29 - 11 - 2016, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 15151 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيباتيوس الشهيد أسقف غنغرة صار أسقفاً على غنغرة في مقاطعة أفلاغونيا شمال آسيا الصغرى، هذه كانت أبرشية مهمة. وقد ورد أنه اشتراك في المجمع المسكوني الأول نيقية (325م). ارتد على يده عدد من الهراطقة بفضل تعليمه. عمله الرعائي كان تشييد الكنائس في أبرشيته بالإضافة إلى مؤسسات إنسانية تهتم بحاجات الفقراء أثناء جولاته الرعائية كان يركب حماراً ويرافقه راهبان شبهوه لنمط حياته بيوحنا المعمدان. ساعد على بناء النفوس. واحتضن أيضاً بما أوتي من نعم ومواهب إلهية أمراض الناس وأتعابهم وقسوة الطبيعة. ذاعت شهرته كصانع عجائب، فدعاه الإمبراطور قسطنديوس (352-360). وطلب أن يخلصه من تنين ربض أمام مدخل الخزينة الملكية، وحال دون دخول أحد حيث وقف إزاء الوحش وبيده عصاً كان يعلوها صليب إذ دعا باسم الرب يسوع المسيح وجر التنين إلى محرقة تم إعدادها قبلاً. شعوراً بالامتنان حفر قسطنديوس اسمه على باب مبنى الخزينة، وأعفى غنغرة من الضرائب السنوية. غير أن ما جرى لم يحمل القيصر على نبذ الآريوسية. نصب له بعض الهراطقة المنشقين عند العودة على طريق لوزيانا وهي معبر بين جبلين، فلما دنا منهم وقعوا عليه بالحجارة والعصي و السيوف وإن امرأة زأرت عليه وعاجلته بضربة حجر على رأسه أودت بحياته. لم يتفوه قديس الله إلا بكلمات قليلة قبل مفارقته «يارب لا تقم لهم هذه الخطيئة» فخشي المهاجمون أن يفتضح أمرهم رموه في كومة تبن وفروا، فجاء صاحب ذلك الحقل ليزود بالتبن من أجل بهائمه سمع جوقاً ملائكياً وعاين نوراً إلهياً فوق الموضع حيث كان الجسد. سرى الخبر بين أهل غنغرة، فنقلوا أباهم بحزن وإكرام عظيمين ودفنوه، وقد أضحى ضريحه منبعاً للعجائب لسنين طويلة أما المرأة التي تسببت بموت القديس فقد استبد بها شيطان يعزبها لكنها استردت عافيتها، ربما بسبب طلبة القديس «يارب لا تقم هذه الخطيئة». |
||||
29 - 11 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 15152 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الكبرياء - للقدّيس يوحنا السُلّمي الكبرياء جحود لله، صنع الشياطين، ازدراء للناس، أم للادانة، ابن للمدائح، علامة للعقم، ابتعاد عن معونة الله، نذير بضلالة العقل، نصير للسقطات، علة للعصبية، ينبوع للغضب، وليّ لقساوة القلب، جهل بالحنوّ، محاسب مُرّ، قاض ظالم، خصم لله، وأصل للتجديف. حيثما حلت سقطة فهناك سبق وسكن الكبرياء، لأن حضور الكبرياء ينبئ بحلول السقطة … فان كان ملاك قد سقط من السماء لكبرياءه فقط دون أي هوي آخر، فلننظر لعلنا نستطيع الصعود الي السماء بالتواضع فقط دون أية فضيلة أخري، فإن التكبر اتلاف لمكاسبنا واتعابنا. عاتب شيخ أحد الأخوة علي تكبره معاتبة روحية، فأجاب الأخ: "اغفر لي يا أبي فاني لست متكبراً" ، فقال به الشيخ كليّ الحكمة: "يا ولدي، أي برهان تعطينا علي تكبرك أوضح من قولك: "لست متكبراً".". من الخزي أن يفتخر الانسان بمحاسن غيره، ولكنه منتهي الجنون أن يتباهي بمواهب الله فيه، ان أردت أن تفتخر فافتخر بما حققته قبل أن تولد، لأن ما حققته بعد ولادتك قد وهبك الله اياه كما سبق ووهبك الولادة نفسها، وكل الفضائل التي صرت فيها حكيماً بغير عقلك هي وحدها التي حقاً لك، لأن العقل قد وهبك الله اياه، بالمثل كافة المحاربات التي خضتها بدون جسدك هي وحدها التي تمت بهمتك أنت، لأن جسدك ليس لك بل هو خلقة الله. لا تطمئن الي ذاتك ومصيرك قبل صدور الحكم الأخير عليك، ولا تتشامخ وأنت من الأرض، لأن كثيرين قد أهبطوا وقد كانوا في السماء. ان الغرور ينشأ من نسيان الزلات، لأن ذكر الزلات يؤدي الي الاتضاع، فالكبرياء طامة كبري لنفس فقيرة تتوهم الغني ! فتكون في الظلام وتتخيل النور، إن الكبرياء النجس لا يمنعنا من التقدم فقط، بل يسقطنا أيضاً من علو الفضائل، لأن المتكبر لا يحتاج الي شيطان لاسقاطه، لأنه قد صار شيطاناً وعدواً لذاته. فكما ان الظلام غريب عن النور، فان المتكبر غريب عن الفضيلة. ففي قلوب المتكبرين تنشأ أقوال التجديف بينما في نفوس المتضعين تأملات سماوية. "عن الدرجة الثالثة والعشرين من السلم إلى الله" |
