24 - 02 - 2024, 12:50 PM | رقم المشاركة : ( 151921 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الإنسان إذ يرتكب الخطيَّة يفقد سيادته لنفسه الوبأ الذي يصيب النفس والجسد معًا يصيِّر الإنسان في حالة مرض، مستلقي على الفراش بلا قوَّة وعاجز عن العمل! أنه يحتاج إلى المخلِّص، طبيب النفس الحقيقي! قتل فتيانهم بالسيف أي تحطيم مواهب الإنسان (أولاده) وطاقاته. سادسًا: سبي خيّلهم فإن كان الخيل يُشير إلى القوَّة والجبروت، فإن الإنسان إذ يرتكب الخطيَّة يفقد سيادته لنفسه، ويصير مسبيًا بلا قوَّة ولا حرِّيَّة عمل! |
||||
24 - 02 - 2024, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 151922 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الإنسان إذ يرتكب الخطيَّة صعود نتن محالِّهم إلى أنوفهم... عِوض أن يحمل الإنسان رائحة المسيح الذكيَّة التي تُفرِّح قلب الآب وتبهج السمائيِّين، يفوح من الإنسان نتانة رائحة ذاته الداخليَّة، وكأنه ميِّت قد أنتن! أنه يحتاج أن يسمع صوت ربنا يسوع: "لعازر هلمَّ خارجًا" فيخرج الميِّت الذي أنتن من قبره يحمل رائحة حياة عِوض الموت! |
||||
24 - 02 - 2024, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 151923 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الإنسان إذ يرتكب الخطيَّة التحطيم بالزلازل والبراكين: "قلَبْتُ بعضكم كما قلب الله سدوم وعمورة، فصرتم كشعلة منتشلة من الحريق" [11]. قد هدَّد الكل بإلقاء البعض في النيران خلال الصواعق والبراكين وانتشل البعض ليتوبوا، فلم يرجعوا إليه... لقد صرنا في حاجة عِوض أن تحطِّمنا البراكين والصواعق بنيرانها المهلكة أن يدخل الرب إلينا، كما على سحابة خفيفة سريعة ليُحطِّم أوثاننا الداخليَّة، ويحرق شرورنا ويقيم في وسط قلبنا مذبحًا له، كما قال إشعياء النبي في حديثه عن الرب المُسْرِع على السحابة إلى أرض مصر (إش 19: 1). هذه هي التأديبات الإلهيَّة التي فضحت عمل الخطيَّة في القلب، بل في الإنسان بكلِّيته من جوع روحي، وجفاف، وإصابة بالحشرات المفسدة للثمار، والإصابة بأمراض روحيِّة، وتحطيم للمواهب (الفتيان)، وحرمان من الحرِّيَّة (سبي الخيل)، وصعود رائحة فساد ونتانة، وتحطيم بنيران الصواعق القاتلة! أما غاية هذه التأديبات فهو: "استعد للقاء إلهك يا إسرائيل" . |
||||
24 - 02 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 151924 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشراقة الخلاص: 12 «لِذلِكَ هكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هذَا، فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ». 13 فَإِنَّهُ هُوَذَا الَّذِي صَنَعَ الْجِبَالَ وَخَلَقَ الرِّيحَ وَأَخْبَرَ الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ، الَّذِي يَجْعَلُ الْفَجْرَ ظَلاَمًا، وَيَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ الأَرْضِ، يَهْوَهُ إِلهُ الْجُنُودِ اسْمُهُ. فضحت تأديبات الله حالنا الفاسد، وكأنها بمشرط الطبيب الذي فتح الجرح ليكشف عن النتانة التي اختفت في الجسم، والآن كيف يضمَّد الجرح، ويصلح من حالنا؟ أو كما قال: كيف يتحقَّق "استعد للقاء إلهك يا إسرائيل"؟ يُجيب: "فإنه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الريح (الروح) وأخبر الإنسان ما هو فكره (مسيحه)، الذي يجعل الفجر ظلامًا، ويمشي على مشارف الأرض، يهوه إله الجنود اسمه" [13]. يقول رب المجد: "وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولًا ويتشاور، هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفًا؟! (لو 14: 31)، فإن كان إسرائيل قد دخل في خصومة ضد الله فليعلم من هو الله، وما هي إمكانيَّاته وإلاَّ فيصطلح معه! هنا يُعلن النبي إن الله، هو صانع الجبال فإن كان الملوك يحتمون أثناء الحرب في الجبال الراسخة، فالله لا يحتمي فيها بل هو خالقها. وكما يقول المرتِّل: "يا رب إله الجنود، من مثلك قوي رب وحقك من حولك، أنت متسلِّط على كبرياء البحر، عند ارتفاع لججه أنت تُسكتها... لك السموات، لك أيضًا الأرض، المسكونة وملؤها أنت أسَّستها" (مز 89: 8-11). إن كانت الجيوش تجد خلاصها في الجبال، فالله هو مؤسِّس كل المسكونة. يقول: "خلق الريح" وفي الترجمة السبعينيّة "خلق الروح"، فخالق الريح الذي يهتم بأمره قائد الجيش قبل بدء المعركة هو الله نفسه. أنه يجعل الفجر (الصباح) ظلامًا، لأنه يُرسل سحابه الكثيف فيغطِّي الأرض ويحجب النور، وهو الذي يتمشَّى على مشارف الأرض أو قممها العالية... أنه يهوه الذي لا يدرَك ولا يعبَّر عنه! هذا هو إلهك الذي يُلزم أن تستعد للقائه يا إسرائيل، لا للخصومة وإنما للمصالحة! |
||||
24 - 02 - 2024, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 151925 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الذي يؤسِّس الرعد ويخلق الروح يُعلن للإنسان مسيحه". ويرى كثير من الآباء مثل القديس أغسطينوس إن هذا النص يحمل نبوَّة واضحة عن العصر المسياني، فإنه يستعد إسرائيل الجديد للقاء مع إلهه خلال إعلان الآب عن مسيحه للإنسان، فيقبله كسرّ مصالحة بين الآب والإنسان. وقد حاول بعض الهراطقة استخدام هذا النص للادِّعاء بأن الروح القدس مخلوق، إذ قيل "يخلق الروح". |
||||
24 - 02 - 2024, 01:08 PM | رقم المشاركة : ( 151926 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الذي يؤسِّس الرعد ويخلق الروح يُعلن للإنسان مسيحه". القديس غريغوريوس أسقف نيصص، إذ يقول: [يليق بنا أن ندرك أن النبي يتحدَّث عن خلقة روح آخر في تأسيسه للرعد، وليس خلقة الروح القدس. فإن اسم "الرعد قد أُعطيَ في اللغة السرِّيَّةللإنجيل. فالذين يتأسَّس فيهم الإيمان بالإنجيل دون اهتزاز يعبرون من الجسد إلى الروح كقول الرب: "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح" (يو 3: 6). إنه الله هو الذي يؤسِّس صوت الإنجيل، ويجعل الإنسان روحًا (روحيًا)، فمن يولد من الروح ويصير روحًا، بهذا يُعلن المسيح له كقول الرسول: "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاَّ بالروح القدس" (1 كو 12: 3).] |
||||
24 - 02 - 2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 151927 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(1) الفريسيون يطلبون آية (ع 1-4): 1 وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ. 2 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. 3 وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! 4 جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى. ع1: الفرّيسيّون مختلفون مع الصّدّوقيّين، ولكن خوفهم من المسيح، الذي انجذبت الجموع له وتركتهم، جعلهم يتفقون على تجربته لمحاولة إظهار ضعفه، وإبعاد الجموع عنه. فطلبوا منه أن يصنع لهم معجزة كبيرة، تظهر واضحة في الجو، أو نازلة من السماء، لتؤكد أنه المسيا المنتظر، مع أنه صنع معجزات كثيرة أمام الجموع. ولكنهم، بكبريائهم وغيرتهم، لم يؤمنوا به، وما زالوا يقاومونه. وظنوا أنه بطلبهم آية كبيرة من السماء، يُظهرون عجزه عن إتمامها، فتبتعد