهنته، الرسل الحاملين أبواقًا مسحولة (مطروقة) من معدنٍ (عد 10: 2؛ مز 98: 6)، أي تعليم الكرازة العظيم السماوي. متى في إنجيله أولًا ضرب ببوق كهنوتي، ومرقس ولوقا ويوحنا أيضًا كل منهم نفخ أبواقه الكهنوتية. بطرس ايضًا جعل بوقه يدوي خلال رسالتيه، كما فعل يعقوب ويهوذا. استمر يوحنا يضرب بوقه في رسائله، وهكذا فعل لوقا حين وصف أعمال الرسل. وأخيرًا وصل ذاك القائل: "أرى أن الله أبرزنا نحن الرسل آخرين" (1 كو 4: 9)، بعث ببروق مع أبواق رسائله الأربعة عشر رسالة، لقد جعل أسوار أريحا المبتدعة عبادة الأصنام وأفكار الفلاسفة أن تنهار من أساساتها العلامة أوريجينوس 19 وَكَانَ عِنْدَ ذلِكَ كُلُّ الشَّعْبِ يُبَادِرُونَ مَعًا، وَيَخِرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ، سَاجِدِينَ لِرَبِّهِمِ الْقَدِيرِ للهِ الْعَلِيِّ. 20 وَكَانَ الْمُغَنُّونَ يُسَبِّحُونَ بِأَصْوَاتِهِمْ، وَيُسْمِعُونَ فِي الْبَيْتِ الْمُعَظَّمِ أَلْحَانَهُمُ اللَّذِيذَةَ. 21 وَكَانَ الشَّعْبُ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الرَّبِّ الْعَلِيِّ بِصَلاَتِهِمْ أَمَامَ الرَّحِيمِ، إِلَى أَنْ يُفْرَغَ مِنْ إِكْرَامِ الرَّبِّ وَتَتِمَّ خِدْمَتُهُ. كان عند ذلك كل الشعب يُسرعون معًا، ويسقطون بوجوههم إلى الأرض، ليسجدوا لربِّهم القادر على كل شيء، العليّ [17]. كان رئيس الكهنة وحده يُسمَح له أن ينطق باسم الله القدوس "يهوه" عندما يُعلِن عن مغفرة الله للشعب (لا 16: 30). وقد ورد في المشناة (Yoma 6: 2) "عندما يسمع الكهنة والشعب... تعبير اسم (يهوه) يصدر عن فم رئيس الكهنة يسجدون وينحنون ويسقطون على وجوههم". والمغنون أيضًا يُسَبِّحون بأصواتهم، وكانت أناشيدهم حلوة بأصوات متنوعة [18]. والشعب أيضًا يُصلِّي إلى الربّ العليّ بصلاة أمام الرحوم، حتى ينتهي ترتيب الربّ ويتممون ليتورجيّته [19]. 22 ثُمَّ كَانَ يَنْزِلُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مُبَارِكًا الرَّبَّ بِشَفَتَيْهِ، وَمُفْتَخِرًا بِاسْمِهِ، 23 وَيُكَرِّرُ سُجُودَهُ لِيُظْهِرَ أَنَّ الْبَرَكَةَ مِنْ لَدُنِ الْعَلِيِّ. ثم ينزل ويرفع يديه على كل جماعة بني إسرائيل، ويفتخر باسمه (اسم الربّ) [20]. تصل الخدمة إلى ذروتها عندما يقف رئيس الكهنة ليبارك الشعب بالبركة الكهنوتية التقليدية الواردة في (لاويين 9: 2؛ العدد 6: 24-26). أما نطق اسم الرب "يهوه" فلم يكن مسموحًا به في ذلك الوقت لأي شخص أن ينطق به، بل كان يُستبدَل عند القراءة بـ أدوناى باستثناء يوم الكفارة، ففيه يسمح بأن ينطق رئيس الكهنة هذا الاسم المخوف المبارك لاستمطار البركة على الشعب. عندئذٍ ينحنون إلى أسفل ليسجدوا مرة ثانية لينالوا البركة من العليّ [21]. كان اليهود يُكَرِّرون الميطانيات خاصة في يوم الكفارة العظيم، وهو ما تفعله الكنيسة خاصة في يوم الجمعة العظيمة، إذ تطلب مراحم الله بالصليب بكونه كفارة عن خطايانا. 24 فَالآنَ، يَا جَمِيعَ النَّاسِ، بَارِكُوا اللهَ، الَّذِي يَصْنَعُ الْعَظَائِمَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيَزِيدُ أَيَّامَنَا مُنْذُ الرَّحِمِ، وَيُعَامِلُنَا عَلَى حَسَبِ رَحْمَتِهِ. 25 لِيَمْنَحْنَا سُرُورَ الْقَلْبِ، وَالسَّلاَمَ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِنَا، وَعَلَى مَدَى الدُّهُورِ، 26 مُقِرًّا عَلَيْنَا رَحْمَتَهُ، وَمُفْتَدِيًا لَنَا فِي أَيَّامِهِ. والآن باركوا إله الكلّ، الذي يصنع أمورًا عظيمة بكلّ نوعٍ، والذي يُمَجِّد أيامنا منذ ميلادنا، ويُعامِلنا حسب رحمته [22]. ليمنحنا فرح القلب، وليوجد السلام في أيامنا، في إسرائيل كما في أيام القِدَم [23] ليودعنا رحمته وليفتدينا في أيامنا! [24] "ليفتدينا" أو "يخلصنا": كان اليهود يترقّبون مجيء المسيّا المخلص! وقد تحقق هذا في حياة وآلام وصلب وقيامة ربنا يسوع المسيح (أف 1: 7-14؛ رو 8: 22-23). 