||||
29 - 11 - 2016, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 15153 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس يوحنا السُلّمي - سيرة حياته ميلادُهُ:ولد يوحنا، كما يبدو، في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي. ترهبُهُ: بعد أن بلغ يوحنا السادسة عشر، وتلقّى من العلم قدراً وتفتّح ذهنه، مجّ مفاتن حياة البطلان، حبّاً بالله، وطلب جبل سيناء. حيثُ تكثرُ المناسك والأديرة الرهبانية. ومنذ أن دخل حلبة الصراع الرهباني، تخلّى عن كلّ ثقة بالنفس وسلك في أتّضاع القلب مسلّماً ذاته، في الجسد والروح، إلى شيخ اسمه مرتيريوس، وشرع بلا همّ أرضي يرتقي سلّم الفضائل. همُّه الأوحد أضحى أن يتخلّى عن مشيئته الخاصة. تنسُّكُهُ: أمضى يوحنا، تسعة عشر عاماً سالكاً بالطاعة، محفوظاً بصلاة أبيه الروحي. فلمَّا رقد معلّمه في الرّب قرّر مواصلة ارتقائه في الوحد. بعدما ترسّخ في الاتضاع، عبر العزلة الكاملة حتى لا يُوجَد محروماً ولا للحظة من عذوبة الله. حتى في هذا الأمر لم يعتمد على رأيه الذاتي بل على نصيحة شيخ آخر قدّيس، يُدعى جاورجيوس، أطلعه على نمط الحياة الخاصة بالهدوئيين. وقد اختار يوحنا، لذلك، موضعاً معزولاً يُعرف بـ "تولا" على بعد خمسة أميال من الدير الكبير. لازم يوحنا المكان أربعين سنة مشتعلاً بحب الله المتنامي في قلبه أبداً لم يشغله خلالها شيء غير الصلاة المتواترة ويقظة القلب كمثل ملاك بالجسد. كان يحدث له أحياناً أن يُخطف في الروح وسط الأجواق الملائكية دون أن يعرف ما إذا كان، ساعة ذاك، في الجسد أو خارج الجسد. وبحرّية بالغة كان يطلب من الله أن يلقّنه أسرار اللاهوت. ولما كان يخرج من أتون الصلاة كان يشعر بالنقاوة تارةً، كما لو خرج لتوّه من النار، وتارةً أخرى يلتمع ضياءً. رئيساً لدير سيناء: لما أكمل قدّيسنا سنواته الأربعين مقيماً في البرّية كموسى آخر، اختير رئيساً لدير سيناء. فكان راعياً ممتازاً وطبيباً حاذقاً ومعلّماً حاذقاً يحمل في نفسه الكتاب الذي وضعه الله فيه حتى لم يعد في حاجة إلى كتب أخرى يُلقّن رهبانه بواسطتها علم العلوم وفنّ الفنون. صيت دير سيناء ذاع لنمط حياة رهبانه، الذي وضعه لهم رئيسهم الفاضل. هذا ما جعل من الدير منارةً لكل الرهبان والحجاج الذين راحوا يأتونه من كُلِّ حدبٍ وصوب. مؤلّفاته: لمَّا ذاع صيتُ الحياة الرهبانية ونمطها في دير سيناء، بفضل حكمة ودراية القدّيس يوحنا، كَتَبَ يوحنا رئيس دير رايثو، إلى قدّيسنا يطلب منه أن يكتب، بصورة واضحة ومنظّمة ومقتضبة، ما هو ضروري لنوال مقتبلي الحياة الملائكية الخلاص. على هذا انبرى يوحنا يُحرِّر ألواح الناموس الروحي، فكان ثمرة جهده كتاب "السلَّم إلى الله" الذي أضحى في الأدب النسكي، مرجعاً كلاسيكيّاً أساسيّاً في أصول الحياة الروحيّة، على مدى الأجيال. فكرة الكتاب تقوم على أن "الوصول إلى الكمال الروحي" ويستدعي "التدرّج في الفضائل" كمن يصعد "السلّم" وكلّ درجة فضيلة، وهو مستوحى من رؤيا يعقوب في العهد القديم (تكوين 28 : 12-13). أمّا الشيطان فيقوم بمحاربتنا عبر أفكار شريرة لإسقاطنا عن سلم الله إلى الهاوية ( وهذه هي التجارب). وقد عدّد القدّيس تلك الفضائل (الدرجات) ، وجعلها ٣٠ درجة، وهي توافق عدد سنوات الرّب يسوع المسيح على الأرض قبل بدء رسالته التي دامت ثلاث سنوات بعدها، أي صُلب بعمر ال ٣٣ سنة. أولى هذه الدرجات "الزهد" ونذكر من أهم الدرجات الأخرى : الدرجة الرابعة : الطاعة ، السادسة : ذكر الموت ، ال ١١ : الصمت ، ال 12 : في التغلب على الكذب ، ال٢١: في التغلّب على الجبن العديم الرجولة ، ال ٢٥ : في التواضع ، ال ٢٦ : في التمييز ال٢٩ : اللاهوى ... وأهمها الثلاثون: ويجعلها "ثالوثاً" : "الإيمان والرجاء والمحبة" . وتشدد الكنيسة في هذا الأحد من الصوم على التحلي "بالفضائل" المذكورة ، وتشبه مسيرة الصوم نحو القيامة المبتغاة والتجارب التي نتعرض لها ، بسلّم