عنه الجموع. ع2-3: "المساء":ساعة المغرب. "السماء محمرة": عند الغروب وبدء اختفاء قرص الشمس، تعطى لونا أحمر في السماء، وكلما كان واضحا، كلما كان الجو صحوا لعدم وجود غيوم تغطى اللون الأحمر. "محمرة بعبوسة":اللون الأحمر عند الشروق، إذا كان غير واضح لظهور الغيوم، فمعنى ذلك أن اليوم شتاء، وقد تمطر. "وجه السماء":أي مظاهر الطقس التي تستنتج منها الأحوال الجوية. "علامات الأزمنة":وهى النبوات التي تتكلم عن المسيح، ثم ظهور يوحنا المعمدان السابق له، وكذلك معجزاته الكثيرة التي لم تظهر قبلا بهذه القوة في إسرائيل، فكلها تؤكد أنه المسيا المنتظر. لم يعطهم المسيح معجزة، لأنه لم يأت ليستعرض قوته أمام الناس، بل ليخلّصهم من الخطية. ورد على مجرّبيه بأن الله وهبهم العقل الذي يستطيعون به تمييز حالة الطقس، بوجود شمس مشرقة أو وجود غيم. فإن كانوا قادرين على تمييز حالة الجو، فلماذا لا يهتمون بالأَوْلَى أن يعرفوا النبوات المكتوبة عنه؟! فهذا هو عملهم الأساسى كقادة دينيين للمجتمع اليهودي، فيؤمنون به، ويقودون الجميع للإيمان. ع4: أوضح المسيح سبب عدم فهمهم، وهو شر قلوبهم وغيرتهم منه. وقد تعلقوا بأنانيتهم وتركوا الله، فصاروا - روحيا - زناة وفاسقين، أي عبدوا كبرياءهم دون الله. وبالتالي، دعاهم للتوبة، إذ قال لهم إنهم غير محتاجين أن يروا آية من السماء، بل ليتذكروا قصة يونان النبي وأهل نِينَوَى، فيتوبوا مثلهم، وحينئذ يسهل عليهم الإيمان به. وتركهم حزينا عليهم، حتى لا يضيع وقته في مناقشات بلا فائدة. † لا تنشغل كثيرًا بطلبات مادية من الله، واعلم أن احتياجك الأول هو التوبة فتصير نقيا، وثق أنك إذا اهتممت فقط بالتوبة، فالله سيدبر كل احتياجاتك المادية. (2) خمير الفريسيين (ع 5-12): 5 وَلَمَّا جَاءَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعَبْرِ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزًا. 6 وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ». 7 فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزًا». 8 فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟ 9 أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ؟ 10 وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَلًا أَخَذْتُمْ؟ 11 كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟» 12 حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ. ع5: عبر التلاميذ بالسفينة من مجدل، على الشاطئ الغربي لبحر الجليل، إلى الشاطئ الشرقى. ومن انهماكهم في الخدمة، نَسَوْا احتياجاتهم المادية، أي أخذ طعام للطريق. † الخادم أو الإنسان الروحي ينسى بعض احتياجاته المادية أثناء انشغاله بالله، ولكن الله يدبرها له. ع6-7: حذر المسيح تلاميذه على انفراد بعيدًا عن الجموع، من خمير الفرّيسيّين، ويقصد بذلك رياءهم، إذ يعلّمون تعاليم دينية مدققة، ولكن لأجل إظهار كرامتهم أمام الناس، وليس حبا في الله. والخمير يشبه الرياء، لأنه يسرى داخليا في العجين، دون أن يشعر به أحد، كمكر المرائى الذي يتظاهر بالتقوى، وقلبه بعيدا عن محبة الله. ولكن التلاميذ ظنوا أنه يتكلم عن خمير الخبز المادي، أي ينبههم لنسيانهم أن يأخذوا طعاما للطريق. ع8-11: كشف كلام المسيح خطية في قلوب التلاميذ، وهي انشغالهم بالاحتياجات المادية، إذ ارتبكوا لأنهم نسوا الطعام اللازم للطريق. فوبخهم المسيح، مذكرا إياهم بمعجزاته بإشباع الجموع بالخمس خبزات أو السبعة أرغفة، وكيف شبعوا وفاض عنهم اثنتا عشر قفة أو سبع سلال. فكان ينبغي أن يتكلوا عليه، واثقين