منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 11 - 2016, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 15171 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس سابينوس المصري الشهيد‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(القرن4م)‏
من إحدى العائلات البارزة في هرموبوليس على النيل. اشتهر بنشاطه لصالح المسيحيّة. فلمّا كان زمن الاضطهاد الكبير، زمن الإمبراطور ذيوكليسيانوس، حوالي العام 303م، 

كان سابينوس أحد المطلوبين. جدّ رجال قيصر في البحث عنه. لجأ وستّة مسيحيّين آخرين إلى كوخ صغير على بعد من المدينة. هناك لازمت المجموعة الصوم والصلاة. إلا أنّ شحّاذاً، سبق لسابينوس أن أحسن إليه، نقل خبرهم إلى رجال السلطة فجرى القبض عليهم وستيقوا مصفّدين إلى الحاكم أريانوس خارج المدينة. فلمّا لاحظ الحاكم جسارة القدّيس أمر بجلده بعنف حتّى الدم آملاً على حمله على التراجع. وإذ لزم القدّيس الصمت رغم أسئلة الحاكم الممطَرة عليه، قال أحد الحاضرين إنّ سابينوس فقد عقله. فأجاب الشهيد: "ليس هذا صحيحاً البتّة. أنا بكامل قواي العقليّة، لذا أرفض أن أتخلّى عن المسيح لأضحّي للأبالسة!".