الفضائل هذا. رُقادُهُ: بعد سنين الجهاد المضني، لبلوغ حياة القداسة،عيّن القدّيس يوحنا أخيه جاورجيوس رئيساً للدير بعد أن شعر بدنوِّ أجله. وهكذا أسلم روحه مودعاً إياها بين يدي الأب السماوي، لتنعمَ بالبركة والمحبَّة السماوية حيثُ السلام الذي لا بديل عنه، مهما علا شأن البديل. زمن رقاده غير معروف، لكنّه على الأرجح ما بين القرن السادس والنصف الأوّل من القرن السابع للميلاد. في الكبرياء - للقدّيس يوحنا السُلّمي الكبرياء جحود لله، صنع الشياطين، ازدراء للناس، أم للادانة، ابن للمدائح، علامة للعقم، ابتعاد عن معونة الله، نذير بضلالة العقل، نصير للسقطات، علة للعصبية، ينبوع للغضب، وليّ لقساوة القلب، جهل بالحنوّ، محاسب مُرّ، قاض ظالم، خصم لله، وأصل للتجديف. حيثما حلت سقطة فهناك سبق وسكن الكبرياء، لأن حضور الكبرياء ينبئ بحلول السقطة … فان كان ملاك قد سقط من السماء لكبرياءه فقط دون أي هوي آخر، فلننظر لعلنا نستطيع الصعود الي السماء بالتواضع فقط دون أية فضيلة أخري، فإن التكبر اتلاف لمكاسبنا واتعابنا. عاتب شيخ أحد الأخوة علي تكبره معاتبة روحية، فأجاب الأخ: "اغفر لي يا أبي فاني لست متكبراً" ، فقال به الشيخ كليّ الحكمة: "يا ولدي، أي برهان تعطينا علي تكبرك أوضح من قولك: "لست متكبراً".". من الخزي أن يفتخر الانسان بمحاسن غيره، ولكنه منتهي الجنون أن يتباهي بمواهب الله فيه، ان أردت أن تفتخر فافتخر بما حققته قبل أن تولد، لأن ما حققته بعد ولادتك قد وهبك الله اياه كما سبق ووهبك الولادة نفسها، وكل الفضائل التي صرت فيها حكيماً بغير عقلك هي وحدها التي حقاً لك، لأن العقل قد وهبك الله اياه، بالمثل كافة المحاربات التي خضتها بدون جسدك هي وحدها التي تمت بهمتك أنت، لأن جسدك ليس لك بل هو خلقة الله. لا تطمئن الي ذاتك ومصيرك قبل صدور الحكم الأخير عليك، ولا تتشامخ وأنت من الأرض، لأن كثيرين قد أهبطوا وقد كانوا في السماء. ان الغرور ينشأ من نسيان الزلات، لأن ذكر الزلات يؤدي الي الاتضاع، فالكبرياء طامة كبري لنفس فقيرة تتوهم الغني ! فتكون في الظلام وتتخيل النور، إن الكبرياء النجس لا يمنعنا من التقدم فقط، بل يسقطنا أيضاً من علو الفضائل، لأن المتكبر لا يحتاج الي شيطان لاسقاطه، لأنه قد صار شيطاناً وعدواً لذاته. فكما ان الظلام غريب عن النور، فان المتكبر غريب عن الفضيلة. ففي قلوب المتكبرين تنشأ أقوال التجديف بينما في نفوس المتضعين تأملات سماوية. "عن الدرجة الثالثة والعشرين من السلم إلى الله" |
||||
29 - 11 - 2016, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 15154 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسون مرقس أسقف أرثيوسيون وكيرلس الشماس ويونان وبراشيسيوس ورفقائهما الشهداء إثر تولي يوليانوس عرش بيزنطية، وكان قد أخفاه مرقس من بطش عمه قسطنديوس، ووفر له سراً ما يحتاج إليه. فأمر أن يُعيد المسيحيون بناء الهياكل الوثنية التي دكّوها خلال حكم سلفيه قسطنطين وقسطنديوس، وعلى نفقتهم. وكان مرقس قد هدم هيكلاً فخماً له موقع مميّز في نفوس الوثنيّين، وبنى كنيسة وهدى عدداً كبيراً من الضالّين. وقد لزم الوثنّيون الصمت على مضض وكنّوا لمرقس حقداً شديداً. إثر اندلاع شرارة الاضطهاد، توارى مرقس عن الأنظار. ولمّا بلغه أنّ الوثنيّين أمسكوا بعدد من مسيحّيي عرطوز ولم يشاؤوا إطلاق سراحهم قبل أن يُسلِّم مرقس نفسه، فجاء إليهم فقبضوا عليه وجرّروه في الشوارع من شعره. وإذ جرّدوه من ثيابه, جلدوه جلداً وحشياً وحقّروه أيّما تحقير. ثم ألقَوه في حفرة النفايات والمياه المبتذلة، وعمدوا إلى تقييد ساقيه بالحبال وشدّوا حتى اخترقت الحبال لحماته ووصلت إلى عظامه، ثمّ جعلوا على بدنه عسلاّ ومرقاً وأقفلوا عليه في ما يُشبه القفص معلّقين إياه في الهواء والشمس المحرقة، منتصف النهار. ومع هذه الآلام لبث مرقس هادئاً. كانوا يُلحّون عليه أن يُعيد لهم بناء الهيكل فلم يأبه لهم. فاستحال ازدراء بعضهم إعجاباً به، لصبره وثباته وقوة نفسه، فأطلقوا سراحه ورجاه بعضهم أن يُعلّمه كيف يبلغ مثل هذه الدرجة من الرزانة