من قدرته على تدبير احتياجاتهم المادية، ويركزوا فقط في الخدمة. ع12: فهم التلاميذ حينئذ قصد المسيح، أنه يحذرهم من تعاليم الفرّيسيّين المملوءة رياءً، أي يدعوهم إلى بساطة القلب ومحبة الله والجميع. † لا تفرح بقدرتك على التظاهر بما ليس داخلك حتى تصل إلى أغراضك، فهذا يجعلك تنقسم على نفسك، والناس مع الوقت لا يثقون فيك، ولكن طبّق في حياتك ما تؤمن به، وإن كان داخلك شر، تُب عنه فتخلص من الرياء. (3) الإيمان بالمسيح (ع 13-20): 13 وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلًا: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14 فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15 قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16 فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». 17 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18 وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19 وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ». 20 حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. ع13-14: أراد المسيح أن يوجه تلاميذه إلى معرفته والإيمان بلاهوته، فسألهم ما هو إيمان الناس من جهته؟ رد التلاميذ بأن هناك آراء كثيرة، فالبعض مثل هيرودس يظن أنه يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، والبعض يقول إنه إيليا الذي صعد إلى السماء بجسده قد عاد إلى الأرض، فقد كان اليهود ينتظرون مجيء إيليا قبل مجيء المسيا، استنادا إلى نبوة ملاخي (ملا 4: 5-6)، وآخرون يظنون أنه إرميا النبي، والبعض قال إنه أحد الأنبياء القدامى وقد قام، وذلك لتشابه بشارته مع بشارة الأنبياء الذين دعوا الناس للتوبة استعدادا للأبدية، ولكنهم لم يستطيعوا أن يفهموا شيئًا عن لاهوته. ع15-16: ثم انتقل المسيح إلى السؤال المهم، وهو إيمان تلاميذه من نحوه، فرد بطرس نيابة عن التلاميذ، معلنا أنهم يؤمنون به أنه المسيا المنتظر ابن الله، أي الله المتجسد. ع17: "لحما ودما":أي إنسان. "أبى الذي في السماوات":بروح الله، فهو إعلان من السماء بقوة الله، لأن الإيمان بالمسيح المتجسد يعلو عن العقل والمنطق البشرى. مدح المسيح إيمان بطرس الذي أعلنه، وواضح أن ذلك بنعمة الله، وليس من منطق بشرى، لأن سر التجسد يفوق العقل؛ فكيف يتنازل الله بحبه واتضاعه ليتحد ببشريتنا؟! ع18:أكد المسيح أهمية هذا الإيمان المعلَن، إذ على صخرة الإيمان تُبْنَى الكنيسة، فأساس عضوية أي إنسان بالكنيسة، هو إيمانه بأن المسيح هو الله. وأعلن أنه لا سلطان لإبليس والجحيم على الكنيسة، إذ ينتقل أولادها، المؤمنون، بعد هذه الحياة إلى فردوس النعيم وملكوت السماوات. ولم يقل له أنت صخرة، بل قال: "أنت بطرس"، ليوضح أن الصخرة هي صخرة الإيمان التي تُبْنَى عليها الكنيسة، وليس بطرس. ع19: "مفاتيح": شبه الكنيسة بكنز مغلق عليه، وأعطى المفاتيح للرسل وخلفائهم من الأساقفة والكهنة، ليعطوا من الله حِلا بالغفران لمن يتوب، أو ربطا ومنعا عن الأسرار المقدسة لمن يرفض التوبة. "ملكوت السماوات":أي الكنيسة، حيث يملك الله على قلوب أولاده المؤمنين، وتمتد هذه الكنيسة إلى الأبد. إذ قد تحدث المسيح عن الكنيسة التي يعمل فيها الروح القدس، أعلن سر الاعتراف الذي فيه يعطى السلطان للرسل، وهو سلطان الحل والربط. فكل من يصر على خطاياه يربطون خطاياه عليه، فلا يستحق التناول من الأسرار المقدسة، وكل من يتوب ويعترف بها، يحلونه منها ويناولونه الأسرار. أعطى المسيح هذا السلطان لبطرس ممثلا لكهنوت العهد الجديد، أي لكل