وفيما كان الجند يجتازون النهر ليدخلوا المدينة، فجأة اضطربت المياه كما لو أنّ عاصفة ضربتها، وبالكاد أفلت المركب الذي كان الحاكم وسابينوس على متنه من الغرق. فلمّا بلغوا مقصدهم أوقف الحاكم القدّيس أمامه واتّهمه باللجوء إلى السحر هرباً من وجه العدالة. وبعدما مدّدوه أرضاً ربطوا أطرافه إلى أوتاد ومرّروا على جسده المشاعل. لم يثنه التعذيب عن عزمه. ثبت في اعترافه بيسوع وأنّه رجاؤه الأوحد ونصح الحاكم بالإسراع بتسليمه إلى الموت. كان الموت إليه مدخلاً إلى الحياة الأبديّة. أخيراً لفظ أريانوس حكم الموت في حقّ قدّيس الله. أخذوه في مركب إلى عرض البحر فألقوه في خضمّ الأمواج مقيّدين رجليه إلى حجر ثقيل. وبعدما صلّى وتنبّأ إنّ جسده سيبين بعد ثلاثة أيّام ألقوه في المياه فتمّت شهادته. وبالفعل بعد ثلاثة أيّام وجد مسيحيّون جسده والحجر المربوط به فواروه الثرى بإكرام.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 11 - 2016, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 15172 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميخا من هو؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لما نقرأ العهد القديم نلتقي بأشخاص كثيرين يحملون الاسم ميخا، وإليك بعض الشواهد (قضاة17 ، 18؛ 2صموئيل9: 12؛ 1أخبار5: 5؛ 23: 20؛ 2أخبار 34: 20؛ نحميا11: 17 ، 22)؛ هذا بالإضافة إلى ميخا بن يملة، وهو نبي عاش في السامرة وتنبأ في أيام الملك آخاب (1ملوك22: 1-28).
أما ميخا الذي نقصده، فهو صاحب نبوة ميخ. وهي السفر السادس من أسفار الأنبياء الصغار. وميخا اسم عبري معناه من مثل يهوه .
وقد تنبأ في زمن ثلاثة من ملوك يهوذا: يوثام وآحاز وحزقيا، في الفترة بين 750-686ق.م. ويوصف النبي بأنه "ميخا المورشتي"، أي أنه كان من "مورشة جت" وهي مدينة تبعد حوالي 25 ميلاً جنوب غرب أورشليم.
وقد أُشير إلى ميخا في سفر إرميا (26: 16-19)، باعتبار أنه تنبأ في أيام حزقيا ملك يهوذا عن خراب أورشليم، وذلك كان بعد نحو مئة سنة من نبوته.
ميخا وإرساليته
كانت الأيام التي عاشها ميخا مليئة بالشرور، واستخدمه الله ليوبِّخ شعبه بكل شجاعة، وليعلن قضاء الله على الشعب إن لم يتوبو.
وما يذكره النبي عن ما رآه في أيامه نراه بوضوح في أيامن. يقول ميخا:
قد باد التقي من الأرض، وليس مستقيم بين الناس. جميعهم يكمنون للدماء، يصطادون بعضهم بعضًا بشبكة. اليدان إلى الشر مجتهدتان. الرئيس طالب (هدايا) والقاضي بالهدية، والكبير متكلم بهوى نفسه فيُعَكِّشونها (فيتآمرون جميعًا على الحق)... لا تأتمنوا صاحبً. لا تثقوا بصديق. احفظ بواب فمك عن المضطجعة في حضنك. لأن الابن مستهين بالأب، والبنت قائمة على أمها، والكنة على حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته (7: 2-6). وكما جاءت دينونة الله على الشعب قديمًا، فإن غضب الله آتٍ قريبًا على العالم.
ميخا ومصدر قوته
كانت رسالة ميخا شاملة، وجّهها إلى كل فئات الشعب: إلى التجار الغشاشين ومغتصبي الأراضي الجشعين، إلى الحكام والقضاة، إلى الكهنة والأنبياء الكذبة. وأن يواجه إنسان كل هؤلاء منذرًا بدينونة الله، أمر يتطلب جراءة وشجاعة غير عادية؛ فمن أين استمد ميخا قوته؟
يقول: لكنني أنا ملآن قوة روح الرب وحقًا وبأسًا، لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته (3: 8). إن السر يرجع لقوة الروح القدس فإنه لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود (زكريا4: 6).
إن سر قوة أي خادم وشجاعته يرجع للامتلاء بالروح القدس. هكذا كان بطرس أيضًا فإنه بذاته، دون قوة روح الله، جبن قدام جارية، مع كونه رجلاً شجاعًا بطبيعته. ولكن إذ امتلأ من روح الله، أصبح قادرًا أن يواجه قادة الشعب اليهودي مذكِّرًا إياهم بخطية قتل المسيح، وداعيًا إياهم للتوبة.
ميخا والعلاج العظيم
ختم ميخا نبوته بإعلان عن الله لا يدانيه إعلان آخر في أسفار العهد القديم: >من هو إله مثلك: غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه! لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فإنه يُسرّ بالرأفة. يعود يرحمنا، يدوس آثامنا، وتُطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم< (7: 18 ، 19).
أ يوجد رجاء للخاطي أعظم من هذا؟ إن باب رحمته وغفرانه لا يُغلق أبدً.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 11 - 2016, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 15173 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يونان (2)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المُرسل القديم: كان يونان هو أول مُرسَل قديم أرسله الله إلى الأمم، وقد سجَّل قصته في سفره الشهير الذي يقع بين أسفار الأنبياء الصغار.
يونان و سفره
تعرَّض سفر يونان لهجمات كثيرة من نُقَّاد الكتاب المقدس، فقال البعض عنه إنه أسطورة، والبعض الآخر إنه مُجرَّد قصة رمزية ذات مغزى أدبي. وأنكر البعض إمكانية بقاء يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. لكنني أسوق هنا - بكل اختصار - بعض الأدلة التي تثبت صحة القصة وقانونية السفر.
  1. لو لم يكن السفر موحى به؛ أ كان يجرؤ يونان أن يكتب قصته التي تبين عصيانه لله، ثم تأديب الرب له بهذه الصورة المؤلمة لنفسه، والتي من الممكن أن تسيء إلى صيته وكرامته كنبي للرب؟
  2. لو كان السفر مُجرَد قصة خيالية أو رمزية؛ أ كان أحبار اليهود يقبلون أن يضعوه بين الأسفار القانونية في العهد القديم؟ علمًا بأنه يوضِّح صلاح الله وقلبه المليء بالرحمة للأمم عابدي الأوثان، وهو ما يتعارض مع الفكر اليهودي المتزمِّت.
  3. لو أن قصة يونان أسطورة أ كان المسيح يشير إلى يونان في أكثر من مناسبة وهو يعقد المقارنة بين يونان وبينه من جهة وبين توبة أهل نينوى وقساوة اليهود الذين رفضوا المسيح ولم يؤمنوا به من جهة أخرى؟ ثم كيف يقارن المسيح بينه وبين يونان قائلاً لليهود: «هوذا أعظم من يونان ههنا» إن لم تكن القصة حقيقية تمامًا؟! (راجع متى 12: 38-40؛ 16: 1-4؛ لوقا11: 29 ، 30).
يونان من هو؟
يرد ذكر يونان مرتين في العهد القديم؛ في سفر الملوك الثاني الأصحاح الرابع عشر وفي سفر يونان.
هو يونان بن أمتاي، من جَتّ حافر، وهي مدينة تقع في سبط زبولون في مقاطعة الجليل (يشوع19: 13). وكان الرب قد استخدمه كنبي ليوصل رسالة لشعبه أيام حكم الملك يربعام الثاني (2ملوك14: 25)، وذلك حوالي سنة 820 ق.م. كانت رسالته تلك رسالة رحمة لشعب إسرائيل، ويبدو أنه أقبل عليها بكل سرور. وكلمة يونان تعني "حمامة"، وكلمة أمتاي تعني "حقي" (الحق الخاص بي). وهكذا كل خادم ينبغي أن يتسم بالأمرين؛ أولاً: أن يشبه الحمامة في أن يكون غير مؤذٍ ولا ضار «بسطاء كالحمام» (متى10: 16)، وأن يحزن على خطايا شعبه ويئن بسببها (إشعياء38: 14). ثانيًا: أن يعلن حق الله للناس ويتكلم به بكل صدق وأمانة.
يونان وإرساليته
صار قول الرب إلى يونان بن أمتاي قائلاً «قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ عليه...». جاء التكليف من الرب واضحًا، لكنه قام وهرب إلى مدينة يافا، وهي مدينة تطل على البحر الأبيض. ثم اتجَه بالسفينة غربًا إلى ترشيش القريبة من جبل طارق في أسبانيا، ثم رجع إلى نينوى عاصمة المملكة الأشورية، والتي كانت من أعظم وأجمل المدن التي عرفها التاريخ القديم، والتي كان محيط دائرتها - في ذلك الوقت - ما يقارب المئة كيلومترًا، وكانت قد بُنيت على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وعدد سكانها يزيد عن 600 ألف نسمة إذ كان بها من الأطفال أكثر من 120 ألف طفل.
يونان ودروس هامة
الطاعة
عندما يكلِّفنا الرب بمهمة خدمة، علينا أن نقبلها بسرور، ونطيع صوت الرب، عالمين أنه يمنحنا العون والقوة له. لنكن كإشعياء الذي قال «هانذا ارسلني» (إشعياء 6: 8)، بل كالمسيح «هأنذا جئت» (مزمور40: 7). ولنتعلم من يونان أن العناد والعصيان لا يؤدّي بنا سوى إلى جوف الحوت، حيث الضغط الرهيب والضيق الشديد. هل أدركنا أنه عندما يرسل الله ريحًا شديدة على سفينة حياتنا، في صورة فشل أو ضيق أو مرض أو اضطراب، فهذا لكي تعود سفينة حياتنا مرة أخرى نحو الأمر الذي يريدنا الرب أن ننفذه؟!
أهمية القلب المتسع
رفض يونان الذهاب إلى نينوى، لسبب تعصّبه القومي، وقلبه الضيق، وعدم ادراكه قلب الله المليء بالرحمة نحو اليهود والأمم على السواء. ونحن؛ كم من المرات كنا بعيدين عن فكر الرب، وانحصر تفكيرنا في دائرتنا الضيقة، ونسينا أنه يُسَرّ أن يعمل في دوائر كثيرة ووسط نفوس محتاجة هي أبعد ما تكون عن تفكيرن. كم نحتاج أن تتسع أحشاءنا فتكون كأحشاء إلهن.
غباء الانحصار في الذات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الواضح أن يونان كان حريصًا على سمعته الشخصية وكرامته الذاتية أكثر من مصلحة النفوس الهالكة، كان محصورًا جدًا في ذاته، مما سبَّب له غَمًا شديدًا لما ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بأهل نينوى، وكأنه يقول: يا رب أ بَعد ما أعلنت غضبك على المدينة تعود وترحمها ويسقط كلامي!!
آه دعونا نسأل أنفسنا بإخلاص؛ أيهما أهم: نحن أم عمل الرب؟ كرامتنا أم نجاح العمل؟ شهرتنا أم مجد الرب؟
الرب يشفق على الكل
فهو يشفق على المؤمنين وينقذهم من ضيقاتهم متى صرخوا إليه. فقد أنقذ يونان من بطن الحوت لما صلّى إليه (2: 1 ، 2)
وهو يشفق على الخطاة التائبين الراجعين إليه (3: 10)، وهو يشفق على الأولاد الصغار الذين لا يعرفون يمينهم من يسارهم (4: 11)، وهو يشفق حتى على البهائم التي تُباد (4: 11).
ما أعجب هذا الإله!! حق لداود أن يهتف عنه قائلاً: «يا رب في السماوات رحمتك. أمانتك إلى الغمام... الناس والبهائم تُخلِّص يا رب» (مزمور36: 5 ، 6).
 