والهدوء، والصبر. وأمضى بقيّة أيّامه في تدبير شؤون قطيع المسيح في عرطوز إلى أن رقد بسلام في الرب. أمّا القدّيس كيرللس فقد كان شماس كنيسة بعلبك. انقضّ كيرللس بحماسة شديدة وحرّض الناس على هدّ هيكل فينوس، فحقد عليه الوثنيّون وكظموا غيظهم إلى وقت مؤات. فلمّا انحلّت ساعة الظلمة انتقموا منه وممن أمكنهم الوصول إليهم، راهبات وخدّام الكنيسة. واقتحم الوثنيّون ديراً للراهبات واستاقوا من فيه إلى الموضع حيث كان هيكل فينوس. وعرّضوهن لدناءات وحقارات جمّة. وانقض الضالّون على كيرللس وضربوه ضرباً لا هوادة فيه. وأكلوا كبده نيئاً كالحيوانات. رفاق يونان وباراشيسيوس المذكورون بالاسم هم زانيتاس ولعازر وماروثاس ونرسيس وإيليا ومارس وحبيب وسمبيط وسابا. كتب سيرتهم فارس أرمني اسمه إشعياء كان جندياً في جيش شابور الثاني وعاين بأمّ العين وسمع ما دار خلال استجواب الشهداء. دونك بعض ما ورد في الترجمة: في السنة الثامنة عشرة من حكم شابور الثاني حمل من كان لقبه ملك الملوك على المسيحيّين حملة شعواء فسالت الدماء غزيرة واندكت الكنائس والأديرة. فلما سمع يونان وباراشيسيوس، وكانا أخوين من مدينة بيت آسا، أن عدداً من المسيحيّين حُكم عليه بالموت في حُباهام، توجّها إلى هناك ليشدّدا الموقوفين ويخدماهم. تسعة من هؤلاء نالوا إكليل الاستشهاد. فلما نُفّذ فيهم حكم الموت جرى القبض على يونان وباراشيسيوس بتهمة تحريضهم على الموت. حاول القاضي، بليونة، حمل الأخوين على إعلان الطاعة لملك الملوك وعبادة الشمس والقمر والنار والماء. جوابهما كان أن المعقول، بالأحرى، أن يطيعا الملك الخالد للسماء والأرض ولا يطيعان أميراً تحت الموت. فاستاء المجوس لسماعهم هذا الكلام عن ملكهم. وبإيعاز منهم فُصل الشهيدان أحدهما عن الآخر وأُلقي باراشيسيوس في حفرة ضيّقة فيما أُبقي يونان موقوفاً لديهم عساهم يتمكّنون من إقناعه بالتضحية. ولكن لما رآه أمير المجوس ثابتاً لا يلين أمر به فطرحوه أرضاً على بطنه جاعلين عصا تحت صرّته وأخذوا في ضربه بالهراوات المعقّدة والقضبان. خلال ذلك كان قدّيس الله يصلي قائلاً: "أشكرك، إله إبراهيم فاهلني، أتوسل إليك، أن أٌقرِّب لديك ذبائح مقبولة. واحدة سألت الرب وإياها ألتمس. أما الشمس والقمر والنار والماء فأُنكرها وأؤمن وأعترف بالآب والابن والروح القدس". فأمر القاضي بإلقائه في بركة تجمّد ماؤها وأن تُربط قدمه بحبل. ومن ثم تحوّل إلى باراشيسيوس فاستحضره وزعم أمامه أن أخاه أذعن وضحّى. فقال الشهيد: ليس ممكناً أن يكون أخي قد أدى الإكرام الإلهي للنار وهي خلقة حقيرة! ثم استرسل فأخبر بعظمة الله الخالق. وقد كان باراشيسيوس على بلاغة في التعبير وقوّة في الخطابة أخّاذَين حتى اندهش المجوس لسماعه وقال أحدهم للآخر: لو أنه سُمح لهذا أن يتحدث في الناس لاجتذب العديدين. فلا يناسب، والحال هذه، أن يكون استجوابه إلا سرّاً وفي الليل. في تلك الأثناء حمّوا حديداً وجعلوه تحت أبطيه وأذابوا قصديراً وسكبوا في منخاريه وعينيه ثم ألقوه في السجن وعلّقوه من رجله. إثر ذلك أخرج المجوس يونان من البركة المتجمّدة وقالوا له: كيف حالك هذا الصباح؟ لا بد أن تكون قد أمضيت ليلة مزعجة؟ أجاب: كلا! منذ مولدي لا أذكر ليلة نعمت فيها بالهدوء والراحة كما نعمت هذه الليلة! فقالوا: صاحبك كفر! فأجابهم: أنا أعلم أنه كفر بإبليس وملائكته من زمان! فألحوا عليه أن احرص أن تُهلك نفسك منبوذاً من الله والناس. فأجاب: لو كنتم حكماء، كما تزعمون، لحكمتّم في أي الأمرين أصلح أن يُبذر الحبُّ أن يُخزن. فإن حياتنا حَبّ مبذور لينبت ثانية في العالم الآتي حين يتجدّد بالمسيح في النور الذي لا يخبو. قال المجوس: كتبكم أخرجت العديدين! فأجاب: أجل، أخرجتهم من متع الدنيا. فحين يكون خادم المسيح غارقاً في الآلام لأجل سيّده يكون سكران حباً وشوقاً فينسى حال هذه الحياة العابرة وينسى غناها وكراماتها. لا يعود يهمّه، الملوك والأمراء والأسياد والنبلاء بل معاينة الملك الحق الذي مُلكه بلا نهاية وسلطانه إلى الدهور. ومن جديد أمر القضاة بيونان فقُطعت أصابع يديه ورجليه وبُعثرت