التلاميذ وخلفائهم من الأساقفة والكهنة، وسيكرر نفس السلطان مرة أخرى في (ص 18: 18). وهذا أول إعلان واضح عن تأسيس سر التوبة والاعتراف، أحد أسرار الكنيسة السبعة، وأعلنه مبكرا لأهميته، إذ أن التوبة مدخل للحياة الروحية كلها. ع20: بعد إعلانه الواضح عن لاهوته، أوصى تلاميذه ألا يتحدثوا عن هذا الأمر مع الجموع، لئلا يثيروا حسد الفرّيسيّين والرؤساء الدينيين، فيعطلوا إيمان الشعب به. وبعد إتمام الفداء على الصليب، وإعلان قيامته، يثبّت هذا الحديث إيمانهم. † إيمانك بالمسيح يجعلك لا تنزعج من تقلبات العالم، بل تفرح بعشرته، وتستعد للوجود الدائم معه في ملكوته السماوي، ويدفعك أيضًا إلى خدمته لجذب النفوس البعيدة حتى تدخل ملكوته. (4) ضرورة حمل الصليب (ع 21-28): 21 مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22 فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». 24 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، 25 فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 26 لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 27 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. 28 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ». ع21:"الشيوخ": رؤساء اليهود، أعضاء مجمعهم الأعلى وهو السنهدريم (مت 5: 21-22). "رؤساء الكهنة":رئيس الكهنة الحالي، والرؤساء القدامى، ورؤساء فرق الكهنة. "الكتبة": ناسخى الناموس ومعلميه. بعدما أعلن المسيح لاهوته لتلاميذه، وتأسيس كنيسته التي تثبت إلى الأبد، كان ضروريا أن يعلن ثمن إقامة هذه الكنيسة، أي سفك دمه على الصليب. فأوضح لتلاميذه ضرورة الآلام التي يتقبلها من شيوخ الكهنة، والتي تؤدى في النهاية إلى موته ليفدى البشرية؛ ولكنه يقوم بعد ذلك في اليوم الثالث. فبعدما عرفوا لاهوته، يمكنهم فهم قيامته، ولا ينزعجوا من آلامه. ع22-23: "أخذه": ظن بطرس أن كلمات المسيح عن آلامه، نوع من الانفعال نتيجة كثرة مقاومة اليهود له، فحاول أن يمنع المسيح من التحدث بهذا الكلام، لئلا يؤثر على باقي التلاميذ بالحزن واليأس. "ينتهره":يحاول منعه من الاستمرار في هذه الأحاديث. "حاشاك":كان بطرس مؤمنا بلاهوته، ولم يفهم هو وباقي التلاميذ فكرة الفداء، ورأى أن الآلام تتعارض مع قوته. "يا شيطان": لأن تفكيره شيطانى، إذ يفكر في المملكة الأرضية، وليس المُلك السماوي. "معثرة": تحاول يا بطرس تعطيل فداء البشرية. "بما للناس":أي المُلك الأرضى، وليس فكر الله وهو فداء البشرية. تأثر التلاميذ لما سيعانيه المسيح، لأنه هدم فكرة الملكوت الأرضى، التي اعتقدوا بها مع باقي اليهود، واندفع بطرس ليمنع المسيح من تسليم نفسه للكهنة بذهابه إلى أورشليم. أما المسيح، فانتهر بطرس لأنه يعطل فداء البشرية، وذلك لتمسكه بالمُلك الأرضى، ومكانته في هذا الملكوت، متناسيا الأهم وهو ملكوت السماوات. ع24-25: أعلن المسيح شَرْطَىِّ تبعيته ليصير الإنسان عضوا في هذه الكنيسة، وهما: (1) إنكار النفس، أي الاتضاع. (2) حمل الصليب، أي احتمال الآلام لأجل التمسك بالإيمان ووصايا الله. وإذ بدا الطريق صعبا، أوضح المسيح أن تخليص النفس من خطايا العالم يلزم إهلاكها، بمعنى رفض وقتل كل شهوة رديّة في النفس، ومن يُهلك نفسه، أي يحمل الصليب لأجل المسيح، ينقذها من الضياع في شرور العالم، ويجد لها مكانا في الملكوت. ع26:من الناحية الأخرى، لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع كل شىء، لأن هذه النفس ليس ما يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهي أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شيء في الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات مادية مؤقتة. ع27: "ابن الإنسان": لا يستحى المسيح أن يدعو اسمه في السماء ابن الإنسان، فكما شاركنا في الضعف بالجسد على الأرض، يشركنا معه في المجد السماوي، ويظل بيننا كبكر بين إخوة كثيرين. ينبههم المسيح هنا ليوم الدينونة، حين يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، ويحاسب كل إنسان على إيمانه، ومحبته له، وكل أعماله. فهو بهذا يُطَمْئن أتباعه أن ما يعانونه على الأرض، سيأخذون مكافأته يوم الدينونة. وعلى العكس، الأشرار الذين تلذذوا بالخطية، سيعاقَبون في ذلك اليوم. ع28:مجيء ابن الإنسان في ملكوته، قد يُقصَد به تجليه على الجبل أمام تلاميذه الثلاث: بطرس ويعقوب ويوحنا. وقد يكون المقصود انتشار الإيمان بالمسيح ومُلكه على القلوب في بلاد العالم المختلفة، وهذا قد عاينه كثير من التلاميذ الذين عاشوا مدة طويلة، مثل يوحنا الحبيب الذي عاش إلى قرب نهاية القرن الأول. † لا تنبهر بشهوات العالم الزائلة، أو تنشغل بهمومه واحتياجات الجسد. ولا تكن مقاييسك مادية مثل باقي الناس، بل اطلب خلاص نفسك بنمو علاقتك مع الله وخدمة الآخرين، مفضلا عمل الرحمة عن راحتك، وتقبّل بفرح كل الآلام التي يسمح بها الله لك، مدربا نفسك كل يوم على ضبط شهواتك واستخدام كل شيء بمقدار، حتى تنطلق مشاعرك بالحب نحو الله، وتُعد نفسك للأبدية. |
||||
24 - 02 - 2024, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 151928 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرّيسيّون مختلفون مع الصّدّوقيّين، ولكن خوفهم من المسيح، الذي انجذبت الجموع له وتركتهم، جعلهم يتفقون على تجربته لمحاولة إظهار ضعفه، وإبعاد الجموع عنه. فطلبوا منه أن يصنع لهم معجزة كبيرة، تظهر واضحة في الجو، أو نازلة من السماء، لتؤكد أنه المسيا المنتظر، مع أنه صنع معجزات كثيرة أمام الجموع. ولكنهم، بكبريائهم وغيرتهم، لم يؤمنوا به، وما زالوا يقاومونه. وظنوا أنه بطلبهم آية كبيرة من السماء، يُظهرون عجزه عن إتمامها، فتبتعد عنه الجموع. |
||||
24 - 02 - 2024, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 151929 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"علامات الأزمنة":وهى النبوات التي تتكلم عن المسيح، ثم ظهور يوحنا المعمدان السابق له، وكذلك معجزاته الكثيرة التي لم تظهر قبلا بهذه القوة في إسرائيل، فكلها تؤكد أنه المسيا المنتظر. لم يعطهم المسيح معجزة، لأنه لم يأت ليستعرض قوته أمام الناس، بل ليخلّصهم من الخطية. ورد على مجرّبيه بأن الله وهبهم العقل الذي يستطيعون به تمييز حالة الطقس، بوجود شمس مشرقة أو وجود غيم. فإن كانوا قادرين على تمييز حالة الجو، فلماذا لا يهتمون بالأَوْلَى أن يعرفوا النبوات المكتوبة عنه؟! فهذا هو عملهم الأساسى كقادة دينيين للمجتمع اليهودي، فيؤمنون به، ويقودون الجميع للإيمان. |
||||
24 - 02 - 2024, 01:44 PM | رقم المشاركة : ( 151930 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يعطهم المسيح معجزة سبب عدم فهمهم، وهو شر قلوبهم وغيرتهم منه. وقد تعلقوا بأنانيتهم وتركوا الله، فصاروا - روحيا - زناة وفاسقين، أي عبدوا كبرياءهم دون الله. وبالتالي، دعاهم للتوبة، إذ قال لهم إنهم غير محتاجين أن يروا آية من السماء، بل ليتذكروا قصة يونان النبي وأهل نِينَوَى، فيتوبوا مثلهم، وحينئذ يسهل عليهم الإيمان به. وتركهم حزينا عليهم، حتى لا يضيع وقته في مناقشات بلا فائدة. |
||||