قديم 30 - 11 - 2016, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 15174 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يونان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليس سفر يونان قصة رمزية أو خيالية، كما تصوّر نُقّاد الكتاب المقدس والذين لا يقبلون الوحي الإلهي، لكنها قصة حقيقية لشخص حقيقي. ويكفينا شهادة المسيح نفسه «فأجاب وقال لهم (للكتبة والفريسيين) جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال» (متى12: 39، 40).
من هو يونان النبي؟
من القليل الذي ذُكر عنه نعرف أنه كان نبيًا لله، وقد تنبأ في أيام الملك يربعام بن يوآش (يربعام الثاني) ملك إسرائيل (2ملوك14: 25) في نحو القرن الثامن ق.م. وكلمة “يونان” تعني “حمامة”، لكنه للأسف كان حمامة رعناء؛ إذ لم يكن مطيعًا للرب في إرساليته. وكان من مدينة “جت حافر” في الجليل، وقد دعاه الرب ليحمل رسالة إنذار إلى نينوى عاصمة مملكة أشور. لكنه كان شديد التعصب لقوميته، فأبى أن يحمل رسالة من الله إلى أُمة وثنية، وحاول الهروب من الرب؛ لكن الرب أرجعه مرة أخرى لينفِّذ كلامه.
دروس من يونان
في سفر يونان لا نقرأ عن نبوات تنبأ بها، لكننا نجدد أحداثًا اجتاز فيها؛ ومنها نتعلم دروسًا عديدة:
أولاً: عن الله
  • قصة يونان تكشف عن قلب الله الصالح المتجِّه بالإحسان لكل البشر، والذي لا يتقيّد بجنس معيَّن أو شعب معين، بعكس ما يظنه البعض، والدليل أنه أرسل نبيه خصيصًا لشعب شرير يعبد الأوثان وهو الشعب الأشوري. وكان الأشوريون في ذلك الوقت العدو اللدود لبني إسرائيل.
ألا يذكرنا هذا بقول الكتاب «أم الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضًا؟ بلى للأمم أيضًا» (رومية3: 29).
  • الله لا يُسرّ بهلاك الشرير، بل بأن يرجع عن طريقة فيرحمه الرب (حزقيال33: 11). لذا ففي مطلع السفر يقول الرب ليونان «قم اذهب إلى نينوى... ونادِ عليها، لأنه قد صعد شرهم أمامي» (1: 2). فبدلاً من أن يُنزل القضاء مباشرة أرسل محذِّرًا لعلهم يتوبوا. ويونان نفسه شهد عن الرب قائلاً «لأني علمت أنك إله رؤوف ورحيم، بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر» (4: 2). وتحقّق قول يونان، وقاد أهل نينوى للتوبة، وقَبِل توبتهم، ورفع عنهم القصاص فلم يُهلك المدينة.
  • للّه سلطان على عناصر الطبيعة، وعلى كل الكائنات الحيّة ولا غرابة فهو «إله السماء الذي صنع البحر والبر» (1: 9). تأمل في العبارات التالية: «أرسل الرب ريحًا شديدة إلى البحر» «.. الرب فأعد حوتًا عظيمًا»، «أعد الرب الإله يقطينة»، «أعد الله دودة»، «الله أعد ريحًا شرقية حارة» (1: 4،17؛ 4: 6،7،8).
تُرى هل نُقِرّ نحن أيضًا بسلطانه علينا ونخضع لكل معاملاته؟
ثانيًا: عن يونان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
  • في هروب يونان إلى ترشيش، بدى وكأن كل الأمور سهلة مُيسرة. فالأجرة جاهزة، والسفينة مُقلعة؛ وكأنّ الله قد رتب كل شيء. لكن كانت مشيئة الله عكس ذلك تمامًا. إذًا لننتبه ولا نخدع أنفسنا، فإن عناية الله وسير الأمور بسلامة لا يعني دائمًا أننا في مشيئته. ولا يجوز لنا أن نندفع في رغبة ما، تتمشى مع أهوائنا، ونبصر بعض خطواتها سهلة وميسّرة فنظن أن هذه مصادقة من الله؛ بصرف النظر عن التيقن من إرادة الله والتأكد من طاعتنا لكلمته.
  • أتعجب أن يونان الهارب تثقل بنوم عميق، حتى أتاه التوبيخ من الوثنيين. إنه لأمر محزن أن نرى بعض أولاد الله يفعلون في سقطاتهم ما لا يفعله أهل العالم. هل يمكن أن ينحدر المؤمن في بعض الأوقات فيسقط في أمور لا يسقط فيها غير المؤمن، ربما بدافع من الشهامة أو المروءة أو الرجولة؟!
  • ما أبعد الفارق بين مؤمن يخاف الرب وآخر يخاف من الرب. أن مخافة الرب تمنح ثباتًا وشجاعة «في مخافة الرب ثقة شديدة» (أمثال14: 26). هكذا كان دانيآل قدام داريوس الملك الوثني إذ شهد بكل شجاعة «إلهي أرسل ملاكه وسدَّ أفواه الأسود فلم تضرّني، لأني وُجِدت بريئًا قدامه وقدامك أيضًا أيها الملك لم أفعل ذنبًا» (دانيآل6: 22). أما يونان الخائف من الرب والهارب منه فقد كان موقفه مُخجلاً قدام الوثنيين وهو يقول لهم «خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم، لأنني عالم أنه بسببي هذا النوء العظيم عليكم» (1: 12).
  • المؤمن إما أن يكون سبب بركة أو سبب بلية للآخرين. فيونان، بسبب عصيانه للرب، كاد يؤدي بحياة كل من في السفينة. أما بولس فبسببه أنقذ الرب كل من كان في السفينة وكانوا جميعًا 276 نفسًا. تُرى أي تأثير نتركه في من هم معنا في سفينة حياتنا: أفراد الأسرة أو الزملاء أو الأقارب أو الجيران؟! هل نحن سبب بركة لهم، أم نجلب لهم متاعب؟
  • إن التمركز حول الذات والانحصار في النفس هو السبب وراء الغم والكآبة التي تصيب الإنسان. فيونان، لأنه كان مشغولاً بكرامته الشخصية والقومية أكثر من مصير عشرات الآلاف من الناس، عانى من تقلبات شديدة في مزاجه بين الفرح العظيم والغم الشديد. لما ظهرت رحمة الله لأهل نينوى عند توبتهم «غَمّ ذلك يونان غمًا شديدًا»، فاغتاظ وصلَّى إلى الرب طالبا الموت لنفسه! ولما أعد له الرب يقطينة «فرح يونان فرحًا عظيمًا»، ثم لما ضربت الدودة اليقطينة ويبست وضربت الشمس على رأسه وذبل، طلب مرة أخرى الموت لنفسه وقال «موتي خير من حياتي»!
كم هي غريبة النفس البشرية في تذبذبها السريع وتقلّباتها المفاجئة، حتى في أفضل الناس. لكن متى تحررت النفس من قيود الذات، وركّزت في المسيح كغرض وهدف للحياة، عندئذ هدأت واستقرت، بل وفرحت أيضًا بكل ما يمجِّد الرب. هكذا كان الرسول بولس فَرحًا دائمًا، لأنه استطاع أن يقول «يتعظم المسيح في جسدي، سواء كان بحياة أم بموت» (فيلبي1: 20).
 
