![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 151941 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إعلان يسوع الواضح عن لاهوته، أوصى تلاميذه ألا يتحدثوا عن هذا الأمر مع الجموع، لئلا يثيروا حسد الفرّيسيّين والرؤساء الدينيين، فيعطلوا إيمان الشعب به. وبعد إتمام الفداء على الصليب، وإعلان قيامته، يثبّت هذا الحديث إيمانهم. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151942 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() † إيمانك بالمسيح يجعلك لا تنزعج من تقلبات العالم، بل تفرح بعشرته، وتستعد للوجود الدائم معه في ملكوته السماوي، ويدفعك أيضًا إلى خدمته لجذب النفوس البعيدة حتى تدخل ملكوته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151943 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. "الشيوخ": رؤساء اليهود، أعضاء مجمعهم الأعلى وهو السنهدريم (مت 5: 21-22). "رؤساء الكهنة":رئيس الكهنة الحالي، والرؤساء القدامى، ورؤساء فرق الكهنة. "الكتبة": ناسخى الناموس ومعلميه. بعدما أعلن المسيح لاهوته لتلاميذه، وتأسيس كنيسته التي تثبت إلى الأبد، كان ضروريا أن يعلن ثمن إقامة هذه الكنيسة، أي سفك دمه على الصليب. فأوضح لتلاميذه ضرورة الآلام التي يتقبلها من شيوخ الكهنة، والتي تؤدى في النهاية إلى موته ليفدى البشرية؛ ولكنه يقوم بعد ذلك في اليوم الثالث. فبعدما عرفوا لاهوته، يمكنهم فهم قيامته، ولا ينزعجوا من آلامه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151944 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 22 فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». "أخذه": ظن بطرس أن كلمات المسيح عن آلامه، نوع من الانفعال نتيجة كثرة مقاومة اليهود له، فحاول أن يمنع المسيح من التحدث بهذا الكلام، لئلا يؤثر على باقي التلاميذ بالحزن واليأس. "ينتهره":يحاول منعه من الاستمرار في هذه الأحاديث. "حاشاك":كان بطرس مؤمنا بلاهوته، ولم يفهم هو وباقي التلاميذ فكرة الفداء، ورأى أن الآلام تتعارض مع قوته. "يا شيطان": لأن تفكيره شيطانى، إذ يفكر في المملكة الأرضية، وليس المُلك السماوي. "معثرة": تحاول يا بطرس تعطيل فداء البشرية. "بما للناس":أي المُلك الأرضى، وليس فكر الله وهو فداء البشرية. تأثر التلاميذ لما سيعانيه المسيح، لأنه هدم فكرة الملكوت الأرضى، التي اعتقدوا بها مع باقي اليهود، واندفع بطرس ليمنع المسيح من تسليم نفسه للكهنة بذهابه إلى أورشليم. أما المسيح، فانتهر بطرس لأنه يعطل فداء البشرية، وذلك لتمسكه بالمُلك الأرضى، ومكانته في هذا الملكوت، متناسيا الأهم وهو ملكوت السماوات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151945 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أعلن المسيح شَرْطَىِّ تبعيته ليصير الإنسان عضوا في هذه الكنيسة، وهما: (1) إنكار النفس، أي الاتضاع. (2) حمل الصليب، أي احتمال الآلام لأجل التمسك بالإيمان ووصايا الله. وإذ بدا الطريق صعبا، أوضح المسيح أن تخليص النفس من خطايا العالم يلزم إهلاكها، بمعنى رفض وقتل كل شهوة رديّة في النفس، ومن يُهلك نفسه، أي يحمل الصليب لأجل المسيح، ينقذها من الضياع في شرور العالم، ويجد لها مكانا في الملكوت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151946 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع كل شىء، لأن هذه النفس ليس ما يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهي أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شيء في الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات مادية مؤقتة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151947 