وسُلخ جلد رأسه وقطع لسانه وأُلقي في خلقين من الزفت المغلي فلم يتأذّ. ثم عُرّض للمكبس الخشبي ونُشر وأُلقي قطعة قطعة في خزّان جاف وأُمر الجند بحراسته ليل نهار لئلا يأتي مسيحيون ويسرقوه. ثم جاء دور باراشيسيوس فنُصح بعدم التفريط بجسده. فأجابهم: جسدي لم أصنعه ولن أدمّره. الله الذي صنعه هو يستعيده ويدينكم أنتم وملككم! فتفنّنوا في تعذيبه هو أيضاً وزرعوا عيدان القصب عميقاً في بدنه وجعلوا يقلّبونه على الأرض وكبسوا على بدنه وسكبوا الزفت المغلي في جوفه فأسلم الروح ونال كأخيه إكليل الشهادة. كانت شهادة الاثنين، يونان وباراشيسيوس، ومن معهما في كانون الأول من العام 327م. إلا أن ذكرهم في الشرق والغرب اعتُمد في 29 آذار. |
||||
29 - 11 - 2016, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 15155 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس إيلاريّون الجديد البار (+754 م) ترهّب صغيرًا واجتهد في دروب النسك والصلاة المستمرّة اجتهادًا كبيرًا. تنقّى من كلّ هوى بنعمة الله. كان شديد العطف على الفقراء، لا يمنع عنهم شيئًا من مقتنياته، حتى ثيابه التي على بدنه. امتاز بتواضعه ولطفه وحلاوة طبعه. اختير رئيسًا لدير البلاكيت في قمّة الأوليمبوس البيثينية زمن الاضطهاد الذي عانى منه مكرّمو الأيقونات. تمسّك بالأيقونات المقدّسة ودافع عن إكرامها. نال حظّه من التنكّيل أيام الإمبراطور البيزنطي لاون الإيصافري. جرى نفيه وأربعين من رهبانه إلى مكان ما قرب أفسس حيث مات في السجن. سُرَّ الله أن تجري برفاته عجائب جمّة. |
||||
29 - 11 - 2016, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 15156 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أرتامونُس أسقف سلوقية والقدّيس زخريا البار القدّيس أرتامونُس أسقف سلوقية (ق 1 م) كان أرتامونُس وليد عائلة نبيلة من عائلات سلوقية البيسيدية. لما عبر بولس الرسول في المدينة كارزاً بالإنجيل تعرّف أرتامونُس إليه واصطيد بكلامه، فترك كل شيء وانضمّ إليه وكابد الشدائد وعانى القيود نظيره . صيّره الرسول أسقفاً على موطنه، سلوقية، فجاهد الجهاد الحسن هداية لشعبه ورعاية لهم. وقد رقد بسلام في الرب بعدما شبع أيّاماً. القدّيس زخريا البار (القرن5م) فيما سرت حمّى الخروج إلى الصحراء نسكاً في مصر وأخذ الناس يتدفّقون على الصحراء بالآلاف، خرج أيضاً شخص اسمه كاريون إلى بريّة الإسقيط تاركاً زوجته وولديه. فلما حلّت بالبلاد مجاعة قاسية وبانت الزوجة المسكينة معدمة، لا حول لها ولا قوة إلا بالله، جاءت إلى الإسقيط وولداها فوجدت كاريون بعد لأي فاستجارات فأجارها وأخذ أحد ولديه، زخريا، وضمّه إليه وصار يعلّمه أصول الرهبانية. كبر الولد وكان الجميع يعرفون أنه ابن كاريون. لكن عدو الخير أخذ يضع الشبهة في أذهان الرهبان بشأن سكنى الاثنين معاً. فقال الأب لابنه: "هلم بنا يا بني نخرج من ههنا لأن الآباء يتهامسون في شأننا!" فأجابه زخريا: "يا أبي الكل في هذا الموضع يعرف، أني ابنك فلو مضينا إلى مكان آخر أفلن يشكّوا فينا بالأكثر؟ فأصرّ الأب فمضيا إلى صعيد مصر وأقاما في إحدى القلالي هناك. إلا أن الوقت لم يطل حتى سرى السجس بين الرهبان في شأنهما. فقاما من جديد وعادا إلى الإسقيط فعادت الإشاعات تسري. أخيراً توجّه زخريا، دون أن يتلفّظ بكلمة، إلى غدير مياه معدنية كبريتية وخلع ملابسه وغطس في الماء إلى أنفه. وبعدما بقي كذلك ساعات تشوّه منظره وتبدلت هيأته فلبس ثيابه وعاد إلى أبيه فلم يتمكّن أبوه من التعرّف عليه إلا بصعوبة لأن هيأته صارت كهيئة إنسان ضربه البرص. وإذ حدث أن خرج زخريا، بعد أيام، إلى الكنيسة للاشتراك في القدسات، عرفه إيسيدوروس الكاهن. فتعجّب منه وقال: لقد جاء زخريا الصبي، الأحد الماضي، ليتناول الأسرار كإنسان، أما الآن فقد صار شبه ملاك! من أخباره أنه رأى رؤية، في الإسقيط، وكانت من الله فنهض إلى أبيه وأطلعه عليها، وكان كاريون، على ما قيل، شيخاً كاملاً. فلما سمع الشيخ كلام زخريا وبّخه وضربه وقال له: "هذه الرؤية من الشياطين!" فلزم زخريا الصمت وقتاً، لكنه بعدما فكّر في الأمر طويلاً انتابته الشكوك في صوابية حكم أبيه. فمضى إلى بيمين الشبخ وأعلمه بما جرى له وكيف أن أفكاره كانت تلتهب في قلبه. فعلم الشيخ أن الأمر من الله فقال له: امض إلى ذاك الشيخ وافعل ما يوصيك به، فمضى ولكن قبل أن يطرح على الشيخ مسألته بادره هذا الأخير بالقول: الرؤية من الله، ولكن امض واخضع إلى أبيك! ومن أخباره أيضاً أن مكاريوس الكبير سأله مرة وهو في مقتبل العمر: قل لي يا زخريا، من هو الراهب الحقيقي؟ فأجاب: أتسألني أنا يا أبي؟ فقال: نعم يا بني فإن نفسي متيقنة، بالروح القدس الذي فيك، أن ثمّة ما ينقصني واحتاج لأن أسألك عنه. فأجاب زخريا: "الراهب هو ذاك الذي يرذل نفسه ويجهد ذاته في كل أمر". مرة أخرى أتى القدّيس موسى الأسود إلى الماء ليستقي فوجد زخريا عند البئر يصلّي وكان ممتلئاً من روح الله، فقال له: قل لي يا أبتاه ماذا أصنع لأخلص؟ فانطرح زخريا عند قدميه وقال له: أتسألني أنا يا أبي؟! فأجاب: صدّقني يا ابني زخريا، لقد أبصرت روح الله عليك فوجدتني مسوقاً إلى سؤالك. فتناول زخريا قبعته ورماها أرضاً وأخذ يدوسها، ثم رفعها ولبسها من جديد وهو يقول: إن لم يصر الراهب منسحقاً على هذا النحو فلا يمكنه أن يخلص! وقد شهد كاريون الشيخ لابنه بقوله: إني بذلت أتعاباً كثيرة فلم أصل إلى رتبة ابني زخريا في اتزان العقل والسكون! فلما حضرت زخريا ساعة الوفاة سأله الأنبا موسى: أية فضيلة هي الأعظم يا بني؟ فأجابه: على ما أرى يا أبي لا شيء أفضل من السكوت. فقال: بالصواب أجبت يا بني! وقد ورد أنه لما خرجت روحه كان إيسيدوروس الكاهن جالساً فنظر إلى السماء وقال: اخرج يا ابني زخريا فأن أبواب ملكوت السموات مفتوحة لك! |
||||
29 - 11 - 2016, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 15157 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس زخريا البار (القرن5م) فيما سرت حمّى الخروج إلى الصحراء نسكاً في مصر وأخذ الناس يتدفّقون على الصحراء بالآلاف، خرج أيضاً شخص اسمه كاريون إلى بريّة الإسقيط تاركاً زوجته وولديه. فلما حلّت بالبلاد مجاعة قاسية وبانت الزوجة المسكينة معدمة، لا حول لها ولا قوة إلا بالله، جاءت إلى الإسقيط وولداها فوجدت كاريون بعد لأي فاستجارات فأجارها وأخذ أحد ولديه، زخريا، وضمّه إليه وصار يعلّمه أصول الرهبانية. كبر الولد وكان الجميع يعرفون أنه ابن كاريون. لكن عدو الخير أخذ يضع الشبهة في أذهان الرهبان بشأن سكنى الاثنين معاً. فقال الأب لابنه: "هلم بنا يا بني نخرج من ههنا لأن الآباء يتهامسون في شأننا!" فأجابه زخريا: "يا أبي الكل في هذا الموضع يعرف، أني ابنك فلو مضينا إلى مكان آخر أفلن يشكّوا فينا بالأكثر؟ فأصرّ الأب فمضيا إلى صعيد مصر وأقاما في إحدى القلالي هناك. إلا أن الوقت لم يطل حتى سرى السجس بين الرهبان في شأنهما. فقاما من جديد وعادا إلى الإسقيط فعادت الإشاعات تسري. أخيراً توجّه زخريا، دون أن يتلفّظ بكلمة، إلى غدير مياه معدنية كبريتية وخلع ملابسه وغطس في الماء إلى أنفه. وبعدما بقي كذلك ساعات تشوّه منظره وتبدلت هيأته فلبس ثيابه وعاد إلى أبيه فلم يتمكّن أبوه من التعرّف عليه إلا بصعوبة لأن هيأته صارت كهيئة إنسان ضربه البرص. وإذ حدث أن خرج زخريا، بعد أيام، إلى الكنيسة للاشتراك في القدسات، عرفه إيسيدوروس الكاهن. فتعجّب منه وقال: لقد جاء زخريا الصبي، الأحد الماضي، ليتناول الأسرار كإنسان، أما الآن فقد صار شبه ملاك! من أخباره أنه رأى رؤية، في الإسقيط، وكانت من الله فنهض إلى أبيه وأطلعه عليها، وكان كاريون، على ما قيل، شيخاً كاملاً. فلما سمع الشيخ كلام زخريا وبّخه وضربه وقال له: "هذه الرؤية من الشياطين!" فلزم زخريا الصمت وقتاً، لكنه بعدما فكّر في الأمر طويلاً انتابته الشكوك في صوابية حكم أبيه. فمضى إلى بيمين الشبخ وأعلمه بما جرى له وكيف أن أفكاره كانت تلتهب في قلبه. فعلم الشيخ أن الأمر من الله فقال له: امض إلى ذاك الشيخ وافعل ما يوصيك به، فمضى ولكن قبل أن يطرح على الشيخ مسألته بادره هذا الأخير بالقول: الرؤية من الله، ولكن امض واخضع إلى أبيك! ومن أخباره أيضاً أن مكاريوس الكبير سأله مرة وهو في مقتبل العمر: قل لي يا زخريا، من هو الراهب الحقيقي؟ فأجاب: أتسألني أنا يا أبي؟ فقال: نعم يا بني فإن نفسي متيقنة، بالروح القدس الذي فيك، أن ثمّة ما ينقصني واحتاج لأن أسألك عنه. فأجاب زخريا: "الراهب هو ذاك الذي يرذل نفسه ويجهد ذاته في كل أمر". مرة أخرى أتى القدّيس موسى الأسود إلى الماء ليستقي فوجد زخريا عند البئر يصلّي وكان ممتلئاً من روح الله، فقال له: قل لي يا أبتاه ماذا أصنع لأخلص؟ فانطرح زخريا عند قدميه وقال له: أتسألني أنا يا أبي؟! فأجاب: صدّقني يا ابني زخريا، لقد أبصرت روح الله عليك فوجدتني مسوقاً إلى سؤالك. فتناول زخريا قبعته ورماها أرضاً وأخذ يدوسها، ثم رفعها ولبسها من جديد وهو يقول: إن لم يصر الراهب منسحقاً على هذا النحو فلا يمكنه أن يخلص! وقد شهد كاريون الشيخ لابنه بقوله: إني بذلت أتعاباً كثيرة فلم أصل إلى رتبة ابني زخريا في اتزان العقل والسكون! فلما حضرت زخريا ساعة الوفاة سأله الأنبا موسى: أية فضيلة هي الأعظم يا بني؟ فأجابه: على ما أرى يا أبي لا شيء أفضل من السكوت. فقال: بالصواب أجبت يا بني! وقد ورد أنه لما خرجت روحه كان إيسيدوروس الكاهن جالساً فنظر إلى السماء وقال: اخرج يا ابني زخريا فأن أبواب ملكوت السموات مفتوحة لك! |
||||
29 - 11 - 2016, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 15158 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس نيكن الشهيد وتلاميذه الـ /199/ المستشهدون معه (251 م) أغلب الظن أنه من نابولي الإيطالية مع أن ثمة من يطرح أن يكون من قيصرية فلسطين. كان أبوه وثنياً وأمه مسيحية. حدث ذات مرة، خلال معركة عسكرية اشترك نيكن فيها، أن وجد نفسه في خطر شديد. في تلك الساعة بالذات خطر ببال قديسنا ما سبق أن سمعه من أمه التقية عن الحياة الأبدية فهتف صارخاً: "بادر أيها الرب يسوع المسيح إلى معونتي!" وإذ تسلح بعلامة الصليب، سلاحاً لا يُقهر، اندفع إلى المعركة بشجاعة وقوة فائقين حتى أنه خرج منتصراً ممجداً. وفي عودته إلى وطنه زار أمه وروى ما جرى له، كما نقل رغبته في اقتبال المعمودية في المشرق حيث ينابيع الإيمان. سافر نيكن إلى بلاد الشرق بحراً. وإذ حط في جزيرة خيوس اعتزل في أحد الجبال حيث أقام في الصوم والسهر والصلاة أسبوعاً كاملاً يتهيأ للمعمودية. وإن ملاكاً للرب ظهر له وأعطاه قضيباً وأشار عليه بالنزول إلى الشاطئ. هناك وجد سفينة نقلته إلى قمة غانوس في تراقيا حيث التقى ثيودوروس وقيل ثيودوسيوس، أسقف كيزيكوس، الذي كان قد اعتزل، في تلك الناحية، ناسكاً في إحدى المغاور. هذا بدا كأنه كان عارفاً، بعون الله، بقدوم نيكن. لذلك دعاه إلى معتزله ولقنه أسس الإيمان وعمده باسم الثالوث القدوس. لازم قديسنا الموضع الذي قادته العناية الإلهية إليه ليسلك، في كل أمر، في خطى أبيه الروحي. مرت ثلاث سنوات سامه بعدها ثيودوروس كاهناً وقيل أيضاً أسقفاً. ولما حانت ساعة مفارقة ثيودوروس أسلمه قيادة مئة وتسعين من التلاميذ الذين كانوا قد اجتمعوا إليه. في تلك الأثناء اشتعلت نار اضطهاد داكيوس قيصر (251م)، للمسيحيين، فوجد نيكن ورفاقه أنفسهم مجبرين على الارتحال بحراً. فلما بلغوا إيطاليا تسنى لنيكن أن يزور أمه المحتضرة ويشترك في دفنها. كما عمد تسعة من مواطنيه هجروا ذويهم وقرروا الانضمام إليه. بعد ذلك انتقل الرهبان المئتان إلى صقلية. فنزلوا قمة تفرومينا. غير أنهم لم ينعموا هناك بالسلام، إلا لوقت قصير لأن والي صقلية الوثني، المدعو كونتيانوس، علم بوجودهم فقبض عليهم وأوقفهم لديه للمحاكمة. أبى تلاميذ نيكن، بصوت واحد، أن يكفروا بالمسيح وخدمتهم المباركة فأسلمهم الوالي للجلد بأعصاب البقر ثم قطع هاماتهم وألقى بأجسادهم في أفران تسخين المياه. وجاء دور نيكن فمُدد أرضاً وبُترت يداه ورجلاه ولدعه الجنود بالمشاعل ثم ربطوه إلى ثورين وساروا به إلى حافة واد وألقوه من علو فلم يمت فحطموا فكيه بالحجارة وقطعوا لسانه وقطعوا رأسه. أما رفاته ورفات رفاقه فوجدها أسقف مسينا، ثيودوسيوس، فبنى كنيسة إكراماً لهم. يُشار وفق إحدى الروايات إلى أن جسد نيكن، بعدما لفظ أنفاسه، بقي في الحقل ليكون طعاماً للعصافير، لكن صبياً راعياً فيه شيطان وقع على الجسد فشفي للحال وأذاع الخبر فجاء من أخذ الجسد ودفنه. |