قديم 30 - 11 - 2016, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 15175 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عوبديا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حديثنا عن عوبديا النبي؛ كاتب نبوة عوبديا، وهي السفر الرابع من أسفار الأنبياء الصغار. وهذه النبوة هي أقصر سفر في العهد القديم، إذ تتكون من 21 عددًا لكنها مليئة بالدروس الهامة، ولا غرابة في ذلك إذ أن «كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر» (2تيموثاوس3: 16).
عوبديا:
اسم عبري معناه “عبد يهوه” أو “عابد يهوه”. واسم عوبديا يذكِّرنا بالحقيقة الهامة: أن كل مؤمن هو عبد للرب، أي أنه ليس ملكًا لنفسه إذ قد اشتُري بثمن غالٍ، وبالتالي عليه أن يقدّم نفسه للرب بالتمام (1كورنثوس6: 19، 20).
وقد أرسل الرب عوبديا في مهمة خاصة ومحدّدة: وهي أن يعلن القضاء على أدوم. والكلمات التي نطق بها النبي لم تكن نابعة منه، لكنها من الرب «هكذا قال السيد الرب عن أدوم» (ع1).
من هو أدوم
أدوم هو عيسو أخو يعقوب (تكوين25: 30؛ 36: 1). وقد دُعي بهذا الاسم نسبة إلى طبيخ العدس الأحمر الذي أكل منه. وقد كان عيسو شخصًا شريرًا مع أنه عاش في أسرة تقية. فقد تربى على يدي إسحاق رجل الإيمان، وعاش في أجواء مخافة الله. لكنه، بكل إصرار، رفض كل تأثير روحي يقوده نحو الله، وحَكَمَته رغباته وملذاته الوقتية. لقد احتقر البركات الإلهية واحتضن الشهوات العالمية، وصار مثالاً تحذيريًا لكل من يسلك مثله «ملاحظين… لئلا يكون أحد زانيًا أو مستبيحًا كعيسو، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضًا بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض، إذ لم يجد للتوبة مكانًا، مع أنه طلبها (البركة) بدموع» (عبرانيين12: 15-17).
وقد اتسم نسل عيسو (أدوم) بصفات بغيضة، استجلبت عليهم قضاء الله؛ وهذا ما تكشفه كلمات عوبديا النبي.
قضاء الرب
من دارسة نبوة عوبديا نرى بوضوح الشرور التي استوجبت دينونه أدوم.
الكبرياء:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«تكبُّر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده (مساكنه في القمم)» (ع3). لا يوجد شر لا يطيقه الرب مثل الكبرياء، وهو المرض العضال الأكثر انتشارًا بين الناس، خاصة في جيلنا «متعظمين مستكبرين» (2تيموثاوس3: 2). والمتكبر يعيش في وهم وغرور، ويتصور أنه بعيد عن أي أذى يمكن أن يلحق به «القائل في قلبه: من يحدرني إلى الأرض» (ع3). إلا أنه بذلك يضع نفسه في موقف التحدي لله، والله بدوره يقبل التحدي ويظهر قوته. هل نتذكر هيرودس الملك (من نسل أدوم) الذي لما جلس على العرش وخاطب للشعب هتفوا له قائلين «هذا صوت إله لا صوت إنسان. ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يُعطِ المجد لله فصار يأكله الدود ومات» (أعمال 12: 20-23)؟!
الظلم:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«من أجل ظلمك لأخيك يعقوب يغشاك الخزي وتنقرض إلى الأبد» (ع10).
أخذ أدوم موقف العَدَاء المستمر ليعقوب، وكان يتحين الفرصة ليعتدي عليه ويظلمه؛ والله كان يراقب هذا، وها هو يعلن أنه يبغض الظلم ويجازيه. والكتاب يخبرنا بوضوح «أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟» (1كورنثوس6: 9)، «وأما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة» (كولوسي3: 25).
اللامبالاة والشماتة:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«يوم وقفت مقابله يوم سَبَتْ الأعاجم قدرته (أي وقفت بعيدًا عنه يوم بليته، ولم تسرع لنجاته؛ وأكثر من ذلك كان) يجب أن لا تنظر إلى يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم ولا تفغر فمك يوم الضيق» (ع11،12).
هكذا كان موقف أدوم من يعقوب. والرب يحذرنا من اللامبالاة بمن هم في ضيقة. وإنه أمر رديء أن نقف «مقابل» من هم في احتياج، وأن نبتعد عنهم وقت بليتهم. هل نذكر ما قاله المسيح في المثل عن «الكاهن واللاوي» وكيف أن كلاً منهما رأى الجريح وجاز «مقابله» (لوقا10: 31،32)؟ إن موقف المسيحي هو الإسراع لنجدة المتضايق. كما أن الكتاب يحذّرنا من الشماتة «لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر؛ لئلا يرى الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه» (أمثال24: 17، 18).
القانون الإلهي:
«كما فعلت يفعل بك. عملك يرتد على رأسك» (ع15) هذا مبدأ إلهي ثابت، يتكرر بوضوح في كلمة الله، ويبين عدالة الله. فلنتحذر لأنفسنا (راجع قضاة1: 7، إرميا50: 29). «لا تضلوا الله لا يُشمخ عليه، فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غلاطية6: 7).
 