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "ابن الإنسان": لا يستحى المسيح أن يدعو اسمه في السماء ابن الإنسان، فكما شاركنا في الضعف بالجسد على الأرض، يشركنا معه في المجد السماوي، ويظل بيننا كبكر بين إخوة كثيرين. ينبههم المسيح هنا ليوم الدينونة، حين يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، ويحاسب كل إنسان على إيمانه، ومحبته له، وكل أعماله. فهو بهذا يُطَمْئن أتباعه أن ما يعانونه على الأرض، سيأخذون مكافأته يوم الدينونة. وعلى العكس، الأشرار الذين تلذذوا بالخطية، سيعاقَبون في ذلك اليوم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151948 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() † لا تنبهر بشهوات العالم الزائلة، أو تنشغل بهمومه واحتياجات الجسد. ولا تكن مقاييسك مادية مثل باقي الناس، بل اطلب خلاص نفسك بنمو علاقتك مع الله وخدمة الآخرين، مفضلا عمل الرحمة عن راحتك، وتقبّل بفرح كل الآلام التي يسمح بها الله لك، مدربا نفسك كل يوم على ضبط شهواتك واستخدام كل شيء بمقدار، حتى تنطلق مشاعرك بالحب نحو الله، وتُعد نفسك للأبدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151949 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجلي | دفع الضرائب (1) التجلي (ع 1-9): 1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. 7 فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». 8 فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. 9 وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ». ع1: بعد ستة أيام من إنبائهم بخبر آلامه وموته، صعد المسيح مع ثلاثة من تلاميذه المقربين إليه، الذين انتخبهم لاصطحابه أثناء إقامة ابنة يَايْرُسَ، وللدخول معه إلى أعماق بستان جَثْسَيْمَانِي قبل القبض عليه، وذلك لاستعدادهم الروحي أن يفهموا أمورا عالية أكثر من الباقين، فهو يريد أن يظهر كل شيء للكل، ولكن ليس الكل يريدون أن يفهموا، فهؤلاء محبتهم أكبر له. "ستة":يرمز هذا العدد إلى كمال العمل الإنساني، ولكنه أقل من عدد سبعة، أي كمال العمل الإلهي بالروح القدس. فعندما يكمل الإنسان ما يستطيعه من جهاد، تعلن نعمة الله له المعونة الإلهية. فقد كان التجلي لمساندة التلاميذ، حتى لا يتعبوا ويتشككوا عندما يرون صلبه وموته. وقد أخذ الثلاثة، لأنه على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة، وهم يمثلون البشرية كلها، مثل أولاد نوح الثلاثة. ارتفع بهم على جبل عالٍ، إذ يلزم الارتفاع عن الفكر الأرضى المحدود، بالتعب، للصعود إلى السمائيات، حتى يعلن الله نفسه لنا. ع2: أظهر المسيح بعضا من بهاء لاهوته، قدر ما يحتمل تلاميذه الثلاث، فأعظم نور يعرفونه هو الشمس، وهكذا صار وجهه، فهو شمس البر الذي يضىء حياتنا. أما ثيابه، فصارت ناصعة البياض كالنور، والثياب هي الملتصقة بالجسد، فترمز للكنيسة التي تستنير بالمسيح. ع3: ظهر موسى الذي يمثل الناموس، وإيليا الذي يمثل الأنبياء، لأن في المسيح يكمل الناموس، ونبوات الأنبياء، وليؤكد أنه يكمل الناموس ويثبّت كل تعاليم الأنبياء. وموسى مات ثم ظهر بجسم روحانى، أما إيليا فقد صعد بجسده وجاء ليظهر في هذا التجلي. فالمسيح هو إله الأحياء والأموات، لأن الذين ماتوا أرواحهم محفوظة عنده. تكلم موسى وإيليا عن الفداء الذي كان مزمعا أن يكمله في أورشليم (لو 9: 31)، إذ هو هدف الناموس والأنبياء، أي خلاص العالم، وغالبًا قد عرف التلاميذ شخصيتى موسى وإيليا من مناداة المسيح لهما وحديثه معهما. ويظهر من التجلي ما يلى: (1) أن الذين رقدوا مثل موسى ما زالوا أحياء عند الله. (2) أن الأرواح في السماء يعرفون بعضهم. (3) أن القديسين في السماء مهتمبن بخلاصنا. ع4: فرح التلاميذ جدًا بهذا المنظر الإلهي، وتمتعوا برؤية موسى