||||
29 - 11 - 2016, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 15159 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس باسيليوس الشهيد كاهن كنيسة أنقرة حياتُهُ: كان باسيليوس كاهناً في أنقرة ومن أسقفية مركلّس. بشَّر بكلمة الله بحميَّة ومثابرة. ولمَّا حاول باسيليوس أسقف أنقرة الآريوسي بثَّ سمومه في المدينة، من خارجها «لأن الآريوسيين المتطرِّفين عملوا على نفيه منها» لم يكف باسيليوس الكاهن على مناداة الناس، بجسارة الأنبياء، أن يحذروا الفخاخ المنصوبة لهم وأن يثبتوا يقظين في الإيمان القويم. حاول الأساقفة الآريوسيون عام 360م، منعه من عقد اجتماعات كنسية فلم يرضخ لهم بل دافع عن الإيمان أمام الإمبراطور قسطنديوس، الآريوسي النزعة, نفسه. محارباً الوثنية: وعندما حاول يوليانوس الجاحد استعادة الوثنية ولم يسأل جهداً في إفساد المؤمنين، جال باسيليوس في المدينة كلها حاثاً المسيحيين على الصمود وألا يلوثوا أنفسهم بالأضحية بل أن يقاوموا الوثنية، برجولة من أجل الله. حنق عليه الوثنيون ثمَّ ألقوا القبض عليه وجروه أمام ساتورنينوس الوالي متهمين إياه بمحاولة إثارة الفتنة وقلب مذابح عديدة وتحريض الشعب على الآلهة والتعرض لقيصر ودينه. شهيداً للإيمان: أودع باسيليوس السجن. وعذِّب بمختلف وسائل التعذيب. لاقى الهزأ والسخرية. فرح بتعذيبه كُلَّ من يوليانوس الجاحد والكونت فرومنتينوس. لكن، هذا لم يهبط عزيمة باسيليوس بالابتعاد عن الرَّب، الذي زاره وهو في السجن، وشدَّده وقواه بنعمته الإلهية. أوقع باسيليوس أرضاً وطعن بحراب محمَّاة في الظهر إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة. كان ذلك في التاسع والعشرين من حزيران من السنة 362م. غير أن الغرب والشرق يعيدان له في الثاني والعشرين من آذار. |
||||
29 - 11 - 2016, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 15160 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبكَ لأنكَ لستَ أنا
“أحبك لأنك أنت“، هل سبق لنا أن تساءلنا عن الرسالة التي تتضمنها هذه العبارة؟ أحبك ويمكن لي أن أحبك حتى لو لم تكن مثلي، هذا هو التفسير الأول. لأنه في الحقيقة، إن أردتُ لك أن تكون مثلي، فأنا لا أحبك. في المحبة، الفرادة الخاصة بكل شخص هي التي تخلق الغنى المستمر في العلاقة. ولكن بخلاف ذلك وكما يقولون في المجتمع: “العمر أو العلاقات والزواج“. وهي صحيحة بقدر ما نسمح نحن لها بأن تكون صحيحة. فإذا كنا لا نؤمن بقدرة الإنسان على الوصول إلى القداسة ومشاركة الله في مجده ونعمته أكثر فأكثر، هذا يعني أننا لن نحصل أبداً على شخص جديد. لكن نحن نعمل على تصحيح أعمال الله، معتقدين بأننا نعلم كيف تسير هذه الأمور بشكل أفضل، هكذا سنرى حتى مأساة هذه القضية عندما نحصل على علاقة أخرى يومية وأساسية للغاية. علاقة الآباء والأمهات بأطفالهم، وكذلك علاقة الأطفال بآبائهم وأمهاتهم، هي علاقة صعبة، ففي كثير من الأحيان تكون خالية من الحرية تحت مسمى المحبّة، وأغلبها يحل فيها كبرياؤنا مكان المحبّة، وبذلك يسهل دخولنا في صراع. في الواقع، عندما نربي أطفالنا، كيف تكون رؤيتنا لحياتنا؟ هل نربي أطفالنا ليعيشوا بحرية ويتعلموا كيف يعتمدون على أنفسهم، أو أننا “نكافئهم” لأنهم يستمعون إلينا؟ إذا كنا نفرح لأن أطفالنا يستمعون إلينا في كل شيء نحن بذلك نعترف ونوضح لأنفسنا أننا معصومون عن الخطأ وأننا دائماً على صواب وفرحنا هذا لأنهم يستمعون إلينا. ولكن في الوقت نفسه يجب أن نقلق إذا كانوا دائما ً يستمعون إلينا، وخاصة في مرحلة البلوغ، هذا الوقت الذي يبذل فيه طفل صغير جهداً للحصول على الحرية. أنهم بحاجة إلى محبتنا لكن ليس على حساب حريتهم، كما أنه ليست هناك حرية دون مسؤولية، ونحن اختبرنا ذلك عن تجربة. المتروبوليت بولس أسقف سيسانيو وسياستا |
||||