قديم 30 - 11 - 2016, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 15176 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو؟
هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى شعب إسرائيل، ليتكلموا بكلمته لهم، وكان ذلك في القرن الثامن قبل الميلاد، حوالي سنة 0 6 7 ق.م، وقد سجّل عاموس أقواله في السفر الذي يحمل اسمه، وهو ضمن أسفار الأنبياء الصغار.
كلمة «عاموس» من أصل عبري معناه “ثِقل” أو “حِمل”. وغالبًا هذا الاسم كان يشير إلى الرسالة الثقيلة التي كان عليه أن يبلغها للشعب؛ فقد كان مكلَّفًا بإعلان قضاء الله عليهم بسبب شرورهم الكثيرة.
نشأ عاموس في قرية تقوع الواقعة على بُعد عشرة أميال جنوب أورشيلم. وكان رجلاً فقيرًا بسيطًا، إذ كان راعيًا للأغنام وجانيًا للجميز، وكلا العملين لا يؤدّيهما إلا الفقراء المساكين. هذا الرجل المغمور لم يكن ابنًا لأحد الأنبياء أو الكهنة أو قادة الشعب، ولم يدخل إلى مدرسة الأنبياء ليتعلم كيف يكون نبيًا، لكن الله دعاه لهذه الخدمة وأهَّلَه لها. وهو يذكر عن دعوته القول «لست أنا نبيًا، ولا أنا ابن نبي، بل أنا راع وجاني جميز. فأخذني الرب من وراء الضأن. وقال لي الرب: اذهب تنبأ لشعب إسرائيل» (7: 14،15). وعلى الرغم مما يبدو أنه لم يكن على مستوى عالٍ من الثقافة، لكنه كان مُلِمًّا بأسفار موسى والكتب المقدسة الموجودة في ذلك الوقت. ألا يذكِّرنا ذلك بقول الكتاب: «فانظروا دعوتكم أيها الإخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء. بل اختار الله جُهال العالم ليُخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليُخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود؛ كي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه» (1كورنثوس1: 26-29).
الدعوة إلى الخدمة
«فأخذني الرب من وراء الضأن». بحسب المواصفات الطبيعية والمؤهلات الدينية، لم يكن من المتوقع أن شخصًا مثل عاموس يُصبح نبيًا للرب؛ لكن الرب أخذه من وراء الضأن، وكأنه يقول «لقد فاجأني الرب بهذا الأمر الذي لم أكن أتوقعه، وألزمني به».
لم تأتِ دعوته من إنسان، ولم يؤهّله للخدمة بشر، لكنها أتت من الرب مباشرة. وإذ تحقق عاموس من دعوة الرب، استجاب لها. لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي نتصورها، فبلا شك ترددت أصوات كثيرة في داخله أنه ليس كفوًا لهذه الخدمة وأنه ليس مدرَّبًا ليكون نبيًا، وأن نشأته وعمله لم تؤهله للمأمورية. لكنه تغلب على كل هذا وأطاع صوت الرب.
ثم حدّد الرب لعاموس دائرة خدمته «اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل». عندما يرسل الرب شخصًا يقنعه بالمكان الذي سيذهب إليه. قد يكون هذا المكان بعيدًا عن الأهل أو البيئة التي تربى فيها، وقد يكون مكانًا مخيفًا بغيضًا؛ لكن عمل الخادم أن يطيع.
كان عاموس من المملكة الجنوبية مملكة يهوذا، وكانت بلده تقوع في جنوب أرض إسرائيل، لكن الله أمره أن يترك بلده وأهله ليذهب إلى بيت إيل في مملكة الشمال، حيث عبادة الأوثان والأنبياء الكذبة والملك الشرير، وهناك يقوم بخدمته. ويا له من درس لكل خادم! فالرب وحده هو الذي يحدِّد مجال الخدمة ومكانها. هل تعلم لماذا يفشل بعض الخُدام والمرسلين في عملهم؟ لأنهم يريدون أن يختاروا لأنفسهم الأماكن التي يعملون فيها!!
صعوبة الرسالة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أرسل الرب عبده أثناء، مُلك يربعام الثاني، حين كانت مملكة إسرائيل (المملكة الشمالية) تتمتع بفترة سلام ورخاء، وكانت المظاهر الدينية أيضًا كثيرة، لكن بلا تقوى حقيقية. فالأغنياء ازدادوا غنى، والفقراء لم يكن لهم من يحميهم من ظلم الأغنياء. كانت المملكة في أوج مجدها، لكنه لم يُخدع بكل مظاهر العظمة الدنيوية والتقوى الصورية، بل رأى الظلم والفساد والوثنية. وكان عليه أن يُبلِّغ رسالة خطيرة؛ وهل هذا أمر بسيط أن يوبِّخ شخص واحد أمة وملكًا وكهنوتًا؟!! تصوروا معي كيف كان يعيش في سكينة وهدوء، فإذ به يُكلَّف بمواجهة الملك والشعب برسالة قضاء ودينونة. كان عليه أن يقتحم المخاطر ويجلب على نفسه المتاعب. ومع صعوبة كل ذلك أطاع الرب وتمم مأموريته على أكمل وجه.
آه، أين لنا من هؤلاء الرجال الذين يرسلهم الرب لا الناس، ويذهبون إلى حيث يريد الرب لا الناس، ويشعرون بثقل الرسالة للحد الذي به لا يغريهم الوعد ولا يرهبهم الوعيد.
قال أحد رجال الله معلِّقا على قصة عاموس “إن خدّام الله لا يصنعون أنفسهم، فليكن المجيء إلي الخدمة مجيئًا ضاغطًا لا يقاوَم، مصحوبًا بالإحساس العميق بعدم الكفاية. ولتكن حياة الخادم ختمًا وشهادةً ومصداقًا للدعوة. الله هو الذي يدعو خدّامه، وأما الرجال الذين يدفعهم الناس للخدمة فهم رجال مخطئون، لأن الله وحده هو الذي يختار وهو الذي يجهز أيضًا”.
 