وإيليا، فتمنوا ألا ينتهى هذا المنظر. ومن فرح بطرس وإعجابه بعظمة هذا التجلي، اندفع كعادته، فعبّر عن مشاعر التلاميذ بعرضه على المسيح صنع ثلاث مظال، ليستقروا فترة أطول في هذا المكان؛ ولم يكن يفهم أن هؤلاء الروحانيين لا يحتاجون إلى مظال لتحميهم. ع5: أثناء انبهار بطرس وتعلقه بمنظر التجلي، رأى المسيح أنهم لن يحتملوا رؤية لاهوته أكثر من هذا، فأتت سحابة منيرة، ترمز لحلول الله النورانى، واختفى داخلها المسيح وموسى وإيليا والثلاثة تلاميذ. وفي هذا المنظر المخوف داخل السحابة، سمعوا صوتا من السماء يعلن أن المسيح هو الابن الحبيب، وله ينبغي أن يخضع ويسمع كل البشر؛ فالآب يشهد أن المسيح هو ابن الله، الابن الوحيد الجنس. ع6: خاف التلاميذ جدًا عندما دخلوا في السحابة ولم يعودوا ينظرون شيئا، لا المسيح ولا موسى وإيليا، ولا أيضًا كل واحد منهم رفيقيه. وأمام رهبة صوت الآب من السماء، سقطوا على الأرض لضعفهم كبشر، ولكن المسيح الفادي قادر أن يقيمهم من الأرضيات إلى السمائيات. ع7-8: لمس المسيح تلاميذه، فسندهم وشجعهم، وقاموا ليجدوا منظر التجلي قد انتهى، ويسوع، الذي تعودوا شكله، يقف منفردا بهيئته البشرية العادية معهم. وبهذا، يؤكد الكتاب المقدس أن الحاجة إلى واحد، وهي النظر إلى المسيح إلهنا ومخلّصنا. ع9: أوصاهم المسيح ألا يخبروا باقي التلاميذ أو الجموع بمنظر التجلي إلا بعد قيامته من الأموات، وذلك لأن السامعين لن يصدقوا، وسيثير ذلك الكتبة والفرّيسيّين ضدهم، إذ يظهروا أمامهم كاذبين، مُدَّعين أمورا غير حقيقية في نظرهم. وإن صدّق البعض كلامهم، قد يقودهم هذا إلى تثبيت فكرة المُلك الأرضى الذي يتمنونه، فيبتعدون عن المُلك الروحي السماوي الذي يقصده المسيح. ولكن، بعد القيامة، يكون منظر التجلي مؤيِّدا للاهوته، ثم يتأكدوا من ذلك أكثر بعد حلول الروح القدس عليهم، أي بمعونة الله. * المسيح مستعد أن يتجلى أمامك إن كنت ترغب في ذلك، بل هو يتجلى فعلا، ولكنك قد لا تلاحظه لأجل كثرة انشغالاتك المادية، فهو يحدثك من خلال الكتاب المقدس وإرشادات الكنيسة، بل من خلال أحداث الحياة وتعليقات المحيطين بك، وبطرق متنوعة يدعوك للتوبة ومعرفته والحياة معه. وكلما أصغيت باهتمام، يزيد ظهوره لك بطرق بسيطة واضحة، فتتمتّع بعشرته دائما. 10 وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟» 11 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12 وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13 حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. ع10: فيما كان التلاميذ الثلاثة نازلين من على الجبل مع المسيح، وكان هذا مع الفجر، إذ أن التجلي قد حدث غالبًا ليلا، لأن لوقا الإنجيلى يذكر أيضًا أنهم عندما نزلوا من الجبل في اليوم التالي، أي بعد انقضاء الليل (لو 9: 28-37)، سألوا المسيح عما يقوله الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي ثانية على الأرض، فهل تم هذا بتجلى المسيح على الجبل، أم أنه مجيء آخر، لأن إيليا لم يمت، بل صعد حيا إلى السماء؟ وقد ذُكر مجيء إيليا الثاني في نبوة ملاخي (ملا 4: 5). ع11: أكد المسيح أن إيليا سيأتي ثانية ليدعو الناس إلى التوبة، وسيحدث هذا قبل يوم الدينونة مباشرة، وسط هياج الشر، ليعيد الناس إلى الإيمان، في آخر فرصة متاحة للبشرية قبل الدينونة. ع12-13: أشار المسيح هنا إلى مجيء إيليا الروحي، حيث أتى يوحنا المعمدان بنفس طباع إيليا، أي التجرد من الماديات، والقوة في إعلان الحق. وقد تألم المعمدان من مقاومة الكتبة والفرّيسيّين له، مثلما يفعلون بالمسيح ابن الإنسان، ولم يعرف اليهود أن يوحنا قد أتى بروح إيليا، أي بنفس طباعه. "عملوا به كل ما أرادوا":أي قاوموه وسُرُّوا بقتله، فمع أن القاتل هو هيرودس، ولكن لولا مقاومة رؤساء