27 أُمَّتَانِ مَقَتَتْهُمَا نَفْسِي، وَالثَّالِثَةُ لَيْسَتْ بِأُمَّةٍ: 28 السَّاكِنُونَ فِي جَبَلِ السَّامِرَةِ، وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ وَالشَّعْبُ الأَحْمَقُ السَّاكِنُ فِي شَكِيمَ. أُمَّتان تمقتهما نفسي، والثالثة ليست بأمّة: [25] الساكنون على جبل السامرة[14]، والفلسطينيون، والشعب الغبي الساكن في شكيم [26]. بنى السامريون هيكلًا كهيكل أورشليم على جبل جرزيم بالقرب من شكيم جنوب نابلس Nablus الحالية، وكان الهيكل لا زال قائمًا في أيام ابن سيراخ وإن كان قد دَمَّره اليهود عام 128 ق.م. السامريون الحاليون لا زالوا يحتفلون بعيد الفصح على جانب هيكلهم بجوار نابلس. أيضًا يدَّعي السامريون بأن السلسلة المنحدرة من هرون رئيس الكهنة قد تلفت، وأنهم وحدهم دون غيرهم يحتفظون بسلسلة منحدرة من هرون لم تنكسر وذلك خلال فينحاس؛ هذا ما كان يدفع ابن سيراخ إلى معاداة السامريين. 29 قَدْ رَسَمَ تَأْدِيبَ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ فِي هذَا الْكِتَابِ يَشُوعُ بْنُ سِيرَاخُ الأُورُشَلِيمِيُّ، الَّذِي أَفَاضَ الْحِكْمَةَ مِنْ قَلْبِهِ. 30 طُوبَى لِمَنْ يُوَاظِبُ عَلَى هذِهْ؛ فَإِنَّ الَّذِي يَجْعَلُهَا فِي قَلْبِهِ يَكُونُ حَكِيمًا، 31 وَإِذَا عَمِلَ بِهَا، يَقْدِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ نُورَ الرَّبِّ دَلِيلُهُ. أضافها الحفيد المُترجِم للسفر. يشوع بن سيراخ بن اليعازار الأورشليمي، الذي أمطر الحكمة من قلبه[15] في هذا السفر كتبتُ تعليمًا في الفهم والمعرفة [27]. يُوَقِّع ابن سيراخ على كلماته، ويُشَجِّع على حفظها واتباعها، فقد وهبها الله له وليست من حكمته الخاصة أو عمل بشري مُجَرَّد أو نقل عن الحكماء الذين حوله في العالم القديم مثل حمورابى وأخيكار وأخناتون وغيرهم، وهو بالتالي فاض بها على بني شعبه ولم يبخل بشيءٍ. طوبى لمن يُرشِد نفسه بها، فإن الذي يجعلها في قلبه يكون حكيمًا [28]. وإذا عمل بها، ينمو بقوة في كل شيءٍ، لأن نور الربّ طريقه [29]. يتبقَّى الآن أن يعملوا بها، ليس فقط يتناقلونها في مجالسهم وولائمهم وكتاباتهم، وألاّ يستخفّوا بها كذلك، فإن من يعمل بها يُحَقِّق آماله ويقدر على كل شيءٍ، لأن الرب سيصير له نورًا من خلال أقوال الحكمة الصادرة عن الشريعة أيضًا "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" (مز 119: 105). لتُشرِق ببهائك على كنيستك! v هب لنا يا رئيس الكهنة السماوي أن نتمتَّع بروحك القدوس، ويحوط حول نفوسنا كسور نارٍ يحمينا من سهام العدو. ويُفَجِّر في داخلنا ينابيع مياه حيَّة. v تُقِيم من نفوسنا المظلمة كواكب منيرة، وتثبت في داخلنا عهدك، فتملأنا بسلامك. تقبل صلواتنا رائحة بخور زكية. وتغرس فينا صليبك كشجرة زيتون دائمة الخضرة. v هب لنا برّك لباسًا نستتر فيه. نخضع لك، ونسجد متهللين مع الطغمات السماوية. باعتزاز تضرب الأبواق في داخلنا بكلمتك واهبة الحياة. حوِّل حياتنا إلى تسبحة لا تنقطع، نعزفها كل أيام غربتنا. v أنت فادينا العجيب. بحروبه مهما اشتدَّت نتمتَّع بإكليل النُصرة. أنت هو سندنا وخلاصنا ومجدنا وإكليلنا. |
||||
25 - 02 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 152048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† بأسم يسوع ستنفتح كل الابواب المغلقة وتتحطم كل الصعوبات وتفرج كل الهموم وتزال كل الاوجاع ، وبأسمه القدوس الحي سيعود الفرح والسلام لكل النفوس المنكسرة والمتعطشة للحب والامان ، فلا تفقدوا الامل و أطلبوا بأسم الرب بثقة واصرار وستلمسون معجزاته العظيمة في حياتكم . |
||||
25 - 02 - 2024, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 152049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ميلاتيوس المعترف بطريرك انطاكية |
||||
25 - 02 - 2024, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 152050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلصهم من خطاياهم التي تكبلهم |
||||