قديم 30 - 11 - 2016, 07:05 PM   رقم المشاركة : ( 15177 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوئيــــل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو؟
لا نعرف شيئًا عن يوئيل النبي سوى أنه من هؤلاء الأشخاص الذين يختفون، حتى يظهر ضوء الرب ونوره، من غير إشارة إلى المشعل الذي يحمل الضوء. وربما يكون اسمه يؤكد هذه الحقيقة. فمعنى يوئيل «الرب هو الله». ومن المرجَّح أنه عاش في أورشليم ووجَّه رسالته أساسًا لمملكة يهوذا. ومن الصعب تحديد تاريخ خدمته إذ يرى البعض أنها كانت حوالي سنة 810 ق.م. بينما يعتقد آخرون أنها بعد ذلك بكثير.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مناسبة النبوة
تنبأ يوئيل في وقت عانت فيه المملكة من الجفاف، ثم هاجمتها جيوش الجراد حتى قضت على كل ما هو أخضر فيها. وهنا أرسله الله لينادي للشعب بالتوبة والرجوع إلى الرب رجوعًا حقيقيًا.
دروس من أقوال يوئيل (إقرأ سفر يوئيل)
تُقدِّم نبوة يوئيل إجابات واضحة لبعض الأسئلة الهامة التي بأذهان كثيرين:
أولاً: لماذا يسمح الله بحدوث كوارث طبيعية وحروب مدمرة؟
تحدث يوئيل عن نوعين من الخراب: كارثة طبيعية، وحروب دامية. الكارثة الطبيعية تتمثل في غزوة الجراد الرهيبة، وقد وصفها في الأصحاح الأول، حيث يقول إن الله أرسل جيشًا عظيمًا من الجراد، من القمص والزحاف والغوغاء والطيار - وهي أربعة أنواع من الجراد بحسب نضوجها وألوانها. هذه الغارة الرهيبة قضت على كل ما هو أخضر، وتركت الأرض في حالة خراب والناس في حزن واكتئاب (ص1).
أما الحرب المدمِّرة فقد ذكرها في الاصحاح الثاني حيث وصف غزوًا حربيًا رهيبًا يقوم به جيش عدده كبير وعسكره أقوياء. وهذا الجيش يدمر كل شيء «قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب، ولا تكون منه نجاة» (2: 3).
والسؤال، لماذا يحدث كل هذا؟ هل سوء الحظ؟ هل توتر العلاقات بين الشعوب؟ كلا، إنها يد الله التي تمتد بالقضاء لسبب شر الإنسان وخطيته.
ويتحدث يوئيل عن «يوم الرب» (1: 15؛ 2: 1،31؛ 3: 14) ويمكن أن نفهمه بمعنيين:
  1. هو ذلك اليوم الذي فيه يأتي الرب قاضيًا وديانًا ليعاقب الخطية والفجور والفساد بين الناس في أي مكان وزمان.
  2. هو يوم انصباب الغضب الإلهي على الساكنين على الأرض بعد اختطاف الكنيسة، عندما يفاجئ الهلاك الناس بغتة فلا ينجون (1تسالونيكي 5: 3). في هذا الوقت سيضرب الله ضربته الكاملة للشر، وسيقول الناس للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف (لوقا23: 30؛ رؤيا6: 16).
ثانيًا: ما هو الموقف الصحيح إزاء غضب الله؟
ينبِّر يوئيل بشدة على ضرورة التوبة الحقيقية، ويدعو كل فئات الشعب للرجوع بقلوبهم إلى الرب. يدعو الشيوخ والكهنة وكل الشعب لاعتبار ضربات الله والصراخ إلى الرب حتى يرحمهم. يقول الرب لهم «ولكن الآن... ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر» (2: 12،13).
ما معنى هذا؟ كانت العادة في القديم أن الإنسان يمزِّق ثيابه ويتغطى بمسح تعبيرًا عن الحزن القاسي والدفين. لكن الله لا يرضيه هذا المظهر، إذ أنه يطلب الحزن الداخلي القلبي العميق. إن في حياتنا الروحية الداخلية أشياء كثيرة يلزم تمزيقها بالتمام، فالخطية بكل صورها ومشتهياتها يلزم أن تُمزَّق. وكل أصنام رابضة في القلب يلزم أن تُطرح وتحطم.
ثالثًا: كيف يتصرف الإنسان عند ما يجد نفسه في ظروف عصيبة؟
يقدم يوئيل أربع نصائح هامة بهذا الصدد (إقرأ الاصحاح الأول).
  1. اسمع (ع1-4). استمع لكلمة الله، ودعه يفسر لك ما يحدث معك. واستفد من رجال الله الذين يوضحون لك من الكلمة فكر الرب.
  2. اصحُ (ع5-7). اعتبر معاملات الله المؤلمة واستفد من الصعاب التي تواجهها. فلا شيء يحدث من قبيل الصدفة بل يد الله خلف كل شيء
  3. تُب (نُحْ) (ع8-18). إنه من اللازم جدًا لحياتنا أن تكون هناك أوقات فيها نحزن ونتوب «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة» (2كورنثوس7: 10).
  4. اصرخ (ع19-20). كان يوئيل يصرخ للرب طالبًا رحمته وانقاذه ولا شك أنه تذكر الوعد القائل: «إذا تواضع شعبي الذين دُعي اسمي عليهم، وصلّوا، وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم» (2أخبار7: 14). لذا لنصرخ إلى الرب مُنتظرين رحمته.
 
قديم 30 - 11 - 2016, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 15178 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هوشع النبي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هناك خمسة أشخاص باسم “هوشع” ذُكروا في العهد القديم
  1. هوشع بن نون: وهو الاسم الأصلي ليشوع بن نون (عدد13: 8).
  2. هوشع النبي: (هوشع1: 1).
  3. هوشع بن أيلة: أحد ملوك إسرائيل (المملكة الشمالية) (2ملوك17: 1-9).
  4. هوشع بن عززيا: الذي كان رئيسًا على سبط أفرايم في أيام الملك داود (1أخبار27: 20)
  5. هوشع: أحد الذين اشتركوا في ختم الميثاق في أيام نحميا بعد العودة من السبي البابلي (نحميا10: 23).
هوشع النبي ومن هو؟
يأتي هوشع في أول القائمة بين الأنبياء الذين يُطلق عليهم «الأنبياء الصغار». وليس معنى هذا أنهم أصغر في الأهمية أو القيمة، لكن في نطاق النبوة ومداها، وربما أيضًا لصِغر حجم النبوة في معظمها.
هوشع: معنى اسمه «خلاص». وتنبأ في أيام في «عُزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا، وفي أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل» (1: 1)، وهذا تقريبًا في القرن الثامن قبل الميلاد. وقد كان معاصرًا لإشعياء النبي، ويرجِّح البعض أنه النبي الوحيد الذي عاش في المملكة الشمالية (ربما باستثناء يونان)، وذلك لأن غالبية كلامه موجَّه إلى أفرايم (المملكة الشمالية)، وكذلك لمعرفته الوثيقة بمواقع وظروف هذه المملكة حتى أنه يدعو مملكة إسرائيل «الأرض» (1: 2) وملكها «ملكنا» (7: 5).
وقد استمرت خدمته حتى السنوات الأخيرة للمملكة الشمالية، إلى قبل السبي الأشوري بقليل، وبذلك يكون هو الصوت الأخير للمملكة الشمالية قبل سقوطها.
هوشع وظروفه الشخصية:
لا يُذكر اسم هوشع دون أن يُشار إلى المأساة المحزنة التي حدثت في حياته الخاصة بسبب زوجته الخائنة جومر بنت دبلايم - جومر “نمام”، دبلايم “قرصا تين”. والاسم يشير إلى تمام الخطية الناتجة من الشهوة. وقصة هوشع هذه حيرت الكثيرين واختلفت حولها الآراء، وسأذكر أهم ثلاثة آراء:
  1. الرأي الأول، يرى أن قصة زواجه ينبغي أخذها بمعنى مجازي، وأن الأمر كله رمزي. وأصحاب هذا الرأي يرون أن الله القدوس لا يمكن أن يطلب من هوشع أمرًا كهذا. إلا أن تفاصيل القصة تؤكد أنها حرفية.
  2. الرأي الثاني، يقول أصحابه أنها قصة حرفية وأن الله أمره بالارتباط بامرأة كهذه فعلاً (1: 2) إذ أراد أن يصوِّر له وللشعب مشاعره التي يشعر بها، وهو الإله القدوس، نحو شعبه الخائن.