الكهنة له، لما استطاع أن يقتله لأنه كان يخاف من الشعب. "فهم التلاميذ": لم يفهم التلاميذ إلا عندما شرح لهم تفاصيل إعداد يوحنا الطريق له، فعلموا أن الكلام عن يوحنا الذي أتى بروح إيليا. * الله ينبهنا للتوبة بطرق كثيرة مهما كان شرنا، فليتنا نتجاوب مع نداءاته سريعا، فهو أب حنون سيسندنا ويعطينا القوة لرفض إغراءات الخطية. (3) إخراج الشيطان الذي عجز التلاميذ عن إخراجه (ع 14-21): 14 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ 15 وَقَائِلًا: «يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. 16 وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا!» 18 فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19 ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21 وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». ع14-16: بعد ظهور لاهوت المسيح في التجلي، يظهر ضعف الشيطان أمامه، إذ تقدم إليه رجل وسجد له، طالبا منه شفاء ابنه الذي به شيطان يلقيه على الأرض فاقدا الوعي، وأحيانا يلقيه في النار أو الماء ليقتله، فينقذونه بصعوبة. وهذا يمثل الإنسان الشرير الخاضع لإبليس، فيفقد سلامه واتزانه، ويحاول إبليس إهلاكه بإلقائه في الشهوات المختلفة. وقد أضاف الرجل أن تلاميذ المسيح عجزوا عن إخراجه، مع أنهم أخرجوا شياطين آخرين عندما أرسلهم للتبشير في اليهودية. ع17-18: وبخ المسيح ضعف إيمان تلاميذه، والرجل الذي بابنه شيطان، وهو يمثل الجمع كله، ووبخ أيضًا التواءهم، أي شكهم في قدرة الله، وانشغالهم في الشهوات العالمية، لأن الكتبة انتهزوا فرصة عجز التلاميذ عن إخراج الشيطان، وأخذوا يحاورونهم، مظهرين عجزهم، ومشككين في مكانة معلمهم يسوع. ووبخ ضعفهم، لأنه فارقهم قليلا، فظهر ضعف إيمانهم. وكان هذا مفيدا للتلاميذ وللجمع، حتى يعرفوا أن مصدر قوتهم هو المسيح، فيلتجئوا إليه دائما، ويستطيعوا عمل كل شيء. ثم انتهر الشيطان، فخرج من الغلام الذي عاد صحيحا. ع19-20: "حبة خردل": أصغر البذور حجما، وهي ترمز للإيمان الصغير جدًا. بعد انصراف الجموع، سأل التلاميذ المسيح عن سبب عجزهم عن إخراج هذا الشيطان، فأكد لهم أن السبب هو عدم إيمانهم، وأظهر أن قوة الإيمان مهما كانت صغيرة، تستطيع نقل الجبل؛ وقد تم هذا فعلا في نقل جبل المقطم بالقاهرة عام 970 م في عهد الأنبا ابرآم ابن زرعة السريانى (البابا 62). والمقصود ليس فقط الجبل العادي، بل بالأكثر الخطايا والشهوات الرديئة، وهي الأصعب من الجبال العادية. ع21: أعلن المسيح أنه للتغلب على الشيطان، نحتاج للإيمان الذي يظهر في صلوات عميقة، وللصوم لأنه تجرد من الشهوات العالمية التي يستخدمها إبليس في إغرائنا. وبالتالي، نُفْقِدَهُ قوته ونقهره بقوة الله؛ بالإضافة إلى أن الصوم يظهر محبتنا لله أكثر من الطعام والماديات. * إن كان الله يسمح بظهور عجزك أحيانا، فهذا لكيما تفحص نفسك وتلتجئ إليه، فتنال قوة أكبر وتتقدم في حياتك الروحية، فلا تتضايق من الضعفات والسقطات، بل قم سريعا، واثقا أنك ابن الله المحبوب القادر بقوته أن تقهر كل قوة الشيطان. 22 وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ 23 فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا. "يُسَلَّمُ إلى أيدي الناس": وذلك بيد يهوذا الإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة، ثم تسليمهم إياه إلى بيلاطس. أثناء تبشير المسيح في مدن الجليل وقراها، نبّه تلاميذه ثانية إلى ضرورة القبض عليه، وآلامه وموته ثم قيامته، حتى لا ينزعجوا عندما يحدث ذلك. وقد كان ذلك أسهل بعد تجليه وظهور لاهوته. ولكنهم حزنوا، لمحبتهم له، ولضعفهم في مواجهة العالم بدونه، إذ لم يكونوا يفهمون بعد قوة عمل الروح القدس، ولم يستوعبوا معنى القيامة، وغطاهم الحزن لأن تصورهم ما زال مرتبطا بالمُلك الأرضى، وبقوة المسيح المادية وليست الروحية. * اُطلب من الله أن يوضّح لك الطريق التي تسلك فيها، واستمع لتعاليم الكنيسة، وأطع أب اعترافك، فتخرج عن أفكارك الخاصة وتفهم مشيئته، وتنمو كل يوم في معرفته. (5) ضريبة الدرهمين (ع 24-27): 24 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25 قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27 وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلًا خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ». ع24: كان كهنة اليهود يأخذون درهمين كل سنة من كل شخص يهودي لأجل احتياجات الهيكل، والدرهم وقتذاك كان عملة قيمتها صغيرة. وقد أتى جامعو الضرائب إلى اليهودية، وسألوا بطرس عن إيفاء المسيح لهذه الضريبة، حتى إذا لم يوفها معتبرا نفسه نبيا، يجدوا علة عليه أنه ضد الهيكل ولا يهتم باحتياجاته، وإذا دفع الدرهمين، فهو شخص عادي وليس المسيا المنتظر، لأن المسيا في نظرهم يملك ملكا أرضيا. وهذه الضريبة ليست إجبارية من الدولة، بل دليلا على اهتمام اليهودي بخدمة الهيكل وعبادته. ع25-26: "بَلَى": أي نعم، وبالتالي الموافقة على دفع الضريبة. علم المسيح بالحديث الذي دار بين جامعى الضرائب وبطرس دون أن يسمعه، لأنه الله العالم بكل شيء. فبادر بسؤال بطرس عن جمع الضرائب هل يكون من البنين (اليهود)، أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب. حينئذ قال له يسوع: إذًا البنون أحرار من دفع الضرائب، أي المسيح هو ابن الله وصاحب الهيكل، فبالطبع لا يدفع الضريبة. "بنيهم":يقصد المسيا المنتظر والأنبياء، وهؤلاء لا تؤخذ منهم ضريبة لأنهم أصحاب الهيكل. "الأجانب":يقصد باقي اليهود غير الأنبياء. * اِخضع للنظام الموجود في المجتمع، حتى لو كان غير سليم في نظرك، احتراما لقوانينه، حيث أن قلبك منشغل بما هو أهم، أي الأبدية. ع27: لعدم إيمان كهنة اليهود بعد، قال لبطرس: لا نعثرهم، وسأدفع الضريبة. ووجّهه المسيح إلى العمل الذي يعرفه، وهو صيد السمك، فيلقى صنارة في البحر، والسمكة التي يصطادها أولا، يفتح فمهافيجد فيه إستارا، وهو عملة تساوى أربعة دراهم، فيدفع الضريبة عن المسيح وعن نفسه. وبهذا يظهر سلطان المسيح على الحيوانات، وعلمه بالغيب، أي بوجود إستار في فم السمكة، ثم يوجّهها لتخرج في الصنارة. كما تظهر محبته واهتمامه بتلميذه بطرس، فيدفع عنه الضريبة. ويظهر أيضًا فقر المسيح وغالبية تلاميذه، إذ ليس له أية أموال حتى ولو القليل منها. * ثق أن إلهك، ضابط الكل، قادر على كل شىء، ويسد احتياجاتك، فلا تنزعج من الذين يقاومونك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151950 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بعد ستة أيام من إنبائهم بخبر آلامه وموته، صعد المسيح مع ثلاثة من تلاميذه المقربين إليه، الذين انتخبهم لاصطحابه أثناء إقامة ابنة يَايْرُسَ، وللدخول معه إلى أعماق بستان جَثْسَيْمَانِي قبل القبض عليه، وذلك لاستعدادهم الروحي أن يفهموا أمورا عالية أكثر من الباقين، فهو يريد أن يظهر كل شيء للكل، ولكن ليس الكل يريدون أن يفهموا، فهؤلاء محبتهم أكبر له. "ستة":يرمز هذا العدد إلى كمال العمل الإنساني، ولكنه أقل من عدد سبعة، أي كمال العمل الإلهي بالروح القدس. فعندما يكمل الإنسان ما يستطيعه من جهاد، تعلن نعمة الله له المعونة الإلهية. فقد كان التجلي لمساندة التلاميذ، حتى لا يتعبوا ويتشككوا عندما يرون صلبه وموته. وقد أخذ الثلاثة، لأنه على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة، وهم يمثلون البشرية كلها، مثل أولاد نوح الثلاثة. ارتفع بهم على جبل عالٍ، إذ يلزم الارتفاع عن الفكر الأرضى المحدود، بالتعب، للصعود إلى السمائيات، حتى يعلن الله نفسه لنا. |
||||