    والقصة بلا شك حقيقية وليست رمزية، لكن الصعوبة تكمن في الآتي: لو كانت جومر زانية قبل زواجها فهي لا تصلح أن تكون رمزًا صحيحًا للشعب أو على الأقل فهي رمز ضعيف للغاية.
  3. الرأي الثالث يقول أصحابه إن هوشع أصلاً ارتبط بامرأة طاهرة، لكنها خانت بعد ذلك؛ وأن كلمة «امرأة زنى» تعني أن الله يعرف ميلها للزيغان والشر، وهذا ما حدث فعلاً إذ خانت زوجها وذهبت مع آخر، وبذلك ظهرت حقيقتها.
وهذا الرأي يتفق مع كون هوشع وامرأته هما رمز للرب وشعب إسرائيل الخائن.
وفي الواقع فإن معاناة هوشع وما لقيه من خيبة أمل في حبه لزوجته - ثم كيف أنه ذهب ليشتريها ويستردها من الحالة المزرية والتعسة التي وصلت إليها (ص3)، هذا كله كان له أثر قوي في رسالته، فجعلها تتسم بالرقة والحنان، وأصبح اختبار هوشع الشخصي قناة لتوصيل الرسالة الإلهية بقوة.
بلا شك أن هوشع جاز في اختبار مرير ومؤلم، وأن نبوته جاءت من أعماق نفس مجروحة، وهو بذلك يعطينا صورة لخادم عظيم لا يُبقي على شيء في حياته دون أن يقدِّمه للرب على مذبح الولاء والتكريس والخضوع دون تذمر أو تردد أو تقهقر.
هوشع ورسالته
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبرز هوشع، بصورة منفردة لا يدانيه فيها أحد، محبة الله العظيمة الغافرة. المحبة التي لا يمكن أن تهزمها خطية الإنسان وإثمه وشرّه. وشعب إسرائيل بخيانتهم للّه هم مثال لقلب الإنسان في ميله للابتعاد عن الله وتجاهل قلبه الصالح الرحيم: إلا أن الله يبقى ثابتًا في محبته ورحمته، وحتى لو تعامل بالتأديب مع الإنسان فإن قلبه المحب وراء يده المؤدِّبة.
  • إن محبة الرب لا تقوى المياه والسيول أن تطفئها
  • ورحمة الرب لا يمكن لفساد الإنسان وشره أن يستنزفها
  • ولن يستريح الله في محبته حتى يُرجع الإنسان ليكون في توافق وانسجام مع قلبه
هذه هي خلاصة رسالة هوشع التي تنبض بأحشاء إلهنا ورحمته.
 
قديم 30 - 11 - 2016, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 15179 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حزقيـال

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو واحد من أعظم الأنبياء في العهد القديم.
وعلى الرغم من أن قليلين يدرسون سفر حزقيال ويعرفون عنه، إلا أننا سنحاول أن نلقي الضوء على بعض النقاط الهامة في هذه الشخصية العظيمة.

من هو حزقيال:
حزقيال اسم عبري معناه «الله يقوّي». وقد كان كاهناً (1: 3)، والرب دعاه ليكون نبياً بين المسبيين في بابل، وكان قد أُخذ إلى السبي مع الذين سبوا مع الملك يهوياكين نحو عام 598 ق.م (2أخبار36: 10). وربما كان في الخامسة والعشرين من عمره في ذلك الوقت. ثم بدأ خدمته في السنة الخامسة من سبي يهوياكين الملك، حوالي سنة 593 ق.م، وله من العمر ثلاثون عاماً.
ودعاه الرب، وهو بين المسبيين عند نهر خابور، إذ انفتحت السماوات ورأى رؤى الله (1: 1). واستمرت خدمته لمدة 22 سنة تقريباً. كان مُعاصراً لإرميا ودانيآل، علماً بأن إرميا يكبره بحوالي 20 سنة أما دانيآل فهو متقارب معه في العمر ويذكره حزقيال في سفره أكثر من مرة (14: 14، 20؛ 28: 3).
حزقيال و دعوته:
قبل أن يبدأ خدمته أراه الرب رؤى عظيمة (ص1)، تعلم منها أن الله هو صاحب السلطان على الجميع، وعرشه في السماء، وهو المتحكم في كل ما يجري على الأرض، وأنه يرسم خططه ويُجري مقاصده رغماً عن كل محاولات الشيطان، وأن مشيئته لا بد أن تتم. وكم كان هذا مشجِّعاً لحزقيال قبل أن يمارس خدمته الصعبة.
بعد ذلك دعاه الرب قائلاً: «يا ابن آدم قُم على قدميك فأتكلم معك» (2: 1). وتعبير «ابن آدم» يميِّز حزقيال بصفة خاصة، إذ يتكرر 93 مرة في السفر. وقصد الرب من إعطائه هذا اللقب أن يذكِّره أنه، وإن كان دُعي دعوة إلهية ورأى رؤى عظيمة وسيقوم بتبليغ رسالة سماوية، إلا أنه لا يزيد عن كونه مخلوقاً ضعيفاً لا يختلف في ذاته عن بقية الناس؛ لذا فعليه أن يظل معتمداً على الرب بالتمام.
ثم قدَّم الرب لحزقيال وصفاً لحالة المسبيين الذين هو مُرسَل إليهم فقال له: «يا ابن آدم أنا مُرسلك إلى بني إسرائيل، إلى أمة متمردة قد تمرَّدت عليَّ... أما أنت يا ابن آدم فلا تخف منهم... لأنهم قريس وسُلاء لديك، وأنت ساكن بين العقارب» (2: 3-6).
كانت مهمته صعبة ومليئة بالمخاطر، فالشعب يشبه القريس والسلاء؛ وهما نوعان من النباتات الشوكية التي تنبت في الحقول المهجورة وتجرح كل من يمسها. كما أنه كان معرَّضاً للإيذاء ممن يبلغ لهم الرسالة إذ كانوا كالعقارب. لكن الرب يشجِّعه قائلاً: «فلا تخف منهم، ومن كلامهم لا تخف». ثم يوصيه أن يبلغهم الرسالة سواء قبلوا أو رفضوا: «وهم إن سمعوا وإن امتنعوا لأنهم بيت متمرد. فانهم يعلمون أن نبياً كان بينهم» (2: 5).
إذاً لم تكن خدمته سهلة، بل مليئة بالصعوبات والمشقَّات. لكن كان عليه أن يظل أميناً لما كُلِّف به، وحتى لو بدا ظاهريا أن مهمته لم تنجح إلا أن دوره أن يتكلم بكلام الرب ولا يتوقف.
ألا نتعلم من ذلك أننا علينا أن نواصل خدمتنا رغم كل الصعوبات التي تواجهنا - ومن قال إن طريق الخدمة مفروش بالورود؟! أ لم يقل الرسول بولس «أنا أصبر على كل شيء لأجل المختارين». وألم يوصِ تيموثاوس «فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح». وأوصاه أيضاً: «اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب... احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمِّم خدمتك» (2تيموثاوس2: 3؛ 4: 2، 5).

حزقيال و تجهيزه:
1-الروح القدس:
«فدخل فيَّ روح لما تكلم معي وأقامني على قدميَّ» (2: 2) الروح القدس هو الذي يجهِّز الخادم لخدمته، فهو الذي يمنح القوة اللازمة «ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً» (أعمال1: 8). وهو الذي يعطي الكلمات المناسبة «لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه» (لوقا12: 12). وهو الذي يمنح شجاعة وحكمة في مواجهة المواقف الخطرة الحرجة، «استفانوس رجلاً مملوّاً من الإيمان والروح القدس» فاستطاع أن يشهد أمام الجميع بكل شجاعة وحكمة (أعمال6: 5،10).

كلمة الله:
«وقال لي يا ابن آدم كُلْ ما تجده. كُلْ هذا الدَرج واذهب كلِّم بيت إسرائيل. ففتحت فمي فأطعمني ذلك الدَرج... فأكلته فصار في فمي كالعسل حلاوة» (3: 1-3)
كلمة الله سلاح الخادم «سيف الروح الذي هو كلمة الله» (أفسس6: 17)، لكن عليه أولاً أن يأكلها ويهضمها، ثم يتكلم بها؛ وهذا ما نفهمه من أكل الدَرج. فعلينا أن ندرس الكلمة، وأن نجعلها تدخل إلى أعماق كياننا فتُشكِّل أفكارنا وميولنا. أن تسكن فينا وأن تكون ثابتة فينا، ثم بعد ذلك نتكلم بها. ترى كيف نتعامل مع الكلمة؟ هل نُقدِّرها؟ هل نأكلها؟ قال أيوب «أكثر من فريضتي (طعامي اللازم) ذخرت كلام فيه» (أيوب23: 12). وقال إرميا «وُجد كلامك فأكلته. فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» (إرميا 15: 16).
ويبدو أن حزقيال في البداية أبقى الدرج في فمه ولم يبلعه، وهو بهذا يشبه كثيرين ممن يعرفون الكتاب بعقولهم فقط، لذا أمره الرب «يا ابن آدم أَطعِم بطنك واملأ جوفك» (3: 3). إن الله يريد للحق أن يصل إلى أعماقنا، وأن نخضع له ونطيعه في حياتنا «خبأت كلامك في قلبي، لكيلا أخطئ إليك» (مزمور119: 11).

الطاقة النفسية:
«هانذا قد جعلت وجهك صلباً مثل وجوههم وجبهتك صلبة مثل جباههم. قد جعلت جبهتك كالماس أصلب من الصوان» (3: 8،9).
كان حزقيال معرَّضَاً، وسط ظروفه، أن يتعب من الجهاد ويفقد الشجاعة والعزم ويتوقف عن العمل؛ إلا أن الرب، الذي أرسله، منحه طاقة نفسية لمواجهة كل الصعاب. فإن كان الناس قُساة في مقاومة كلمة الله (جباههم صلبة)، فهو سيقف صلباً مثلهم ولن يتخاذل أو يتراجع (جبهتك صلبة). وهو ما اختبره بولس أيضاً «فإذ حصلت على معونة من الله بقيت إلى هذا اليوم شاهداً للصغير والكبير» (أعمال26: 22).
 
قديم 01 - 12 - 2016, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 15180 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي يا ترى علاقة الله بميزانيتك المالية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تقدم له الأولوية في كل شيء، أم أنك تترك له الفضلات التي لا تؤثر عليك البتة؟
كانت إحدى المؤمنات القديسات في إفريقيا تعيش من وراء بيعها الكعك، وكانت دائماً حريصة ومدققة في عطاءها للرب، ولكن بعد إصابتها بجرح في رجلها جراء حادث ألم بها، توقفت عن العمل وكذلك توقف دخلها، ودامت على تلك الحالة لعدة شهور إلى أن ابتدأت من جديد تمارس مهنتها..
كانت تنظر بفارغ الصبر إلى ذلك اليوم الذي فيه يعود إليها دخلها من جديد.
ولذلك وعدت راعي الكنيسة الذي ربحها للمسيح بأنها هذه المرة ستدفع للرب ثلث دخلها بدلاً من العشر...
كان هدفها أن تكتسب ثلاثة شلنات في أسبوعها الأول... فتعجب الراعي عندما رأى المرأة تأتي إليه بعد يومين وبيدها شلن كتقدمة للرب!
فسالها متعجباً«لا أعتقد أنك اكتسبت ثلاثة شلنات خلال اليومين الماضيين»؟ فتعجبت المرأة من سؤاله وقالت له: «وهل تظن بأنني سأعطي الرب أخر الثلاثة شلنات... أبداً، إنه شلني الأول وهو ملكه، وهو ثلث ما وعدته به، والاثنين الباقيين الذين سأكتسبهما بعد أيام قليلة سيكونان لي»!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024